بسم الله الرحمن الرحيم
قد ذكر الشيخ الفوزان عند شرحه لقوله تعالى {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً} فوائد نفيسة تشد لها الرحال فقال حفظه الله تعالى:
"وقوله: {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً}
قد ذكر الشيخ الفوزان عند شرحه لقوله تعالى {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً} فوائد نفيسة تشد لها الرحال فقال حفظه الله تعالى:
"وقوله: {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً}
فيه: منع الرسول صلى الله عليه وسلم من الصلاة في هذا المسجد وتيئيس لهؤلاء.
ففي هذه الآيات: أن النّيات تؤثِّر في الأمْكنة والمباني، النيّات الخبيثة تؤثر في الأمكنة والبِقاع خبثاً، والنيّات الصالحة تؤثِّر فيها بركة وخيراً.
ففيها: الحث على إصلاح المقاصد.
وفيها: دليلٌ على أن الاعتبار بالمقاصد لا بالمظاهر؛ هؤلاء بنوا مسجداً في الظاهر، ولكن ليس مقصودهم المسجد، فدلّ على أن ما كل من أظهر الصلاح يُقبَل منه حتى تُعرف حقيقته.
وفيه: التنبيه على خِداع المخادِعين، وأن يكون المؤمنون على حذر دائماً من المشبوهين ومن تضليلهم، وأنهم قد يتظاهرون بالصلاح، ويتظاهرون بالمشاريع الخيرية، ولكن ما دامت سوابقهم وما دامت تصرُّفاتهم تشهد بكذبهم فإنه لا يُقبل منهم، ولا ننخدع بالمظاهر دون نظر إلى المقاصد وإلى ما يترتب -ولو على المدى البعيد- على هذه المظاهر.
ففيه: تنبيه المسلمين إلى الحذر في كل زمان ومكان من تضليل المشبوهين، وأن كل من تظاهر بالخير والصلاح والمشاريع الخيرية لا يكون صالحاً، إلاَّ من لم يكن له سوابق في الإجرام، ولم يُعرف عنه إلاَّ الخير؛ فهذا يُقبل منه، لكن من كان معروفاً بالسوابِق السيِّئة والمكائد الخبيثة، أو يظهر عليه أو على فلتات لسانه أو على كَلامه شيء؛ فإننا نأخذ الحذر منه ولا ننخدع، لأنّ الله جل وعلا نهى رسوله أن يصليَ في مكان أُعِدَّ للمعصية، فدلّ هذا على أنه لا يذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله، كما لا يصلى لله في مكان أُعِدَّ للمعصية والكفر، كذلك لا يُذبح لله في مكان أُعِدَ للمعصية."
....
منقول