بسم الله الرحمن الرحيم
(تَحْذِيرُ اﻷَصْحَابِ مِنْ عَقَارِبِ النَّتِّ وَ الوَاتِسَابِ)
................
رَأَيْتُ النَّتِّ قَدْ سَرَقَ القُلُوبَا *** وَ فًَرَّقَهَا شَمَاﻻ اَوْ جَنُوبَا
أَرَاهُ فَرَّقَ اﻷَصْحَابَ رَأْيَاً *** وَ أَبْدَلَهُمْ مِنْ الحِلَقِ القُرُوبَا
وَ قَدْ يُؤْتَى بِزَيدٍ أَوْ بِعَمْرٍو *** لِيُذْكِيْ فِيْ القُرُوبَاتِ الحُرُوبَا
وَ عَبْرِ الخَاصِ قَدْ يَغْزُو فُلَانَاً *** وَعَبْرِ العَامِ قَدْ يَغْزُو قُرُوبَا
تَصَدَّرَ فِيْهِ بَعْضُ النَّاسِ جَهْلاً *** وَ ﻻ يَدْرِي مِنْ الجَهْلِ العُيُوبَا
وَيُفْتِي فِيْ النَّوَازِلِ كُلُّ غُمْرٍ*** وَكَمْ غُمْرٍ غَدَا فِيْهَا خَطِيْبَا
و َمَا عَرَفَ اﻷُصُولَ وَ ﻻ فُرُوعَا *** وَ مَا حَفِظَ الحَدِيْثَ وَ ﻻ الغَرِيْبَا
وَلَكِنْ كُلُّ مَا فِيْ اﻷَمْرِ نَسْخٌ *** وَ لَصْقٌ يَمْلَأُ الشَّبَكَ الرَّحِيْبَا
بِهِ كَثُرَ الجِدَالُ عَلَى أُمُورٍ*** عَلَيْهَا قَدْ تَآلَفْنَا قُلُوبَا
وَ قَدْ كُنَّا عَلَيْهَا ﻻ نُمَارِي *** وَ ﻻ نَقْلِي بَعِيْدَاً أَو قَرِيْبَا
فَمَنْ ذَا كَانَ يَرْضَى أَنْ يُعَادِي***أَخَاهُ عَلَى الحَمِيَّة ِأَوْ حَبِيْبَا
وَ كُلُّهُمُ عَلَى دِيْنٍ قَوِيْمٍ *** وَ كُلُّهُمُ يَرَى اﻷَطْمَاعَ ذِيْبَا
وَلَكِنَّ الجِدَالَ إِذَا تَمَادَى *** و َلَوْ فِي الحَقِّ قَدْ يُعْمِي القُلُوبَا
فَهَلْ مِنْ يَقْظَةٍ أَبْنَاءَ قَوْمِي *** بِهَا نَأْبَى التَّشَرْذُمَ أَنْ يَؤُوبَا
وَ نَرْجِعُ مِثْلَمَا كُنَّا دُعَاةً *** لِدِيْنِ اللَّهِ ﻻ نَرْضَى نَعِيْبَا
فَإِنَّا إِخْوَةٌ مِنْ قَبْلِ هَرْجٍ *** وَ مَرْجٍ نَنْتَحِي العَمَلَ الدَّؤُوبَا
عَلَيْهَا قَْد تَآخَيْنَا زَمَانَاً *** وَ نَحْنُ نُرَقِّعُ الثَّوْبَ القَشِيْبَا
وَقَدْ كَانَتْ سَعَادَتُنَا تَرَاءَى *** لَنَا قَمَرَاً يُضِيءُ لَنَا الدُّرُوبَا
وَ مَا كُنَّا نُحَابِي ذَاتَ يَوْمٍ *** بِدَعْوَتِنَا شَمَاﻻً أَوْجَنُوبَا
وَ كَانَتْ عِنْدَنَا أَسْمَى وَ أَغْلَى *** مِنَ الدُّنْيَا إِذَا كَانَتْ حَلُوبَا
ﻷَنَّا لَيْسَ تَفْصِلُنَا حُدُودٌ *** إِذَا وَ ضَعُوا جِدَاراً أَوْ كَثِيْبَا
وَ ﻻ لَنْ يَسْتَفِيْدَ مِنَ التَّمَارِي *** سِوَى مَنْ كَانَ يَفْرِينَا جُنُوبَا
وَ مَا هِيَ غَيْرُ زَوبَعَةٍ وَ تَمْضِي *** وَغَيْرُ سَحَابَةٍ حَمَلَتْ كَذُوبَا
وَ تَرْكُ سِيَاسَةٍ فِي بَعْضِ وَقْتٍ *** يُعَدُّ سِيَاسَةً َفاسْمَعْ لَبِيْبَا
كَفَانَا مِنْ مَغَبَّتِهَا رِجَالٌ *** لِوَجْهِ اللَّهِ قَدْ حَمَلُوا الخُطُوبَا
وَ مَا شُغِلُوا عَنِ التَّدْرِيْسِ يَومَاً *** بِأَحْدَاثٍ نَضِيْقُ بِهَا شُعُوبَا
وَ ﻻ أَعْنِي بِذَا مَنْ سَخَّرُوهُ ***ِ لنَشْرِ العِلْمِ نَدْبَاً أَوْ وُجُوبَا
جَزَاهُم رَبُّنَا خَيْراًعَلَى مَا *** بِهِ قَامُوا وَ نَقَّاهُم جُيُوبَا
ولَِكنِّي بِهِ أَعْنِي أُنَاسَاً *** لَهُمْ رِيْحٌ تُؤَرِّقُنَا هَبُوبَا
..............
أبو عمر عبد الكريم الجعمي
36 شعبان 1437ه
(تَحْذِيرُ اﻷَصْحَابِ مِنْ عَقَارِبِ النَّتِّ وَ الوَاتِسَابِ)
................
رَأَيْتُ النَّتِّ قَدْ سَرَقَ القُلُوبَا *** وَ فًَرَّقَهَا شَمَاﻻ اَوْ جَنُوبَا
أَرَاهُ فَرَّقَ اﻷَصْحَابَ رَأْيَاً *** وَ أَبْدَلَهُمْ مِنْ الحِلَقِ القُرُوبَا
وَ قَدْ يُؤْتَى بِزَيدٍ أَوْ بِعَمْرٍو *** لِيُذْكِيْ فِيْ القُرُوبَاتِ الحُرُوبَا
وَ عَبْرِ الخَاصِ قَدْ يَغْزُو فُلَانَاً *** وَعَبْرِ العَامِ قَدْ يَغْزُو قُرُوبَا
تَصَدَّرَ فِيْهِ بَعْضُ النَّاسِ جَهْلاً *** وَ ﻻ يَدْرِي مِنْ الجَهْلِ العُيُوبَا
وَيُفْتِي فِيْ النَّوَازِلِ كُلُّ غُمْرٍ*** وَكَمْ غُمْرٍ غَدَا فِيْهَا خَطِيْبَا
و َمَا عَرَفَ اﻷُصُولَ وَ ﻻ فُرُوعَا *** وَ مَا حَفِظَ الحَدِيْثَ وَ ﻻ الغَرِيْبَا
وَلَكِنْ كُلُّ مَا فِيْ اﻷَمْرِ نَسْخٌ *** وَ لَصْقٌ يَمْلَأُ الشَّبَكَ الرَّحِيْبَا
بِهِ كَثُرَ الجِدَالُ عَلَى أُمُورٍ*** عَلَيْهَا قَدْ تَآلَفْنَا قُلُوبَا
وَ قَدْ كُنَّا عَلَيْهَا ﻻ نُمَارِي *** وَ ﻻ نَقْلِي بَعِيْدَاً أَو قَرِيْبَا
فَمَنْ ذَا كَانَ يَرْضَى أَنْ يُعَادِي***أَخَاهُ عَلَى الحَمِيَّة ِأَوْ حَبِيْبَا
وَ كُلُّهُمُ عَلَى دِيْنٍ قَوِيْمٍ *** وَ كُلُّهُمُ يَرَى اﻷَطْمَاعَ ذِيْبَا
وَلَكِنَّ الجِدَالَ إِذَا تَمَادَى *** و َلَوْ فِي الحَقِّ قَدْ يُعْمِي القُلُوبَا
فَهَلْ مِنْ يَقْظَةٍ أَبْنَاءَ قَوْمِي *** بِهَا نَأْبَى التَّشَرْذُمَ أَنْ يَؤُوبَا
وَ نَرْجِعُ مِثْلَمَا كُنَّا دُعَاةً *** لِدِيْنِ اللَّهِ ﻻ نَرْضَى نَعِيْبَا
فَإِنَّا إِخْوَةٌ مِنْ قَبْلِ هَرْجٍ *** وَ مَرْجٍ نَنْتَحِي العَمَلَ الدَّؤُوبَا
عَلَيْهَا قَْد تَآخَيْنَا زَمَانَاً *** وَ نَحْنُ نُرَقِّعُ الثَّوْبَ القَشِيْبَا
وَقَدْ كَانَتْ سَعَادَتُنَا تَرَاءَى *** لَنَا قَمَرَاً يُضِيءُ لَنَا الدُّرُوبَا
وَ مَا كُنَّا نُحَابِي ذَاتَ يَوْمٍ *** بِدَعْوَتِنَا شَمَاﻻً أَوْجَنُوبَا
وَ كَانَتْ عِنْدَنَا أَسْمَى وَ أَغْلَى *** مِنَ الدُّنْيَا إِذَا كَانَتْ حَلُوبَا
ﻷَنَّا لَيْسَ تَفْصِلُنَا حُدُودٌ *** إِذَا وَ ضَعُوا جِدَاراً أَوْ كَثِيْبَا
وَ ﻻ لَنْ يَسْتَفِيْدَ مِنَ التَّمَارِي *** سِوَى مَنْ كَانَ يَفْرِينَا جُنُوبَا
وَ مَا هِيَ غَيْرُ زَوبَعَةٍ وَ تَمْضِي *** وَغَيْرُ سَحَابَةٍ حَمَلَتْ كَذُوبَا
وَ تَرْكُ سِيَاسَةٍ فِي بَعْضِ وَقْتٍ *** يُعَدُّ سِيَاسَةً َفاسْمَعْ لَبِيْبَا
كَفَانَا مِنْ مَغَبَّتِهَا رِجَالٌ *** لِوَجْهِ اللَّهِ قَدْ حَمَلُوا الخُطُوبَا
وَ مَا شُغِلُوا عَنِ التَّدْرِيْسِ يَومَاً *** بِأَحْدَاثٍ نَضِيْقُ بِهَا شُعُوبَا
وَ ﻻ أَعْنِي بِذَا مَنْ سَخَّرُوهُ ***ِ لنَشْرِ العِلْمِ نَدْبَاً أَوْ وُجُوبَا
جَزَاهُم رَبُّنَا خَيْراًعَلَى مَا *** بِهِ قَامُوا وَ نَقَّاهُم جُيُوبَا
ولَِكنِّي بِهِ أَعْنِي أُنَاسَاً *** لَهُمْ رِيْحٌ تُؤَرِّقُنَا هَبُوبَا
..............
أبو عمر عبد الكريم الجعمي
36 شعبان 1437ه