هذه قصيدة جميلة مدعمة بالحجج العقلية والنقلية في الرد على النصارى
ذكرها شيخ الإسلام ابن القيم ولم يذكر قائلها
في كتابه: "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" صـ589
أَعُبَّادَ المَسِيحِ لَنَا سُؤَالٌ *** نُرِيدُ جَوَابَهُ مَّمِنْ وَعَاهُ
إذا ماتَ الإِلهُ بِصُنْع قومٍ *** أمَاتُوهُ فَما هذَا الإِلهُ
وَهَلْ أرضاه ما نَالُوهُ مِنْهُ *** فبُشْرَاهمْ إذا نالُوا رِضَاهُ
وَإِنْ سَخِطَ الَّذِي فَعَلُوهُ فيه *** فَقُوَّتُهُمْ إِذًا أوْهَتْ قِوَاهُ
وَهَلْ بَقِيَ الوُجُودُ بِلاَ إِلهٍ *** سَمِيعٍ يَسْتَجِيبُ لَمِنْ دَعَاهُ
وَهَلْ خَلَتِ الطِّبَاقُ السَّبْعُ لَمّا *** ثَوَى تَحتَ التُّرَابِ وَقَدْ عَلاَهُ
وَهَلْ خَلَتِ الْعَوَالُمِ مِن إِلهٍ *** يُدَبِّرهَا وَقَدْ سَمرتْ يَدَاهُ
وَكَيْفَ تَخَلْتِ الأَمْلاَكُ عَنْهُ *** بِنَصْرِهِمُ وَقَدْ سَمِعُوا بُكاهُ
وَكَيْفَ أَطَاقَتِ الْخَشَبَاتُ حَمْلَ الـ***ـإلهِ الْحَقِّ مَشْدُوْداً قَفَاهُ
وَكيْفَ دَنَا الحَدِيدُ إِلَيْهِ حَتَّى *** يُخَالِطَهُ وَيَلْحَقَهُ أذَاهُ
وَكيْفَ تَمكْنَتْ أَيْدِي عِدَاهُ *** وَطَالتْ حَيْثُ قَدْ صَفَعُوا قَفَاهُ
وَهَلْ عَادَ المَسِيحُ إِلَى حَيَاةٍ *** أَمَ المُحْيى لَهُ رَب سِوَاهُ
وَيَا عَجَباً لِقَبْرٍ ضَمَّ رَبا *** وَأَعْجَبُ مِنْهُ بَطْنٌ قَدْ حَوَاهُ
أَقَامَ هُنَاكَ تِسْعاً مِنْ شُهُورٍ *** لَدَى الظُّلُمَاتِ مِنْ حَيْضٍ غِذَاهُ
وَشَقَّ الْفَرْجَ مَوْلُوداً صَغِيراً *** ضَعِيفاً فَاتِحاً لِلثَّدْي فَاهُ
وَيَأْكُلُ ثمَّ يَشْرَبُ ثمَّ يَأْتِي *** بِلاَزِمِ ذَاكَ هَلْ هذَا إِلهُ
تَعَالَى اللهُ عَنْ إِفْكِ النَّصَارَى *** سَيُسأَلُ كُلَّهُمْ عَمَّا افْترَاهُ
أَعُبَّادَ الصَّلِيبِ لأَي مَعْنِّى *** يُعَظمُ أوْ يُقَبَّحُ مَنْ رَمَاهُ
وَهَلْ تَقْضِى العقولُ بِغَيْرِ كَسْرٍ *** وَإحْرَاقٍ لَهُ وَلَمِنْ بَغَاهُ
إِذَا رَكِبَ الإِلهُ عَلَيْهِ كُرْهاً *** وَقَدْ شُدَّتْ لِتَسْمِيرٍ يَدَاهُ
فَذَاكَ الْمَرْكَبُ الْمَلْعُوْنُ حَقًّا *** فَدُسْهُ لا تَبُسْهُ إذْ تَرَاهُ
يُهَانُ عَلَيْهِ رَبُّ الْخَلقِ طُرا *** وتَعْبُدُهُ فَإِنّكَ مِنْ عِدَاهُ
فإِنْ عَظِّمْتَهُ مِنْ أَجْلِ أَنْ قَدْ *** حَوَى رَبَّ العِبَادِ وَقَدْ عَلاَهُ
وَقَدْ فُقِدَ الصَّلِيبُ فإِنْ رَأَيْنَا *** لَهُ شَكْلاً تَذَكَّرْنَا سَنَاهُ
فَهَلَّا للقبورِ سَجَدْتَ طُرا؟ *** لَضِّم القبرِ رَبكَ في حَشَاهُ
فَيَا عَبْدَ المِسيحِ أَفِقْ فَهَذَا *** بِدَايَتُهُ، وَهذَا مُنْتَهاهُ