إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما لا يثبت فيه حديث في رجب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما لا يثبت فيه حديث في رجب

    ما لا يثبت فيه حديث في رجب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأصلي وأسلم على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد.
    فإنني أكتب في هذه العجالة ، ما وقفت عليه (مما لم يثبت فيه حديث في شهر رجب) أو (لا اصل له) بتنصيص أهل العلم على ذلك، تسهيلا لطالب الحق، وإقامة للحجة، وقد استفدت من مقال أخينا الشيخ باجمال - حفظه الله - المسمى (ثبوت العجب بذكر مخالفات وبدع شهر رجب)، فأسأل الله أن ينفع بما سطرت وأن يغفر لي فيما زللت، وأن يجعله خالصا لوجهه، إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين.
    1- فضل رجب:

    فتولَّدَ عن هذا الاعتقاد الاجتهاد في الطاعة (أذكار ودعاء وصلاة و...و...) في رجب دون سائر الشهور.
    قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في (منهاج السنة النبوية) (7/ 433): $وَكَذَلِكَ الْأَحَادِيثُ الْمَرْوِيَّةُ فِي فَضْلِ رَجَبٍ بِخُصُوصِهِ، أَوْ فَضْلِ صِيَامِهِ، أَوْ صِيَامِ شَيْءٍ مِنْهُ، أَوْ فَضْلِ صَلَاةٍ مَخْصُوصَةٍ فِيهِ كَالرَّغَائِبِ، كُلُّهَا كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ#
    وقال الفيروز أبادي - رحمه الله - في (رسالة ما لا يثبت فيه حديث) تحقيق الشيخ يحيى (ص: 31): (باب صيام رجب وفضله لم يثبت فيه شيء بل قد ورد كراهة ذلك)
    وقال الحافظ بن حجر - رحمه الله - في (تبيين العجب بما ورد في شهر رجب) تحقيق آل عصر(ص: 11): (لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه، - معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه - حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، رويناه عنه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه عن غيره)
    2- الصيام:

    قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في (منهاج السنة النبوية) (7/ 39): (كَمَا يَذْكُرُونَ أَحَادِيثَ فِي فَضْلِ صَوْمِ رَجَبٍ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ، بَلْ مَوْضُوعَةٌ، عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ)
    وقال الفيروز أبادي - رحمه الله - في (رسالة ما لا يثبت فيه حديث) تحقيق الشيخ يحيى (ص: 31): $باب صيام رجب وفضله لم يثبت فيه شيء بل قد ورد كراهة ذلك)
    وقال ابن القيم - رحمه الله - في (المنار المنيف) (ص: 96): (وَكُلُّ حَدِيثٍ فِي ذِكْرِ صَوْمِ رَجَبٍ وَصَلاةِ بَعْضِ اللَّيَالِي فِيهِ فَهُوَ كَذِبٌ مُفْتَرًى كَحَدِيثِ "مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ عِشْرِينَ رَكْعَةً جَازَ عَلَى الصِّرَاطِ بِلا حِسَابٍ")
    3- صلاة الرغائب:

    وهي اثنتا عشرة ركعة، يُقرأ في كل ركعة الفاتحة، ثم سورة القدر ثلاث مرات، وسورة الإخلاص اثني عشرة مرة، وبعد أن تنتهي من كل ركعتين تصلي على النبي ﷺ سبعين مرة، وحديثها موضوع بإجماع أهل العلم.
    قال شيخ الإسلام - رحمه الله - كما في (مجموع الفتاوى) (23/ 134): (صَلَاةُ الرَّغَائِبِ بِدْعَةٌ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الدِّينِ لَمْ يَسُنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ خُلَفَائِهِ وَلَا اسْتَحَبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ : كَمَالِكِ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَأَبِي حَنِيفَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَالْأَوْزَاعِي وَاللَّيْثِ وَغَيْرِهِمْ . وَالْحَدِيثُ الْمَرْوِيُّ فِيهَا كَذِبٌ بِإِجْمَاعِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ)
    قال ابن القيم - رحمه الله - في (المنار المنيف) (ص: 95): (وَكَذَلِكَ أَحَادِيثُ صَلاةِ الرَّغَائِبِ لَيْلَةَ أَوَّلُ جُمُعَةِ مِنْ رَجَبٍ كُلُّهَا كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
    قال ابن الجوزي - رحمه الله - في (الموضوعات) (2/ 125): (هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقد اتهموا بِهِ ابْن جهيم ونسبوه إِلَى الْكَذِب، وَسمعت شَيخنَا عَبْد الْوَهَّابِ الْحَافِظ يَقُولُ: رِجَاله مَجْهُولُونَ، وَقَدْ فتشت عَلَيْهِمْ جَمِيع الْكتب فَمَا وَجَدتهمْ)
    قال ابن القيم - رحمه الله - في (المنار المنيف) (ص: 96): (قال بعض الحفاظ: بَلْ لَعَلَّهُمْ لَمْ يُخْلَقُوا)
    وقال الإمام النووي - رحمه الله - في (شرح مسلم) (8/ 20): (وَاحْتَجَّ بِهِ الْعُلَمَاءُ عَلَى كَرَاهَةِ هَذِهِ الصَّلَاةِ الْمُبْتَدَعَةِ الَّتِي تُسَمَّى الرَّغَائِبُ قَاتَلَ اللَّهُ وَاضِعَهَا وَمُخْتَرِعَهَا فَإِنَّهَا بِدْعَةٌ مُنْكَرَةٌ مِنَ الْبِدَعِ الَّتِي هِيَ ضَلَالَةٌ وَجَهَالَةٌ وَفِيهَا مُنْكَرَاتٌ ظَاهِرَةٌ وَقَدْ صَنَّفَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ مُصَنَّفَاتٍ نَفِيسَةً فِي تَقْبِيحِهَا وَتَضْلِيلِ مُصَلِّيهَا وَمُبْتَدِعِهَا وَدَلَائِلِ قبحها وبطلانها وتضلل فَاعِلِهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنْ تُحْصَرَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ)
    4- تحري إخراج الزكاة أو الصدقات في رجب باعتقاد فضيلته ومزيته.

    قال ابن رجب - رحمه الله - في (لطائف المعارف) (ص120): ( وأما الزكاة فقد اعتاد أهل هذه البلاد إخراج الزكاة في شهر رجب ولا أصل لذلك في السنة ولا عرف عن أحد من السلف ولكن روي عن عثمان أنه خطب الناس على المنبر فقال: إن هذا شهر زكاتكم فمن كان عليه دين فليؤد دينه وليزك ما بقي خرجه مالك في الموطأ وقد قيل: إن ذلك الشهر الذي كانوا يخرجون فيه زكاتهم نسي ولم يعرف وقيل: بل كان شهر المحرم لأنه رأس الحول وقد ذكر الفقهاء من أصحابنا وغيرهم أن الإمام يبعث سعاته لأخذ الزكاة في المحرم وقيل بل كان شهر رمضان لفضله وفضل الصدقة فيه)
    قلت: وليس في الأثر تخصيص رجب بزكاة ولا بصدقة، والله أعلم.
    5- زيارة قبر النبي ﷺ أو القبور فيه على وجه التخصيص.

    قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - في (فتاويه) (6/ 131): (لا أصل له)

    6- اعتقاد أن النبي ﷺ ولد في أول ليلة من رجب.

    قال ابن رجب - رحمه الله - في (لطائف المعارف) (ص: 121): (وقد روي: أنه في شهر رجب حوادث عظيمة ولم يصح شيء من ذلك فروي: أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في أول ليلة منه وأنه بعث في السابع والعشرين منه وقيل: في الخامس والعشرين ولا يصح شيء من ذلك)

    7- صيام أول خميس من شهر رجب:

    قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في (اقتضاء الصراط المستقيم) (2/ 121): (يوم لم تعظمه الشريعة أصلًا، ولم يكن له ذكر في السلف، ولا جرى فيه ما يوجب تعظيمه: مثل أول خميس من رجب)
    8- صنع الأطعمة، وإظهار الزينة:

    قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في (اقتضاء الصراط المستقيم) (2/ 121-122): (النهي عن إفراد هذا اليوم بالصوم، وعن هذه الصلاة المحدثة، وعن كل ما فيه تعظيم لهذا اليوم من صنعة الأطعمة، وإظهار الزينة، ونحو ذلك حتى يكون هذا اليوم بمنزلة غيره من الأيام، وحتى لا يكون له مزية أصلًا. وكذلك يوم آخر في وسط رجب، يصلى فيه صلاة تسمى صلاة أم داود فإن تعظيم هذا اليوم لا أصل له في الشريعة أصلًا)
    9- اعتقاد أن إسراء النبي ﷺ وعروجه كان ليلة السابع والعشرين من رجب.

    وهذا عين الكذب، قال ابن دحية - رحمه الله - في (أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب) (ص: 53): (وذكر بعْض القصاص أن الإسراء كانَ في رجب وذلك عنْد أهل التعديل والتجريح عيْن الكذب)
    وقال ابن رجب - رحمه الله - في (لطائف المعارف) (ص: 121): (وقد روي: أنه في شهر رجب حوادث عظيمة ولم يصح شيء من ذلك فروي: أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في أول ليلة منه وأنه بعث في السابع والعشرين منه وقيل: في الخامس والعشرين ولا يصح شيء من ذلك وروى بإسناد لا يصح عن القاسم بن محمد: أن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم كان في سابع وعشرين من رجب وانكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره وروي عن قيس بن عباد قال: في اليوم العاشر من رجب: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} (الرعد: 39] )
    هذا ما تيسر لي جمعه، وبقيت بدع ومخالفات، ليست على شرط ما كتبت، والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.
يعمل...
X