جناية أبي الحسن على الأصول السلفية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإن فتنة أبي الحسن لفتنة عظيمة، تلك الفتنة التي سعى هو في إثارتها وجد في تأجيجها وساعد على استفحالها إحسان الظن بمثيرها لعله يتذكر أو يخشى، فتنطفئ نار فتنته ويرد الجميل بالجميل، ولم يكن يعلم أولئك الذين أحسنوا به الظن واتسعت آمالهم في رجوعه إلى الحق أن الأمر قد بيت بليل وأن لسان حاله يقول:
خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري.
فباض وفرخ وظن أن الشباب السلفي في اليمن والشام والإمارات ومصر وسائر البلدان كما صرح بذلك ظن أنهم أسلموا أزمتهم وانقادوا طوعاً لإشارته.
فجهر بما كان يسر وأعلنها دعوة صريحة إلى الفرقة لا يخشى في الباطل لومة لائم، وأطال لسانه بالكلام الكثير والطعون الظالمة الشنيعة في أعراض من أدركوا تجاوزاته التي نالت الصحابة والعلماء وطلاب العلم والدعوة السلفية وأصولها العظيمة، وقدمت له النصائح فيستخف بالناصحين ونصائحهم ويتخذ منهم خصوماً ويجعل صوابهم خطأ وحقهم باطلاً وباطله حقاً.
وأرغى وأزبد بكلام مؤذ في عدد من الأشرطة فرأيت أن أستعرض بعض الأشرطة التي سجل فيها كلامه فهالني ما رأيت وسمعت من باطل وظلم ومخالفات لنصوص الشريعة وآدابها، فناقشته في بعض أقواله في كتيبات، واستخرجت من كلامه قواعده وأصوله الفاسدة التي يتباهى بها ويتطاول بها على أهل السنة والحق، تلك الأصول التي انضم بها إلى ركب أهل الأهواء.
فهاكموها أيها القراء الطالبين للتمييز بين الحق والباطل والتمييز بين أهل الهدى وأهل الهوى.
1- أبو الحسن يدعي أنه لا يقول بمنهج الموازنات وهو يسير عليه ويعمل به في حق أهل البدع على طريقة عدنان عرعور ولا يعمل به فيمن يخاصمهم من أهل السنة، ويدعو إلى الأنصاف ولا ينصفهم، ويصفهم بأبشع الأوصاف، فيقول في وصفهم إنهم هدامون ومفسدون وأهل بغي وطغيان وأراذل وأصاغر وأقزام وأعداء الدعوة السلفية وخصومها إلى غير ذلك من الأوصاف الظالمة.
2- أبو الحسن يقول بحمل المجمل على المفصل في حق من يقول بالحلول ووحدة الوجود وغيرها وفي حق أهل الظلم والبغي على طريقة عبد الله عزام وعدنان عرعور والقطبيين؛ وهو لا يقصد المجمل والمبين المعروف عند الأصوليين، ولا يطبقه مثل تطبيقاتهم ويجعل النص والظاهر من كلام أهل الباطل والانحراف من المجملات مهما بلغ من الصراحة والظهور في الباطل و يحارب من يقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويسيرون على نهج السلف في نقد أهل البدع والأهواء ويرميهم بالغلو إلى أخر الألفاظ القبيحة والتهم الشنيعة
3- أبو الحسن له معرفة بالجرح والتعديل، ولكنه يخالف أهل الحديث في تطبيق قواعده سائراً في ذلك على طريقة عدنان عرعور والأخوان المسلمين والقطبيين، ثم فهو لا يأخذ بها في حق كثير من أهل الأهواء والباطل ولا يقول في خصومته لأهل السنة بتقديم الجرح المفسر على التعديل المبهم ولا يقبل جرح العالم الثقة الذي لا يعارضه عالم آخر بتزكية ذلك الشخص المجروح
4- أبو الحسن يسير على منهج عدنان وغيره من أهل الباطل في رد الحق بدعوى أنه يأخذ بأصل التثبت فيقول :" أنا لا أقبل الكلام في أي شخص سواءً كان هذا الكلام في كتاب أو سمعته في شريط حتى أسمعه من الشخص المتكلم فيه أو اقرأه في كتابه"، ويرد فتاوى وأحكام العلماء الثقات القائمة على الأدلة بهذا الأسلوب الفاسد حتى لو سمع المتكلم أو قرأه من كتابه، ثم يقبل كلام من لعله مجهول أو فاسق أو كاذب، والحق أنَّ تثبته المزعوم إنما هو لرد الحق لا من أجل الوصول إليه، ولا لرد الباطل.
5- فرحه وافتخاره بما حصل بسبب فتنته من الفرقة والاختلاف بين السلفيين، وزعمه أن هذه الفرقة محمودة مخالفاً بذلك كتاب الله وسنة رسوله وإجماع المسلمين في ذم الفرقة والاختلاف.
6- أبو الحسن يدعي أنه وأهل السنة( ) من أصحاب الدليل ولا يقبلون إلا الدليل
ثم تراه في قضايا الخلاف يخالف الأدلة والأصول الإسلامية مثل قوله تعالى: (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا))، ومثل قوله تعالى:(( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله))، ومثل الأصول المعروفة في هذا الباب كقول العلماء:" لا اجتهاد مع وجود النص"، وكقولهم:" كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله "، وكقولهم :" إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل" تعظيماً للنصوص القرآنية والنبوية، وينسى تكفير شيخ الإسلام من يقلد بهواه إذا عرف أن إمامه قد خالف النص من كتاب الله وسنة رسوله.
7- أبو الحسن كثير التلبيس والتأويلات الفاسدة للكلام الصريح أو الظاهر الذي يصدر منه أو ممن يتولاهم ويدافع عنهم، ومن تابع أشرطته يجد هذا المنهج واضحاً فيها ويجد الأمثلة الكثيرة فيها وهذه أمور خطيرة جداً على المنهج السلفي، ويخاف أن يأتي في المستقبل بما هو أدهى وأمر من هذه الدواهي، ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
8- أبو الحسن يسير على طريقة عدنان عرعور في الأخذ بالقاعدة الفاسدة "نصحح الأخطاء ولا نهدم الأشخاص"، وهذه بعينها هي قاعدة عدنان " نصحح ولا نجرح" لكنه يهدم أهل الحق ولا يقدم تصحيحاً لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
9- يفوق عدنان عرعور في الدعاوى العريضة فيقول:" نحن أهل السنة، منهجنا كذا، وأصولنا كذا، وفعلت كذا، وسأفعل كذا..." مما يخيل للقارئ أن هذا الرجل وصل إلى درجة ابن تيمية وأمثاله في سعة العلم والاطلاع، ثم يكشف الله حاله على لسانه فيقول ويكتب ويطلب من الناس أن يجمعوا له النصوص والأقوال التي لا يبعد أن يكون لا يعرف مصادرها ولم يطلع عليها، فأين التواضع الذي هو من سمت العلماء العاملين.
10- أبو الحسن يسير على طريقة مذمومة وهي أنه يعتقد ثم يستدل، فهو يقع في الباطل ثم يذهب يبحث عن المخارج من أخطاء وشبهات البشر، فحاله كحال متتبعي الرخص، وتتبع الرخص مذموم.
11- أبو الحسن نهج نهجاً خطيراً في حربه لأهل السنة وهو التأليب والتهييج ومناداة من يسميهم بأهل السنة بالالتفاف حول الدعوة وهو يقصد تحزيبهم وتكتيلهم حول شخصه.
12- قوله:" نريد منهجا واسعاً أفيح يسع الأمة، يسع أهل السنة والأمة كلها" وهو يريد القاعدة المشهورة " نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلافنا فيه"وكنت في مناقشة سابقة قلت: "يحتمل كذا ويحتمل أنه يريد ما يريده الإخوان المسلمون"، ثم بعد دراستي لمشاكله وأقواله اتضح لي أنه يريد هذه القاعدة التي وسعت الأمة، ويؤكد ذلك أنه ضاق ذرعاً بمنهج أهل السنة والجماعة لأنه يحتاج إلى صبر وصمود في مواجهة المحن ومواجهة أهل البدع وهو لا يطيق ذلك، فأراد أن يتبحبح ويتوسع ويتحرر من أعباء المنهج السلفي الثقيلة التي لا يحملها إلا الصادقون من الرجال كما قال الله تعالى:(( ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)).
13- يسيء أبو الحسن استخدام المصالح والمفاسد، فهو ينادي كثيراً بها ثم يطبقها بدون مراعاة لشروطها، مثل :
أ- أن لا تكون المصلحة مصادمة لنص أو إجماع.
ب- أن تعود على مقاصد الشريعة بالصيانة والحفظ ومن هذه المقاصد حفظ الدين والعرض والمال.
ج- أن لا تكون في الأحكام الواجبة مثل وجوب الواجبات وتحريم المحرمات.
14- كثرة التناقضات والاضطراب في كلامه.
15- التوسع في الكلام الذي لا يخرج عن المثل " تسمع جعجعة ولا ترى لها طِحنا" اللهم إلا طحن الباطل.
16- أبو الحسن يسير على طريقة القطبيين وعدنان عرعور وغيرهم في الطعن في من ينتقدونهم بحق، بأنهم يتدخلون في النيات والضمائر، وأنهم أهل تشهير وحقد وبغض وهو يكثر من هذا، وهذا من الإرهاب الفكري الذي يستخدمونه ضد أهل الحق ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
17- أبو الحسن يتباهى بالكثرة ولو كانت خيالية، ويريد أن يناطح بهذه الكثرة الحجج والبراهين التي تدين أباطيله، ويريد أن يواجه العلماء بهذه الكثرة المزعومة من المتحزبين له بالباطل وهم قلة، ومن المخدوعين الذين سيرفضونه ويرفضون باطله أن شاء الله إذا تبين لهم الحق.
وينسى أبو الحسن يتظاهر به من دعاوى أنه من أصحاب الدليل ولا يقبل من الأقوال إلا ما قام عليه الدليل
18- أ- أبو الحسن يسير على طريقة الحزبيين في إعلان مخالفة العلماء بغير دليل فيكابر ويعاند بجهله وهواه كبار أئمة الإسلام في إحدى القضايا الخطيرة فلقد حكم الأئمة شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب والإمام ابن باز رحمهم الله بأن من كفر معظم أصحاب النبي أو فسقهم بأنه كافر وقد سبقهم إلى تكفير هذا النوع الروافض كثير من السلف الصالح لأنه خالف أمراً معلوماً من الدين بالضرورة وأدلتهم على ذلك الكتاب والسنة واتفاق أهل السنة فجاء أبو الحسن يخالفهم في الاستدلال والحكم ويقول لابد من إقامة الحجة وتوفر شروط التكفير ولقد بينت له خطأه هذا كتابة ومشافهة وهو يعلم أن شيخ الإسلام كفر من لا يكفر هذا الصنف من الروافض فلم يأبه بنصحي ولم يأبه بحكم شيخ الإسلام ابن تيمية وأصر على طبع كتابه الطبعة تلو الطبعة والنشر تلو النشر إلى ثلاث طبعات خلال ما يقرب من خمس سنوات فعلام يدل هذا العناد ؟.
وبعد هذا العناد الطويل والاعتداد بكتابه الذي يحمل هذه الطامة وغيرها إلى الآن.
قال وهو رافع الرأس لا تحس منه بندم ولا خجل :"قد عدلت هذا في كتابي".
بدون بيان السبب لهذا التعديل ولا بيان الحجة التي دفعته إلى هذا التعديل، وإني أكاد أجزم بما عندي من القرائن ومن دراستي لأقواله وأحواله وأحوال أمثاله أنه ما قام بهذا التعديل إلا مكراً ليستمر في حرب أهل السنة في صورة إنسان تائب بريء فهذا التراجع يشبه تراجع عدنان عرعور وأمثاله من المغالطين المعاندين، وهو وإن تظاهر بالتراجع في هذا الأمر لكنه لم يتراجع عن هذا المنهج الفاسد.
18- ب- كان أبو الحسن يعاند بجهل وهوى الشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد الله بن غديان والشيخ صالح آل الشيخ والشيخ ربيع والشيخ عبد الله الدويش والشيخ محمد أمان والشيخ إسماعيل الأنصاري وعدد كبير من علماء المنهج السلفي، يخالف أبو الحسن كل هؤلاء العلماء الذين أدانوا سيد قطب بوحدة الوجود والحلول ويتأول له التأويلات الباطلة ويصر على أنه لا يقول بقول الصوفية في الحلول ووحدة الوجود، ويقول لو اعتقدت فيه أنه يقول بقول الصوفية في الحلول ووحدة الوجود لكفرته، ثم لما اعتقد أنه يقول بقول الصوفية لم يكفره!!!! فبماذا يفسر هذا.
ثم الآن يدعي أنه تراجع في موضوع سيد قطب فلماذا كان يعاند ويكابر بجهل أحكام هؤلاء العلماء القائمة على الأدلة والبراهين ولم يكفه هذا حتى رماهم بالغلو وزاد على ذلك تنـزيل أحاديث رسول الله في الخوارج عليهم.
أليس كل ذلك يدل على أنه يسير على منهج فاسد وأنه متبع لهواه.
أما كان يعرف أنه يجب عليه قبول الحق القائم على الأدلة، فإذا كان لا يعرف ذلك أفلا كان يسعه ما يعلمه عوام المسلمين من تحريم الكلام بغير علم.
ثم هو وإن تظاهر بالتراجع عن بعض آرائه في سيد قطب فلم يتراجع عن هذا المنهج الفاسد الذي يقوده إلى هذه الفواقر ولم يتراجع عن تخطئة العلماء الذين أدانوا سيد قطب بوحدة الوجود والحلول ورميهم بالغلو.
18- ج- يعاند بجهل وهوى في قضية التصوير والاختلاط ويخالف علماء اجتهدوا ثم رجعوا إلى الصواب وإلى الأدلة الشرعية وإلى الآن هو متشبت بهذين الرأيين بجهل وهوى و تقليد أعمى في مقابلة النصوص والقواعد الشرعية
-1- وبهذا قد عرفتم حكم ابن تيمية فيمن شك في كفر من يكفر أصحاب رسول الله أو يفسقهم، فإنِّ أبا الحسن قد شك في كفرهم فهم مسلمون عند أبي الحسن حتى تقام عليهم الحجة، وتتوفر فيهم شروط التكفير.
وهل أبو الحسن أقام عليهم الحجة؟، وهل استفاد الروافض وخاصة من كفر منهم أصحاب رسول الله من إقامة الحجج والبراهين التي تضمنتها عشرات المؤلفات التي ألفها أئمة الإسلام والسنة وعلى رأسها منهاج السنة النبوية.
-2- إن نجا أبو الحسن من حكم ابن تيمية فلن ينجو من حكم أئمة الحديث في المعاندين، قال الخطيب في الكفاية(ص229) :( قد ذكرنا في الباب الذي قبل هذا عن عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وعبد الله بن الزبير الحميدي (الحكم) في من غلط في رواية حديث وبين له غلطه فلم يرجع عنه وأقام على رواية ذلك الحديث أنه لا يكتب عنه، وإن هو رجع قبل منه وجازت روايته.
قال الخطيب: وهذا القول مذهب شعبة بن الحجاج- أيضاً- ثم ساق الخطيب إسناده إلى عبد الرحمن بن مهدي قال:" كنا عند شعبة فسئل يا أبا بسطام حديث من يترك؟؛ قال : من يكذب في الحديث، ومن يكثر الغلط، ومن يخطئ في حديث مجتمع عليه فيقيم على غلطه فلا يرجع، ومن روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون."
قال الخطيب:" وليس يكفيه في الرجوع أن يمسك عن رواية ذلك الحديث في المستقبل فحسب، بل يجب عليه أن يظهر للناس أنه كان قد أخطأ فيه وقد رجع عنه".
قال العراقي في ألفيته في هذا الصنف:
....................... ..................ثم إن
بين له غلطه فما رجع سقط عندهم حديثه جمع( )
كذا الحميدي مع ابن حنبل وابن المبارك رأوا في العمل
قال ( )وفيه نظر نعم إذا كان عناداً فيه ما ينكر ذا
وأبو الحسن له أخطاء جسيمة منها ما ناقشه فيه من يسميهم بالحدادية وعاند فيها، ومنها ما ناقشته فيه في" التنبيه" وفي "الإعانة" وعاند فيه، ومنها هذه المناهج والمذاهب التي عرضتها هنا والتي هي أصول أخطائه.
فهو معاند شديد العناد ويرفق عناده بحروب وفتن.
وإنَّ بعض ما وقع فيه ليسقطه بمقتضى منهج أئمة الإسلام، وما تظاهر بالرجوع فيه فهو ساقط به مدة عناده، وما تمادى فيه إلى الآن يرميه في هوة السقوط عند السلف، ثم إنَّ ما ذكرته هو حكم علماء المسلمين فيه وفي أمثاله من أهل الفتن والمعاندين لا حكمي.
وأخيراً هذا ما تبين لي من دراستي لعدد من أشرطة أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل المصري المأربي، ولعله قد فاتني أصول أخرى لم أنتبه لها أو لم تصل إليها دراستي، وأسأل الله أن يعينني على زيادة توضيح هذه الأصول وسوق الأدلة عليها من كلامه الكثير.
ومع هذا فالمجال مفتوح لمن يريد الدراسة، ثم بيان ما يظهر له للمسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
ربيع بن هادي المدخلي
1/3/1423هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإن فتنة أبي الحسن لفتنة عظيمة، تلك الفتنة التي سعى هو في إثارتها وجد في تأجيجها وساعد على استفحالها إحسان الظن بمثيرها لعله يتذكر أو يخشى، فتنطفئ نار فتنته ويرد الجميل بالجميل، ولم يكن يعلم أولئك الذين أحسنوا به الظن واتسعت آمالهم في رجوعه إلى الحق أن الأمر قد بيت بليل وأن لسان حاله يقول:
خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري.
فباض وفرخ وظن أن الشباب السلفي في اليمن والشام والإمارات ومصر وسائر البلدان كما صرح بذلك ظن أنهم أسلموا أزمتهم وانقادوا طوعاً لإشارته.
فجهر بما كان يسر وأعلنها دعوة صريحة إلى الفرقة لا يخشى في الباطل لومة لائم، وأطال لسانه بالكلام الكثير والطعون الظالمة الشنيعة في أعراض من أدركوا تجاوزاته التي نالت الصحابة والعلماء وطلاب العلم والدعوة السلفية وأصولها العظيمة، وقدمت له النصائح فيستخف بالناصحين ونصائحهم ويتخذ منهم خصوماً ويجعل صوابهم خطأ وحقهم باطلاً وباطله حقاً.
وأرغى وأزبد بكلام مؤذ في عدد من الأشرطة فرأيت أن أستعرض بعض الأشرطة التي سجل فيها كلامه فهالني ما رأيت وسمعت من باطل وظلم ومخالفات لنصوص الشريعة وآدابها، فناقشته في بعض أقواله في كتيبات، واستخرجت من كلامه قواعده وأصوله الفاسدة التي يتباهى بها ويتطاول بها على أهل السنة والحق، تلك الأصول التي انضم بها إلى ركب أهل الأهواء.
فهاكموها أيها القراء الطالبين للتمييز بين الحق والباطل والتمييز بين أهل الهدى وأهل الهوى.
1- أبو الحسن يدعي أنه لا يقول بمنهج الموازنات وهو يسير عليه ويعمل به في حق أهل البدع على طريقة عدنان عرعور ولا يعمل به فيمن يخاصمهم من أهل السنة، ويدعو إلى الأنصاف ولا ينصفهم، ويصفهم بأبشع الأوصاف، فيقول في وصفهم إنهم هدامون ومفسدون وأهل بغي وطغيان وأراذل وأصاغر وأقزام وأعداء الدعوة السلفية وخصومها إلى غير ذلك من الأوصاف الظالمة.
2- أبو الحسن يقول بحمل المجمل على المفصل في حق من يقول بالحلول ووحدة الوجود وغيرها وفي حق أهل الظلم والبغي على طريقة عبد الله عزام وعدنان عرعور والقطبيين؛ وهو لا يقصد المجمل والمبين المعروف عند الأصوليين، ولا يطبقه مثل تطبيقاتهم ويجعل النص والظاهر من كلام أهل الباطل والانحراف من المجملات مهما بلغ من الصراحة والظهور في الباطل و يحارب من يقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويسيرون على نهج السلف في نقد أهل البدع والأهواء ويرميهم بالغلو إلى أخر الألفاظ القبيحة والتهم الشنيعة
3- أبو الحسن له معرفة بالجرح والتعديل، ولكنه يخالف أهل الحديث في تطبيق قواعده سائراً في ذلك على طريقة عدنان عرعور والأخوان المسلمين والقطبيين، ثم فهو لا يأخذ بها في حق كثير من أهل الأهواء والباطل ولا يقول في خصومته لأهل السنة بتقديم الجرح المفسر على التعديل المبهم ولا يقبل جرح العالم الثقة الذي لا يعارضه عالم آخر بتزكية ذلك الشخص المجروح
4- أبو الحسن يسير على منهج عدنان وغيره من أهل الباطل في رد الحق بدعوى أنه يأخذ بأصل التثبت فيقول :" أنا لا أقبل الكلام في أي شخص سواءً كان هذا الكلام في كتاب أو سمعته في شريط حتى أسمعه من الشخص المتكلم فيه أو اقرأه في كتابه"، ويرد فتاوى وأحكام العلماء الثقات القائمة على الأدلة بهذا الأسلوب الفاسد حتى لو سمع المتكلم أو قرأه من كتابه، ثم يقبل كلام من لعله مجهول أو فاسق أو كاذب، والحق أنَّ تثبته المزعوم إنما هو لرد الحق لا من أجل الوصول إليه، ولا لرد الباطل.
5- فرحه وافتخاره بما حصل بسبب فتنته من الفرقة والاختلاف بين السلفيين، وزعمه أن هذه الفرقة محمودة مخالفاً بذلك كتاب الله وسنة رسوله وإجماع المسلمين في ذم الفرقة والاختلاف.
6- أبو الحسن يدعي أنه وأهل السنة( ) من أصحاب الدليل ولا يقبلون إلا الدليل
ثم تراه في قضايا الخلاف يخالف الأدلة والأصول الإسلامية مثل قوله تعالى: (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا))، ومثل قوله تعالى:(( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله))، ومثل الأصول المعروفة في هذا الباب كقول العلماء:" لا اجتهاد مع وجود النص"، وكقولهم:" كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله "، وكقولهم :" إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل" تعظيماً للنصوص القرآنية والنبوية، وينسى تكفير شيخ الإسلام من يقلد بهواه إذا عرف أن إمامه قد خالف النص من كتاب الله وسنة رسوله.
7- أبو الحسن كثير التلبيس والتأويلات الفاسدة للكلام الصريح أو الظاهر الذي يصدر منه أو ممن يتولاهم ويدافع عنهم، ومن تابع أشرطته يجد هذا المنهج واضحاً فيها ويجد الأمثلة الكثيرة فيها وهذه أمور خطيرة جداً على المنهج السلفي، ويخاف أن يأتي في المستقبل بما هو أدهى وأمر من هذه الدواهي، ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
8- أبو الحسن يسير على طريقة عدنان عرعور في الأخذ بالقاعدة الفاسدة "نصحح الأخطاء ولا نهدم الأشخاص"، وهذه بعينها هي قاعدة عدنان " نصحح ولا نجرح" لكنه يهدم أهل الحق ولا يقدم تصحيحاً لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
9- يفوق عدنان عرعور في الدعاوى العريضة فيقول:" نحن أهل السنة، منهجنا كذا، وأصولنا كذا، وفعلت كذا، وسأفعل كذا..." مما يخيل للقارئ أن هذا الرجل وصل إلى درجة ابن تيمية وأمثاله في سعة العلم والاطلاع، ثم يكشف الله حاله على لسانه فيقول ويكتب ويطلب من الناس أن يجمعوا له النصوص والأقوال التي لا يبعد أن يكون لا يعرف مصادرها ولم يطلع عليها، فأين التواضع الذي هو من سمت العلماء العاملين.
10- أبو الحسن يسير على طريقة مذمومة وهي أنه يعتقد ثم يستدل، فهو يقع في الباطل ثم يذهب يبحث عن المخارج من أخطاء وشبهات البشر، فحاله كحال متتبعي الرخص، وتتبع الرخص مذموم.
11- أبو الحسن نهج نهجاً خطيراً في حربه لأهل السنة وهو التأليب والتهييج ومناداة من يسميهم بأهل السنة بالالتفاف حول الدعوة وهو يقصد تحزيبهم وتكتيلهم حول شخصه.
12- قوله:" نريد منهجا واسعاً أفيح يسع الأمة، يسع أهل السنة والأمة كلها" وهو يريد القاعدة المشهورة " نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلافنا فيه"وكنت في مناقشة سابقة قلت: "يحتمل كذا ويحتمل أنه يريد ما يريده الإخوان المسلمون"، ثم بعد دراستي لمشاكله وأقواله اتضح لي أنه يريد هذه القاعدة التي وسعت الأمة، ويؤكد ذلك أنه ضاق ذرعاً بمنهج أهل السنة والجماعة لأنه يحتاج إلى صبر وصمود في مواجهة المحن ومواجهة أهل البدع وهو لا يطيق ذلك، فأراد أن يتبحبح ويتوسع ويتحرر من أعباء المنهج السلفي الثقيلة التي لا يحملها إلا الصادقون من الرجال كما قال الله تعالى:(( ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)).
13- يسيء أبو الحسن استخدام المصالح والمفاسد، فهو ينادي كثيراً بها ثم يطبقها بدون مراعاة لشروطها، مثل :
أ- أن لا تكون المصلحة مصادمة لنص أو إجماع.
ب- أن تعود على مقاصد الشريعة بالصيانة والحفظ ومن هذه المقاصد حفظ الدين والعرض والمال.
ج- أن لا تكون في الأحكام الواجبة مثل وجوب الواجبات وتحريم المحرمات.
14- كثرة التناقضات والاضطراب في كلامه.
15- التوسع في الكلام الذي لا يخرج عن المثل " تسمع جعجعة ولا ترى لها طِحنا" اللهم إلا طحن الباطل.
16- أبو الحسن يسير على طريقة القطبيين وعدنان عرعور وغيرهم في الطعن في من ينتقدونهم بحق، بأنهم يتدخلون في النيات والضمائر، وأنهم أهل تشهير وحقد وبغض وهو يكثر من هذا، وهذا من الإرهاب الفكري الذي يستخدمونه ضد أهل الحق ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
17- أبو الحسن يتباهى بالكثرة ولو كانت خيالية، ويريد أن يناطح بهذه الكثرة الحجج والبراهين التي تدين أباطيله، ويريد أن يواجه العلماء بهذه الكثرة المزعومة من المتحزبين له بالباطل وهم قلة، ومن المخدوعين الذين سيرفضونه ويرفضون باطله أن شاء الله إذا تبين لهم الحق.
وينسى أبو الحسن يتظاهر به من دعاوى أنه من أصحاب الدليل ولا يقبل من الأقوال إلا ما قام عليه الدليل
18- أ- أبو الحسن يسير على طريقة الحزبيين في إعلان مخالفة العلماء بغير دليل فيكابر ويعاند بجهله وهواه كبار أئمة الإسلام في إحدى القضايا الخطيرة فلقد حكم الأئمة شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب والإمام ابن باز رحمهم الله بأن من كفر معظم أصحاب النبي أو فسقهم بأنه كافر وقد سبقهم إلى تكفير هذا النوع الروافض كثير من السلف الصالح لأنه خالف أمراً معلوماً من الدين بالضرورة وأدلتهم على ذلك الكتاب والسنة واتفاق أهل السنة فجاء أبو الحسن يخالفهم في الاستدلال والحكم ويقول لابد من إقامة الحجة وتوفر شروط التكفير ولقد بينت له خطأه هذا كتابة ومشافهة وهو يعلم أن شيخ الإسلام كفر من لا يكفر هذا الصنف من الروافض فلم يأبه بنصحي ولم يأبه بحكم شيخ الإسلام ابن تيمية وأصر على طبع كتابه الطبعة تلو الطبعة والنشر تلو النشر إلى ثلاث طبعات خلال ما يقرب من خمس سنوات فعلام يدل هذا العناد ؟.
وبعد هذا العناد الطويل والاعتداد بكتابه الذي يحمل هذه الطامة وغيرها إلى الآن.
قال وهو رافع الرأس لا تحس منه بندم ولا خجل :"قد عدلت هذا في كتابي".
بدون بيان السبب لهذا التعديل ولا بيان الحجة التي دفعته إلى هذا التعديل، وإني أكاد أجزم بما عندي من القرائن ومن دراستي لأقواله وأحواله وأحوال أمثاله أنه ما قام بهذا التعديل إلا مكراً ليستمر في حرب أهل السنة في صورة إنسان تائب بريء فهذا التراجع يشبه تراجع عدنان عرعور وأمثاله من المغالطين المعاندين، وهو وإن تظاهر بالتراجع في هذا الأمر لكنه لم يتراجع عن هذا المنهج الفاسد.
18- ب- كان أبو الحسن يعاند بجهل وهوى الشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد الله بن غديان والشيخ صالح آل الشيخ والشيخ ربيع والشيخ عبد الله الدويش والشيخ محمد أمان والشيخ إسماعيل الأنصاري وعدد كبير من علماء المنهج السلفي، يخالف أبو الحسن كل هؤلاء العلماء الذين أدانوا سيد قطب بوحدة الوجود والحلول ويتأول له التأويلات الباطلة ويصر على أنه لا يقول بقول الصوفية في الحلول ووحدة الوجود، ويقول لو اعتقدت فيه أنه يقول بقول الصوفية في الحلول ووحدة الوجود لكفرته، ثم لما اعتقد أنه يقول بقول الصوفية لم يكفره!!!! فبماذا يفسر هذا.
ثم الآن يدعي أنه تراجع في موضوع سيد قطب فلماذا كان يعاند ويكابر بجهل أحكام هؤلاء العلماء القائمة على الأدلة والبراهين ولم يكفه هذا حتى رماهم بالغلو وزاد على ذلك تنـزيل أحاديث رسول الله في الخوارج عليهم.
أليس كل ذلك يدل على أنه يسير على منهج فاسد وأنه متبع لهواه.
أما كان يعرف أنه يجب عليه قبول الحق القائم على الأدلة، فإذا كان لا يعرف ذلك أفلا كان يسعه ما يعلمه عوام المسلمين من تحريم الكلام بغير علم.
ثم هو وإن تظاهر بالتراجع عن بعض آرائه في سيد قطب فلم يتراجع عن هذا المنهج الفاسد الذي يقوده إلى هذه الفواقر ولم يتراجع عن تخطئة العلماء الذين أدانوا سيد قطب بوحدة الوجود والحلول ورميهم بالغلو.
18- ج- يعاند بجهل وهوى في قضية التصوير والاختلاط ويخالف علماء اجتهدوا ثم رجعوا إلى الصواب وإلى الأدلة الشرعية وإلى الآن هو متشبت بهذين الرأيين بجهل وهوى و تقليد أعمى في مقابلة النصوص والقواعد الشرعية
-1- وبهذا قد عرفتم حكم ابن تيمية فيمن شك في كفر من يكفر أصحاب رسول الله أو يفسقهم، فإنِّ أبا الحسن قد شك في كفرهم فهم مسلمون عند أبي الحسن حتى تقام عليهم الحجة، وتتوفر فيهم شروط التكفير.
وهل أبو الحسن أقام عليهم الحجة؟، وهل استفاد الروافض وخاصة من كفر منهم أصحاب رسول الله من إقامة الحجج والبراهين التي تضمنتها عشرات المؤلفات التي ألفها أئمة الإسلام والسنة وعلى رأسها منهاج السنة النبوية.
-2- إن نجا أبو الحسن من حكم ابن تيمية فلن ينجو من حكم أئمة الحديث في المعاندين، قال الخطيب في الكفاية(ص229) :( قد ذكرنا في الباب الذي قبل هذا عن عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وعبد الله بن الزبير الحميدي (الحكم) في من غلط في رواية حديث وبين له غلطه فلم يرجع عنه وأقام على رواية ذلك الحديث أنه لا يكتب عنه، وإن هو رجع قبل منه وجازت روايته.
قال الخطيب: وهذا القول مذهب شعبة بن الحجاج- أيضاً- ثم ساق الخطيب إسناده إلى عبد الرحمن بن مهدي قال:" كنا عند شعبة فسئل يا أبا بسطام حديث من يترك؟؛ قال : من يكذب في الحديث، ومن يكثر الغلط، ومن يخطئ في حديث مجتمع عليه فيقيم على غلطه فلا يرجع، ومن روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون."
قال الخطيب:" وليس يكفيه في الرجوع أن يمسك عن رواية ذلك الحديث في المستقبل فحسب، بل يجب عليه أن يظهر للناس أنه كان قد أخطأ فيه وقد رجع عنه".
قال العراقي في ألفيته في هذا الصنف:
....................... ..................ثم إن
بين له غلطه فما رجع سقط عندهم حديثه جمع( )
كذا الحميدي مع ابن حنبل وابن المبارك رأوا في العمل
قال ( )وفيه نظر نعم إذا كان عناداً فيه ما ينكر ذا
وأبو الحسن له أخطاء جسيمة منها ما ناقشه فيه من يسميهم بالحدادية وعاند فيها، ومنها ما ناقشته فيه في" التنبيه" وفي "الإعانة" وعاند فيه، ومنها هذه المناهج والمذاهب التي عرضتها هنا والتي هي أصول أخطائه.
فهو معاند شديد العناد ويرفق عناده بحروب وفتن.
وإنَّ بعض ما وقع فيه ليسقطه بمقتضى منهج أئمة الإسلام، وما تظاهر بالرجوع فيه فهو ساقط به مدة عناده، وما تمادى فيه إلى الآن يرميه في هوة السقوط عند السلف، ثم إنَّ ما ذكرته هو حكم علماء المسلمين فيه وفي أمثاله من أهل الفتن والمعاندين لا حكمي.
وأخيراً هذا ما تبين لي من دراستي لعدد من أشرطة أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل المصري المأربي، ولعله قد فاتني أصول أخرى لم أنتبه لها أو لم تصل إليها دراستي، وأسأل الله أن يعينني على زيادة توضيح هذه الأصول وسوق الأدلة عليها من كلامه الكثير.
ومع هذا فالمجال مفتوح لمن يريد الدراسة، ثم بيان ما يظهر له للمسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
ربيع بن هادي المدخلي
1/3/1423هـ