(خطر المبتدعة ... وخطر المميعة ...)
"كلام نفيس لشيخنا / العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله"
"كلام نفيس لشيخنا / العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله"
قال شيخنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي رعاه الله وحفظه :
فإنّ أصدقَ الحديث كلامُ الله، وخير الهَدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدَثاتُها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة وفي رواية : ( وكلّ ضلالة في النّار ) .
فما أروع هذا الكلامَ وما أصدقه، كيف لا وهو كلامُ مَن شهد له ربّه بهذه الشهادة العظيمة : { وما ينطق عن الهوى إنْ هو إلاّ وحيٌ يوحى }؛ فصلوات الله وسلامُه عليه، فلقد بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمّة، وجاهد في الله حقّ جهاده كُلاًّ من الكفّار والمنافقين، وحذّر من البدع وأهلها أشدّ التحذير .
فمن التحذير من البدع : ما أسلفناه، ومنه : قولُه صلى الله عليه وسلم : ( مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ ).
( مَن عمل عملاً ليس عليها أمرُنا فهو ردّ ).
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : { هو الذي أنزل عليك الكتابَ منه آياتٌ محكَماتٌ هُنّ أمُّ الكتاب وأُخُر متشابهات فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلِه ... } إلى قوله : { أولو الألباب } قالت : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا رأيتَ الذين يتّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى الله فاحذرهم ).
وقولُه صلى الله عليه وسلم : ( لتتّبعنّ سنن مَن كان قبلكم شِبْرًا بشبر وذِراعـًا بذراع، حتى لو دخلوا جُحْر ضبّ تبعتموهم )، قلنا : يا رسولَ الله، اليهود والنصارى ؟، قال : ( فمن ؟ ).
وعن أبي واقــد اللّيثيّ ـ رضي الله عنه ـ قــال : خــرجـنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحنُ حُدَثاءُ عهْدٍ بكفر، وللمشركين سِدْرة يعْكُفون عندها ويَنُوطون بها أسلحتهم يقال لها : ذاتُ أنْواط، فمررنا بسدرة فقلنا : يا رسول الله، اجعل لنا ذاتَ أنواط كما لهم ذاتُ أنواط، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر !، إنّها السنن؛ قلتم ـ والذي نفسي بيده ـ كما قالت بنوا إسرائيل لموسى : { اجعل لنا إلهـًا كما لهم آلهة قال إنّكم قومٌ تجهَلون }؛ (لتركبنّ سنن مَن كان قبلكم ).
فانظر أيّها المسلم كيف حذّر ربُّنا ـ عزّ وجل ـ من أهل البدع الذين في قلوبهم زيْغ، وبيَّن سوء مقاصدهم وخُبث نيّاتِهم، وأنّهم يتحرّون اتّباع المتشابِه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .
ويُفهم من الآية الكريمة أنّهم يعدلون قصْدًا عن الآيات المحكَمات إمعانـًا في الشرّ وقصدًا للفتن .
وأكّد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بتلاوته هذه الآية وبيانها التحذير من هؤلاء ومن شرّهم وكيدهم ومكرهم .
ولقد وعى سلفُنا الصّالح ـ رضوان الله عليهم ـ هذه التنبيهات والتحذيرات الربّانية والنبويّة، فأدركوا خطورة البدع وأهلها على الإسلام وأمّة الإسلام فوقفوا منها ومن أهلها مواقف الحذَر والحزْم؛ فكانوا يضعون سدودًا وحواجز منيعة بين الأمّة وبين هذه الذئاب المتحفِّزة المتربِّصة من الحذر والتحذير، والإعلان ببغضهم، والأمر بهجرهم ومقاطعتهم؛ فكان معظم الأمة على الحقّ والسنّة، وكانوا في عافية وأمان على عقيدتهم ودينِهم ومناهجهم .
فلمّا حصل التساهُل مع أهل البدع وَوُجِد المُمَيِّعون انحدر أهلُ البدع والشرّور على الأمة الإسلاميّة انحدار السيول العارِمة على السهول لا يقف في وجهها شيء، حتى أطبقت على العالم الإسلامي شعوبـًا وحُكّامـًا إلاّ القليل .
حتى أتى الله بشيخ الإسلام ابن تيميّة ـ رحمه الله ـ فصال على أهل البدع صولات وجولات بالحجج والبراهين من الكتاب والسنّة ومنهج السلف الصّالح أيقظ بها الأمّة من سُباتها وأنقذ الله به من شاء من عبادِه .
ثم حصل التساهل، فعادت تلك السيول المتدفِّقة بالشرور والبدع والضلال والشرك؛ فهيّأ الله لصدّها عن الأمّة الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهّاب، فصال على أهل البدع والضلال وجال بالحجج والبراهين وبالسيف والسِّنان حتى أعاد للإسلام جِدّته وللتوحيد نضارته وللسنّة بهجَتَها ونقاءها .
فأعدّ أهل البدع والأهواء العُدّة وتسلّلوا في الظّلام، ولم يأتوا كأسلافهم علانية وإنّما تحت ستار المسكنة وتحت ستار السلفيّة، وشرعوا ينفثون سمومَهم كالأفاعي الرُّقْط؛ بالتدريج والتدرُّج والكيد والمكْر والتَّقِيَّة، وتحت ستار الغيرة على الإسلام، وتحت ستار وجوب التعاوُن بين المسلمين ضدّ أعدائهم من النصارى واليهود والحداثِيّين والعلمانِيّين؛ وهم ينفثون سمومهم خلال الدّروس والمؤلَّفات، والمناهج والشعارات البرّاقة؛ التي تخلب قلوب كثير وكثير من الصّغار والشّباب، وحتى الشيّب .
وكان من ثمار كيدهم وأساليبهم السّالفة الذّكر رسائل وكتب ومواقف.
فإنّ أصدقَ الحديث كلامُ الله، وخير الهَدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدَثاتُها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة وفي رواية : ( وكلّ ضلالة في النّار ) .
فما أروع هذا الكلامَ وما أصدقه، كيف لا وهو كلامُ مَن شهد له ربّه بهذه الشهادة العظيمة : { وما ينطق عن الهوى إنْ هو إلاّ وحيٌ يوحى }؛ فصلوات الله وسلامُه عليه، فلقد بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمّة، وجاهد في الله حقّ جهاده كُلاًّ من الكفّار والمنافقين، وحذّر من البدع وأهلها أشدّ التحذير .
فمن التحذير من البدع : ما أسلفناه، ومنه : قولُه صلى الله عليه وسلم : ( مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ ).
( مَن عمل عملاً ليس عليها أمرُنا فهو ردّ ).
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : { هو الذي أنزل عليك الكتابَ منه آياتٌ محكَماتٌ هُنّ أمُّ الكتاب وأُخُر متشابهات فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلِه ... } إلى قوله : { أولو الألباب } قالت : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا رأيتَ الذين يتّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى الله فاحذرهم ).
وقولُه صلى الله عليه وسلم : ( لتتّبعنّ سنن مَن كان قبلكم شِبْرًا بشبر وذِراعـًا بذراع، حتى لو دخلوا جُحْر ضبّ تبعتموهم )، قلنا : يا رسولَ الله، اليهود والنصارى ؟، قال : ( فمن ؟ ).
وعن أبي واقــد اللّيثيّ ـ رضي الله عنه ـ قــال : خــرجـنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحنُ حُدَثاءُ عهْدٍ بكفر، وللمشركين سِدْرة يعْكُفون عندها ويَنُوطون بها أسلحتهم يقال لها : ذاتُ أنْواط، فمررنا بسدرة فقلنا : يا رسول الله، اجعل لنا ذاتَ أنواط كما لهم ذاتُ أنواط، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر !، إنّها السنن؛ قلتم ـ والذي نفسي بيده ـ كما قالت بنوا إسرائيل لموسى : { اجعل لنا إلهـًا كما لهم آلهة قال إنّكم قومٌ تجهَلون }؛ (لتركبنّ سنن مَن كان قبلكم ).
فانظر أيّها المسلم كيف حذّر ربُّنا ـ عزّ وجل ـ من أهل البدع الذين في قلوبهم زيْغ، وبيَّن سوء مقاصدهم وخُبث نيّاتِهم، وأنّهم يتحرّون اتّباع المتشابِه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .
ويُفهم من الآية الكريمة أنّهم يعدلون قصْدًا عن الآيات المحكَمات إمعانـًا في الشرّ وقصدًا للفتن .
وأكّد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بتلاوته هذه الآية وبيانها التحذير من هؤلاء ومن شرّهم وكيدهم ومكرهم .
ولقد وعى سلفُنا الصّالح ـ رضوان الله عليهم ـ هذه التنبيهات والتحذيرات الربّانية والنبويّة، فأدركوا خطورة البدع وأهلها على الإسلام وأمّة الإسلام فوقفوا منها ومن أهلها مواقف الحذَر والحزْم؛ فكانوا يضعون سدودًا وحواجز منيعة بين الأمّة وبين هذه الذئاب المتحفِّزة المتربِّصة من الحذر والتحذير، والإعلان ببغضهم، والأمر بهجرهم ومقاطعتهم؛ فكان معظم الأمة على الحقّ والسنّة، وكانوا في عافية وأمان على عقيدتهم ودينِهم ومناهجهم .
فلمّا حصل التساهُل مع أهل البدع وَوُجِد المُمَيِّعون انحدر أهلُ البدع والشرّور على الأمة الإسلاميّة انحدار السيول العارِمة على السهول لا يقف في وجهها شيء، حتى أطبقت على العالم الإسلامي شعوبـًا وحُكّامـًا إلاّ القليل .
حتى أتى الله بشيخ الإسلام ابن تيميّة ـ رحمه الله ـ فصال على أهل البدع صولات وجولات بالحجج والبراهين من الكتاب والسنّة ومنهج السلف الصّالح أيقظ بها الأمّة من سُباتها وأنقذ الله به من شاء من عبادِه .
ثم حصل التساهل، فعادت تلك السيول المتدفِّقة بالشرور والبدع والضلال والشرك؛ فهيّأ الله لصدّها عن الأمّة الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهّاب، فصال على أهل البدع والضلال وجال بالحجج والبراهين وبالسيف والسِّنان حتى أعاد للإسلام جِدّته وللتوحيد نضارته وللسنّة بهجَتَها ونقاءها .
فأعدّ أهل البدع والأهواء العُدّة وتسلّلوا في الظّلام، ولم يأتوا كأسلافهم علانية وإنّما تحت ستار المسكنة وتحت ستار السلفيّة، وشرعوا ينفثون سمومَهم كالأفاعي الرُّقْط؛ بالتدريج والتدرُّج والكيد والمكْر والتَّقِيَّة، وتحت ستار الغيرة على الإسلام، وتحت ستار وجوب التعاوُن بين المسلمين ضدّ أعدائهم من النصارى واليهود والحداثِيّين والعلمانِيّين؛ وهم ينفثون سمومهم خلال الدّروس والمؤلَّفات، والمناهج والشعارات البرّاقة؛ التي تخلب قلوب كثير وكثير من الصّغار والشّباب، وحتى الشيّب .
وكان من ثمار كيدهم وأساليبهم السّالفة الذّكر رسائل وكتب ومواقف.
منقوا من هنا :
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=286406
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=286406