بسم الله الرحمن الرحيم
اليهود
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم أما بعد:
فمنذُ بداية ظهور الإسلام إلا ونصب له اليهود والنصارى والمشركين العِداء ، وهذا يبين لك أيها المسلم أن الصراع بين الحق والباطل بين الإسلام والكفر لا يزال مستمرا حتى قيام الساعة ،
فكم حاربوا الإسلام والمسلمين وكم شوهوا سماحة الإسلام وطعنوا فيه ، وذلك أنهم يريدون كما قال الله تعالى ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )الصف8
فهذه رسالة إلى الذين يقولون إنّ اليهود والنصارى إخواننا وأنهم أصحاب دِين ، ألم يعلموا أن من لم يدخل في دِين الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم فهو كافر ومن أصحاب النار قال الله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) البينة(6) ، ويقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَالَّذي نَفسُ مُحمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بي يَهُّودِيٌّ ولا نَصرَانيٌّ من هذه الأمة ثُمَّ لا يُؤمِنُ بي إلا دَخَلَ النَّار ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، والله تعالى يقول ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) آل عمران(19) ويقول الله عز وجل ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران (85) .
إلى الذين يفتخرون باليهود والنصارى ويعظمونهم،
إلى الذين يتشبهون باليهود والنصارى ، إلى الذين يمدحونهم ويشجعونهم في ميادين الكرة وأمام شاشات التلفاز
ألم يعلموا أنّ اليهود والنصارى أعداء الله قبل أن يكونوا أعداء لنا أيها المسلمون قال الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ )الممتحنة2 ، وقال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )المائدة(51)
إلى الذين يقولون إنّ أخلاق الكفار من اليهود والنصارى ومعاملتهم أفضل من أخلاق المسلمين ومعاملتهم ، ألم يعلموا أن رأس الأخلاق وأهمها الخُلُق مع الله وهو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه ، وهذا متحقق في المسلمين دون الكافرين ، إنّ أخلاق اليهود والنصارى السيئة مع رب العالمين كافية بأن يكونوا من أصحاب النار ، فقد قالوا أن لله ولد ، تعالى الله عمّ يقول الظالمون علواً كبيراً ، قال الله ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) التوبة (30)
إنَّ اليهود أيها المسلمون تلك الأمة المشؤمة ، تلك الأمة الملعونة ، المغضوب عليها ، التي من أعظم قبائحهم أنهم قالوا إن يد الله مغلولة ، أي أنه تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا بخيل كما قال تعالى ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ) المائدة64،
وقالت اليهود عليهم لعائن الله ، إن الله فقير فأنزل الله تعالى ( لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ )آل عمران181
ومن عظيم قبائح اليهود أنهم حرفوا كلام الله المُنزّل عليهم في التوراة ، كما قال الله ( مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ)النساء46 وقال تعالى: ( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) وقال الله ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) البقرة76
إنَّ اليهود تاريخهم ملئ بالظلم والبغي والعدوان هم قتلة الأنبياء قال الله عنهم ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )البقرة61 ، انظروا استحقوا العقوبات من الله من الذِلة والصغار والغضب واللعنة وغير ذلك بكفرهم وبقتلهم الأنبياء وهم يعلمون قبح فعلهم .
اليهود آذوا نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام كما قال الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ) الأحزاب 69 ،
بل من كفرهم قالوا لموسى عليه الصلاة والسلام ( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ )المائدة 24
فكتب الله عليهم أنهم يتيهون في الأرض يسيرون دائما ولا يهتدون إلى الخروج من هذا التيه بكفرهم ، قال الله ( قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)المائدة26
اليهود مسخهم الله إلى أقبح الدوآب والحيوانات قردة وخنازير بسبب عدوانهم وكفرهم وعبادتهم الطاغوت قال الله ( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ) المائدة60 ، وقال الله ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) البقرة65
ومع هذه الجرائم والقبائح والموبقات يدّعي اليهود كذبا وزورا أن الله لن يعذبهم إلا أيام معدودة ، قال الله تعالى ( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة80-81 .
بل من قبحهم يدّعون أنهم شعب الله المختار كذبا وزورا وهذا من الكِبر قال الله ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ )المائدة18،
ومن قبائحهم أنهم يدّعون أنهم أهل الجنة قال الله ( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة111
اليهود أمة ملعونة أمة مغضوب عليها ، الحسد داءهم العُضال الذي جعلهم لا يقبلون الحق وهم يعلمون أنه الحق ، الحسد ذلكم الداء الذي جعل إبليس يستكبر للسجود لآدم حتى حقت عليه اللعنة من الله وأصبح من أصحاب النار ، والحسد جعل اليهود ينكرون رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون أنه رسول الله والبشارة في كتبهم كما قال الله ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) البقرة101
الحسد جعل اليهود يتمنون أن المسلمين كفار مثلهم قال الله ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) البقرة 9، وقال الله ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ) النساء89 ، وصدق الله إذ يقول ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى ) البقرة120
إنَّ اليهود يعتبرون من أشدّ الناس عداوة للإسلام والمسلمين كما أخبر الله عنهم ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ) المائدة82 ، وما حدث من القتل والتشريد في فلسطين وفي غزة قتلوا الأطفال والنساء والشيوخ بجميع أنواع الأسلحة دليل على شدة عداوة اليهود للإسلام والمسلمين ، يستحلون دماء العرب المسلمين وأموالهم
حصل هذا والأمة الإسلامية لا حول لها ولا قوة ، إلا من رحم الله ، وهذا يدل على غربة الإسلام فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء } .
اعلموا أيها المسلمون أنه لن يحصل عِز ولا تمكين للأمة الإسلامية إلا إذا حققنا أسباب النصر والتمكين ، كما قال الله ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) النور55 ، وقال الله ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) الانفال60 ، وقال الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) محمد7 ،
فإذا أقمنا دِين الله وحكّمنا شرعه وحققنا عبوديته وأعددنا العدة ، حقق الله لنا التمكين في الأرض فهو وعد الله الحق وعهده ( وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ) التوبة111.
فلا ينبغي للمسلم أن يدخله اليأس والقنوط مما حل بالأمة الإسلامية من التفرق والضعف والوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت ، بل يجب علينا العمل جاهدين بإقامة الدِين وإخلاص العبودية الحقه لله رب العالمين
فقد حقق الله النصر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين رغم قلة العدد والعتاد ، قال الله ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ )غافر51
هذا وعد الله المكتوب كما قال الله( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )الأنبياء105 وقال الله ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) الروم47
إنَّ المستقبل لهذا الدِين وسينتصر الإسلام بإذن الله ، رغم كيد الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم وإنفاقهم الأموال الطائلة لمحاربة الإسلام والمسلمين كما قال الله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) الأنفال 36 ،
بل وسيدخل الإسلام كل بيت كما أخبر الصادق المصدوق ، فعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلَامَ وَذُلا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ) رواه أحمد وصححه الألباني في الصحيحة 1 / 7
بل وسيقتل المسلمون اليهود ويسخر الله الشجر والحجر نصرة للإسلام والمسلمين ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال (( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ ، فَيَقْتُلَهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِنْ وَرَاء الحَجَرِ وَالشَّجَرِ . فَيَقُولُ الحَجَرُ وَالشَّجَرُ : يَا مُسْلِمُ هذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي تَعَالَ فَاقْتُلْهُ ؛ إلاَّ الغَرْقَدَ فإنَّهُ مِنْ شَجَرِ اليَهُودِ ))
وصدق الله إذ يقول ( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ) آل عمران160 ،
والحمد لله رب العالمين .
كتبه أبو عمر مختار الذماري
قرأها الشيخ حسين بن محمود الحطيبي
القائم على دار الحديث السلفية - البريقة -منطقة صلاح الدِّين - عدن
اليهود
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم أما بعد:
فمنذُ بداية ظهور الإسلام إلا ونصب له اليهود والنصارى والمشركين العِداء ، وهذا يبين لك أيها المسلم أن الصراع بين الحق والباطل بين الإسلام والكفر لا يزال مستمرا حتى قيام الساعة ،
فكم حاربوا الإسلام والمسلمين وكم شوهوا سماحة الإسلام وطعنوا فيه ، وذلك أنهم يريدون كما قال الله تعالى ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )الصف8
فهذه رسالة إلى الذين يقولون إنّ اليهود والنصارى إخواننا وأنهم أصحاب دِين ، ألم يعلموا أن من لم يدخل في دِين الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم فهو كافر ومن أصحاب النار قال الله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) البينة(6) ، ويقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَالَّذي نَفسُ مُحمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بي يَهُّودِيٌّ ولا نَصرَانيٌّ من هذه الأمة ثُمَّ لا يُؤمِنُ بي إلا دَخَلَ النَّار ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، والله تعالى يقول ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) آل عمران(19) ويقول الله عز وجل ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران (85) .
إلى الذين يفتخرون باليهود والنصارى ويعظمونهم،
إلى الذين يتشبهون باليهود والنصارى ، إلى الذين يمدحونهم ويشجعونهم في ميادين الكرة وأمام شاشات التلفاز
ألم يعلموا أنّ اليهود والنصارى أعداء الله قبل أن يكونوا أعداء لنا أيها المسلمون قال الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ )الممتحنة2 ، وقال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )المائدة(51)
إلى الذين يقولون إنّ أخلاق الكفار من اليهود والنصارى ومعاملتهم أفضل من أخلاق المسلمين ومعاملتهم ، ألم يعلموا أن رأس الأخلاق وأهمها الخُلُق مع الله وهو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه ، وهذا متحقق في المسلمين دون الكافرين ، إنّ أخلاق اليهود والنصارى السيئة مع رب العالمين كافية بأن يكونوا من أصحاب النار ، فقد قالوا أن لله ولد ، تعالى الله عمّ يقول الظالمون علواً كبيراً ، قال الله ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) التوبة (30)
إنَّ اليهود أيها المسلمون تلك الأمة المشؤمة ، تلك الأمة الملعونة ، المغضوب عليها ، التي من أعظم قبائحهم أنهم قالوا إن يد الله مغلولة ، أي أنه تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا بخيل كما قال تعالى ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ) المائدة64،
وقالت اليهود عليهم لعائن الله ، إن الله فقير فأنزل الله تعالى ( لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ )آل عمران181
ومن عظيم قبائح اليهود أنهم حرفوا كلام الله المُنزّل عليهم في التوراة ، كما قال الله ( مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ)النساء46 وقال تعالى: ( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) وقال الله ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) البقرة76
إنَّ اليهود تاريخهم ملئ بالظلم والبغي والعدوان هم قتلة الأنبياء قال الله عنهم ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )البقرة61 ، انظروا استحقوا العقوبات من الله من الذِلة والصغار والغضب واللعنة وغير ذلك بكفرهم وبقتلهم الأنبياء وهم يعلمون قبح فعلهم .
اليهود آذوا نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام كما قال الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ) الأحزاب 69 ،
بل من كفرهم قالوا لموسى عليه الصلاة والسلام ( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ )المائدة 24
فكتب الله عليهم أنهم يتيهون في الأرض يسيرون دائما ولا يهتدون إلى الخروج من هذا التيه بكفرهم ، قال الله ( قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)المائدة26
اليهود مسخهم الله إلى أقبح الدوآب والحيوانات قردة وخنازير بسبب عدوانهم وكفرهم وعبادتهم الطاغوت قال الله ( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ) المائدة60 ، وقال الله ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) البقرة65
ومع هذه الجرائم والقبائح والموبقات يدّعي اليهود كذبا وزورا أن الله لن يعذبهم إلا أيام معدودة ، قال الله تعالى ( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة80-81 .
بل من قبحهم يدّعون أنهم شعب الله المختار كذبا وزورا وهذا من الكِبر قال الله ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ )المائدة18،
ومن قبائحهم أنهم يدّعون أنهم أهل الجنة قال الله ( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة111
اليهود أمة ملعونة أمة مغضوب عليها ، الحسد داءهم العُضال الذي جعلهم لا يقبلون الحق وهم يعلمون أنه الحق ، الحسد ذلكم الداء الذي جعل إبليس يستكبر للسجود لآدم حتى حقت عليه اللعنة من الله وأصبح من أصحاب النار ، والحسد جعل اليهود ينكرون رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون أنه رسول الله والبشارة في كتبهم كما قال الله ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) البقرة101
الحسد جعل اليهود يتمنون أن المسلمين كفار مثلهم قال الله ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) البقرة 9، وقال الله ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ) النساء89 ، وصدق الله إذ يقول ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى ) البقرة120
إنَّ اليهود يعتبرون من أشدّ الناس عداوة للإسلام والمسلمين كما أخبر الله عنهم ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ) المائدة82 ، وما حدث من القتل والتشريد في فلسطين وفي غزة قتلوا الأطفال والنساء والشيوخ بجميع أنواع الأسلحة دليل على شدة عداوة اليهود للإسلام والمسلمين ، يستحلون دماء العرب المسلمين وأموالهم
حصل هذا والأمة الإسلامية لا حول لها ولا قوة ، إلا من رحم الله ، وهذا يدل على غربة الإسلام فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء } .
اعلموا أيها المسلمون أنه لن يحصل عِز ولا تمكين للأمة الإسلامية إلا إذا حققنا أسباب النصر والتمكين ، كما قال الله ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) النور55 ، وقال الله ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) الانفال60 ، وقال الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) محمد7 ،
فإذا أقمنا دِين الله وحكّمنا شرعه وحققنا عبوديته وأعددنا العدة ، حقق الله لنا التمكين في الأرض فهو وعد الله الحق وعهده ( وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ) التوبة111.
فلا ينبغي للمسلم أن يدخله اليأس والقنوط مما حل بالأمة الإسلامية من التفرق والضعف والوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت ، بل يجب علينا العمل جاهدين بإقامة الدِين وإخلاص العبودية الحقه لله رب العالمين
فقد حقق الله النصر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين رغم قلة العدد والعتاد ، قال الله ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ )غافر51
هذا وعد الله المكتوب كما قال الله( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )الأنبياء105 وقال الله ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) الروم47
إنَّ المستقبل لهذا الدِين وسينتصر الإسلام بإذن الله ، رغم كيد الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم وإنفاقهم الأموال الطائلة لمحاربة الإسلام والمسلمين كما قال الله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) الأنفال 36 ،
بل وسيدخل الإسلام كل بيت كما أخبر الصادق المصدوق ، فعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلَامَ وَذُلا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ) رواه أحمد وصححه الألباني في الصحيحة 1 / 7
بل وسيقتل المسلمون اليهود ويسخر الله الشجر والحجر نصرة للإسلام والمسلمين ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال (( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ ، فَيَقْتُلَهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِنْ وَرَاء الحَجَرِ وَالشَّجَرِ . فَيَقُولُ الحَجَرُ وَالشَّجَرُ : يَا مُسْلِمُ هذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي تَعَالَ فَاقْتُلْهُ ؛ إلاَّ الغَرْقَدَ فإنَّهُ مِنْ شَجَرِ اليَهُودِ ))
وصدق الله إذ يقول ( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ) آل عمران160 ،
والحمد لله رب العالمين .
كتبه أبو عمر مختار الذماري
قرأها الشيخ حسين بن محمود الحطيبي
القائم على دار الحديث السلفية - البريقة -منطقة صلاح الدِّين - عدن