• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إلجام السفيه (رد على شمس الدين المتعصب) 3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إلجام السفيه (رد على شمس الدين المتعصب) 3

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبييه الذي اجتباه وبعد:

    فهذا رد آخر على المدعو شمس الدين بوروبي نسأل الله أن يوفقني فيه إلى إصابة الحق والصواب إنه ولي ذلك والقادر عليه.

    نشرت جريدة (الخبر) الجزائرية في عددها الصادر يوم 6 جمادى الأولى 1430 كلاما للمذكور آنفا بعنوان "عالم المدينة" جاء فيه بحديث ضعيف بنى عليه أمرا باطلا كعادته في الكلام الباطل الفارغ الذي لا يمت للعلم بصلة بل غايته أن يكون حديثا ضعيفا لف بحكم سخيف كسخافة كاتبه الذي ينبش في أنقاض الفكر المنحرف الذي كانت الجزائر غارقة فيه ثم أتاها الله بدعوة أهل السنة فجعلت تخرج شيئا فشيئا من أوحال التقليد والبدع والتعصب والخرافات فما كان من المغرضين من أمثال شمس الدين هذا إلا أن يتعلقوا بمخلفات الأفكار الجامدة المتعصبة ويدافعوا عنها ويحاولوا النيل من دعوة أهل السنة بشتى
    (والله متم نوره) .

    وإليك الحديث الذي استدل به وتخريجه :قال الإمام الألباني:
    4833 - ( يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم ؛ فلا يجدون أحداً أعلم من عالم المدينة ) .
    ضعيف
    أخرجه الترمذي (2/ 113-114) ، وابن حبان (2308) ، والحاكم (1/ 91) ، والبيهقي في "سننه" (1/ 386) ، وأحمد (2/ 299) ، وأبو نصر المري في "أخبار مالك بن أنس" (1/ 2) ، وأبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في "الأربعين" (8/ 1-2) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 175) كلهم عن سفيان ابن عيينة عن ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال الترمذي :
    "حديث حسن" ! وقال الحاكم :
    "صحيح على شرط مسلم" ! ووافقه الذهبي !
    قلت : وهو كما قالا ؛ لولا عنعنة ابن جريج وأبي الزبير ؛ فإنهما مدلسان ، لا سيما الأول منهما ؛ فإنه سيىء التدليس كما هو مشروح في ترجمته .
    وقد أعله أحمد بالوقف ، فقد ذكر ابن قدامة في "المنتخب" عنه أنه قال :
    "وأوقفه سفيان مرة ، فلم يجز به أبا هريرة" .
    وأخرج له المقدسي شاهداً من حديث زهير بن محمد أبي منذر التميمي : حدثنا عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى مرفوعاً .
    لكن زهير هذا - وهو الخراساني - كثير الغلط . والله أعلم .
    وسعيد بن أبي هند ؛ قال الحافظ :
    "ثقة ، أرسل عن أبي موسى" .أهـ (السلسلة الضعيفة)
    هذا هو الحديث الذي يبني عليه شمس الدين دينه ولا عجب فأهل الأهواء لما لم يجدوا من الأحاديث الصحيحة ما يؤيد مذاهبهم وآراءهم عمدوا إلى أحاديث ضعيفة وموضوعة وأرادوا أن يلبسوها ثوب الحديث الصحيح وأنى لهم ذلك فإن دون السنة رجالا يحمون عريشها ويبينون صحيحها من سقيمها منهم محدث العصر الشيخ الألباني رحمه الله.

    لهذا قال رجل الضلال شمس الدين عن هذا الحديث ــ وقد أورد الإمام القاضي عياض هذا الحديث في في كتابه ترتيب المدارك وحقق رواياته ووثق أسانيده وعدد طرقه وخرج من ذلك بأنه حديث مشهور صحيح ـ

    قلت : ما أجهل شمس الدين وما أبعده عن لغة العلم وما أكثر تلبيسه وتعميته على القراء يريد أن يجعل من الحديث الضعيف صحيحا ولو طار متمسحا بالقاضي عياض وما ينفعه القاضي عياض هنا فإن الحق أحب إلينا من الرجال والحق أحق أن يتبع فإذا كان الحديث ضعيفا فلا يمكن أن نجعل منه صحيحا لأن فلانا صححه ولأن فلانا ما ضعفه بل الضعيف ضعيف شاء شمس الطين أم أبى ولا يجوز لنا أن ننسب الضعيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار) بل لا يجوز لنا أن ننسب الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نشك في صحته (من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)

    وهذا الحديث كما بينه الإمام الألباني فيه :
    ـ عنعنة ابن جريج وهو سيئ التدليس ومعلوم في علم الحديث أن المدلس لا يثبت حديثه حتى يصرح بالسماع.
    ـ وأيضا عنعنة أبي الزبير وهو مدلس
    ـ أن الإمام أحمدا أعله بالوقف
    ـ أن له شاهدا لكن فيه راو كثير الغلط
    ـ زد على ذلك أن هذا الشاهد مرسل

    فحديث مثل هذا لا تقوم له قائمة ولا تكون له حجة ولا يمكن أن يحسن بكثرة الطرق لأن ضعفه شديد في الإسناد الثاني وإن كان خفيفا في الإسناد الأول إلا أنه لا يحسن لشدته في الثاني ومع هذا نرى السفيه المتعالم يحتج به وكأنه في الصحيح ولا يتورع أن يقول قال رسول الله دون تثبت من صحة ما ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا هو من فرسان هذا الميدان ليخرج الحديث بنفسه ولا هو سأل من هو أعلم منه بل وجد حديثا وافق هواه فجعله حجة على كل من نزع حبل التقليد من عنقه لهذا نقل أقوالا في تفسير هذا الحديث على أن المراد به هو الإمام مالك ثم قال:
    ــ لما ثبتت هذه المنقبة للإمام مالك وشهد بها الناس من أهل المدينة وغيرها وأقر بها المالكية وغيرهم من أئمة المذاهب الأخرى انكب المغاربة على المذهب المالكي بعقولهم وقلوبهم ومكنوا به في بلادهم وفي أنفسهم فسكن بها وقر فيها إلى الآن ــ

    هكذا كأن المغاربة أولى بالحق من غيرهم وكأن من لم ينكب على المذهب المالكي فقد خالف الصواب وضل ضلالا مبينا ، وهنا أقول: إعلم أيها الضليل أن الإمام مالك نفسه الذي تتمسح به وتتلمع بذكر اسمه قد نهانا عن تقليده وتقليده غيره بل أمرنا باتباع ما دل عليه الدليل لا بلزوم مذهب بعينه لا نحيد عنه وإليك بيان ذلك:

    1 – قال الإمام مالك: ( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 32 )

    2 - وقال ( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 91 )

    3 - قال ابن وهب : سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال : ليس ذلك على الناس . قال : فتركته حتى خف الناس فقلت له : عندنا في ذلك سنة فقال : وما هي قلت : حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه . فقال : إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع . ( مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32 )
    هذا ما أمرنا به الإمام مالك وهذا هو الإمام مالك يأمر الناس بترك قوله إذا خالف الكتاب والسنة فالعبرة بموافقة الحق لا بقول فلان وعلان
    فماذا أنت قائل يا شمس الدين والراد عليك هو الإمام مالك نفسه ، ثم إني أرى لك أن تستمر في تأنيس العوانس فهذا خير لك من أن تقحم نفسك في معركة لا قبل لك بها ضد قوم ما وجهوا سهامهم تقاء شخص إلى أسقطوه مهما كانت مكانته ،ذلك أن السلفيين لا يتكلمون في الشخص إلا إذا كان ضارا بدين الله مناوئا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مضلا لعباد الله فهذا لا يسكت عنه أهل السنة.

    لهذا أقف هنا معك وقفة أسألك فيها سؤالا يبين للناس عوارك إن أجبت عنه ولا أحسبك تجيب فأنت متقن لأساليب المكر والتلون والخداع والتهرب والخروج عن موطن النزاع. وعلى كل سؤالي لك هو :
    [ قد ثبت عن الإمام مالك بن أنس رحمه الله أنه أنه سأل عن الإستواء فقيل له كيف استوى فقال:"الإستواء معلوم والكيف مجهول والتصديق به واجب والسؤال عنه بدعة ولا أظنك إلا مبتدعا" ثم أمر به فأخرج]

    فما موقف شمس الدين من هذا الأثر الصحيح الثابت عن الإمام مالك الذي لا يفتأ يتغنى بذكر اسمه ويدعي اتباعه ولزوم مذهبه ،هل يوافقه فيكون بذالك مخالفا لعقيدته الأشعرية التى يدافع عنها ويلمز أهل السنة بأبشع الألقاب من أجلها أو يخالفه فيكون بذلك مخافا لإمامه الذي يدعوا الناس إلى تقليده ولزوم مذهبه، إن كنت تريد لزوم مذهبه فازمه في الأصول قبل أن تلزمه في الفروع ، وعلى كل حال نحن في انتظار جوابك .

    هذه واحدة والثانية: أن علماء المالكية الذين يتبعون ولا يقلدون قد نهوا عن التقليد وأوجبوا الإتباع والفرق بينهما أن التقليد هو قبول قول المقلَد بلا دليل أما الإتباع فهو الأخذ بقول العالم الذي يورد الدليل بأن لا يلزم المسلم أقوال إمام بعينه بل يأخذ من أقوال الأئمة بما وافق الدليل فكل إمام يخطأ ويصيب.

    قال المزني رحمه الله :"يقال لمن حكم بالتقليد :هل لك حجة فيما حكمت به ؟ فإن قال نعم أبطل التقليد لأن الحجة أوجبت ذلك عنده لا التقليد. فإن قال حكمت فيه بغير حجة، قيل له: فلم أرقت الدماء ةأبحت الفروج وأتلفت الأموال وقد حرم الله ذلك إلا بحجة قال الله عز وجل (إن عندكم من سلطان بهذا) أي من حجة بهذا؟ فإن قال: أنا أعلم أني قد أصبت وإن لم أعرف الحجة لأني قلدت كبيرا من العلماء وهو لا يقول إلا بحجة خفيت علي. قيل له: إذا جاز تقليد معلمك لأنه لا يقول إلا بحجة خفيت عليك فتقليد معلم معلمك أولى لأنه لا يقول إلا بحجة خفيت على معلمك كما لم يقل معلمك إلا بحجة خفيت عليك. فإن قال نعم ترك تقليد معلم معلمه وكذلك من هو أعلى حتى ينتهي إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أبى ذلك نقض قوله و قيل له: كيف يجوز تقليد من هو أصغر وأقل علما ولا يجوز تقليد من هو أكبر و أكثر علما؟! وهذا يتناقض، فإن قال لأن معلمي وإن كان أصغر فقد جمع علم من فوقه إلى علمه فهو أبصر بما أخذ وأعلم بما ترك، قيل له: كذلك من تعلم من معلمك فقد جمع علم معلمك وعلم من فوقه إلى علمه فيلزمك تقليده وترك تقليد معلمك وكذلك أنت أولى أن تقلد نفسك من معلمك لأنك جمعت علم معلمك وعلم من فوقه إلى علمك فإن فاد قوله جعل الأصغر ومن يحدث من صغار العلماء أولى بالتقليد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك الصاحب عنده يلزمه تقليد التابع والتابع من دونه في قياس قوله والأعلى الأدنى أبدا وكفى بقول يؤول إلى هذا قبحا وفسادا"أهـ (خرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه 2/69)

    وقال ابن خويز منداد المالكي :"التقليد في الشرع الرجوع إلى قول لا حجة لقائله عليه وهذا ممنوع منه في الشريعة والإتباع ما ثبت عليه الحجة"
    وقال :"كل من اتبعت قوله من غير أن يجب عليك قبوله لدليل يوجب ذلك فأنت مقلد والتقليد في دين الله غير صحيح وكل من أوجب عليك الدليل اتباع قوله فأنت متبعه، والإتباع في التقليد مسوغ والتقليد ممنوع" (جامع بيان العلم وفضله)

    أرأيت يا شمس الدين من يرد عليك إنه المزني وابن خويز منداد أفأنت راجع إلى الحق وتارك ما وجدت عليه آبائك فإن هذا هو الواجب عليك أم أنك جامد على ما أنت عليه من الضلال المبين فليس لك حينئذ إلا سياط المذلة.
    ولي عليك إن شاء الله كرّ وعود
    والحمد لله رب العالمين
يعمل...
X