• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرد المنصور على حسن شنقيطي المغراوي المغرور (الحلقة الثالثة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرد المنصور على حسن شنقيطي المغراوي المغرور (الحلقة الثالثة)

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الرد المنصور على حسن شنقيطي المغراوي المغرور
    (الحلقة الثالثة)


    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وآله وصحبه أجمعين.

    قال المغرور: خصنا نفرقوا –يجب أو ينبغي علينا أن نفرق- بين التظاهر السلمي والتظاهر التخريبي اللي –الذي- قلنا هذا الخلاف بين العلماء .. التظاهر السلمي فبلادنا –في بلدنا- الحمد لله يكفله القانون، يكفله القانون المغربي منذ زمان.
    أقول: هنا ظهرت علائم موقفه بوضوح وإن كان قد مجمج في سابق كلامه وزعم أنه إنما ينقل واقع المخالفين في حكم المظاهرات، وهو إنما كان يمهد لنصرة قول أهل الأهواء.
    ودعواه هنا التفريق بين المظاهرات السلمية والتخريبية باطل من وجوه:
    1-أنها –أي المظاهرات- من التشبه بالكافرين سلمية(!) كانت أو تخريبية، وقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "من تشبه بقوم فهو منهم" وعن هذا الحديث يقول شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط": أقل أحواله يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم.اهـ.
    2-اتفاق كلمة أهل العلم على تحريم المظاهرات بجميع أشكالها وألوانها لمخالفتها الصريحة للنصوص المستفيضة في تحريم الخروج.
    عن ذلك يقول فضيلة الشيخ الدكتور سليم الهلالي –حفظه الله- :
    " وقد أنكر العلماء الربانيون هذه المظاهرات المخترعة وبخاصة في هذا الزمن لسببين اثنين وهما سببان شرعيان، وحقان واجبان على كل مسلم:
    - الأول: حق النبي صلى الله عليه وسلم في الطاعة، فإن الأمر الذي من أجله قام المتظاهرون هو طلبهم لحقوقهم الشرعية التي يرون أن السلطان أو الحاكم قد قصر في أدائها، أو أنه اختلسها، أو أنه استأثر بها دونهم، وهذه القضية لم يتركها الشرع سُدًا، بل تكلم النبي صلى الله عليه وسلم- عن هذه الحال، وكأنه ينظر إلى واقعنا(صلى الله عليه وسلم)، فقد أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم عن فتنة السلاطين وأعطى أمته المخرج منها، فقد تواتر عنه صلوات الله وسلامه عليه وجود أمراء بعد زمنه، يمنعون الشعوب حقوقهم، فأمر فيها بأمرين؛ هما : الدعاء والصبر.
    أما الدعاء فثبت عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول –صلى الله عليه وسلم- : "إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها " قالوا : يا رسول الله كيف تأمر من أدرك مِنّا ذلك؟ قال : "تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم" رواه البخاري ومسلم.
    فقد ذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- أن الحكام يستأثرون بحقوق الرعية ولا يؤدونها لهم، ومع ذلك أمر الرعية بأداء حقوقهم وطلب حقهم من الله، فأين محل هذه المظاهرات من هذا الحديث النبوي الصحيح الصريح؟!!
    ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في (منهاج السنة): " فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمراء يظلمون ويفعلون أمورا منكرة، ومع هذا فأمرنا أن نؤتيهم الحق الذي لهم، ونسأل الله الحق الذي لنا، ولم يأذن في أخذ الحق بالقتال، ولم يرخص في ترك الحق الذي لهم".
    وهذا الأمر عده النووي –رحمه الله- من معجزات النبي –صلى الله عليه وسلم- حيث قال في (شرح مسلم): " هَذَا مِنْ مُعْجِزَات النّبي ، وَقَدْ وَقَعَ هَذَا الْإِخْبَار مُتَكَرِّرًا ، وَوُجِدَ مُخْبَره مُتَكَرِّرًا .
    وَفِيهِ : الْحَثّ عَلَى السَّمْع وَالطَّاعَة ، وَإِنْ كَانَ الْمُتَوَلِّي ظَالِمًا عَسُوفًا ، فَيُعْطَى حَقّه مِنْ الطَّاعَة ، وَلَا يُخْرَج عَلَيْهِ وَلَا يُخْلَع ؛ بَلْ يُتَضَرَّع إِلَى اللَّه تَعَالَى فِي كَشْف أَذَاهُ ، وَدَفْع شَرّه وَإِصْلَاحه".
    وقد روى الإمام مسلم .. عن وائل الحضرمي قال سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال يا نبي الله : أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألون حقهم ويمنعون حقنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو الثالثة، فجذبه الأشعث بن قيس وقال: اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما خملوا وعليكم ما حملتم".
    إذا الحق الأول: الذي نحن نحذر من المظاهرات هو حق طاعة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- .
    الحق الثاني: حق الحاكم المسلم، في طاعته في المعروف وترك جميع الأسباب المؤدية إلى الخروج عليه وتشتيت كلمة الأمة، فإن المجتمعين ضده يقصدون منازعته في منصبه وإحلال غيره محله، وقد حرم ذلك رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: دعانا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فبايعناه ، فكان فيما أخذ أن بايعنا عليه على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله. قال: " إلا أن تروا كفرا عندكم عليه من الله برهان"، فهذا كما قال شيخ الإسلام في "المنهاج": " فهذا أمر بالطاعة مع استئثار ولي الأمر وذلك ظلم منه ونهى عن منازعة الأمر أهله وذلك نهي عن الخروج عليه لأن أهله هم أولو الأمر الذين أمر بطاعتهم وهم الذين لهم سلطان يأمرون به وليس المراد من يستحق أن يولى ولا سلطان له ولا المتولى العادل لأنه قد ذكر أنهم يستأثرون فدل على أنه نهى عن منازعة ولي الأمر وإن كان مستأثرا" فمن أجل هذان الحقان يحذر العلماء من المظاهرات والمسيرات ويرون تحريمها ولهم أدلة كثيرة في تحريمها –قلت: وذكرها- اهـ.من محاضرة بعنوان ""تنوير الظلمات بكشف مفاسد المسيرات والاعتصامات".
    3-أن المظاهرات هذه ولو سميت سلمية لا يؤمن معها السلم المزعوم، والواقع على خلافه وما أحداث التخريب التي خطط لها بغاة المظاهرات بالمملكة المغربية عنّا ببعيد.
    وقد نُفرق بين المظاهرات السلمية إن فرضنا سلميتها وبين المظاهرات التخريبية من جهة أضرارها مع الجزم بتحريم كلا المظاهرتين، وذلك على حد قول الشاعر:
    أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ** حنانيك بعض الشر أهون من بعض
    وقوله: التظاهر السلمي في بلدنا الحمد لله يكفله القانون، يكفله القانون المغربي منذ زمان.
    أهل الأهواء طالما يخفون مواقفهم من بعض القضايا وتراهم يظهرون الموافقة، لكن عند الفتن المدلهمة تتبعثر أوراقهم، وينضح إناؤهم بما فيه، كما وقع في أحداث الخليج وما بعدها.
    وهاهم اليوم عندنا على سبيل المثال: يهرعون إلى القوانين والدستور ويتملقون إلى الحكام وينعقون بحقوق الإنسان وإن كانوا من قبل يكفرون بهذه القوانين الأرضية أشد الكفران، كما هو شأن المغراوي القطبي وغيره، ونقول لهذا القائل المغرور : لا تتذرع بقانون الدولة على تجويز ما حرم الله، فلأنت وغيرك أحقر من ذلك ورب السماء، ودجلك هذا وغيره يرده لك أهل السنة في نحرك، فاعرف قدرك ولا تمد عنقك إلى ما ليس لك فتقطع بصوارم كتاب العزيز الجبار، وسنة سيد الأنام، ولأن ترعى الغنم أنت ومن يجري مجراك بعد أن تعرفوا ما يجب عليكم من حق الله وحق العباد خير من التجارة بالدين، وتبيعون به وتشترون، وتتظاهرون بزي التقى والعلم، وأنتم عن ذلك بمعزل، فلن تجاروا الصالحين، وطلاب العلم الثابتين، الذين لا يتكيفون ولا تميد بهم العواصف العاتية، بل هم ثابتون -فضلا من الله- ثبوت الجبال الرواسي، وما حالهم من الدنيا الدنية إلا كما قيل[1]:
    مُنَايَ مِنَ الدُّنْيَا علُوْمٌ أَبُثُّهَا ** وَأَنْشُرُهَا فِي كُلِّ بَادٍ وَحَاضِرِ
    دُعَاءٌ إِلَى القُرْآنِ وَالسُّنَنِ الَّتِي ** تَنَاسَى رِجَالٌ ذِكْرُهَا فِي المحَاضِرِ
    وَأَلزمُ أَطرَافَ الثُّغُوْرِ مُجَاهِداً ** إِذَا هَيْعَةٌ ثَارَتْ فَأَوَّلُ نَافِرِ
    لأَلْقَى حِمَامِي مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ** بِسُمْرِ العَوَالِي وَالرِّقَاقِ البَوَاتِرِ
    ومن الفضيحة وسوء القول أن يحمد هذا الغبي الغوي ربه على نقمة القوانين التي لا يزال المسلمون حكاما ومحكومين يتجرعون مرارتها، ويسعرون بنارها، قال ربنا جل في علاه : (( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون))، وقال سبحانه عن كتابه الكريم : ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا))، فلما تركوا ما أمروا به اعتاضوا بغيره فحلت عليهم المثلات، واستذلهم أعداؤهم، فكان ما كان ولله الأمر من قبل ومن بعد.
    التحاكم يكون إلى كتاب الله وسنة رسوله الأمين –صلى الله عليه وسلم- لا إلى القانون المغربي أو الشرقي، قال جل في علاه: (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون))[2] ، وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :" تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ".

    ويتابع فيقول: .. إذًا التظاهر السلمي في الكرة الأرضية كلها جائز، القوانين كلها تجوزه، إلا ما سمعت مؤخرا في الحجاز وسيأتي الكلام على السعودية –إنشاء الله - هذا ولله الحمد أمره مُسَلم.
    تأمل كلام هذا الجائر المتعالم كيف يتكلم في هذا الأمر الجلل بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، لا يستطيع القارئ له أن يفرق بينه وبين كلام المفتونين بالفكر السياسي الأهوج، وانظر كيف سَلّم للقوانين وجعل حكم المظاهرات (السلمية!) جائزًا بمجرد شيوعه في الدول والحكومات(!)، ثم إن المسلمين في ظل واقعهم في الوقت الراهن ليس لهم سلطان لمواجهة أعدائهم، وكثيرٌ منهم مغلوب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وأسوق هنا مقطعا للشيخ الفاضل أبي بكر ماهر عطية المصري –حفظه الله- يوافق للمناسبة ما نحن بصدده رد فيه على المنحرف مصطفي العدوي، يقول:
    " ومتى كانت أقوال الحكام وترخيصاتهم حاكمة على شرع الله؟!
    ومتى كانت الدساتير الباطلة المخالفة للشريعة قاضية على ذلك الشرع؟!
    فالمظاهرات من بنات أفكار الكفار أيها الأعمى، على بلاد المسلمين دخلت، وتلقفها أهل الضلال من أمثال فرقة الإخوان المسلمين والقطبيين وغيرهم من أهل الضلال الذين تُوالُونهم، وقد بان في هذه الفتنة وفي غيرها مخبوؤك، وفضحك الله أنت وأمثالك ورفقاء دربك شر فضيحة، لم لا؟! وأنتم تجوزون أمثال تلك المظاهرات الجارية على سنن الكافرين لا على سنن المسلمين المهتدين.
    ثم نقول لكم: كم رخص حكام المسلمين، وكم رخصت دساتيرهم للناس في أمور غير مشروعة!! فلم تنعقون إذًا أنتم وأمثالكم من أهل الضلال بوجوب توبة الحاكم، وبوجوب تطبيقه لشرع الله مادمتم تحتجون بترخيص الحاكم وبترخيص الدساتير؟!
    وكيف إذا كان هذا الترخيص سياسيًا لا دينيًا شرعيًا قد فُرض على حكام المسلمين من قبل بلاد الكفار بدعوى الديمقراطية الباطلة؟!
    نعم، إن القوم يصطادون في الماء العكر كما يقال.
    وكيف يحتج الأعمى لهم على هذا الخروج بترخيص الحاكم وبترخيص الدساتير، ولا يحتج عليهم بمطالبة الحاكم بعودتهم إلى بيوتهم وترك التظاهر والتجمهر والتجمع الشيطاني في ميدان التحرير؟!
    فكيف يحتج لهم بذلك على تجويز فعلهم المعصية، ولا يحتج عليهم بمثل ذلك في أمرهم بترك المعصية ونهيهم عنها؟!
    .."انتهى نقل المراد/ من (الكرامة والنعمى في الرد على مصطفى بن العدوي الغوي الأعمى) .

    وعلى كلّ، فأمْرُ المظاهرات والقول بتجويزها وإن ألبسها هذا الجويهل لباس (السلم) فذاك باطل من القول وزورا، وقول على الله بلا علم، ولروعة كلام ابن قيم الجوزية –رحمه الله- وحسن تعبيره في بيان جلالة القول على رب العالمين بغير علم أنقله برمته من كتابه الرائع الماتع "مدارج السالكين" فيقول ونِعْم ما قال: " وأما (القول على الله بلا علم) فهو أشد هذه المحرمات تحريما، وأعظمها إثما، ولهذا ذُكر في المرتبة الرابعة من المحرمات التي اتفقت عليها الشرائع والأديان، ولا تباح بحال بل لا تكون إلا محرمة، وليست كالميتة والدم ولحم الخنزير الذي يباح في حال دون حال[3].
    فإن المحرمات نوعان:
    * محرم لذاته لا يباح بحال.
    * ومحرم تحريما عارضا في وقت دون وقت.
    قال الله تعالى في المحرم لذاته : ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ))، ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال : ))وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقّ((، ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه : ((وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً))، ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال : ((وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ))، فهذا أعظم المحرمات عند الله وأشدها إثما، فإنه يتضمن الكذب على الله ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته وإثبات ما نفاه، وتحقيق ما أبطله وإبطال ما حققه، وعداوة من والاه وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه وبغض ما أحبه، ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله.
    فليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله منه ولا أشد إثما، وهو أصل الشرك والكفر، وعليه أسست البدع والضلالات، فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم.
    ولهذا اشتد نكير السلف والأئمة لها، وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض وحذروا فتنتهم أشد التحذير، وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان، إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد، وقد أنكر تعالى على من نسب إلى دينه تحليل شيء أو تحريمه من عنده بلا برهان من الله فقال : ((وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ)) الآية.
    فكيف بمن نسب إلى أوصافه سبحانه وتعالى ما لم يصف به نفسه؟ أو نفى عنه منها ما وصف به نفسه؟.
    قال بعض السلف: ليحذر أحدكم أن يقول: أحل الله كذا وحرم الله كذا، فيقول الله: كذبت لم أحل هذا ولم أحرم هذا.
    يعني التحليل والتحريم بالرأي المجرد بلا برهان من الله ورسوله.
    وأصل الشرك والكفر: هو القول على الله بلا علم، فإن المشرك يزعم أن من اتخذه معبودا من دون الله يقربه إلى الله ويشفع له عنده، ويقضي حاجته بواسطته كما تكون الوسائط عند الملوك، فكل مشرك قائل على الله بلا علم دون العكس، إذ القول على الله بلا علم قد يتضمن التعطيل والابتداع في دين الله، فهو أعم من الشرك، والشرك فردٌ من أفراده.
    ولهذا كان الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موجبا لدخول النار"اهـ.
    والجائر الجويهل يتبجح بلا حياء بالسلفية وبالكتاب والسنة ويتشبع بما لم يعط، وينحى باللائمة على من لا يعجبه ويقول بغير مذهبه ويرميهم بالتعالم والجهل وما إلى ذلك من الأوصاف، ولعلهم –إن شاء الله- أقوم منه منهجا، وأوفر منه علما، وهو أولى بما يذم به غيره، وقد اغتر به من لا علم له، وطبل له وزمّر، وما هو إلا جويهل سخيف، مغراوي مغرور، يناطح العلماء، ويدعي أنه يرى كيت وكيت، وأن له محاضرة هنا وهناك، وفيه وفي أمثاله يقول شمس الدين الذهبي –رحمه الله- : " .. كَمَا أَنَّ الفَقِيْه المُبتدئ، وَالعَامِي الَّذِي يَحفظ القُرْآن أَوْ كَثِيْراً مِنْهُ؛ لاَ يَسوَغُ لَهُ الاجْتِهَاد أَبَداً، فَكَيْفَ يَجْتَهِدُ؟، وَمَا الَّذِي يَقُوْلُ؟ وَعلاَم يَبنِي؟ وَكَيْفَ يَطيرُ وَلَمَّا يُرَيِّش؟ "اهـ.(إعلام النبلاء).
    وقد أحسن من قال:
    وابن اللبون إذا ما لُزّ في قَرنٍ ** لم يستطع صَوْلة البُزْل القناعيس

    قال (بالدارجة) : أيضًا خصنا نفرقوا بين التظاهر والخروج .. التظاهر السلمي ليس خروجا على الحكام، مادام الإنسان عشر سنين عندو الإجازة ما خدّام، عندو دكتورة خمستاشرعام ما خدام، هو أواحد خمسين واحد خرجوا لواحد المدينة أكتبوا لافتة كيطالبوا باش اخدموا.
    أقول : وسأقف على كلامه مترجما إياه وقفة وقفة بإذن الله.
    يقول الجويهل المغرور: وأيضًا يجب أو ينبغي أن نفرق بين التظاهر والخروج .. التظاهر السلمي ليس خروجا على الحكام.
    وهو نفس كلام مُعظّمِه المحدث(!) [الغوي الأعمى][4] مصطفى العدوي حيث قال: إن هذا لا يوصف بأنه خروج على الحاكم..
    وكلاهما علل فقال الجويهل حسن –وليس بحسن- شنقيطي كلاما (بالدارجة)[5] معناه: أن المظاهرات إذا خلت من مظاهر التخريب فلا تُعد خروجا على الحاكم.
    وقال أيضا كما سبق: إذًا التظاهر السلمي في الكرة الأرضية كلها جائز، القوانين كلها تجوزه.
    وقال العدوي الغوي: " لأن أولاً: الخارجون -كذا- لم يخرجوا بسلاح.
    وثانيًا: أن الحاكم رخص لهم في ذلك، والدساتير رخصت لهم في ذلك..".
    أقول: الظاهر أن المغرور المغربي قلّد في هذا كلام العدوي وهذا أشبه، وإن كان يزعم أنه إنما ينقل كلام العلماء (!) في خلافهم من تجويز المظاهرات، والحقيقة أنه ينقل كلام من يجلهم من جهلة الحزبيين ويرفعهم حذو مصاف العلماء، (فأين الثّرى من الثريا! ).
    قال العلامة ابن عثيمين –رحمه الله- : في قصة ذي الخويصرة التميمي والحديث في الصحيح : " وأولهم كان في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- حينما قسم النبي -صلى الله عليه وسلم- الغنيمة فقال له رجل: اعدل يا محمد، أو قال: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله -نعوذ بالله- وهذا خروج بالقول؛ لأن الخروج نوعان: خروج بالقول، وخروج بالسيف والقتال، والأول مقدمة للثاني؛ لأن الذين يخرجون بالسيف لا يخرجون هكذا فقط يحملون السلاح ويمشون، لا بد أن يقدموا مقدمات وهي أن يملئوا قلوب الشعوب بغضاً وعداءً لولاتهم وحينئذٍ يتهيأ الأمر للخروج" اهـ (لقاء الباب المفتوح).
    وقال الشيخ أبو بكر ماهر عطية(حفظه الله): " لا يلزم من كونهم لم يخرجوا بسلاح -إن سُلم هذا- لا يلزم من كونهم لم يخرجوا بسلاح عدم كونهم خوارج، ولا عدم تسميتهم بذلك؛ لأن هؤلاء الخارجين قد اقتحموا وسلكوا -على الأقل- سبلاً ووسائل غير مشروعة من مظاهرات وهتافات تثويرية، وسب وشتم لأولياء الأمور، وطلب مالا يحق لهم طلبه، من تنحية رئيس البلاد المسلم، ومكثهم على هذا الحال زمنًا طويلاً، إلى غير ذلك من المفاسد..". ومن أراد المزيد فليطالع بقية كلام الشيخ في الرد على العدوي من مظانه.
    وليس للمخالفين الناعقين بالمظاهرات بجميع أشكالها دليل من كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- يعتمدون عليه إطلاقا.
    كفى هذا التفاوت بيننا وبينكم ** وكل إناء بما فيه ينضح

    أسأل الله جل في علاه، وتقدست أسماؤه أن يجعل كيد الكفار وأعوانهم وأذنابهم في نحورهم، ويبيد خضراءهم، ويفضح خططهم ، وأن يحفظ ثغور الإسلام، وديار الإسلام ويدفع عنها كل بائرة فاجرة تحاك عليها.
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


    وكتبه أبو الدرداء عبد الله أسكناري
    أكادير – المملكة المغربية
    ليلة الأربعاء 16 جمادى الأولى 1432هـ







    [1]والأبيات لأبي محمد بن حزم -رحمه الله- اُنظرها في "السير" للذهبي رحمه الله.

    [2]الآية على ما فهمه السلف الصالح وأنه كفر دون كفر، لا كما فهمته الخوارج المارقة الذين يقرئون القرآن لا يجاوز حناجرهم، نقول هذا؛ وإلا فقد يكون ثَمّ كفرا مخرجا من الملة كتفضيل هذه القوانين أو القول بمثليتها لحكم الله فهذا كفر أكبر يخرج من ملة الإسلام.

    [3]- قال عبد الله –الناقل- : تأمل هذه الكلمات الجميلات وقارن بين مدلولها وبين جرأة المتعالمين أعاذنا الله من الهوى والتعالم.

    [4]هذا من وصف الشيخ أبي بكر ماهر عطية لهذا المنحرف، وما نقلته من كلام العدوي مصدره من رد الشيخ أبي بكر عليه فتنبه!.

    [5]ذكر أنه أحيانا سيدرج في الكلام بعض الأحيان لإيصال ليفهم الجميع (!!) زعم.
يعمل...
X