جـوابٌ عن سـؤال
يا سائلي عن الهدى *** وضده ذاك الردا
إن الهدى في ديننا *** دينِ النبيِّ أحمدا
في نشره ذاق الأذى *** محتسباً مسترشدا
لله كان صابراً *** ومُقناً أن يصعُدا
يكادُ يَفنى أسفاً ***على الذي تمردا
حتى اهتدتْ عصابةٌ *** لدينه لبّوا الندا
بعد اصطبارٍ جاهدوا *** وأرهفوا المهندا
تمخضتْ بفجره *** دينٌ حنيفٌ قد بدا
فقد علتْ راياتُه *** وارتجتْ الدنيا صدى
فافتتحوا الأمصارا *** قد هزموا من اعتدى
هذا الهدى يا سائلي*** سبيلُه تمهّدا
إنْ كنتَ ترجو عزةً *** هذا السبيلُ أجردا
إنْ كنت ترجو قوةً *** هذا الأساسُ مُهّدا
إنْ كنت ترجو أسوةً ***ومنهجاً موحِّدا
فليس في هذي الدُنا *** إلا سبيلُ أحمدا
به تكونُ شامخاً *** على صناديد العِدا
به تكون رحمةً *** لمن أتى موحِّدا
إنّ الردى في غيره *** وإنْ بدا معسجدا
ليس الهدى في فرقةٍ *** تنكبتْ عن الهدى
وخالفتْ نهجَ الأولى *** قد عايشوا محمدا
أولها بزوغاً *** من أحدث التمردا
أعني بهم خوارجاً *** قد قتلوا من اهتدى
ثانيها خساسةً *** أهل المحال أبدا
روافضٌ زنادقٌ ***ردّوا الكتابَ الخالدا
وكفّروا أصحابَ من *** ربّى الكرامَ سُجّدا
واتبعوا طريقَ من *** للنار كانوا أعبدا
وللخمينيْ أصبحوا *** عكازُه المهندا
شعارُهم مزيفٌ *** أغروا به المقلدا
وهكذا مرجيُهم *** فرأيُهم تبددا
ثم اعتزالٌ ويله *** فيه البلا قد جُددا
كم جهبذٍ أهانوا *** وعالم قد أُجلِدا
بالسوط راموا نشره *** فأُخمدتْ وأُخمِدا
بفضل ربي كلما *** قرنُ الهوى تمددا
تشلّلتْ أركانُه *** قد قُطعتْ منه اليدا
ومذهبُ التصوفِ *** به البلا تزايدا
بالقبر كم قد فتنوا *** كم شيدوا المشاهدا
كم ساجدٍ مقبّلاً *** وعاكفاً مستنجدا
يدعو ويبكي خاشعاً *** وقتَ المسا وإنْ غدا
في كل بابٍ أحدثوا *** من الضلال جلمدا
وكم نرى في عصرنا *** بوق الضلال مزبدا
باسم الرُّقيِّ فرقوا *** أهلاً وديناً واحدا
تحزّبوا تشتتوا *** للغرب صاروا مددا
فلا تسلْ عن منكرٍ *** يوم انتخابٍ أبدا
ولا تقلْ محرماً *** أو أنها من العدا
بزخرفٍ تعلقوا *** للنصح أظهروا المُدى
بفتوةٍ من مبطلٍ *** عوامُهم كبشُ الفدى
كيف البقا في زمنٍ *** رجاله أضحتْ سُدى
وهروا هرولةً ***للغرب صاروا أعبدا
لو دخلوا مغارةً *** أو جحرَ ضبٍ أجعدا
تتابعوا وراءهم *** كنعجةٍ إلى المُدى
وا أسفي على الملا *** إيمانُهم قد وُئدا
إنّ الغثاءَ وصفُهم *** بل زبدٌ تزبّدا
لا خيرَ في كثرتهم *** كغيثِ صيف أُرعدا
نرى جموعاً أرعدوا *** وفي البلا لا أحدا
لكنما طائفةٌ *** ثابتةٌ على الهدى
ما ضرهم مَن قد غوى *** ساروا مسيراً رشدا
قد اكتفوا بدينهم *** ونابوا كلَّ العِدا
فأصبحوا بين الملا *** في غربةٍ وأبعدا
هذا دليلٌ واضحٌ *** على النبيِّ أحمدا
صلى عليه ربُه *** وكلُّ من قد سعُدا
إسلامنا كذا غدا *** في غربةٍ كما بدا
شعر أبي سعيد أحمد بن سعيد باغوث الحضرمي
6ذو الحجة 1433 هـ