مناقشة
ما دار في قناة المستقلة
من الحوار حول السلفية الذي أجراه الهاشمي
(وبيان شيء من حال الروافض)
[الحلقة الأولى]
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :
فقد سلمني بعض الشباب السلفي بعض الأشرطة التي سجلوا فيها بعض الحلقات التي دار فيها النقاش في قناة المستقلة التي يديرها من بريطانيا محمد الهاشمي وشارك فيها عدد من المنتسبين إلى السنة مثل عدنان عرعور وعبد الرحمن الدمشقية وأبو المنتصر البلوشي وبعض الرافضة الصرحاء كالأسدي أو المتعاطفين معهم والله أعلم بحالهم .
هذه المناقشات الهزيلة التي جعلت السلفية وأهلها ومصادرها وأئمتها هدفاً للطعن والتشويه من قبل الرافضة تحت إشراف محمد الهاشمي الذي سمحت له نفسه أن يجعل السلفية هدفاً لطعن الرافضة ولم تسمح نفسه بالكلام في الرافضة بحجة أنه لا يمثلهم أحد أو كما قال .
إن قضية التكفير موجودة في كل ديانة كاليهودية والنصرانية وعند كل الفرق الضالة المنتسبة للإسلام فلماذا توضع السلفية فقط في قفص الاتهام وهي لا تكفّر إلا من يستحق التكفير وبشروط.
إذا كان الباعث هو التكفير والتفجير الحالي فالسلفية وأهلها قد حاربوه قبل الناس جميعاً وحددوا مصادره وقيادته وحذروا وأنذروا .
ومن أجل هذا أطلق القطبيون التكفيريون على السلفيين: الجامية والمرجئة والعملاء والجواسيس، بل ويكفرونهم وشنوا عليهم حرباً إعلامية وسياسية وفكرية أشد من حربهم للحكام بل قتلوهم في أفغانستان والجزائر والسودان .
فلماذا يذهب الحوار والمتحاورون بعيداً عن مصدر الفتنة لماذا يذهبون بعيداً عن التكفير الظالم الفوضوي تكفير الروافض والخوارج، والخوارج الجدد ومصادر هذه الفئات وقادتها وكتابها.
إن هذا التكفير الخارجي الجديد مدعوم من قبل الروافض دعماً واضحاً لا غبار عليه فإيران تمجد سيد قطب وتنشر كتبه وتترجمها وتجعله رمزاً من رموزها وهذا أمر مشهود يعرفه كل مثقف وكثير من العوام.
لماذا لم يضع المتحاورون أيديهم على مكمن الداء إن كنتم غفلتم أو صرفكم صارف فارجعوا إلى صوابكم وتحلوا بالإنصاف وضعوا أيديكم على مكمن الداء بكل شجاعة وصراحة مكمن التكفير الظالم الباغي الرافضي والخارجي القديم والجديد.
وإنه من الظلم أن يجعل موضوع الحوار هو السلفية وأهلها وأن يرضى عدنان ومن معه المشاركة في هذا الحوار وأن يسيروا على الطريقة التي رسمها لهم محمد الهاشمي المسئول عن قناة المستقلة وأن يكون مناظروهم من الرافضة الواضحين والمتعاطفين معهم .
ونحن نأسف أشد الأسف للدفاع الهزيل الذي يقوم به من يمثلون السنة تجاه الهجوم الفاجر العنيف على السلفية ولا سيما من قبل حسن المالكي العدو اللدود للسلفية وأهلها الذي يكيل التهم الكاذبة لأهل السنة السلفيين بأنهم يكفرون الأمة ويزعم أن كتبهم مليئة بذلك. ولم يتذكر تكفير الروافض للصحابة وعلى رأسهم أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين رضي الله عنهم وما نقموا منهم إلا أنهم آمنوا بالله ووحدوه وآمنوا برسوله وعزروه ونصروه وقضوا على ردة المرتدين وفتحوا البلدان بالتوحيد والإيمان كما كفر الروافض أهل السنة وما نقموا منهم إلا أن ساروا في درب الصحابة إيماناً وتوحيداً ونشراً للقرآن والسنة وذبا عنهما وعن حملتهما بفقه وصدق .
لم يتذكر المالكي كل هذا ولم يتذكر تكفير طوائف الروافض بعضهم لبعض ، ولم يتذكر تكفير الخوارج لعثمان وعلي ومن شايعهما وتكفيرهم للأمة بالذنوب والحكم عليهم بالخلود في النار وتكفير بعض طوائفهم لبعض .
وأهل السنة يحاربون هذا التكفير الظالم الهمجي ويناضلون عن الصحابة ومن سار على نهجهم إيمانا وتوحيدا وعقيدة وفقها ومنهجا .
يجهل المالكي كل هذا وذاك ويكيل التهم الظالمة لأهل السنة بل يشارك الروافض والخوارج في تنقص كثير من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فهل ينتظر منه وهذا حاله أن ينصف أصحاب محمد ويغار عليهم أو يوالي ويعادي من أجلهم ؟ وهل ينتظر ممن هذا حاله إنصاف أهل السنة وأهل السنة من فجر التاريخ إلى يومنا هذا.
ونحن نسأل عدنان عرعور ومن معه: لماذا وافقتم على الدخول في حوار يستهدف السلفية وأهلها ويجعلها في قفص الاتهام هذا أولاً؟.
وثانياً: إذا وافقتم على هذه الداهية الدهياء فلماذا لم تواجهوا الهجوم الشرس عليها بهجوم مضاد أقوى من هجوم الروافض يفل حدهم ويقطع دابر كيدهم؟.
إن الذي قمتم به من الدفاع الهزيل جداً كالخذف الذي لا يقتل صيداً ولا ينكأ عدوا ولا يفقأ عيناً ولا يكسر سناً وإن كان بعض الخذف قد يفقأ العين ويكسر السن ولو فقأ دفاعكم لهم عيناً أو كسر سناً لما بارك السامعون منهم ومدحوا موقف عدنان وانهالوا عليه بالثناء .
لقد أكسبت العدو الروافض الجولة يا عدنان وأفرحته وجرحت مشاعر السلفيين.
وثالثاً: نقول لأبي المنتصر البلوشي لماذا هذا التخبط والخلط والتفريق بين المجتمع، والجمع بين المتفرق، قسمت السلفيين إلى سبعة أقسام فجعلت السلفيين الحقيقيين: جامية، مرجئة، مبررين لأعمال الحكام، وهذا تلخيص للاتهامات الظالمة التي يفتريها عليهم القطبيون التكفيريون، وجعلت العلماء قسماً ثانياً وكأن من تسميهم بالجامية جماعة من الجهلة، والواقع أن هذا تقسيم غريب ظالم يفرق بين من جمعهم العلم والعقيدة والمنهج السلفي الصحيح فلا فرق أبداً بين من جعلتهم قسمين.
أما الأقسام الخمسة التي ألصقتها فواقعهم ومناهجهم السياسية والفكرية والعملية ومؤلفاتهم كلها ترفض رفضاً باتاً أن يكونوا من السلفيين، إن واقعهم الممتد من أفغانستان إلى الجزائر إلى سائر أقطار الأرض يرفض ما يقوله البلوشي ومواقفهم من الفتاوى في الأحداث المدلهمة، كأزمة الخليج وفلسطين واليمن وقضية طالبان، وطعنهم في علماء السلفية وتأليب الشباب ضدهم وتنفيرهم منهم، وغير ذلك من الأمور الواضحة المشهورة، ومواقفهم من نقد السلفيين لضلالات سيد قطب وأمثاله وعداوتهم الشديدة لهم، وكيل الاتهامات الكاذبة الظالمة لهم وعداوتهم الشديدة وحربهم الإعلامية المستعرة في الأشرطة والكتب والقنوات الفضائية وشبكات الإنترنت بالإفك والبهتان ومن منطلقات غير سلفية؛ كل ذلك يدفع ما يقوله البلوشي.
ولن يكونوا سلفيين أبداً حتى يرفضوا منهج سيد قطب وتراثه المظلم الذي لا يلتقي مع السلفية بل هو مناقض لها في عقيدتها ومنهجها وأصولها وفروعها فكيف يجتمع النقيضان، لن يكونوا سلفيين أبداً حتى يتبرأوا من هذا الباطل ويحاربوه من منطلق الكتاب والسنة ومن منطلق منهج السلف الصالح .
ولقد توج عدنان موقفه الضعيف المتخاذل بإعلانه بحماس أن الروافض من إخواننا، وإليكم صورة من صور إخائهم لأهل السنة بشهادة أحد علمائهم ألا وهو السيد حسين الموسوي، حيث أدلى بهذه الشهادة الموثقة من مصادرهم المعتمدة في كتابه" لله ثم للتاريخ" من ص(83-92) قال:
((نظرة الشيعة إلى أهل السنة
عندما نطالع كتبنا المعتبرة وأقوال فقهائنا ومجتهدينا نجد أن العدو الوحيد للشيعة هم أهل السنة ولذا وصفوهم بأوصاف وسموهم بأسماء، فسموهم العامة، وسموهم (النواصب)، وما زال الاعتقاد عند معاشر الشيعة أن لكل فرد من أهل السنة ذيلاً في دبره، وإذا شتم أحدهم الآخر وأراد أن يغلظ له في الشتيمة قال له : (عظم سني في قبر أبيك)، وذلك لنجاسة السني في نظرهم إلى درجة لو اغتسل ألف مرة لما طهر ولما ذهبت عنه نجاسته.
وهذا اعتقاد الشيعة جميعاً، إذ إن فقهاءنا قرنوا السني بالكافر والمشرك والخنزير وجعلوه من الأعيان النجسة ولهذا:
1- وجب الاختلاف معهم: فقد روى الصدوق عن علي بن أسباط قال : قلت للرضا عليه السلام : يحدث الأمر لا أجد بداً من معرفته، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك ؟ قال : فقال : أحضر فقيه البلد فاستفته في أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه ) عيون أخبار الرضا 1/275ط طهران .
وعن الحسين بن خالد عن الرضا أنه قال : ( شيعتنا ، المسلمون لأمرنا الآخذون بقولنا المخالفون لأعدائنا ، فمن لم يكن كذلك فليس منا ) الفصول المهمة 225طاقم .
وعن المفضل بن عمر عن جعفر أنه قال : ( كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو متوثق بعروة غيرنا ) الفصول المهمة 225.
2- عدم جواز العمل بما يوافق العامة ويوافق طريقتهم :
وهذا باب عقده الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة فقال :
والأحاديث في ذلك متواترة .. فمن ذلك قول الصادق عليه السلام في الحديثين المختلفين : اعرضوهما على أخبار العامة( ) ، فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه .
وقال الصادق عليه السلام : "إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم".
وقال عليه السلام : "خذ بما فيه خلاف العامة وقال : ماخالف العامة ففيه الرشاد" .
وقال عليه السلام : "ما أنتم والله على شيء مما هم فيه ، ولا هم على شيء مما أنتم فيه ، فخالفوهم ، فما هم من الحقيقة على شيء ".
وقوله عليه السلام : "والله ماجعل الله لأحد خيره في اتباع غيرنا وإن من وافقنا خالف عدونا ومن وافق عدونا في قول أو عمل فليس منا ولا نحن منه" .
وقول العبد الصالح عليه السلام في الحديثين المختلفين : "خذ بما خالف القوم ، وما وافق القوم فاجتنبه ".
وقول الرضا عليه السلام : "إذا ورد عليكم خبران متعارضان فانظروا إلى ما يخالف منهما العامة فخذوه ، وانظروا بما يوافق أخبارهم فدعوه" .
وقول الصادق عليه السلام : "والله ما بقي في أيديهم شيء من الحق إلا استقبال القبلة". انظر الفصول المهمة 325، 326 .
وقال الحر عن هذه الأخبار بأنها : ( قد تجاوزت حد التواتر ، فالعجب من بعض المتأخرين
حيث ظن أن الدليل هنا خبر واحد ) .
وقال أيضا : ( واعلم أنه يظهر من هذه الأحاديث المتواترة ( ) بطلان أكثر القواعد الأصولية المذكورة في كتب العامة ) الفصول المهمة ص 326 .
3- إنهم لا يجتمعون مع السنة على شيء : قال السيد نعمة الله الجزائري : ( إنا لا نجتمع معهم – أي مع السنة – على إله ولا على نبي ولا على إمام ، وذلك أنهم يقولون : إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر .
ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي( )، بل نقول : إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا ) الأنوار الجزائرية 2/278 باب نور في حقيقة دين الإمامية والعلة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف ما تقوله العامة .
عقد الصدوق هذا الباب في علل الشرائع فقال :
عن أبي إسحاق الإرجاني رفعه قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :
أتدري لم أمرتم بالأخذ بخلاف ما تقوله العامة ؟
فقلت لاندري .
فقال: ( إن عليا لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره وكانوا يسألون أمير المؤمنين عليه السلام عن الشيء الذي لا يعلمونه ، فإذا أفتاهم جعلوا له ضدا من عندهم ليلبسوا على الناس ) ص531 طبع إيران .
ويتبادر إلى الأذهان السؤال الآتي :
لو فرضنا أن الحق كان مع العامة في مسألة ما أيجب علينا أن نأخذ بخلاف قولهم؟ أجابني السيد محمد باقر الصدر مرة فقال: "نعم يجب الأخذ بخلاف قولهم، لأن الأخذ بخلاف قولهم وإن كان خطأ فهو أهون من موافقتهم على افتراض وجود الحق عندهم في تلك المسألة" .
إن كراهية الشيعة لأهل السنة ليست وليدة اليوم ، ولا تختص بالسنة المعاصرين ، بل هي كراهية عميقة تمتد إلى الجيل الأول لأهل السنة ، وأعني الصحابة ما عدا ثلاثة منهم وهم أبو ذر والمقداد وسلمان ، ولهذا روى الكليني عن أبي جعفر قال : ( كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري ) روضة الكافي 8/246 .
لو سألنا اليهود : من هم أفضل الناس في ملتكم ؟
لقالوا : إنهم أصحاب موسى .
ولو سألنا النصارى : من هم أفضل الناس في أمتكم ؟
لقالوا : إنهم حواريو عيسى .
ولو سألنا الشيعة : من هم أسوأ الناس في نظركم وعقيدتكم ؟
لقالوا : إنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله :
إن أصحاب محمد هم أكثر الناس تعرضا لسب الشيعة ولعنهم وطعنهم بالذات أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة زوجتا النبي صلوات الله عليه ، لهذا ورد في دعاء صنمي قريش : (اللهم العن صنمي قريش – أبو بكر وعمر- وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما –عائشة وحفصة - ... إلخ ) وهذا دعاء منصوص عليه في الكتب المعتبرة ، وكان الإمام الخميني يقوله بعد صلاة صبح كل يوم .
عن حمزة بن محمد الطيار أنه قال : ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله عليه السلام فقال : (رحمه الله وصلى عليه , قال محمد بن أبي بكر لأمير المؤمنين يوما من الأيام : ابسط يدك أبايعك , فقال : ..؟ ( ) قال : بلى , فبسط يده فقال : أشهد أنَّك إمام مُفتَرَضٌ طاعته وأنَّ أبي (يريد أبا بكر أباه) في النار . رجال الكشي ص61 .
وعن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال:( ما من أهل بيت إلا وفيهم نجيب من أنفسهم , وأنجب النجباء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر ). الكشي ص61 .
وأما عمر... ( )".
واعلم أنَّ في مدينة كاشان الإيرانية في منطقة تسمى (باغي فين) مشهداً على غرار الجندي المجهول فيه قبر وهمي لأبي لؤلؤة فيروز الفارسي المجوسي قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب , حيث أطلقوا عليه ما معناه بالعربية (مرقد بابا شجاع الدين) وبابا شجاع الدين هو لقب أطلقوه على أبي لؤلؤة لقتله عمر بن الخطاب، وقد كتب على جدران هذا المشهد بالفارسي ( مرك بر أبو بكر , مرك بر عمر , مرك بر عثمان ) ومعناه بالعربية : الموت لأبي بكر ، الموت لعمر , الموت لعثمان . وهذا المشهد يُزَار من قِبَلِ الإيرانيين , وتُلقى فيه الأموال والتبرعات , وقد رأيت هذا المشهد بنفسي , وكانت وزارة الإرشاد الإيرانية قد باشرت بتوسيعه وتجديده وفق ذلك قاموا بطبع صورة المشهد على كارتات تستخدم لإرسال الرسائل والمكاتيب .
روى الكليني عن أبي جعفر رضي الله عنه قال:( .. إنَّ الشيخين-أبا بكر وعمر- فارقا الدنيا ولم يتوبا , ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام , فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) روضة الكافي 8/246.
وأما عثمان فعن علي بن يونس البياضي : كان عثمان ..." ( ). الصراط المستقيم 2/30 .
وأما عائشة فقد قال ابن رجب البرسي :( إنَّ عائشة جمعت أربعين ديناراً من .... ( ) ) مشارق أنوار اليقين ص86 .
وإنِّي أتساءل : إذا كان الخلفاء الثلاثة بهذه الصفات فلِمَ بايعهم أمير المؤمنين عليه السلام؟ ولِمَ صار وزيراً لثلاثتهم طيلة مدة خلافتهم ؟ أكان يخافهم ؟ معاذ الله .
ثمَّ إذا كان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب مُصاباً ... ( ) كما قال السيد الجزائري , فكيف إذن زوَّجه أمير المؤمنين عليه السلام ابنته أم كلثوم ؟ أكانت إصابته بهذا الداء خافية على أمير المؤمنين عليه السلام وعرفها السيد الجزائري؟! .. إنَّ الموضوع لا يحتاج إلى أكثر من استعمال العقل للحظات .
روى الكليني :( إنَّ الناس كلهم أولاد زنا أو بغايا ما خلا شيعتنا ) الروضة 8/135 .
ولهذا أباحوا دماء أهل السنَّه وأموالهم , فعن داود بن فرقد قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في قتل النَّاصب ؟ فقال : ( حلال الدم , ولكني اتقي عليك , فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل ) . وسائل الشيعة (18/463) , بحار الأنوار (27/231) .
وعلَّق الإمام الخميني على هذا بقوله :( فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه وابعث إلينا بالخمس ) .
وقال السيد نعمة الله الجزائري :( إنَّ علي بن يقطين وزير الرشيد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين ،فأمر غلمانه وهدموا أسقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل ).الأنوار النعمانية (3/308) .
وتُحَدِّثُنا كتب التاريخ عمَّا جرى في بغداد عند دخول هولاكو فيها , فإنَّه ارتكب أكبر مجزرة عرفها التاريخ ,بحيث صبغ نهر دجلة باللَّون الأحمر لكثرة من قتل من أهل السنَّة , فأنهارٌ من الدماء جرت في نهر دجلة حتى تغيَّر لونه فصار أحمر , وصبغ مرَّة أخرى باللَّون الأزرق لكثرة الكتب التي ألقيت فيه وكل هذا بسبب الوزيرين القصير الطوسي ومحمد بن العلقمي فقد كانا وزيرين للخليفة العباسي , وكانا شيعيَيْن وكانت تجري بينهما وبين هولاكو مراسلات سريَّة حيث تمكَّنا من إقناع هولاكو بدخول بغداد , وإسقاط الخلافة العباسية التي كانا وزيرين فيها , وكانت لهما اليد الطولى في الحكم , ولكنَّهما لم يرتضيا تلك الخلافة لأنَّها تدين بمذهب أهل السنَّة , فدخل هولاكو بغداد , وأسقط الخلافة العباسية , ثم ما لبثا حتى صارا وزيرين لهولاكو مع أنَّ هولاكو كان وثنياً .
ومع ذلك فإنَّ الإمام الخميني يترضى على ابن يقطين والطوسي والعلقمي ويعتبر ما قاموا به يُعَدُّ من أعظم الخدمات الجليلة لدين الإسلام .
وأختم هذا الباب بكلمة أخيرة وهي شاملة وجامعة في هذا الباب قول السيد نعمة الله الجزائري في حكم النَّواصب (أهل السنَّة) فقال:( إنَّهم كفَّار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية , وإنَّهم شرٌّ من اليهود والنَّصارى , وإنَّ من علامات الناصبي تقديم غير عليٍّ عليه في الإمامة ). الأنوار النعمانية /206-207 .
وهكذا نرى أنَّ حكم الشيعة في أهل السنَّة يتلخَّص بما يأتي :
إنَّهم كفَّار ,أنجاس ،شرٌّ من اليهود والنَّصارى ،أولاد بغايا ,يجب قتلهم وأخذ أموالهم ،لا يمكن الالتقاء معهم في شيء لا في ربٍّ ولا نبيٍّ ولا في إمامٍ , ولا يجوز موافقتهم في قولٍ أو عملٍ ,يجب لعنهم وشتمهم وبالذات الجيل الأوَّل أولئك الذين أثنى الله تعالى عليهم في القرآن الكريم ، والذين وقفوا مع رسول الله صلوات الله عليه في دعوته وجهاده ،وإلا فقل لي بالله عليك:من الذي كان مع النبي صلوات الله عليه في كل المعارك التي خاضها مع الكفَّار؟ فمشاركتهم في تلك الحروب كلّها دليل على صدق إيمانهم وجهادهم فلا يلتفت إلى ما يقوله فقهاؤنا .
لمَّا انتهى حكم آل بهلوي في إيران على إثر قيام الثورة الإسلامية وتَسلَّم الإمام الخميني زمام الأمور فيها ,توجب على العلماء الشيعة زيارة وتهنئة الإمام بهذا النَّصر العظيم لقيام أوَّل دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء .
وكان واجب التهنئة يقع عليَّ شخصياً أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بالإمام الخميني فزرت إيران بعد شهر ونصف-وربما أكثر- من دخول الإمام طهران إثر عودته من منفاه باريس ,فرحَّب بي كثيراً ,وكانت زيارتي منفردة عن زيارة وفد علماء الشيعة في العراق.
وفي جلسة خاصَّة مع الإمام قال لي: سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم, سنسفك دماء النَّواصب نقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم، ولن نترك أحداً منهم يُفلت من العقاب ,وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت ,وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأنَّ هاتين المدينتين صارتا معقل الوهَّابيين ,ولا بُدَّ أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة قبلة للنَّاس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام .
لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها وما بقي إلا التنفيذ !!
ملاحظة : اعلم أنَّ حقد الشيعة على العامَّة-أهل السنَّة- حقد لا مثيل له ,ولهذا أجاز فقهاؤنا الكذب على أهل السنَّة وإلصاق التُّهم الكاذبة بهم ،والافتراء عليهم ووصفهم بالفضائح .
والآن ينظر الشيعة إلى أهل السنَّة نظرة حاقدة بناء على توجيهات صدرت من مراجع عُليا وصدرت التوجيهات إلى أفراد الشيعة بوجوب التغلغل في أجهزة الدَّولة ومؤسساتها وبخاصة المهمَّة منها كالجيش والأمن والمخابرات وغيرها من المسالك المهمَّة فضلاً عن صفوف الحزب .
وينتظر الجميع بفارغ الصبر-ساعة الصفر لإعلان الجهاد والانقضاض على أهل السنَّة حيث يتصوَّر عموم الشيعة أنَّهم بذلك يُقدِّمون خدمة لأهل البيت صلوات الله عليهم ونسوا أنَّ الذي يدفعهم إلى هذا أناس يعملون وراء الكواليس ..] اهـ .
ومن عناوين هذا الكتاب ما يأتي:"
1- الطعن في رسول الله .
2- الطعن في فاطمة رضي الله عنها.
3- الطعن في الحسين .
4- الطعن في الحسن .
5- الطعن في الإمام الصادق .
6- الطعن في عقيل والعباس وابنيه .
7- الطعن في علي زين العابدين رحمه الله.
8- المتعة وما يتعلق بها( من تمتع فكأنما زار الكعبة سبعين مرة ومن لم يتمتع فهو كافر).
9- من تمتع أربع مرات فدرجته كدرجة الرسول .
10- الخميني والتمتع بالطفلة والرضيعة.
11- إعارة الفرج .
12- عبد الحسين شرف الدين وإباحة اللواط.
13- الخمس.
14- القول بتحريف القرآن.
15- نظرة الشيعة لأهل السنة.
16- الطعن في الخلفاء الراشدين وفي أمهات المؤمنين.
17- إباحة دماء أهل السنة.
18- زيارة خاصة للخميني.
19- أثر العناصر الأجنبية في صنع التشيع.
20- الإمام الثاني عشر."
فهذه صورة من صور كثيرة من دينهم وعقيدتهم وتكفيرهم لأصحاب محمد والطعن فيهم بل والطعن في النبي وأهل بيته، ونظرتهم لأهل السنة وما يكنونه لهم من تكفير وشتائم وطعون .
فهل يصح بعد هذا وغيره أن يقال في الروافض إنهم إخواننا في الدين؟!!، وأي مسلم مستعد لمؤاخاتهم في هذا الدين!!.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
انتهت الحلقة الأولى ويليها الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى.
وكتبه :
ربيع بن هادي عمير المدخلي
24شوال 1424 من الهجرة النبوية
مكة المكرمة
ما دار في قناة المستقلة
من الحوار حول السلفية الذي أجراه الهاشمي
(وبيان شيء من حال الروافض)
[الحلقة الأولى]
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :
فقد سلمني بعض الشباب السلفي بعض الأشرطة التي سجلوا فيها بعض الحلقات التي دار فيها النقاش في قناة المستقلة التي يديرها من بريطانيا محمد الهاشمي وشارك فيها عدد من المنتسبين إلى السنة مثل عدنان عرعور وعبد الرحمن الدمشقية وأبو المنتصر البلوشي وبعض الرافضة الصرحاء كالأسدي أو المتعاطفين معهم والله أعلم بحالهم .
هذه المناقشات الهزيلة التي جعلت السلفية وأهلها ومصادرها وأئمتها هدفاً للطعن والتشويه من قبل الرافضة تحت إشراف محمد الهاشمي الذي سمحت له نفسه أن يجعل السلفية هدفاً لطعن الرافضة ولم تسمح نفسه بالكلام في الرافضة بحجة أنه لا يمثلهم أحد أو كما قال .
إن قضية التكفير موجودة في كل ديانة كاليهودية والنصرانية وعند كل الفرق الضالة المنتسبة للإسلام فلماذا توضع السلفية فقط في قفص الاتهام وهي لا تكفّر إلا من يستحق التكفير وبشروط.
إذا كان الباعث هو التكفير والتفجير الحالي فالسلفية وأهلها قد حاربوه قبل الناس جميعاً وحددوا مصادره وقيادته وحذروا وأنذروا .
ومن أجل هذا أطلق القطبيون التكفيريون على السلفيين: الجامية والمرجئة والعملاء والجواسيس، بل ويكفرونهم وشنوا عليهم حرباً إعلامية وسياسية وفكرية أشد من حربهم للحكام بل قتلوهم في أفغانستان والجزائر والسودان .
فلماذا يذهب الحوار والمتحاورون بعيداً عن مصدر الفتنة لماذا يذهبون بعيداً عن التكفير الظالم الفوضوي تكفير الروافض والخوارج، والخوارج الجدد ومصادر هذه الفئات وقادتها وكتابها.
إن هذا التكفير الخارجي الجديد مدعوم من قبل الروافض دعماً واضحاً لا غبار عليه فإيران تمجد سيد قطب وتنشر كتبه وتترجمها وتجعله رمزاً من رموزها وهذا أمر مشهود يعرفه كل مثقف وكثير من العوام.
لماذا لم يضع المتحاورون أيديهم على مكمن الداء إن كنتم غفلتم أو صرفكم صارف فارجعوا إلى صوابكم وتحلوا بالإنصاف وضعوا أيديكم على مكمن الداء بكل شجاعة وصراحة مكمن التكفير الظالم الباغي الرافضي والخارجي القديم والجديد.
وإنه من الظلم أن يجعل موضوع الحوار هو السلفية وأهلها وأن يرضى عدنان ومن معه المشاركة في هذا الحوار وأن يسيروا على الطريقة التي رسمها لهم محمد الهاشمي المسئول عن قناة المستقلة وأن يكون مناظروهم من الرافضة الواضحين والمتعاطفين معهم .
ونحن نأسف أشد الأسف للدفاع الهزيل الذي يقوم به من يمثلون السنة تجاه الهجوم الفاجر العنيف على السلفية ولا سيما من قبل حسن المالكي العدو اللدود للسلفية وأهلها الذي يكيل التهم الكاذبة لأهل السنة السلفيين بأنهم يكفرون الأمة ويزعم أن كتبهم مليئة بذلك. ولم يتذكر تكفير الروافض للصحابة وعلى رأسهم أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين رضي الله عنهم وما نقموا منهم إلا أنهم آمنوا بالله ووحدوه وآمنوا برسوله وعزروه ونصروه وقضوا على ردة المرتدين وفتحوا البلدان بالتوحيد والإيمان كما كفر الروافض أهل السنة وما نقموا منهم إلا أن ساروا في درب الصحابة إيماناً وتوحيداً ونشراً للقرآن والسنة وذبا عنهما وعن حملتهما بفقه وصدق .
لم يتذكر المالكي كل هذا ولم يتذكر تكفير طوائف الروافض بعضهم لبعض ، ولم يتذكر تكفير الخوارج لعثمان وعلي ومن شايعهما وتكفيرهم للأمة بالذنوب والحكم عليهم بالخلود في النار وتكفير بعض طوائفهم لبعض .
وأهل السنة يحاربون هذا التكفير الظالم الهمجي ويناضلون عن الصحابة ومن سار على نهجهم إيمانا وتوحيدا وعقيدة وفقها ومنهجا .
يجهل المالكي كل هذا وذاك ويكيل التهم الظالمة لأهل السنة بل يشارك الروافض والخوارج في تنقص كثير من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فهل ينتظر منه وهذا حاله أن ينصف أصحاب محمد ويغار عليهم أو يوالي ويعادي من أجلهم ؟ وهل ينتظر ممن هذا حاله إنصاف أهل السنة وأهل السنة من فجر التاريخ إلى يومنا هذا.
ونحن نسأل عدنان عرعور ومن معه: لماذا وافقتم على الدخول في حوار يستهدف السلفية وأهلها ويجعلها في قفص الاتهام هذا أولاً؟.
وثانياً: إذا وافقتم على هذه الداهية الدهياء فلماذا لم تواجهوا الهجوم الشرس عليها بهجوم مضاد أقوى من هجوم الروافض يفل حدهم ويقطع دابر كيدهم؟.
إن الذي قمتم به من الدفاع الهزيل جداً كالخذف الذي لا يقتل صيداً ولا ينكأ عدوا ولا يفقأ عيناً ولا يكسر سناً وإن كان بعض الخذف قد يفقأ العين ويكسر السن ولو فقأ دفاعكم لهم عيناً أو كسر سناً لما بارك السامعون منهم ومدحوا موقف عدنان وانهالوا عليه بالثناء .
لقد أكسبت العدو الروافض الجولة يا عدنان وأفرحته وجرحت مشاعر السلفيين.
وثالثاً: نقول لأبي المنتصر البلوشي لماذا هذا التخبط والخلط والتفريق بين المجتمع، والجمع بين المتفرق، قسمت السلفيين إلى سبعة أقسام فجعلت السلفيين الحقيقيين: جامية، مرجئة، مبررين لأعمال الحكام، وهذا تلخيص للاتهامات الظالمة التي يفتريها عليهم القطبيون التكفيريون، وجعلت العلماء قسماً ثانياً وكأن من تسميهم بالجامية جماعة من الجهلة، والواقع أن هذا تقسيم غريب ظالم يفرق بين من جمعهم العلم والعقيدة والمنهج السلفي الصحيح فلا فرق أبداً بين من جعلتهم قسمين.
أما الأقسام الخمسة التي ألصقتها فواقعهم ومناهجهم السياسية والفكرية والعملية ومؤلفاتهم كلها ترفض رفضاً باتاً أن يكونوا من السلفيين، إن واقعهم الممتد من أفغانستان إلى الجزائر إلى سائر أقطار الأرض يرفض ما يقوله البلوشي ومواقفهم من الفتاوى في الأحداث المدلهمة، كأزمة الخليج وفلسطين واليمن وقضية طالبان، وطعنهم في علماء السلفية وتأليب الشباب ضدهم وتنفيرهم منهم، وغير ذلك من الأمور الواضحة المشهورة، ومواقفهم من نقد السلفيين لضلالات سيد قطب وأمثاله وعداوتهم الشديدة لهم، وكيل الاتهامات الكاذبة الظالمة لهم وعداوتهم الشديدة وحربهم الإعلامية المستعرة في الأشرطة والكتب والقنوات الفضائية وشبكات الإنترنت بالإفك والبهتان ومن منطلقات غير سلفية؛ كل ذلك يدفع ما يقوله البلوشي.
ولن يكونوا سلفيين أبداً حتى يرفضوا منهج سيد قطب وتراثه المظلم الذي لا يلتقي مع السلفية بل هو مناقض لها في عقيدتها ومنهجها وأصولها وفروعها فكيف يجتمع النقيضان، لن يكونوا سلفيين أبداً حتى يتبرأوا من هذا الباطل ويحاربوه من منطلق الكتاب والسنة ومن منطلق منهج السلف الصالح .
ولقد توج عدنان موقفه الضعيف المتخاذل بإعلانه بحماس أن الروافض من إخواننا، وإليكم صورة من صور إخائهم لأهل السنة بشهادة أحد علمائهم ألا وهو السيد حسين الموسوي، حيث أدلى بهذه الشهادة الموثقة من مصادرهم المعتمدة في كتابه" لله ثم للتاريخ" من ص(83-92) قال:
((نظرة الشيعة إلى أهل السنة
عندما نطالع كتبنا المعتبرة وأقوال فقهائنا ومجتهدينا نجد أن العدو الوحيد للشيعة هم أهل السنة ولذا وصفوهم بأوصاف وسموهم بأسماء، فسموهم العامة، وسموهم (النواصب)، وما زال الاعتقاد عند معاشر الشيعة أن لكل فرد من أهل السنة ذيلاً في دبره، وإذا شتم أحدهم الآخر وأراد أن يغلظ له في الشتيمة قال له : (عظم سني في قبر أبيك)، وذلك لنجاسة السني في نظرهم إلى درجة لو اغتسل ألف مرة لما طهر ولما ذهبت عنه نجاسته.
وهذا اعتقاد الشيعة جميعاً، إذ إن فقهاءنا قرنوا السني بالكافر والمشرك والخنزير وجعلوه من الأعيان النجسة ولهذا:
1- وجب الاختلاف معهم: فقد روى الصدوق عن علي بن أسباط قال : قلت للرضا عليه السلام : يحدث الأمر لا أجد بداً من معرفته، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك ؟ قال : فقال : أحضر فقيه البلد فاستفته في أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه ) عيون أخبار الرضا 1/275ط طهران .
وعن الحسين بن خالد عن الرضا أنه قال : ( شيعتنا ، المسلمون لأمرنا الآخذون بقولنا المخالفون لأعدائنا ، فمن لم يكن كذلك فليس منا ) الفصول المهمة 225طاقم .
وعن المفضل بن عمر عن جعفر أنه قال : ( كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو متوثق بعروة غيرنا ) الفصول المهمة 225.
2- عدم جواز العمل بما يوافق العامة ويوافق طريقتهم :
وهذا باب عقده الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة فقال :
والأحاديث في ذلك متواترة .. فمن ذلك قول الصادق عليه السلام في الحديثين المختلفين : اعرضوهما على أخبار العامة( ) ، فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه .
وقال الصادق عليه السلام : "إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم".
وقال عليه السلام : "خذ بما فيه خلاف العامة وقال : ماخالف العامة ففيه الرشاد" .
وقال عليه السلام : "ما أنتم والله على شيء مما هم فيه ، ولا هم على شيء مما أنتم فيه ، فخالفوهم ، فما هم من الحقيقة على شيء ".
وقوله عليه السلام : "والله ماجعل الله لأحد خيره في اتباع غيرنا وإن من وافقنا خالف عدونا ومن وافق عدونا في قول أو عمل فليس منا ولا نحن منه" .
وقول العبد الصالح عليه السلام في الحديثين المختلفين : "خذ بما خالف القوم ، وما وافق القوم فاجتنبه ".
وقول الرضا عليه السلام : "إذا ورد عليكم خبران متعارضان فانظروا إلى ما يخالف منهما العامة فخذوه ، وانظروا بما يوافق أخبارهم فدعوه" .
وقول الصادق عليه السلام : "والله ما بقي في أيديهم شيء من الحق إلا استقبال القبلة". انظر الفصول المهمة 325، 326 .
وقال الحر عن هذه الأخبار بأنها : ( قد تجاوزت حد التواتر ، فالعجب من بعض المتأخرين
حيث ظن أن الدليل هنا خبر واحد ) .
وقال أيضا : ( واعلم أنه يظهر من هذه الأحاديث المتواترة ( ) بطلان أكثر القواعد الأصولية المذكورة في كتب العامة ) الفصول المهمة ص 326 .
3- إنهم لا يجتمعون مع السنة على شيء : قال السيد نعمة الله الجزائري : ( إنا لا نجتمع معهم – أي مع السنة – على إله ولا على نبي ولا على إمام ، وذلك أنهم يقولون : إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر .
ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي( )، بل نقول : إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا ) الأنوار الجزائرية 2/278 باب نور في حقيقة دين الإمامية والعلة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف ما تقوله العامة .
عقد الصدوق هذا الباب في علل الشرائع فقال :
عن أبي إسحاق الإرجاني رفعه قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :
أتدري لم أمرتم بالأخذ بخلاف ما تقوله العامة ؟
فقلت لاندري .
فقال: ( إن عليا لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره وكانوا يسألون أمير المؤمنين عليه السلام عن الشيء الذي لا يعلمونه ، فإذا أفتاهم جعلوا له ضدا من عندهم ليلبسوا على الناس ) ص531 طبع إيران .
ويتبادر إلى الأذهان السؤال الآتي :
لو فرضنا أن الحق كان مع العامة في مسألة ما أيجب علينا أن نأخذ بخلاف قولهم؟ أجابني السيد محمد باقر الصدر مرة فقال: "نعم يجب الأخذ بخلاف قولهم، لأن الأخذ بخلاف قولهم وإن كان خطأ فهو أهون من موافقتهم على افتراض وجود الحق عندهم في تلك المسألة" .
إن كراهية الشيعة لأهل السنة ليست وليدة اليوم ، ولا تختص بالسنة المعاصرين ، بل هي كراهية عميقة تمتد إلى الجيل الأول لأهل السنة ، وأعني الصحابة ما عدا ثلاثة منهم وهم أبو ذر والمقداد وسلمان ، ولهذا روى الكليني عن أبي جعفر قال : ( كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري ) روضة الكافي 8/246 .
لو سألنا اليهود : من هم أفضل الناس في ملتكم ؟
لقالوا : إنهم أصحاب موسى .
ولو سألنا النصارى : من هم أفضل الناس في أمتكم ؟
لقالوا : إنهم حواريو عيسى .
ولو سألنا الشيعة : من هم أسوأ الناس في نظركم وعقيدتكم ؟
لقالوا : إنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله :
إن أصحاب محمد هم أكثر الناس تعرضا لسب الشيعة ولعنهم وطعنهم بالذات أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة زوجتا النبي صلوات الله عليه ، لهذا ورد في دعاء صنمي قريش : (اللهم العن صنمي قريش – أبو بكر وعمر- وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما –عائشة وحفصة - ... إلخ ) وهذا دعاء منصوص عليه في الكتب المعتبرة ، وكان الإمام الخميني يقوله بعد صلاة صبح كل يوم .
عن حمزة بن محمد الطيار أنه قال : ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله عليه السلام فقال : (رحمه الله وصلى عليه , قال محمد بن أبي بكر لأمير المؤمنين يوما من الأيام : ابسط يدك أبايعك , فقال : ..؟ ( ) قال : بلى , فبسط يده فقال : أشهد أنَّك إمام مُفتَرَضٌ طاعته وأنَّ أبي (يريد أبا بكر أباه) في النار . رجال الكشي ص61 .
وعن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال:( ما من أهل بيت إلا وفيهم نجيب من أنفسهم , وأنجب النجباء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر ). الكشي ص61 .
وأما عمر... ( )".
واعلم أنَّ في مدينة كاشان الإيرانية في منطقة تسمى (باغي فين) مشهداً على غرار الجندي المجهول فيه قبر وهمي لأبي لؤلؤة فيروز الفارسي المجوسي قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب , حيث أطلقوا عليه ما معناه بالعربية (مرقد بابا شجاع الدين) وبابا شجاع الدين هو لقب أطلقوه على أبي لؤلؤة لقتله عمر بن الخطاب، وقد كتب على جدران هذا المشهد بالفارسي ( مرك بر أبو بكر , مرك بر عمر , مرك بر عثمان ) ومعناه بالعربية : الموت لأبي بكر ، الموت لعمر , الموت لعثمان . وهذا المشهد يُزَار من قِبَلِ الإيرانيين , وتُلقى فيه الأموال والتبرعات , وقد رأيت هذا المشهد بنفسي , وكانت وزارة الإرشاد الإيرانية قد باشرت بتوسيعه وتجديده وفق ذلك قاموا بطبع صورة المشهد على كارتات تستخدم لإرسال الرسائل والمكاتيب .
روى الكليني عن أبي جعفر رضي الله عنه قال:( .. إنَّ الشيخين-أبا بكر وعمر- فارقا الدنيا ولم يتوبا , ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام , فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) روضة الكافي 8/246.
وأما عثمان فعن علي بن يونس البياضي : كان عثمان ..." ( ). الصراط المستقيم 2/30 .
وأما عائشة فقد قال ابن رجب البرسي :( إنَّ عائشة جمعت أربعين ديناراً من .... ( ) ) مشارق أنوار اليقين ص86 .
وإنِّي أتساءل : إذا كان الخلفاء الثلاثة بهذه الصفات فلِمَ بايعهم أمير المؤمنين عليه السلام؟ ولِمَ صار وزيراً لثلاثتهم طيلة مدة خلافتهم ؟ أكان يخافهم ؟ معاذ الله .
ثمَّ إذا كان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب مُصاباً ... ( ) كما قال السيد الجزائري , فكيف إذن زوَّجه أمير المؤمنين عليه السلام ابنته أم كلثوم ؟ أكانت إصابته بهذا الداء خافية على أمير المؤمنين عليه السلام وعرفها السيد الجزائري؟! .. إنَّ الموضوع لا يحتاج إلى أكثر من استعمال العقل للحظات .
روى الكليني :( إنَّ الناس كلهم أولاد زنا أو بغايا ما خلا شيعتنا ) الروضة 8/135 .
ولهذا أباحوا دماء أهل السنَّه وأموالهم , فعن داود بن فرقد قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في قتل النَّاصب ؟ فقال : ( حلال الدم , ولكني اتقي عليك , فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل ) . وسائل الشيعة (18/463) , بحار الأنوار (27/231) .
وعلَّق الإمام الخميني على هذا بقوله :( فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه وابعث إلينا بالخمس ) .
وقال السيد نعمة الله الجزائري :( إنَّ علي بن يقطين وزير الرشيد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين ،فأمر غلمانه وهدموا أسقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل ).الأنوار النعمانية (3/308) .
وتُحَدِّثُنا كتب التاريخ عمَّا جرى في بغداد عند دخول هولاكو فيها , فإنَّه ارتكب أكبر مجزرة عرفها التاريخ ,بحيث صبغ نهر دجلة باللَّون الأحمر لكثرة من قتل من أهل السنَّة , فأنهارٌ من الدماء جرت في نهر دجلة حتى تغيَّر لونه فصار أحمر , وصبغ مرَّة أخرى باللَّون الأزرق لكثرة الكتب التي ألقيت فيه وكل هذا بسبب الوزيرين القصير الطوسي ومحمد بن العلقمي فقد كانا وزيرين للخليفة العباسي , وكانا شيعيَيْن وكانت تجري بينهما وبين هولاكو مراسلات سريَّة حيث تمكَّنا من إقناع هولاكو بدخول بغداد , وإسقاط الخلافة العباسية التي كانا وزيرين فيها , وكانت لهما اليد الطولى في الحكم , ولكنَّهما لم يرتضيا تلك الخلافة لأنَّها تدين بمذهب أهل السنَّة , فدخل هولاكو بغداد , وأسقط الخلافة العباسية , ثم ما لبثا حتى صارا وزيرين لهولاكو مع أنَّ هولاكو كان وثنياً .
ومع ذلك فإنَّ الإمام الخميني يترضى على ابن يقطين والطوسي والعلقمي ويعتبر ما قاموا به يُعَدُّ من أعظم الخدمات الجليلة لدين الإسلام .
وأختم هذا الباب بكلمة أخيرة وهي شاملة وجامعة في هذا الباب قول السيد نعمة الله الجزائري في حكم النَّواصب (أهل السنَّة) فقال:( إنَّهم كفَّار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية , وإنَّهم شرٌّ من اليهود والنَّصارى , وإنَّ من علامات الناصبي تقديم غير عليٍّ عليه في الإمامة ). الأنوار النعمانية /206-207 .
وهكذا نرى أنَّ حكم الشيعة في أهل السنَّة يتلخَّص بما يأتي :
إنَّهم كفَّار ,أنجاس ،شرٌّ من اليهود والنَّصارى ،أولاد بغايا ,يجب قتلهم وأخذ أموالهم ،لا يمكن الالتقاء معهم في شيء لا في ربٍّ ولا نبيٍّ ولا في إمامٍ , ولا يجوز موافقتهم في قولٍ أو عملٍ ,يجب لعنهم وشتمهم وبالذات الجيل الأوَّل أولئك الذين أثنى الله تعالى عليهم في القرآن الكريم ، والذين وقفوا مع رسول الله صلوات الله عليه في دعوته وجهاده ،وإلا فقل لي بالله عليك:من الذي كان مع النبي صلوات الله عليه في كل المعارك التي خاضها مع الكفَّار؟ فمشاركتهم في تلك الحروب كلّها دليل على صدق إيمانهم وجهادهم فلا يلتفت إلى ما يقوله فقهاؤنا .
لمَّا انتهى حكم آل بهلوي في إيران على إثر قيام الثورة الإسلامية وتَسلَّم الإمام الخميني زمام الأمور فيها ,توجب على العلماء الشيعة زيارة وتهنئة الإمام بهذا النَّصر العظيم لقيام أوَّل دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء .
وكان واجب التهنئة يقع عليَّ شخصياً أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بالإمام الخميني فزرت إيران بعد شهر ونصف-وربما أكثر- من دخول الإمام طهران إثر عودته من منفاه باريس ,فرحَّب بي كثيراً ,وكانت زيارتي منفردة عن زيارة وفد علماء الشيعة في العراق.
وفي جلسة خاصَّة مع الإمام قال لي: سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم, سنسفك دماء النَّواصب نقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم، ولن نترك أحداً منهم يُفلت من العقاب ,وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت ,وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأنَّ هاتين المدينتين صارتا معقل الوهَّابيين ,ولا بُدَّ أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة قبلة للنَّاس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام .
لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها وما بقي إلا التنفيذ !!
ملاحظة : اعلم أنَّ حقد الشيعة على العامَّة-أهل السنَّة- حقد لا مثيل له ,ولهذا أجاز فقهاؤنا الكذب على أهل السنَّة وإلصاق التُّهم الكاذبة بهم ،والافتراء عليهم ووصفهم بالفضائح .
والآن ينظر الشيعة إلى أهل السنَّة نظرة حاقدة بناء على توجيهات صدرت من مراجع عُليا وصدرت التوجيهات إلى أفراد الشيعة بوجوب التغلغل في أجهزة الدَّولة ومؤسساتها وبخاصة المهمَّة منها كالجيش والأمن والمخابرات وغيرها من المسالك المهمَّة فضلاً عن صفوف الحزب .
وينتظر الجميع بفارغ الصبر-ساعة الصفر لإعلان الجهاد والانقضاض على أهل السنَّة حيث يتصوَّر عموم الشيعة أنَّهم بذلك يُقدِّمون خدمة لأهل البيت صلوات الله عليهم ونسوا أنَّ الذي يدفعهم إلى هذا أناس يعملون وراء الكواليس ..] اهـ .
ومن عناوين هذا الكتاب ما يأتي:"
1- الطعن في رسول الله .
2- الطعن في فاطمة رضي الله عنها.
3- الطعن في الحسين .
4- الطعن في الحسن .
5- الطعن في الإمام الصادق .
6- الطعن في عقيل والعباس وابنيه .
7- الطعن في علي زين العابدين رحمه الله.
8- المتعة وما يتعلق بها( من تمتع فكأنما زار الكعبة سبعين مرة ومن لم يتمتع فهو كافر).
9- من تمتع أربع مرات فدرجته كدرجة الرسول .
10- الخميني والتمتع بالطفلة والرضيعة.
11- إعارة الفرج .
12- عبد الحسين شرف الدين وإباحة اللواط.
13- الخمس.
14- القول بتحريف القرآن.
15- نظرة الشيعة لأهل السنة.
16- الطعن في الخلفاء الراشدين وفي أمهات المؤمنين.
17- إباحة دماء أهل السنة.
18- زيارة خاصة للخميني.
19- أثر العناصر الأجنبية في صنع التشيع.
20- الإمام الثاني عشر."
فهذه صورة من صور كثيرة من دينهم وعقيدتهم وتكفيرهم لأصحاب محمد والطعن فيهم بل والطعن في النبي وأهل بيته، ونظرتهم لأهل السنة وما يكنونه لهم من تكفير وشتائم وطعون .
فهل يصح بعد هذا وغيره أن يقال في الروافض إنهم إخواننا في الدين؟!!، وأي مسلم مستعد لمؤاخاتهم في هذا الدين!!.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
انتهت الحلقة الأولى ويليها الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى.
وكتبه :
ربيع بن هادي عمير المدخلي
24شوال 1424 من الهجرة النبوية
مكة المكرمة