بسم الله الرحمن الرحيم
من كتاب الطبقات لما حصل بعد موت شيخنا الإمام الوادعي -رحمه الله- في الدعوة السلفية باليمن من الحالات . للشيخ العلامة المحدث الفقيه الناصح الأمين يحيى الحجوري حفظه الله تعالى :
...........وربما كان الجرح لأهل الباطل شديدًا كما في ترجمة عمران بن مسلم الفزاري من الميزان قال: أبوأحمد الزبيري رافضي كأنه جرو كلب، قال الذهبي قلت: خراء الكلاب كالرافضي.
وأخرج مسلم في مقدمة صحيحه (1/27) فقال حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن قهزاذ قال سمعت أبا إسحق الطّالقانيّ يقول سمعت ابن المبارك يقولا لو خيّرت بين أن أدخل الجنّة وبين أن ألقى عبد اللّه بن محرّرٍ لاخترت أن ألقاه ثمّ أدخل الجنّة فلمّا رأيته كانت بعرة أحبّ إليّ منه وسنده حسن
وفي ترجمة المغيرة بن سقلاب من ميزان الاعتدال قال لآبار سألت علي بن ميمون الرقي عن المغيرة بن سقلاب فقال: كان لا يساوي بعرة وقال بعض الأئمة في أبي الصلت الهروي أكذب من روث حمار الدجال وقيل في عددٍ منهم لا يساوي فلسًا انظر ترجمة أحمد بن الوليد المخرمي من «الضعفاء» لابن الجوزي وترجمة أحمد بن علي بن أبي غالب الخياط وعمرو بن صهبان وعبدالله بن أبي راود وغيرهم من «الميزان» للذهبي.
ومما يحسن ذكره في هذا المقدمة قصيدة الإمام شيخ الإسلام أبي الطاهر أحمد بن محمد السلفي -رحمه الله- من باب قول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إن في الشعر لحكمة)):
قال الإمام الذهبي -رحمه الله- سير أعلام النبلاء (ج21 ص 29): أنبأني أحمد بن سلامة عن الحافظ عبدالغني بن سرور أنشدنا أبوطاهر لسلفي لنفسه في رجب سنة ست وستين وخمس مئة.
دعوني عن أسانيد الضلال
وهاتوا من أسانيد عوالي
رخاص ثم أهل الجهل طرًّا
وعند العارفين بها غوالي
عن أشياخ الحديث وما رواه
إمام في العلوم على الكمال
كمالك أو كمعمر المزكى
وشعبة أو كسفيان الهلالي
وسفيان العراق وليث مصر
فقدما كان معدوم المثالي
والأوزاعي فهو له بشرع الـ
ـنبي المصطفى أوفى اتصال
ومسعر الذي في كل علم
يشار كذا إليه كالهلال
وزائدة وزد أيضا جريرا
فكل منهما رجل النضال
وكابن مبارك أو كابن وهب
وكالقطان ذي شرف وحال
وحماد وحماد جميعا
وكابن الدستوائي الجمال
وبعدهم وكيع وابن مهدي
المهدي في كل الخلال
ومكي ووهب والحميدي
عبدالله ليث ذي صيال
وضحاك عقيب يزيد أعني
ابن هارون المحقق في الخصال
كذاك طيالسيا البصرة اذكر
فما روياه من أثر لآلي
وعفان نعم وأبونعيم
حميدا الحال مرضيا الفعال
ويحيى شيخ نيسابور ثم الـ
ـإمام الشافعي المقتدى لي
كذاكم ابن خالد المكنى
أبا ثور وكان حوى المعالي
وأيضا فالصدوق أبو عبيد
فأعلام من أرباب المقال
كيحيى وابن حنبل المعلى
بمعرفة المتون وبالرجال
وإسحاق1 التقي وفتى نجيح
وعبدالله ذي مدح طوال
وعثمان الرضي أخيه أيضا
وكالطوسي ركن الابتهال
وكالنسووي أعنيه زهيرا
ويعرف بابن حرب في المجال
وكالذهلي شمس الشرق عدل
يعدله المعادي والموالي
وأصحاب الصحاح الخمسة اعلم
رجال في الشريعة كالجبال
وكابن شجاع البلخي ثم الـ
ـسمرقندي من هو رأس مالي
وبوشنجيهم ثم ابن نصر
بمرو مقدم فيهم ثمال
وبالري ابن وارة ذو افتنان
وترباه كذاك على التوالي
كذاك ابن الفرات وكان سيفا
على البدعي يطعن كالألال
كذا الحربي أحربه وحرب
ابن إسماعيل خير ذو منال
ويعقوب ويعقوبان أيضا2
سواه وابن سنجر الثمال
وصالح الرضي وأخوه منهم
كذاك الدارمي أخو المعالي
وصالح الملقب وابن عمرو
دمشقي حليم ذو احتمال
ونجل جرير إذ توفي وتربي
مناقبه على عدد الرمال
كذا ابن خزيمة السلمي ثم إبـ
ـن مندة مقتدى مدن الجبال
وخلق تقصر الأوصاف عنهم
وعن أحوالهم حال السؤال
سموا بالعلم حين سما سواهم
لدى الجهال بالرمم البوالي
ومع هذا المحل وما حووه
فآلهم كذلك خير آل
مضوا والذكر من كل جميل
على المعهود في الحقب الخوالي
أطاب الله مثواهم فقدما
تعنوا في طلابهم العوالي
وبعد حصولها لم تصدوا
كذلك للرواية والأمالي
وتلفي الكل منهم حين يلقى
من آثار العبادة كالخلال
وها أنا شارع في شرح ديني
ووصف عقيدتي وخفي حالي
وأجهد في البيان بقدر وسعي
وتخليص العقول من العقال
بشعر لا كشعر بل كسحر
ولفظ كالشمول بل الشمال
فلست الدهر إمعة وما إن
أزل ولا أزول لذي النزال
فلا تصحب سوى السني دينا
لتحمد ما نصحتك في المآل
وجانب كل مبتدع تراه
فما إن عندهم غير المحال
ودع آراء أهل الزيغ رأسا
ولا تغررك حذلقة الرذال
فليس يدوم للبدعي رأي
ومن أين المقر لذي ارتحال
يوافي حائرا في كل حال
وقد خلى طريق الاعتدال
ويترك دائبا رأيا لرأي
ومنه كذا سريع الانتقال
وعمدة ما يدين به سفاها
فأحداث من أبواب الجدال
وقول أئمة الزيغ الذي لا
يشابهه سوى الداء العضال
كمعبد المضلل في هواه
وواصل أو كغيلان المحال
وجعد ثم جهم وابن حرب
حمير يستحقون المخالي
وثور كاسمه أو شئت فاقلب
وحفص الفرد قرد ذي افتعال
وبشر لا أرى بشرى فمنه
تولد كل شر واختلال
وأتباع ابن كلاب كلاب
على التحقيق هم من شر آل
كذاك أبوالهذيل وكان مولى
لعبد القيس قد شان الموالي
ولا تنس ابن أشرس المكنى
أبا معن ثمامة فهو غالي
ولا ابن الحارث البصري ذاك الـ
ـمضل على اجتهاد واحتفال
ولا الكوفي أعنيه ضرار بـ
ـن عمرو فهو للبصري تالي
كذاك ابن الأصم ومن قفاه
ومن أوباش البهاشمة النغال
وعمرو هكذا أعني ابن بحر
وغيرهم من أصحاب الشمال
فرأي أولاء ليس يفيد شيئا
سوى الهذيان من قيل وقال
وكل هوى ومحدثة ضلال
ضعيف في الحقيقة كالخيال
فهذا ما أدين به إلهي
تعالى عن شبيه أو مثال
وما نافاه من خدع وزور
ومن بدع فلم يخطر ببالي
ومع ذلك فلا يظن من يتصدى لنقد المبطلين أنه سيسلم من ألسن المنحرفين والحاقدين وربما أشد من ذلك ولكن الله عزوجل يقول ﴿ياأيّها الّذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون﴾ ويقول سبحانه: ﴿ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون وترجون من اللّه ما لا يرجون﴾ [آل عمران: 104] وروى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبادة بن الصّامت -رضي الله عنه- قال بايعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على السّمع والطّاعة في المنشط والمكره وأن لا ننازع الامر أهله وأن نقوم أو نقول بالحقّ حيثما كنّا لا نخاف في اللّه لومة لائمٍ أخرجه البخاري (6660ومسلم 3223).
وأخرج الإمام أحمد في مسنده (5/159) بسند حسن.
من حديث أبي ذرٍّ -رضي الله عنه- قال أمرني خليلي صلّى اللّه عليه وسلّم بسبعٍ أمرني بحبّ المساكين والدّنوّ منهم وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي وأمرني أن أصل الرّحم وإن أدبرت وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئًا وأمرني أن أقول بالحقّ وإن كان مرًّا وأمرني أن لا أخاف في اللّه لومة لائمٍ وأمرني أن أكثر من قول لا حول ولا قوّة إلا باللّه فإنّهنّ من كنزٍ تحت العرش.
قلت فالشأن كله في إخلاص العمل لله عز وجل ومتابعة ما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومعرفة الحق والباطل وأهلهما بالبرهان من كتاب الله وسنة رسوله على فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم، وأن لا يحمل المرء على ذلك هوى نفس أو متاع زائل، وملازمة العدل مع القريب والبعيد والعدو والحميم لأن الله عزوجل يقول ﴿ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى﴾ ويقول:﴿ وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى﴾ ويقول ﴿ ياأيّها الّذين ءامنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء للّه ولو على أنفسكم أو الوالدين والاقربين﴾ وليس من العدل في شيء ذلك المنهج المحدث ذكر حسنات أهل الباطل بل إن هذا غش للمسلمين وتغرير بهم وتعظيم لأهل الفتن في قلوبهم وصيانة لكرامتهم وإضعاف وتهوين من جانب التحذير منهم فنعوذ بالله من الخذلان.
وقد تولى الرد على هذه الشبهة كذلك أخونا أبو عبد الله باجمال في خلال رده على الجابري هداه الله من هنا
...........وربما كان الجرح لأهل الباطل شديدًا كما في ترجمة عمران بن مسلم الفزاري من الميزان قال: أبوأحمد الزبيري رافضي كأنه جرو كلب، قال الذهبي قلت: خراء الكلاب كالرافضي.
وأخرج مسلم في مقدمة صحيحه (1/27) فقال حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن قهزاذ قال سمعت أبا إسحق الطّالقانيّ يقول سمعت ابن المبارك يقولا لو خيّرت بين أن أدخل الجنّة وبين أن ألقى عبد اللّه بن محرّرٍ لاخترت أن ألقاه ثمّ أدخل الجنّة فلمّا رأيته كانت بعرة أحبّ إليّ منه وسنده حسن
وفي ترجمة المغيرة بن سقلاب من ميزان الاعتدال قال لآبار سألت علي بن ميمون الرقي عن المغيرة بن سقلاب فقال: كان لا يساوي بعرة وقال بعض الأئمة في أبي الصلت الهروي أكذب من روث حمار الدجال وقيل في عددٍ منهم لا يساوي فلسًا انظر ترجمة أحمد بن الوليد المخرمي من «الضعفاء» لابن الجوزي وترجمة أحمد بن علي بن أبي غالب الخياط وعمرو بن صهبان وعبدالله بن أبي راود وغيرهم من «الميزان» للذهبي.
ومما يحسن ذكره في هذا المقدمة قصيدة الإمام شيخ الإسلام أبي الطاهر أحمد بن محمد السلفي -رحمه الله- من باب قول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إن في الشعر لحكمة)):
قال الإمام الذهبي -رحمه الله- سير أعلام النبلاء (ج21 ص 29): أنبأني أحمد بن سلامة عن الحافظ عبدالغني بن سرور أنشدنا أبوطاهر لسلفي لنفسه في رجب سنة ست وستين وخمس مئة.
دعوني عن أسانيد الضلال
وهاتوا من أسانيد عوالي
رخاص ثم أهل الجهل طرًّا
وعند العارفين بها غوالي
عن أشياخ الحديث وما رواه
إمام في العلوم على الكمال
كمالك أو كمعمر المزكى
وشعبة أو كسفيان الهلالي
وسفيان العراق وليث مصر
فقدما كان معدوم المثالي
والأوزاعي فهو له بشرع الـ
ـنبي المصطفى أوفى اتصال
ومسعر الذي في كل علم
يشار كذا إليه كالهلال
وزائدة وزد أيضا جريرا
فكل منهما رجل النضال
وكابن مبارك أو كابن وهب
وكالقطان ذي شرف وحال
وحماد وحماد جميعا
وكابن الدستوائي الجمال
وبعدهم وكيع وابن مهدي
المهدي في كل الخلال
ومكي ووهب والحميدي
عبدالله ليث ذي صيال
وضحاك عقيب يزيد أعني
ابن هارون المحقق في الخصال
كذاك طيالسيا البصرة اذكر
فما روياه من أثر لآلي
وعفان نعم وأبونعيم
حميدا الحال مرضيا الفعال
ويحيى شيخ نيسابور ثم الـ
ـإمام الشافعي المقتدى لي
كذاكم ابن خالد المكنى
أبا ثور وكان حوى المعالي
وأيضا فالصدوق أبو عبيد
فأعلام من أرباب المقال
كيحيى وابن حنبل المعلى
بمعرفة المتون وبالرجال
وإسحاق1 التقي وفتى نجيح
وعبدالله ذي مدح طوال
وعثمان الرضي أخيه أيضا
وكالطوسي ركن الابتهال
وكالنسووي أعنيه زهيرا
ويعرف بابن حرب في المجال
وكالذهلي شمس الشرق عدل
يعدله المعادي والموالي
وأصحاب الصحاح الخمسة اعلم
رجال في الشريعة كالجبال
وكابن شجاع البلخي ثم الـ
ـسمرقندي من هو رأس مالي
وبوشنجيهم ثم ابن نصر
بمرو مقدم فيهم ثمال
وبالري ابن وارة ذو افتنان
وترباه كذاك على التوالي
كذاك ابن الفرات وكان سيفا
على البدعي يطعن كالألال
كذا الحربي أحربه وحرب
ابن إسماعيل خير ذو منال
ويعقوب ويعقوبان أيضا2
سواه وابن سنجر الثمال
وصالح الرضي وأخوه منهم
كذاك الدارمي أخو المعالي
وصالح الملقب وابن عمرو
دمشقي حليم ذو احتمال
ونجل جرير إذ توفي وتربي
مناقبه على عدد الرمال
كذا ابن خزيمة السلمي ثم إبـ
ـن مندة مقتدى مدن الجبال
وخلق تقصر الأوصاف عنهم
وعن أحوالهم حال السؤال
سموا بالعلم حين سما سواهم
لدى الجهال بالرمم البوالي
ومع هذا المحل وما حووه
فآلهم كذلك خير آل
مضوا والذكر من كل جميل
على المعهود في الحقب الخوالي
أطاب الله مثواهم فقدما
تعنوا في طلابهم العوالي
وبعد حصولها لم تصدوا
كذلك للرواية والأمالي
وتلفي الكل منهم حين يلقى
من آثار العبادة كالخلال
وها أنا شارع في شرح ديني
ووصف عقيدتي وخفي حالي
وأجهد في البيان بقدر وسعي
وتخليص العقول من العقال
بشعر لا كشعر بل كسحر
ولفظ كالشمول بل الشمال
فلست الدهر إمعة وما إن
أزل ولا أزول لذي النزال
فلا تصحب سوى السني دينا
لتحمد ما نصحتك في المآل
وجانب كل مبتدع تراه
فما إن عندهم غير المحال
ودع آراء أهل الزيغ رأسا
ولا تغررك حذلقة الرذال
فليس يدوم للبدعي رأي
ومن أين المقر لذي ارتحال
يوافي حائرا في كل حال
وقد خلى طريق الاعتدال
ويترك دائبا رأيا لرأي
ومنه كذا سريع الانتقال
وعمدة ما يدين به سفاها
فأحداث من أبواب الجدال
وقول أئمة الزيغ الذي لا
يشابهه سوى الداء العضال
كمعبد المضلل في هواه
وواصل أو كغيلان المحال
وجعد ثم جهم وابن حرب
حمير يستحقون المخالي
وثور كاسمه أو شئت فاقلب
وحفص الفرد قرد ذي افتعال
وبشر لا أرى بشرى فمنه
تولد كل شر واختلال
وأتباع ابن كلاب كلاب
على التحقيق هم من شر آل
كذاك أبوالهذيل وكان مولى
لعبد القيس قد شان الموالي
ولا تنس ابن أشرس المكنى
أبا معن ثمامة فهو غالي
ولا ابن الحارث البصري ذاك الـ
ـمضل على اجتهاد واحتفال
ولا الكوفي أعنيه ضرار بـ
ـن عمرو فهو للبصري تالي
كذاك ابن الأصم ومن قفاه
ومن أوباش البهاشمة النغال
وعمرو هكذا أعني ابن بحر
وغيرهم من أصحاب الشمال
فرأي أولاء ليس يفيد شيئا
سوى الهذيان من قيل وقال
وكل هوى ومحدثة ضلال
ضعيف في الحقيقة كالخيال
فهذا ما أدين به إلهي
تعالى عن شبيه أو مثال
وما نافاه من خدع وزور
ومن بدع فلم يخطر ببالي
ومع ذلك فلا يظن من يتصدى لنقد المبطلين أنه سيسلم من ألسن المنحرفين والحاقدين وربما أشد من ذلك ولكن الله عزوجل يقول ﴿ياأيّها الّذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون﴾ ويقول سبحانه: ﴿ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون وترجون من اللّه ما لا يرجون﴾ [آل عمران: 104] وروى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبادة بن الصّامت -رضي الله عنه- قال بايعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على السّمع والطّاعة في المنشط والمكره وأن لا ننازع الامر أهله وأن نقوم أو نقول بالحقّ حيثما كنّا لا نخاف في اللّه لومة لائمٍ أخرجه البخاري (6660ومسلم 3223).
وأخرج الإمام أحمد في مسنده (5/159) بسند حسن.
من حديث أبي ذرٍّ -رضي الله عنه- قال أمرني خليلي صلّى اللّه عليه وسلّم بسبعٍ أمرني بحبّ المساكين والدّنوّ منهم وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي وأمرني أن أصل الرّحم وإن أدبرت وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئًا وأمرني أن أقول بالحقّ وإن كان مرًّا وأمرني أن لا أخاف في اللّه لومة لائمٍ وأمرني أن أكثر من قول لا حول ولا قوّة إلا باللّه فإنّهنّ من كنزٍ تحت العرش.
قلت فالشأن كله في إخلاص العمل لله عز وجل ومتابعة ما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومعرفة الحق والباطل وأهلهما بالبرهان من كتاب الله وسنة رسوله على فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم، وأن لا يحمل المرء على ذلك هوى نفس أو متاع زائل، وملازمة العدل مع القريب والبعيد والعدو والحميم لأن الله عزوجل يقول ﴿ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى﴾ ويقول:﴿ وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى﴾ ويقول ﴿ ياأيّها الّذين ءامنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء للّه ولو على أنفسكم أو الوالدين والاقربين﴾ وليس من العدل في شيء ذلك المنهج المحدث ذكر حسنات أهل الباطل بل إن هذا غش للمسلمين وتغرير بهم وتعظيم لأهل الفتن في قلوبهم وصيانة لكرامتهم وإضعاف وتهوين من جانب التحذير منهم فنعوذ بالله من الخذلان.
وقد تولى الرد على هذه الشبهة كذلك أخونا أبو عبد الله باجمال في خلال رده على الجابري هداه الله من هنا