سؤال :هل تنصحون بما يفعله بعض طلبة العلم في تجرّدهم لنقد كتب بعض علمائنا صحّة وضعفًا، كالنظرات في السلسلة والنظرات في صفة الصلاة؟
الجواب:باب النقد للألباني ولأمثاله مفتوح ـ واالله ولا يغضب من ذلك لا الألباني ولا أمثاله من حملة السنّة، النقد المؤدَّب الذي يحترم العلماء، وليس له هدف إلاّ بيان الحقّ، فهذا بدأ من عهد الصحابة ولا ينتهي.
فقد انتقد الشافعي مالكًا، وانتقد أصحاب أبي حنيفة وانتقد أحمد ـ بارك الله فيك ـ كلّ هذه المذاهب واستمر هذا النقد إلى يومناهذا في شتى العلوم.
فالنقد ـ يا إخوان ـ لا يجوز سدّ هذا الباب،لأنّنا نقول بسدّ باب الاجتهاد ـ بارك الله فيكم ـ.
ولا نعطي قداسة لأفكار أحد أبدًا كائنًا مَنكان. فالخطأ يُردّ من أيّ شخص كان، سلفيًّا أو غير سلفي.ولكنّ التعامل مع أهل الحقّ والسنّة الذين عرفنا إخلاصهم واجتهادهم ونصحهم لله ولكتابه ورسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم التعامل معهم غير التعامل مع أهل البدع والضلال.وارجعوا إلى كتاب الحافظ ابن رجب رحمه الله:.( الفرق بين النصيحه والتعيير )
إذ تكلّم وبيَّن فقال: بيان الهدى وبيان الحقّ لابدّ منه وقد انتُقد سعيد بن المسيب وابن عباس وطاووس وأصحاب ابن عباس وانتُقِدوا وانتُقِدوا، وما قال أحد: إنّ هذا طعن، ما يقول بهذا إلاّ أهل الأهواء،فنحن إذا انتقدنا الألباني ما نسلك مسلك أهل الأهواء فنقول: لا لا تنتقدواالألباني، طيِّب أخطاؤه تنتشر باسم الدين، وإلاّ أخطاء ابن باز، وإلاّ أخطاء ابن تيمية وإلاّ أخطاء أيّ واحد .
أيّ خطأ يجب أن يبيّن للناس أنّ هذا خطأ،مهما عَلَت منزلة هذا الشخص الذي صدر منه هذا الخطأ. لأنّنا كما قلنا غير مرّة بأنّ خطأه يُنسب إلى دين الله.
لكن نميِّز ـ كما قلت ـ بين أهل السنّة وأهل البدعة، وكما قال ابن حجر وقال غيره: . يهان لأنّ قصده سيئ، المبتدع صاحب هوى كما قال الله تبارك وتعالى: { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُمُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ } 7 ال عمرانقال رسول الله عليه الصلاة والسلام:فالله سبحانه وتعالى وصفهم بأنهم يتقصَّدون الفتنة، يتّبعون المتشابه ويتركون المحكَم الواضح البيِّن ويذهبون إلى المتشابه يتعلّقون به ويحتجّون به، ولا يسلكون مسالك أهل الهدى وأهل الحقّ من الصحابةوالتابعين بإحالة المتشابه إلى المحكَم، فيصير المتشابه محكَمًا بإعادته إلى المحكَم يصير محكمًا.وهؤلاء يستغلّون المتشابه قصدًا واتباعًا للهوى ليضلّوا أنفسهم ويضلّوا الناس فماذا يستحقّون؟ يستحقّون الإهانة والتشريد إلى درجة أنّ هذا الذي يتَّبِع المتشابه إذا أصبح داعيًا يُقتل أو يضرب على حسب فتنته، فضلاً أن يُنتَقَد ويُقْسى عليه في النقد عند الحاجة والضرورة.
فأحمد بن حنبل مثلاً يقول: (إذارأيتَ الرجلَ ينتقّص حمّاد بن سلمة فاتّهمه على الإسلام، لماذا؟ لأنّه كان شديدًاعلى أهل البدع) .فهذه محمدة لا تصير الشدّة على أهل البدع مذمّة ـ على أنّنا لا ننصح بالشدّة ـ لكن لو حصلت فَلْتَة من ناصح ما تُتَّخذ مذمّة ووسيلةً للصدّ عمّا ينصر به الإسلام وينصر به السنّة.فإنّ أهل الأهواء الآن تعلّقوا مثلاً بكلمة: فنفَّروا من كتبه.هل كان السلف إذا قالوا: فلان شديد على أهل البدع يذمّونه بهذا؟ أو يريدون بذلك الصدّ عن سبيل الله كما يفعل هؤلاء من أهل الأهواء الآن.
فالشاهد أنّ النقد لأهل العلم ومن أهل العلم ينتقد بعضهم بعضًا ويبيّنون للناس الخطأ تحاشيًا من نسبة هذا الخطأ إلى دين الله عزّ وجلّ هذا واجب ولا نقول: جائز.واجب أن تبيّنوا للناس الحقّ وتميزوا بين الحقّ والباطل { وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } 187 ال عمران { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَني إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُنكَرِ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }79 ال عمران فالنقد من باب إنكار المنكر، فنقد الأشخاص السلفيين الكبار إذا أخطأوا وبيان خطأهم هذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن باب البيان الذي أوجبه الله، ومن باب النصيحة التي أوجبها الله وحتَّمها عليناولهذا تجد ابن عباس قال كما قلت لكم وعمران بن حصين وغيرهم انتقدوا عمر في (قوله) بالإفراد ـ بارك الله فيكم ـ.
فالنقد هذا موجود ويجب أن يستمر للصغير والكبير والجليل والحقير من الأمور، بيان الخطأ وبيان البدع ونقد الأخطاء ونقدالبدع، مع التصريح باحترام أهل السنّة وإثبات أنّ للمجتهد إذا أصاب أجرين، وإذاأخطأ فله أجر واحد، هذا ما ندين الله به في نقد أهل السنّة وليس كذلك أهل البدع.فأهل البدع ما نقول فيهم إنهم مجتهدون لأنهم متّبعون للهوى بشهادة الله وشهادة رسوله عليه الصلاة والسلام، فالمبتدع الضالّ يفرِّق الآن ويخطئ فيقول لك: هذا اجتهاد، لَمّا قَتل حكمتيار والأحزابُ الضالّةُجميلَ الرحمنِ قالوا: هذا اجتهاد، استباحة دماء السلفيين اجتهاد عندهم، وهكذا لا يقع في ضلالة وطامّة إلاّ قالوا: اجتهاد.فهذا تمييع الإسلام وخلط بين الباطل والضلال والبدع وبين الحقّ، ومساواة أخطاء المجتهدين التي يثابون عليها بالبدع التي توعَّد رسول الله عليها بالنار.وقال: إنها ضلالة وقال: إنها شرّ الأمور.
فهذا تمييع وظلم للإسلام يجب أن يتبصّر فيه المسلمون فيميزون بين أهل الهدى وكيف ينتقدونهم ويبيّنون أخطاءهم وبين أهل الضلال وكيف يتعاملون معهم.
الجواب:باب النقد للألباني ولأمثاله مفتوح ـ واالله ولا يغضب من ذلك لا الألباني ولا أمثاله من حملة السنّة، النقد المؤدَّب الذي يحترم العلماء، وليس له هدف إلاّ بيان الحقّ، فهذا بدأ من عهد الصحابة ولا ينتهي.
فقد انتقد الشافعي مالكًا، وانتقد أصحاب أبي حنيفة وانتقد أحمد ـ بارك الله فيك ـ كلّ هذه المذاهب واستمر هذا النقد إلى يومناهذا في شتى العلوم.
فالنقد ـ يا إخوان ـ لا يجوز سدّ هذا الباب،لأنّنا نقول بسدّ باب الاجتهاد ـ بارك الله فيكم ـ.
ولا نعطي قداسة لأفكار أحد أبدًا كائنًا مَنكان. فالخطأ يُردّ من أيّ شخص كان، سلفيًّا أو غير سلفي.ولكنّ التعامل مع أهل الحقّ والسنّة الذين عرفنا إخلاصهم واجتهادهم ونصحهم لله ولكتابه ورسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم التعامل معهم غير التعامل مع أهل البدع والضلال.وارجعوا إلى كتاب الحافظ ابن رجب رحمه الله:.( الفرق بين النصيحه والتعيير )
إذ تكلّم وبيَّن فقال: بيان الهدى وبيان الحقّ لابدّ منه وقد انتُقد سعيد بن المسيب وابن عباس وطاووس وأصحاب ابن عباس وانتُقِدوا وانتُقِدوا، وما قال أحد: إنّ هذا طعن، ما يقول بهذا إلاّ أهل الأهواء،فنحن إذا انتقدنا الألباني ما نسلك مسلك أهل الأهواء فنقول: لا لا تنتقدواالألباني، طيِّب أخطاؤه تنتشر باسم الدين، وإلاّ أخطاء ابن باز، وإلاّ أخطاء ابن تيمية وإلاّ أخطاء أيّ واحد .
أيّ خطأ يجب أن يبيّن للناس أنّ هذا خطأ،مهما عَلَت منزلة هذا الشخص الذي صدر منه هذا الخطأ. لأنّنا كما قلنا غير مرّة بأنّ خطأه يُنسب إلى دين الله.
لكن نميِّز ـ كما قلت ـ بين أهل السنّة وأهل البدعة، وكما قال ابن حجر وقال غيره: . يهان لأنّ قصده سيئ، المبتدع صاحب هوى كما قال الله تبارك وتعالى: { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُمُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ } 7 ال عمرانقال رسول الله عليه الصلاة والسلام:فالله سبحانه وتعالى وصفهم بأنهم يتقصَّدون الفتنة، يتّبعون المتشابه ويتركون المحكَم الواضح البيِّن ويذهبون إلى المتشابه يتعلّقون به ويحتجّون به، ولا يسلكون مسالك أهل الهدى وأهل الحقّ من الصحابةوالتابعين بإحالة المتشابه إلى المحكَم، فيصير المتشابه محكَمًا بإعادته إلى المحكَم يصير محكمًا.وهؤلاء يستغلّون المتشابه قصدًا واتباعًا للهوى ليضلّوا أنفسهم ويضلّوا الناس فماذا يستحقّون؟ يستحقّون الإهانة والتشريد إلى درجة أنّ هذا الذي يتَّبِع المتشابه إذا أصبح داعيًا يُقتل أو يضرب على حسب فتنته، فضلاً أن يُنتَقَد ويُقْسى عليه في النقد عند الحاجة والضرورة.
فأحمد بن حنبل مثلاً يقول: (إذارأيتَ الرجلَ ينتقّص حمّاد بن سلمة فاتّهمه على الإسلام، لماذا؟ لأنّه كان شديدًاعلى أهل البدع) .فهذه محمدة لا تصير الشدّة على أهل البدع مذمّة ـ على أنّنا لا ننصح بالشدّة ـ لكن لو حصلت فَلْتَة من ناصح ما تُتَّخذ مذمّة ووسيلةً للصدّ عمّا ينصر به الإسلام وينصر به السنّة.فإنّ أهل الأهواء الآن تعلّقوا مثلاً بكلمة: فنفَّروا من كتبه.هل كان السلف إذا قالوا: فلان شديد على أهل البدع يذمّونه بهذا؟ أو يريدون بذلك الصدّ عن سبيل الله كما يفعل هؤلاء من أهل الأهواء الآن.
فالشاهد أنّ النقد لأهل العلم ومن أهل العلم ينتقد بعضهم بعضًا ويبيّنون للناس الخطأ تحاشيًا من نسبة هذا الخطأ إلى دين الله عزّ وجلّ هذا واجب ولا نقول: جائز.واجب أن تبيّنوا للناس الحقّ وتميزوا بين الحقّ والباطل { وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } 187 ال عمران { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَني إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُنكَرِ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }79 ال عمران فالنقد من باب إنكار المنكر، فنقد الأشخاص السلفيين الكبار إذا أخطأوا وبيان خطأهم هذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن باب البيان الذي أوجبه الله، ومن باب النصيحة التي أوجبها الله وحتَّمها عليناولهذا تجد ابن عباس قال كما قلت لكم وعمران بن حصين وغيرهم انتقدوا عمر في (قوله) بالإفراد ـ بارك الله فيكم ـ.
فالنقد هذا موجود ويجب أن يستمر للصغير والكبير والجليل والحقير من الأمور، بيان الخطأ وبيان البدع ونقد الأخطاء ونقدالبدع، مع التصريح باحترام أهل السنّة وإثبات أنّ للمجتهد إذا أصاب أجرين، وإذاأخطأ فله أجر واحد، هذا ما ندين الله به في نقد أهل السنّة وليس كذلك أهل البدع.فأهل البدع ما نقول فيهم إنهم مجتهدون لأنهم متّبعون للهوى بشهادة الله وشهادة رسوله عليه الصلاة والسلام، فالمبتدع الضالّ يفرِّق الآن ويخطئ فيقول لك: هذا اجتهاد، لَمّا قَتل حكمتيار والأحزابُ الضالّةُجميلَ الرحمنِ قالوا: هذا اجتهاد، استباحة دماء السلفيين اجتهاد عندهم، وهكذا لا يقع في ضلالة وطامّة إلاّ قالوا: اجتهاد.فهذا تمييع الإسلام وخلط بين الباطل والضلال والبدع وبين الحقّ، ومساواة أخطاء المجتهدين التي يثابون عليها بالبدع التي توعَّد رسول الله عليها بالنار.وقال: إنها ضلالة وقال: إنها شرّ الأمور.
فهذا تمييع وظلم للإسلام يجب أن يتبصّر فيه المسلمون فيميزون بين أهل الهدى وكيف ينتقدونهم ويبيّنون أخطاءهم وبين أهل الضلال وكيف يتعاملون معهم.