• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدفاع عن الإمام ابن عثيمين ، الحلقة الثانية/الأخيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدفاع عن الإمام ابن عثيمين ، الحلقة الثانية/الأخيرة

    الدفاع عن الإمام ابن عثيمين
    من احتقارات المعتدين
    (الردّ على أحمد بازمول)
    (الحلقة الثانية)

    كتبه الفقير إلى الله:
    أبو فيروز عبد الرحمن بن سوكايا الإندونيسي
    الجاوي القدسي آل الطوري عفا الله عنه


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد:
    فهذه بقية أمثلة من أقوال الإمام ابن عثيمين رحمه الله الذهبية استفدت منها في القضايا المنهجية:

    قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله: فدل ذلك على أن الصدق أمره عظيم ، وأنه محل للجزاء من الله سبحانه وتعالى. إذن علينا أن نصدق ، وعلينا أن نكون صادقين ، وعلينا أن نكون صرحاء ، وعلينا أن لا نخفي الأمر عن غيرنا مداهنة أو مراءاة. كثير من الناس إذا حدث عن شيء فعله وكان لا يرضيه كذب وقال : ما فعلت. لماذا ؟ لا تستح من الخلق وتبارز الخالق بالكذب ؟! قل الصدق ولا يهمنك أحد. ("شرح رياض الصالحين"/للعثيمين/باب الصدق/تحت آيات الباب).
    هذا رد على أصحاب المداهنة.
    ومنها:
    قال رحمه الله: فللسطان بطانتان: بطانة السوء، وبطانة الخير. بطانة السوء: تنظر ماذا يريد السلطان ، ثم تزينه له وتقول : هذا هو الحق ، هذا هو الطيب، وأحسنت وأفدت، ولو كان - والعياذ بالله - من أجور ما يكون، تفعل ذلك مداهنة للسلاطين وطلباً للدنيا.
    أما بطانة الحق: فإنها تنظر ما يرضي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وتدل الحاكم عليه ، هذه هي الباطنة الحسنة. وكلمة الباطل عند سلطان جائر، هذه - والعياذ بالله- ضد الجهاد. وكلمة الباطل عند سلطان جائر، تكون بأن ينظر المتكلم ماذا يريد السلطان فيتكلم به عنده ويزينه له. وقول كلمة الحق عند سلطان جائر من أعظم الجهاد.
    ("شرح رياض الصالحين"/للعثيمين/باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر/رقم: 194).
    ومنها:
    قال رحمه الله: أما المداهنة بأن تقول: أنا أُعْفِي لحيتي، وأنت احلق لحيتك، وكلٌّ على سبيله، فهذا لا يجوز، بمعنى: كأنك تقول: لا تقل لي ولا أقول لك، فهذه مداهنة لا تجوز. أما المداراة فتعني: أنك تجامله رجاء أن يهديه الله؛ لأن بعض الناس إذا عاملته بالعنف من أجل معصية؛ أصرَّ عليها، وإذا عاملته باللطف ربما يستجيب. ("لقاء الباب المفتوح"/4/ص137).
    هذا مهم في الرد على أصحاب المداهنة وعلى إرشاد الناصحين.
    ومنها:
    قال رحمه الله: وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي، صلى الله عليه وسلم،: «من تشبه بقوم فهو منهم». قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم": "مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء". انتهى كلامه - رحمه الله -.
    ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة، أو تودداً، أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب، لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم. والله المسؤول أن يعز المسلمين بدينهم، ويرزقهم الثبات عليه، وينصرهم على أعدائهم، إنه قوي عزيز.
    ("مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين"/3/ص29).
    هذا رد على كثير من الحزبيين الذين يتشبهون بالكفار لمصلحة الدعوة –زعموا-.
    ومنها:
    وقال رحمه الله: ولكن عندما نريد أن نقوِّم الشخص يجب أن نذكر المحاسن والمساوئ؛ لأن هذا هو الميزان العدل، وعندما نحذر من خطأ شخص نذكر الخطأ فقط؛ لأن المقام مقام تحذير، ومقام التحذير ليس من الحكمة أن نذكر المحاسن؛ لأنك إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى متذبذباً. ("لقاء الباب المفتوح"/4/ص101).
    هذا رد على الحزبيين أصحاب بدعة الموازنات.
    ومنها:
    قال رحمه الله: ولله الحمد ما ابتدع أحد بدعة، إلا قيض الله له بمنه وكرمه من يبين هذه البدعة ويدحضها بالحق وهذا من تمام مدلول قول الله تبارك وتعالى: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ [الحجر: 9]، هذا من حفظ الله لهذا الذكر، وهذا أيضاً هو مقتضى حكمة الله عز وجل، لأن الله تعالى جعل محمداً -خاتم النبيين-، والرسالة لابد أن تبقى في الأرض، وإلا لكان للناس حجة على الله. وإذا كانت الرسالة لابد أن تبقى في الأرض، لزم أن يقيض الله عز وجل بمقتضى حكمته عند كل بدعة من يبينها ويكشف عورها، وهذا هو الحاصل، ولهذا أقول لكم دائماً: احرصوا على العلم، لأننا في هذا البلد في مستقبل إذا لم نتسلح بالعلم المبني على الكتاب والسنة، فيوشك أن يحل بنا ما حل في غيرنا من البلاد الإسلامية، وهذا البلد الآن هو الذي يركز عليه أعداء الإسلام ويسلطون عليه سهامهم، من أجل أن يضلوا أهلها، فذلك تسلحوا بالعلم، حتى تكونوا على بينة من أمر دينكم وحتى تكونوا مجاهدين بألسنتكم وأقلامكم لأعداء الله سبحانه وتعالى. ("مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين"/8/ص13).
    هذه كلمة تثلج صدور السلفيين الثابتين الناصحين، ونصحاً لهم على ازدياد من العلم.
    ومنها:
    قال رحمه الله: وهذا الحديث دليل على أن من أزال عن المسلمين الأذى فله هذا الثواب العظيم في أمر حسيً ، فكيف بالأمر المعنوي ؟ هناك بعض الناس ـ والعياذ بالله ـ أهل شر وبلاء ، وأفكار خبيثة، وأخلاق سيئة ، يصدون الناس عن دين الله ، فإزالة هؤلاء عن طريق المسلمين أفضل بكثير وأعظم أجراً عند الله . فإذا أزيل أذى هؤلاء ، إذا كانوا أصحاب أفكار خبيثة سيئة إلحادية ، يرد عليها ، وتبطل أفكارهم . ("شرح رياض الصالحين" /للعثيمين/باب بيان كثرة طرق الخير/الحديث: 127).
    هذا رد على عبد الرحمن العدني –رئيس الحزب الجديد الذي دافع عنهم أحمد بازمول-، الذي يهمل كثيراً الردود على أصحاب الأفكار الباطلة الخطيرة على الأمة.
    ومنها: أنه لما ذكر عند الإمام ابن عثيمين رحمه الله كلام يوسف القرضاوي في تهنئته لـ: فيريز اليهود وقال: (لو أن الله عَرَضَ نفسه على النّاس ما أخذ هذه النسبة!! نحيي إسرائيل على ما فعلت) انظر: مجلة الوطن الكويتية العدد: (7072) .
    قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله: نعوذ بالله ، هذا يجب عليه أن يتوب ، وإلا فهو مرتد ؛ لأنه جعل المخلوق أعلى من الخالق ، فعليه أن يتوب إلى الله فإن تاب فالله يقبل عنه ذلك ، وإلا وجب على حكّام المسلمين أن يضربوا عنقه.اهـ.
    (حاشية رسالة "شرعية النصح والزجر والتحذير من دعاة الجهل والتحزب والتلبيس والتغرير"/لشيخنا يحيى الحجوري/ص36).
    هذا دليل قوي على مشاركة الإمام ابن عثيمين في الردود على الحزبيين،
    ومنها:
    قال الإمام محمد بن عثيمين: ثم إن ( فقه الواقع ) الذي يقال عنه: إنه ( فقه الواقع ) يستند على إيش؟ يستند على الصحف والمجلات والإذاعات، وما أكثر الترويج في الصحف والمجلات والإذاعات! فوسائل الإعلام اليوم لا يُمكن الاعتماد عليها، وربما يكون هناك مخططات سابقة تغيّرت الأحوال حتى أصبحت هذه المخططات غير سليمة، وإذا تأمّل العاقل فيما جرى من الأحداث خلال عشرين سنة تبيّن له أن جميع التقديرات التي قُدِّرت أصبحت غير واقعية، لهذا نرى أن إشغال الشباب عن التفقّه في دين الله عز وجل إلى التفقّه في الواقع ومطاردة المجلات والصحف والإذاعات وما أشبه ذلك ... نرى أنه خطأ في المنهج ... إلخ. (من شريط مسجل باسم "لقاء أبي الحسن المأربي مع الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين").
    ("مدارك النظر"/ص269-270/حاشية).
    هذا رد قوي على الحزبيين مدعي فقه الواقع. وهذا يدل على دقة معرفة الإمام ابن عثيمين رحمه الله بشبهات الحزبيين.
    ومما يدل على سعة علم هذا الإمام في المسائل المنهجية: أن له رسالة "الرد على الاشتراكية من سبعين وجهاً" ، ألّفها عام 1381هـ . وما زالت مخطوطة. (على حسب ما كان ذكر في "سلسلة البحوث العلمية" لسحاب السلفية).
    والدعوة إلى الاشتراكية هي من أباطيل سيد قطب. ولا أظن أحمد بازمول يأتي بنصف ما أتى به الإمام ابن عثيمين من الرد على الاشتراكية.
    ومنها:
    قال الشيخ ابن عثيمين في جوابٍ له عن سؤالٍ حول الجماعات : أرى أنَّ هذه الجماعات التي جاء في السؤال أرى أن تجتمع على كلمة واحدة بدون مبايعة ، بدون معاهدة ، لأنَّ النَّاس ما داموا تحت لواء دولة وحكم وسلطان ، فلا معاهدة ولا مبايعة ، لأنَّ هذه المعاهدة والمبايعة إن كانت مخالفة للنظام السائد في الدولة ، فهذا يعني الخروج على الدولة والانفراد بما تعاهدوا عليه . وإن كانت تعني التساعد فيما يهدفون إليه فهذا لا يحتاج إلى بيعة ومعاهدة ، بل يكفي كل واحد من الشباب أن يدرس على شيخ يثق بعلمه وأمانته ودينه ويتوجه بتوجيهاته دون أن يكون هناك مبايعة ومعاهدة ؛ كما كان أسلافنا . الإمام أحمد رحمه الله إمام وله أصحاب ولم يجر بينه وبينهم معاهدة ولا مبايعة . الإمام الشافعي كذلك ، الإمام مالك وأبو حنيفة وسفيان الثوري وغيرهم من الأئمة ، هل أحد منهم طلب من تلاميذه وأصحابه أن يبايعوا أو يعاهدوا على أمرٍ من الأمور ، أبداً لم نسمع بهذا ولم نعلم ولا يمكن لمدَّع أن يدَّعيه ، فلماذا لا نكون مثلهم . إنَّا لا نعلم أحداً عاهد أو بايع شخصاً مّا يكون تحت سيطرته في الشّدَّة والرَّخاء والحرب والسّلم إلاَّ الخوارج الذين يخرجون على أئمة المسلمين ويحصل بخروجهم ما لم تحمد عقباه. (من شريطٍ بعنوان "أسئلة أبي الحسن للشيخين ابن باز وابن العثيمين" سُجِّل بمكَّة المكرَّمة في السادس من ذي الحجة عام 1416 هـ .، وتمَّ تسجيله بعد عشرة أيام من لقاء الشيخ ابن باز ). (انتهى النقل من "التحذير من التفرق والحزبية"/لعثمان بن معلم محمود بن شيخ علي وأحمد بن حاج محمد عثمان).
    هذا رد على الحزبيين الحركيين أصحاب البيعة المحدثة.
    ومنها:
    قال رحمه الله: تعدد الجماعات ظاهرة مَرَضية وليست ظاهرة صحية، والذي أرى أن تكون الأمة حزبًا واحدًا ينتمي إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. اهـ ("الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات"/للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله /154-155).
    ومنها:
    قال أيضًا رحمه الله: إذا كان الخلاف في مسائل العقائد، فيجب أن تصحح، وما كان على خلاف مذهب السلف فإنه يجب إنكاره والتحذير ممن يسلك ما يخالف مذهب السلف في هذا الباب. ("الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات"/للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله /ص116).
    هذا رد قوي على أفكار المميعين أمثال محمد الوصابي ومحمد الريمي الذين نصرهما أحمد بازمول على السلفيين الثابتين.
    ومنها:
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن جماعة التبليغ: كذلك بلغني عن زعماء لهؤلاء الجماعة في الأقطار الإسلامية خارج بلادنا أنهم على انحراف في العقيدة، فإذا صح ذلك، فإن الواجب التحذير منهم، والاقتصار على الدعوة داخل بلادنا على الوجه المشروع. ("جماعة التبليغ"/ص435).
    ومنها:

    قال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله- رداً على سؤال عن تفسير "الظلال" في مجلة الدعوة (عدد 1591 في 9/1/1418 هـ ) فكان في جوابه : قرأت تفسيره لسورة الإخلاص، وقد قال قولاً عظيماً فيها، مخالفاً لما عليه أهل السنة والجماعة، حيث أن تفسيره لها، يدل على أنه يقول بوحدة الوجود. وكذلك تفسيره للاستواء بأنه الهيمنة والسيطرة .
    (كتاب "النصيحة" (وملحق النصيحة) الطبعة الثانية /لسعيد بن هليل العمر حفظه الله).
    ومنها:
    قال الشيخ ابن عثيمين -غفر الله له- عن سيد قطب: ( لولا الورع لكفرته). (كما بين ذلك الشيخ العبيكان خفظه الله). (كتاب "الكواشف الجلية للفروق بين السلفية والدعوات السياسية الحزبية البدعية"/لمحمد بن رمزان آل طامي الهاجري/ص3).
    انظروا إلى هذا الكلام. هذا يدل على دقة معرفة الإمام ابن عثيمين رحمه الله بقبح انحرافات سيد قطب حتى يهمّ أن يحكم عليه بالكفر. كيف يقول بازمول: (إنه لا يحسن المسائل المنهجية) ويأتي بمثال قضية سيد قطب؟ وأطمّ من ذلك تعريضه للإمام ابن عيمين أنه إذا تكلم في هذه المسألة سيضيع المنهج السلفي.
    بل الصواب: أن المنهج السلفي سيضيع إذا تكلم فيه عبيد الجابري ذلك دافع عنه بازمول. وعبيد الجابري لا يستطيع أن يبدِّع سيد قطب فضلاً عن تكفيره مهما عظمت انحرافاته.
    ومنها:
    وسئل رحمه الله عن أشرطة سلمان بن فهد العودة، و سفر الحوالي: و أيضاً؛ يسمعون أشرطة سلمان بن فهد العودة، و سفر الحوالي. هل ننصحهم بعدم سماع ذلك؟
    فأجاب الشيخ رحمه الله: بارك الله فيك؛ الخير الذي في أشرطتهم موجود في غيرها، وبعض أشرطتهم عليها مؤاخذات، بعض أشرطتهم؛ ما هي كلها، و لا أقدر أميّز لك -أنا- بين هذا و هذا.
    وقال السائل: إذن، تنصحنا بعدم سماع أشرطتهم؟
    فأجاب الشيخ رحمه الله: لا؛ أنصحك بأن تسمع أشرطة الشيخ ابن باز، أشرطة الشيخ الألباني، أشرطة العلماء المعروفين بالاعتدال، وعدم الثورة الفكرية.
    قال السائل: يا شيخ! و إن كان الخلاف في هذه القضية -مثلاً- أنهم يكفّرون الحكّام و يقولون بأنه جهاد -مثلاً- في الجزائر، و يسمعون أشرطة سلمان و سفر الحوالي؛ فهل هذا الخلاف فرعي؟! أم هو خلاف في الأصول يا شيخ؟
    فأجبا رحمه الله: لا!؛ هذا خلاف عقدي، لأن من أصول أهل السنة و الجماعة أن لا نكفّر أحداً بذنب.
    (انتهى من رسالة "حثّ الفضلاء على توثيق ضلالات أهل الأهواء" /لأبي عبد الرحمن المصري/ص11).
    هذا يدل على خبرة الإمام ابن عثيمين رحمه الله بأباطيل هؤلاء أعيان الحزبيين. وكفى بهذا رداً على احتقارات أحمد بازمول.
    ومنها:
    سئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله -: ما رأيكم فيمن يقول : (لا بد للإسلام أن يحكم لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معا مزيجاً كاملا يتضمن أهدافهما ويزيد عليهما بالتناسق والاعتدال والتوازن )؟ !
    فقال - رحمه الله - مجيبا : نقول له : إن المسيحية دين مبدل مغير من جهة أحبارهم ورهبانهم ، والشيوعية دين باطل لا أصل له في الأديان السماوية، والدين الإسلامي دين من الله عز وجل منزل من عنده لم يبدل ولله الحمد، قال الله تعالى : ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ ومن قال : إن الإسلام مزيج من هذا وهذا فهو إما جاهل بالإسلام ، وإما مغرور بما عليه الأمم الكافرة من النصارى والشيوعيين.
    (انتهى من "العواصم"/للشيخ ربيع/ص20).
    هذا يدل على معرفة الإمام ابن عثيمين رحمه الله ببطلان تلك العقيدة التي بثها سيد قطب –وإن لم يعرف القائل مثلا-. كيف يقال إنه لا يحسن المسائل المنهجية؟
    ومنها:
    سئل رحمه الله: بالنسبة إذا كان حاكم يحكم بغير ما أنزل الله ثم سمح لبعض الناس أن يعملوا مظاهرة تسمى عصامية مع ضوابط يضعها الحاكم نفسه ويمضي هؤلاء الناس على هذا الفعل، وإذا أنكر عليهم هذا الفعل قالوا: نحن ما عارضنا الحاكم ونفعل برأي الحاكم، هل يجوز هذا شرعاً مع وجود مخالفة النص؟
    فأجاب رحمه الله: عليك باتباع السلف، إن كان هذا موجوداً عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجوداً فهو شر، ولا شك أن المظاهرات شر؛ لأنها تؤدي إلى الفوضى من المتظاهرين ومن الآخرين، وربما يحصل فيها اعتداء؛ إما على الأعراض، وإما على الأموال، وإما على الأبدان؛ لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول ولا ما يفعل، فالمظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن. وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية، وإلا لو رجعت إلى ما في قلبه لكان يكرهها أشد كراهة، لكن يتظاهر بأنه كما يقول: ديمقراطي وأنه قد فتح باب الحرية للناس، وهذا ليس من طريقة السلف.
    ("لقاء الباب المفتوح"/10/ص48).
    هذا يدل على أن الإمام ابن عثيمين رحمه الله يعرف بطلان المظاهرات التي صارت منهجاً نهجه كثير من الحزبيين. بل بعض أعيان حزب المرعيين نهجوا هذا المنهج الباطل.
    ومنها:
    سئل الإمام ابن عثيمين-رحمه الله- عن جماعة الإخوان المسلمون وجماعة التبليغ هل هما مبتدعة أو من أهل السنة ؟
    فأجاب رحمه الله : إنَّهما جماعة مبتدعة .
    (نقلت من "تنبيه المميع الغبي"/لأبي إسحاق السطائفي/ص21).
    هذا يدل على أن الإمام ابن عثيمين قد أدى واجبه في التحذير من الإخوانيين مراراً، وذلك عن خبرة بلا شك.
    ومنها:
    قال الإمام ابن العثيمين رحمه الله: «ولا يخذله» في مقام يحب أن ينتصر فيه. وقال رحمه الله في فوائد الحديث: ..السادسة: بيان حال المسلم مع أخيه وأنه لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره، لأن ذلك كل هذا ينافى الأخوة الإيمانية. ("شرح الأربعين النووية"/ص249-251/الدرة السلفية/مكتبة الأنصار).
    استفدت منه الرد على حزب المرعيين ومشايخهم الذين خذلوا أهل السنة مراراً في وقت الحاجة. والله هو الغني الحميد.
    ومنها:
    سئل الإمام ابن العثيمين رحمه الله: ما حكم الصيام والقيام الجماعي؟
    فأجاب رحمه الله: أما القيام أحياناً جماعة فلا بأس؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام معه بعض الصحابة أحياناً، كحذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس، وأما الصيام جماعة فلا أصل له، لكن لو اتفق أن صاموا هذا اليوم وقالوا نفطر عند واحد منا فلا بأس. وإذا اتفقوا على أنهم سيصومون غداً، أو سيصومون كل اثنين، أو كل خميس فهذا لا أصل له. ("لقاءات الباب المفتوح"/110/ص 19).
    هذا يدل على أنه رحمه الله يحسن المسائل المنهجية فيردّ على إحداثات الحزبيين.
    ومنها:
    قال الإمام ابن العثيمين رحمه الله: الإنشاد الإسلامي إنشاد مبتدع، يشبه ما ابتدعته الصوفية، ولهذا ينبغي العدول عنه إلى مواعظ القرآن والسنة، اللهم إلا أن يكون في مواطن الحرب ليستعين به على الإقدام والجهاد في سبيل الله تعالى، فهذا حسن. وإذا اجتمع معه الدف كان أبعد عن الصواب اهـ. (نقلا من "فتاوى الشيخ محمد العثيمين" /1/134-135/دار عالم الكتب/حاشية الأجوبة المفيدة للشيخ صالح الفوزان /الحارثي/ص24/مكتبة الهدي المحمدي).
    هذا يدل على أنه رحمه الله يحسن المسائل المنهجية، ويعرف مصدرها، فيردّ على إحداثات الحزبيين.
    ومنها:
    سئل الإمام ابن عثيمين رحمه الله: ما تقول فيمن أضاف للتوحيد قسماً رابعاً وسماه توحيد الحاكمية؟
    فأجاب رحمه الله: نقول: إنه ضال وجاهل؛ لأن توحيد الحاكمية هو توحيد الله عز وجل، فالحاكم هو الله عز وجل، فإذا قلت: التوحيد ثلاثة أنواع كما قاله العلماء: توحيد الربوبية فإن توحيد الحاكمية داخل في توحيد الربوبية؛ لأن توحيد الربوبية هو توحيد الحكم والخلق والتدبير لله عز وجل. وهذا قول محدث منكر، وكيف توحيد الحاكمية ما يمكن أن توحد هذه؟ هل معناه: أن يكون حاكم الدنيا كلها واحد أم ماذا؟ فهذا قول محدث مبتدع منكر ينكر على صاحبه، ويقال له: إن أردت الحكم فالحكم لله وحده، وهو داخل في توحيد الربوبية؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر للأمور كلها، فهذه بدعة وضلالة. ("لقاءات الباب المفتوح"/150/ص 11).
    فيا أحمد بازمول، بهذا الفتوى من الخبير المحسن للمسائل المنهجية استفدنا أن محمدا الوصابي المتكبر ضال جاهل محدث في دين الله. فلا يدافع عنه بعد البيان إلا متعصب حزبي جاهلي.
    ومنها:
    عن جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس يعني يسأله عن قوله: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ قال: فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرحضاء، وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه، ثم سري عن مالك فقال: الكيف غير معلوم، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وإني لأخاف أن تكون ضالاً. ثم أمر به فأخرج.
    (أخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" رقم (50)، والخطابي في "الغنية عن الكلام وأهله" (ص 19)، وأبو نعيم في "الحلية" (6/ص325)، كلّهم من طريق سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي عن جعفر بن عبد الله، والأثر صحيح إلى جعفر بن عبد الله).
    بعد أن ذكر نحو هذه القصة ، علق الإمام ابن عثيمين رحمه الله فقال: وهكذا ينبغي لأهل العلم إذا رأوا في صفوفهم مبتدعاً أن يطردوه عن صفوفهم ، لأن المبتدع وجوده في أهل السنة شر ، لأن البدعة مرض كالسرطان لا يرجى برؤه إلا أن يشاء الله ، قوله : ( إلا مبتدعاً ) : يحتمل أنه أراد ( إلا مبتدعاً ) بهذا السؤال أو ( إلا مبتدعاً ) إلا أنك من أهل البدع ، لأن أهل البدع هم الذين يكون دينهم عن المشتبهات من أجل التشويش على الناس، وأياً كان المعنى فهو يدل على أن من هدي السلف طرد المبتدعين عن صفوف المتعلمين. وهكذا ينبغي أن يطردوا عن المجتمع كله وأن يضيق النطاق عليهم حتى لا تنتشر بدعهم. ولا يقال : إن الإنسان حر، نعم هو حر لكن في حدود الشرع، أما إذا خالف الشرع فإنه يجب أن يضيق عليه ويبين له الحق، فإن رجع إليه فذاك، وإلا عومل بما تقتضيه بدعته من تكفير أو تفسيق. ("شرح العقيدة السفارينية"/1/ص171-172).
    هذا كلام قوي من الإمام المحسن للمسائل الجاهلية، وهو ردّ على دعاة الاختلاط بين السني والبدعي في مركز واحد أمثال محمد الوصابي ومحمد الريمي.
    ومنها:
    قال العلامة ابن عثيمين: (... لأن أسباب الاشتباه منها: أولاً نقص: العلم، ومعلوم أن من يحفظ مائة حديث ليس كمن يحفظ ألف حديث. فالثاني أكثر علماً. ثانياً: قصور في الفهم كأن يحفظ الرجل كثيراً وعنده علم كثير لكن ليس عنده فهم. فهذا أيضا يحصل له الاشتباه لأنه لا يفهم النصوص كما هي. ثالثاً: سوء إرادة بحيث يحمل النصوص على معتقده، وهذا هو الذي يقول في القرآن برأيه، أو في السنة برأيه يريد أن يحمل النصوص على معتقده فتجده إذا جاء النص مخالفاً لمعتقده يلوي عنقه. وربما إذا أبى النص أن يلتوي عنقه كسره أو ذبحه. فهذه أسباب الاشتباه. أما من أعطاه الله علماً وأعطاه فهماً ونية صادقة وجعل النصوص متبوعة لا تابعة وصار قلبه وقالبه وجوارحه وأقواله يتطلب الدليل، فهذا في الغالب يوفق للحق، وييسر له الحق حتى يصل إليه. اهـ. ("شرح صحيح البخاري"/1/127).
    هذا كشف لدأب المبتدعة من الحزبيين وغيرهم. وهذا يدل على إحسان الإمام ابن عثيمين رحمه الله للمسائل المنهجية.
    ومنها:
    قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في شرح الحديث الثاني عشر من الأربعين النووية: وهنا قد يَرِدُ إشكالٌ: وهو هل ترك العبد ما لا يعنيه هو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
    والجواب: لا، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما يعني الإنسان، كما قال الله عزّ وجل: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾. ومن ذلك أيضاً: ما يتعلق بالأهل والأبناء والبنات فإنه يعني راعي البيت أن يدلّهم على الخير ويأمرهم به ويحذرهم من الشر وينهاهم عنه. قال الله عزّ وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ والله الموفق اهـ.
    ("التلخيص المعين على شرح الأربعين"/ص 77).
    هذا الجواب فرحة لأهل السنة، رد على بعض الحزب الجديد الذي يسعون في إسكات الناس بعلة حديث: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
    ومنها:
    هذه أجوبة الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن بعض شبهات عدنان عرعور.
    وإليكم نص الأسئلة:
    قال السائل: 1- ما قيل في أخطاء أهل البدع: " نصحح ولا نجرح ".
    فأجاب الشيخ رحمه الله: هذا غلط بل نجرّح من عاند الحق.
    2- " من حَكَمَ حُكِمَ عليه ".
    فأجاب رحمه الله: هذه قواعد مداهنة.
    3- " لا علاقة للنية بالعمل لا من قريب ولا من بعيد ".
    فأجاب رحمه الله: هذا كذب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات».
    4- " يشترط بعض الناس في جرح أهل البدع وغيرهم أن يثبت الجرح بأدلة قطعية الثبوت ".
    فأجاب رحمه الله: هذا ليس بصحيح.
    5- "يشترط بعضهم في من يسمع من شخص خطأ أو وقف على أخطاء في كتاب أن يستفصل أو ينصح قبل أن يحكم، وقبل أن يبين هذه الأخطاء، وقال: من خالف هذا فقد اتصف بصفة من صفات المنافقين".
    فأجاب رحمه الله: هذا غلط.
    6- " أنه من العدل والإنصاف عند النصيحة والتحذير أن تذكر حسناتهم إلى جانب سيئاتهم ".
    فأجاب رحمه الله: أقول لك: لا، لا، لا، هذا غلط، اسمع يا رجل: في مقام الرد ما يحسن أني أذكر محاسن الرجل وأنا رادّ عليه، إذن ضَعُف ردّي.
    قال السائل: حتى ولو كان من أهل السنة شيخنا؟
    فأجاب رحمه الله: من أهل السنة وغير أهل السنة، كيف أردّ وأروح أمدحه، هذا معقول؟!!!
    انتهى كلامه رحمه الله.
    (راجع رسالة الشيخ ربيع المدخلي وفقه الله "انقضاض الشهب السلفية").
    انظروا إلى عظيم خبرة الإمام ابن عثيمين رحمه الله، يعرف دقة شبهات عدنان عرعور، وهي في الحقيقة رد على بعض شبهات الحزب الجديد الذين دافع عنهم أحمد بازمول.
    ومنها:
    الإمام ابن عثيمين رحمه الله يحث الناس على إكراه النفس على أداء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال رحمه الله: كذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، شديد على النفوس ، شاق عليها ، وكل إنسان يتهاون فيه ويكرهه ، يقول : ما علي بالناس ؟ أتعب نفسي معهم ، وأتعبهم معي ؟! ولكنه إذا كسر هذا المكروه ، وأمر بالمعروف ، ونهى عن المنكر ؛ فإن هذا سبب لدخول الجنة .. وهلم جراً ، كل الأشياء التي أمر الله بها مكروهة للنفوس ، لكن أكره نفسك عليها حتى تدخل الجنة . ("شرح رياض الصالحين" /للعثيمين/باب المجاهدة/الحديث: 101).
    هذا الكلام الذهبي فرحة لأهل السنة.
    ومنها:
    قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله: والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجب وفرض كفاية، إذا قام به من يكفي حصل المقصود، وإذا لم يقم به من يكفي ؛ وجب على جميع المسلمين. ("شرح رياض الصالحين"/للعثيمين /الباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر /تحت آيات الباب).
    هذا تنبيه على من تكاسل عن نصرة أهل السنة في إقامة الدين.
    قال الإمام ابن العثيمين رحمه الله: لقد مدح الله - سبحانه وتعالى - العلم وأهله، وحثَّ عباده على العلم والتزود منه وكذلك السنة المطهرة. فالعلم من أفضل الأعمال الصالحة، وهو من أفضل وأجلّ العبادات، عبادات التطوع؛ لأنه نوع من الجهاد في سبيل الله، فإن دين الله - عز وجل - إنما قام بأمرين: أحدهما: العلم والبرهان، والثاني: القتال والسنان، فلا بد من هذين الأمرين، ولا يمكن أن يقوم دين الله ويظهر إلا بهما جميعًا، والأول منهما مقدّم على الثاني، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يُغِير على قوم حتى تبلغهم الدعوة إلى الله - عز وجل - فيكون العلم قد سبق القتال اهـ. ("كتاب العلم" /الفصل الثاني/ص 13/دار الثريا للنشر).
    هذا الكلام فرحة لأهل السنة الذابين للحق، أن سعيهم من الجهاد في سبيل الله، بل هذا النوع مقدم على القتال.
    ومنها:
    قال الإمام ابن العثيمين رحمه الله في شرحه: فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الدجال: «من سمع به فلينأ عنه فوالله ان الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات». رواه أبو داود، قال الألباني: وإسناده صحيح. اهـ ("شرح لمعة الاعتقاد"/ص97-98/دار الآثار).
    هذا رد على بعض المتساهلين لسماع الشبهات. وهذا رد على عبيد الجابري الذي يجيز الناس بالدراسة عند المبتدعة بل سماع العلوم الكفرية. وهذا يدل على خبرة الإمام ابن عثيمين رحمه الله خلافاً لاحتقارات أحمد بازمول.
    هذه الأمثلة كافية في دحض تحقير أحمد بازمول.
    فالإمام ابن عثيمين رحمه الله جعله الله تعالى إمام لأهل السنة يقتدون به، يستفيدون بعلومه، ويستضيئون بنصائحه، وشأنهم كما قال الإمام الآجري رحمه الله: فإن الله عز وجل ، وتقدست أسماؤه ، اختص من خلقه من أحب ، فهداهم للإيمان ، ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب ، فتفضل عليهم ، فعلمهم الكتاب والحكمة وفقههم في الدين ، وعلمهم التأويل وفضلهم على سائر المؤمنين ، وذلك في كل زمان وأوان ، رفعهم بالعلم وزينهم بالحلم ، بهم يعرف الحلال من الحرام ، والحق من الباطل ، والضار من النافع ، والحسن من القبيح . فضلهم عظيم ، وخطرهم جزيل ، ورثة الأنبياء ، وقرة عين الأولياء ، الحيتان في البحار لهم تستغفر ، والملائكة بأجنحتها لهم تخضع ، والعلماء في القيامة بعد الأنبياء تشفع ، مجالسهم تفيد الحكمة ، وبأعمالهم ينزجر أهل الغفلة ، هم أفضل من العباد ، وأعلى درجة من الزهاد ، حياتهم غنيمة ، وموتهم مصيبة ، يذكرون الغافل ، ويعلمون الجاهل ، لا يتوقع لهم بائقة ، ولا يخاف منهم غائلة ، بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون ، وبجميل موعظتهم يرجع المقصرون ، جميع الخلق إلى علمهم محتاج. ("أخلاق العلماء"/للآجري/ص10/دار الآثار).
    فليس كما قاله أحمد بازمول: (لا يحسن الكلام في مسائل المنهج، ليس محطة للرجوع في مسائل المنهج)، وقال: (وليس محطة لقبول قوله).
    فإذا حصل خلاف بين العلماء، كل يرجع إلى الكتاب والسنة على فهم السلف، فمن كانت حجته أقوى فهو المحق وإن كان وحده، خلافاً لدعاة الكثرة أمثال مشايخ "الإبانة".
    قال الإمام أبو شامة رحمه الله: ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة ما يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين وإنما يعرف بالأدلة الشرعية كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: ﴿وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين﴾ وقال تعالى: ﴿وإن تطع أكثر من في الآرض يضلوك عن سبيل الله﴾ الآية. ("الباعث على إنكار البدع والحوادث"/ص 110).
    وقال الإمام محمد بن إبراهيم ابن الوزير رحمه الله: ولا ينبغي أن يستوحش الظافر بالحق من كثرة المخالفين له، كما لا يستوحش الزاهد من كثرة الراغبين، ولا المتقي من كثرة العاصين، ولا الذاكر من كثر الغافلين. بل ينبغي منه أن يستعظم المنة باختصاصه بذلك مع كثرة الجاهلين له الغافلين عنه، وليوطن نفسه على ذلك، فقد صح عن رسول الله أنه قال: «إن هذا الدين بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء» رواه مسلم في "الصحيح" من حديث أبي هريرة. ("إيثار الحق على الخلق"/ص 29).
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: أين المكاثرة بالرجال إلى المكاثرة بالأدلة، وقد ذكرنا من الأدلة ما لا جواب لكم عنه والواجب اتباع الدليل أين كان ومع من كان وهو الذي أوجب الله اتباعه وحرم مخالفته وجعله الميزان الراجح بين العلماء. فمن كان من جانبه كان أسعد بالصواب قل موافقوه أو كثروا اهـ. ("الفروسية"/ص 298).








    الباب الثالث: ترجمة مختصرة للإمام ابن عثيمين رحمه الله

    لإتمام الفائدة وتذكير الأمة بمحاسن إمام من أئمتهم محمد بن صالح العثمين رحمه الله سأذكر مختصر ترجمته الرائعة: ....

    الباب الرابع: الصيد الثمين فى أجوبة أم عبد الله زوج الشيخ ابن عثيمين

    لتسهيل التأسي بأخلاق الإمام ابن عثيمين رحمه الله أذكر ما كتبه إحدى الطالبات فيها مكالمات بينها وبين أم عبدالله حفظها الله زوجة سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، نقلتها من رسالة بعنوان: "الصيد الثمين في أجوبة أم عبد الله زوج الشيخ ابن عثيمين"....

    لمتابعة هذين البابين انقروا بارك الله فيكم الملفات المرفقة
    الملفات المرفقة

  • #2
    جزاك الله خيرا، ولنا طلب إن استطعتم تلبيته، إن توفر الوقت، وهو كتاب تجمع لنا فيه مجموع ردود الشيخ العثيمين على أهل الفسق والبدع والكافرين، ليكون مرجعا في بابه، وجزاك الله خيرا، وليتبين الفرق الكبير بين من يعظمون بتعصب ذميم ومن يحتقرون من علماء المسلمين.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا أخانا الداعي إلى الله أبو فيروز وبارك فيه ونفع بعلمه الإسلام والمسلمين

      تعليق

      يعمل...
      X