• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السيف المسلول على من أنكر صفة النزول :: رداً على المبتدع - إمام مسجد عمر بن الخطاب -جيجل::

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السيف المسلول على من أنكر صفة النزول :: رداً على المبتدع - إمام مسجد عمر بن الخطاب -جيجل::

    ]السَّيفُ المَسلُولُ عَلى مَن أنكَرَ صفَةَ النُّزول
    لله المُتَنَزّه عَن تَصَوُّرَات العُقُول
    (وهو ردٌّ على إمام مسجد عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه-)





    كتبه :
    أبو عبد الله حسين بن مسعود الجيجلي
    -غفرالله له و لولديه-




    بسم الله الرحمن الرحيم :
    الحمد لله المحمود بكل لسان , المعبود في كل زمان ، الذي لا يخلو من علمه مكان ، و لا يشغله شان عن شأن ، جل عن الأشباه و الأنداد ، و تنزه عن الصاحبة والأولاد ، و نفذ حُكمهُ في جميع العباد ، لا تمثله العقول بالتفكير ، و لا تتوهمه القلوب بالتصوير ﴿ ليس كمثله شيئ و هو السميع البصير﴾ [الشورى:11] )) [مقطع من مقدمة اللمعة لا بن قدامة –رحمه الله-]
    و أشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و سلم تسليماُ كثيرا ، وبعـــد :
    من المعلوم أن الله ما خلق الخلق إلا لتوحيده و عبادته فقال –عز من قائل :﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ [الذاريات:56] ، وأنه ما أرسلت الرسل ، وما أنزلت الكتب إلا من أجل هذا الأمر العظيم ، فكانت دعوة الرسل جميعا من نوح-عليه السلام- ، إلى آخرهم محمد – صلى الله عليه وسلم- ؛ كلها إلى التوحيد .
    قال تعالى :﴿ و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون﴾ [الأنبياء:25] .
    و قد قسم العلماء –رحمهم الله- التوحيد بعد تتبعٍ و استقراءٍ لنصوص الكتاب والسنة إلى ثلاثة أقسام :
    1/ توحيد الربوبية : و هو إفراد الله تعالى في أمور ثلاثة : في الخلق ، و الملك ، والتدبير ؛ قال تعالى:﴿ ألا له الخلق و الأمر ﴾ [الأعراف:54] ، و المراد بالأمر هنا التدبير ، وقال تعالى : ﴿ و لله ملك السموات و الأرض﴾ [الجاثية:27] .
    2/ توحيد الألوهية أو توحيد العبادة : وهو إفراد الله تعالى بالعبادة ، لا تعبد ملكاً مقربا ولا نبياً مرسلا و شجراً ولا قبراً و لا وليًّا , لا تعبد إلا الله وحده كما أمرك قال تعالى : ﴿ رب السموات والأرض و ما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميًّا ﴾ [مريم:65] ؛ ولم يكن الرسل الذين بعثهم الله تعالى إلى البشر يدعون إلى توحيد الربوبية كدعوتهم إلى توحيد الألوهية ؛ ذلك أن منكري توحيد الربوبية قليلون جدًّا و حتى الذين ينكرونه هم في قرارة أنفسهم مقرون به قال تعالى ﴿و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوًّا ﴾ [النمل:14] . فانكارهم إنما هو من باب المكابرة .
    3/ توحيد الأسماء والصفات : فالأسماء هي : كلمات شرعية تدل على ذات تتضمن صفات الكمال و تتنزه عن كل عيب ونقص ؛ و الصفات : هي المعنى القائم بالله تعالى مما نعت به نفسه أو نعته به رسوله –صلى الله عليه وسلم- على الوجه اللائق به تعالى . [ انظر" الفوائد العقائدية " لشيخنا حسن بن قاسم الريمي –حفظه الله-].
    و سأبسط الكلام عن هذا القسم لثلاثة أمور هي :
    1/ أن النوعان الأولان من أنواع التوحيد لا يجحدها و لا ينكرها أحد من أهل القبلة المنتسبين للإسلام ، لأن القرآن كله في التوحيد و حقوقه وجزائه ، وبيان الشرك و أهله و جزائهم كما ذكر ابن العز-رحمه الله – في " شرح الطحاوية" (ص/98-90) .
    2/ ولأن أيضا هذا النوع (توحيد الأسماء والصفات) كثر فيه النزاع بين أهل القبلة و انقسم الناس فيه إلى ثلاثة أقسام : بين معطل (مكذب أو محرف) ، وممثل ، و معتدل , والله المستعان .
    3/ و لأن المقام يستدعي ذلك ؛ لأني ما كتبت هذه الوريقات إلا من أجل بيان عقيدة المسلم السني الموحد ،و رد و دحض انحرافات و زيغ ذاك الرجل الذي هو إمام بمسجد عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- فقد كثر شره , و منذ أن قدم إلى هذا المسجد و هو يسعى سعياً حثيثاً في نشر البدع و الخرافات و المخالفات العقائدية و المنهجية ، كالإحتفال بالمواليد ، وقوله بأن المرأة رجل ؟؟؟ و دعوته إلى المظاهرات و تجويزها ، و الطعن في الصحابي الجليل ثعلبة بن حاطب بسبب إعتماده على قصة منكرة ... و قوله أيضا : أن نزول الله تعالى في الثلث الأخير من الليل نزول صفة لا نزولاً حقيقياً يليق به سبحانه وتعالى - تعالى الله عماّ يقول علوا كبيرًا- و غيرها كثير من المخالفات التي يقوم بنشرها في دروسه التي يقيمها في هذا الشهر العظيم و في غير هذا الشهر ؛ فأدعوا إخواني إلى أن لا يسمعوا لهذا الرجل و أن يحذروه ويحذروا منه و ليعلموا أن هذا العلم دين فلينظر أحدنا عمن يأخذ دينه كما قال ابن سيرين-رحمه الله- ، فخذ - رعاك الله - عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا .
    قال تعالى : ﴿{ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات بينات هنّ أمّ الكتاب و أخرُ متشابهات ۖ فأمّا الذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله ۗ و ما يعلم تأويله إلاّ الله ۗ و الراسخون في العلم يقولون آمنّا به ? كلٌّ من عند ربّنا ۗ و ما يذَّكر إلاَّ أو۟لوا۟ الألباب ﴾ [آل عمران :7] .

    وقد تلا –صلى الله عليه وسلم- هذه الآية ثم قال : (( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاخذروهم )) [متفق عليه من حديث عائشة-رضي الله عنها-] .
    وقال العلامة الشوكاني عند تفسيره لهذه الآية في " فتح القدير" : (( وهذه الآية تعمّ كلّ طائفة من الطوائف الخارجة عن الحق .... إلى أن قال –رحمه الله- : فإنهم يتلاعبون بكتاب الله تلاعباً شديداً و يُوردُون منه لتنفيق جهلهم ما ليس من الدلالة في شيء )) اهـ .
    فكتبت هذه الوريقات التي أتقرب بها لله عزو جل على ما تفوه به هذا الرجل في خطبة جمعة (20رمضان1432ه) ؛ و هو قوله كما ذكرنا آنفاً : أن نزول الله تعالى في الثلث الأخير من الليل نزول صفة (أي تنزل رحمته) و ليس نزولاً حقيقياً، وهو بهذا القول يقرر للمسلمين عقيدة الأشاعرة ؛ تلك الفرقة المبتدعة التي سيأتي الكلام عليها أثناء الرد , والله الموفق إلى كل خير. و الله المستعان.
    أقول مستعينا بالله عزّ وجلّ فإيّاه نعبد وإيّاه نستعين :
    إعلم –رحمك الله – أن عقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله و صفاته هو : إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله –صلى الله عليه وسلم- في سنته كالعلم و القدرة و اليدين و الإستواء و النزول ... و نحو ذلك،و نفي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه أو نفاه عنه رسوله كالظلم، والنوم ...ونحو ذلك؛ من غير تحريف و لا تعطيل و لا تكييف و لا تمثيل على حد قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} ؛ و الصفات الثبوتية على قسمين :ذاتية و فعلية .
    1/ فالصفات الذاتية : هي التي لم يزل و لا يزال الله متصفا بها ، كالسمع و البصر و العلم والعلو و الوجه واليدين و العينين ونحو ذلك.
    2/ والصفات الفعلية : و هي التي تتعلق بالمشيئة ، فإن شاء الله فعلها و إن لم يشأ لم يفعلها كالكلام , و المجيئ , و النزول , و الغضب , و الفرح , و الضحك و نحو ذلك ؛ و طريق إثباتها هو الدليل السمعي [الكتاب و السنة] فقط .
    و الصفات الذاتية على قسمين : معنوية ، وخبرية .
    1/فالمعنوية : كالسمع و البصر و العلم والقدرة و الحياة و نحو ذلك . [وطريق إثباتها الدليل السمعي العقلي ، مع العلم أن العقل لا يستقل بإثباتها بل يكون تبعاً للسمع [الكتاب والسنة] في ذلك .] .
    2/ و الخبرية : كالوجه و اليدين و الساق و العينين ونحو ذلك مما لا يثبت إلى من طريق الدليل السمعي [الكتاب والسنة] فقط . [ انظر " الصفات الألهية "للعلامة محمد أمان الجامي-رحمه الله- (ص/207-208).] .
    و إن مما يقدح في توحيد الأسماء و الصفات ؛ الإلحاد فيها و قد حذر الله تعالى من ذلك حيث قال : ﴿ و ذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ﴾ [الأعراف:180] ، وهو أنواع :
    1/ أن تسمي الأصنام بها كما سمّى المشركون اللات من أله ، والعزى من العزيز .
    2/ تسمية الله بما لم يسم به نفسه كتسمية النصارى له تعالى أباً ، والفلاسفة موجب الوجود بذاته ، أو علة فاعلة .
    3/ وصفه تعالى بما تقدس عنه و تنزه من النقائص كقول اليهود عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين : إنه فقير ، و قولهم : يد الله مغلولة .
    4/ تعطيل الأسماء و الصفات عن معانيها و هذا أقسام :
    أ‌- نفي الأسماء و الصفات مطلقاً ، كمن يقول : لا موجود , ولا معدوم , ولا حي , ولا ميت ... إلخ , وهو مذهب غلاة المعطلة .
    ب‌- تعطيل الأسماء مع معانيها , مع اثباتها دون الصفات , وهذا مذهب الجهمية .
    ت‌- إثبات الأسماء و معانيها , دون الصفات , وهو مذهب المعتزلة .
    ث‌- إثبات الأسماء و معانيها , وإثبات بعض الصفات دون معانيها , وهذا مذهب الأشاعرة و الماتردية ( وهذا ما قرره هذا المنحرف ) .
    ج‌- تمثيل صفات الله بصفات خلقه كقولهم يد الله كيد المخلوق , وهو مذهب الممثلة الكرامية . [راجع " الفقه الأكبر بشرح قطف الثمر " (1/97) للشيخ الفاضل أبي عمرو الحجوري –كان الله له- ].
    و الذي سلكه هذا المنحرف و قرره للمسلمين في خطبته ( إثبات الأسماء و معانيها , وإثبات بعض الصفات دون معانيها ) و هو مذهب الأشاعرة الذي لا يثبتون من الصفات إلا سبعاً وهي المذكورة في هذا البيت :
    له الحياة و الكلام و البصر سمع إرادة و علم و اقتدر
    فزعموا أن العقل دل عليها فأثبتوها , ويحرفون ما عداها من الصفات التي تليق بجلاله كالإستواء ،و النزول ،و المجيء... ونحوها, فآمنوا ببعض ، وأنكروا بعض, و إنكارهم لهذه الصفات إنما هو من باب التحريف لا من باب التكذيب ؛ لأنهم لو أنكروها تكذيباً ؛ كفروا , لكن ينكرونها تحربفاُ و هو ما يدعونه أنه " تأويل " فضلو او أضلو ا . والله المستعان .
    و هذا المذهب - الأشعرية – نسبة إلى أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري –رحمه الله- (ت330) , و قد مر في العقيدة بثلاثة أطوار ؛ مذهب المعتزلة فمكث أربعين سنة وهو في الإعتزال , ثم اتنقل إلى طور آخر بين الإعتزال والسنة يثبت بعض الصفات و يحرف بعضها كما ذكرنا آنفاً , ثم اتهى به الأمر إلى اعتقاد أهل السنة و الجماعة و ما كان عليه السلف الصالح –رضوان الله عليهم- ؛ إذ أبان على ذلك في كتابه " الإبانة عن أصول الديانة" ، ورسالة إلى اهل الثغر ، وغيرها . راجع ترجمته من "سير أعلام النبلاء "(15/85-90) للذهبي ،و " البداية والنهاية" (11/185) لابن كثير وغيرها .
    و من تلكم الصفات التي يحرفونها –أعني الأشاعرة- " صفة النزول " وقد نحى هذا المنحرف –هداه الله- نحوهم و صرح بأن هؤلاء علماؤه ؛ فقال بعد أن ذكر حديث النزول قال : (( وكما ذكرنا في دروسنا السابقة و ذكر علماؤنا !! أن النزول هنا هو نزول رحمة الله و ليس نزوله هو سبحانه وتعالى لأنه سبحانه وتعالى لا تسعه السموات والأرض )) أو كما قال﴿كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ﴾[الكهف :5].
    و يرد على هذا القول الباطل بمايلي :
    أولا : هذا الحديث رواه البخاري برقم(7194) و مسلم برقم(758) عن أبي هريرة ان النبي –صلى الله عليه وسلم- قال : (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر , فيقول : من يدعوني ؟ فأستجب له , من يسألني ؟ فأعطيه , من يستغفرني ؟ فأغفر له )) وجاء عن جمع من الصحابة ؛ جاء علي بن أبي طالب , وابن مسعود , وجبير بن مطعم , وجابر بن عبد الله , وأبو سعيد الخدري –رضي الله عنهم - .
    قال العلامة ابن عثيمين –رحمه الله- في " شرح العقيدة الواسطية" (ص/395) : (( و هذا الحديث قال بعض أهل العلم : إنه من الأحاديث المتواترة , و اتفقوا على أنه من الأحاديث المشهورة المستفيضة عند اهل العلم بالسنة .)) اهـ .
    ثانيا : النزول صفة فعلية ثابتة لله تعالى بصحيح السنة ؛ قال الإمام الآجري –رحمه الله – في كتابه " الشريعة " (3/1124-1126) : (( باب الإيمان والتصديق بأن الله –عزّوجلّ- ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة قال : الإيمان بهذا واجب , و لا يسع المسلم العاقل أن يقول : كيف ينزل , ولا يرد هذا إلا المعتزلة , و أما أهل الحق فيقولون : الإيمان به واجب بلا كيف , و وأن الأخبار قد صحت عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- : (( أن الله عزّوجلّ ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة)) . والذين نقلو إلينا هذه الأخبار هم الذين نقلوا إلينا الأحكام و الحلال و الحرام , و علم الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد و فكما قبل العلماء عنهم ذلك كذلك قبلوا منهم هذه السنن , و قالوا : من ردها فهو ضال خبيث يحذرونه و يحذرو منه. )) اهـ .
    ثالثاُ : أن النزول في هذا الحديث هو نزول حقيقي يليق به سبحانه وتعالى : ﴿ ليس كمثله شيء و هو السميع البصير﴾ ، وأن كل شيء كان الضمير يعود فيه إلى الله ؛ فهو ينسب إليه حقيقة . فعلينا أن نؤمن و نصدق و نقول : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ، و هي أقرب السموات إلى الأرض , والسموات السبع , و إنما ينزل –عزّ وجلّ- في هذا الوقت من الليل للقرب من عباده جل وعلا ؛ كما يقرب منهم عشية عرفة ؛ حيث يباهي بالواقفين الملائكة .[ شرح الواسطية لابن عثيمين (ص/395) ] .
    رابعا : الذين نفو نزول الله تعالى هم : المعتزلة , والجهمية , والأشاعرة , والماتريدية , واجتمعوا على ثلاث شبه, ومدارها أنهم شبهوا نزول الله تعالى بنزول المخلوقين .
    الشبهة الأولى : قالوا : لو نزل لخلا منه العرش , ولو خلا منه العرش كان العرش و السموات و الأرض فوقه أثناء النزول .
    فيرد على هذه الشبهة بما قاله العلامة ابن عثيمين –رحمه الله- في "شرح الواسطية" (ص/400-401) : (( يقولون : كيف تقولون : إن الله ينزل ؟! إذا نزل ؛ أين العلو ؟ !و إذا نزل ؛ أين الإستواء على العرش ؟! و إذا نزل ؛ فالنزول حركة و انتقال !! إذا نزل ؛ فالنزول حادث , والحوادث لا تقوم إلا بحادث.
    فنقول : هذا جدال باطل , وليس بمانع من القول بحقيقة النزول , هل أنتم أعلم بما يستحقه الله عزّوجلّ من أصحاب الرسول-صلى الله عليه وسلم-؟! فأصحاب الرسول –صلى الله عليه وسلم- ما قالوا هذه الإحتمالات أبداً ؛ قالوا : سمعنا و آمنا و قبلنا وصدقنا, و أنتم أيها الخالفون المخالفون تأتون الآن بالباطل و تقولون : كيف؟! وكيف؟! , ونحن نقول : ينزل , ولا نتكلم عن استوائه على العرش ؛ هل يخلو منه العرش أو يخلو ؟!
    أما العلو ؛ فنقول : ينزل , لكنه عال عزّ وجلّ على خلقه ؛ لأنّه ليس معنى النزول أن السماء تقله (و ادعى هذا الرجل انها لا تسعه!), و أن السموات الأخرى تظله ؛ إذ إنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته . فنقول : هو ينزل حقيقة مع علوه حقيقة , وليس كمثله شيء .
    أما الإستواء على العرش فهو فعل , ليس من صفات الذات , وليس لنا حق – فيما أرى- أن نتكلم هل يخلو منه العرش أو لا يخلو , بل نسكت كما سكت عن ذلك الصحابة –رضي الله عنهم- . وإذا كان علماء اهل السنة لهم في هذا ثلاثة أقوال :قول بأنه يخلو , وقول بأنه لا يخلو , وقول بالتوقف ...الخ)) اهـ , والصحيح انه قول لا دليل عليه بل نسكت كما سكت الصحابة عنه , قال العلامة صديق بن حسن –رحمه الله- في كتابه"قطف الثمر" : (( و من قال : يخلو العرش عند النزول ، أو لا يخلو, فقد أتى بقول مبتدع و رأي مخترع )) اهـ .
    الشبهة الثانية : قالوا : أيلزم من ذلك أن الله يكون دائماُ نازلاً إلى السَّماء؟ ؛ فيجاب عنه أن هذا عين التشبيه بالمخلوق , وانتم تدعون الفرار من التشبيه فوقعتم فيه و ونزول الله تعالى ليس من جنس نزول العباد ﴿ ليس كمثله شيء﴾ .
    و كما أنَّه يحاسب عباده يوم القيامة في ساعة واحدة ، ولا يشغله شأن عن شأن , كذا أيضا في صحيح مسلم برقم(395) عن أبي هريرة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال : (( قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين , ولعبدي ما سأل و فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين , قال الله تعالى: حمدني عبدي , و إذا قال : الرحمن الرحيم , قال الله تعالى : أثنى علي عبدي , و إذا قال : مالك يوم الدين , قال الله تعالى : مجدني عبدي , فإذا قال : إياك نعبد و إياك نستعين قال : هذا بيني و بين عبدي و لعبدي ما سأل , فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم , صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين قال : هذا لعبدي و لعبدي ما سأل ))
    فالله تعالى يقولها لكل مصلّ قرأ الفاتحة , وكم عدد المصلين الذين يقولونها , ولا يحصي عددهم إلا الله , وكل واحد يقول الله له ماذكر في الحديث , ولا يشغله شأن عن شان . راجع "مجموع الفتاوى" (5/478-480).
    و كذا نقول في التزول , ولا يلزم من نزوله ما قاله أهل الفرى و الكذب .
    الشبهة الثالثة : قالوا : ثلث الليل يختلف من بلد إلى بلد آخر , ففي أي الثلث ينزل ؟
    فيجاب عن هذا السؤال بما قال قاله العلامة ابن عثيمين –رحمه الله- في "شرح الواسطية" (ص/401-402) : (( آمن أولا بأن الله ينزل في هذا الوقت المعين , و إذا آمنت ليس عليك شيء وراء ذلك لا تقل كيف؟ كيف ؟ بل قل : إذا كان ثلث الليل في السعودية فالله نازل , وإذا كان في أمريكا ثلث الليل يكون نزول الله أيضاً , وإذا طلع الفجر انتهى وقت النزول في كل مكان بحسبه , فنزوله سبحانه و تعالى لا يقاس بنزول الخلق . ))اهـ .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كما في " مجموع الفتاوى"(5/243) : ((و أما من يتوهم أن السماوات تنفرج , ثم تلتحم اهـ .
    خامساُ : أما قوله أن النزول هنا يراد به نزول رحمته !! , فهذه م, فهذا من أعظم الجهل , وإن وقع فيه طائفة من الرجال)) ن شبه أهل التعطيل في نفي النزول وقد سبق ذكرهم, فقالوا : تنزل رحمته , وينزل أمره ؛ وهذا باطل من وجوه :
    الوجه الأول : أن الأصل عدم الحذف , أوالتقدير .
    الوجه الثاني : أنه يقول من يدعوني فأستجب له , فهل رحمته أو أمره يقول : من يدعوني فأستجب له ؟! .
    هذا مما لا يعقل أن يكون القائل له غير الله سبحانه , والقادر عليه , فلم يكن إلا نزوله سبحانه هذا هو صريح الأدلة والمعقول .
    الوجه الثالث : أنه حدد لنزوله ثلث الليل الأخير , وأمره ورحمته لم يحدد نزولها بوقت , بل ينزلان في كل وقت .


    قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- في " شرح الواسطية" (399-400) : (( وقالوا : ينزل أمر الله ! ... و هذا باطل ؛ فإن نزول أمر الله دائماً , ولا يخت نزوله في الثلث الأخير من الليل قال الله تعالى : ﴿ يُدَبّرُ الأمرَ منَ السَّمَاء إلى الأرض ثُمَّ يَعرُجُ إليه ﴾ [السجدة: 5] , وقال : ﴿و إليه يُرجَعُ الأمرُ كَلُّه ﴾ [ هود :123] , وأما قولهم : تنزل رحمة الله إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ! فسبحان الله ! الرحمة لا تنزل إلا في هذا الوقت ! قال الله تعالى : ﴿ وَ مَا بكُم من نعمَة فمن الله ﴾ [النحل : 35] ؛ كل النعم من الله , وهي من آثار رحمة الله , وهي تترى كل وقت !! ))اهـ .
    الوجه الرابع : نزول أمره و رحمته لا تكون إلا منه , وهذا يقتضي أن يكون فوق العالم , وهذا يبطل مذهبهم في نفي العلو . [راجع " محموع الفتاوى" (5/415-416) ] .
    و من شبه أهل التعطيل أيضا ً ؛ قولهم : أن ذلك مجاز , وان المراد بالنزول الإحسان و الرحمة , واستدلوا بقوله تعالى : ﴿ وانزلنا الحديد﴾ [الحديد:24] , قوله تعالى : ﴿ وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ﴾ [الزمر:5] .
    قالوا : معلوم ان الحديد و الأنعام لم تنزل من السماء إلى الأرض , والجواب :
    أولا : أن المجاز حمار المبتدعة , وليس في كتاب الله , ولا في سنة رسوله –صلى الله عليهو سلم- , ولا في كلام العرب شيء اسمه " مجاز ", بل و لا شرع ولا عرف و لا استعمال صحيح .
    ثانيا : أن الحديد إنما يكون في المعادن التي في الجبال , وهي عالية على الأرض , و قد قيل : إن كل ما كان معدنه أعلى حديده أجود .
    و أما الأنعام فإنها إنما تخلق بالتوالد المستلزم إنزال الذكور الماء من أصلابها إلى أرحام الإناث , ولهذا يقال : أنزل ولا تنزل , ثم إن الأجنة تنزل من بطون الأمهات إلى وجه الأرض .
    ثالثا: أن الإنزال على ثلاث درجات :
    أحدها : إنزال مطلق : كإنزال الحديد و الأنعام .
    ثانيها : إنزال من السماء , كقوله تعالى : ﴿ و أنزلنا من السماء ماءً طَهُوراً﴾ [الفرقان:83] .
    ثالثها : إنزال منه و كقوله تعالى : ﴿ تَنزيلُ الكتَاب منَ الله العَزيز الحَكيم﴾ [الزمر:1] .
    فالحديد و الأنعام تنزلان نزولاً مطلقاً , و الماء منزل من السماء , والقرآن منزل منه تعالى , وبهذا يظهر بطلان تلبيس الجهمية و المعتزلة و المعطلة القائلين : أن كون القرآن منزلاً لا يمنع أن يكون مخلوقاً كالماء و الحديد و الأنعام .[ راجع " مختصر الصواعق المرسلة "(ص/378-381) .] .
    و من شبههم (أهل التعطيل) أيضاً : قولهم : انه ينزل ملك من الملائكة .
    و الجواب عليه من أوجه :
    الوجه الأول : الأصل عدم الحذف , أو التقدير .
    الوجه الثاني : قال العلامة الإمام الرباني ابن عثيمين –رحمه الله- في " شرح الواسطية" (ص/400) : ((ثم نقول لمن قال : إنه ملك من الملائكة : هل من المعقول أن الملك من ملا ئكة الله يقول : من يدعوني فأستجب له . . . إلخ ؟! .)) اهـ .
    الوجه الثالث : أن نزول الملك على حسب زعمهم أن يكون لا يكون إلا من عنده , وهذا يقتضي أن يكون فوق العالم , وهذا يبطل مذهبهم في نفي علو الله . [راجع " مجموع الفتاوى" (5/415-416) ] .
    الوجه الرابع : هل الملائكة لا تنزل إلا إلى السماء الدنيا فقط ! , ولا ينزلون إلى الأرض ؟! .
    فبطلت شبه أهل التعطيـــــــــــل بفضل الله تعالى .
    أما مسألة : هل ينزل بذاته ؟
    هذا اللفظ مما لم يرد به دليل إثباتاً أو نفياُ , فالواجب العدول عنه , و أن نقول : ينزل ربنا , واستوى على العرش , وهكذا في صفات الله , فكما لا تقول : خلق الله بذاته , وقدر بذاته . . .وهكذا , فكذا هنا .
    و إنما قاله من قاله من أهل السنة إبطالاً لمذهب أهل التعطيل , [راجع " الصواعق المرسلة" (ص/318) للإمام ابن القيم , و " شرح الواسطية " (ص/399) للإمام ابن عثيمين ] .


    و نختم هذه الوريقات بأثر عظيم جاء عن الأوزاعي –رحمه الله- ؛ قال : (( اصبر نفسك على السنّة , وقف حيث وقف القوم , وقل ما قالوا , وكفّ عمّا كفّوا عنه , و أسلك سبيل سلفك الصالح , فإنه يسعك ما وسعهم )) [ أخرجه اللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنّة " (1/154- 155) وغيره , و سنده صحيح ] .
    وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
    كتبه : أبو عبد الله حسين بن مسعود الجيجلي


    يوم : 21 /رمضان /1432




    حمل من المرفقات



    [/size]
    الملفات المرفقة
يعمل...
X