تحيةً إلى دماج
غزّرْ دموعك إن الركبَ منطلقُ *** وهل تطيق بقاءً والقلب محترقُ
يهفو الفؤادُ إلى دماجَ وا أسفي *** إنْ لم أكنْ سائراً في الركب أستبقُ
يا سائرين إلى دماجَ سعدُكمُ *** خذوا فؤدي مع الأنسام وانطلقوا
يهناكمُ السيرُ لا تلووا على أحدٍ *** يكفي البعيدَ سهامُ الشوق ترتشقُ
يا واصلين إلى أرجاء معهدنا *** روحي إلى تلكمُ الجنات تعتلقُ
هذي ضمائرنا ممشوقةُ ألماً *** حبُّ الأفاضل في الأحشاء ممتشقُ
أهدي التحيةَ للأشياخ قاطبةً *** أما الحجوري فذاك البدرُ والفلقُ
شيخٌ به حفظ الرحمن معهدنا *** أكرم به أسدا للخير مستبق
لا يرضينّ سوى التعليم مفخرةً *** في السلم والحرب تعليمٌ فما غلقوا
من يبتغي العلم فالدار مدرسةٌ *** لا الفكرَ منحرفٌ , لا النهجَ مختَلَقُ
يفوح العلم من أرجاء مدرجها *** كما يفوحُ – هديتَ - العنبرُ العبقُ
فالعلمُ ديدنهم , والسلم منهجهم *** والمعتدون لها في بحرها غُرقوا
بُثُّوا التحية َ في أصقاع معهدنا *** إلى شيوخٍ لهم في العلم مستبق
إلى رجالٍ لهم شأوٌ إذا ذكروا *** في كل حالكةٍ ,كالشهب تنطلق
قد سطروا بدماء الحق ملحمةً *** بالنور قد كتبتْ في الكون تأتلقُ
(براقةَ العزّ) كم أحييتِ من عِبرٍ *** مضى بذكر شذاها الريحُ والبرَقُ
يومٌ عظيمٌ أعزَّ اللهُ دعوتنا *** أما الروافضُ قد خابوا وقد سُحقوا
تلك الملاحمُ قد كشفتْ معادنَنا *** أين الشجاعةُ أين الفصاحة يا ذلقُ
أين ادعاؤكمُ نصراً ومحمدةً *** هل يُنصَرُ الحقُّ بالتخذيل ياَخرِِقُ
أهل المحابر في دهياءَ مظلمةٍ ***فالقصفُ ممطرُهم والقنصُ والرهَقُ
واهلُ التخاذلِ بالتأصيل قد شُغلوا *** هذا دهاءٌ أمِ الإفلاسُ والزلقُ
أعماهمُ الحسدُ المحمومُ ويحَهمُ *** وزادهم مرضاً, الفخرُ والوَرِقُ
حبُّ الترؤسِ داءُ الدينِ يحرقُه *** فكم صريعٍ بهذا الداءِ يغْترِقُ
هُلُّوا الترابَ على مَن كان نعتهمُ *** لله أقضيةٌ لابد تنطبقُ
شعر أبي سعيد أحمد بن سعيد باغوث الحضرمي
ومن هنا بصوت الشاعر أبي عبدالرحمن عمر بن صبيح