بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه رسالة مختصرة جمعت فيها ما يستطيع البتدي فهمه من أصول وعلامات الفرق المعاصرة
أسميته /
التبصرة بأهم أصول وعلامات الفرق المعاصرة
مقدمة وتمهيد
الحمد لله رب العلمين القائل في كتابه الكريم: ﴿ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون﴾ [103] آل عمران.
والقائل: ﴿وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون﴾ [153] الأنعام . القائل: ﭽ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﭼ
والصلاة والسلام على نبينا محمد ج القائل:( فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه سلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. رواه مسلم عن جابر.
والقائل كما في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: خط لنا رسول الله صلى الله عليه سلم خطاً ثم خط خطوطاً يميناً وشمالاً, ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه, ثم قرأ قوله تعالى: ﴿وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله153﴾ [ الأنعام]. وعلى آله وأصحابه المأمورين بالسير على سيرهم والاهتداء بمنارهم.
أما بعد:
لقد بذل علماء التوحيد والسنة وسعهم في بيان ما أصاب الأمة من البدع والإحداث في الدين الذي قد أخبر به نبينا ج بقوله : (وإن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة . كلها في النار إلا واحدة . وهي الجماعة )
فألفوا المؤلفات الكثيرة والرسائل العديدة حتى استبان لكل منصف الحق والصواب فرحمهم الله .
ونشأت ناشئة في هذه العصور المتأخرة باسم التوحيد والسنة وتلهج بذلك أكثر من غيرها وهي من الفرق الضالة فبسبب ذلك التبس أمرها على كثير من العامة وأصبحوا لا يفرقون بينها وبين الجماعة الناجية كما قد أشكل ذلك على من قبلنا من أمر الأشاعرة والماتوريدية وكلما كانت الفرقة أقرب إلى الجماعة كان أمرها أكثر التباسا من غيرها، وكلما كان ابتعادها عن الجماعة أكثر كان ظهور باطلها للعامة أسهل.
ولهذا التبس أمر الفرق المعاصرة التباسا شديدا وقد حرص علماؤنا حفظهم الله على بيانها، ولمّا شاء الله وقدر إقامتي في (دولة تنزانيا) للدعوة إلى الله بأمر من شيخنا العلامة يحي بن على الحجوري حفظه الله ورأيت الباطل مخيما والحق مستضعفا والجهل قد ضرب بأطنابه شرقا وغربا بدأت بالدعوة وبيان معالمها ومميزاتها والتحذير من الشر فتبين لي أن أكثر الناس لا يعرف أهل البدع إلا ما يسمون بالخرافين فقط ومن بقي يقال لهم أهل سنة بشتى فرقهم وضلالهم بل الكثير منهم لا يعرف أن السنة إلا مثل الحركيين من الإخوان المسلمين والسرورين وأنصار السنة المبتدعين والتبليغيين وأصحاب الجمعيات.
فبدأت ببيان ذلك فصعب على كثير من الناس فهم ذلك فاستعنت بالله على جمع هذه الرسالة حسب ما يناسب أذهانهم وعقولهم وقد جعلتها راسمة في طياتها بعض أصول وعلامات تلك الفرق بطريقة مختصر ليسهل انتشارها ويعم نفعها متحريا الاستدلال على ذلك بكلام السلف والعلماء المعروفين.
وأسميتها: (التبصرة بأهم أصول وعلامات الفرق المعاصرة)
وقبل الشروع في الموضوع أجعل ثلاث مسائل تمهيدا لما سيذكر :
الأولى : وجوب اتباع الحق.
الثانية: أن من ترك الحق عُوض عنه الباطل.
الثالثة: متى يخرج الرجل من الطائفة المنصورة.
الرابعة بيان كيفية التمييز بين أهل الحق ومنتحله.
فأسأل الله أن ينفع بها والحمد لله رب العالمين.