• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رد قديم على البرعي صاحب القول الأثيم.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد قديم على البرعي صاحب القول الأثيم.

    الحمد لله رب العالمين,والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين.
    وأشد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد:
    فقد أمر الله عز وجل عباده أن يتقوه,ويقولوا القول السديد,فقال تعالى:(يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعملكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
    وأخبر سبحانه أن ما من كلمة يتكلم بها العبد,أو لفظ يتلفظه,إلا عليه من الله رقيب,قال تعالى:(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
    وكذلك أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم,أن العبد يتكلم بالكلمة من سخط الله,لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم سبعين خريفا.
    لذا وجب على المسلم أن يحذر من القول المخالف للكتاب والسنة,وأن لا يتكلم بالكلمة حتى يوقن أنهامن رضوان الله,وأنها تقربه من الله ولا تبعده منه سبحانه,ولا يكون من الذين يتكلمون لإشفاء غليلهم,ومحاولة إسقاط من لم يوافقهم على أهواءهم وضلا لا تهم,مستأنسين بكثرة الهالكين,مستوحشين من قلة السالكين,ومن هؤلاء الناس في هذه العصور والأيام,أصحاب الإبانة الذين كثرت ثرثرتهم, وزاد لغطهم وتقولهم على الحق وأهله بغير علم ولا إنصاف,حتى صدر من أحدهم_وهو عبد العزيز البرعي هداه الله_كلام في غاية من التوتر,والبعد عن الصواب,حيث يزعم وينقل إجماع علماء السنة على وجه الأرض:أنهم ليسوا مع الحجوري,ويتحدى على ذلك,ويقول من شاء أن ينقل هذه الكلمة فلينقلها.
    ولي وقفات مع هذا الكلام,ثم بعد ذلك أردفه بنقل طيب ورد نافع من كتاب(إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان)للإمام ابن القيم رحمه الله,وهو رد قديم على هذا الكلام الذي يتوارثه المفتونون,المرتابون,الشاكون في دينهم,جيلا عن جيل.
    أقول:أولا قوله:(إجماع علماء أهل السنة على وجه الأرض)هذه مجازفة, ورجم بالغيب,فمن هؤلاء العلماء الذين أحاط بهم علما,وتكلم على ألسنتهم؟
    إن كان يقصد كبار العلماء,فقد أخطأ وجانب الصواب,لأننا قرأنا وسمعنا بلقاء الشيخ يحيى بجمع من كبار علماء هذا الزمن,حين ذهب إلى بلاد الحرمين لأداء العمرة والعلاج,فقد التقى بسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ,بل دعاه الشيخ إلى بيته وأكرمه غاية الإكرام,والتقى بالشيخ الفوزان,والشيخ اللحيدان,والشيخ عبد المحسن العباد,وزاره الشيخ عبد العزيز الراجحي,حفظ الله تبارك وتعالى جميع علمائنا.
    فماذا تقول يا برعي في هؤلاء العلماء؟أم أنهم نقضوا الإجماع,أم أنهم مجمعون لكنهم التقوا به لمصلحة الدعوة,أم...أم...!لأن فلسفاتكم لا تنتهي يا أصحاب الإبانة!
    ثانيا قوله:(ليسوا مع الحجوري)أقول: ليسوا مع الحجوري في ماذا؟إن كان يقصد في جهاد الرافضة,فهذا خطأ وقلب للحقائق,وفتاوى العلماء في هذا معلومة منشورة.
    وإن كان يقصد في كلامه عن أهل التحزب والزيغ كالعدني والجابري وغيرهما,فما أكثر أهل السنة الذين أخذوا بالحق الذي جاء به الشيخ الحجوري في هذا الجانب,وفيهم جمع كبير من العلماء و طلبة العلم.
    وأقول:حتى لو كان البرعي مصيبا في كلامه هذا_وهو ليس كذلك كما بين آنفا_فهو كلام مردود,والعبرة بالحق لا بالأشخاص,وهاك ردا قديما على هذا الباطل للعلامة ابن القيم في كتابه(إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان)حيث قال رحمه الله:

    ...وقد يشعر بمرضه,ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها,فهو يأثر بقاء ألمه على مشقة الدواء,وذلك أصعب شيء على النفس,وليس لها أنفع منه.
    وتارة يوطن نفسه على الصبر,ثم ينفسخ عزمه,ولا يستمر معه لضعف علمه وبصيرته وصبره:كمن دخل في طريق مخوف مفض إلى غاية الأمن,وهويعلم أنه إن صبر عليه انقضى الخوف وأعقبه الأمن,فهو محتاج إلى قوة صبر,وقوة يقين بما يصير إليه,ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق,ولم يتحمل مشقتها,ولا سيماإن عدم الرفيق,واستوحش من الوحدة,وجعل يقول:أين ذهب الناس؟فلي بهم أسوة.وهذا حال أكثر الخلق,وهي التي أهلكتهم,فالبصير الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق,ولامن فقده إذا استشعر قلبه مرافقة الرعيل الأول,الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين,وحسن أولئك رفيقا,
    فتفرد العبد في طريق طلبه دليل على صدق الطلب.
    ولقد سئل إسحاق بن راهويه عن مسألة فأجاب.فقيل له:إن أخاك أحمد بن حنبل يقول فيها بمثل ذلك.فقال:ما ظننت أن أحدا يوافقني عليها,ولم يستوحش بعد ظهور الصواب له من عدم الموافقة,فإن الحق إذا لاح وتبين لم يحتج إلى شاهد يشهد به,والقلب يبصر الحق كما تبصر العين الشمس,فإذا رأى الرائي الشمس لم يحتج في علمه بها واعتقاده أنهاطالعة إلى من يشهد بذلك ويوافقه عليه.
    وما أحسن ما قال أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة في كتاب الحوادث والبدع:(حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق وأهله,وإن كان المتمسك به قليلا والمخالف له كثيرا)لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه,ولا نظر إلى كثرة أهل البدع بعدهم.قال عمرو بن ميمون الأودي:صحبت معاذا باليمن,فما فارقته حتى واريته التراب بالشام,ثم صحبت بعده أفقه الناس عبد الله بن مسعود رضي الله عنه,فسمعته يقول:عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة,ثم سمعته يوما من الأيام وهو يقول:سيلي عليكم ولاة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها,فصلوا الصلاة لميقاتها,فهي الفريضة,وصلوا معهم فإنها لكم نافلة,.قال قلت:يا أصحاب محمد,ما أدري ما تحدثونا؟قال:وما ذاك؟قلت تأمرني بالجماعة وتحضني عليها,ثم تقول:صل الصلاة وحدك وهي الفريضة,وصل مع الجماعة وهي نافلة,قال:يا عمرو بن ميمون,قد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية,تدري ما الجماعة؟قلت: لاقال:إن جمهور الجماعة الذين فارقوا الجماعة.الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك)وفي طريق أخرى(فضرب على فخذي وقال:ويحك, إن جمهور الناس فارقوا الجماعة.وإن الجماعة ما وافق طاعة الله عز وجل)قال نعيم بن حماد(يعني إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد,وإن كنت وحدك,فإنك أنت الجماعة حينئذ)ذكره البيهقي وغيره.
    وقال أبو شامة عن مبارك عن الحسن البصري(السنة,والذي لا إله إلا هو,بين الغالي والجافي,فاصبروا عليها رحمكم الله,فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى,وهم أقل الناس فيما بقي:الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم,ولا مع أهل البدع في بدعهم,وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم,فكذلك إن شاء الله فكونوا)
    وكان محمد بن أسلم الطوسي,الإمام المتفق على إمامته,مع رتبته أتبع الناس للسنة في زمانه,حتى قال:(ما بلغني سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عملت بها,ولقد حرصت أن أطوف بالبيت راكبا,فما مكنت من ذلك,فسئل بعض أهل العلم في زمانه عن السواد الأعظم الذين جاء فيهم الحديث:(إذا اختلف الناس فعليكم بالسواد الأعظم)فقال:محمد بن أسلم الطوسي هو السواد الأعظم,وصدق والله,فإن العصر إذا كان فيه عارف بالسنة داع إليها فهو الحجة وهو الإجماع,وهو السواد الأعظم,وهو سبيل المؤمنين التي من فارقها واتبع سواها ولاه الله ما تولى,وأصلا ه جهنم,وساءت مصيرا.انتهى.

يعمل...
X