إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

‏(‏( تنبيه العابد الى ما في حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه من الفوائد ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ‏(‏( تنبيه العابد الى ما في حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه من الفوائد ))

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد :عن عتبان بن مالك الأنصاري قال : كنت أصلي لقومي بني بني سالم فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت :إني أنكرت بصري وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي , فلوددت أنك جئت فصليت في بيتي مكانا حتى أتخذه مسجدا , فقال "أفعل إن شاء الله" فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه بعد ما أشتد النهار فأستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى قال "أين تحب أن أصلي من بيتك؟" فأشار إليه من المكان الذي أحب أن يصلي فيه فقام فصففنا خلفه ثم سلم وسلمنا حين سلم " البخاري(٨٤٠) .مسلم (٣٣) . قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في هذا الحديث فوائد :- = منها : أن الإنسان إذا كان يشق عليه أن يصلي في المسجد فلا بأس أن يصلي في بيته لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رخص لعتبان بن مالك قي هذا . = ومنها : فضيلة أبي بكر رضي الله وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أن يكون صاحبا له . = ومن الفوائد : أن الإنسان ينبغي له أن يبدأ بالأهم الذي من أجله جاء ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يجلس "أين تحب أن أصلي" وهذا لاشك أنه من الحزم , ومن ذلك مثلا: إذا أصابت الإنسان نجاسة فلا ينبغي أن يسوف ويقول :أزيلها إذا قمت الى الصلاة فينسى بل ينبغي أن يبادر بإزالتها حتى لا ينسى ويدل على هذا أنه جيء بصبي الى النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسه في حجره فبال الصبي فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم بماء فنضحه . = ومن فوائد الحديث أيضا : جواز التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم لأن عتبان رصي الله عنه أراد أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم في مكان يتخذه مسجدا . فهل يلحق به غيره ؟ الصواب لا وأنه لا يلحق به غيره . فلو دعونا رجلا صالحا معروفا بالعلم والصلاح والإيمان ليصلي في مكان نتخذه مصلى قلنا: هذا من البدع . فإذا قال الإنسان : كيف تقولون إنه من البدع والرسول صلى الله عليه وسلم فعله؟ قلنا لأن الصحابه أعلم منا وأفهم منا لمراد النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يفعلوه , ما علمنا أن أحدا من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية الصحابة فعل ذلك. = ومن فوائد الحديث : أنه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يفعل شيئا في المستقبل أن يقرن ذلك بالمشيئة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعتبان "أفعل أن شاء الله" وذلك من حسن أمتثال النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى"ولاتقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا ¤ إلا أن يشاء الله...." (الكهف ٢٤:٢٣) لكن لو قاله على سبيل الإخبار فهذا لابأس به لأن الإخبار عن شيء واقع لاشيء فيه لإذا لم يقصد الفعل مستقبلا , وفرق بي من قال : في المستقبل سأفعل ومن أخبر عن نيته في الفعل . = ومن فوائد الحديث : جواز النافلة جماعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أم عتبان ومن معه وهذا لا بأس به أحيانا إما في التهجد أو غيره . = ومنها : مشروعية الصفوف وأن المشروع في الجماعة أن يتقدم الإمام ويتأخر المأمومون . = ومنها : جواز العمل بالإشارة مع القدرة على الكلام . = ومنها : متابعة الإمام وأن لايتقدم عليه ولايوافق ولايتأخر عنه لقوله " فسلم فسلمنا حين سلم" يعني بدون تأخير وبدون تقدم وبدون موافقه . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه جمعين . (التعليق على إقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ص ٣٩٠) لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
يعمل...
X