إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا لا تطبق هذه السنة؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا لا تطبق هذه السنة؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لماذا لا تطبق هذه السنة؟
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.أما بعد:
    فهذه أخي المسلم دعوة إلى إحياء سنة عظيمة من سنن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد غفل عنها المسلمون وقل من نبه عليها فأحببنا أن نشارك في إحياء هذه السنة المباركة رجاء الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى؛
    فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا .. "
    وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء "
    رواه مسلم.
    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
    [قوله (سن) أي عمل بها ونفذها فاقتدي به, أو أحيا سنة أميتت فعمل بها من بعده ... ] الإبداع صـ15.
    وقال أيضاً: [فإن السنة كلما أضيعت كان فعلها أوكد لحصول فضيلة العمل, ونشر السنة بين الناس] مناسك الحج والعمرة (صـ92).
    وقال أيضاً: [والذي ينبغي للإنسان ـ ولاسيما طالب العلم الذي يؤخذ بقوله ـ أن يحيي السنن التي أميتت حتى لا يكون المعروف منكراً] الباب المفتوح (1/ 113).


    فنسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن شملهم هذا الوعد العظيم, ونسأله الإخلاص والمتابعة في كل قول وعمل إنه سميع الدعاء.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الاقتضاء) صـ432:
    [فينبغي إقامة المواسم على ما كان السابقون الأولون يقيمونها: من الصلاة أو الخطبة المشروعة, والتكبير والصدقة في الفطر, والذبح في الأضحى ... (ثم ذكر أصنافاً من الناس قصروا فيما ذكر) وقال؛ ومنهم: من لا ينحر بعد الصلاة بالمصلى, وهو ترك للسنة إلى أمور أخرى من غير السنة!!!].
    وعلق على كلامه رحمه الله العلامة ابن عثيمين فقال: [وهذه نسأل الله أن يعفو عنا وعن تاركيها, والسنة أن يخرج الإمام بأضحيته إلى مصلى العيد ويذبحها هناك, فالصحابة يفعلون هذا والرسول صلى الله عليه وسلم يقرهم على هذا. فكانوا يخرجون بأضحياتهم إلى المصلى فيذبحونها من أجل أن ينفعوا الفقراء الحاضرين, ومن أجل نفع الناس جميعاً. هذه السنة ما علمت أحدا في عصرنا يعمل بها!!! اللهم إلا أن يكون في بعض البادية الذين لم يختلطوا بالناس ولا ينكر عليهم أحد إن صدر منهم هذا الشيء فسمعت أن بعضهم يفعل هذا] ا. هـ
    و بوًّب البخاري في كتاب العيدين

    باب: (النحر والذبح يوم النحر بالمصلى)
    ثم ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينحر ـ أو يذبح ـ بالمصلى " الحديث رقم (982) وذكر في الباب الذي بعده حديث جندب قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر, ثم خطب ثم ذبح, وقال:

    " من ذبح قبل أن يصلي فليذبح أخرى مكانها, ومن لم يذبح فليذبح باسم الله " الحديث رقم (985)
    تنبيه:
    هذا النحر منه صلى الله عليه وسلم وقع بالمدينة عندما ضحى. وقد كان له صلى الله عليه وسلم منحر عند الجمرة الأولى التي تلي المسجد؛ ولهذا وقع في البخاري في كتاب الحج باب:
    (النحر في منحر النبي صلى الله عليه وسلم بمنى)
    ثم ذكر أثر نافع " أن عبدالله رضي الله عنه كان ينحر في المنحر " قال عبيدالله: " منحر رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحديث رقم (1710).
    وبوَّب البخاري في كتاب الأضاحي باباً قال فيه
    (باب الأضحى والنحر بالمصلى) وذكر حديث ابن عمر السابق.
    وبوَّب النسائي في سننه في كتاب الضحايا باباً قال فيه: (باب ذبح الناس بالمصلى) وذكر تحته حديث جندب بن سفيان: قال شهدت أضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, فصلى بالناس, فلما قضى الصلاة رأى غنماً قد ذبحت فقال: " من ذبح قبل الصلاة فليذبح شاة مكانها, ومن لم يذبح فليذبح على اسم الله عز وجل "
    برقم (4380).
    وروى البيهقي رحمه الله في سننه برقم (119120) عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال:
    " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذبح أضحيته بالمصلى" قال نافع:" وكان ابن عمر يفعله "
    وقال ابن القيم في الزاد (2/ 322): [وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يضحي بالمصلى ذكره أبو داود عن جابر (أنه شهد معه الأضحى, فلما قضى خطبته نزل من منبره (1) وأتي بكبش, فذبحه بيده, وقال:
    " فقال بسم الله, والله أكبر, هذا عني وعمن لم يضح من أمتي "
    وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذبح وينحر بالمصلى] ا. هـ
    وقال الشوكاني في السيل (3/ 244): قوله (وفعله في الجبانة (2))؛ أقول:
    [وجه هذا ما ثبت في الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يذبح أضحيته في الجبانة. فالاقتداء به مندوب؛ لأنه لم يرد ما يدل على أن ذلك خاص به, ولا ورد ما يدل على أن ذلك عزيمة على الأمة فكان مندوباً, وفي الذبح في الجبانة فوائد منها: أن يعلم بذلك الفقراء فيقصدونه ويردون عليه, ولاسيما في حق الإمام فإن الناس يعلمون بذبحه لأضحيته حتى يذبحوا ضحاياهم فتكون ضحايا مجزئه؛ لما قدمنا من أنه صلى الله عليه وسلم أمر من نحر قبل أن ينحر أن يعيد نحره, وما ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثبت للأمة بعده. ا. هـ
    وختاماً:
    يا عباد الله عليكم بالسنة فدوروا معها حيث دارت ـ كما قال بعض السلف ـ فإن فيها الخير والنجاة, وفقكم الله تعالى إلى ما يحب ويرضى وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
    والحمد لله رب العالمين
    كتبه: عمر بن أحمد صبيح
    _______________________________________
    (1) لم يرد ذكر المنبر في خطبة العيدين وإنما ورد في الاستسقاء .
    (2) الجبانة: المراد بها المصلى.
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد بن سعيد الجابري اليافعي; الساعة 08-10-2013, 11:51 PM.
يعمل...
X