بسم الله الرحمن الرحيم
لقدْ دَنَوْت مِنَ السَّتِّيْنَ يارَجُلُ
……………………
لَقَدْ دَنَوتَ مِنَ السِّتِّيْنَ يا رَجُلُ ... فما اعتذارُكَ قلْ لي إنْ أتَى اﻷجـَلُ
وأنتَ ما زِلْتَ فِي لَهْوٍ وفي لعِبٍ ... والنَّارُ في سَعَفِ الفُوْديْنِ تَشْتَعِلُ
لونُ البَيَاضِ جَمِيلٌ في سِوَى شَعَرِيْ ... فإنه مِخْلبٌ بالقلبِ مُتَّصِلُ
مومَا أُمِرْنا بتَغْييرٍ لصُورَتِهِ ... إلا لأنّ دُخَانَ الشَّيْبِ يَعتَدِلُ
كَفَّارَةُ الشَّيْبِ حِنَّاءٌ أزِينُ بهِ ... رأسِيْ وهلْ نافِعٌ أنٍ تُخْضَبُ القُلَلُ
فابْكِ الشـَّبابَ إذا ما كُنْتَ باكِيَهُ ... بأدمُعٍ نْ نَجيعِ القلبِ ينْهَمِلُ
ألم يكنْ لكَ فيمَنْ قد مَضَوا عِظةٌ ... وفي ذِهابِ الليالي أيها الرَّجُلُ
بلى ولكنَّ قلبَ المرءِ تُشْغِلُهُ ... عن المَصِيرِ فضُولُ العَيْشِ واﻷمَلُ
فلا تَغُرَنْكَ من دُنياكَ نضْرتُها ... إنَّ النضَارَةَ في أثوابِها العِللُ
أمَا تَتَابُعُ أَحْبابٍ بِمصْرعِهم ... وُعِظتَ إذْ بالرَّدَى قد تُوعَظُ المُقَلُ
هذِي القُبُورُ التي تَنْسَى زيارتَها ... غَداً تَسيرُ إليها أنتَ والعَمَلُ
ياليتَ شِعْرِيْ وقدٔزَمَّتْ رِكابُكُمُ ... إلى المقابرِ هلْ لي عندَكمْ نُزُلُ
هَذِي قصورُ اﻷُلى كانوا لنا سَلَفاً ... وتلكَ أجداثهم في ضرْبِها مثلُ
فما اغتباطُكَ بالدنيا وزخرُفِها ... وأنتَ عَمّا قَريبٍ سَوفَ ترتَحِلُ
إﻻ كمُغتبُطٍ بالحِلْمِ لذَّ لَهَ ... فأوقفتْهُ على أضغاثِهِ الطَّلَلُ
فكُنْ على حَذَرٍ منها إذا ضَحِكتْ ... فالسُّمُّ في ثغْرِها الوضـَّاحِ لا العَسَلُ
وكنْ على حَذرٍ منها إذا وَصَلتْ ... فإنما وصْلُها بالبيْنِ مُشْتَمِلُ
واللهِ لو نظرَ الإنسانُ مُعتَبِراً ... ما طابَ فيها لهُ لهْوٌ ولا غَزَلُ
لكنهم كَلِفوا جهلا فلستَ ترى ... إلا حريصا بهِ قد ضَلّتِ السُّبُل
…………………
أبو عمر عبدالكريم الجعمي
22 صفر 1437هـــــ
لقدْ دَنَوْت مِنَ السَّتِّيْنَ يارَجُلُ
……………………
لَقَدْ دَنَوتَ مِنَ السِّتِّيْنَ يا رَجُلُ ... فما اعتذارُكَ قلْ لي إنْ أتَى اﻷجـَلُ
وأنتَ ما زِلْتَ فِي لَهْوٍ وفي لعِبٍ ... والنَّارُ في سَعَفِ الفُوْديْنِ تَشْتَعِلُ
لونُ البَيَاضِ جَمِيلٌ في سِوَى شَعَرِيْ ... فإنه مِخْلبٌ بالقلبِ مُتَّصِلُ
مومَا أُمِرْنا بتَغْييرٍ لصُورَتِهِ ... إلا لأنّ دُخَانَ الشَّيْبِ يَعتَدِلُ
كَفَّارَةُ الشَّيْبِ حِنَّاءٌ أزِينُ بهِ ... رأسِيْ وهلْ نافِعٌ أنٍ تُخْضَبُ القُلَلُ
فابْكِ الشـَّبابَ إذا ما كُنْتَ باكِيَهُ ... بأدمُعٍ نْ نَجيعِ القلبِ ينْهَمِلُ
ألم يكنْ لكَ فيمَنْ قد مَضَوا عِظةٌ ... وفي ذِهابِ الليالي أيها الرَّجُلُ
بلى ولكنَّ قلبَ المرءِ تُشْغِلُهُ ... عن المَصِيرِ فضُولُ العَيْشِ واﻷمَلُ
فلا تَغُرَنْكَ من دُنياكَ نضْرتُها ... إنَّ النضَارَةَ في أثوابِها العِللُ
أمَا تَتَابُعُ أَحْبابٍ بِمصْرعِهم ... وُعِظتَ إذْ بالرَّدَى قد تُوعَظُ المُقَلُ
هذِي القُبُورُ التي تَنْسَى زيارتَها ... غَداً تَسيرُ إليها أنتَ والعَمَلُ
ياليتَ شِعْرِيْ وقدٔزَمَّتْ رِكابُكُمُ ... إلى المقابرِ هلْ لي عندَكمْ نُزُلُ
هَذِي قصورُ اﻷُلى كانوا لنا سَلَفاً ... وتلكَ أجداثهم في ضرْبِها مثلُ
فما اغتباطُكَ بالدنيا وزخرُفِها ... وأنتَ عَمّا قَريبٍ سَوفَ ترتَحِلُ
إﻻ كمُغتبُطٍ بالحِلْمِ لذَّ لَهَ ... فأوقفتْهُ على أضغاثِهِ الطَّلَلُ
فكُنْ على حَذَرٍ منها إذا ضَحِكتْ ... فالسُّمُّ في ثغْرِها الوضـَّاحِ لا العَسَلُ
وكنْ على حَذرٍ منها إذا وَصَلتْ ... فإنما وصْلُها بالبيْنِ مُشْتَمِلُ
واللهِ لو نظرَ الإنسانُ مُعتَبِراً ... ما طابَ فيها لهُ لهْوٌ ولا غَزَلُ
لكنهم كَلِفوا جهلا فلستَ ترى ... إلا حريصا بهِ قد ضَلّتِ السُّبُل
…………………
أبو عمر عبدالكريم الجعمي
22 صفر 1437هـــــ