بسم الله الرحن الرحيم
عَاقِبَةُ الغُرُورِ
_____________
ظَنَّ الذُّبَابُ بِأَنَّ الليْثَ يَحْقِرُهُ ... وَ ﻻيُبَالِي بِهِ إِنْ طَنَّ فِي اﻷُذُنِ
فَقَامَ مِنْ فَوْقِهِ يَخْتَالُ فِي أَشَرٍ … وَالليْثُ كَالصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ مِنْ قَطَنِ(1)
وَقَالَ فِي نَفْسِهِ وَالحِقْدُ يَحْفِزُهُ … ﻷَبْعَثَنَّ عَلَيْهِ الحَرْبَ مِنْ دَخَن
ﻷَجْلِبَنَّ بِخُرْطُوْمِيْ وَأَرْنَبَتِيْ … عَلَى خَيَاشِيْمِهِ إِنْ غَطَّ فِي الوَسَنِ
حَتَّى تَسِيْلَ دِمَاهُ فِي مَنَاخِرِهِ … لِيَعْلَمَنْ مَنْ أَنَا إِنْ كَانْ لَمْ يَرَنِيْ
مَضَى الذُّبَابُ عَلَى مَا كَانَ قَرَّرَهُ … مِنْ الدُّخُولِ عَلَى الضِّرْغَامِ بِالوَهَنِ
فَبَيْنَمَا هُوَ قَدْ حَطَّ الرِّحَالَ عَلَى … خُرْطُُوْمِهِ وَمَضَى فِي الَّلَسْعِ لِلْبَدَنِ
إِذَا بِلَيْثِ الشَّرَى هَاجَ العُطَاسُ بِهِ … حَتَّى تَمَزَّقَ شِلْوَاً خَافِقُ اﻷَفِنِ
وَمَا دَرَى الليْثُ إِنَّ الغُمْرَ قَدْ ذَهَبَتْ … أَعْضَاؤُهُ إِرَبَاً فِي غَابِرِ الزَّمَنِ
فَصَارَ فِي اﻷَرْضِ مَلْقِيَاً يَطُوفُ بِهِ … إِخْوَانُهُ فِي مَكَانٍ غَامِضٍ عَفِنِ
إِنَّ الغُرُورَ إِذَا مَاحَلَّ فِي جَسَدٍ … يَلِفُّهُ قَبْلَ قَبْضِ الرُّوْحِ فِي كَفَنِ
____________
أبو عمر عبدُ الكريمِ الجَعْمِيُّ
1جمادى الأول 1437هـ
قَطَن: بفتح القاف والطاء اسمٌ لجبلٍ وردَ في مُعلقةِ امرِئ القيسِ .بقوله:عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنَ صَوْبِهِ
عَاقِبَةُ الغُرُورِ
_____________
ظَنَّ الذُّبَابُ بِأَنَّ الليْثَ يَحْقِرُهُ ... وَ ﻻيُبَالِي بِهِ إِنْ طَنَّ فِي اﻷُذُنِ
فَقَامَ مِنْ فَوْقِهِ يَخْتَالُ فِي أَشَرٍ … وَالليْثُ كَالصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ مِنْ قَطَنِ(1)
وَقَالَ فِي نَفْسِهِ وَالحِقْدُ يَحْفِزُهُ … ﻷَبْعَثَنَّ عَلَيْهِ الحَرْبَ مِنْ دَخَن
ﻷَجْلِبَنَّ بِخُرْطُوْمِيْ وَأَرْنَبَتِيْ … عَلَى خَيَاشِيْمِهِ إِنْ غَطَّ فِي الوَسَنِ
حَتَّى تَسِيْلَ دِمَاهُ فِي مَنَاخِرِهِ … لِيَعْلَمَنْ مَنْ أَنَا إِنْ كَانْ لَمْ يَرَنِيْ
مَضَى الذُّبَابُ عَلَى مَا كَانَ قَرَّرَهُ … مِنْ الدُّخُولِ عَلَى الضِّرْغَامِ بِالوَهَنِ
فَبَيْنَمَا هُوَ قَدْ حَطَّ الرِّحَالَ عَلَى … خُرْطُُوْمِهِ وَمَضَى فِي الَّلَسْعِ لِلْبَدَنِ
إِذَا بِلَيْثِ الشَّرَى هَاجَ العُطَاسُ بِهِ … حَتَّى تَمَزَّقَ شِلْوَاً خَافِقُ اﻷَفِنِ
وَمَا دَرَى الليْثُ إِنَّ الغُمْرَ قَدْ ذَهَبَتْ … أَعْضَاؤُهُ إِرَبَاً فِي غَابِرِ الزَّمَنِ
فَصَارَ فِي اﻷَرْضِ مَلْقِيَاً يَطُوفُ بِهِ … إِخْوَانُهُ فِي مَكَانٍ غَامِضٍ عَفِنِ
إِنَّ الغُرُورَ إِذَا مَاحَلَّ فِي جَسَدٍ … يَلِفُّهُ قَبْلَ قَبْضِ الرُّوْحِ فِي كَفَنِ
____________
أبو عمر عبدُ الكريمِ الجَعْمِيُّ
1جمادى الأول 1437هـ