بسم الله الرحمن الرحيم
(النَّظْمُ البَدِيْعُ لِلَوَازِمِ نُصْرَةِ النَّبِيِّ الشَّفِيْعِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ)
مِنْ كِتَابِ شَيْخِنَا المُبَارَكِ:
أَبِي عَبدِ اللهِ مُحَمّدٍ بن عَبْدِاللَّهِ بَاجَمَّال (حفظهُ اللهُ تَعَالَى)!
المُقَدِّمَةُ:
أَقُوْلُ فِي نَظْمِ اللَّوَازِمِ الغُرَرْ *** مِنْ بَعْدِ حَمْدِ اللهِ فِي بِدْءِ الخَبَرْ
مُصَلِّيَاً عَلَى النَّبِيِّ الهَادِي *** مُحَمَّدِ المَبْعُوثِ بِالرَّشَادِ
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينْ *** لَهُمْ بِإحْسَانٍ عَلَى الدِّينِ المَتِينْ
فَدُونَكُمْ نَظْمُ كِتَابٍ فَائِقِ *** فِيْ نُصْرَةِ الشَّفِيعِ لِلْخَلائِقِ
لَخَّصْتُهَا جَمْعاً مِنَ (الإِرْشَادِ) *** مِنْ سِفْرِ دَاعٍ فَاضِلٍ يَا حَادِي
وَهْيَ لَوَازِمٌ بِهَا الإِيْمَانُ *** يَعْلُو وَيَرْبُو أَيُّهَا الإِنْسَانُ
لوَازِمُ نُصْرَةِ نَبِيِّ الرَّحْمَنِ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ:
أَوَّلُهَا اعْتِقَادُ أَنَّهُ بَشَرْ *** وَمِنْ بَنِيْ آدَمَ مَا فِيْ ذَا نَظَرْ
مِنْ عَرَبٍ ذُو شَرَفٍ عَالِ النَسَبْ *** أَرْسَلَهُ اللهُ لِعُجْمٍ وَعَرَبْ
وأَنَّهُ عَبْدٌ فَلَيْسَ يُعْبَدُ *** رَسُولُهُ المُصَدَّقُ المُمَجَّدُ
مَبْعُوثُهُ مِنْ خَيْرِ قَرْنٍ وُجِدَا *** وَسَيِّدٌ لِلْعَالَمِيْنَ مُجِّدَاْ
وأَنَّهُ المَكْتُوْبُ قَطْ نَبِيَّا *** وَآدَمٌ لمَّا يَزَلْ طَرِيَّا
وأَنَّهُ أيَّدَهُ بِالْمُعْجِزاتْ *** وَهْيَ كَثِيْرَةٌ وَمِنْها البَاهِرَاتْ
وأَنَّ خَيْرَ الخَلْقِ طُرَّاً أَحْمَدُ *** ومَنْ أطاعَهُ غَداً سَيُسْعَدُ
وأنَّهُ قَدْ جَاءَ بالفُرْقَانِ *** وَفَرَّقَ النَّاسَ بِذَا القُرْآنِ
وأَنَّ مِنْهُ الصَّدْرَ حَقّاً شُقَّا *** وَقَدْ مُلِيْ بحِكْمَةٍ وَ طُبِّقَا
وأنَّهُ الْمُرْسَلُ لِلإِنْسِ وَمَنْ *** كَانَ مِنَ الجِنِّ أَلا فَلْتُؤمِنَنْ
وأَنَّهُ الْمُرْسَلُ دُوْنَ الرُّسْلِ *** إلِىَ جَمِيعِ الخَلْقِ أَزْكَى الفَضْلِ
وأَنَّ رَبِّي أَخَذَ المِيثَاقا *** عَلَى جَمِيْعِ الأَنْبِيَا لَوْ لاقَا
أَنْ يُؤمِنُوا بِهِ ويَنْصُرُوهُ *** وأَنْ يُقِرُّوهُ ويُشهَدُوهُ
وَأَنَّهُ أَبْعَدَهُمْ عَنْ مَأْثَمِ *** وَعَنْ مَعَاصِي اللَّهِ رَبِّ الحَرَمِ
وَأَنَّهُ المَعْصُومُ مِنْ كَيْدِ العِدَا *** بِعِصْمَةِ اللّهِ فَيَا نِعْمَ الفِدَا
وأَنَّهُ الْمُرْسَلُ فِي كُلِّ الأُمَمْ *** ليُخْرِجَ النَّاسَ إلى النُّورِ الأَتَمْ
وأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ للخَلْقِ *** وَحْيٌ مِنَ اللهِ العَظِيمِ الحَقِّ
وأَنَّهُ الشَّاهِدُ فِينَا وَالشَّهِيدْ *** أرْسَلَهُ اللهُ لنَا نِعْمَ الشَّهِيدْ
وأنَّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ صَيَّرَهْ *** عَبْداً كَرِيمَاً بِالخِلالِ عَطَّرَهْ
وأنَّ مَا آتَاهُ عَلَّامُ الغُيُوبْ *** بِهِ الحَيَاةُ لِلْجُسُومِ والقُلُوبْ
إِذْ أَنَّهُ النُّورُ الْمُبِيْنُ الْمُنْزَلُ *** عَلَى الرَّسُوْلِ فَاحْفَظُوا وَرَتِّلُوا
وَأنّهُ أَرْسَلَهُ مُبَشِّرَا *** بِجَنَّةٍ لِمَنْ أَطَاعَ المُنْذِرَا
وَمَنْ عَصَى فَهْوَ لَهُ نَذِيْرُ *** مِنَ الجَحِيْمِ بئْسَتِ السَّعِيْرُ
أرْسَلَهُ اللَّهُ بِحَقٍّ دَاعِيَا *** وَلَمْ يَكُنْ لِأَجْرِهِ مُسْتَجْدِيَا
وَأنَّهُ صَيَّرهُ سِرَاجَا *** أَضَاءَ كُلَّ الخَلق وَالفجَاجَا
وأنَّ مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى *** نَبِيِّهِ أحْسَنُ شَيْءٍ رُتِّلا
وَأنَّهُ أُوْتِيْ جَوَامِعَ الكَلِمْ *** مُفَضِّلاً إِيَّاهُ مِنْ بَيْنِ الأُمَمْ
أَرْسَلَهُ اللهُ إِلَيْنَا أَجْمَعِينْ *** وَرَحْمَةً تُهْدَى لِكُلِّ العَالَمِينْ
وأَنَّهُ بِكل مُؤْمِنٍ رَحِيمْ *** كَذا رَؤُوفٌ هَادِ لِلدِّيْنِ القَوِيمْ
ولَمَ ْيَكُنْ يَوْمَاً غَلِيْظَاً فَظَّا *** إِلا عَلَى الكَافِرِ مِنْ أَهْلِ لَظَى
وَلا يَكُونُ العَبْدُ مِنَّا مُؤْمِنَا *** حَتَّى يُقِرَّ لافِظَاً وَمُوْقِنَا
مُعْتَرِفَاً بِأَنَّهُ قُدْوَتُهُ *** وَأَنَّهُ الإِمَامُ بَلْ أُسْوَتُهُ
وأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ الْمُصْطَفَى*** فَهَدْيُهُ مُقَدَّمٌ وَمُقْتَفَى
وأَنَّهُ الْمَعْصُومُ فِي التَّشْرِيْعِ *** أَخْبَرَ بِالْحَقِّ عَنِ السَّمِيْعِ
فَوَاجِبٌ طَاعَتُهُ عَلَيْنَا *** حَقَّاً عِبَادَ اللهِ مُذْ أَسْلَمْنَا
فَقَدِّمُوا طَاعَتََهُ فِيْمَا أَمَرْ *** وَمَا نَهَى عَنْهُ وَبِالْقَوْلِ زَجَرْ
وَأَوْجَبَ اللهُ لَنَا الإِيْمَانَا *** بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ إِذْعَانَا
وَحَرَّمَ الْخُرُوجَ عَنْ شَرِيْعَتِهْ *** وَمَنْ يُجْزْهُ كَافِرٌ فِي شِرْعَتِهْ
وَرَفْعُ صَوْتٍ فَوْقَهُ قَدْ حَرَّمَا *** حَيَّاً وَمَيْتَاً وَكَذَا التَّقَدُّمَا
وأَنَّهُ أَحَقُّ بِالإِرْضَاءِ *** سُحْقَاً وَبُعْدَاً لِذَوِي الشَّقَاءِ
وَحُكْمُهُ يُؤْخَذُ بِالقَبُوْلِ *** مِنْ دُوْنِ تَخْيِيْرٍ وَلا عُدُوْلِ
وَهَكَذَا التَّسْلِيْمُ لِلْقَضَاءِ *** إِذَا قَضَى مِنْ غيَرْ ِمَا مِرَاءِ
ولَازِمٌ رُجُوْعُنَا لِسُنَّتِهْ *** إِذَا تَنَازَعْنَا وَذَا مِنْ شِرْعَتِهْ
وَاعْمَلْ بِمَا صَحَّ عَنِ العَدْنَانِي *** وَلَمْ يَرِدْ فِي الذِّكْرِ وَالقُرْآنِ
وأَنَّهُ الأَمِيْنُ فِي الدِّيَانَةِ *** بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ فِي أَمَانَةِ
وأَنَّ شَرْعَهُ بِحَقٍّ نَاسِخُ *** لِكُلِّ شَرْعٍ وَعَلَيْهِ شَامِخُ
وأَنَّ مَنْ أَطَاعَهُ فَهْوَ الْمُطِيعْ *** لِرَبِّهِ سُبْحَانَهُ البَرِّ الشَّفِيعْ
فَحَقُّهُ التَّعْظِيْمُ وَالتَّوْقِيْرُ *** وَهَكَذَا الإِجْلالُ وَالتَّقْدِيْرُ
فَيُحْرَمُ اسْتَهْزَاءُ بِالنَّبِيِّ *** وَمَا أَتَى مِنْ شَرْعِهِ العَلِيِّ
ولَازِمٌ إِنْزَالُهُ مَا أَنْزَلَهْ *** فَإِنَّهُ عَبْدٌ رَسُوْلٌ أَرْسَلَهْ
نُصْرَتُهُ بِالْحَقِّ وَالدِّفَاعُ *** عَنْهُ بِعِلْمٍ أَيُّها الاتْبَاعُ
وأَنَّهُ لا يَعْلَمُ الغَيْبَ وَلا *** يَمْلِكُ نَفْعَ النَّفْسِ أَوْ ضُرَّاً وَلا
لَكِنَّهُ أَعْطِيْ مَفَاتِيْحَ الْخَزَنْ *** فِي الأَرْضِ مِنْ رَبٍّ لَهُ كُلُّ الْمِنَنْ
ولَازِمٌ تَقْدِيْمُهُ فِي الْحُبِّ *** حَتَّى عَلَى النَّفْسِ الَّتِيْ فِي الْجَنْبِ
وأَنَّهُ الأَزْهَدُ حَقَّاً لا مِرَا *** وَأَنَّهُ الأَتْقَى إِلَى رَبِّ الوَرَى
وأَنَّ رَبِّيْ أَكْمَلَ الدِّيْنَ بِهِ *** وتَمَّمَ النِّعْمَةَ فِي كِتَابِهِ
وأَنَّهُ بَلَّغَ دِيْنَ اللهِ *** أَتَمَّ تَبْلِيْغٍ بِلا اشْتِبَاهِ
وَلَمْ يَقُلْ فِي شَرْعِهِ تَكَلُّفَا *** غَيْرَ الَّذِيْ قِيْلَ لَهُ وَكُلِّفَا
وأَنَّهُ قَاتَلَ عُبَّادَ الوَثَنْ *** حَتَّى يُوَحِّدُوا الإِلَهَ ذَا الْمِنَنْ
وأَنَّهُ خَلِيْلُ رَبِّ العَالَمِينْ *** وَخَاتَمٌ لِلأَنْبِيَاءِ أَجْمَعِينْ
وأَنَّهُ أَحْسَنُهُمْ أَخْلاقَا *** تَوَاضُعاً وَكَرَمَاً إِنْفَاقَا
وأَنَّهُ الْمِثَالُ فِي الْحَيَاءِ *** أَشَدُّ مِنْ عَذْرَاءَ فِي الْخِبَاءِ
وأَنَّهُ للهِ حَقَّاً يَغْضَبُ *** وَلَيْسَ لِلنَّفْسِ انْتِقَامَاً يَطْلُبُ
وأَنَّهُ الأُمِّيُّ قَطْ مَا يَكْتُبُ *** وَلَيْسَ بِالقَارِئِ قَطْ مَا كَتَبُوا
وَلا يَقُوْلُ الشِّعْرَ إِنْشَاءً وَلا *** يُنْشِدُ مِنْهُ البَيْتَ وَزْناً كَامِلا
وأَنَّهُ مُلازِمٌ لِلْعَدْلِ *** فِي الْحُكِمِ وَالقِسْمَةِ ثُمَّ الفَصْلِ
وأَنَّهُ مِثْلُ أَبِيْنَا مَنْزِلا ** وَهَكَذَا بِالْمُؤْمِنِيْنَ أَوْلَى
ولَازِمٌ إِيْمَانُنَا بِالرُّسْلِ *** وَأَنْبِيَاءِ اللهِ أَهْلِِ الفَضْلِ
وأَنَّهُ الأَكْثَرُ فِيْهِمْ تَابِعَا *** لأَنَّهُ أُوْتِيَ وَحْيَاً جَامِعَا
وأَنَّ عَيْنَيْهِ تَنَامَانِ وَمَا *** يَنَامُ مِنْهُ القَلْبُ حَقّاًً فَاعْلَمَا
وأنَّهُ الأَخْشَى كَذَا أَتْقَانَا *** وَهَكَذَا أَعْلَمُنَا أزْكَانَا
ورِيْحُهُ كَالْمِسْكِ أَوْ كَالعَنْبَرِ*** وَالْيَدُ كَالثَّلْجِ كَمَا فِي الْخَبَرِ
وأَنَّهُ الأَشْجَعُ فِي هَذَا السَّوَادْ *** وَأَنَّهُ الأَصْدَقُ وَالبَرُّ الْجَوَادْ
وأَنَّهُ يَنْسَى كَنِسْيَانِ البَشَرْ *** ولَا يَكُونُ قَادِحَاً فِيْمَا أُمِرْ
وأَنََّّ أَزْوَاجَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ *** هُنَّ امُّهَاتٌ لِعُمُومِ الأُمَّةِ
وَخَصَّهُ اللهُ بِأَشْيَاءٍ أُخَرْ *** وَلَمْ تَكُنْ لِغَيْرِهِ مِنَ البَشَرْ
وَحَقُّهُ مِنَّا الصَّلاةُ وَالسَّلامْ *** صَلُّوا عَلَيْهِ سَلِّمُوا خَيْرِ الأَنَامْ
وأَنَّهُ مَغْفُوْرُُ ذَنْبٍ إِنْ حَصَلْ *** كَمَا أَتَى فِي الفَتْحِ فِي الآيِ الأُوَلْ
وأَنَّهُ قَدْ مَاتَ حَقَّاً وَأَتَتْ *** مَوْتَتُهُ الَّتِيْ عَلَيْهِ كُتِبَتْ
أُمَّتُهُ مَعْصُوْمَةٌ لا تَجْتَمِعْْ *** عَلَى الضَّلالِ جُمْلَةً فَلْتَسْتَمِعْ
وَأَنَّهَا خَيْرُ قُرُوْنِ الأُمَمِ *** شَرَّفَهَا اللهُ بِهَذَا الكَرَمِ
أَتْبَاعُهُ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَهْ *** عَلَى جَمِيْعِِ الْخَلْقِ فِي الْمَعْمُورَهْ
مَا ضَرَّهُمْ مُخَالِفٌ مُخَذِّلُ *** بِذَا أَتَانَا الْخَبَرُ الْمُعَدِّلُ
وأَنَّهُ الأَرْضُ لَهُ تَنْشَقُّ *** وَقَبْرُهُ أَوَّلُ مَا يَنْشَقُّ
وأَنَّهُ يُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ *** مِنْ غَيْرِ فَخْرٍ نَائِلاً لِلْمَجْدِ
وأَنَّهُ الصَّاحِبُ لِلْوَسِيْلَةِ *** أَسْمَى مَكَانٍ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ
وأَنَّهُ أُعْطِيَ نَهْرَ الْكَوْثَرِ *** وَالْحَوْضَ أَيْضَاً فِي عِرَاصِ الْمَحْشَرِ
وأَنَّهُ يُبْعَثُ فِي الْمَقَامِ *** وَشَافِعَاً لِلْخَلْقِ فِي الزِّحَامِ
فَإِنَّهُ صَاحِبُهُ الْمَحْمُودُ *** الشَّافِعُ الْمَرْضِيُّ والْمَوعُودُ
وأَنَّهُُ أَوَّلُ مَنْ يَجُوْزُ *** عَلَى الصِّرَاطِ بَعْدَهُ نَجُوْزُ
وأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ يَسْتَفْتِِحُ *** بِقَرْعِ بَابِ جَنَّةٍ فَيُفتَحُ
وأَنَّهُ أَوَّلُهُمْ دُخُوْلا *** لِجَنَّةِ الفِرْدَوْسِ يَاسَؤُوْلا
كَمَا أَتَى فِي الْخَبَرِ الصَّحِيْحِ *** عَنْ أَنَسٍ فِي الْمُسْنَدِ الرَّجِيْح
الخَاتِمَةُ:
وقَدْ تَقَضَّى النَّظْمُ لِلَّوَازِمِ *** مِنْ سِفْرِ شَيْخ عَالِيِ العَزَائِمِ
وقَدْ أَتَتْ كَمَا تَرَى فِيْ نَظْمِهَا *** عِقْدَاً جَمِيْلاً فَائِقَاً أَكْرِمْ بِهَا
فَأَسْأَلُ الْمَوْلَى لُزُوْمَ الْمُعْتَقَدْ *** وَالسَّيْرَ فِي الْهَدْيِ القَوِيْمِ الْمُنْعَقِدْ
وَأُُشْهِِدُ اللهَ وَمَنْ فِي ذَا نَظَرْ *** بِأَنَّنِي مُتَّبِعٌ أَهْلَ الأَثَرْ
وَكُلُُّّ مَا خُطَّ خِلافَ الحَقِّ *** رَدٌّ عَلَيَّ فَاعْمَلُوا بِالصِّدْقِ
وَالفَضْلُ لِلشَّيْخِ الكَرِيْمِ المُتَّبِعْ *** أَعْنِي(أَبَا جَمَّالِ)ذَاكَ الْمُنْتَفِعْ
مِنْ بَعْدِ فَضْلِ اللهِ ذِي الْجَلالِ *** وَصَاحِبِ النَّعْمَاءِ وَالإِجْلالِ
فَلا يَغُرَنَّكَ أَرْبَابُ الْهَوَى *** مَنْ زعَمُوا النُّصْرَةَ مِنْ أَهْلِ الْغَوَى
فَإِنَّهُمْ لَمْ يَفْقَهُوا الأُصُولا *** لِذَلِكُمْ قَدْ حُرِمُوا الوُصُولا
نُصْرَتُهُ بِالعِلْمِ لا بِالْجَهْلِ *** وهَكَذَا بِالقَوْلِ ثُمَّ اْلفِعْلِ
فَالعِلْمُ مِفْتَاحٌ لِكُلِّ خَيْرِ *** وَالْجَهلُ جَلابٌ لِكُلِّ ضَيْرِ
لَوَازِمٌ خُطَّتْ لَهَا آثَارُ *** طَيِّبَةٌ تَزْكُو بِهَا الأَعْمَارُ
إِنْ حُقِّقَتْ حَقَّاً فَقَدْ نِلْنَا العُلا *** مِنْ رَبِّنَا الرَّحِيْمِ جَلَّ وَعَلا
فَإِنَّهُ ذُو الفَضْلِ فِي الْبَرَايَا *** سُبْحَانَهُ الْمُنْعِمُ بِالْعَطَايَا
نَظَمَهَا /
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَبِيْحٍ التَّرِيْمِيّ غَفَرَ اللهُ لهُ ولِوَالِدَيهِ!
في السَّادِسِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةِ 1437هـ
(النَّظْمُ البَدِيْعُ لِلَوَازِمِ نُصْرَةِ النَّبِيِّ الشَّفِيْعِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ)
مِنْ كِتَابِ شَيْخِنَا المُبَارَكِ:
أَبِي عَبدِ اللهِ مُحَمّدٍ بن عَبْدِاللَّهِ بَاجَمَّال (حفظهُ اللهُ تَعَالَى)!
المُقَدِّمَةُ:
أَقُوْلُ فِي نَظْمِ اللَّوَازِمِ الغُرَرْ *** مِنْ بَعْدِ حَمْدِ اللهِ فِي بِدْءِ الخَبَرْ
مُصَلِّيَاً عَلَى النَّبِيِّ الهَادِي *** مُحَمَّدِ المَبْعُوثِ بِالرَّشَادِ
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينْ *** لَهُمْ بِإحْسَانٍ عَلَى الدِّينِ المَتِينْ
فَدُونَكُمْ نَظْمُ كِتَابٍ فَائِقِ *** فِيْ نُصْرَةِ الشَّفِيعِ لِلْخَلائِقِ
لَخَّصْتُهَا جَمْعاً مِنَ (الإِرْشَادِ) *** مِنْ سِفْرِ دَاعٍ فَاضِلٍ يَا حَادِي
وَهْيَ لَوَازِمٌ بِهَا الإِيْمَانُ *** يَعْلُو وَيَرْبُو أَيُّهَا الإِنْسَانُ
لوَازِمُ نُصْرَةِ نَبِيِّ الرَّحْمَنِ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ:
أَوَّلُهَا اعْتِقَادُ أَنَّهُ بَشَرْ *** وَمِنْ بَنِيْ آدَمَ مَا فِيْ ذَا نَظَرْ
مِنْ عَرَبٍ ذُو شَرَفٍ عَالِ النَسَبْ *** أَرْسَلَهُ اللهُ لِعُجْمٍ وَعَرَبْ
وأَنَّهُ عَبْدٌ فَلَيْسَ يُعْبَدُ *** رَسُولُهُ المُصَدَّقُ المُمَجَّدُ
مَبْعُوثُهُ مِنْ خَيْرِ قَرْنٍ وُجِدَا *** وَسَيِّدٌ لِلْعَالَمِيْنَ مُجِّدَاْ
وأَنَّهُ المَكْتُوْبُ قَطْ نَبِيَّا *** وَآدَمٌ لمَّا يَزَلْ طَرِيَّا
وأَنَّهُ أيَّدَهُ بِالْمُعْجِزاتْ *** وَهْيَ كَثِيْرَةٌ وَمِنْها البَاهِرَاتْ
وأَنَّ خَيْرَ الخَلْقِ طُرَّاً أَحْمَدُ *** ومَنْ أطاعَهُ غَداً سَيُسْعَدُ
وأنَّهُ قَدْ جَاءَ بالفُرْقَانِ *** وَفَرَّقَ النَّاسَ بِذَا القُرْآنِ
وأَنَّ مِنْهُ الصَّدْرَ حَقّاً شُقَّا *** وَقَدْ مُلِيْ بحِكْمَةٍ وَ طُبِّقَا
وأنَّهُ الْمُرْسَلُ لِلإِنْسِ وَمَنْ *** كَانَ مِنَ الجِنِّ أَلا فَلْتُؤمِنَنْ
وأَنَّهُ الْمُرْسَلُ دُوْنَ الرُّسْلِ *** إلِىَ جَمِيعِ الخَلْقِ أَزْكَى الفَضْلِ
وأَنَّ رَبِّي أَخَذَ المِيثَاقا *** عَلَى جَمِيْعِ الأَنْبِيَا لَوْ لاقَا
أَنْ يُؤمِنُوا بِهِ ويَنْصُرُوهُ *** وأَنْ يُقِرُّوهُ ويُشهَدُوهُ
وَأَنَّهُ أَبْعَدَهُمْ عَنْ مَأْثَمِ *** وَعَنْ مَعَاصِي اللَّهِ رَبِّ الحَرَمِ
وَأَنَّهُ المَعْصُومُ مِنْ كَيْدِ العِدَا *** بِعِصْمَةِ اللّهِ فَيَا نِعْمَ الفِدَا
وأَنَّهُ الْمُرْسَلُ فِي كُلِّ الأُمَمْ *** ليُخْرِجَ النَّاسَ إلى النُّورِ الأَتَمْ
وأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ للخَلْقِ *** وَحْيٌ مِنَ اللهِ العَظِيمِ الحَقِّ
وأَنَّهُ الشَّاهِدُ فِينَا وَالشَّهِيدْ *** أرْسَلَهُ اللهُ لنَا نِعْمَ الشَّهِيدْ
وأنَّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ صَيَّرَهْ *** عَبْداً كَرِيمَاً بِالخِلالِ عَطَّرَهْ
وأنَّ مَا آتَاهُ عَلَّامُ الغُيُوبْ *** بِهِ الحَيَاةُ لِلْجُسُومِ والقُلُوبْ
إِذْ أَنَّهُ النُّورُ الْمُبِيْنُ الْمُنْزَلُ *** عَلَى الرَّسُوْلِ فَاحْفَظُوا وَرَتِّلُوا
وَأنّهُ أَرْسَلَهُ مُبَشِّرَا *** بِجَنَّةٍ لِمَنْ أَطَاعَ المُنْذِرَا
وَمَنْ عَصَى فَهْوَ لَهُ نَذِيْرُ *** مِنَ الجَحِيْمِ بئْسَتِ السَّعِيْرُ
أرْسَلَهُ اللَّهُ بِحَقٍّ دَاعِيَا *** وَلَمْ يَكُنْ لِأَجْرِهِ مُسْتَجْدِيَا
وَأنَّهُ صَيَّرهُ سِرَاجَا *** أَضَاءَ كُلَّ الخَلق وَالفجَاجَا
وأنَّ مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى *** نَبِيِّهِ أحْسَنُ شَيْءٍ رُتِّلا
وَأنَّهُ أُوْتِيْ جَوَامِعَ الكَلِمْ *** مُفَضِّلاً إِيَّاهُ مِنْ بَيْنِ الأُمَمْ
أَرْسَلَهُ اللهُ إِلَيْنَا أَجْمَعِينْ *** وَرَحْمَةً تُهْدَى لِكُلِّ العَالَمِينْ
وأَنَّهُ بِكل مُؤْمِنٍ رَحِيمْ *** كَذا رَؤُوفٌ هَادِ لِلدِّيْنِ القَوِيمْ
ولَمَ ْيَكُنْ يَوْمَاً غَلِيْظَاً فَظَّا *** إِلا عَلَى الكَافِرِ مِنْ أَهْلِ لَظَى
وَلا يَكُونُ العَبْدُ مِنَّا مُؤْمِنَا *** حَتَّى يُقِرَّ لافِظَاً وَمُوْقِنَا
مُعْتَرِفَاً بِأَنَّهُ قُدْوَتُهُ *** وَأَنَّهُ الإِمَامُ بَلْ أُسْوَتُهُ
وأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ الْمُصْطَفَى*** فَهَدْيُهُ مُقَدَّمٌ وَمُقْتَفَى
وأَنَّهُ الْمَعْصُومُ فِي التَّشْرِيْعِ *** أَخْبَرَ بِالْحَقِّ عَنِ السَّمِيْعِ
فَوَاجِبٌ طَاعَتُهُ عَلَيْنَا *** حَقَّاً عِبَادَ اللهِ مُذْ أَسْلَمْنَا
فَقَدِّمُوا طَاعَتََهُ فِيْمَا أَمَرْ *** وَمَا نَهَى عَنْهُ وَبِالْقَوْلِ زَجَرْ
وَأَوْجَبَ اللهُ لَنَا الإِيْمَانَا *** بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ إِذْعَانَا
وَحَرَّمَ الْخُرُوجَ عَنْ شَرِيْعَتِهْ *** وَمَنْ يُجْزْهُ كَافِرٌ فِي شِرْعَتِهْ
وَرَفْعُ صَوْتٍ فَوْقَهُ قَدْ حَرَّمَا *** حَيَّاً وَمَيْتَاً وَكَذَا التَّقَدُّمَا
وأَنَّهُ أَحَقُّ بِالإِرْضَاءِ *** سُحْقَاً وَبُعْدَاً لِذَوِي الشَّقَاءِ
وَحُكْمُهُ يُؤْخَذُ بِالقَبُوْلِ *** مِنْ دُوْنِ تَخْيِيْرٍ وَلا عُدُوْلِ
وَهَكَذَا التَّسْلِيْمُ لِلْقَضَاءِ *** إِذَا قَضَى مِنْ غيَرْ ِمَا مِرَاءِ
ولَازِمٌ رُجُوْعُنَا لِسُنَّتِهْ *** إِذَا تَنَازَعْنَا وَذَا مِنْ شِرْعَتِهْ
وَاعْمَلْ بِمَا صَحَّ عَنِ العَدْنَانِي *** وَلَمْ يَرِدْ فِي الذِّكْرِ وَالقُرْآنِ
وأَنَّهُ الأَمِيْنُ فِي الدِّيَانَةِ *** بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ فِي أَمَانَةِ
وأَنَّ شَرْعَهُ بِحَقٍّ نَاسِخُ *** لِكُلِّ شَرْعٍ وَعَلَيْهِ شَامِخُ
وأَنَّ مَنْ أَطَاعَهُ فَهْوَ الْمُطِيعْ *** لِرَبِّهِ سُبْحَانَهُ البَرِّ الشَّفِيعْ
فَحَقُّهُ التَّعْظِيْمُ وَالتَّوْقِيْرُ *** وَهَكَذَا الإِجْلالُ وَالتَّقْدِيْرُ
فَيُحْرَمُ اسْتَهْزَاءُ بِالنَّبِيِّ *** وَمَا أَتَى مِنْ شَرْعِهِ العَلِيِّ
ولَازِمٌ إِنْزَالُهُ مَا أَنْزَلَهْ *** فَإِنَّهُ عَبْدٌ رَسُوْلٌ أَرْسَلَهْ
نُصْرَتُهُ بِالْحَقِّ وَالدِّفَاعُ *** عَنْهُ بِعِلْمٍ أَيُّها الاتْبَاعُ
وأَنَّهُ لا يَعْلَمُ الغَيْبَ وَلا *** يَمْلِكُ نَفْعَ النَّفْسِ أَوْ ضُرَّاً وَلا
لَكِنَّهُ أَعْطِيْ مَفَاتِيْحَ الْخَزَنْ *** فِي الأَرْضِ مِنْ رَبٍّ لَهُ كُلُّ الْمِنَنْ
ولَازِمٌ تَقْدِيْمُهُ فِي الْحُبِّ *** حَتَّى عَلَى النَّفْسِ الَّتِيْ فِي الْجَنْبِ
وأَنَّهُ الأَزْهَدُ حَقَّاً لا مِرَا *** وَأَنَّهُ الأَتْقَى إِلَى رَبِّ الوَرَى
وأَنَّ رَبِّيْ أَكْمَلَ الدِّيْنَ بِهِ *** وتَمَّمَ النِّعْمَةَ فِي كِتَابِهِ
وأَنَّهُ بَلَّغَ دِيْنَ اللهِ *** أَتَمَّ تَبْلِيْغٍ بِلا اشْتِبَاهِ
وَلَمْ يَقُلْ فِي شَرْعِهِ تَكَلُّفَا *** غَيْرَ الَّذِيْ قِيْلَ لَهُ وَكُلِّفَا
وأَنَّهُ قَاتَلَ عُبَّادَ الوَثَنْ *** حَتَّى يُوَحِّدُوا الإِلَهَ ذَا الْمِنَنْ
وأَنَّهُ خَلِيْلُ رَبِّ العَالَمِينْ *** وَخَاتَمٌ لِلأَنْبِيَاءِ أَجْمَعِينْ
وأَنَّهُ أَحْسَنُهُمْ أَخْلاقَا *** تَوَاضُعاً وَكَرَمَاً إِنْفَاقَا
وأَنَّهُ الْمِثَالُ فِي الْحَيَاءِ *** أَشَدُّ مِنْ عَذْرَاءَ فِي الْخِبَاءِ
وأَنَّهُ للهِ حَقَّاً يَغْضَبُ *** وَلَيْسَ لِلنَّفْسِ انْتِقَامَاً يَطْلُبُ
وأَنَّهُ الأُمِّيُّ قَطْ مَا يَكْتُبُ *** وَلَيْسَ بِالقَارِئِ قَطْ مَا كَتَبُوا
وَلا يَقُوْلُ الشِّعْرَ إِنْشَاءً وَلا *** يُنْشِدُ مِنْهُ البَيْتَ وَزْناً كَامِلا
وأَنَّهُ مُلازِمٌ لِلْعَدْلِ *** فِي الْحُكِمِ وَالقِسْمَةِ ثُمَّ الفَصْلِ
وأَنَّهُ مِثْلُ أَبِيْنَا مَنْزِلا ** وَهَكَذَا بِالْمُؤْمِنِيْنَ أَوْلَى
ولَازِمٌ إِيْمَانُنَا بِالرُّسْلِ *** وَأَنْبِيَاءِ اللهِ أَهْلِِ الفَضْلِ
وأَنَّهُ الأَكْثَرُ فِيْهِمْ تَابِعَا *** لأَنَّهُ أُوْتِيَ وَحْيَاً جَامِعَا
وأَنَّ عَيْنَيْهِ تَنَامَانِ وَمَا *** يَنَامُ مِنْهُ القَلْبُ حَقّاًً فَاعْلَمَا
وأنَّهُ الأَخْشَى كَذَا أَتْقَانَا *** وَهَكَذَا أَعْلَمُنَا أزْكَانَا
ورِيْحُهُ كَالْمِسْكِ أَوْ كَالعَنْبَرِ*** وَالْيَدُ كَالثَّلْجِ كَمَا فِي الْخَبَرِ
وأَنَّهُ الأَشْجَعُ فِي هَذَا السَّوَادْ *** وَأَنَّهُ الأَصْدَقُ وَالبَرُّ الْجَوَادْ
وأَنَّهُ يَنْسَى كَنِسْيَانِ البَشَرْ *** ولَا يَكُونُ قَادِحَاً فِيْمَا أُمِرْ
وأَنََّّ أَزْوَاجَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ *** هُنَّ امُّهَاتٌ لِعُمُومِ الأُمَّةِ
وَخَصَّهُ اللهُ بِأَشْيَاءٍ أُخَرْ *** وَلَمْ تَكُنْ لِغَيْرِهِ مِنَ البَشَرْ
وَحَقُّهُ مِنَّا الصَّلاةُ وَالسَّلامْ *** صَلُّوا عَلَيْهِ سَلِّمُوا خَيْرِ الأَنَامْ
وأَنَّهُ مَغْفُوْرُُ ذَنْبٍ إِنْ حَصَلْ *** كَمَا أَتَى فِي الفَتْحِ فِي الآيِ الأُوَلْ
وأَنَّهُ قَدْ مَاتَ حَقَّاً وَأَتَتْ *** مَوْتَتُهُ الَّتِيْ عَلَيْهِ كُتِبَتْ
أُمَّتُهُ مَعْصُوْمَةٌ لا تَجْتَمِعْْ *** عَلَى الضَّلالِ جُمْلَةً فَلْتَسْتَمِعْ
وَأَنَّهَا خَيْرُ قُرُوْنِ الأُمَمِ *** شَرَّفَهَا اللهُ بِهَذَا الكَرَمِ
أَتْبَاعُهُ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَهْ *** عَلَى جَمِيْعِِ الْخَلْقِ فِي الْمَعْمُورَهْ
مَا ضَرَّهُمْ مُخَالِفٌ مُخَذِّلُ *** بِذَا أَتَانَا الْخَبَرُ الْمُعَدِّلُ
وأَنَّهُ الأَرْضُ لَهُ تَنْشَقُّ *** وَقَبْرُهُ أَوَّلُ مَا يَنْشَقُّ
وأَنَّهُ يُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ *** مِنْ غَيْرِ فَخْرٍ نَائِلاً لِلْمَجْدِ
وأَنَّهُ الصَّاحِبُ لِلْوَسِيْلَةِ *** أَسْمَى مَكَانٍ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ
وأَنَّهُ أُعْطِيَ نَهْرَ الْكَوْثَرِ *** وَالْحَوْضَ أَيْضَاً فِي عِرَاصِ الْمَحْشَرِ
وأَنَّهُ يُبْعَثُ فِي الْمَقَامِ *** وَشَافِعَاً لِلْخَلْقِ فِي الزِّحَامِ
فَإِنَّهُ صَاحِبُهُ الْمَحْمُودُ *** الشَّافِعُ الْمَرْضِيُّ والْمَوعُودُ
وأَنَّهُُ أَوَّلُ مَنْ يَجُوْزُ *** عَلَى الصِّرَاطِ بَعْدَهُ نَجُوْزُ
وأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ يَسْتَفْتِِحُ *** بِقَرْعِ بَابِ جَنَّةٍ فَيُفتَحُ
وأَنَّهُ أَوَّلُهُمْ دُخُوْلا *** لِجَنَّةِ الفِرْدَوْسِ يَاسَؤُوْلا
كَمَا أَتَى فِي الْخَبَرِ الصَّحِيْحِ *** عَنْ أَنَسٍ فِي الْمُسْنَدِ الرَّجِيْح
الخَاتِمَةُ:
وقَدْ تَقَضَّى النَّظْمُ لِلَّوَازِمِ *** مِنْ سِفْرِ شَيْخ عَالِيِ العَزَائِمِ
وقَدْ أَتَتْ كَمَا تَرَى فِيْ نَظْمِهَا *** عِقْدَاً جَمِيْلاً فَائِقَاً أَكْرِمْ بِهَا
فَأَسْأَلُ الْمَوْلَى لُزُوْمَ الْمُعْتَقَدْ *** وَالسَّيْرَ فِي الْهَدْيِ القَوِيْمِ الْمُنْعَقِدْ
وَأُُشْهِِدُ اللهَ وَمَنْ فِي ذَا نَظَرْ *** بِأَنَّنِي مُتَّبِعٌ أَهْلَ الأَثَرْ
وَكُلُُّّ مَا خُطَّ خِلافَ الحَقِّ *** رَدٌّ عَلَيَّ فَاعْمَلُوا بِالصِّدْقِ
وَالفَضْلُ لِلشَّيْخِ الكَرِيْمِ المُتَّبِعْ *** أَعْنِي(أَبَا جَمَّالِ)ذَاكَ الْمُنْتَفِعْ
مِنْ بَعْدِ فَضْلِ اللهِ ذِي الْجَلالِ *** وَصَاحِبِ النَّعْمَاءِ وَالإِجْلالِ
فَلا يَغُرَنَّكَ أَرْبَابُ الْهَوَى *** مَنْ زعَمُوا النُّصْرَةَ مِنْ أَهْلِ الْغَوَى
فَإِنَّهُمْ لَمْ يَفْقَهُوا الأُصُولا *** لِذَلِكُمْ قَدْ حُرِمُوا الوُصُولا
نُصْرَتُهُ بِالعِلْمِ لا بِالْجَهْلِ *** وهَكَذَا بِالقَوْلِ ثُمَّ اْلفِعْلِ
فَالعِلْمُ مِفْتَاحٌ لِكُلِّ خَيْرِ *** وَالْجَهلُ جَلابٌ لِكُلِّ ضَيْرِ
لَوَازِمٌ خُطَّتْ لَهَا آثَارُ *** طَيِّبَةٌ تَزْكُو بِهَا الأَعْمَارُ
إِنْ حُقِّقَتْ حَقَّاً فَقَدْ نِلْنَا العُلا *** مِنْ رَبِّنَا الرَّحِيْمِ جَلَّ وَعَلا
فَإِنَّهُ ذُو الفَضْلِ فِي الْبَرَايَا *** سُبْحَانَهُ الْمُنْعِمُ بِالْعَطَايَا
نَظَمَهَا /
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَبِيْحٍ التَّرِيْمِيّ غَفَرَ اللهُ لهُ ولِوَالِدَيهِ!
في السَّادِسِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةِ 1437هـ