إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

{رجل يتساهل عن صوم رمضان...} من كتاب إجابة السائل على أهم المسائل للإمام الوادعي رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • {رجل يتساهل عن صوم رمضان...} من كتاب إجابة السائل على أهم المسائل للإمام الوادعي رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم



    السؤال: رجل يتساهل عن صوم رمضان وهو مستطيع للصيام وليس عنده عذر شرعي؟



    الجواب: يعتبر تاركا لواجب وركن من أركان الإسلام، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}، ويقول: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}، ونبينا محمد –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول:(( بني الإسلام على خمس))، وذكر منها الصوم فالصوم يعتبر ركناً من أركان الإسلام.



    الذي ينكر وجوبه يعتبر كافراً لأنه مكذب للقرآن الكريم أما الذي يقع منه تهاون فهو مرتكب لكبيرة وإثم كبير وتارك ركن من أركان الإسلام لكن لم يرد دليل على تكفيره وحسبه ما يُحرم من الخير وأنه معرض لعقوبة الله لأن الله سبحانه وتعالى يقول في آخر آيات الصيام: {تلك حدود الله فلا تقربوها}، والنبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول مبيناً لفضيلة الصيام كما في الصحيحين ويرويه النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عن ربه:((قال الله عز وجل:الصوم لي وأنا أجزي به))، أو قال الله سبحانه وتعالى:((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يخصب ولا يفسق فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم))، ثم قال النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:((فوالذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه)).



    وأنا أسألكم أيها الإخوان: الذي يصوم ولا يصلي كبعض النساء ربما تصوم في رمضان ولا تصلي، أهذه العبادة مقبولة؟ ليست مقبولة، لأن الله سبحانه وتعالى يقول:{ إنما يتقبل الله من المتقين}، الذي يحج ولا يصلي كذالك أيضاً، الصلاة تعتبر الركن الثاني في الإسلام وتاركها يعتبر كافراً، نرجع إلى شيء من فضائل الصوم.



    روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن سهل بن سعد –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:((إن في الجنة باباً يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون فإذا أُدخلوا أغلق))، أو قال في آخره:((لا يدخله إلا الصائمون)) أو بهذا المعنى.



    وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:((إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين)).



    فشهر رمضان يعتبر شهر رحمة وشهر مغفرة وينبغي للمسلم أن يزداد من الخير فيه، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال:( كان رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يأتيه جبريل فيدارسه القرآن فلرسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة) ومعنى الحديث أن النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كريم في جميع أوقاته يعطي العطاء الذي لا يعطيه الملوك والرؤساء وهو في رمضان أكثر كرماً فينبغي أن يتزود المسلم في رمضان من النفقة ويتزود أيضاً من العبادة، فنبينا محمد–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة:((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).



    ربما فرقت ثلاثة أحاديث بأسانيدها وهي من أحاديث أبي هريرة-رضي الله تعالى عنه- فهذا الشهر المبارك ينبغي أن نحمد الله سبحانه وتعالى الذي فرضه علينا وينبغي أن نحقق ما أراده الله سبحانه وتعالى منا فإنه فرضه علينا لنتقيه {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} أي لعلكم تمتثلون أوامر الله وتجتنبون نواهيه فينبغي للمسلم بل يجب عليه أن يترك المحرمات ويتباعد عنها في جميع الأوقات ويكون أكثر ابتعاداً عنها في رمضان، النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- يقول:((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة ي أن يدع طعامه وشرابه)) أو بهذا المعنى.



    وقد تقدم لنا إذا سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم وهكذا أيضاً في قيام رمضان إن استطاع أن يقوم في بيته فهو أفضل لأن النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول:((أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة))، نقول هذا مع أنني أعلم أن أهل العلم يقولون: صلاة التراويح في المسجد وهي مخصصة، لكن عندنا هذا الحديث الذي سمعتموه ((أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة))، فإن خشي أن لا يستطيع أو يتكاسل أو يشغل فيصلي مع المسلمين في المسجد فإن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- صلى ذات ليلة بأصحابه ثم صلى بهم الليلة الثانية فعلم الناس وكثروا ثم بعدها لم يخرج إليهم لعله في الليلة فحصب بعضهم باب الحجرة ثم قال لهم في الصباح:((إنه لم يخف علي مكانكم ولكني خشيت أن يفرض عليكم))، أي أن يفرض عليهم قيام رمضان، ثم أيضاً النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كما في جامع الترمذي من حديث أبي ذر يقول:((من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة))، وهذا في رمضان.



    وفي ذات ليلة صلى بهم النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال أبو ذر حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال أبو ذر: أتدري ما الفلاح؟ الفلاح هو السحور، فينبغي للمسلم أن يبتعد عما يشغله عن التفرغ للقيام، إذا كان شغلاً مما يعتبر ضياع كالسمر على القات، تلكم الشجرة الأثيمة، نسأل الله العظيم أن يعجل بزوالها من بلدنا، التي شغلت وقتنا وأضرت بصحتنا وأضرت باقتصادنا، وليس فيها خير يرجى بحال من الأحوال بشهادة مدمنيها، تجد المخزن إذا كان أبيض اللون وجهه أصفر وإن كان أسود اللون تجد وجهه عليه غبرة ترهقه قترة، والسبب في هذا هو القات يا إخواننا، فإذا صافحك المخزن تجد يده باردة كأنها يد ميت، صحيح لا خير في القات والله المستعان، أقبح من القات: التلفزيون، هذا يا إخواني في الله كما أن القات يعتبر مخدِّراً-بعضه يعتبر مخدراً وهو لا خير فيه سواء خدر أو لم يخدر- التلفزيون مخدر للعقول، نبينا محمد –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: كما في صحيح البخاري:((ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف))، وهو في البخاري من حديث أبي مالك أو أبي عامر.



    والمعازف هي آلات اللهو والطرب التي جاء بها أعداء الإسلام حتى إن الناس الآن أصبحوا يحتقرون أغانيهم القديمة، ما يعجبهم إلا الأغاني العصرية.



    قلنا: إن الناس أصبحوا يحتقرون أغانيهم القديمة ومنها ما هو محرم ومنها ما لا يعد شيئاً لو عقل أصحابها، ومنها ما ليس بمحرم دندنة على كلام فارغ، ويأتون الآن بموديلات جديدة، وربما تفتن بعضهم في أشرطة أمريكية أو باكستانية... إلى غير ذلك أعجمية ما يسمع إلا رنة الصوت، والله المستعان، القصد عمى عمى على المسلمين عموا وقلدوا أعداء الإسلام كما أخبر النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:((لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه))، قالوا: اليهود والنصارى يا رسول الله؟، قال((فمن))، ومثله أيضاً من حديث أبي سعيد:((لتتبعن سنن من كانوا قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه))، قالوا: اليهود والنصارى يا رسول الله؟، قال:((فمن)) فالتلفزيون أتي به ليكون ضرة للقرآن، رب العزة يقول في كتابه الكريم: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى}، والمسلمون في كثير من البلاد الإسلامية في الليالي الفاضلة يعكفون على التلفزيون، فمن عاكف على التلفزيون من أجل الأغاني ومن عاكف على التلفزيون من أجل النظر إلى الصور المحرمة، ونبينا محمد–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول كما في الصحيحين من حديث أبي طلحة:((لا تدخل الملائكة بيت فيه كلب ولا صورة))، ويقول النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيما يرويه عن ربه:((من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا حبة أو ليخلقوا ذرة أو ليخلقوا شعيرة))، ويقول النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كما في جامع الترمذي من حديث أبي هريرة:((يخرج عنق من النار –أي قطعة منها- له عينان يبصر بهما وأذنان يسمع بهما ولسان ينطق فيقول: إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد وبمن جعل مع الله إلهاً آخر وبالمصورين))، أو بهذا المعنى.



    فالأحاديث متكاثرة في تحريم الصور ثم بعد ذلك أيضاً النظر وهذه الصورة التي في التلفزيون لا يدافع عنها إلا مكابر، لو سألت عجوزاً ما قرأت ولا كتبت تقول لها: من هذا؟ تقول: هذه صورة فلان، يا سبحان الله التي ما قرأت ولا كتبت أفقه من الدكتور فلان وأفقه من الداعية فلان الذي يذهب يقف على المنابر والمصورون يصورونه، عجوز لا تقرأ ولا تكتب، عامي لا يقرأ ولا يكتب، أفقه من كثير من الدعاة إلى الله، لو سألته: ما هذا؟ قال: صورة فلان، سبحان الله، وهم لا ينكرون أنها صورة، لو حادثته ما تدري إلا وهو يقول ظهرت صورة فلان في التلفزيون أو هكذا، لكن لو جئته لتناقشه على التحليل والتحريم يقلب أسمه صلاحاً، ما تدري إلا وقد انقلب ويقول : قد قال القرضاوي وقال السيد سابق وقال فلان فلان، يتكلم على المنابر ويهز المنابر وهو يصور بالفيديو إلى غير ذلك، ما عندنا إلا كتاب الله وسنة رسول الله–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون} {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}، الرسول–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول:((إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه))، الأصل في الصور هو التحريم فمن ادعى تخصيص شيء فعليه البرهان اللهم إلا اللعب للأطفال تكون من خرق وعهن وما أشبه ذلك فلا بأس بلعب الأطفال وإلا فالأصل في الصور هو التحريم، ارجعوا إلى ما قاله النووي في نيل الأوطار لتعلموا أن كثيراً ممن يحلون الصور الفتوغرافية أصحاب أهواء.



    إذا كان علماؤنا كالإمام النووي والإمام الشوكاني ومن سبقهم يفهمون عموم التحريم لجميع الصور اللهم إلا صور غير ذوات الأرواح كالشجر مالا روح فيه فلا بأس أن يصور، أما عصري تأخذ دينك عنه فإذا كان متمسكاً بالكتاب والسنة فذاك، أما إذا كان حالق اللحية أو كان رجلاً يأكل القات أو يشرب الدخان على أنني في تحريم هذين الأمرين القات والدخان متوقف لكن داعية إلى الله وهو يريد أن يتصدر لهذا، أو كان صاحب تنظيم أو صاحب حزبية، إياك أن تركن عليه أو تأخذ دينك عنه، فأصحاب الحزبية ممكن أن ينزلوا أصحابهم الذين معهم منزلة الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وينزلون من خالفهم وإن كان من أعلم الناس وأتقى الناس منزلة الشياطين، ولن ننسى للحزبيين لن ننسى قولهم إن الأخ/جميل الرحمن وأصحابه أضر على المجاهدين الأفغان من الشيوعية لن ننسى هذه القولة الخبيثة المنتنة الصادرة عن أعمى البصر والبصيرة، لن ننساها للحزبيين.



    يجب أن يرجع الحزبيون إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يجب أن يرجعوا إلى ذلك.



    فالقصد يا إخواني في الله أن يأخذوا دينهم عن علمائهم المتقدمين ويستفيدوا من العلماء المتأخرين، ويطالبوهم بالدليل من كتاب الله وسنة رسول الله–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ولست أقدح في علمائنا الآخرين فإنني أعلم أن هناك علماء أجلاء جزاهم الله خيراً، مثل: الشيخ الألباني، والشيخ ابن باز، والشيخ عبد المحسن العباد، والشيخ ربيع بن هادي وجماعة من علمائنا الأفاضل، أعلم أن هناك علماء أجلاء جزاهم الله خيراً لكنني أريد أن أحذر من أصحاب الأهواء ومن أصحاب الجهل، دكتوراه لا تساوي بصلة ثم بعد ذلك يتصدر للتدريس في الجامعات ويتصدر للإفتاء ولقد أحسن من قال:



    تصدر للتدريس كل مهوس***بليد تسمى بالفقيه المدرس

    فحق لأهل العلم أن يتمثلوا***ببيت قديم شاع في كل مجلس

    لقد هزلت حتى بدا من هزالها***كلاها وحتى سامها كل مفلس


    فشأن الدكتوراة هذه يا إخواني في الله والأستاذية وغير ذلك من الألقاب لا تساوي عندنا بصلة إلا أن يصحبها سنة، ويصحبها دين وتقى {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، أنا أسألكم: من أحسن؟ عجوز بدوية تصلي صلواتها الخمس، وتطيع زوجها وتصوم رمضان أم الدكتور الذي لا يصلي؟ العجوز البدوية التي تصلي الصلوات الخمس وتصوم رمضان خير من ذلك الدكتور {أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون}، نعم هم لا يستوون فلسنا ممن يغتر بالدكتوراه أو ماجستير أو ليسانس إلى غير ذلك.



    الميزان عندنا هو التقوى {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، وهكذا ينبغي لطالب العلم، ينبغي أن يكون الميزان عنده هو التقوى{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، يرفع الله الدكتوراه؟ أو يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات؟ أنا أرجو أن تكون الدكتوراه والماجستير والليسانس التي لا يصحبها علم ولا يصحبها تقوى، ولا يصحبها عمل، أن تكون عندكم أحقر من البعرة ليس لها قيمة بحال من الأحوال وأن يكون أصحابها ننزلهم منزلتهم ((أنزلوا الناس منازلهم)) وهو حديث فيه ضعف لكن معناه صحيح ننزل الناس منازلهم، نسأل الله العظيم أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.

    المرجع: إجابة السائل على أهم المسائل*صـ165-173*
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله إبراهيم مثنى; الساعة 07-08-2010, 03:19 PM.
يعمل...
X