بسم الله الرحمن الرحيم
تَذْكِيرُ الجُهَّالِ
بِفَضْلِ العِلْمِ عَلَى المَالِ
............
مَافَضَّلَ اللَّهُ خَيرَ النَّاسِ بِالمَالِ *** لَكِنَّ فَضَّلَهُمْ بِالعِلْمِ وَالحَالِ
وَاللَّهُ أَبْعَثَ فِي قَوْمٍ لَهُمْ شَغَبٌ *** طَالُوتَ مَلْكاً وَلَمْ يَبْعَثُ بِذِي مَالِ
اللَّهُ فَضَّلَهُ بِالعِلْمِ مُمْتَدِحَاً *** وَالجِسْمُ ﻻ بِالغِنَى فِي عَصْرِهِ الخَالِي
حَتَّى إِذَا مَا رَأَى السُّلْطَانَ تَمَّ لَهُ *** وَأَذْعَنَ القَومُ لِلْبَارِي بِإِجْلالِ
أَزْجَى لَهُمْ رَبُّنَا مِنْ بَعْدِهِ مَلِكَاً *** دَاوُدَ يَنْسُجُ دِرْعَاً ذَاتَ سِرْبَالِ
كَذَلِكَ اللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ كَرَمَاً *** وَيَنْزَعُ المُلْكَ مِمَّنْ شَاءَ مِنْ وَالِ
وَالعِلْمُ أَفْضَلُ مُلْكٍ قَدْ يَمُنُّ بِهِ *** رَبِّيْ عَلَى مَنْ يَرَاهُ أَهْلَ إِفْضَالِ
وَالمَرْءُ بِالعِلْمِ يُعْطَى المَالَ نَافِلَةً *** وَلَيْسَ بِالمَالِ يُعْطَى عِلْمَ مِكْيَالِ
وَالرَّأْيُ بِالعِلْمِ مَحْمُودٌ عَوَاقِبُهُ *** وَلَيْسَ يُحْمَدُ ذِكْرَاً رَأيُ جُهَّالِ
لَو كَانَ يَرْفَعُ مَالٌ قَدْرَ صَاحِبِهِ *** لَكَانَ يَرْفَعُ قَارُوْنَاً كَمِيْكَالِ
وَالمُلْكُ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ ﻻ يَعُودُ عَلَى *** ذِي المُلْكِ إِﻻ بِآصَارٍ وَأَغْلالِ
أَﻻ تَرَى أَنَّ فِرْعَونَاً أَحَاطَ بِهِ *** طُغْيَانُهُ فَتَمَطَّى خَيْلَ آجَالِ
وَ مَا اسْتَفَادَ مِنَ الطُّغْيَانِ غَطْرَسَةً *** سِوَى الجَحِيْمِ وَ إِرْغَامٍ وَ إِذْلالِ
وَ أَنَّ قَارُونَ مَا زَالَ الغُرُورُ بِهِ *** حَتَّى تَجَلْجَلَ فِي أَرْضٍ بِزِلْزَالِ
فَلا تَكُنْ يَافَتَى مِمَّنْ تُزَعْزِعُهُ *** رِيْحُ الفلوسِ وَ ﻻيَبْقَى عَلَى حَالِ
قَدْ يُوجَدُ المَالُ فِيْمَنْ ﻻ خَلاقَ لَهُ *** وَﻻيُسَاوَى بِدِيْنٍ وَزْنَ مِثْقَالِ
وَالحُبُّ فِي اللَّهِ مِنْ أَقْوَى أَوَاصِرُنَا *** وَالبُغْضُ فِيْهِ فَلا تَسمع لِدَجَّالِ
إِذَا تَعَالَى ﻷَجْلِ المَالِ بَعْضَهُمُ *** فَالقَدْرُ لِلْمَالِ ﻻ لِلْمُتْرِفِ الغَالِي
وَإِنْ فُضِلْتَ بِنَعْلٍ أَنْتَ تَلْبسهاُ *** فَالفَضْلُ لِلْنعْلِ يُعْزَى ﻻ ﻷشكال
ﻻ تَنْسَ أَنَّ لَيَالِي الدَّهْرِ دَائِرَةٌ *** غَنِيُّ ذَا اليَوْمَ قَدْ يُمْنَى بِإِقْلالِ
فَبَيْنَمَا أَنْتَ فِي خَفْضٍ وَفِي دَعَةٍ *** غَدَاً تَكُوْنُ فَقِيْرَاً كَاسِفَ البَالِ
وَارْفِقْ بِنَفْسِكَ إِنْ مَنَّاكَ خَادِعُهَا *** بِرُتْبَةٍ رُبَّمَا تُرْدَى بِآمَالِ
وَاعْلَمْ بِأَنَّ المَنَايَا إِنْ أُحِطَّتَ بِهَا *** تُنْسَى بِأَنَّكَ ذُو قَصْرٍ وَ أَمْوَالِ
وَإِنْ نَزَلْتَ ظَلامِ القَبْرِ فِي كَفَنٍ *** يَسُؤْكَ قَبْرُكَ مِنْ ضِيْقٍ وَ أَهْوَالِ
إِذَا تَوَجَّهْتَ إِبَّانَ السُّؤَالِ بِهِ *** يَرُوعُكَ السُّؤْلُ عَنْ رَبٍّ وَإِرْسَالِ
وَﻻ يَكُونُ سِوَى التَّقْوَى اللِّبَاسُ بِهِ *** إِذَا اتَّقَيْتَ وَ ﻻ حَظَّ لِمُخْتَالِ
بِذَا تَبَيَّنَ أَنْ العِلْمَ مَنْزِلُهُ *** أَجَلُّ قَدْرَاً يُرَى مِنْ مَنْزِلٍ عَالٍ
وَالمَالُ إِنْ كَانَ فِي خَيْرٍ يُجَادُ بِهِ *** أَكْرِمَ بِمَالِ عَلَى الخَيْرَاتِ هَطَّالِ
وَأَخْبَثُ المَالِ مَالٌ قَدْ يُصَدُّ بِهِ *** عَنِ الهُدَى مِنْ خَبِيثِ النَّفْسِ ختال
وَ مَا يَكُونُ رِئَاءَ النَّاسِ مِنْ سَفَهٍ *** بِهِ يُجَادُ وَ ﻻيُرجَى ﻷَحْمَالِ
ومايُبَاهَى بِهِ فِي قَوْمِنَا بَطراً *** فِي اﻷَكْلِ وَالشُّرْبِ أَوْ فِيْ عزفِ مَوَّالِ
.............
أبو عُمرَ عَبدُ الكَرِيمِ الجَعْمِيُّ
14 /رمضان 1437 هــ
تَذْكِيرُ الجُهَّالِ
بِفَضْلِ العِلْمِ عَلَى المَالِ
............
مَافَضَّلَ اللَّهُ خَيرَ النَّاسِ بِالمَالِ *** لَكِنَّ فَضَّلَهُمْ بِالعِلْمِ وَالحَالِ
وَاللَّهُ أَبْعَثَ فِي قَوْمٍ لَهُمْ شَغَبٌ *** طَالُوتَ مَلْكاً وَلَمْ يَبْعَثُ بِذِي مَالِ
اللَّهُ فَضَّلَهُ بِالعِلْمِ مُمْتَدِحَاً *** وَالجِسْمُ ﻻ بِالغِنَى فِي عَصْرِهِ الخَالِي
حَتَّى إِذَا مَا رَأَى السُّلْطَانَ تَمَّ لَهُ *** وَأَذْعَنَ القَومُ لِلْبَارِي بِإِجْلالِ
أَزْجَى لَهُمْ رَبُّنَا مِنْ بَعْدِهِ مَلِكَاً *** دَاوُدَ يَنْسُجُ دِرْعَاً ذَاتَ سِرْبَالِ
كَذَلِكَ اللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ كَرَمَاً *** وَيَنْزَعُ المُلْكَ مِمَّنْ شَاءَ مِنْ وَالِ
وَالعِلْمُ أَفْضَلُ مُلْكٍ قَدْ يَمُنُّ بِهِ *** رَبِّيْ عَلَى مَنْ يَرَاهُ أَهْلَ إِفْضَالِ
وَالمَرْءُ بِالعِلْمِ يُعْطَى المَالَ نَافِلَةً *** وَلَيْسَ بِالمَالِ يُعْطَى عِلْمَ مِكْيَالِ
وَالرَّأْيُ بِالعِلْمِ مَحْمُودٌ عَوَاقِبُهُ *** وَلَيْسَ يُحْمَدُ ذِكْرَاً رَأيُ جُهَّالِ
لَو كَانَ يَرْفَعُ مَالٌ قَدْرَ صَاحِبِهِ *** لَكَانَ يَرْفَعُ قَارُوْنَاً كَمِيْكَالِ
وَالمُلْكُ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ ﻻ يَعُودُ عَلَى *** ذِي المُلْكِ إِﻻ بِآصَارٍ وَأَغْلالِ
أَﻻ تَرَى أَنَّ فِرْعَونَاً أَحَاطَ بِهِ *** طُغْيَانُهُ فَتَمَطَّى خَيْلَ آجَالِ
وَ مَا اسْتَفَادَ مِنَ الطُّغْيَانِ غَطْرَسَةً *** سِوَى الجَحِيْمِ وَ إِرْغَامٍ وَ إِذْلالِ
وَ أَنَّ قَارُونَ مَا زَالَ الغُرُورُ بِهِ *** حَتَّى تَجَلْجَلَ فِي أَرْضٍ بِزِلْزَالِ
فَلا تَكُنْ يَافَتَى مِمَّنْ تُزَعْزِعُهُ *** رِيْحُ الفلوسِ وَ ﻻيَبْقَى عَلَى حَالِ
قَدْ يُوجَدُ المَالُ فِيْمَنْ ﻻ خَلاقَ لَهُ *** وَﻻيُسَاوَى بِدِيْنٍ وَزْنَ مِثْقَالِ
وَالحُبُّ فِي اللَّهِ مِنْ أَقْوَى أَوَاصِرُنَا *** وَالبُغْضُ فِيْهِ فَلا تَسمع لِدَجَّالِ
إِذَا تَعَالَى ﻷَجْلِ المَالِ بَعْضَهُمُ *** فَالقَدْرُ لِلْمَالِ ﻻ لِلْمُتْرِفِ الغَالِي
وَإِنْ فُضِلْتَ بِنَعْلٍ أَنْتَ تَلْبسهاُ *** فَالفَضْلُ لِلْنعْلِ يُعْزَى ﻻ ﻷشكال
ﻻ تَنْسَ أَنَّ لَيَالِي الدَّهْرِ دَائِرَةٌ *** غَنِيُّ ذَا اليَوْمَ قَدْ يُمْنَى بِإِقْلالِ
فَبَيْنَمَا أَنْتَ فِي خَفْضٍ وَفِي دَعَةٍ *** غَدَاً تَكُوْنُ فَقِيْرَاً كَاسِفَ البَالِ
وَارْفِقْ بِنَفْسِكَ إِنْ مَنَّاكَ خَادِعُهَا *** بِرُتْبَةٍ رُبَّمَا تُرْدَى بِآمَالِ
وَاعْلَمْ بِأَنَّ المَنَايَا إِنْ أُحِطَّتَ بِهَا *** تُنْسَى بِأَنَّكَ ذُو قَصْرٍ وَ أَمْوَالِ
وَإِنْ نَزَلْتَ ظَلامِ القَبْرِ فِي كَفَنٍ *** يَسُؤْكَ قَبْرُكَ مِنْ ضِيْقٍ وَ أَهْوَالِ
إِذَا تَوَجَّهْتَ إِبَّانَ السُّؤَالِ بِهِ *** يَرُوعُكَ السُّؤْلُ عَنْ رَبٍّ وَإِرْسَالِ
وَﻻ يَكُونُ سِوَى التَّقْوَى اللِّبَاسُ بِهِ *** إِذَا اتَّقَيْتَ وَ ﻻ حَظَّ لِمُخْتَالِ
بِذَا تَبَيَّنَ أَنْ العِلْمَ مَنْزِلُهُ *** أَجَلُّ قَدْرَاً يُرَى مِنْ مَنْزِلٍ عَالٍ
وَالمَالُ إِنْ كَانَ فِي خَيْرٍ يُجَادُ بِهِ *** أَكْرِمَ بِمَالِ عَلَى الخَيْرَاتِ هَطَّالِ
وَأَخْبَثُ المَالِ مَالٌ قَدْ يُصَدُّ بِهِ *** عَنِ الهُدَى مِنْ خَبِيثِ النَّفْسِ ختال
وَ مَا يَكُونُ رِئَاءَ النَّاسِ مِنْ سَفَهٍ *** بِهِ يُجَادُ وَ ﻻيُرجَى ﻷَحْمَالِ
ومايُبَاهَى بِهِ فِي قَوْمِنَا بَطراً *** فِي اﻷَكْلِ وَالشُّرْبِ أَوْ فِيْ عزفِ مَوَّالِ
.............
أبو عُمرَ عَبدُ الكَرِيمِ الجَعْمِيُّ
14 /رمضان 1437 هــ