قال العلامة الألباني رحمه الله في مقدمته صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
تحت فصل شبهات والجواب عنها "70"
تحت فصل شبهات والجواب عنها "70"
قال رحمه الله تعالى:ثم إن هناك وهما شائعا عند بعض المقلدين يصدهم عن اتباع السنة التي تبين لهم أن المذاهب على خلافها ,وهو ظنهم أن اتباع السنة يستلزم تخطئة صاحب المذهب ,والتخطئة معناها عندهم الطعن في الإمام ,ولما كان الطعن في فرد من أفراد المسلمين لا يجوز ,فكيف في إمام من أئمتهم ؟!
قال رحمه الله تعالى:والجواب أن هذا المعنى باطل ,وسببه الانصراف عن التفقه في السنة ,وإلا فكيف يقول ذلك المعنى مسلم عاقل ؟!ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو القائل "إذا حكم الحاكم ,فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد"(1) فهذا الحديث يرد ذلك المعنى ويبين بوضوح لاغموض فيه أن قول القائل "أخطأ فلان "معناه في الشرع:" أثيب فلان أجرا واحدا"فإذا كان مأجورا في رأي من خطَّأه ,فكيف يتوهم من تخطئته إياه الطعن فيه؟!لاشك أن هذا التوهم أمر باطل يجب عن كل من قام به أن يرجع عنه ,وإلا فهو الذي يطعن في المسلمين ,وليس في فرد عادي منهم ,بل في كبار أئمتهم,من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة المجتهدين وغيرهم,فإننا نعلم يقينا أن هؤلاء الأجلة كان يخطئ بعضهم بعضا,ويرد بعضهم على بعض ,أفيقول عاقل:إن بعضهم كان يطعن في بعض ,بل لقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطأ أبا بكر رضي الله عنه في تأويله لرؤيا كان رآها عن رجل,فقال صلى الله عليه وآله وسلم:"أصبت بعضاًّ وأخطأت بعضاَّ"(2),فهل طعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أبي بكر رضي الله عنه بهذه الكلمة؟!
قال رحمه الله تعالى:ومن عجيب تأثير هذا الوهم على أصحابه,أنه يصدهم عن اتباع السنة المخالفة لمذهبهم,لأن اتباعهم إياه معناه الطعن في الإمام,وأما اتباعهم إياه_ولو في خلاف السنة_فمعناه احترامه وتعظيمه!ولذلك فهم يصرون على تقليده فراراَ من الطعن الموهوم.
ولقد نسي هؤلاء-ولا أقول :تناسوا-أنهم بسبب هذا الوهم وقعوا فيما هو أشرمما منه فروا,فإنه لو قال لهم قائل:إذاكان الإتباع يدل على الإحترام المتبوع,ومخالفته تدل على الطعن فيه,فكيف أجزتم لأنفسكم مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم,وترك اتباعها إلى اتباع إمام المذهب في خلاف السنة ,وهوغير معصوم,الطعن فيه ليس كفراً؟!
فلئن كان عندكم مخالفة الإمام تعتبر طعنا فيه,فمخالفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أظهر في كونها طعناً فيه,بل ذلك هو الكفر بعينه _والعياذ بالله منه_ لو قال لهم ذلك قائل,لم يستطيعوا عليه جواباً,اللهم!إلا كلمة واحدة_طالما سمعناها من بعضهم_وهي قولهم:إنما تركنا السنة ثقة منا بإمام المذهب ,وأنه أعلم بالسنة منا!!!....إنتهى كلامه رحمه الله تعالى
قال رب العالمين" فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ"
(1)البخاري ومسلم