بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يستفيد الشيخ البرعي والشيخ الوصابي وأتباعهما من الكلام في أهل السنة ؟!!
فإنه لا يخفى على البرعي والوصابي وأتباعهما قوله تعالى :" مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" [ق : 18]
ـ وقوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا [الأحزاب : 70]
وقوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات11 :12] ـ
ولايخفى عليهم أيضا قوله صلى الله عليه وآله وسلم :" إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب" رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ـ
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم :" و من خاصم في باطل و هو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع و من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال و ليس بخارج"رواه أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما وصححه الألباني في صحيح الجامع ـ
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم :": إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِق". رواه البخاري ومسلم عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه. ـ
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ".رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه . ـ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم :" ..فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ" رواه مسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه ـ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ".رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه ـ
وقوله صلى الله عليه وسلم :": مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ".رواه ابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وحسنه الألباني. ـ
وقوله -صلى الله عليه وسلم- « أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ». رواه البخاري ومسلم عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما.
وغيرهذه الأدلة كثير فالعجب كيف خفيت هذه الأدلة وأمثالها عن هؤلاء القوم وهم يعدون أنفسهم علماء وأهل حديث وطلبة علم؟ كيف غفلوا عنها ؟! وكيف سلطوا ألسنتهم على إخوانهم أهل السنة ؟! لماذا ماسلطوها على أعداء الإسلام والسنة ؟!
ماذا يستفيدون من هذا الطعن والتحذير والتشويه والكذب عليهم ؟!
هل هذا يعد نصراً للإسلام والمسلمين؟ هل في هذا نصر للسنة وأهلها ؟! هل هذا في صالحهم وصالح دعوتهم ؟أم أنه سيضرهم ويضر دعوتهم ؟ أم أن هذا في صالح أعداء الإسلام وأعداء السنة ؟!
الجواب :الثاني . فلقد استفاد الرافضة أيما إفادة من كلامهم في دماج ومشايخ وطلاب دماج ,ثم إنهم استفادوا من فتاواهم لإخراج أهل دماج من دماج ,ثم إنهم استفادوا من فتاواهم ومواقفهم في حربهم مع أهل دماج لما أفتوا بعدم الجهاد وأن الرافضة مسلمون إلى غير ذلك .حتى أن الرافضة جعلوا هذه الفتاوى مستندا يستندون إليه في قتالهم لأهل دماج وحصارهم وإخراجهم ! وحجة لهم أمام العالم!وشجعهم ذلك على حصارهم وقتالهم مرة بعد مرة . أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه .!
وفي الوقت الذي كان أهل السنة منتظرين إلى تأييد هؤلاء المشايخ ومواساتهم ومناصرتهم وشد أزرهم وو..إذا بنا نتفاجأ بهجمة شرسة من الداخل والخارج طعنا فيهم وكذبا عليهم وتحذيرا منهم وتشويها بهم وتلبيسا على الناس في شأنهم وربما الوشاية بهم وإظهار الشماتة بهم ووو!!
فهل هؤلاء الذين أخرجهم أعداء الإسلام من ديارهم هل هم مبتدعة حتى تحذروا منهم وتتكلموا فيهم ؟ هل هم عصاه ؟هل هم سكارى ؟ هل هم قطاع طرق ؟ أم أنهم علماء ومحدثون ومحققون ومجاهدون وحفاظ ووعاظ ودعاة وطلاب علم ؟أجيبونا بصدق إن كنتم تتقون ! فما هذه الحملة الشرسة ؟ وعلامَ هذا النكير ؟ ومماذا تريدون أن يتوبوا وماذا تنقمون عليهم ؟! تريدون أن يتوبوا من هذا الخير الذي هم فيه ؟! أما تخشون من دعوة المظلوم ؟ هل نسيتم حديث ابن عباس رضي الله عنه الذي فيه :" وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ" متفق عليه فوالله لقد ظلمتموهم في فتنة العدني وقد عرفتم أنه بغى عليهم وكتمتم الحق ,وظلمتموهم في فتنة الرافضة وأنتم تعلمون أنهم بغاة فجرة وتعاميتم عن ذلك !وتريدون أن تظلموهم بعدما أخرجوا من ديارهم وأموالهم ومركزهم وبعضكم راضٍ في إخراجهم !!
هل نسيتم ما فعله أبو الحسن من الطعن والمكر والكيد بالدعوة ؟ أين هو الآن ؟إلى أين صار؟ هل لكم في ذلك عبرة؟ فأنتم الآن سائرون في الطريق الذي كان عليها ونخشى أن تصيروا إلى ماصار إليه والله تعالى يقول :" وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا [فاطر : 43] ويقول :" وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف : 128] فهذه نصيحة لكم أرجو أن ينفعكم الله بها من باب قوله صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة " رواه مسلم عن تميم رضي الله عنه . ألا فلا يحملنكم الهوى والتعصب على كتمان الحق وعدم الصدع به ,ألا فليحملنكم خوفكم من الله ووقوفكم بين يديه على العدل وكلمة الحق "وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"[المائدة : 8]
فإن قلتم :فلماذا أنتم تكلمتم في العدني؟ قلنا نحن تكلمنا فيه وقبل ذلك تكلم شيخنا حفظه الله بحجج وبراهين وأُدين بأخطاء أحدثها في الدعوة وفرق بين أهلها, وأنتم أدنتموه عليها لا تستتطيعون نكران ذلك ,وأما كلامكم فينا وفي شيخنا حفظه الله فهو كلام بغير برهان وإنما نقلتم على شيخنا حفظه الله أخطاء ألصقتموها به هو منها براء أنكرها أهل البدع وعوام الناس ولم يصدقوها فضلا ًعن طلبة العلم بل وينكرها الواقع ,فالواقع خلاف ما اتهمتموه . وهل تكلم فيكم بعد خروجه من دماج حتى تشغلوا أنفسكم فيه؟!بل بلغنا أنه منع الكلام فيكم؟ فلماذا هذا؟وأنتم الذين كنتم تثنون عليه وترون أنه لا يصلح غيره للدعوة لمعرفتكم به وعملاً بوصية الإمام الوادعي رحمه الله تعالى ,فلماذا تناقضتم وما الذي غيركم ؟كل هذا من أجل رجل على حساب دعوة ملأت الدنيا تضيعونها من أجل هذا الرجل !!
أم أنكم ترون أن شيخنا حفظه الله تغير؟ فانظروا في مواقفه سابقا ولاحقا ,وقارنوا بين مواقفكم سابقا ولاحقا ,فمن الذي تغير ؟ ستجدون في قرارات أنفسكم أنكم أنتم الذين تغيرتم ولكن لم تظهروا ذلك ! فعليكم أن تحاسبوا أنفسكم هل الكلام في أهل السنة يقربكم إلى الله ؟ هل هو في ميزان حسناتكم ؟ ما وجدتم إلا الحجوري وطلابه تتكلمون فيهم ؟وكأنه لا يوجد يهود ولا نصارى ولا رافضة ولامبتدعة ولا أهل معاصي تحذرون منهم؟!
فحسبنا الله ونعم الوكيل ,الله حسبنا وحسيبكم ,اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبوبنا على دينك ويامصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك .والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتب أبو عبدالرحمن موفق بن أحمد بن علي الفاضلي العودي
12/جماد ثاني /1435هـ