الدّق
في مُدَّعي الفرْق
والرد على من زعم أن دار الحديث بدماج حرسها الله تغيرت عما كانت عليه
لأبي اليمان
عدنان بن حسين بن أحمد المصقري
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على نبيه الأمين، وعلى آ له وصحبه أجمعين.
وبعد:
فاعلم رعاك الله أن علم علل الرجال لا يطلع عليه ويعلمه إلا من وفقهم الله من أهل العلم والتقوى حراس الدين وهو كعلم علل الحديث لا يفهمه كثير من العلماء وإنما النزر اليسير منهم فلذا يظن بعض الناس أنه كهانة.
ويظن بعض الناس أن المتكلم فيه يفتري على الله ويقول بلا علم , وليس كذلك فالعلماء لهم أدلة وبراهين وقرائن يعرفون بها العلل القادحة سواء كانت في صحة الحديث أو قادحة في سنية الرجل , ولما كان الشيخ مقبل رحمه الله عالمًا بعلل الرجال وكذلك خليفته الناصح الأمين من بعده سائرين في ذلك على سير أسلافهم, كثرت عليهم الدعايات وانتشرت عليهم الكذبات , ولا ضير , فإنها سنة الله في خلقه وقدر الله على أنبيائه وعباده الصالحين .
ولا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، كما حدثنا بذلك نبينا ﷺ.
واعلم أن الإمام الوادعي رحمه الله عُدَّ مجددًا من المجددين لهذا الدين، فلذا وفقه الله للعلم والعمل والدعوة والصبر والتصفية والتربية والنصح للإسلام وأهله، فرفع الله به جهلاً عظيمًا كان في بلده ونصر به السنة، وقمع به البدعة، واعترف بعلمه وفضله القاصي والداني والعدو والصديق والجاهل والعالم، ثم توفي رحمه الله ولا زالت دعوته مستمرة سائرة وداره الجامعة للعلم عامرة، وكل هذا من فضل الله عليه وعلينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون، وكل ما كان في زمنه من الخير والعلم والدعوة والصبر على الإيذاء لا زال مستمرًا وربما ازداد وكل ما كان في الإمام الوادعي رحمه الله من الصفات الحسنة والشمائل الطيبة لا زالت في خليفته البار وتلميذه الشيخ المحدث الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري الذي طالما نافح ودافع عن داره ودعوته وكتبه ومنهجه، وكم سمعنا أيام فتنة أبي الحسن ثم فتنة البكري إلى يومنا هذا من مجازفات وكذب من أنه بدل وغير فوالله ثم والله إن هذا لهو افتراء وكذب غير صحيح , فدار الحديث بدماج عامرة بالعلم والتعليم والدروس مستمرة والدعوة قائمة والكتب لا زالت تخرج حينًا بعد حين والردود لا زالت , والسنن ما ماتت , وإليك بيان بعض ذلك في سطور مختصرة وكلمات منتصرة , من باب المحافظة على هذا الخير الذي نراه بأعيننا ويراه كل مسلم صادق موفق وهذا من إحياء جهود الإمام الوادعي رحمه الله والمحافظة عليه ومن البر به، بل ومن إحياء جهود الصحابة والتابعين والعلماء الناصحين الذين تدرس علومهم ويسلك سبيلهم في دار الحديث فنسأل الله أن يحفظها والقائم عليها من كل سوء ومكروه وأن يدفع عنها كيد الخائنين وباطل المبطلين وفتن المخذولين والله المستعان وعليه التكلان.
التوحيد
كانت اليمن في حالة سيئة في أغلب أماكنها ومناطقها فكان الشرك منتشرًا وكانت القبور تعبد من دون الله فكان الشيخ مقبل له اليد الأولى في هدم الشرك وإقامة التوحيد , وكذلك الشيخ يحيى من بعده عرف بذلك حتى قال الشيخ مقبل رحمه الله فيه قوي في التوحيد ولذا كم تراه يحث عليه ويحرص على القيام به وانظر رده على الزنداني في الصبح الشارق ورده على الصوفية في عدة رسائل وأشرطة وقد فتح الله عليه في تدريس كتاب التوحيد وشرحه فتح المجيد وغيرهما من كتب العقيدة , فالله المستعان.
العلم
الناظر إلى السبب الذي رفع الله به الإمام الوادعي رحمه الله بعد الإخلاص لهو الحرص على العلم النافع علم الكتاب والسنة فكان رحمه الله لا يجلس مجلسًا إلا ويذاكر فيه العلم ويساءله، سواء كان مجلسًا عامًا أو خاصًا حتى أنه ربما ذاكر كبار الناس وصغارهم وفقيرهم وغنيهم وعوامهم ومسؤوليهم , وهذه صفة من صفات السلف الصالح رحمهم الله، ولقد عرفت هذه الخصلة من خليفته الشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري رعاه الله معرفة تامة عند القاصي والداني فمذاكرة العلم؟؟ ولا يجلس مجلسًا إلا وتراه مذاكرًا للعلم وحاثًا عليه ولذا لو سمعته عند ورود الأسئلة عليه من داخل اليمن وخارجها يحث فيها على العلم والتعليم والاهتمام به والرحلة إليه.
البعد عن الدنيا
وكان الإمام الوادعي رحمه الله في بعده عن الدنيا وزهده فيها وإعراضه عنها وربما لا يعرف رحمه الله كيف يعد المال وهذا معلوم عنه منقول , وكذلك خليفته من بعده , بُعده عن الدنيا معروف وقلبه منها مصروف وترى ذلك حق في حياته وكلامه وزهده بل شهد الشيخ مقبل رحمه الله بذلك فقال: (الشيخ المحدث الورع الزاهد التقي).
التمسك بالسنة
وبهذا يرفع الرجل كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (يرفع الله الرجل بقدر تمسكه بالسنة، فقد كان الإمام الوادعي رحمه الله في اليمن داعيًا من دعاة السنة . وكان فيها من هو أذكى منه وأبلغ منه وأحفظ منه ولكنه كان معظمًا للسنة حريصًا عليها وعلى العمل بها ونشرها والحرص على السنة توفيق من الله وهكذا علم القاصي والداني من حياة العلامة اليماني مقبل بن هادي الوادعي فكم من سنة أحياها ودافع عنها وربما فسق وضرب من أجلها . وانظر باختصار ما ذكره أخونا السلفي عبدالحميد الحجوري في كتابه [[البيان الحسن فيما أحياه الوادعي من السنن]] واعلم رحمك الله أن خليفته من بعده كذلك لا يزال حريصًا على السنة ثابتًا عليها ساعيًا في نشرها وكثيرًا ما سمعنا يقول: العمل بالسنة راحتنا ويذهب الله به البلاء عنا وربما يقول لطلابه: من يعلم سنة ما قد عملنا بها فيذكرنا حتى نعمل بها وجزاه الله خيرًا وكم يفرح بتطبيق السنة ويعظم من يتمسك بها وفقنا الله والمسلمين بالثبات على السنة والعمل بها.
انتشار العلم والسنة والدعوة السلفية
ففي عهد الإمام الوادعي رحمه الله انتشر العلم والسنة في اليمن بحمد الله ومنته انتشارًا لم يسبق إليه منذ قرون كثيرة وهكذا في عهد خليفته من بعده انتشرت السنة بفضل الله والعلم والدعوة السلفية أوسع بكثير مما كانت عليه وهذا مشاهد ومعروف فكم من وفود للسنة أقبلوا إلى دار الحديث بدماج لم يفدوا من قبل فأعداد هائلة تفد إلى المراكز تنهل منها العلم والسنة وخاصة دار الحديث بدماج من اليمن وخارج اليمن والفضل لله و حده وهذا يدل على إخلاص وجهد الخليفة البار الشيخ يحيى من بعد موت الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.
التميُّز
كان شيخنا مقبلًا رحمه الله حريصًا على التميز سائرًا عليه كما كان عليه السلف الصالح رحمهم الله أمثال الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ويحيى بن سعيد القطان وشيخ الإسلام بن تيمية رحمهم الله جميعًا وكان الشيخ مقبل على ذلك سائرًا فكم طرد من مركزه من مبتدع ومريض من أجل التميز في الدعوة إلى الله والتصفية لأهلها التي هاجر من أجلها الأنبياء , وفارقوا أوطانهم وكلف السلف الصالح أنفسهم فطعنوا في المبتدعين وحذروا من المبطلين من أجل سلامة هذا الدين والحرص على أبناءه الصالحين وصيانة جناب الدعوة إلى الله من كل دخن وزيغ.
فكم طرد من مركزه رحمه الله مجموعة من الزائغين المندسين أمثال أبي عبدالله السوداني وغيره...ليتميز الخبيث من الطيب قال تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه...}.
وكذلك خليفته من بعده حفظه الله سائر على هذا السير فكم طرد من مفتون وأخرج من مكابر ومبتدع من مركزه بلا مداهنة وبدون تجميع وتلفيق فاللفيف لا ينفع وإن كثر.وبهذا تصفى الدعوة السلفية وتقطع طريقها إلى الجنة بإذن الله مولاها.
الجرح والتعديل والشدة على أهل البدع
هو من ديننا بلا شك وقد تكلم العلماء رحمهم الله على مشروعيته في كتب كثيرة وقد سار عليه الإمام الوادعي رحمه الله كما سار عليه السلف قبله وكذلك شيخنا يحيى رعاه الله لم يقصر فيه بل وفى به من دون إفراط ولا تفريط، وانظر باختصار كتاب [[المجروحون عند الإمام الوادعي رحمه الله]] لأخينا في الله عادل السياغي وكتاب [[مشروعية النصح والتحذير من دعاة الجهل والتغرير..]] لشيخنا يحيى رعاه الله فترى الشيخ والتلميذ وسيرهما واحد وكأنهما شربا من حليب واحد.
طلاب دار الحديث
في عهد شيخنا مقبل رحمه الله لم يتجاوزوا الألف والنصف منه.
وفي عهد خليفته بحمد الله زادوا على الأربعة ألف والثلاثة الألف وازدادت المباني إلى أعلى الجبل في دماج وبني في سقف البيوت حتى لم يوجد لبعضهم أرضًا يبني له بيتًا (وهذا فضل الله) ببركة النصح والعدل والتصفية والتربية.
التأليف
في عهد شيخنا مقبل رحمه الله خدمت المكتبة الإسلامية من قبَل الشيخ وطلابه خدمة فائقة ومات الشيخ وقد خدم التراث بخمسين مؤلفًا منها الكبير والصغير وكذلك في عهد شيخنا يحيى كثرت المؤلفات في شتى فنون العلم من دماج خاصة ووصلت رسائل لشيخنا يحيى إلى الآن فوق سبعين مؤلفًا كبيرًا ورسالة وكذلك ازدادت بحوث الطلاب وشروحاتهم ونظمهم ونثرهم, فالحمد لله على نعمه.
الدروس
كانت بحمد الله قائمة بعهد الشيخ رحمه الله على ما يرام، وكان حريصًا عليها أشد الحرص، وربما قام إلى درسه وهو في أشد المرض والتعب، وكان يقول: (لو خيرت بين أن أكون رئيسًا أو أن أكون هنا لاخترت أن أكون في هذا المكان، وكذلك الشيخ يحيى حفظه الله ورعاه عرف منه هذا الصغير والكبير و العدو والصديق حتى أنه ربما تمر السنة والشهر ولا يغيب عن دروسه العلمية وربما شرب أكثر من حبه للصداع لأجل الخروج إلى الدرس خوفًا من الانقطاع عن طلب العلم، وربما أراد إخراج المغذية من جسده لحضور الدرس، فجزاه الله خيرًا ورحم الله شيخه رحمة واسعة.
وكذلك الدروس في المركز أحيانًا تصل إلى ثلاثين درسًا تفتح في الأسبوع أو عشرين أو أقل أو أكثر وهذه البركة من الله فعلى من يدعي التفريق بين الدار في حياة الإمام الوادعي رحمه الله وبين حال الدار في حياة خليفته الناصح الأمين أن يتقي الله في نفسه وأن ينظر ما إلى ما يخرج من فيه فوالله ما رأينا فرقًا ولا اختلافًا ولكن رأيناهما سيان بل وربما ازداد الخير وهذا أمر مشاهد معلوم، والله المستعان على ما تصفون.
حفظ العلم
أقول: وفق الله الإمام الوادعي رحمه الله لحفظ العلم وحفظ السنة وربما كان يجزم أن الحديث ليس في الصحيحين أو ليس في الكتب الستة وهذا دليل على إطلاعه وقوة حفظه، وكذلك شيخنا رعاه الله فقد وفقه الله لحفظ القرآن وبعض القراءات وحفظ كثير من السنة حتى لا يكاد يفوته حديثًا يسأل عنه وحفظ ألفية بن مالك وملحة الإعراب واللامية في الصرف، والرحبية في الفرائض والطحاوية في العقيدة، وكثير من المتون الحديثية, وكما قيل...... فاحفظ فكل حافظ إمام
التواضع
وهذا ظاهر في حياة الشيخين معًا من تواضعهم ولين جانبهم وربما كان الشيخ مقبل رحمه الله يستقبل الضيوف ويكرمهم ويترك المجال للأولاد الصغار يقرؤون متونهم, ويلاطفهم أشد الملاطفة وكذلك حال شيخنا الناصح الأمين وهذا أمر مشاهد بتواضعهم جميعًا وإجابة الأسئلة في أي وقت وإجابة الدعوة وقبول الهدية وأن هانت فجزاهم الله خيرًا.
الأخوة
كانت بحمد الله في عهد الإمام الوادعي –رحمه الله- موجودة محمودة , وهي بحمد الله في عهد خليفته أوفر وأعظم وأكثر مما كانت عليه قبل, قد يقال: لماذا ؟
أقول: لأنه خرج من الدار كل مريض ومدسوس, وكل كسول ومنكوس, فمن قبل , كان فيها بعض المرضى, كأبي عبيدة الزاوي, ومحمد الحاشدي, كان كل واحد منهما يطعن في الآخر, بهواه لا بهداه , وكان فيها أحمد بن منصور , وبعض الحسَدة للشيخ يحيى – رعاه الله- ظلمًا وبغيًا , وكان فيها بعد ذلك ياسين العدني, وأبو مالك الرياشي, كان بعضهم أعداء بعض, وكلٌ أصحاب هوى, وغير هؤلاء من مريدي البغي, وذهاب الأُخوة في دار الحديث, فكان الشيخ يحيى –رعاه الله- له اليد الطولى , وقدم السبق بعد شيخه في وضع الإخاء والمؤاخاة, والمودة والمحبة بين طلاب دار الحديث, كبيرهم والصغير, فحاول الإخاء بين المتشاحنين ما استطاع, فمن لا يريد الإصلاح والهدى وركب الهوى والغوى خرج من دماج مطرودا مدحوراً, أمثال المذكورين سابقاً, وغيرهم, ومن أراد الهدى وطلب العلم, أصلح الله له حاله ومئآله,كما قال الله تعالى: { إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا }.
فيا أيها المدّعي أن الأخوة ضعفت في دار الحديث أخطأت , أو كذبت , أو أسأت الظن, فاتق الله في نفسك, وتأكد مما تقول, فإن الله سالك عما تقول, وأعلم أنك تفتري على أناس من أخيار خلق الله , وعلى طلبة العلم , في مكان من أشرف الأماكن في هذا الزمان.
ولا بد أن يحصل الولاء والبراء في كل مكان على وجه الأرض, حتى في مكة والمدينة بين أهل الحق وأهل الباطل وكلٌ يوالى ويعادى على قدر ما فيه من الخير والشر, والسنة والبدعة, والحق و الباطل, ولكل شيء قدر, فدار الحديث لا تخلو من صاحب هوى أو مدسوس أو مشوه , لا في زمن الشيخ مقبل ولا بعد موته فمن أظهر فيها شراً هجر, ونصح , فإن لم يقبل النصح طرد, هكذا من عهد الإمام الوادعي –رحمه الله- إلى يومنا, ولذلك أمثلة يطول ذكرها مما حصل من صنع الشيخين, وهم في ذلك مقتدون بالسلف الصالح, وعاملون في ذلك بالأدلة الصحيحة, والله المستعان على ما تصفون, قال الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.
نصيحة
فيا أهل السنة عليكم بمناصرة الخير والقيام مع الحق ومؤازرة الدعوة والمحافظة على دار الحديث الدار المباركة التي نفع الله بها ولا يزال نفعها مستمرًا تؤتي أكلها وتنتج ثمارها الطيبة كل حين بإذن ربها.
وعلى كل من يحب الحق والإنصاف وينصره ويحب نصرة الحق أن يعرف للشيخ يحيى جهده وأن يعرف له قدره وأن يعلم أنه يقوم بجهد عظيم في هذه الدعوة وقد اختار الله له أحسن العلوم وأحسن الأماكن وأحسن الطلاب ووفقه الله لخدمة الدعوة بأحسن خدمة، وقد ألف في خدمة الدعوة كتبًا كثيرة وألقى دروسًا كثيرة تدل على حبه للخير وغزارة علمه وفقهه، ودفاعه عن منهج أهل السنة والجماعة .
وكما قيل:
الدواعي تشد القوى والقلوب ليست بسوى.
فأين الدليل والبرهان والمثال على تغير الشيخ يحيى في الدعوة السلفية أو تغيير لمركز والدنا الإمام الوادعي رحمه الله؟؟؟؟.
وأين الدليل على توقيف بعض جهوده وجهود طلابه وإخوانه في دار الحديث بدون بيان لخطأ أو انتقاد لزلل وأين النصح ومناصرة الحق عند من يقاوم دار الحديث والقائم عليه ويتهم بالتبديل وأنها تغيرت؟؟؟؟.
أين الجهود العلمية للدعوة والعلم وطلبة العلم عند هؤلاء المدعين للتغيير والتحريف في دار الحديث والطاعنين في القائم عليها؟؟؟.
إن دار الحديث بحمد الله رب العالمين كثر طلابها وأقبل الوافدون عليها وكثر محبيها وانتشر صيتها ورفع الله قدرها واتسع بناؤها وأحب الناس علومها وانتشرت الكتب الخارجة منها والبحوث الصادرة من قلعتها وألقى الله المحبة على القائم عليها ومدرسيها النصحاء وتوسعت في الخير كله بحمد الله أكثر بكثير مما كانت عليه في عهد الإمام الوادعي رحمه الله وهذا كله يدل على إخلاصه وحبه للخير وصدقه في دعوته إ أنها دعوة الأنبياء والصالحين والسلف الصالح، ولا يعني هذا أنها لم تتوسع في زمنه فإنها منذ بدأ الإمام الوادعي رحمه الله دعوته بالتوحيد والسنة ما زالت تتوسع في عهده إلى أن توفى رحمه الله ولقى ربه وما زالت في انتشار وإقبال الناس عليها بعده كذلك مادام أهلها قائمين على الكتاب والسنة ومحبين لمنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم.
ووالله لو تغيرت الدار بعده إلى الأسوأ في المعتقد والنهج وأراد الشيخ يحيى الدنيا وتغيرت مقاصده وأخلد إلى الأرض ورضي بغير منهج السلف وغير العقيدة الصحيحة لأبدل الله للدعوة غيره , ولما استمر الخير وانتشر العلم وأقبل المحبون إلى دار الحديث لأخذ العلوم وأخذه من منبعه الصافي , ولكن بعض الناس يظلم نفسه وغيره ويكذب على عباد الله الصالحين.
﴿ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾.
أقول لكم: هل رأيتم دار الحديث دار الإمام المجدد العلامة المجتهد من بعد موته تحزب أبناؤها وزخرف بناؤها وكثر أكلها وأخذوا الأموال من جمعية إحياء التراث وجمعيات الحزبيين ومدحوا أهل البدع والزنداني والقرضاوي والإخوان المسلمين والصوفية وأصحاب أبي الحسن حتى تقولوا أنها تغيرت بعد موت مؤسسها.
إن هذه والله لطعن في أبيكم وداركم دار الإسلام التي تعلم الناس التوحيد والسنة، ووالله لو علم أهل التحزب والجمعيات من هذه الدار تحزبًا وخرابًا وخلودًا إلى الدنيا لتنافسوا في إعطائهم الأموال الطائلة , علّهم يظفرون بسكوتهم عن المبطلين والمبتدعة والحزبيين.
ولكن الحمد لله الخير في دار الحديث موجود والحق معروف والباطل مصروف والسنة قائمة والفتنة نائمة فقبح الله من لا يتعاون مع هذه الدار على الخير ويتهم القائم عليها بالتحريف فوالله إنا لنشكر الشيخ يحيى على جهوده الطيبة وصدعه بالحق وعدم تهيبه من الباطل وصبره الجميل على أتعابه وطلابه وحسن معاملته مع إخوانه ونعتقد أن نصرته ونصرة الدعوة السلفية قربة إلى الله تعالى , والله على ما نقول وكيل وحسبنا الله ونعم الوكيل وسلام عل المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وانظر إلى جهود الشيخ مقبل رحمه الله وجهود تلميذه من بعده في نصرة الحق والسنة من خلال مؤلفاتهم العظيمة المباركة.
كتب الشيخ مقبل رحمه الله
1. الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين مجلدين
2. الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين 6 مجلدات
3. الجامع الصحيح في القدر مجلد
4. الصحيح المسند من دلائل النبوة مجلد
5. الصحيح المسند من أسباب النزول مجلد
6. الشفاعة مجلد
7. أحاديث معلة ظاهرها الصحيحة مجلد
8. رياض الجنة في الرد على أعداء السنة مجلد ويحتوي على رسالة
9. حكم القبة المبنية على قبر النبي صلى الله عليه وسلم
10. إرشاد ذوي الفطن في إخراج غلاة الرفض من اليمن مجلد.
11. صعقة الزلزال في نسف أهل الرفض والإعتزال مجلدين
12. السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة مجلد
13. قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد مجلد
14. الإلحاد الخميني في أرض الحرمين كتاب
15. المخرج من الفتنة
16. شرعية الصلاة في النعال
17. ذم المسألة
18. حكم الجمع بين الصلاتين في السفر
19. إجابة السائل على أهم المسائل مجلد
20. غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة مجلدين
21. الفواكه الجنية من الخطب السنية
22. هذه دعوتنا وعقيدتنا
23. حكم الوحدة مع الشوعين
24. تحفة المجيب في أسئلة الحاضر والغريب مجلد
25. المصارعة مجلد
26. المقترح في أجوبة المصطلح
27. ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر وبعد محمد رشيد رضاعن السلفية
28. قرة العين في أجوبة قائد العلا بي وصاحب العدين
29. الصحيح المسند من التفسير بالمأثور لم يطبع بعد وقد مر الشيخ رحمه الله فيه على تفسير الطبري وابن أبي حاتم
30. الباعث على إنكار الحوادث
31. فضائح ونصائح
32. البركان في نسف جامعة الإيمان
33. إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي
34. إيضاح المقال في أسباب الزلزال
35. حكم الخضاب بالسواد
36. تحقيق تفسير بن كثير مجلدين
37. تحقيق الإلزامات والتتبع وبها نال رسالة الماجستير.
38. تحفة الشباب الرباني في الرد على الشوكاني (في أباحته للاستمناء )
39. رجال الحاكم مجلدين للذين لم يترجم لهم الحافظ في التهذيب.
40. رجال الدر قطني مجلد
41. تحقيق المستدرك على الصحيحين خرج في 5 مجلدات وله تحقيق أوسع لم يطبع بعد.
42. غارة الفصل على الطاعنين في كتب العلل.
43. ترجمه الشيخ رحمه الله بيده
44. إجابة القبس عن أجوبة أبي أنس.
45. إرشاد الحائر بأجوبة فتاة الجزائر.
46. القول الأمين في أخطاء المذبذبين. وقد تراجع رحمه الله تعالى عما في هذا الكتاب وهذا من عدله وإنصافه .
47. الطليعة في الرد على غلاة الشيعة مطبوع ضمن رياض الجنة.
48. نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة.
49. الديباج في رثاء سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز.
50. إقامة البرهان على ضلال عبد الرحيم الطحان.
51. مقتل الشيخ جميل الرحمن الأفغاني.
52. حكم تصوير ذوات الأرواح.
53. فتاوى الشيخ في العقيدة جمع بعض طلاب العلم.
54. إعلان النكير على دعاة عيد الغدير.
55. مشاهداتي في المملكة العربية السعودية
وله من الأشرطة والأجوبة الخطية على كثير من الأسئلة الشيء الكثير جعل الله ذلك في ميزان حسناته وينطبق عليه حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقه جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له ). رواه مسلم رحمه الله في صحيحه.
كتب الشيخ يحيى حفظه الله
1. المبادئ المفيدة في التوحيد والفقه والعقيدة.
2. الصبح الشارق في الرد على ضلالات عبد المجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق.
3. الحجج القاطعة على أن الروافض ضد الإسلام على ممر الدهور بلا مدافعة.
4. أحكام الجمعة وبدعها.
5. توضيح الإشكال في أحكام اللقطة والضوال.
6. أحكام وآداب المسافرين.
7. أحكام التيمم.
8. حشد الأدلة على أن اختلاط الرجال بالنساء وتجنيدهن من الفتن المضلة.
9. فتح الوهاب في حكام البصاق في القبلة وحكم المحراب.
10. كشف الوعثاء بزجر الخبثاء الداعين إلى مساواة الذكر بالأنثى.
11. الأسئلة الشعرية
12. إتحاف الكرام بأجوبة الزكاة والحج والصيام.
13. فتوى حول الدراسة الاختلاطية.
14. الأجوبة السنية في كشف بعض أباطيل الصوفية.
15. نصيحة للتجار بالبعد عن نشر الأضرار.
16. الرياض المستطابة في مفاريد الصحابة.
17. النصيحة المحتومة لقضاة السوء وعلماء الحكومة.
18. اللُمع على كتاب إصلاح المجتمع.
19. كشف التلبيس والكذب في قول الصوفية لا يوجد شرك في جزيرة العرب.
20. شرعية الدعاء على الكافرين والرد على القرضاوي المهين.
21. إرشاد ذوي الفطن لما في الاختلاط الجامعي من الفتن.
22. تحذير النبلاء من التشبه بالنساء.
23. تربية البنين.
24. مشاهداتي في بريطانيا
25. أحكام الجنائز.
26. أحكام الهدي والأضاحي.
27. شرعية النصح والتحذ ير من دعاة التغرير.
28. الطبقات لما حصل بعد موت الوادعي من الحالات.
29. إرشاد ذوي الفطن لما في الاختلاط الجامعي من الفتن.
30. الوسائل الخفية لضرب الدعوة السلفية.
31. الثوابت المنهجيه.
32. جلسة ساعة في الرد على مفتي الإذاعة.
33. الأدلة الزكية في بيان أقوال الجفري الشركية.
34. السيل العريض الجارف لبعض ضلال الصوفي عمر بن حفيظ.
35. البدر التمام في رثاء شيخ الإسلام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله. له حفظه الله وجماعة.
36. الحث والتحريض على تعلم أحكام المريض.
37. تحقيق (مقدمة سنن الدارمي المسمى (العرف الوردي).
38. تحقيق (أخلاق العلماء للآجري.
39. تحقيق (وصول الأماني بأصول التهاني للسيوطي.
40. الأربعون الحسان في الاجتماع على الطعام.
41. شرح كتاب المنتقى.
42. التحذير من أهم الصوارف عن الخيرات.
43. قرة العينين بأجوبة فتاوى الصيادين. جمع وتعليق إحسان اللحجي.
44. الإتحافات بتلخيص الحاوي للسيوطي رحمه الله وبيان ما فيه من الشطحات.
45. شرح لامية ابن الوردي.
46. فتاوى القوات المسلحة.
47. فتوى في خروج المرأة للدعوة إلى الله.
48. فتاوى الأطباء والطب.
49. الإفتاء للأسئلة الواردة من دول شتى.
50. استخراج الأحاديث المعلة من السنن الكبرى للبيهقي.
51. الرد على أحمد بن نصر الله , في انتقاداته على كتاب الصحيح المسند.
52. فهرسة علل الدارقطني.
53. اختصار البداية والنهاية.
54. صالح البكري المفتون.
55. تحقيق فتح الباري شرح صحيح البخاري. له حفظه الله مع مجموعة من الطلاب.
56. تحقيق رسالة ما لا يثبت فيه حديث، للفيروزآبادي.
57. تحقيق سنن البيهقي الصغرى.
. وأما شروحه فمنها
59. شرح الأصول الثلاثة.
60. شرح العقيدة الواسطية.
61. شرح البيقونية.
62. شرح التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير.
63. شرح العقيدة الطحاوية.
64. شرح الرسالة الوافية.
65. شرح كتاب التوحيد.
66. شرح ملحة الإعراب.
67. شرح وتحقيق مقدمة سنن الدارمي.
68. لامية شيخ الإسلام.
69. شرح القيروانية.
70. شرح السفارينية.
71. شرح الأربعين النووية.
72. الفائدة من آية المائدة.
وهناك شروح أخرى ومؤلفات لم تذكر , ومواضيع مسجلة مما يزيد على أكثر من ستمائة شريط علمي.
ولوعدت الكتب التي راجعها ونقحها وقدم لها لكانت فوق المائة فجزاه الله خيرًا على هذا العمل الحسن العظيم.
فأقول: لمن يدعي التفريق ويتهم بالتبديل {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} إن شيخنا يحيى محافظ على الدعوة ومهتم بها ومدافع عنها وقد رعاها والله أشد مما يرعى أولاده والله على ما نقول وكيل، ومحافظ على دار الحديث العلمية وقد قال: نذرت نفسي لله ولهذه الدعوة المباركة.
يا أخي : إن يطرد الشيخ يحيى مفسدًا من حلقته ومن دار الحديث فقد طرد شيخه من قبل وهذا دليل على أنه لا يحب اللفيف والتجميع من غير تصفية .
ومن من الناس لا يحب أن يكثر طلابه والآخذين عنه العلم؟؟.
وإن يتكلم على مفسد من المفسدين أو على من يغير في الدعوة فقد تكلم شيخه على من هو كذلك.
وإن يرفق ببعض طلابه الذي يرجى لهم الخير مع تقصيرهم فقد صبر ورفق شيخه من قبل.
وإن يكثر طلابه على غيره فقد كان هكذا مركز الإمام الوادعي من قبل.
وإن يناصح إخوانه - المشائخ أو غيرهم - بالاستمرار بالعلم والتضلع منه وعدم كثرة السفريات والجلوس للطلاب فقد كان شيخه من قبل يناصح بذلك جميع المشايخ وهذا دليل على حب الخير للناس.
وإن يتبين له حزبية رجل من الناس ويصدع بذلك مع وجود الإنكار عليه فهكذا كان حال الشيخ مقبل من قبل يتبين له أحوال الرجال قبل غيره، وهذا بسبب الإقبال على العلم والعبادة والدعوة ويدل هذا على أنه يسير على ما كان يسير عليه الإمام الوادعي رحمه الله وكلاهما يقتدي في هذا كله بالسلف الصالح، وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (يرفع الله العبد على قدر تمسكه بالسنة).
وكما قال بعض السلف: (العلماء يعرفون الفتنة وهي مقبلة وأما العامة فلا يعرفونها إلا وقد أدبرت).... فياليت قومي يعلمون.
وإن يتهم الشيخ يحيى بعدم التحري والورع فقد اتهم شيخه من قبل من بعض من يدعي السنة بل ومن بعض عوام أهل السنة.
وإن يتأخر عن الخروج للدعوة إلى المدن والقرى فقد كان شيخه من قبل يحب الاستمرار على العلم, وهذا هو الذي يقبل بقلوب الناس على العلم النافع وأي دعوة أعظم من تدريس آلاف الطلاب من شتى بلدان العالم.
ولا يعني هذا أن الشيخ يحيى يقلد شيخه في أموره وإنما هو يعمل ما يقربه إلى الله ويقول ما يعتقده حقًا وما كان عليه سلفنا الصالح ولا نزكي على الله أحدًا.
الحق والله في دماج مرتفع
الأمور في يديك ليس لي
والعلم والحلم والإيمان والعددُ
لا تنكروا مائها عذباً لشاربه
إن كان لا بد من إنكاره فرِدوا
يامدعي الفرق إن الله مطلع
ا رب إني عائذ بعفوك من
فلتتقي الله ربي إنه أحـــدُ
هلا أتيت ببرهان على كلِمٍ
كما زعمت بأن دار العلم تبتعدُ
يامدعي الفرق بين الدار في زمن
مضى زمانًا وهذا اليوم هل تفدُ؟
يامدعي الفرق هلا تستحي أحداً
وتتقي الله فيما قلت يا بَلِدُ
الدار يزداد بالإيمان ذا نرَهُ
والعلم في الدار بالإسناد يستندُ
الشيخ يحيى يقول الحق ينصحنا
ويبذل الوقت والمخذول ينتقدُ
والشيخ لا زال للإسلام يخدمه
وبالعلوم فإن الشيخ يجتهدُ
ومن يقول بأن الشيخ غيرها
جزاؤه الهم والأتعاب والكمدُ
ياعائبي أنني في القول أصدقه
العيب في الكذب لا حياكم الصمدُ
من ثناء الشيخ مقبل على الشيخ يحيى
قال الشيخ رحمه الله في مقدمة " إصلاح المجتمع " فقد اطلعت على ما كتبه الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري على إصلاح المجتمع للبيحاني رحمه الله وقد بذل الشيخ يحيى حفظه الله جهدًا مشكورًا في تخريج أحاديثه، وتحقيق ألفاظه، ومعانيه، وتنبيهات قيمة على بعض الأخطاء التي حصلت للمؤلف رحمه الله فأصبحت تخاريج الحديث مرجعًا ينبغي لطالب العلم أن يقتنيه ولو من أجل التخريج.
ثم قال: والأخ الشيخ يحيى بن علي الحجوري بحمد الله قد أصبح مرجعًا في التدريس والفتاوى أسأل الله أن يجزيه خيرًا وأن يبارك في علمه وماله وولده.. إنه جواد كريم إهـ.
وقال رحمه الله في مقدمة كتابه" أحكام الجمعة وبدعها ":
فقد اطلعت على كتاب الجمعة للشيخ يحيى بن علي الحجوري، فوجدته كتابًا عظيمًا فيه فوائد تشد لها الرحال، والشيخ يحيى حفظه الله في غاية من التحري، والتقى، والزهد والورع وخشية الله وهو قوال بالحق، لا يخاف في الله لومة لائم: وهو حفظه الله قام بالنيابة عني في دروس دار الحديث بدماج يلقيها على أحسن ما يرام.. ثم قال: فجزى الله أخانا الشيخ يحيى خيرًا وهنيئًا له لما حباه الله من الصبر على البحث والتنقيب عن الفوائد الحديثية والفقهية فهو كتاب أحاديث وأحكام إلخ.. كلامه رحمه الله.
وقال في مقدمة كتاب الشيخ " ضياء السالكين في أحكام وآداب المسافرين":
أما بعد فقد قرئ علي شطر رسالة السفر لأخينا في الله الشيخ الفاضل التقي الزاهد المحدث الفقيه أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله فوجدتها رسالة مفيدة فيها فوائد تشد لها الرحال اشتملت على فوائد حديثية من جرح وتعديل وتصحيح، وتضعيف وعلى فوائد فقهية من استنباط أحكام وتفسير غريب وتوضيح مبهم شأنه في رسائله الأخرى وإني لأرجو أن ينفع الله به وبمؤلفاته الإسلام والمسلمين، والأخ الشيخ يحيى هو ذلك الرجل المحبوب لدى إخوانه لما يرون فيه من حسن الاعتقاد، ومحبة السنة، وبغض الحزبية المساخة، ونفع إخوانه بالفتاوى التي تعتمد على الدليل أسال الله أن يحفظه وأن يدفع عنه كل سوء ومكروه، وأن يعيذنا وإياه من فتنة المحيا والممات.
وقال في مقدمة الصبح الشارق في الرد على ضلالات عبد المجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق:
أما بعد: فقد اطلعت على جل رسالة أخينا في الله الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري حفظه الله فألفيته قد أجاد وأفاد في رده على عبد المجيد الزنداني فلله دره من باحث ملم بحواشي الفوائد من عقيدة وفقه، وحديث وتفسير وصدق ربنا إذ يقول: ﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ﴾[الأنفال: 29].
فالشيخ يحيى حفظه الله فتح الله عليه بسبب تمسكه بكتاب الله وسنة رسولهﷺ.
وقال الشيخ مقبل رحمه الله في مقدمة كتاب الشيخ: " أحكام التيمم" فقد اطلعت على ما كتبه الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري في التيمم فوجدته حفظه الله قد أودعه فوائد تشد لها الرحال من كلام على الحديث وعلى رجال السند، واستنباط مسائل فقهية بما يدل على تبحره في علم الحديث والفقه، ولست أبالغ إذا قلت أن عمله في هذا يفوق عمل الحافظ في الفتح في هذا الباب من بيان حال محل حديث، وبيان درجته ولست أعني أن الأخ الفاضل يحيى أعلم من الحافظ في علم الحديث، ولكن الأخ يحيى أتقن ما كتبه في هذا الشرح المبارك أعني " شرح المنتقى" لابن الجارود، والبركة من الله فجزاه الله الجميع خيرًا .
وقال فيه في ترجمته: من حفاظ كتاب الله سمعت بعض دروسه التي تدل على استفادته وهو قوي في التوحيد.
استطراد:
قال الشيخ النجمي في مقدمته للكتاب: فقد أرسل إليَّ الشيخ الجليل أخونا في الله يحيى بن علي اليمني الحجوري كتابه الذي ألفه في الرد على عبد المجيد الزنداني الذي قصد به الرد عليه في شطحاته التي دونها.... إلخ قوله: ولهذا تعلم أن الزنداني قد غش قومه.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: الدعوة السلفية مقصودة وأنت مقصود.
وقال: فجزى الله الشيخ الفاضل المحدث الفقيه خليفة الشيخ مقبل رحمه الله في داره وعلى الدعوة خيرًا.
وقال الشيخ محمد الإمام: لايطعن في الشيخ العلا مة يحيى الحجوري إلا جاهل أوصاحب هوى. أو بمعناه..
وقال الشيخ عبد العزيز البرعي: فالشيخ يحيى شامة في وجوه أهل السنة وتاج على رؤوسهم.
وقال الشيخ عبد الله بن عثمان :الذي يتكلم فيه و في ....- إخوانه المشائخ- فاتهمه على الإسلام.
يا قوم والله العظيم أسأتمُو بأئمة الإسلام ظن الشانِ
وقد يطول الكلام لو توسعنا فى ذكر بعض أعماله، وتواضعه مع الصغار وتقريبه لهم، وتعليمه الجاهل، وصبره عليه وكرمه مع الضيف، واستقباله له ومدحه للعلماء وتوقيره لهم وذم البدع وأهلها، وجرحه إياهم، واهتمامه بإخوانه، وطلابه، وسؤاله عنهم وصبره في الطلب والتعليم، وخفض جناحه للمؤمنين وعزته على الباطل وأهله. واستنباطه الأدلة وأحكامها مما لم نر مثله في هذا، وإرسال الدعاة إلى اليمن وخارج اليمن، وصلاته بالناس، وبكاءه، وصيامه، وأقوال الشعراء في مدحه، وبغضه للمدح وربما ذم من يمدحه، وتذكيره بالدار الآخرة، وحثه رعاه الله على التوحيد والسنة ، وبعده عن الولاةِ مع طلبهم إياه ونصحه لهم وطاعته لهم في المعروف، وبغضه لتقليده مما يستحق كل موضوع فصله في باب، لكن الحليم تكفيه الإشارة نسأل الله أن يوفق المسلمين لحب علمائهم وتوقيرهم واحترامهم احترامًا شرعيًا بغير غلو ولا تقليد، وأن يكبت أعداء السنة، والمخذلين للحق والساكتين عن الباطل، والله المستعان .
وهذه قصيدة ألقيتها في دار الحديث
ياطالبًا للعلم والهدايه
وخائفًا من سبل الغوايه
إياك أعني فا سمع النصيحه
وليس قصدي هاهنا الفضيحه
اعلم بأن من شروط الطلب
هو التحلي بخصال الأدب
وأن تلا زم سنة المختار
حتى تموت لا تكن تماري
وأن تخاف الله ذا الإجلال
وبالتقى تُهدى وبالسؤال
وأن تحاسب نفسك الضعيفه
إن لاتكن فأنت مثل الجيفه
فالنفس فيها كل داء ووبى
إلا من اختار الإله واجتبى
فيها الردى والكبر بالإ عجاب
والحسد المذموم للأصحاب
فيها الريا والسمعة البطاله
والا نتقام وصف ذي القتاله
فتش أُخيّ نفسك الأماره
ولاتزك فاسمعي ياجاره
وحبها للمال شرفاجتنب
وفتنة من أجله سترتكب
كل المعاصي قاله الرسول
فتنة ذي الأمة هذا قيلُ
فيها اتهام الحاملين للهدى
أولي النهى من حذروا من الردى
هذ ا ومن أمراضها أن تلقي
في قلبك الشكوك كي لاتبقي
فيك الهدى أو بعضه قد تُنسي
رب قني من شرما في نفسي
ومن يكن مداهنا لنفسه
في ما تشاء مداهنًا لجنسه
فانه لابد يوما تبدوا
أمراضه حتى ولو تُعدّ
قد وعد العلام في كتابه
بسورة المختار ما أتى به
﴿أم حسب الذين في قلوبهم﴾
وكان وعد الله قد جرى بهم
فأخرجت أضغانهم للناس
حتى رأوها لا تكن كالناسي
وانظر إلى من سلفوا ممن فتن
وكان بين المؤمنين مؤتمن
لكنه يخفي النفاق ما ترى
بهم ألم تر انتكاسهم جرى
فأصبحوا من جملة الأحزاب
وأرسلوا العداء للأحباب
لله في أفعاله شئون
يعلمها إياك والظنون
إن القلوب في يديه كيف شا
قلبها وما نشا حتى يشا
يا رب إني عائذ بعفوك من
من شر نفسي مرتجي لفضلك
كل الأمور في يديك ليس لي
منها كلمح يا رحيم يا علي
بك العياذ من أذى النفاق
أو الجزا بالشر والشقاق
لا حول لا قوة إلا بالله
وحسبنا الله وأنعم بالله
أهل الحديث يرحمون الرجلا
بجرحهم إياه كي لا يبتلى
في دينه فتكثر الأوزار
عليه يوم تنطفي الأنوار
فلا تكن مميعاًَ مفرقا
واعلم بأن الحق حق وانطقا
ولا تظن بالعلما مالم يقع
أو أنهم يفرقون المجتمع
أوأنهم ليسوا على بصيرة
من أمرهم أو أنهم في حيرة
أوأن فيهم حسد وحقد
أوأنهم لمن أتى يردوا
أوأنهم يلفلفوا أتباعا
من غير تقوى فعل من قد ماعا
ألم يكن ذاك اللإمام الوادعي
مصفياًَ وناصحًا قولوا معي
فحسبنا الله ونعم المتكل
وقدر الله وماشاء فعل
والحمد للرحمن في الختام
وللرسول أكمل السلام
كتبه أبو اليمان عدنان المصقري
وأخيرًا :
أشكر الله عز وجل الذي هداني للهدى وجنبني الردى وبصرني بالحق .
ثم أشكر أبواي الذين علماني وأعاناني على العلم والدعوة إليه,
وأشكر شيخي المعلم الناصح الأمين الذي يبذل جهده في تعليمنا العلم وحثنا على العمل,
ثم أشكر الأخ معافى الحديدي الذي أشار علي بهذا الموضوع.
وأشكر الأخ حسن الخولاني على تشجيعه لي وحثه لي مرارًا على إكماله وإخراجه .
وأشكر الأخ عبد الرحمن دعاس على كتابته هذا الموضوع على الجهاز.
فجزاهم الله خيرًا جميعا , ونسأ الله الهداية لكل مسلم ومسلمة, والحمد لله أولًا وآخرًا.
ما ينقمون عليه إلا نصحه
فتأدبوا يا معشر العميان
علم وتوحيد وصبر سنةٌ
جرح وتعديل بكل أمان
وهو الملين جناحه للمهتدي
وهو العزيز على ذوي البطلان
وهو الكريم بعلمه وبفهمه
والصبر في التعليم للإخوان
والله صيره عصا موسى لمن
يتأفكون على الهدى الرباني
هو غمهم هو حزنهم هو سمهم
هو همهم في السر والإعلان
وهو الرحيم بهم أتاهم نصحه
ليوفقوا للحق والإحسان
فتمردوا وتكبروا وتساقطوا
والشيخ ذاك العالم الرباني