الأسئلة اليامية
عن العقيدة الإسماعيلية
أجاب عليها سماحة الشيخ العلامة الزاهد الورع بقية السلف الصالح
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
قدس الله روحه
فرغها ونسقها
عبد الله السلفي
غفر الله له
( جزى الله من أعان على نشرها خيراً )
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إِنَّ الحَمْدَ للهِ ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء : 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأَحزاب : 70-71].
أَمَّا بَعْدُ :
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخير الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة.
و َبَعْدُ :
فهذا تفريغ لمجموع الأسئلة عن العقيدة الإسماعيلية ، والتي قد أجاب عنها سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – أسأل الله أن ينفع بها المسلمين ، وكانت هذه الأسئلة والإجابة عليها في يومي الخميس والجمعة 25-26/شهر رمضان المبارك ، لعام 1413 هـ ، و قد سجلت في شريط و هو بعنوان ( الأسئلة اليامية عن العقيدة الإسماعيلية ) .
تنبيه : بعض الكلمات غير الواضحة في الشريط تركت مكانها ( ... ) ، وهي قليلة جداً ولله الحمد ، ولا تؤثر على سياق الكلام .
وكتب
عبد الله السلفي
.
الأسئلة
س1 : سماحة الشيخ ، ما حكم الشرع في نظركم فيمن يعتقد أن أركان الإسلام سبعة ، وهي الولاية ، وهي أفضلها ، ثانياً : الطهارة ، ثالثاً : الصلاة ، رابعاً : الزكاة ، خامساً : الصيام ، سادساً : الحج ، سابعاً : الجهاد ؟
الجواب : الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه .
أما بعد :
فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : (( بني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت )) .
هذه أركان الإسلام بنص النبي عليه الصلاة والسلام ، ولما سأله جبرائيل عليه الصلاة والسلام عن الإسلام ؟ قال عليه الصلاة والسلام : (( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً )) فقال جبرائيل : صدقت .
هذه أركان الإسلام الخمسة ، ومن زعم أن الولاية من أركان الإسلام فقد أخطأ وغلط ، منكر من القول ، فالولاية : يجب على المسلمين أن يولوا عليهم من يصلح للولاية ، وأحكامها معروفة وليست من أركان الإسلام .
وكذلك الجهاد ليس من أركان الإسلام ؛ بل الجهاد فرضٌ على المسلمين إذا قدروا ، إن استطاعوا جاهدوا ، وليس الجهاد من أركان الإسلام عند جمهور أهل العلم ؛ بل عند أهل العلم في الحقيقة ، وإنه فرضٌ على المسلمين إن استطاعوا جاهدوا الكفار ، وإن لم يستطيعوا سقط عنهم ، وقد يكون فرض عين ، وقد يكون فرض كفاية ، فرض عين في مسائل معدودة :
. إذا حضر الصفين .
. أو استنفرهم الإمام .
. أو قدم على بلده العدو .
يجب عليه أن يجاهد .
وفرض الكفاية مع الاستطاعة إذا قام به من يكفي ، صار على الباقين فرض كفاية ، إذا قام به من يكفي من المسلمين .
والولاية ليست شرطاً في الإسلام ، وليست ركن من أركان الإسلام ؛ ولكن يجب على المسلمين أن يولوا عليهم من يتولى أمورهم وشؤونهم ، ولها أحكام معروفة في كتب الفقهاء وضحوها .
س2 : طيب يا شيخ الشهادتين لم تذكر في أركان الإسلام عندهم ؟
الجواب : لا ، لابد منها هي أعظم الأركان ، أعظم الأركان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، معناها أن يشهد المكلف أنه لا معبود بحق إلا الله ، وأن يشهد أن محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب هو رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين ، وهو خاتم الأنبياء ، لابد من هذا .
فمن لم يأت بهاتين الشهادتين فليس بمسلم ، وهذه الشهادة – شهادة أن لا إله إلا الله – تقتضي أن تكون العبادة لله وحده ، معناها لا معبود حقٌ إلا الله ، كما قال سبحانه : { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل } .
وقال تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } .
فلابد من إخلاص العبادة لله وحده واعتقاد ذلك والإيمان به ، والإيمان بأن التعلق على الأموات ، والاستغاثة بأصحاب القبور والنذر لهم هذا هو الشرك الأكبر ، وهذا يناقض لا إله إلا الله ، فلابد من إخلاص العبادة لله وحده ، وأن لا يعبد معه سواه ، لا ملك ولا نبي ، ولا صالح ، ولا غير ذلك .
والذي يعبد الأنبياء أو الصالحين مع الله فقد أشرك بالله ، وأبطل كلمة لا إله إلا الله ، فمن يعبد علياً – رضي الله عنه – أو يعبد البدوي ، أو الحسين بن علي ، أو الحسن بن علي ، أو فاطمة – رضي الله عنها – أو غيرها من أهل الصلاح كل ذلك من الشرك بالله ، العبادة حق الله وحده ، فلا يجوز صرف العبادة لغير الله لا للأنبياء ، ولا أن يشرك بغيرهم من الأولياء ، ولا للأصنام والأشجار والأحجار ، ولا للجن ، ولا للملائكة ، العبادة حق الله وحده ، كما قال الله تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } . وقال سبحانه : { فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص } .
فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم أفضل الخلق ، ومع ذلك هم عباد لله ، قال تعالى : { ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمين } . فجعل عبادة الأنبياء والملائكة كفر ، ولهذا قال سبحانه : { ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمين } . ويقول سبحانه : { وإلهاكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } . هذا هو الركن الأول بإجماع المسلمين ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وهي أعظم الأركان .
ومن زعم بإن هناك نبياً بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- أو رسولاً ، فقد أشرك بالله ، كالقاديانية الذين يزعمون أن غلام أحمد نبي ، أو غيرهم ، كذلك من صدق مسيلمة والمختار ، كل هؤلاء كفار ، ليس بعده نبي -عليه الصلاة والسلام- ، هو خاتم الأنبياء كما قال الله عز وجل : { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } .
فالواجب على جميع المكلفين أن يشهدوا أنه لا إله إلا الله ، بمعنى أنه لا معبود حقٌ إلا الله ، وأن يخصوا الله بالعبادة دون كل ما سواه ، وأن يشهدوا أن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب هو رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين ، وهو خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام ، ولابد أيضاً من الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله في القرآن العظيم أو في السنة الصحيحة ، لابد من الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله ، يعني أمر الجنة والنار والحساب والجزاء ، وتصديق الأنبياء فيما جاؤا به إلى غير هذا من الخبر ، مما أخبر الله به في كتابه أو أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة .
س3 : ما هو حكم الشرع في نظركم فيمن لا يصلي الجمعة ركعتين ، ويصليها أربع ركعات لأنه لا يرى صلاة الجمعة إلا خلف إمام عادل، وهل هناك دليل من القرآن أو السنة على أن صلاة الجمعة ركعتين ؟
الجواب : هذا كلام باطل ، الجمعة ركعتان فقط بإجماع المسلمين ، وقد صحت السنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه كان يصليها ركعتين -عليه الصلاة والسلام- ، وأصحابه كذلك ، وقد أجمع المسلمون على أنها ركعتان .
من صلاها أربعاً فصلاته باطلة ، يجب أن يصلي الجمعة مع المسلمين ركعتين ، هذا هو الواجب عند جميع العلماء ، وليس من شرطها أن يكون الإمام معصوم ، بل تجب صلاة الجمعة خلف البر والفاجر من المسلمين ، وليس من شرطها أن يكون الإمام في الجمعة أو في غيرها من الصلوات معصوماً ؛ بل تجب الصلاة خلف غير المعصوم ، ما هنا معصوم إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، هم معصومون فيما يبلغون عن الله ، أما غيرهم ماهوب معصوم ، الصديق ماهوب معصوم ، عمر ماهوب معصوم ، عثمان ماهوب معصوم ، علي ماهوب معصوم ، الحسن ماهوب معصوم ، الحسين ماهوب معصوم ، كلهم ماهم بمعصومين كلُ يقع في الخطأ ، قال صلى الله عليه وسلم : (( كُل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابين )) . فالعصمة للأنبياء والرسل فيما يبلغون عن الله عز وجل بإجماع المسلمين .
أما أفراد الناس من الصحابة ومن بعدهم ، كل فرد ليس بمعصوم ، فمن زعم أن أحداً معصوماً من الصحابة ، أو أهل البيت فقد أخطأ وغلط .
صلاة الجمعة تجب على المسلمين ركعتان ، يجب على أهل القرى والأمصار أن يصلوا الجمعة ركعتين مع إمامهم إذا كان مسلماً ، لا يصلى خلف كافر ، بل يصلى خلف المسلم ولو كان عنده نقص ،ولو كان عنده معصية ، ولو لم يكن عدلاً ، تصح الجمعة خلف الأمراء والأئمة وإن كان فيه نقص ، وإن كان يُنسب إلى شيء من الظلم ، وإن كان يُنسب إلى شيء من الفسق ، ماداموا مسلمين فالصلاة خلفهم واجبة ومتعينة .
س4 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن أنكر أن عائشة – رضي الله عنها – أم للمؤمنين ، وهل هناك دليل من القرآن أو السنة ، يدل على أنها أم للمؤمنين ؟
الجواب : عائشة – رضي الله عنها – بنت الصديق هي أم المؤمنين بإجماع المسلمين ، ومن زعم أنها زنت فقد كفر لأنه مكذب لله في قوله جل وعلا : { إن الذين جاءوا بالأفك عصبةٌ منكم لا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم } سماه إفك ؛ فالمقصود أن عائشة أم المؤنين – رضي الله عنها – هي أفضل أزواج النب -ي عليه الصلاة والسلام- ، ما عدا خديجة قد اختلف العلماء في إيهما أفضل ، ومن زعم أنها زنت ، أو اتهمها بذلك فهو كافر عند أهل العلم ، بإجماع المسلمين مكذب لله ولرسوله ، وهي براء من ذلك وهي الصديقة بنت الصديق ، وهي أفضل أزواج النبي -عليه الصلاة والسلام -، ماعدا خديجة في تفضيلها عليها نزاع بين أهل العلم ، وزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهن مطهرات مؤمنات تقيات أمهات المؤمنين – رضي الله عنهن وأرضاهن – يجب الإيمان بذلك والتصديق بذلك ، واعتقاد أنهن من أطهر النساء وخير النساء ، وأفضل النساء .
س5 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن يقفون بعرفة قبل المسلمين بيوم أو بعدهم بيوم معتقدين أن اليوم الذي وقفوه بعرفة هو اليوم التاسع ، وذلك بموجب تقويم عندهم يعتمدون عليه في الصيام..والحج ؟
الجواب : الواجب الحج مع المسلمين ، ولا يجوز الحج قبلهم ولا بعدهم ، الواجب الحج مع المسلمين في يوم عرفة ، ولا يجوز لأحد أن يحج قبلهم ولا بعدهم ، بل يجب على أفراد الناس أن يتابعوا ما ثبت عند ولي الأمر في أمر الحج ، ويحجوا مع الناس ولا يتقدموا عليهم ولا يتأخروا عنهم ، والتقويمات لا تعتبر ، ولا يعتمد عليها من جهة الحساب ، وإنما يعتمد على الرؤية لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين )) هذا في رمضان وهكذا في الحج ، العمدة على الرؤية ، فإذا ثبتت الرؤية اعتمد عليها ، وإلا فإكمال العدة ، عدة الشهر الذي قبله .
رمضان يعنمد في دخوله رؤية الهلال أو إكمال عدة شعبان ، ورمضان في خروجه يعتمد إكمال العدة أو ثبوت دخول شوال ليلة الثلاثين ، وهكذا ذي الحجة يعتمد في دخوله رؤية الهلال أو إكمال عدة ذي القعدة ثلاثين ، وما قبله .
فالحاصل أن العمدة على إثبات الرؤية بالبينة الشرعية ، أو إكمال عدة الشهر بنص النبي عليه الصلاة والسلام ، هذا هو الحق ، أما ما يتعلق بالحساب وإثبات رؤية الهلال ؛ الذي عليه أهل العلم أنه لا يعتبر ، ولا يعتمد في إثبات الشهور ، ولا في إثبات الأحكام الشرعية من صوم أو فطر أو حج .
قد حكى أبو العباس ابن تيمية شيخ الإسلام – رحمه الله – إجماع أهل العلم على عدم اعتبار الحساب ، وإنما المعتبر بالنص هو إثبات الأهلة بالبينة أو بإكمالها .
هذا هو المعتبر عند أهل السنة والجماعة ، عند أهل الحق .
س6 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن يسب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟
الجواب : الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد .
سب الصحابة من المنكرات العظيمة ؛ بل ردة عن الإسلام ، من سبهم وأبغضهم فهو مرتد عن الإسلام ، لأنهم هم نقلة الشريعة ، هم نقلوا لنا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته ، وهم نقلة الوحي ، نقلوا القرآن، فمن سبهم وأبغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية ، نسأل الله العافية والسلامة .
س7 : ما حكم الشرع في نظركم في هذه العبارة : (( فكما أن الله واحد أحدٌ فردٌ صمد ، لا شريك معه في ملكه ، ولا له صاحبة ولا ولد ، كذلك مولانا علي – عليه السلام – واحد في فضله أحدٌ فردٌ صمد لا شريك له فيه ، ليس له كفواً أحد )) ويقولون أيضاً (( إن النبي -صلى الله عليه وسلم -أوصى بالخلافة لعلي )) ؟
الجواب : هذا الكلام مجمل ، كلام باطل ، كلام مجمل ، علي – رضي الله عنه وأرضاه - من أفضل الصحابة ، وهو رابع الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأفضل منه الصديق – رضي الله عنه – ثم عمر ، عند أهل السنة ، وعلي لا يقال فيه فردٌ صمد هذا من أوصاف الله – جل وعلا – ولا يقال إنه يعلم الغيب ، ولا يقال إنه معصوم ، يخطي ويصيب مثل غيره من الناس ، مثل الصديق ، مثل عمر ، مثل عثمان ، مثل الزبير ، مثل طلحة ، مثل غيره يخطي ويصيب ، لكن هم أفضل الناس ، الصحابة هم أفضل الناس ، وهم خير الأمة ، وأفضلهم الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، ثم بقية العشرة .
أما من زعم أن علياً يعلم الغيب ، أو أنه معصوم لا يخطي ، أو يشفع لغيره من دون إذن الله ، يدعا من دون الله ، يستغاث من دون الله ، أو أنه هو النبي ، وأن جبريل قد خان ، كل هذا كفر وردة عن الإسلام ، نعوذ بالله ، نسأل الله العافية والسلامة .
س8 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن يصفون أئمتهم أنهم معصومون ، ويقولون إنهم أرباب الظهور ، وألباب الدهور ، والعلماء بخفيات الأمور ؟
الجواب : من زعم أن أئمة الشيعة الرافضة الاثني عشر هم يعلمون الغيب ،أو أنهم معصومون ، أو أنهم يعلمون خفيات الأمور ، خفيات الغيب مما كان أو يكون هذا ردة عن الإسلام ، يقول الله – عز وجل - : { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله }.
ويقول الله – جل وعلا – عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن اتبع مايوحى إلي } فالنبي -صلى الله عليه وسلم- نفى عن نفسه أنه يعلم الغيب ، فغيره من باب أولى ، وهكذا قال نوح ،أول الرسل جاء إلى الأرض بعد ما وقع الشرك فيها ، يقول – جل وعلا – عن نوح : { قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن اتبع مايوحى إلي } .
فالغيب إلى الله – جل وعلا - ، هو الذي يعلم الغيب ، لا يعلمه عليٌ ، ولا أئمة الشيعة الاثني عشر ، ولا غيرهم ، لا يعلم الغيب إلا الله – سبحانه وتعالى - ، هو الذي يعلم كل شيء ولا تخفى عليه خافية – سبحانه وتعالى - .
والمقصود من هذا كله أن الواجب على جميع المسلمين اتباع ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، والاستقامة على دينه ، وذلك بالإيمان أن محمداً رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ، وأن الله بعثه إلى الثقلين الجن والإنس ، وأن الواجب طاعته واتباع شريعته ، مع الإيمان بإنه لا يعلم الغيب ، ومع الإيمان بأنه يُدعى مع الله ، ولا يستغاث به مع الله ، ولا يعبد مع الله ، وهكذا الصديق ، وهكذا عمر ، وهكذا عثمان ، وهكذا علي ، وهكذا طلحة ، وهكذا الزبير ، وهكذا بقية العشرة ، وهكذا بقية الصحابة ، كلهم لا يعلمون الغيب ، الغيب عند الله ، وكلهم لا يجوز أن يعبدوا من دون الله ، ولا يستغاث بهم ، ولا يطاف بقبورهم ، وعلم الغيب عند الله – سبحانه وتعالى – والله هو الذي يعبد – جل وعلا – دون كل ما سواه ، قال تعالى :{ فاعبد الله مخلصاً له الدين } ، وقال تعالى في سورة البينة : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } ، قال – جل وعلا – في كتابه الكريم : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } وقال سبحانه : { إياك نعبد وإياك نستعين } ، وقال – عز وجل - : { فلا تدعوا مع الله أحداً } فالمقصود أن حق الله هو العبادة ، حقه سبحانه : هو أن يعبد وحده لا شريك ، وأن يطاع أمره ، وأن ينتهى عن نهيه ، وأن يوقف عند حدوده ، أما المخلوق مهما بلغ من الفضل فإنه لا يجوز أن يعبد من دون الله ، لا صديق ولا من دون الصديق ، جميع المخلوقين لا يعبدون من دون الله ، لهم حقهم بحسب طاعتهم لله ، لهم فضل وميزة ، والمنزلة العالية عند الله – جل وعلا – على حسب طاعتهم لله ، وقيامهم بحقه ، والرسل هم أفضل الناس ، ثم يليهم أصحابهم ، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الناس ، وأصحابه هم أفضل الأمة ، وخير الأمة ، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ( خير الأمة قرني ثم الذين يلونهم )) وفي اللفظ الآخر : (( خير الناس قرني )) .
فالصحابة هم أفضل الناس بعد الأنبياء – رضي الله عنهم - ، وأفضلهم الصديق أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي – رضي الله عنهم - ، والحسن والحسين من أفضل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، هما سيدا شباب أهل الجنة ، وهكذا عبد الله بن جعفر ، جعفر بن أبي طالب ، والعباس عم النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وأولاده كلهم من أهل البيت ولهم فضلهم ، لكن لا يعلمون الغيب ، ولا يجوز أن يعبدوا مع الله – عز وجل - ، وهكذا بقية الصحابة ، وأهل البيت لهم فضلهم ، وهم بنو هاشم ، من استقام منهم على دين الله فله فضله ، ومن حاد عن دين الله ، وخرج عن دين الله فهو الطريد البعيد ، كأبي لهب .
أبولهب مات على الكفر بالله ، وهو عم النبي -صلى الله عليه وسلم- ، أنزل الله في حقه : { تبت يدا أبي لهب } ، وهكذا أبو طالب ، وهو عم النبي ، نصر النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولكنه على دين قومه ، وصار أيضاً من أهل النار والعياذ بالله ، وأنزل الله في حقه : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } ,
فالواجب على الشيعة جميعاً ، والواجب على جميع من ينتسب إلى الإسلام أن يعبد الله وحده ، وأن يؤمن بالله ، وأنه هو الإله الحق كما قال تعالى : { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } ، وأن يعبده وحده دون كل من سواه ، وأن لا يعبد معه أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ، لا أهل البيت ولا غيرهم ، يجب على الشيعة وغير الشيعة أن يعبدوا الله وحده ، وأن يخصوا الله بعباداتهم ، أما علي رضي الله عنه ... والحسن والحسين وغيرهم ، لهم فضلهم رضي الله عنهم ، وهم من أولياء الله ومن أحباب الله ، لهم فضلهم ، ونترضى عنهم ، ويُدعى لهم بالمغفرة والرحمة ، ولا يجوز سبهم كما لا يجوز سب غيرهم من الصحابة ، ولكن لا يعتقد فيهم أنهم يصلحوا للعبادة ، أو أنهم يعلمون الغيب لأ ، لا يجوز لا للشيعة ولا لغيرهم، يجب الإيمان بأنهم مثل غيرهم ، غير معصومين ، ولا يعلمون الغيب ، لكنهم لهم فضلهم لأنهم من الصحابة ، لهم فضلهم ولهم منزلتهم عند الله ، العباس وأبناءه عبد الله بن عباس وغيره ، هكذا الحسن والحسين ، وهكذا علي هو أفضلهم وأفضل أهل الييت بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وأفضل أهل البيت ، وأفضل الصحابة بعد الصديق ، وبعد عمر وعثمان ، فلهم منزلتهم ولهم فضلهم ، ويجب على الشيعة هداهم الله ، يجب عليهم هداهم الله أن يعرفوا الفضل لأهله ، وأن يؤمنوا بما أخبر الله به ورسوله ، وأن يعتقدوا أن أفضل الأمة الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، وأن يعرفوا لهم فضلهم ، وأن لا يعتقدوا فيهم خلاف الشرع ، وأن لا يعبدوا أحداً مع الله ؛ بل يخصوا الله بالعبادة دون كل من سواه ، فلا يُدعا إلا الله ، ولا يستغاث إلا بالله ، ولا ينذر إلا لله ، ولا يذبح إلا لله ، هو المستحق للعبادة – سبحانه وتعالى - ، قال تعالى : { قل إني صلاتي ونسكي } يعني ذبحي { ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له } ، وقال علي -رضي الله عنه -في الحديث الصحيح : حدثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأربع كلمات : (( لعن الله من ذبح لغير الله ، لعن الله من لعن والديه ، لعن الله من آوى محدثاً ، لعن الله من غير منار الأرض )) رواه مسلم في الصحيح من رواية علي – رضي الله عنه - ، وبعث أبا الهياج الأسدي ، بعثه علي – رضي الله عنه – قال : أبعثك على ما بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا تدع صورة إلا طمستها ، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته )) ، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- بعث علياً - رضي الله عنه – على أن يسوي القبور المشرفة ، وأن يطمس الصور ، فالقبور المشرفة أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بتسويتها ، وأمر علياً بذلك ، فلا يجوز البناء على القبور لا على قبور أهل البيت ولا على غير أهل البيت ، لايبنى عليها ولا يتخذ عليها المساجد ولا قباب ، لأن هذا وسيلة إلى الشرك ، ولكن تكون ظاهرة مكشوفة ، مثل قبور البقيع الآن مكشوفة ، هذا هو المشروع .
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن تجصيص القبور والبناء عليها..جاء رواية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عند مسلم في الصحيح ، وقال - عليه الصلاة والسلام -: (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) يحذر ما صنعوا ، فالواجب على المسلمين جميعاً الشيعة وغيرهم ، الواجب على الجميع الامتثال لما قاله الله ورسوله ، والطاعة لما أمر به الله ورسوله ، وألا يُبنى على القبور لا مساجد ولا غيرها ، وأن لا يعبدوا أحداً من دون الله ، وأن لا يستغاث بهم ، فلا ينذر لهم ، لا بطن علي ولا غيرهم ، بل يجب أن تكون العبادة لله وحده دون كل من سواه ، والصحابة يدعى لهم ، ويعرف لهم فضلهم ، لكن لا يعبدون مع الله لا علي ولا غير علي . نسأل الله للجميع الهداية ، نسأل الله لنا وللشيعة ، ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق .
س9 : هل النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى بالخلافة لعلي ؟
الجواب : ما ثبت أنه أوصى له ، بين -صلى الله عليه وسلم- أدلة كثيرة تدل على أن الأولى بها الصديق ، واستخلفه يصلي بالناس ، وقال : (( يأبى الله ورسوله إلا أبا بكر )) ، ولإجماع الصحابة على خلافة الصديق ، وبيعه علي – رضي الله عنه وأرضاه - ، بإجماع الصحابة ، فعلي – رضي الله عنه – ممن وافق على إمامة الصديق وخلافته وساعده وتعاون معه – رضي الله عن الجميع وأرضاهم - .
س10 : ما حكم الشرع في نظركم يا شيخ فيمن ينسب هذا القول إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : ( يا علي خلقت أنا وأنت من عامودين من نور معلقين من تحت العرش يقدسان الملك ، من قبل أن يخلق الخلق بألفي عام ، ثم خلق العامودين نطفتين بيضاويتين ملتويتين ، ثم نقل تلك النطفتين في الأصلاب الكريمة والأرحام الزكية الطاهرة حتى جعل نصفها في صلب عبد الله ، ونصفها في صلب أبي طالب فجزءٌ أنا وجزءٌ أنت ، وهو قول الله جل وعلا : { هو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً }؟
الجواب : هذا باطل ، لا أصل له ، هذا الخبر من الموضوعات المكذوبات ، لا أصل له ، ولا صحة له ، نعم الخلق جعل الله من البشر نسباً وصهراً ، { والله خلق كل دابة من ماء } يقوله الرب – جل وعلا - .
س11 : سماحة الشيخ إن دعاة الضلال لا يألون جهداً في الصد عن سبيل الله ، ويسلكون طرقاً كثيرة ، ومن تلك الطرق الكذب على الله ورسوله ، وعلى أئمة الهدى ، والذين يثق الناس بعلمهم ، وقد شاع بين قبائلنا أن المكارمة قابلوكم ، وتناقشت معهم ، وأخبرتهم أنهم على الحق فما ردكم على هذه الإشاعات فضيلة الشيخ ؟
الجواب : كذب ، قابلنا بعضهم ونصحناهم ، وبينا لهم أخطائهم التي بينوها لنا ، كتبنا لهم كتاباً في هذا وهو بأيديهم ، وهدى الله جماعة منهم – جزاهم الله خيراً – قبلوا الحق ، وقد أمرنا بنشر ما جرى بيننا وبينهم في الصحف هذه الأيام ، حتى يعلمها الناس ، كانت بأيديهم ولكني أمرت الآن بنشرها ، ...حتى يطلع عليها أهل نجران وغيرهم لعل الله يهدي بها من يشاء – سبحانه وتعالى - ، جميع الأسئلة التي دارت بيني وبينهم أمرت بنشرها وجوابها جميعاً ، نصحاً لله ولعباده ، رجاء أن ينفع الله بها الجميع .
س12 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن يقول : ( أتوسل إليك اللهم بمولانا أبي طالب ابن مولانا عبد المطلب صلواتك عليهم أجمعين ) ؟
الجواب : هذا ليس بصحيح ، وليس بوسيلة ، أبوطالب مات على الكفر ، وعبد المطلب رأس الكفر ، رأس قريش في جاهليتها... لا يتوسل بهم وليسوا بمسلمين ، مات أبو طالب على دين قومه ، دعاه النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وقال : هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله .
وعبد المطلب مات على دين قومه وهو رئيسهم ، فالتوسل بهؤلاء توسلٌ باطل ، ليسوا بوسيلة .
س13 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن يصومون رمضان ثلاثين يوماً ، لأنهم يعتقدون أنه لا ينقص ثلاثين يوماً ؟
الجواب : هذا غلط ، الواجب عليه إنه يصوم مع الناس ، مع المسلمين ، مع الدولة ، مثل الذين في الدولة السعودية في نجران ، وفي المنطقة الشرقية ، أو في المدينة ، الواجب عليهم أن يصوموا مع الدولة ، والواجب على جميع المسلمين أن يصوموا بالرؤية ، فإن لم توجد الرؤية فبإكمال العدة ، هذا الواجب ، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (( صوموا لرؤيتوه ، وأفطروا لرؤيته ، فإن غُم عليكم فأكملوا العدة )) الشهر يكون تسع وعشرين ، ويكون ثلاثين ، أما من زعم أنه ثلاثين أبداً هذا غلط ، خلاف الشرع ، فالواجب أن يُصام بالرؤية ، ويُفطر بالرؤية ، فإن لم توجد الرؤية صام الناس بإكمال عدة شعبان ثلاثين ، وهكذا يصام رمضان ثلاثين ، إلا أن يُرى في ليلة ثلاثين فيفطر الناس ... تسع عشرين ، أما الصوم دائماً ثلاثين هذا باطل ، خلاف الشرع ، الواجب على من كان في هذه الدولة السعودية الإسلامية أن يصوم معها سواء تم الشهر أو نقص الشهر ؛ فإنها تعمل بحمد الله بشرع الله ، والمحكمة تنظر في الشهود ، فإذا شهد الشهود بالرؤية عملوا بها ، وإن لم يشهدوا بالرؤية عملوا بإكمال العدة ، هذا في الحديث الصحيح ، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين )) هكذا أمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- .
س14 : سماحة الشيخ : هل الإسماعيلية الباطنية يعتبرون من جماعة المسلمين ؟
الجواب : على حسب اعتقادهم ، اعتقادهم ، إن كانوا يعتقدون اعتقاد المسلمين ، مثلما هو اعتقاد أهل السنة والجماعة ، يؤمنون بأن الله هو المستحق للعبادة ،وأن الصحابة خير الناس وأفضل الناس ، وأن أفضلهم الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي – رضي الله عنهم – ثم بقية العشرة ، هذا طيب .
أما إذا خالفوا هذا ، وصاروا على غير هذا الاعتقاد ، ليسوا في خير الناس ، هم على خطر عظيم ، وإذا اعتقدوا أن علي يعبد من دون الله ، أو الحسن ، أو الحسين أنهم يعبدون من دون الله ، وأنه يجوز أن يستغاث بهم ، وينذر لهم ، أو اعتقدوا أنهم يعلمون الغيب صاروا كفاراً بذلك ، سواء كانوا مكارمة أو غير مكارمة .
أنا ماعندي علم بعقيدتهم كاملة تفصيلية ، لكن على كل حال الواج على المكارمة وغير المكارمة ، الواجب عليهم أن يعتقدوا ما درج عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه وأن يؤمنوا أن الله هو المعبود بالحق – سبحانه وتعالى - ، وأن العبادة حق لا يجوز صرفها لغير الله لا للأنبياء ولا لغيرهم ، ولا لعلي ولا لغيره ، العبادة حق الله ، قال تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } ، وقال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } ، وقال تعالى : { يا أيها الناس اعبدوا ربكم } ، وقال سبحانه : { وما أمروا إلا ليعبدا الله مخلصين له الدين } ، والعبادة هي طاعة الله ورسوله ، هي صرف العبادة لله سبحانه ، بأن يدعى وحده ، ويستغاث وحده ، ويصلى له وحده ، ويصام له وحده ، ويذبح له وحده ، وينذر له ، العبادة حق ، هي طاعته باتباع أوامره وترك نواهيه سبحانه وتعالى ، هذه العبادة ، هي الأوامر التي أمرنا بها ، في القرآن الكريم أو على يد الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، يقال لها عبادة .
فجميع أمر الله من صلاة وصوم وزكاة وحج وغير ذلك ، كلها عبادة ، وهكذا ترك ما نهى الله عنه بنية صالحة ، هو عبادة ، ولا يجوز أن يعبد أهل البيت ولا غيرهم مع الله ، فالعبادة حق الله وحده ، فعلى المكارمة ، وعلى جميع الموجودين في هذه المملكة وغيرهم ، على جميع الناس ، على جميع الجن والإنس ، أن يعبدوا الله وحده ، وأن يسألوه وحده ، وأن يخصوه بالعبادة ، كما قال تعالى : { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } ،وقال سبحانه : { فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك } ، وقال عز وجل : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } . وقال لمعاذ لما بعثه إلى اليمن : (( ادعهم إلى يعبدوا الله وحده )) ادعهم إلى أن يوحدوا الله ، وادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، هكذا ...، وقال صلى الله عليه وسلم : (( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً )) هذا هو دين الله ، لا يجوز صرف العبادة لغير الله كائناً من كان ، فعلى الشيعة في المنطقة الشرقية ، وفي نجران ، وفي المدينة ، وفي كل مكان ، وفي العراق ، وفي إيران ، وفي كل مكان ، عليهم جميعاً أن يعبدوا الله وحده ، وأن يخصوه بالعبادة دون كل ما سواه ، وأن يؤمنوا بأن علي صحابي جليل ، وهو رابع الخلفاء الراشدين ، لكن ليس معصوماً ، وليس يعلم الغيب ، بل هو من خير الناس وأفضل الناس ، وهو رابع الخلفاء الراشدين ، وهو رابعهم في الفضل أيضاً والخلافة ، أفضل الناس بعد الأنبياء الصديق ، ثم عمر الفاروق ، ثم ذو النورين ، ثم علي المرتضى ، ثم بقية العشرة ، فعلى الشيعة في أي مكان ، في المملكة ، وفي إيران ، وفي العراق ، وفي كل مكان عليهم أن يتقوا الله ، وأن يستقيموا على دين الله ، وأن يعبدوا الله وحده دون كل ما سواه ، وأن لا يذبحوا لسواه ، وأن لا يبنون على القبور ، ولا يستغيثوا بأهلها ، بل عليهم أن يخصوا الله بالعبادة ، دون كل ما سواه ، وعليهم أن يؤمنوا بأن العبادة حق الله وحده ، دون كل ما سواه ، وأن الصحابة – رضي الله عنهم – لهم حقهم ، واعتقاد فضلهم ، وأنهم أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وأنهم أفضل الناس بعد الأنبياء ، لكن لا يعبدون مع الله ، لا علي ولا غيره ، لا يستغاث بهم ، لا ينذر لهم ، لا يبنى على قبورهم ، ولا يعتقد أنهم يعلمون الغيب ، بل هم خير الناس ، وأفضل الناس ، لكنهم لا يعلمون الغيب ، ولا يجوز أن يعبدوا مع الله عز وجل ، وأفضلهم الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي - رضي الله عنهم جميعاً - ، ثم بقية العشرة ، ثم بقية الصحابة ، هذا هو الواجب على الشيعة وعلى غيرهم في كل مكان ، أن يعبدوا الله وحده ، وأن يؤمنوا بأنه لا معبود حقٌ إلا الله ، وأن أفضل الخلق محمد رسول الله –صلى الله عليه وسلم - ، وأن أصحابه رضي الله عنهم هم أفضل الناس بعد الأنبياء ، وأفضلهم الأربعة الخلفاء الراشدون ، الصديق أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، هؤلاء هم أفضل الصحابة ، هم خير الناس بعد الأنبياء ، لكنهم لا يعلمون الغيب ، وليسوا بمعصومين ، كل واحد يخطئ ويصيب ، وهم في اجتهادهم - رضي الله عنهم- إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطأوا فلهم أجر ، وهكذا علماء الحق ، علماء الحق إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطأوا فلهم أجر ، ولا يجوز أبداً أن يعبد أحد مع الله لا الصحابة ولا الأنبياء ولا غيرهم ، العبادة حق الله ، ليس لأحد فيها حق ، لا الأنبياء ولا الملائكة ، ولا الصحابة ، ولا أهل البيت ، ولا غيرهم ، العبادة حق الله وحده ، قال تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل } ، وقال سبحانه : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } ، وقال عز وجل : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } ، وقال سبحانه : { فاعبد الله مخلصاً له الدين } .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين : (( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً )) .
هذا المعروف عند أهل العلم والإيمان ، وقد أجمع عليه المسلمون من أهل السنة والجماعة ، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، واتباعهم بإحسان ، قد قال علي رضي الله عنه لأبي هياج الأسدي : ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألا تدع صورة إلا طمستها ، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته . وقال علي رضي الله عنه : إن الرسول حدثه بأربع كلمات : (( لعن الله من ذبح لغير الله )) فمن ذبح للأموات الأنبياء أو الغائبين ،يتقرب إليهم و يعبدهم ، فهو ملعون بهذا النص (( لعن الله من ذبح لغير الله ، لعن الله من لعن والديه ، لعن الله من أوى محدثاً )) المحدث المبتدع ، الذي يؤوي المحدثين أو العصاة ينصرهم ، ويحميهم من إقامة الحق ملعون ، فالذي يمنع الزاني أن يقام عليه الحد ، يحول بينه وبين إقامة الحد ،أو ينصر المبتدعة ، ويحميهم ، أو يمنع من إقامة الحدود ، ملعون بهذا الحديث (( لعن الله من آوى محدثاً ، لعن الله من غير منار الأرض )) يعني مراسيمه ،نسأل الله السلامة ، نعم .
س15 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن يرى العمرة في شهر رجب خير من العمرة في رمضان ؟
الجواب : الصواب أن العمرة في رمضان أفضل ، رجب ورد فيه حديث عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتمر في رجب ، ولكن ذكر العلماء أنه وهم في هذا -رضي الله عنه- ، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يعتمر إلا في ذالقعدة ، كُل عُمَره ، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (( عمرة في رمضان تعدل حجة )) وفي رواية (( حجة معي )) معه - عليه الصلاة والسلام - ، فأفضل العمر في رمضان ، ثم في ذالقعدة ، ثم العمرة في رجب فلا بأس ، ...
س16 : هنا أبيات يا شيخ لعلك تسمعها ، يقول :
وإن رمتك الليالي البهم بالنوب فاهتف بأحمد خير العجم والعربِ
وابالوصي علي كاشف الكربِ فكم حزين يبيت الليل في تعبِ
ويقول آخر :
ألا يا رسول الله جاء مستجيركم من النار في قيد الذنوب مقيداً
فقم يا رسول الله قومة مسرعاً إذا أنت من دوني فقصري مشيداً
ويقول الآخر :
يا بني المصطفى إليكم إليكم في الملمات يفزع المكروب
يا بني المصطفى لديكم لديكم أملٌ في نفوسنا مطلوبُ
أنتم أنتم الغياث إذا ما أوبقتنا الذنوب منا الذنوبُ
السؤال يا شيخ : هل هذه الأبيات شركية ؟
الجواب : كلها هذا من الشرك الأكبر ، دعاء الأموات ودعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ودعا أهل البيت والاستغاثة بهم ، والنزول بفنائهم عند الكروب عند قبورهم ، هذا الشرك الأكبر ، بإجماع المسلمين ، بإجماع أهل السنة والجماعة ، وهذا مخالف لقوله عز وجل : { فلا تدعو مع الله أحداً } ، ومخالف لقوله سبحانه : { ومن يدع مع الله إله آخر لابرهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون } سماهم الله كفرة بهذا الدعاء ، قال جل وعلا : { ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة بشرككم } سمى عملهم شرك ، سمى دعاء غير الله ، سماه شركاً ، قد أجمع علماء السنة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم على أن دعوة الأموات ، دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات شرك أكبر ، وهكذا دعاء النبي والاستغاثة به ، أو بأهل البيت أو بالصحابة أو بغيرهم ، الاستغاثة بالأموات شرك أكبر ، وهكذا دعاء الملائكة والاستغاثة بالملائكة ، وبالجن شرك أكبر ، أما الحي الحاضر فلا بأس ، تقول للحي الحاضر ، تقول : يا فلان عوني .. اصلح سيارتي .. عاوني في عمارة بيتي .. إخوانك ، أقاربك ، جيرانك يتعاونون معك لا بأس ، مثل ما قال الله عن موسى : { فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه } لابأس يستغيث الإنسان بإخوانه الأحياء الحاضرين ، يعاونونه في دفع الشر عنه ، في عمارة بيته ، في إصلاح سيارته ، في مزرعته ، وهم احياء يسمعون كلامه ، يساعدونه ، هذا لابأس ، هذا باجماع المسلمين جائزة بين المسلمين ، مع الأحياء الحاضرين ، أما دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات ، أو بالغائبين يعتقد أنهم يسمعون كلامه وهم غيب يدعوهم في المشرق والمغرب يناديهم ، هذا شرك أكبر ، أو ينادي الجن ، أو ينادي الملائكة هذا شرك أكبر ، نعوذ بالله .
س17 : ماحكم الشرع في نظركم فيمن ينفي الصفات الكلية والأسماء ، أسماء الله وصفاته بالكلية ويقول هذا هو المعتقد الصحيح ؟
الجواب : هذا دين المعتزلة والجهمية ، الجهمية ينفون أسماء الله وصفاته ، والمعتزلة نفاة القدر ينفون صفات الله ، ويثبتون أسماء بدون صفات يقولون : عليم بلا علم ، رحيم بلا رحمة ، سميع بلا سمع ، وهذا باطل ، والعياذ بالله ، هذا كفر ردة عن الإسلام ، تكذيب لله ولرسوله ، الله جل وعلا أخبر عن نفسه إنه عليم وسميع وبصير ، فمن نفى ذلك عن الله ، وقال إنه يعلم بلا علم ، لاعلم له ولا رحمة له ولا سمع له فهو كافر ، مكذب لله ولرسوله ، فالجهمية عند أهل السنة ، والمعتزلة عند أهل السنة كفار بهذا الاعتقاد الباطل ، فالواجب على من اعتقد هذا الاعتقاد أن يتوب إلى الله ، وأن يؤمن بأن الله سبحانه موصوف بالأسماء الحسنى ، والصفات العلى ، وأنه عليم بعلم ، سميع بسمع ، قدير بقدرة ، رحيم برحمة ، يتكلم إذا شاء ، يعطي ويمنع ، له صفات لكمال سبحانه وتعالى ، يجب أن يؤمن بذلك وأنه سبحانه موصوف بصفات الكمال منزه عن صفات النقص والعيب ، قال تعالى : { قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } . ، قال سبحانه : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ، قال سبحانه : { فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون } وقال عز وجل : { الرحمن على العرش استوى } ، وقال سبحانه : { إن ربكم الله الذي خلق السماء والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش } الله سبحانه فوق العرش ، قد استوى عليه ارتفع عليه ، ارتفاع يليق بجلاله لا يشابه خلقه بصفاته سبحانه ، بل هو فوق العرش فوق جميع الخلق ، استوى على العرش استواء يليق بجلاله ، لا يشابه خلقه في استوائه ولا غيره ، والاستواء هو الارتفاع والعلو ، وهو الرحيم لا يشابه خلقه في الرحمة ، سميع لا يشابه خلقه في السمع ، عليم لا يشابه خلقه في العلم ، علم كامل ، وسمع عظيم كامل ، ليس من جنس سمع المخلوقين ولا علمهم ، وهكذا رحمته ، وهكذا حكمته ، وهكذا كلامه ، وهكذا بقية صفاته ، كلها حق تليق بالله لا يشابه فيها خلقه ، كل ماجاء في القرآن العظيم ، أو في السنة الصحيحة عن الرسول – صلى الله عليه وسم – من أسماء الله وصفاته ، فكله حق يجب اثباته لله على الوجه اللائق بالله ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل ، كقوله سبحانه : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ، وقوله سبحانه : قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد } . نسأل الله لنا ولجميع المسلمين الهداية .
هذه مصائب عظيمة وقعت بالمسلمين ، نسأل الله لنا ولهم الهداية والبصيرة ، ونسأل الله أن يوفق علماء المسلمين لنشر الحق والصبر على ذلك في كل مكان .
س17 : ماحكم الشرع في نظركم فيمن يعتقد أن قبلة المسلمين مسماراً في داخل الكعبة ، وهو مكان مولد علي عليه السلام ؟
الجواب : كلام باطل ، هذه خرافات ، قبلة المسلمين الكعبة ، كما بينه الله في كتابه العظيم ، فالمقصود أن القبلة هي الكعبة ، كانت القبلة أولاً بيت المقدس ، ثم نسخ الله ذلك ، ووجه الله المسلمين إلى الكعبة.
س17 : ماحكم الشرع في نظركم فيمن يدعي أن مُتِم الرسل وخاتم دورهم هو محمد ابن إسماعيل ؟
الجواب : خاتم الرسل هو محمد -عليه الصلاة والسلام-، ومن زعم أن هناك نبي بعد محمد فهو كافر ، لا محمد إسماعيل ولا غيره ، خاتم الرسل هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وهو أفضلهم ، وهو أمامهم ، وهو قائدهم ، وهو خاتمهم ، كما قال تعالى في كتابه العظيم : { ما كان محمداً أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } .
وثبت بالتواتر أنه قال : (( أنا خاتم النبيين ، لا نبي بعدي )) . فمن زعم أن علياً نبي ، أو أن محمد بن إسماعيل نبي ، أو المهدي نبي ، أو فلان ، أو فلان ، أو قال : المختار نبي ، أو مسيلمة نبي ، أو الأسود العنسي نبي فهو كافر ، وهذا مرتد ، أو قال : أن غلام أحمد – ميرزا غلام أحمد – نبي ، كل هؤلاء ضلال كفار ، نسأل الله العافية والسلامة .
لا نبي بعد محمد -عليه الصلاة والسلام- .
س17 : مانصيحتكم لأتباع هذا المعتقد ، ومن ولاهم من أهل السنة والجماعة ؟
الجواب : نصيحتي للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله ، وأن يعبدوا الله وحده دون كل ما سواه ، بدعائهم ، وخوفهم ، ورجائهم ، وتوكلهم ، وذبحهم ، ونذرهم ، وصلاتهم ، وصومهم ، وغير ذلك ، عليهم جميعاً أن يعبدوا الله وحده ، وأن يعملوا بأوامره ، وأن ينتهوا عن نواهيه ، وأن يعظموا كتاب الله ويتبعوه ، وأن يعظموا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويتبعوه وينقادوا لشرعه ، من دون غلو ، أن ينقادوا لشرعه لكن لا يغلوا في محمد -عليه الصلاة والسلام -، بل هو عبد الله ورسوله ، فالواجب اتباعه ، وطاعة أوامره ، ... يطاع ويتبع ، ولكن لا يعبد مع الله ، وهكذا الصحابة يتبعون على طريقهم الطيب ، و يتبع محبتهم ، والايمان بأنهم أفضل الخلق بعد الأنبياء لكن لا يجوز الغلو فيهم ، ولا يعبد أحد من دون الله لا علي ولا غيره ، يجب الإيمان بأنهم أفضل الناس ، وخير الناس بعد الأنبياء ، وأفضلهم الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي – رضي الله عنهم - ، أما الغلو فيهم وعبادتهم من دون الله فهذا لايجوز ، وهو الشرك الأكبر .
فوصيتي لجميع المسلمين ، للشيعة ولغير الشيعة ، ولجميع المسلمين في كل مكان ، وصيتي لهم جميعاً أن يتقوا الله بطاعة أوامره ، وترك نواهيه ، وتحكيم شريعته ، والتحاكم إليها ، والصبر عليها ، والحذر من كل ما نهى الله عنه ورسوله ، وأن يعبدوا الله وحده دون كل ما سواه ، وأن لا يعبدوا معه لا نبياً ، ولا مملكاً ، ولا قبراً ، ولا جنياً ، ولا علياً ، ولا غير ذلك ، العبادة حق الله وحده ، ووصيتي للجميع أن لا يبنوا على القبور تكون مكشوفة ليس عليها بناء ، لا يبنى عليها لا مسجد ولاغيره ، لقوله – صلى الله عليه وسلم - : (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) متفق على صحته .
ولقول جابر – رضي الله عنه - : ( نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن تجصيص القبور والقعود عليها ، والبناء عليها ) رواه مسلم في الصحيح . فالواجب على المسلمين جميعاً أن يعبدوا الله وحده ، وأن يخصوه بدعائهم ، وخوفهم ، ورجائهم ، وصلاتهم ، وصومهم ، وذبحهم ، ونذرهم ، وغير ذلك من العبادة ، وأن لا يعبدوا معه سواه لا ملكاً مقرباً ، ولا نبياً مرسلاً ، ولا ولياً ، ولا صالحاً ، لا من الصحابة ولا من غيرهم ، العبادة حق الله وحده .
وأوصي الرؤساء جميعاً ، والقادة جميعاً أن يحكموا شرع الله ، وأن يتحاكموا إلى شرع الله ، إلى القرآن والسنة ، في جميع الأمور ... انتهى الشريط هُنا .
قام بتفريغها وتنسيقها : عبد الله السلفي غفر الله له ولمشايخه ووالديه وذريته وإخوانه المسلمين
عن العقيدة الإسماعيلية
أجاب عليها سماحة الشيخ العلامة الزاهد الورع بقية السلف الصالح
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
قدس الله روحه
فرغها ونسقها
عبد الله السلفي
غفر الله له
( جزى الله من أعان على نشرها خيراً )
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إِنَّ الحَمْدَ للهِ ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء : 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأَحزاب : 70-71].
أَمَّا بَعْدُ :
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخير الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة.
و َبَعْدُ :
فهذا تفريغ لمجموع الأسئلة عن العقيدة الإسماعيلية ، والتي قد أجاب عنها سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – أسأل الله أن ينفع بها المسلمين ، وكانت هذه الأسئلة والإجابة عليها في يومي الخميس والجمعة 25-26/شهر رمضان المبارك ، لعام 1413 هـ ، و قد سجلت في شريط و هو بعنوان ( الأسئلة اليامية عن العقيدة الإسماعيلية ) .
تنبيه : بعض الكلمات غير الواضحة في الشريط تركت مكانها ( ... ) ، وهي قليلة جداً ولله الحمد ، ولا تؤثر على سياق الكلام .
وكتب
عبد الله السلفي
.
الأسئلة
س1 : سماحة الشيخ ، ما حكم الشرع في نظركم فيمن يعتقد أن أركان الإسلام سبعة ، وهي الولاية ، وهي أفضلها ، ثانياً : الطهارة ، ثالثاً : الصلاة ، رابعاً : الزكاة ، خامساً : الصيام ، سادساً : الحج ، سابعاً : الجهاد ؟
الجواب : الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه .
أما بعد :
فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : (( بني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت )) .
هذه أركان الإسلام بنص النبي عليه الصلاة والسلام ، ولما سأله جبرائيل عليه الصلاة والسلام عن الإسلام ؟ قال عليه الصلاة والسلام : (( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً )) فقال جبرائيل : صدقت .
هذه أركان الإسلام الخمسة ، ومن زعم أن الولاية من أركان الإسلام فقد أخطأ وغلط ، منكر من القول ، فالولاية : يجب على المسلمين أن يولوا عليهم من يصلح للولاية ، وأحكامها معروفة وليست من أركان الإسلام .
وكذلك الجهاد ليس من أركان الإسلام ؛ بل الجهاد فرضٌ على المسلمين إذا قدروا ، إن استطاعوا جاهدوا ، وليس الجهاد من أركان الإسلام عند جمهور أهل العلم ؛ بل عند أهل العلم في الحقيقة ، وإنه فرضٌ على المسلمين إن استطاعوا جاهدوا الكفار ، وإن لم يستطيعوا سقط عنهم ، وقد يكون فرض عين ، وقد يكون فرض كفاية ، فرض عين في مسائل معدودة :
. إذا حضر الصفين .
. أو استنفرهم الإمام .
. أو قدم على بلده العدو .
يجب عليه أن يجاهد .
وفرض الكفاية مع الاستطاعة إذا قام به من يكفي ، صار على الباقين فرض كفاية ، إذا قام به من يكفي من المسلمين .
والولاية ليست شرطاً في الإسلام ، وليست ركن من أركان الإسلام ؛ ولكن يجب على المسلمين أن يولوا عليهم من يتولى أمورهم وشؤونهم ، ولها أحكام معروفة في كتب الفقهاء وضحوها .
س2 : طيب يا شيخ الشهادتين لم تذكر في أركان الإسلام عندهم ؟
الجواب : لا ، لابد منها هي أعظم الأركان ، أعظم الأركان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، معناها أن يشهد المكلف أنه لا معبود بحق إلا الله ، وأن يشهد أن محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب هو رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين ، وهو خاتم الأنبياء ، لابد من هذا .
فمن لم يأت بهاتين الشهادتين فليس بمسلم ، وهذه الشهادة – شهادة أن لا إله إلا الله – تقتضي أن تكون العبادة لله وحده ، معناها لا معبود حقٌ إلا الله ، كما قال سبحانه : { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل } .
وقال تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } .
فلابد من إخلاص العبادة لله وحده واعتقاد ذلك والإيمان به ، والإيمان بأن التعلق على الأموات ، والاستغاثة بأصحاب القبور والنذر لهم هذا هو الشرك الأكبر ، وهذا يناقض لا إله إلا الله ، فلابد من إخلاص العبادة لله وحده ، وأن لا يعبد معه سواه ، لا ملك ولا نبي ، ولا صالح ، ولا غير ذلك .
والذي يعبد الأنبياء أو الصالحين مع الله فقد أشرك بالله ، وأبطل كلمة لا إله إلا الله ، فمن يعبد علياً – رضي الله عنه – أو يعبد البدوي ، أو الحسين بن علي ، أو الحسن بن علي ، أو فاطمة – رضي الله عنها – أو غيرها من أهل الصلاح كل ذلك من الشرك بالله ، العبادة حق الله وحده ، فلا يجوز صرف العبادة لغير الله لا للأنبياء ، ولا أن يشرك بغيرهم من الأولياء ، ولا للأصنام والأشجار والأحجار ، ولا للجن ، ولا للملائكة ، العبادة حق الله وحده ، كما قال الله تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } . وقال سبحانه : { فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص } .
فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم أفضل الخلق ، ومع ذلك هم عباد لله ، قال تعالى : { ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمين } . فجعل عبادة الأنبياء والملائكة كفر ، ولهذا قال سبحانه : { ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمين } . ويقول سبحانه : { وإلهاكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } . هذا هو الركن الأول بإجماع المسلمين ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وهي أعظم الأركان .
ومن زعم بإن هناك نبياً بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- أو رسولاً ، فقد أشرك بالله ، كالقاديانية الذين يزعمون أن غلام أحمد نبي ، أو غيرهم ، كذلك من صدق مسيلمة والمختار ، كل هؤلاء كفار ، ليس بعده نبي -عليه الصلاة والسلام- ، هو خاتم الأنبياء كما قال الله عز وجل : { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } .
فالواجب على جميع المكلفين أن يشهدوا أنه لا إله إلا الله ، بمعنى أنه لا معبود حقٌ إلا الله ، وأن يخصوا الله بالعبادة دون كل ما سواه ، وأن يشهدوا أن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب هو رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين ، وهو خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام ، ولابد أيضاً من الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله في القرآن العظيم أو في السنة الصحيحة ، لابد من الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله ، يعني أمر الجنة والنار والحساب والجزاء ، وتصديق الأنبياء فيما جاؤا به إلى غير هذا من الخبر ، مما أخبر الله به في كتابه أو أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة .
س3 : ما هو حكم الشرع في نظركم فيمن لا يصلي الجمعة ركعتين ، ويصليها أربع ركعات لأنه لا يرى صلاة الجمعة إلا خلف إمام عادل، وهل هناك دليل من القرآن أو السنة على أن صلاة الجمعة ركعتين ؟
الجواب : هذا كلام باطل ، الجمعة ركعتان فقط بإجماع المسلمين ، وقد صحت السنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه كان يصليها ركعتين -عليه الصلاة والسلام- ، وأصحابه كذلك ، وقد أجمع المسلمون على أنها ركعتان .
من صلاها أربعاً فصلاته باطلة ، يجب أن يصلي الجمعة مع المسلمين ركعتين ، هذا هو الواجب عند جميع العلماء ، وليس من شرطها أن يكون الإمام معصوم ، بل تجب صلاة الجمعة خلف البر والفاجر من المسلمين ، وليس من شرطها أن يكون الإمام في الجمعة أو في غيرها من الصلوات معصوماً ؛ بل تجب الصلاة خلف غير المعصوم ، ما هنا معصوم إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، هم معصومون فيما يبلغون عن الله ، أما غيرهم ماهوب معصوم ، الصديق ماهوب معصوم ، عمر ماهوب معصوم ، عثمان ماهوب معصوم ، علي ماهوب معصوم ، الحسن ماهوب معصوم ، الحسين ماهوب معصوم ، كلهم ماهم بمعصومين كلُ يقع في الخطأ ، قال صلى الله عليه وسلم : (( كُل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابين )) . فالعصمة للأنبياء والرسل فيما يبلغون عن الله عز وجل بإجماع المسلمين .
أما أفراد الناس من الصحابة ومن بعدهم ، كل فرد ليس بمعصوم ، فمن زعم أن أحداً معصوماً من الصحابة ، أو أهل البيت فقد أخطأ وغلط .
صلاة الجمعة تجب على المسلمين ركعتان ، يجب على أهل القرى والأمصار أن يصلوا الجمعة ركعتين مع إمامهم إذا كان مسلماً ، لا يصلى خلف كافر ، بل يصلى خلف المسلم ولو كان عنده نقص ،ولو كان عنده معصية ، ولو لم يكن عدلاً ، تصح الجمعة خلف الأمراء والأئمة وإن كان فيه نقص ، وإن كان يُنسب إلى شيء من الظلم ، وإن كان يُنسب إلى شيء من الفسق ، ماداموا مسلمين فالصلاة خلفهم واجبة ومتعينة .
س4 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن أنكر أن عائشة – رضي الله عنها – أم للمؤمنين ، وهل هناك دليل من القرآن أو السنة ، يدل على أنها أم للمؤمنين ؟
الجواب : عائشة – رضي الله عنها – بنت الصديق هي أم المؤمنين بإجماع المسلمين ، ومن زعم أنها زنت فقد كفر لأنه مكذب لله في قوله جل وعلا : { إن الذين جاءوا بالأفك عصبةٌ منكم لا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم } سماه إفك ؛ فالمقصود أن عائشة أم المؤنين – رضي الله عنها – هي أفضل أزواج النب -ي عليه الصلاة والسلام- ، ما عدا خديجة قد اختلف العلماء في إيهما أفضل ، ومن زعم أنها زنت ، أو اتهمها بذلك فهو كافر عند أهل العلم ، بإجماع المسلمين مكذب لله ولرسوله ، وهي براء من ذلك وهي الصديقة بنت الصديق ، وهي أفضل أزواج النبي -عليه الصلاة والسلام -، ماعدا خديجة في تفضيلها عليها نزاع بين أهل العلم ، وزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهن مطهرات مؤمنات تقيات أمهات المؤمنين – رضي الله عنهن وأرضاهن – يجب الإيمان بذلك والتصديق بذلك ، واعتقاد أنهن من أطهر النساء وخير النساء ، وأفضل النساء .
س5 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن يقفون بعرفة قبل المسلمين بيوم أو بعدهم بيوم معتقدين أن اليوم الذي وقفوه بعرفة هو اليوم التاسع ، وذلك بموجب تقويم عندهم يعتمدون عليه في الصيام..والحج ؟
الجواب : الواجب الحج مع المسلمين ، ولا يجوز الحج قبلهم ولا بعدهم ، الواجب الحج مع المسلمين في يوم عرفة ، ولا يجوز لأحد أن يحج قبلهم ولا بعدهم ، بل يجب على أفراد الناس أن يتابعوا ما ثبت عند ولي الأمر في أمر الحج ، ويحجوا مع الناس ولا يتقدموا عليهم ولا يتأخروا عنهم ، والتقويمات لا تعتبر ، ولا يعتمد عليها من جهة الحساب ، وإنما يعتمد على الرؤية لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين )) هذا في رمضان وهكذا في الحج ، العمدة على الرؤية ، فإذا ثبتت الرؤية اعتمد عليها ، وإلا فإكمال العدة ، عدة الشهر الذي قبله .
رمضان يعنمد في دخوله رؤية الهلال أو إكمال عدة شعبان ، ورمضان في خروجه يعتمد إكمال العدة أو ثبوت دخول شوال ليلة الثلاثين ، وهكذا ذي الحجة يعتمد في دخوله رؤية الهلال أو إكمال عدة ذي القعدة ثلاثين ، وما قبله .
فالحاصل أن العمدة على إثبات الرؤية بالبينة الشرعية ، أو إكمال عدة الشهر بنص النبي عليه الصلاة والسلام ، هذا هو الحق ، أما ما يتعلق بالحساب وإثبات رؤية الهلال ؛ الذي عليه أهل العلم أنه لا يعتبر ، ولا يعتمد في إثبات الشهور ، ولا في إثبات الأحكام الشرعية من صوم أو فطر أو حج .
قد حكى أبو العباس ابن تيمية شيخ الإسلام – رحمه الله – إجماع أهل العلم على عدم اعتبار الحساب ، وإنما المعتبر بالنص هو إثبات الأهلة بالبينة أو بإكمالها .
هذا هو المعتبر عند أهل السنة والجماعة ، عند أهل الحق .
س6 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن يسب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟
الجواب : الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد .
سب الصحابة من المنكرات العظيمة ؛ بل ردة عن الإسلام ، من سبهم وأبغضهم فهو مرتد عن الإسلام ، لأنهم هم نقلة الشريعة ، هم نقلوا لنا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته ، وهم نقلة الوحي ، نقلوا القرآن، فمن سبهم وأبغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية ، نسأل الله العافية والسلامة .
س7 : ما حكم الشرع في نظركم في هذه العبارة : (( فكما أن الله واحد أحدٌ فردٌ صمد ، لا شريك معه في ملكه ، ولا له صاحبة ولا ولد ، كذلك مولانا علي – عليه السلام – واحد في فضله أحدٌ فردٌ صمد لا شريك له فيه ، ليس له كفواً أحد )) ويقولون أيضاً (( إن النبي -صلى الله عليه وسلم -أوصى بالخلافة لعلي )) ؟
الجواب : هذا الكلام مجمل ، كلام باطل ، كلام مجمل ، علي – رضي الله عنه وأرضاه - من أفضل الصحابة ، وهو رابع الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأفضل منه الصديق – رضي الله عنه – ثم عمر ، عند أهل السنة ، وعلي لا يقال فيه فردٌ صمد هذا من أوصاف الله – جل وعلا – ولا يقال إنه يعلم الغيب ، ولا يقال إنه معصوم ، يخطي ويصيب مثل غيره من الناس ، مثل الصديق ، مثل عمر ، مثل عثمان ، مثل الزبير ، مثل طلحة ، مثل غيره يخطي ويصيب ، لكن هم أفضل الناس ، الصحابة هم أفضل الناس ، وهم خير الأمة ، وأفضلهم الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، ثم بقية العشرة .
أما من زعم أن علياً يعلم الغيب ، أو أنه معصوم لا يخطي ، أو يشفع لغيره من دون إذن الله ، يدعا من دون الله ، يستغاث من دون الله ، أو أنه هو النبي ، وأن جبريل قد خان ، كل هذا كفر وردة عن الإسلام ، نعوذ بالله ، نسأل الله العافية والسلامة .
س8 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن يصفون أئمتهم أنهم معصومون ، ويقولون إنهم أرباب الظهور ، وألباب الدهور ، والعلماء بخفيات الأمور ؟
الجواب : من زعم أن أئمة الشيعة الرافضة الاثني عشر هم يعلمون الغيب ،أو أنهم معصومون ، أو أنهم يعلمون خفيات الأمور ، خفيات الغيب مما كان أو يكون هذا ردة عن الإسلام ، يقول الله – عز وجل - : { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله }.
ويقول الله – جل وعلا – عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن اتبع مايوحى إلي } فالنبي -صلى الله عليه وسلم- نفى عن نفسه أنه يعلم الغيب ، فغيره من باب أولى ، وهكذا قال نوح ،أول الرسل جاء إلى الأرض بعد ما وقع الشرك فيها ، يقول – جل وعلا – عن نوح : { قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن اتبع مايوحى إلي } .
فالغيب إلى الله – جل وعلا - ، هو الذي يعلم الغيب ، لا يعلمه عليٌ ، ولا أئمة الشيعة الاثني عشر ، ولا غيرهم ، لا يعلم الغيب إلا الله – سبحانه وتعالى - ، هو الذي يعلم كل شيء ولا تخفى عليه خافية – سبحانه وتعالى - .
والمقصود من هذا كله أن الواجب على جميع المسلمين اتباع ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، والاستقامة على دينه ، وذلك بالإيمان أن محمداً رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ، وأن الله بعثه إلى الثقلين الجن والإنس ، وأن الواجب طاعته واتباع شريعته ، مع الإيمان بإنه لا يعلم الغيب ، ومع الإيمان بأنه يُدعى مع الله ، ولا يستغاث به مع الله ، ولا يعبد مع الله ، وهكذا الصديق ، وهكذا عمر ، وهكذا عثمان ، وهكذا علي ، وهكذا طلحة ، وهكذا الزبير ، وهكذا بقية العشرة ، وهكذا بقية الصحابة ، كلهم لا يعلمون الغيب ، الغيب عند الله ، وكلهم لا يجوز أن يعبدوا من دون الله ، ولا يستغاث بهم ، ولا يطاف بقبورهم ، وعلم الغيب عند الله – سبحانه وتعالى – والله هو الذي يعبد – جل وعلا – دون كل ما سواه ، قال تعالى :{ فاعبد الله مخلصاً له الدين } ، وقال تعالى في سورة البينة : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } ، قال – جل وعلا – في كتابه الكريم : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } وقال سبحانه : { إياك نعبد وإياك نستعين } ، وقال – عز وجل - : { فلا تدعوا مع الله أحداً } فالمقصود أن حق الله هو العبادة ، حقه سبحانه : هو أن يعبد وحده لا شريك ، وأن يطاع أمره ، وأن ينتهى عن نهيه ، وأن يوقف عند حدوده ، أما المخلوق مهما بلغ من الفضل فإنه لا يجوز أن يعبد من دون الله ، لا صديق ولا من دون الصديق ، جميع المخلوقين لا يعبدون من دون الله ، لهم حقهم بحسب طاعتهم لله ، لهم فضل وميزة ، والمنزلة العالية عند الله – جل وعلا – على حسب طاعتهم لله ، وقيامهم بحقه ، والرسل هم أفضل الناس ، ثم يليهم أصحابهم ، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الناس ، وأصحابه هم أفضل الأمة ، وخير الأمة ، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ( خير الأمة قرني ثم الذين يلونهم )) وفي اللفظ الآخر : (( خير الناس قرني )) .
فالصحابة هم أفضل الناس بعد الأنبياء – رضي الله عنهم - ، وأفضلهم الصديق أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي – رضي الله عنهم - ، والحسن والحسين من أفضل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، هما سيدا شباب أهل الجنة ، وهكذا عبد الله بن جعفر ، جعفر بن أبي طالب ، والعباس عم النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وأولاده كلهم من أهل البيت ولهم فضلهم ، لكن لا يعلمون الغيب ، ولا يجوز أن يعبدوا مع الله – عز وجل - ، وهكذا بقية الصحابة ، وأهل البيت لهم فضلهم ، وهم بنو هاشم ، من استقام منهم على دين الله فله فضله ، ومن حاد عن دين الله ، وخرج عن دين الله فهو الطريد البعيد ، كأبي لهب .
أبولهب مات على الكفر بالله ، وهو عم النبي -صلى الله عليه وسلم- ، أنزل الله في حقه : { تبت يدا أبي لهب } ، وهكذا أبو طالب ، وهو عم النبي ، نصر النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولكنه على دين قومه ، وصار أيضاً من أهل النار والعياذ بالله ، وأنزل الله في حقه : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } ,
فالواجب على الشيعة جميعاً ، والواجب على جميع من ينتسب إلى الإسلام أن يعبد الله وحده ، وأن يؤمن بالله ، وأنه هو الإله الحق كما قال تعالى : { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } ، وأن يعبده وحده دون كل من سواه ، وأن لا يعبد معه أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ، لا أهل البيت ولا غيرهم ، يجب على الشيعة وغير الشيعة أن يعبدوا الله وحده ، وأن يخصوا الله بعباداتهم ، أما علي رضي الله عنه ... والحسن والحسين وغيرهم ، لهم فضلهم رضي الله عنهم ، وهم من أولياء الله ومن أحباب الله ، لهم فضلهم ، ونترضى عنهم ، ويُدعى لهم بالمغفرة والرحمة ، ولا يجوز سبهم كما لا يجوز سب غيرهم من الصحابة ، ولكن لا يعتقد فيهم أنهم يصلحوا للعبادة ، أو أنهم يعلمون الغيب لأ ، لا يجوز لا للشيعة ولا لغيرهم، يجب الإيمان بأنهم مثل غيرهم ، غير معصومين ، ولا يعلمون الغيب ، لكنهم لهم فضلهم لأنهم من الصحابة ، لهم فضلهم ولهم منزلتهم عند الله ، العباس وأبناءه عبد الله بن عباس وغيره ، هكذا الحسن والحسين ، وهكذا علي هو أفضلهم وأفضل أهل الييت بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وأفضل أهل البيت ، وأفضل الصحابة بعد الصديق ، وبعد عمر وعثمان ، فلهم منزلتهم ولهم فضلهم ، ويجب على الشيعة هداهم الله ، يجب عليهم هداهم الله أن يعرفوا الفضل لأهله ، وأن يؤمنوا بما أخبر الله به ورسوله ، وأن يعتقدوا أن أفضل الأمة الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، وأن يعرفوا لهم فضلهم ، وأن لا يعتقدوا فيهم خلاف الشرع ، وأن لا يعبدوا أحداً مع الله ؛ بل يخصوا الله بالعبادة دون كل من سواه ، فلا يُدعا إلا الله ، ولا يستغاث إلا بالله ، ولا ينذر إلا لله ، ولا يذبح إلا لله ، هو المستحق للعبادة – سبحانه وتعالى - ، قال تعالى : { قل إني صلاتي ونسكي } يعني ذبحي { ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له } ، وقال علي -رضي الله عنه -في الحديث الصحيح : حدثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأربع كلمات : (( لعن الله من ذبح لغير الله ، لعن الله من لعن والديه ، لعن الله من آوى محدثاً ، لعن الله من غير منار الأرض )) رواه مسلم في الصحيح من رواية علي – رضي الله عنه - ، وبعث أبا الهياج الأسدي ، بعثه علي – رضي الله عنه – قال : أبعثك على ما بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا تدع صورة إلا طمستها ، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته )) ، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- بعث علياً - رضي الله عنه – على أن يسوي القبور المشرفة ، وأن يطمس الصور ، فالقبور المشرفة أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بتسويتها ، وأمر علياً بذلك ، فلا يجوز البناء على القبور لا على قبور أهل البيت ولا على غير أهل البيت ، لايبنى عليها ولا يتخذ عليها المساجد ولا قباب ، لأن هذا وسيلة إلى الشرك ، ولكن تكون ظاهرة مكشوفة ، مثل قبور البقيع الآن مكشوفة ، هذا هو المشروع .
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن تجصيص القبور والبناء عليها..جاء رواية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عند مسلم في الصحيح ، وقال - عليه الصلاة والسلام -: (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) يحذر ما صنعوا ، فالواجب على المسلمين جميعاً الشيعة وغيرهم ، الواجب على الجميع الامتثال لما قاله الله ورسوله ، والطاعة لما أمر به الله ورسوله ، وألا يُبنى على القبور لا مساجد ولا غيرها ، وأن لا يعبدوا أحداً من دون الله ، وأن لا يستغاث بهم ، فلا ينذر لهم ، لا بطن علي ولا غيرهم ، بل يجب أن تكون العبادة لله وحده دون كل من سواه ، والصحابة يدعى لهم ، ويعرف لهم فضلهم ، لكن لا يعبدون مع الله لا علي ولا غير علي . نسأل الله للجميع الهداية ، نسأل الله لنا وللشيعة ، ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق .
س9 : هل النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى بالخلافة لعلي ؟
الجواب : ما ثبت أنه أوصى له ، بين -صلى الله عليه وسلم- أدلة كثيرة تدل على أن الأولى بها الصديق ، واستخلفه يصلي بالناس ، وقال : (( يأبى الله ورسوله إلا أبا بكر )) ، ولإجماع الصحابة على خلافة الصديق ، وبيعه علي – رضي الله عنه وأرضاه - ، بإجماع الصحابة ، فعلي – رضي الله عنه – ممن وافق على إمامة الصديق وخلافته وساعده وتعاون معه – رضي الله عن الجميع وأرضاهم - .
س10 : ما حكم الشرع في نظركم يا شيخ فيمن ينسب هذا القول إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : ( يا علي خلقت أنا وأنت من عامودين من نور معلقين من تحت العرش يقدسان الملك ، من قبل أن يخلق الخلق بألفي عام ، ثم خلق العامودين نطفتين بيضاويتين ملتويتين ، ثم نقل تلك النطفتين في الأصلاب الكريمة والأرحام الزكية الطاهرة حتى جعل نصفها في صلب عبد الله ، ونصفها في صلب أبي طالب فجزءٌ أنا وجزءٌ أنت ، وهو قول الله جل وعلا : { هو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً }؟
الجواب : هذا باطل ، لا أصل له ، هذا الخبر من الموضوعات المكذوبات ، لا أصل له ، ولا صحة له ، نعم الخلق جعل الله من البشر نسباً وصهراً ، { والله خلق كل دابة من ماء } يقوله الرب – جل وعلا - .
س11 : سماحة الشيخ إن دعاة الضلال لا يألون جهداً في الصد عن سبيل الله ، ويسلكون طرقاً كثيرة ، ومن تلك الطرق الكذب على الله ورسوله ، وعلى أئمة الهدى ، والذين يثق الناس بعلمهم ، وقد شاع بين قبائلنا أن المكارمة قابلوكم ، وتناقشت معهم ، وأخبرتهم أنهم على الحق فما ردكم على هذه الإشاعات فضيلة الشيخ ؟
الجواب : كذب ، قابلنا بعضهم ونصحناهم ، وبينا لهم أخطائهم التي بينوها لنا ، كتبنا لهم كتاباً في هذا وهو بأيديهم ، وهدى الله جماعة منهم – جزاهم الله خيراً – قبلوا الحق ، وقد أمرنا بنشر ما جرى بيننا وبينهم في الصحف هذه الأيام ، حتى يعلمها الناس ، كانت بأيديهم ولكني أمرت الآن بنشرها ، ...حتى يطلع عليها أهل نجران وغيرهم لعل الله يهدي بها من يشاء – سبحانه وتعالى - ، جميع الأسئلة التي دارت بيني وبينهم أمرت بنشرها وجوابها جميعاً ، نصحاً لله ولعباده ، رجاء أن ينفع الله بها الجميع .
س12 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن يقول : ( أتوسل إليك اللهم بمولانا أبي طالب ابن مولانا عبد المطلب صلواتك عليهم أجمعين ) ؟
الجواب : هذا ليس بصحيح ، وليس بوسيلة ، أبوطالب مات على الكفر ، وعبد المطلب رأس الكفر ، رأس قريش في جاهليتها... لا يتوسل بهم وليسوا بمسلمين ، مات أبو طالب على دين قومه ، دعاه النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وقال : هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله .
وعبد المطلب مات على دين قومه وهو رئيسهم ، فالتوسل بهؤلاء توسلٌ باطل ، ليسوا بوسيلة .
س13 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن يصومون رمضان ثلاثين يوماً ، لأنهم يعتقدون أنه لا ينقص ثلاثين يوماً ؟
الجواب : هذا غلط ، الواجب عليه إنه يصوم مع الناس ، مع المسلمين ، مع الدولة ، مثل الذين في الدولة السعودية في نجران ، وفي المنطقة الشرقية ، أو في المدينة ، الواجب عليهم أن يصوموا مع الدولة ، والواجب على جميع المسلمين أن يصوموا بالرؤية ، فإن لم توجد الرؤية فبإكمال العدة ، هذا الواجب ، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (( صوموا لرؤيتوه ، وأفطروا لرؤيته ، فإن غُم عليكم فأكملوا العدة )) الشهر يكون تسع وعشرين ، ويكون ثلاثين ، أما من زعم أنه ثلاثين أبداً هذا غلط ، خلاف الشرع ، فالواجب أن يُصام بالرؤية ، ويُفطر بالرؤية ، فإن لم توجد الرؤية صام الناس بإكمال عدة شعبان ثلاثين ، وهكذا يصام رمضان ثلاثين ، إلا أن يُرى في ليلة ثلاثين فيفطر الناس ... تسع عشرين ، أما الصوم دائماً ثلاثين هذا باطل ، خلاف الشرع ، الواجب على من كان في هذه الدولة السعودية الإسلامية أن يصوم معها سواء تم الشهر أو نقص الشهر ؛ فإنها تعمل بحمد الله بشرع الله ، والمحكمة تنظر في الشهود ، فإذا شهد الشهود بالرؤية عملوا بها ، وإن لم يشهدوا بالرؤية عملوا بإكمال العدة ، هذا في الحديث الصحيح ، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين )) هكذا أمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- .
س14 : سماحة الشيخ : هل الإسماعيلية الباطنية يعتبرون من جماعة المسلمين ؟
الجواب : على حسب اعتقادهم ، اعتقادهم ، إن كانوا يعتقدون اعتقاد المسلمين ، مثلما هو اعتقاد أهل السنة والجماعة ، يؤمنون بأن الله هو المستحق للعبادة ،وأن الصحابة خير الناس وأفضل الناس ، وأن أفضلهم الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي – رضي الله عنهم – ثم بقية العشرة ، هذا طيب .
أما إذا خالفوا هذا ، وصاروا على غير هذا الاعتقاد ، ليسوا في خير الناس ، هم على خطر عظيم ، وإذا اعتقدوا أن علي يعبد من دون الله ، أو الحسن ، أو الحسين أنهم يعبدون من دون الله ، وأنه يجوز أن يستغاث بهم ، وينذر لهم ، أو اعتقدوا أنهم يعلمون الغيب صاروا كفاراً بذلك ، سواء كانوا مكارمة أو غير مكارمة .
أنا ماعندي علم بعقيدتهم كاملة تفصيلية ، لكن على كل حال الواج على المكارمة وغير المكارمة ، الواجب عليهم أن يعتقدوا ما درج عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه وأن يؤمنوا أن الله هو المعبود بالحق – سبحانه وتعالى - ، وأن العبادة حق لا يجوز صرفها لغير الله لا للأنبياء ولا لغيرهم ، ولا لعلي ولا لغيره ، العبادة حق الله ، قال تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } ، وقال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } ، وقال تعالى : { يا أيها الناس اعبدوا ربكم } ، وقال سبحانه : { وما أمروا إلا ليعبدا الله مخلصين له الدين } ، والعبادة هي طاعة الله ورسوله ، هي صرف العبادة لله سبحانه ، بأن يدعى وحده ، ويستغاث وحده ، ويصلى له وحده ، ويصام له وحده ، ويذبح له وحده ، وينذر له ، العبادة حق ، هي طاعته باتباع أوامره وترك نواهيه سبحانه وتعالى ، هذه العبادة ، هي الأوامر التي أمرنا بها ، في القرآن الكريم أو على يد الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، يقال لها عبادة .
فجميع أمر الله من صلاة وصوم وزكاة وحج وغير ذلك ، كلها عبادة ، وهكذا ترك ما نهى الله عنه بنية صالحة ، هو عبادة ، ولا يجوز أن يعبد أهل البيت ولا غيرهم مع الله ، فالعبادة حق الله وحده ، فعلى المكارمة ، وعلى جميع الموجودين في هذه المملكة وغيرهم ، على جميع الناس ، على جميع الجن والإنس ، أن يعبدوا الله وحده ، وأن يسألوه وحده ، وأن يخصوه بالعبادة ، كما قال تعالى : { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } ،وقال سبحانه : { فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك } ، وقال عز وجل : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } . وقال لمعاذ لما بعثه إلى اليمن : (( ادعهم إلى يعبدوا الله وحده )) ادعهم إلى أن يوحدوا الله ، وادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، هكذا ...، وقال صلى الله عليه وسلم : (( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً )) هذا هو دين الله ، لا يجوز صرف العبادة لغير الله كائناً من كان ، فعلى الشيعة في المنطقة الشرقية ، وفي نجران ، وفي المدينة ، وفي كل مكان ، وفي العراق ، وفي إيران ، وفي كل مكان ، عليهم جميعاً أن يعبدوا الله وحده ، وأن يخصوه بالعبادة دون كل ما سواه ، وأن يؤمنوا بأن علي صحابي جليل ، وهو رابع الخلفاء الراشدين ، لكن ليس معصوماً ، وليس يعلم الغيب ، بل هو من خير الناس وأفضل الناس ، وهو رابع الخلفاء الراشدين ، وهو رابعهم في الفضل أيضاً والخلافة ، أفضل الناس بعد الأنبياء الصديق ، ثم عمر الفاروق ، ثم ذو النورين ، ثم علي المرتضى ، ثم بقية العشرة ، فعلى الشيعة في أي مكان ، في المملكة ، وفي إيران ، وفي العراق ، وفي كل مكان عليهم أن يتقوا الله ، وأن يستقيموا على دين الله ، وأن يعبدوا الله وحده دون كل ما سواه ، وأن لا يذبحوا لسواه ، وأن لا يبنون على القبور ، ولا يستغيثوا بأهلها ، بل عليهم أن يخصوا الله بالعبادة ، دون كل ما سواه ، وعليهم أن يؤمنوا بأن العبادة حق الله وحده ، دون كل ما سواه ، وأن الصحابة – رضي الله عنهم – لهم حقهم ، واعتقاد فضلهم ، وأنهم أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وأنهم أفضل الناس بعد الأنبياء ، لكن لا يعبدون مع الله ، لا علي ولا غيره ، لا يستغاث بهم ، لا ينذر لهم ، لا يبنى على قبورهم ، ولا يعتقد أنهم يعلمون الغيب ، بل هم خير الناس ، وأفضل الناس ، لكنهم لا يعلمون الغيب ، ولا يجوز أن يعبدوا مع الله عز وجل ، وأفضلهم الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي - رضي الله عنهم جميعاً - ، ثم بقية العشرة ، ثم بقية الصحابة ، هذا هو الواجب على الشيعة وعلى غيرهم في كل مكان ، أن يعبدوا الله وحده ، وأن يؤمنوا بأنه لا معبود حقٌ إلا الله ، وأن أفضل الخلق محمد رسول الله –صلى الله عليه وسلم - ، وأن أصحابه رضي الله عنهم هم أفضل الناس بعد الأنبياء ، وأفضلهم الأربعة الخلفاء الراشدون ، الصديق أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، هؤلاء هم أفضل الصحابة ، هم خير الناس بعد الأنبياء ، لكنهم لا يعلمون الغيب ، وليسوا بمعصومين ، كل واحد يخطئ ويصيب ، وهم في اجتهادهم - رضي الله عنهم- إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطأوا فلهم أجر ، وهكذا علماء الحق ، علماء الحق إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطأوا فلهم أجر ، ولا يجوز أبداً أن يعبد أحد مع الله لا الصحابة ولا الأنبياء ولا غيرهم ، العبادة حق الله ، ليس لأحد فيها حق ، لا الأنبياء ولا الملائكة ، ولا الصحابة ، ولا أهل البيت ، ولا غيرهم ، العبادة حق الله وحده ، قال تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل } ، وقال سبحانه : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } ، وقال عز وجل : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } ، وقال سبحانه : { فاعبد الله مخلصاً له الدين } .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين : (( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً )) .
هذا المعروف عند أهل العلم والإيمان ، وقد أجمع عليه المسلمون من أهل السنة والجماعة ، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، واتباعهم بإحسان ، قد قال علي رضي الله عنه لأبي هياج الأسدي : ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألا تدع صورة إلا طمستها ، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته . وقال علي رضي الله عنه : إن الرسول حدثه بأربع كلمات : (( لعن الله من ذبح لغير الله )) فمن ذبح للأموات الأنبياء أو الغائبين ،يتقرب إليهم و يعبدهم ، فهو ملعون بهذا النص (( لعن الله من ذبح لغير الله ، لعن الله من لعن والديه ، لعن الله من أوى محدثاً )) المحدث المبتدع ، الذي يؤوي المحدثين أو العصاة ينصرهم ، ويحميهم من إقامة الحق ملعون ، فالذي يمنع الزاني أن يقام عليه الحد ، يحول بينه وبين إقامة الحد ،أو ينصر المبتدعة ، ويحميهم ، أو يمنع من إقامة الحدود ، ملعون بهذا الحديث (( لعن الله من آوى محدثاً ، لعن الله من غير منار الأرض )) يعني مراسيمه ،نسأل الله السلامة ، نعم .
س15 : ما حكم الشرع في نظركم فيمن يرى العمرة في شهر رجب خير من العمرة في رمضان ؟
الجواب : الصواب أن العمرة في رمضان أفضل ، رجب ورد فيه حديث عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتمر في رجب ، ولكن ذكر العلماء أنه وهم في هذا -رضي الله عنه- ، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يعتمر إلا في ذالقعدة ، كُل عُمَره ، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (( عمرة في رمضان تعدل حجة )) وفي رواية (( حجة معي )) معه - عليه الصلاة والسلام - ، فأفضل العمر في رمضان ، ثم في ذالقعدة ، ثم العمرة في رجب فلا بأس ، ...
س16 : هنا أبيات يا شيخ لعلك تسمعها ، يقول :
وإن رمتك الليالي البهم بالنوب فاهتف بأحمد خير العجم والعربِ
وابالوصي علي كاشف الكربِ فكم حزين يبيت الليل في تعبِ
ويقول آخر :
ألا يا رسول الله جاء مستجيركم من النار في قيد الذنوب مقيداً
فقم يا رسول الله قومة مسرعاً إذا أنت من دوني فقصري مشيداً
ويقول الآخر :
يا بني المصطفى إليكم إليكم في الملمات يفزع المكروب
يا بني المصطفى لديكم لديكم أملٌ في نفوسنا مطلوبُ
أنتم أنتم الغياث إذا ما أوبقتنا الذنوب منا الذنوبُ
السؤال يا شيخ : هل هذه الأبيات شركية ؟
الجواب : كلها هذا من الشرك الأكبر ، دعاء الأموات ودعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ودعا أهل البيت والاستغاثة بهم ، والنزول بفنائهم عند الكروب عند قبورهم ، هذا الشرك الأكبر ، بإجماع المسلمين ، بإجماع أهل السنة والجماعة ، وهذا مخالف لقوله عز وجل : { فلا تدعو مع الله أحداً } ، ومخالف لقوله سبحانه : { ومن يدع مع الله إله آخر لابرهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون } سماهم الله كفرة بهذا الدعاء ، قال جل وعلا : { ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة بشرككم } سمى عملهم شرك ، سمى دعاء غير الله ، سماه شركاً ، قد أجمع علماء السنة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم على أن دعوة الأموات ، دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات شرك أكبر ، وهكذا دعاء النبي والاستغاثة به ، أو بأهل البيت أو بالصحابة أو بغيرهم ، الاستغاثة بالأموات شرك أكبر ، وهكذا دعاء الملائكة والاستغاثة بالملائكة ، وبالجن شرك أكبر ، أما الحي الحاضر فلا بأس ، تقول للحي الحاضر ، تقول : يا فلان عوني .. اصلح سيارتي .. عاوني في عمارة بيتي .. إخوانك ، أقاربك ، جيرانك يتعاونون معك لا بأس ، مثل ما قال الله عن موسى : { فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه } لابأس يستغيث الإنسان بإخوانه الأحياء الحاضرين ، يعاونونه في دفع الشر عنه ، في عمارة بيته ، في إصلاح سيارته ، في مزرعته ، وهم احياء يسمعون كلامه ، يساعدونه ، هذا لابأس ، هذا باجماع المسلمين جائزة بين المسلمين ، مع الأحياء الحاضرين ، أما دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات ، أو بالغائبين يعتقد أنهم يسمعون كلامه وهم غيب يدعوهم في المشرق والمغرب يناديهم ، هذا شرك أكبر ، أو ينادي الجن ، أو ينادي الملائكة هذا شرك أكبر ، نعوذ بالله .
س17 : ماحكم الشرع في نظركم فيمن ينفي الصفات الكلية والأسماء ، أسماء الله وصفاته بالكلية ويقول هذا هو المعتقد الصحيح ؟
الجواب : هذا دين المعتزلة والجهمية ، الجهمية ينفون أسماء الله وصفاته ، والمعتزلة نفاة القدر ينفون صفات الله ، ويثبتون أسماء بدون صفات يقولون : عليم بلا علم ، رحيم بلا رحمة ، سميع بلا سمع ، وهذا باطل ، والعياذ بالله ، هذا كفر ردة عن الإسلام ، تكذيب لله ولرسوله ، الله جل وعلا أخبر عن نفسه إنه عليم وسميع وبصير ، فمن نفى ذلك عن الله ، وقال إنه يعلم بلا علم ، لاعلم له ولا رحمة له ولا سمع له فهو كافر ، مكذب لله ولرسوله ، فالجهمية عند أهل السنة ، والمعتزلة عند أهل السنة كفار بهذا الاعتقاد الباطل ، فالواجب على من اعتقد هذا الاعتقاد أن يتوب إلى الله ، وأن يؤمن بأن الله سبحانه موصوف بالأسماء الحسنى ، والصفات العلى ، وأنه عليم بعلم ، سميع بسمع ، قدير بقدرة ، رحيم برحمة ، يتكلم إذا شاء ، يعطي ويمنع ، له صفات لكمال سبحانه وتعالى ، يجب أن يؤمن بذلك وأنه سبحانه موصوف بصفات الكمال منزه عن صفات النقص والعيب ، قال تعالى : { قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } . ، قال سبحانه : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ، قال سبحانه : { فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون } وقال عز وجل : { الرحمن على العرش استوى } ، وقال سبحانه : { إن ربكم الله الذي خلق السماء والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش } الله سبحانه فوق العرش ، قد استوى عليه ارتفع عليه ، ارتفاع يليق بجلاله لا يشابه خلقه بصفاته سبحانه ، بل هو فوق العرش فوق جميع الخلق ، استوى على العرش استواء يليق بجلاله ، لا يشابه خلقه في استوائه ولا غيره ، والاستواء هو الارتفاع والعلو ، وهو الرحيم لا يشابه خلقه في الرحمة ، سميع لا يشابه خلقه في السمع ، عليم لا يشابه خلقه في العلم ، علم كامل ، وسمع عظيم كامل ، ليس من جنس سمع المخلوقين ولا علمهم ، وهكذا رحمته ، وهكذا حكمته ، وهكذا كلامه ، وهكذا بقية صفاته ، كلها حق تليق بالله لا يشابه فيها خلقه ، كل ماجاء في القرآن العظيم ، أو في السنة الصحيحة عن الرسول – صلى الله عليه وسم – من أسماء الله وصفاته ، فكله حق يجب اثباته لله على الوجه اللائق بالله ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل ، كقوله سبحانه : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ، وقوله سبحانه : قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد } . نسأل الله لنا ولجميع المسلمين الهداية .
هذه مصائب عظيمة وقعت بالمسلمين ، نسأل الله لنا ولهم الهداية والبصيرة ، ونسأل الله أن يوفق علماء المسلمين لنشر الحق والصبر على ذلك في كل مكان .
س17 : ماحكم الشرع في نظركم فيمن يعتقد أن قبلة المسلمين مسماراً في داخل الكعبة ، وهو مكان مولد علي عليه السلام ؟
الجواب : كلام باطل ، هذه خرافات ، قبلة المسلمين الكعبة ، كما بينه الله في كتابه العظيم ، فالمقصود أن القبلة هي الكعبة ، كانت القبلة أولاً بيت المقدس ، ثم نسخ الله ذلك ، ووجه الله المسلمين إلى الكعبة.
س17 : ماحكم الشرع في نظركم فيمن يدعي أن مُتِم الرسل وخاتم دورهم هو محمد ابن إسماعيل ؟
الجواب : خاتم الرسل هو محمد -عليه الصلاة والسلام-، ومن زعم أن هناك نبي بعد محمد فهو كافر ، لا محمد إسماعيل ولا غيره ، خاتم الرسل هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وهو أفضلهم ، وهو أمامهم ، وهو قائدهم ، وهو خاتمهم ، كما قال تعالى في كتابه العظيم : { ما كان محمداً أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } .
وثبت بالتواتر أنه قال : (( أنا خاتم النبيين ، لا نبي بعدي )) . فمن زعم أن علياً نبي ، أو أن محمد بن إسماعيل نبي ، أو المهدي نبي ، أو فلان ، أو فلان ، أو قال : المختار نبي ، أو مسيلمة نبي ، أو الأسود العنسي نبي فهو كافر ، وهذا مرتد ، أو قال : أن غلام أحمد – ميرزا غلام أحمد – نبي ، كل هؤلاء ضلال كفار ، نسأل الله العافية والسلامة .
لا نبي بعد محمد -عليه الصلاة والسلام- .
س17 : مانصيحتكم لأتباع هذا المعتقد ، ومن ولاهم من أهل السنة والجماعة ؟
الجواب : نصيحتي للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله ، وأن يعبدوا الله وحده دون كل ما سواه ، بدعائهم ، وخوفهم ، ورجائهم ، وتوكلهم ، وذبحهم ، ونذرهم ، وصلاتهم ، وصومهم ، وغير ذلك ، عليهم جميعاً أن يعبدوا الله وحده ، وأن يعملوا بأوامره ، وأن ينتهوا عن نواهيه ، وأن يعظموا كتاب الله ويتبعوه ، وأن يعظموا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويتبعوه وينقادوا لشرعه ، من دون غلو ، أن ينقادوا لشرعه لكن لا يغلوا في محمد -عليه الصلاة والسلام -، بل هو عبد الله ورسوله ، فالواجب اتباعه ، وطاعة أوامره ، ... يطاع ويتبع ، ولكن لا يعبد مع الله ، وهكذا الصحابة يتبعون على طريقهم الطيب ، و يتبع محبتهم ، والايمان بأنهم أفضل الخلق بعد الأنبياء لكن لا يجوز الغلو فيهم ، ولا يعبد أحد من دون الله لا علي ولا غيره ، يجب الإيمان بأنهم أفضل الناس ، وخير الناس بعد الأنبياء ، وأفضلهم الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي – رضي الله عنهم - ، أما الغلو فيهم وعبادتهم من دون الله فهذا لايجوز ، وهو الشرك الأكبر .
فوصيتي لجميع المسلمين ، للشيعة ولغير الشيعة ، ولجميع المسلمين في كل مكان ، وصيتي لهم جميعاً أن يتقوا الله بطاعة أوامره ، وترك نواهيه ، وتحكيم شريعته ، والتحاكم إليها ، والصبر عليها ، والحذر من كل ما نهى الله عنه ورسوله ، وأن يعبدوا الله وحده دون كل ما سواه ، وأن لا يعبدوا معه لا نبياً ، ولا مملكاً ، ولا قبراً ، ولا جنياً ، ولا علياً ، ولا غير ذلك ، العبادة حق الله وحده ، ووصيتي للجميع أن لا يبنوا على القبور تكون مكشوفة ليس عليها بناء ، لا يبنى عليها لا مسجد ولاغيره ، لقوله – صلى الله عليه وسلم - : (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) متفق على صحته .
ولقول جابر – رضي الله عنه - : ( نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن تجصيص القبور والقعود عليها ، والبناء عليها ) رواه مسلم في الصحيح . فالواجب على المسلمين جميعاً أن يعبدوا الله وحده ، وأن يخصوه بدعائهم ، وخوفهم ، ورجائهم ، وصلاتهم ، وصومهم ، وذبحهم ، ونذرهم ، وغير ذلك من العبادة ، وأن لا يعبدوا معه سواه لا ملكاً مقرباً ، ولا نبياً مرسلاً ، ولا ولياً ، ولا صالحاً ، لا من الصحابة ولا من غيرهم ، العبادة حق الله وحده .
وأوصي الرؤساء جميعاً ، والقادة جميعاً أن يحكموا شرع الله ، وأن يتحاكموا إلى شرع الله ، إلى القرآن والسنة ، في جميع الأمور ... انتهى الشريط هُنا .
قام بتفريغها وتنسيقها : عبد الله السلفي غفر الله له ولمشايخه ووالديه وذريته وإخوانه المسلمين