بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
فليعلم الكل أنه ليس في بلادنا المغرب شيء يسمى دار الحديث، وإنما هي تلبيسات من أصحاب الجمعيات حتى يغرروا بالناس بل بالعلماء، فهم كما يقال: ( يغيرون الشكل من أجل الأكل )، فمن المعلوم أن دور الحديث لا بد أن يقوم عليها علماءُ أو على الأقل طلابُ علم متمكنون، وهذا مما لا وجود له في بلادنا التي نسأل الله أن يلطف بحالها وحال أهلها، وإني أنصح أرباب هذه الجمعيات:
أولا: بتقوى الله تعالى، وأن يلزموا السنة ويبتعدوا عن البدع التي من أولها ما هم فيه من الجمعية، والتي مآلها إلى بدعة أكبر منها وهي التحزب كما وقع لكثير منها.
ثانيا: أن سبيل نشر العلم بين الناس له طرق قد بينها العلماء في مصنفات كثيرة، وأهم تلك المراحل ما ذكره الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالته الشهيرة "ثلاثة الأصول" حيث قال رحمه الله: ( اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل:
الأولى: العلم وهو معرفة الله ومعرفة دينه ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
الثانية: العمل به.
الثالثة: الدعوة إليه
الرابعة: الصبر على الأذى فيه ).
فأين الجمعيات من هذا التأصيل السلفي، الذي سطره رواد الدعوة وأئمتها، فهلا ارعويتم وانزجرتم، وتركتم إضلال الناس بدعوى نشر الدعوة، أم أن غايتكم قد بررت وسيلتكم، وأهدافكم قد أعمتكم عن تحكيم شرع ربكم، فهل كان لشيخ الإسلام وتلامذته رحمه الله جمعية؟؟!! وهل كان لمحمد بن عبد الوهاب رحمه الله وتلامذته وأحفاده جمعية؟؟!! وهل كان للشوكاني رحمه الله جمعية؟؟!! فهلا سرتم سيرهم، وحذوتم حذوهم، أم إنه الإحداث والابتداع، والتزييف والاختراع؛ المقام يطول ولابد من العودة للأصول، والسير على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو سبيل الوصول.
والحمد لله رب العالمين.