وصية للمسلمات الحاجات لبيت الله الحرام
العلامة / عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله
العلامة / عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بـــــعد :
النساء صلاتهن في بيوتهن خير لهن، كما جاء بذلك الإخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما ذاك إلا لأنهن عورة وفتنة، ولكن لا يمنعن من المساجد إذا طلبن ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ". رواه البخاري في (الجمعة) باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل برقم (900) ، ومسلم في (الصلاة) باب خروج النساء إلى المساجد برقم (442) . وقد دلت الآيات والأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه يجب عليهن التستر والتحجب من الرجال ، وترك إظهار الزينة ، والحذر من التعطر حين خروجهن ؛ لأن ذلك يسبب الفتنة بهن ؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، وليخرجن تفلات ". رواه الإمام أحمد في (مسند المكثرين من الصحابة) باقي مسند أبي هريرة برقم (9362) .
ومعنى تفلات : أي لا رائحة لهن تفتن الناس . وقال صلى الله عليه وسلم : "أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء . رواه مسلم في (الصلاة) باب خروج النساء إلى المساجد برقم (444) .
وقالت عائشة رضي الله عنها : " لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء اليوم لمنعهن الخروج " . فالواجب على النساء أن يتقين الله وأن يحذرن أسباب الفتنة من الزينة والطيب وإبراز بعض المحاسن ، كالوجه واليدين والقدمين حين اجتماعهن بالرجال وخروجهن إلى الأسواق ، وهكذا في وقت الطواف والسعي ، وأشد من ذلك وأعظم في المنكر كشفهن الرءوس ، ولبس الثياب القصيرة التي تقصر عن الذراع والساق ؛ لأن ذلك من أعظم الفتنة بهن ؛ ولهذا قال الله عز وجل : "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى" سورة الأحزاب الآية 33 والتبرج إظهار بعض محاسنهن . وقال عز وجل : "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ الآية ". سورة الأحزاب الآية 59.
والجلباب هو الثوب الذي تغطي به المرأة رأسها ووجهها وصدرها وسائر بدنها قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة . وقال تعالى :"وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ الآية". سورة الأحزاب الآية 53
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :"صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: نساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، على رءوسهن مثل أسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ؛ ورجال بأيديهم سياط مثل أذناب البقر يضربون بها الناس".: رواه الإمام أحمد في (مسند المكثرين من الصحابة) مسند أبي هريرة برقم (8451) ، ومسلم في ( اللباس والزينة) باب النساء الكاسيات العاريات برقم (2128). وقوله : كاسيات عاريات ، فسر بأنهن كاسيات من نعم الله عاريات من شكرها ، وفسر بأن عليهن كسوة رقيقة أو قصيرة لا تسترهن ، فهن كاسيات بالاسم والدعوى عاريات في الحقيقة . ولا ريب أن هذا الحديث الصحيح يوجب على النساء العناية بالتستر والتحجب والحذر من أسباب غضب الله وعقابه ، والله المستعان .
المرجع : مقال قيّم نشر في (مجلة الجامعة الإسلامية)
السنة الحادية عشرة ،العدد (الثاني) غرة ذي الحجة عام 1398 هـ
السنة الحادية عشرة ،العدد (الثاني) غرة ذي الحجة عام 1398 هـ