بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد الأمين وعلى آله وأصحابه المبجلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
يقول تعالى: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ } [ص: 26]
ويقول الحق جل ثناؤه : {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]
ويقول الله تعالى: {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 87]
ويقول تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [المطففين: 14]
وعن حُذَيْفَةُ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ» رواه مسلم
أيـهـا الـسـلـفـيـون
لقد طالعنا إعلام الحزب الجديد الفاجر بالبهجة والسرور برسالة المشايخ التي أرسلوها إلى شيخنا يحيى حفظه الله، وأثنوا عليها ومدحوها، وطاروا بها فرحا وسرورًا، مع أنها قد رُد عليها بردٍ رصين من شيخنا يحيى حفظه الله حتى عجز المشايخ عن الرد على شيخنا يحيى بعدها، وهذا الفرح والسرور غير مستبعد ولا غريب منهم، لأن هذا هو حالهم الفرح والسرور بالباطل، والسعي في نشره وتوزيعه، وكان هذا هو المتوقع منهم حيال هذه الرسالة.
لكن الذي استغربه العقلاء الصمت العجيب والسكوت المريب، حيال نصيحة الشيخ ربيع التي وجهها للعالم حول الحلبي وفي طياتها ذم كتاب الإبانة، وأنه موافق لأصول الحلبي، فلم نسمع من إعلام الحزب الفاجر حيال هذه النقطة الترحيب والفرح والسرور –مع أنهم يدعون محبة الشيخ ربيع!!؟؟-وانتقاد محمد الإمام ومطالبته بأن يغير منهجه وسيره وأصوله الحلبية وأنه مخالف للعلماء!! وأنه كذب على الشيخ ربيع وتقوّل عليه
فانظروا الفرق بين الرسالتين
الفرح والسرور برسالة المشايخ التي حوت في طياتها التلفيق والكذب -ولا أعني الأدلة الشرعية - وقد رد عليها شيخنا
وبين التكتيم والتطنيش لما في رسالة الشيخ ربيع حول الإبانة مع أن محمدًا الإمام لم يحرك ساكنًا، وما استطاع أن يرد ويهمس ببطن شفة، وهو الذي قال قبل أيام بعد رجوعه من الحج أن الشيخ ربيعا قال كيف يلغى!! وهو القائل الإبانة تدافع عن نفسها!!
فهذا الذي نقوله ونبينه من أعظم الأدلة أن القوم في هذه الفتنة لا يريدون الحق ونصرته، وإنما يريدون الباطل ونعشه
فالقوم لما كانت رسالة المشايخ تنفذ لهم شيئًا من رغباتهم في إثارة الفتن والشرور، والطعن في أهل الحق؛ فرحوا بها ونشروها وطاروا بها.
ولما كان كلام الشيخ ربيع على الإبانة في رسالته على الحلبي يهدم عليهم سنين طويلة من المدح والثناء لكتاب الإبانة ، ويؤيد أهل دماج الذين هم أول من أبان حال الإبانة وصاحبها: أعرضوا عنه
والحمد لله رب العالمين
تعليق