روضة المحبين من فضائل أمهات المؤمنين
المــقــدمــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه وبعد
فإن الله خلق العباد وألزمهم بحقوق بينات وأوامر واضحات
وأهم الحقوق هي حقوق رب العالمين سبحانه وتعالى – من توحيده وإخلاص الدين له ....ثم حقوق رسوله باتباعه وامتثال أمره والسير على طريقه ومنهجه والزمنا سبحانه تولى رسوله ونصرته وتعزيره وتوقيره وتبجيله ثم ألزمنا سبحانه بحقوق أزواجه وأصحابه فقال سبحانه : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) فأزواجه رضوان الله عليهن أمهات المؤمنين وسيدات العالمين والواجب على كل ولد بار الإحسان والاحترام والتقدير والمحبة لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً هذا وقد انقسم الناس في أمهات المؤمنين على أقسام فمنهم البار المطيع عرف فضلهن ومنزلتهن ومنهم العاق الظالم الباغي الذي لم يعرف حقوقهن ومنهم من أحب بعضهن وأبغض الأخريات وهو ظالم لنفسه أيضا ولهذا فقد استخرت الله سبحانه أن أفرد رسالة بعنوان روضة المحبين من فضائل أمهات المؤمنين وما لهن من الحقوق والمزايا والفضائل , وهذا الموضوع قد اعتنى به العلماء وكتبوا فيه الكتب العديدة والمجلدات الكبيرة مابين مختصر ومطول ومسانيد وأجزاء ورسائل , وإنما كان قصدي في هذه الرسالة الصغيرة والكراسة اللطيفة الإشارة والإلماح وحسبي من القلادة ما أحاط بالعنق ومن السوار ما أحاط بالمعصم ومن الغيث ما أنبت الزرع ,والذي حدى بي إلى هذا هو ما ظهر في هذه الأيام من الطعن في أصحاب النبي العدنان وفي أزواجه الكرام , فأحببنا إشعار الأنام بفضائل أزواج النبي المختار لتصل هذه الرسالة إلى كل أب غيور وأم حنون وأبناء أبرار يعرفون حقوق أزواج النبي , هذا وقد أكثرت من ذكر فضائل عائشة رضي الله عنها في هذه العجالة لأن من أجلها أنشأت الرسالة ومن أجلها قصدت الكتابة لما ظهر في هذه الآونة من شياطين الإنس والجن من الوقيعة في الجناب النبوي وفي زوجته الغالية الراوية العابدة من السب والشتام ورميها بالإفك والآثام من الرافضة الحوثة اللئام , وقد راعيت فيها الاختصار لتصل إلى كل ولد بار .
ولا انسى أن أتقدم بالشكر الجميل لكل من ساعدني وكان عوناً لي في إخراج هذه الرسالة وأخص بالذكر الشيخ طارق الخياط البعداني على مراجعته للرسالة والأخ الفاضل علي بن عبدالله الأحمدي الذي شجعني على طلب العلم فجزاه الله خيراً وثبتنا وإياه على السنة
وكذلك الأخ الفاضل أبو عبد الرحمن خالد الفقيه حفظه الله وبارك فيه وفي أهله وولده وختم لنا وله بالحسنى وكذلك من طبعها على نفقته أسأل الله أن يجزيه خيراً ويبارك في أهله وماله وولده , والقصد هو نفع الإسلام والمسلمين ,
وكذلك أشكر شيخي الجليل الناصح الأمين يحي بن علي الحجوري على تعليمه وتربيته لنا وهذا أوان الشروع ،
أملاه أبوالفداء أحمد بن عبد الله بن علي الأحمدي الحبيشي
( مركز السنة بني معين حبيش )
فأقول والله المستعان ومن بغيره استعان لا يعان
وقد رتبت فضائلهنّ على حسب زواجه منهنّ فأولهن على ما ذكره ابن القيم في زاد المعاد, وهن على سبيل الإجمال تسهيلاً للحفظ
1- خديجة بنت خويلد
2- سودة بنت زمعة
3- عائشة بنت الصديق
4- حفصة بنت عمر
5- زينب بنت خزيمة بن الحارث
6- ام سلمة هند بنت أبي أمية
7- زينب بنت جحش
8- جويرية بنت الحارث
9- ام حبيبة رملة بنت أبي سفيان
10- صفية بنت حيي بن أخطب
11- ميمونة بنت الحارث
ومن الإجمال إلى التفصيل :
اسمها خديجة بنت خويلد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب , وأمها فاطمة بنت زائدة بن جندب
وكانت خديجة تدعى في الجاهلية الطاهرة , وكانت قبل رسول الله عند عتيق بن عابد بن عبدا لله بن عمرو
من فضائلها :
1- أنها أول زوجة لرسول الله ولم يتزوج عليها حتى ماتت
2- عاش معها رسول الله ثلث عمره قرابة 20عاماً
3- نصرتها لرسول الله بمالها ونفسها وجاهها يدل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه ( ) حَدَّثَنِى أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْوَحْىِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ فِى النَّوْمِ فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ فَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ يَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِىَ أُولاَتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِى غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ. قَالَ « مَا أَنَا بِقَارِئٍ - قَالَ - فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ. قَالَ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ - قَالَ - فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ. فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِى. فَقَالَ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) ». فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ « زَمِّلُونِى زَمِّلُونِى ». فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ثُمَّ قَالَ لِخَدِيجَةَ « أَىْ خَدِيجَةُ مَا لِى ». وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ قَالَ « لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِى ». قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ كَلاَّ أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لاَ يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِى الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخِى أَبِيهَا وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِىَّ وَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالْعَرَبِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِىَ. فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ أَىْ عَمِّ اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ. قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ يَا ابْنَ أَخِى مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَبَرَ مَا رَآهُ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِى أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى -صلى الله عليه وسلم- يَا لَيْتَنِى فِيهَا جَذَعًا يَا لَيْتَنِى أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَوَمُخْرِجِىَّ هُمْ ». قَالَ وَرَقَةُ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِىَ وَإِنْ يُدْرِكْنِى يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ». وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عبد الرحمن ثنا داود عن علباء عن عكرمة عن بن عباس قال : خط رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأرض أربعة خطوط قال أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون )( )
4- ومن فضلها أنها خير نساء الأمة والدليل حديث حديث عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ) ( ) وحديث انس رواه الترمذي( ) وفيه - حدثنا أبو بكر بن زنجوية حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران و خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و آسية امرأة فرعون
5- من فضائلها سلام الله عليها الذي أرسله مع جبريل عليه السلام فبلغها ذلك قال البخاري في صحيحه حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة عن زرعة عن أَبِي هرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ) ( )
6- ومن فضائلها رضى الله عنها كثرة ذكر النبي لها حتى بعد موتها وثنائه عليها ويدل لهذا حديث عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا رَأْيْتُهَا وَلكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِر ذِكْرَهَا وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ؛ فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ لَمْ يَكنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلاَّ خَدِيجَةُ فَيَقُولُ: إِنَّهَا كَانَتْ، وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ)( )
7- ومن فضلها احسان النبي إلى صدائق خديجة بعد موتها واستبشاره بهالة بنت خويلد لشبه صوتها بصوت خديجة ويدل لذلك حديث عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا رَأْيْتُهَا وَلكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِر ذِكْرَهَا وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ؛ فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ لَمْ يَكنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلاَّ خَدِيجَةُ فَيَقُولُ: إِنَّهَا كَانَتْ، وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ)( )
وحديث عَائِشَةَ، قَالَتِ: اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، أُخْتُ خَدِيجَةَ، عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَرَف اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ، فَارْتَاعَ لِذلِكَ، فَقَالَ: اللّهُمَّ هَالَة قَالَتْ: فَغِرْتُ فَقُلْتُ: مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قرَيْشٍ، حَمْرَاءَ الشِّدْقَيْنِ، هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهَا) ( )
8- من فضائلها أنها من المبشرين بالجنة يدل لذلك ما رواه مسلم في صحيحة قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِى وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِىُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى أَوْفَى أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَشَّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِى الْجَنَّةِ قَالَ نَعَمْ بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ فِى الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ. ( )
9- من فضائلها أنها من أزواج النبي في الجنة
10- من فضائلها أنها أول من آمنت برسول الله من هذه الأمة رضي الله عنها
11- من فضائلها أن أولاد النبي كلهم منها إلا ابراهيم فإنه من مارية القبطية قال ابن عبد البر : واجمع أهل العلم أنها ولدت لرسول الله أربع بنات وهن زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم وأجمعوا أنها ولدت له ولداً يسمى القاسم ( )
12- ومن فضائلها أن النبي لم يتزوج عليها حتى ماتت( )
ومن مناقبها أنها لم تسوؤه قط ولم تغاضبه ولم ينلها منه إيلاء ولا عتب ولا هجر وكفى بهذه منقبة وفضيلة .
هذه بعض فضائلها ذكرنها على وجه الاختصار وخشية الإملال فالواجب على كل مسلم ومسلمة من الجن والإنس الترضي عنها وحبها وإجلالها واحترامها والواجب على نساء المسلمين التشبه بأم المؤمنين خديجة رضي الله تعالى عنها في علو همتها ونصرها لرسول الله وهذا الدين من أجل هذا وصلت إلى ما وصلت إليه من المناقب والدرجات العالية فرضى الله عنها وأرضاها وأحسن مثواها ومأواها
وفاتها رضي الله عنها:
: توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين( ) في نفس عام وفاة أبي طالب
فلما توفيت خديجة رضي الله عنها تزوج سودة بنت زُمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد وُدِّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي،
و كانت سودة رضي الله عنها قبل ذلك تحت ابن عم لها يقال له السكران بن عمرو اسلم رضي الله عنه وخرجا جميعا مهاجرين إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية وقدم السكران بن عمرو من ارض الحبشة ومعه امرأته سودة بنت زمعه فتوفي عنها بمكة فلما حلت أرسل إليها رسول الله يخطبها فقالت أمري إليك يا رسول الله فقال رسول الله مري رجلاً من قومك يزوجك فأمرت حاطب بن عمرو فزوجها فكانت أول أمرأة تزوجها رسول الله بعد خديجة ) ( )
1- ومن مناقبها عن صالح مولى التؤمة قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول حج رسول الله بنسائه عام حجة الوداع ثم قال هذه الحجة ثم ظهور الحصر قال أبو هريرة وكان كل نساء النبي يحججن إلا سودة بنت زمعة و زينب بنت جحش قالتا : لا تحركنا دابة بعد رسول الله , وفي رواية كانت سودة تقول لا أحج بعدها أبدا ً ..)) ( )
2- ومن فضلها علو همتها حيث قالت أحشر في زمرة أزواجك وإني قد وهبت يومي لعائشة وإني لا أريد ما تريد النساء ) ( )
3- ومن فضلها أنها زوجة رسول الله في الجنة
4- ومن فضلها أنها أم لكل المؤمنين بما فيهم صحابة رسول الله والتابعين والعلماء وجميع المسلمين
5- ومن فضلها إضافة إلى أنها زوجة رسول فهي صحابية
6- ومن فضلها أنها من المهاجرين فقد هاجرت الهجرة الثانية إلى الحبشة فرضى الله عنها وأرضاها
وفاتها رضي الله عنها :
توفيت رضي الله عنها في آخر زمن عمر ابن الخطاب(
اسمها ونسبها :
الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي وأمها : أم رومان بنت عمرو ابن عامر تزوجها رسول الله وهي بنت ست سنين قبل الهجرة بسنتين وقيل بثلاث وبنى بها في المدينة أول مقدمه في السنة الأولى وهي بنت تسع سنين ومات عنها وهي ابنة ثمانية عشرة رضي الله عنها ) ( )
وتوفيت في في المدينة ودفنت بالبقيع وأوصت أن يصلي عليها ابو هريرة سنة ثمان وخمسين
فضائلها :
1- أنها كانت أحب أزواج رسول الله إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره ( ) وقد سُئل أي الناس أحب إليك ؟ قال: ( عائشة ) قيل ومن الرجال ؟ قال : ( أبوها )
أنه لم يتزوج بكراً غيرها حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني أخي عن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله أرايت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ قال ( في التي لم يرتع منها ) . تعني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يتزوج بكرا غيرها
2- أن الله لما أنزل على نبيه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال: (ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت : أفي هذا استأمر ابواي !؟ , فإني أريد الله والدار الآخرة )( ) فأستن بها أزواج النبي فقلنّ كما قالت )
3- ومن فضائلها : دفاع الله سبحانه وتعالى عنها مما رماها به أهل الإفك والنفاق وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يتلى في محارب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها أنها من الطيبات ووعدها بالمغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيراً لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شراً لها ولا عائباً لها ولا خافضاً من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيالها من منقبة وما أجلها وتأمل هذا التشريف والإكرام الناشئ عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسه حيث قالت: ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيّ بوحيٍ يُتلى ولكن كنت أرجوا أن يرى رسول الله رؤيا يبرائني بها )( ) فهذه صديقة الأمة وأم المؤمنين وحب رسول الله وهي تعلم رضوان الله عليها أنها بريئة مظلومة وأن قاذفيها ظالمون لها مفترون عليها قد بلغ أذاهم إلى أبويها وإلى رسول الله ( )
4- من خصائصها : أن الأكابر من الصحابة كان إذا أشكل عليهم الأمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها ) ( )
5- ومنها أنها أعلم نساء الدنيا فقد روت عن رسول الله من الثروة العلمية والأحاديث النبوية ما يزيد على 2000 حديثاً في أصول الدين وفروعه وفي تفسير القرآن وأحكامه والفرائض والفقه وكانت مرجعاً في الفتوى فهي الصديقة بنت الصديق والفقيهة بنت الفقيه وهي راوية الإسلام وعالمة الأنام وعلوم الرسول في بيته هي أكثر من نقلت عن رسول الله فكل رجال الأمة ونساء العالم عالةً على علمها الغزير وفهمها النبيل .
6- ومن خصائصها أن رسول الله توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها وأنه دفن في بيتها ( )
7- ومن خصائصها أن الملك أرى صورتها للنبي قبل أن يتزوجها في سرقة من حرير فقال إن يكن من عند الله يمضه ..)( (
8- ومن خصائصها أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله تقرباً إلى رسول الله ( )فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه رضي الله عنهن أجمعين ,
كنيتها :
وتكنى بأم عبد الله رضي الله عنها وليس لها عبدالله ( )
9- ومن فضائلها أنه لم ينزل جبريل بالوحي على رسول الله وهو في ثوب امرأة من نساءه غيرها رضى الله عنها
10- ومن فضائلها أن جبريل عليه السلام سلم عليها على لسان رسول الله فقد روى البخاري قال حدثنا يحي بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال أبو سلمة إن عائشة قالت : قال رسول الله يوماً : يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى )
11- ومن فضائلها أنها كانت رجّاعة توابة كانت تقرأ قول الله ( وقرن في بيوتكن ) فتبكي حتى تبل خمارها ( )
12- ومن فضائلها وهذه الفضيلة مشتركة فيها جميع نساء النبي وهي نزول قوله تعالى :( لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا)( ) ذكر غير واحد من العلماء كابن عباس ومجاهد والضحاك وابن زيد وابن جرير وغيرهم أن هذه الآية نزلت مجازة لأزواج رسول الله ورضاء عنهن على حسن صنيعهن في اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة لما خيرهن رسول الله فلما اخترن رسول الله كان جزاؤهن أن الله قصره عليهن وحرم عليه أن يتزوج بغيرهن أو يستبدل بهن ولو أعجبه حسنهن إلا الإماء والسراري فلا حرج عليه فيهن ثم أنه تعالى رفع عنه الحرج في ذلك ونسخ حكم هذه الآية وأباح له التزوج ولكن لم يقع منه ذلك لتكون المنة لرسول الله عليهن
قال الإمام احمد ثنا سفيان بن عمرو عن عطاء عن عائشة قالت ما مات رسول الله حتى أحل الله له النساء )( )
13- أنها رضي الله عنها من آل بيت رسول الله وسائر أزواج رسول الله قال تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وهذا نص في دخول أزواج رسول الله في أهل البيت ههنا لأنهن سبب نزول هذه الآية وعن عكرمة وعن ابن عباس أنها نزلت في نساء النبي , قال عكرمة من شاء باهلته أنها نزلت في نساء رسول الله , قال ابن كثير فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن فصحيح وروى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) نزلت في نساء النبي خاصة
قلت وتحرير القول أن سبب نزولها أزواج رسول الله ثم معناه يشمل جميع آل البيت يقدمهم في ذلك علي وفاطمة والحسن والحسين
ومن الأدلة أنهن من اهل بيته قوله : ( اللهــــــــــم اجعل رزق آل محمد قوتاً ) عن أبي هريرة وقوله ( من يعذرني في رجل بلغ أذاه في أهلي ) وقوله : ( اللهــــــــــــــم هذا عن محمد وعن آل محمد) في الأضحية )
قال العلامة ابن القيم: وقد نص رسول الله على الصلاة عليهن ولهذا كان القول الصحيح وهو منصوص الإمام احمد رحمه الله أن الصدقة تحرم عليهن لأنها أوساخ الناس وقد صان الله سبحانه ذلك الجناب الرفيع وآله من كل أوساخ بني آدم . ( أ هــ بتصرف )
14- ومن فضائلها أن الله وضع فيها بركة لم تكن لغيرها وذلك أن رسول الله تزوجها وهي صغيرة كما روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة أن رسول الله تزوجها وهي بنت سبع سنين وزفت إليه وهي بنت تسع سنين وكانت أحب نسائه إليه وأحضى نسائه عنده روى مسلم والترمذي وابن ماجه عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله في شوال فأي نسائه كان أحضى عنده مني
فائدة قال : أبو عبيد معمر بن المثنى : تزوجها رسول الله قبل الهجرة بسنتين في شوال وهي ابنة ست سنين , كانت العرب لا تستحب أن تبني بنسائها في شوال , قال أبو عاصم : إنما كره الناس أن يُدخل بالنساء في شوال لطاعون وقع في شوال في الزمن الأول
قلت : وهذه عقيدة باطله أهدرها رسول الله بزواجه من عائشة في هذا الشهر
15- ومن فضلها أن ما وقع لها من الشدة كانت فرجاً للمسلمين يدل على ذلك ما جاء في الجمع بين الصحيحين في مسند عائشة أم المؤمنين ( ) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء - أو بذات الجيش - انقطع عقد لي فأقام رسول الله على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس أبا بكر فقالوا ألا ترى إلى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله {صلى الله عليه وسلم} وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء قالت فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} على فخذي فنام رسول الله {صلى الله عليه وسلم} حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله تعالى آية التيمم ( فتيمموا ) المائدة
فقال أسيد بن الحضير وهو أحد النقباء ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت عائشة فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته وفي حديث عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن عائشة قالت
سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة فأناخ النبي {صلى الله عليه وسلم} ونزل وثنى رأسه في حجري راقداً فأقبل أبو بكر فلكزني لكزة ً شديدة وقال حبست الناس في قلادة فبي الموت لمكان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وقد أوجعني ثم إن النبي استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ) وذكر الآية إلى قوله ( لعلكم تشكرون ) فقال أسيد بن حضير لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر ما أنتم إلا بركة ٌ لهم وأخرجاه على وجه آخر من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ناساً من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي {صلى الله عليه وسلم} شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم فقال أسيد بن حضير جزاك الله خيراً فوالله ما نزل بك أمرٌ قط إلا جعل الله لك منه مخرجاً وللمسلمين فيه بركة.
16- من فضائلها أنها زوجته في الدنيا والآخرة وأنها تحشر معه روى الترمذي وصححه عن عبدالله بن زياد الأسدي قال : سمعت عماراً يقول هي زوجته في الدنيا والآخرة )
17- من فضلها أن رسول الله كان يقسم لكل نسائه يوماً ولعائشة يومين روى أبو داود عن عائشة رضى الله عنها أن سودة بنت زمعه لما كبرت وخافت أن يفارقها رسول الله قالت : يا رسول الله أجعل يومي لعائشة فقبل ذلك رسول الله منها
18- ومن فضائلها أن فضلها على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ,قال مسلم رحمه الله وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالاَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالاَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ جَمِيعًا عَنْ شُعْبَةَ ح وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِىُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُرَّةَ عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ( )عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ »(.(
19- ومن فضلها حثه على حب عائشة رضي الله تعالى عنها
- حَدَّثَنِى الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْحُلْوَانِىُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ النَّضْرِ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنِى وَقَالَ الآخَرَانِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مَعِى فِى مِرْطِى فَأَذِنَ لَهَا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِى إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِى ابْنَةِ أَبِى قُحَافَةَ وَأَنَا سَاكِتَةٌ - قَالَتْ - فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَىْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ ». فَقَالَتْ بَلَى. قَالَ « فَأَحِبِّى هَذِهِ ». قَالَتْ فَقَامَتْ فَاطِمَةُ حِينَ سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرَجَعَتْ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَتْهُنَّ بِالَّذِى قَالَتْ وَبِالَّذِى قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْنَ لَهَا مَا نُرَاكِ أَغْنَيْتِ عَنَّا مِنْ شَىْءٍ فَارْجِعِى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُولِى لَهُ إِنَّ أَزْوَاجَكَ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِى ابْنَةِ أَبِى قُحَافَةَ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ وَاللَّهِ لاَ أُكَلِّمُهُ فِيهَا أَبَدًا. قَالَتْ عَائِشَةُ فَأَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهِىَ الَّتِى كَانَتْ تُسَامِينِى مِنْهُنَّ فِى الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِى الدِّينِ مِنْ زَيْنَبَ وَأَتْقَى لِلَّهِ وَأَصْدَقَ حَدِيثًا وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ وَأَعْظَمَ صَدَقَةً وَأَشَدَّ ابْتِذَالاً لِنَفْسِهَا فِى الْعَمَلِ الَّذِى تَصَدَّقُ بِهِ وَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ حَدٍّ كَانَتْ فِيهَا تُسْرِعُ مِنْهَا الْفَيْئَةَ قَالَتْ فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَعَ عَائِشَةَ فِى مِرْطِهَا عَلَى الْحَالَةِ الَّتِى دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا وَهُوَ بِهَا فَأَذِنَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِى إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِى ابْنَةِ أَبِى قُحَافَةَ. قَالَتْ ثُمَّ وَقَعَتْ بِى فَاسْتَطَالَتْ عَلَىَّ وَأَنَا أَرْقُبُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَرْقُبُ طَرْفَهُ هَلْ يَأْذَنُ لِى فِيهَا - قَالَتْ - فَلَمْ تَبْرَحْ زَيْنَبُ حَتَّى عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لاَ يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ - قَالَتْ - فَلَمَّا وَقَعْتُ بِهَا لَمْ أَنْشَبْهَا حِينَ أَنْحَيْتُ عَلَيْهَا - قَالَتْ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَبَسَّمَ « إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِى بَكْرٍ ».((
وبعد هذه المناقب والمآثر أشير إلى ثلاثة أمور مهمة
أولاً : طعن الرافضة الحوثة في عائشة رضي الله عنها
سمعت أيها القارئ الكريم بعض مناقب الأم الحنون عائشة ام المؤمنين رضي الله تعالى عنها ومزاياها الجميلة وتاريخها المشرق و حياتها العطرة وبعد هذا وجد من هذه الأمة فرقة تطعن فيها وتتكلم عليها بما لا يناسب البنين مع الأمهات قطعوا الأوصال وهتكوا الأستار وتكلموا في زوجة النبي المختار ظلماً وزورا وفحشاً وفجوراً لم يخافوا من الله ولم يستحيوا من رسول الله ولم يستتروا من خلقه ولست في هذا المختصر وفي هذه العجالة بصدد الرد المفصل عليهم وإنما هذه اشارة لكل العقلاء الألباء اصحاب الغيرة والحياء والحشمة والإباء عما تقول الرافضة ..الإسماعيلية .. الباطنية ..الحوثية الجبناء عن الكلام الفاحش والقول الساقط في أم المؤمنين وحبيبة رسول رب العالمين
فهاك اخي القارئ المنصف بعض ما تكلمت به أفواههم القذرة وألسنتهم النتنة وحملته قلوبهم العفنة وعقولهم الخربة
تلكم الفرية العظمى والطامة الكبرى رميها بما برأها الله منه وهو الزنا ومن رماها بهذه فهو كافر وانظر ما سطرته يراع العلماء فيمن قال هذه المقولة النكراء , ولقد شابه الرافضة الحوثيين إخوانهم المنافقين عبدالله بن ابي بن سلول ومن كان على شاكلته في طعنهم في أم المؤمنين رضي الله عنها ,واتهامهم لها بهذه الفرية
حادثة الإفك:
وإليك اخي الكريم قصة الإفك وما حصل لها من الابتلاء والامتحان وكيف أن الله برأها من فوق سبع سموات
7196 – قال البخاري رحمه الله حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِىُّ ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِىُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ ابْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَالسِّيَاقُ حَدِيثُ مَعْمَرٍ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدٍ وَابْنِ رَافِعٍ قَالَ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِىِّ أَخْبَرَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعَلْقَمَةُ بْنِ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِى طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتَ اقْتِصَاصًا وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِى حَدَّثَنِى وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا ذَكَرُوا أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَعَهُ - قَالَتْ عَائِشَةُ - فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِى غَزْوَةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِى فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ فَأَنَا أُحْمَلُ فِى هَوْدَجِى وَأُنْزَلُ فِيهِ مَسِيرَنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ غَزْوِهِ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ فَلَمَّا قَضَيْتُ مِنْ شَأْنِى أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ فَلَمَسْتُ صَدْرِى فَإِذَا عِقْدِى مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ قَدِ انْقَطَعَ فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِى فَحَبَسَنِى ابْتِغَاؤُهُ وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ لِى فَحَمَلُوا هَوْدَجِى فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِىَ الَّذِى كُنْتُ أَرْكَبُ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنِّى فِيهِ - قَالَتْ - وَكَانَتِ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يُهَبَّلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَحَلُوهُ وَرَفَعُوهُ وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا وَوَجَدْتُ عِقْدِى بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلاَ مُجِيبٌ فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِى الَّذِى كُنْتُ فِيهِ وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ سَيَفْقِدُونِى فَيَرْجِعُونَ إِلَىَّ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِى مَنْزِلِى غَلَبَتْنِى عَيْنِى فَنِمْتُ وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِىُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِىُّ قَدْ عَرَّسَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ فَادَّلَجَ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِى فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ فَأَتَانِى فَعَرَفَنِى حِينَ رَآنِى وَقَدْ كَانَ يَرَانِى قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ الْحِجَابُ عَلَىَّ فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِى فَخَمَّرْتُ وَجْهِى بِجِلْبَابِى وَوَاللَّهِ مَا يُكَلِّمُنِى كَلِمَةً وَلاَ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ عَلَى يَدِهَا فَرَكِبْتُهَا فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِى الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَ مَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ فِى نَحْرِ الظَّهِيرَةِ فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ فِى شَأْنِى وَكَانَ الَّذِى تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ ابْنُ سَلُولَ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ شَهْرًا وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِى قَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ وَلاَ أَشْعُرُ بِشَىْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَهُوَ يَرِيبُنِى فِى وَجَعِى أَنِّى لاَ أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اللُّطْفَ الَّذِى كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِى إِنَّمَا يَدْخُلُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ « كَيْفَ تِيكُمْ ». فَذَاكَ يَرِيبُنِى وَلاَ أَشْعُرُ بِالشَّرِّ حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَ مَا نَقِهْتُ وَخَرَجَتْ مَعِى أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا وَلاَ نَخْرُجُ إِلاَّ لَيْلاً إِلَى لَيْلٍ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنَّ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِى التَّنَزُّهِ وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ وَهِىَ بِنْتُ أَبِى رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهَا ابْنَةُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ خَالَةُ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَبِنْتُ أَبِى رُهْمٍ قِبَلَ بَيْتِى حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِى مِرْطِهَا فَقَالَتْ تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ لَهَا بِئْسَ مَا قُلْتِ أَتَسُبِّينَ رَجُلاً قَدْ شَهِدَ بَدْرًا.
قَالَتْ أَىْ هَنْتَاهُ أَوَلَمْ تَسْمَعِى مَا قَالَ قُلْتُ وَمَاذَا قَالَ قَالَتْ فَأَخْبَرَتْنِى بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ فَازْدَدْتُ مَرَضًا إِلَى مَرَضِى فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِى فَدَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ « كَيْفَ تِيكُمْ ». قُلْتُ أَتَأْذَنُ لِى أَنْ آتِىَ أَبَوَىَّ قَالَتْ وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَيَقَّنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا. فَأَذِنَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجِئْتُ أَبَوَىَّ فَقُلْتُ لأُمِّى يَا أُمَّتَاهْ مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ فَقَالَتْ يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِى عَلَيْكِ فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلاَّ كَثَّرْنَ عَلَيْهَا - قَالَتْ - قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا قَالَتْ فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لاَ يَرْقَأُ لِى دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ثُمَّ أَصَبَحْتُ أَبْكِى وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْىُ يَسْتَشِيرُهُمَا فِى فِرَاقِ أَهْلِهِ - قَالَتْ - فَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِالَّذِى يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ وَبِالَّذِى يَعْلَمُ فِى نَفْسِهِ لَهُمْ مِنَ الْوُدِّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُمْ أَهْلُكَ وَلاَ نَعْلَمُ إِلاَّ خَيْرًا. وَأَمَّا عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ فَقَالَ لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ وَإِنْ تَسْأَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ - قَالَتْ - فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَرِيرَةَ فَقَالَ « أَىْ بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَىْءٍ يَرِيبُكِ مِنْ عَائِشَةَ ». قَالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا فَتَأْتِى الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ - قَالَتْ - فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الْمِنْبَرِ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَىٍّ ابْنِ سَلُولَ - قَالَتْ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ « يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِى مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَ أَذَاهُ فِى أَهْلِ بَيْتِى فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِى إِلاَّ خَيْرًا وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِى إِلاَّ مَعِى ». فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الأَنْصَارِىُّ فَقَالَ أَنَا أَعْذِرُكَ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ - قَالَتْ - فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ وَكَانَ رَجُلاً صَالِحًا وَلَكِنِ اجْتَهَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لاَ تَقْتُلُهُ وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ. فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ فَثَارَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ - قَالَتْ - وَبَكَيْتُ يَوْمِى ذَلِكَ لاَ يَرْقَأُ لِى دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ثُمَّ بَكَيْتُ لَيْلَتِى الْمُقْبِلَةَ لاَ يَرْقَأُ لِى دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ وَأَبَوَاىَ يَظُنَّانِ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِى فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِى وَأَنَا أَبْكِى اسْتَأْذَنَتْ عَلَىَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِى - قَالَتْ - فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ - قَالَتْ - وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِى مُنْذُ قِيلَ لِى مَا قِيلَ وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لاَ يُوحَى إِلَيْهِ فِى شَأْنِى بِشَىْءٍ - قَالَتْ - فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ « أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِى عَنْكِ كَذَا وَكَذَا فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِى اللَّهَ وَتُوبِى إِلَيْهِ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ». قَالَتْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِى حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً فَقُلْتُ لأَبِى أَجِبْ عَنِّى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا قَالَ. فَقَالَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِى مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ لأُمِىِّ أَجِيبِى عَنِّى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا أَدْرِى مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لاَ أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ إِنِّى وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِهَذَا حَتَّى اسْتَقَرَّ فِى نُفُوسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ فَإِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّى بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّى بَرِيئَةٌ لاَ تُصَدِّقُونِى بِذَلِكَ وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّى بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُونَنِى وَإِنِّى وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِى وَلَكُمْ مَثَلاً إِلاَّ كَمَا قَالَ أَبُو يُوسُفَ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ. قَالَتْ ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِى - قَالَتْ - وَأَنَا وَاللَّهِ حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّى بَرِيئَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِى بِبَرَاءَتِى وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يُنْزَلَ فِى شَأْنِى وَحْىٌ يُتْلَى وَلَشَأْنِى كَانَ أَحْقَرَ فِى نَفْسِى مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِىَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى وَلَكِنِّى كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِى اللَّهُ بِهَا قَالَتْ فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَجْلِسَهُ وَلاَ خَرَجَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ أَحَدٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ عِنْدَ الْوَحْىِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ فِى الْيَوْمِ الشَّاتِ مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِى أُنْزِلَ عَلَيْهِ - قَالَتْ - فَلَمَّا سُرِّىَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَضْحَكُ فَكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ « أَبْشِرِى يَا عَائِشَةُ أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ بَرَّأَكِ ». فَقَالَتْ لِى أُمِّى قُومِى إِلَيْهِ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لاَ أَقُومُ إِلَيْهِ وَلاَ أَحْمَدُ إِلاَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ بَرَاءَتِى - قَالَتْ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) عَشْرَ آيَاتٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَؤُلاَءِ الآيَاتِ بَرَاءَتِى - قَالَتْ - فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ وَاللَّهِ لاَ أُنْفِقُ عَلَيْهِ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِى قَالَ لِعَائِشَةَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِى الْقُرْبَى ) إِلَى قَوْلِهِ (أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) قَالَ حِبَّانُ بْنُ مُوسَى قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ هَذِهِ أَرْجَى آيَةٍ فِى كِتَابِ اللَّهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَاللَّهِ إِنِّى لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِى. فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِى كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ وَقَالَ لاَ أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا. قَالَتْ عَائِشَةُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَأَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أَمْرِى « مَا عَلِمْتِ أَوْ مَا رَأَيْتِ ». فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْمِى سَمْعِى وَبَصَرِى وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِلاَّ خَيْرًا. قَالَتْ عَائِشَةُ وَهِىَ الَّتِى كَانَتْ تُسَامِينِى مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ تُحَارِبُ لَهَا فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ. قَالَ الزُّهْرِىُّ فَهَذَا مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ أَمْرِ هَؤُلاَءِ الرَّهْطِ. وَقَالَ فِى حَدِيثِ يُونُسَ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ.
__________
معانى بعض الكلمات : البرحاء : الشدة , الجزع : خرز فيه بياض وسواد
الجمان : اللؤلؤ الصغار وقيل حب يتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ
الداجن : ما يألف البيت من الحيوان , ادلج : سار ليلا , يرقأ : ينقطع
رام : فارق , عرس : نزل ليستريح آخر الليل علقة : قليل , أغمص : أعيب به
المرط : الكساء من صوف وغيره , يهبلن : يسمن ويكثر عليهن اللحم
الموغرون : جمع الموغر وهو النازل فى وقت الوغرة وهى شدة الحر
كفر من اتهمها بما برأها الله منه :
نقل النووى في ( ) براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز فلو تشكك فيها إنسان صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين , وقال القاضي أبو يعلى : (من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف )( )
وقال أيضاً : وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد
وقال الحافظ بن كثير في تفسيره عند الآية في قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)
قال : وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما برأها به بعد هذا الذي في هذه الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن وفي بقية أمهات المؤمنين كذلك على الصحيح
قال ابن كثير : هذه العشر الآيات كلها نزلت في شأن عائشة أم المؤمنين حين رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما قالوه من الكذب والبهتان والفرية التي غار الله عز وجل لها ولنبيه فأنزل الله براءتها صيانة لعرض رسوله . أ هـ
وقال ايضا: ولم نعلم أحداً أنزل فيه ومن أجله وبسببه عشر آيات متتابعة إلا عائشة رضي الله عنها .
قلت : فأين الرافضة الحوثيين من هذه الآيات الواضحات المحكمات (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)( )
فكيف نحن المسلمون لا نغار على من يغار الله عليه ويحبه ويدافع عنه ومن هنا نحذر أنفسنا ونسائنا وأبنائنا وجميع المسلمين من هذه الفرقة المارقة من الرافضة الحوثية الذين يقولون مثل هذا الكلام وأكثر من هذا في عائشة وفي غيرها من الصحابة فهم يطعنون في جميع الصحابة وما هذا إلا مثال من الأمثلة ( وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ
ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ) نسأل الله أن يكفينا شرهم ويفضح أمرهم ويبور مكرهم
وممن نقل الإجماع ابن القيم في زاد االمعاد ( 1 / 106 ) والسهيلي في الفصول في سيرة الرسول (صـــــــ 494) والسيوطي في الإكليل (صــــ190) فالرافضة الإسماعيلية الباطنية الحوثية في طعنهم على عائشة يطعنون في رسول الله لأنه طيب وكيف يقبل عائشة ويبقيها عنده فراشاً له وجليساً وهي كما يقولون أنها زانية والله يقول ( الطيبات للطيبين ) بل هذا طعن في رب العالمين سبحانه وتعالى إذ كيف يرضى بهذه المرأة جليسة وزوجة لرسوله محمد وهي على هذا الحال والله لا يختار لرسوله محمد إلا الأفضل والأبر والأكمل فقد اختار سبحانه لنصرة نبيه أفضل الخلق بعد الأنبياء أبو بكر , وعمر , وعثمان , وعلي , والمهاجرين والأنصار واختار من الكتب لإنزاله على عبده محمد القرآن أكمل الكتب وأفضلها وأحسنها نظاماً وكلاماً واختار من الأزواج لرسوله أفضل نساء العالمين واختارهن من بين نساء العالمين
اذاً فالذي يطعن في عائشة فقد طعن في الحكيم العليم الخبير
موقف آل البيت الأشراف من عائشة رضي الله عنها :
وآل بيت النبوة الأشراف الكرام من يحبون رسول الله صدقاً ويعظمون آل بيته حقاً يعرفون مكانة عائشة رضي الله عنها ولا يقولون ما يقوله سفهاء الرافضة والحوثيين
20- ثناء ابن عباس رضي الله عنهما عليها حديث عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال استأذن ابن عباس على عائشة رضي الله عنها - قبل موتها - وهي مغلوبة ٌ قالت أخشى أن يثنى علي فقيل ابن عم رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ومن وجوه المسلمين قالت ائذنوا له فقال كيف تجدينك قالت بخير إن اتقيت قال فأنت بخير إن شاء الله زوجة رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ولم ينكح بكراًّ غيرك ونزل عذرك من السماء ودخل ابن الزبير خلافه فقالت دخل ابن عباس فأثنى عليه ولوددت أني كنت نسياً( )
وأيضاً فقد خرج اللالكائي (2403) من طريق أبي جعفر بن الفضل الطبري أن محمد بن زيد أخا الحسن بن زيد قدم عليه من العراق رجل ينوح بين يديه فذكر عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب به دماغه فقتله فقيل له هذا من شيعتنا ومن يتولانا فقال هذا سمى جدي قرتان) أي الديوث المشارك لزوجته في الدعارة ومن سمى جدي قرتان استحق عليه القتل فقتله
وخرج اللالكائي(2402) من طريق القاضي ابي الحسن الجراحي يقول سمعت أبا السائب عتبة بن عبد الملك الهمداني قاضي القضاة يقول : كنت يوما بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطبرستان وكان يلبس الصوف ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويوجه كل سنة بعشرين ألف دينار إلى مدينة السلام تفرق على صغايير ولد الصحابه وكان بحضرته رجل ذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة فقال يا غلام اضرب عنقه فقال العلويون هذا من شيعتنا فقال : معاذ الله هذا رجل طعن في رسول الله قال الله : ( الخبيثات للخبيثين ....)فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي خيث فهو كافر فاضربوا عنقه فضربوا عنقه وأنا حاضر( )
ما شأن أم المؤمنين وشاني هدي المحب لها وضل الشاني
إني أقول مبيناً عن فضلها ومترجماً عن قولها بلسـاني
يا مبغضي لا تأت قبر محمد فالبيت بيتي والمكان مكاني
إني خصصت على نساء محمد بصفات بر تحتهن معاني
وسبقتهن إلى الفضائل كلها فالسبق سبقي والعنان عناني
مرض النبي ومات بين ترائبي فاليوم يومي والزمان زماني
زوجي رسول الله لم أر غيره الله زوجني به وحباني
وأتاه جبريل الأمين بصورتي فأحبني يومي وحباني
أنا بكره العذراء عندي سره وضجيعه في منزلي قمراني
وتكلم الله العظيــم بحجتي وبراءتي في محكم القرآن
والله في القرآن قدلعن الذي بعد البراءة بالقبيح رماني
والله وبخ منن أراد تنقصي إفكاً وسبح نفسه في شاني
إني لمحصنة الإزار بريئة ودليل حسن طهارتي إحصاني
والله احصنني بخاتم رسله وأذل أهل الإفك والبهتان
وسمعت وحي الله عند محمد من جبرئيل ونوره يغشاني
أحى إليه وكنت تحت ثيابه فحنا علي بثوبه وخباني
من ذا يفاخرني وينكر صحبتي ومحمد في حجره رباني
وأخذت عن أبواي دين محمد وهما على الإسلام مصطحباني
وأبي أقام الدين بعد محمد فالنصل نصلي والسنان سناني
والفخر فخري والخلافة في أبي حسبي بهذا مفخراً وكفاني
وانا ابنة الصديق صاحب أحمد وحبيبه في السر والإعلان
نصر النبي بماله وفعــــاله وخروجه معه من الاوطان
ثانيه في الغار الذي سد الكوى بردائه أكرم به من ثان
وجفى الغنى حتى تخلل بالعبا زهدا وأذعن أيما إذعان
وتخللت معه ملائكة السما وأتته بشرى الله بالرضوان
وهو الذي لم يخش لومةلائم في قتل أهل البغي والعدوان
قتل الألى منعوا الزكاة بكفرهم وأذل أهل الكفر والطغيان
سبق الصحابة والقرابة للهدى هو شيخهم في الفضل والإحسان
والله ما استبقوا لنيل فضيلة مثل استباق الخيل يوم رهـان
إلا وطار أبي إلى عليائها فمكانه منها أجـل مكان
ويل لعبد خان آل محمد بعداوة الأزواج والأختان
طوبى لمن والى جماعة صحبه ويكون من احبابه الحسنان
بين الصحابة والقرابة ألفة لا تستحيل بنزغة الشيطان
وهم كالأصابع في اليدين تواصلا هل يستوي كف بغير بنـان
حصرت صدور الكافرين بوالدي وقلوبهم ملئت من الأضـغان
حب البتول وبعلها لم يختلف من ملة الإسلام فيه اثنان
اكرم بأربعة أئمة شرعنا فهم لبيت الدين كالأركان
نسجت مودتهم سدى في لحمة فبناؤها من أثبت البنيان
والله ألف بين قلوبهم ليغيض كل منافق طعان
رحماء بينهم صفت أخلاقهم وخلت قلوبهم من الشنآن
فدخولهم بين الأحبة كلفة وسبابهم سبب إلى الحرمان
جمع الإله المسلمين على أبي واستبدلوا من خوفهم بأمان
وإذا أراد الله نصرة عبده من ذا يطيق له على خذلان
من حبني فليجتنب من سبني إن كان صان محبتي ورعاني
واذا محبي قد ألظ بمبغضي فكلاهما في البغض مستويان
إني لطيبة خلقت لطيب ونساء أحمد أطيب النسوان
إني لأم المؤمنين فمن أبى حبي فسوف يبوء بالخسران
الله حببني لقلب نبيه وإلى الصراط المستقيم هداني
والله يكرم من أراد كرامتي ويهين ربي من أراد هواني
والله أسأله زيادة فضله وحمدته شكراً لما أولاني
يا من يلوذ بأهل بيت محمد يرجو بذك رحمة الرحمان
صل أمهات المؤمنين ولا تحد عنا فتسلب حلة الإيمان
إني لصادقة المقال كريمة إي والذي ذلت له الثقلان
خذها إليك فإنما هي روضة محفوفة بالروح والريحان
صلى الإله على النبي وآله فبهم تشم أزاهر البستان
المفاضلة بينها وبين خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما
:أحسن الأقوال في ذلك ما اختاره شيخ الإسلام رحمه الله تعالى فقال : اختص كل واحدة منهما بخاصة فخديجة كان تأثيرها في أول الإسلام وكانت تسلى رسول الله وتثبته وتسكنه وتبذل دونه مالها فأدركت عزة الإسلام واحتملت الأذى في الله تعالى وفي رسوله وكانت نصرتها للرسول في أعظم أوقات الحاجة فلها من النصرة والبذل ما ليس لغيرها
وعائشة رضي الله عنها تأثيرها في آخر الإسلام فلها من التفقه في الدين وتبليغه إلى الأمة وانتفاع الناس بما أدت إليها من العلم ما ليس لغيرها
قال ابن القيم : معلقاً عليه فتأمل هذا الجواب الذي لو جئت بغيره من التفضيل مطلقاً لم تخلص من المعارضة .( )
1- إنها زوج النبي و إبنة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين 0
عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنهما حين تأيّمت حفصة من خنيس بن حذافة السهمي لقي عثمان رضي الله عنه فقال: إن شئتَ أنكحتك حفصة، قال: سأنظر في أمري، فلبث ليالي فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج، قال عمر: فقلت لأبي بكر رضي الله عنه: إن شئت أنكحتك حفصة، فصمت، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي، ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدتَ عليّ حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا، قلت: نعم، قال: إنه لم يمنعني أن أرجع إليك إلا إني علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها، فلم أكن أفشي سره، ولو تركها لقبلتها.
وحفصة هي بنت عمر بن الخطاب.. أرملة الصحابي الجليل (خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي القرشي)، من أصحاب الهجرتين: هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين ثم هاجر إلى المدينة، وكان الوحيد من بني سهم الذي شهد إلى جانب رسول الله بدرا.. وجرح في أحد.. ثم مات في دار الهجرة متأثرا بجراحه، وترك وراءه أرملته الشابة.
وضرب المثل في ذلك قائد الأمة.. فعندما ترملت حفصة واستشهد زوجها في سبيل الله، قال رسول الله: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة، ويضمها النبي إليه فتقر عينها، ويرضي هذا التصرف والدها الذي بذل الكثير في سبيل تدعيم الدين الجديد. وتنضم بذلك حفصة الشابة التقية الورعة إلى بيت النبوة لتصبح أما للمؤمنين.
دخلت حفصة بيت النبي وفيه سودة وعائشة..
أما سودة فقد كانت امرأة كبيرة السن.. علمت منذ دخولها البيت النبوي أن حظها من رسول الله بر ورحمة وإكرام.. وأما عائشة فقد كانت الصبية الجميلة الأثيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والتي تحاول أن تستأثر وحدها بحبه وقلبه..
وتناست عائشة ما كانت تجد من ضرتها حفصة، بعد أن وفدت على بيت النبي أزواج جديدات..
. رضيت حفصة من جانبها بهذا الحلف.. فلم يكن بين نساء النبي الأخريات أقرب إليها من عائشة.
جمع المصحف الكريم وأودعه عند أم المؤمنين حفصة بنت عمر..
وفي عهد عثمان رضي الله عنه تم توحيد حرف المصحف ورسمه.. من المصحف المجموع المودع لدى حفصة.. ونسخت من المصحف العثماني الإمام، نسخ وزعت على الأمصار..
حفصة بنت عمر هي: حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب.
ولادتها رضي الله عنها :
ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين.
وأخرج ابن سعد عن أبي الحويرث قال: تزوج خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي حفصة بنت عمر بن الخطاب.
فكانت عنده وهاجرت معه إلى المدينة فمات عنها بعد الهجرة (1)
وروى عن حسين بن أبي حسين قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرا " قبل أحد (2) وقال أبو عمر: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاث من الهجرة.
وقيل: تزوجها سنة اثنتين من التاريخ (3).
وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب.
إن النبي صلى الله عليه وسلم.
2- ومن فضلها أن النبي طلقها فأتاه جبريل فقال إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة الحديث له طرق يحسن بمجموعها (4).
ومن فضلها أن حازت شرف الصحبة مع قربها من النبي
وفاتها رضي الله عنها: قال أبو عمر: أوصى عمر بن الخطاب بعد موته إلى حفصة، وأوصت حفصة إلى عبد الله بن عمر بما أوصى به عمر وبصدقة تصدقت بها وبمال وقفته بالغابة.
وتوفيت سنة إحدى وأربعين.
وقال أبو معشر وغيره: توفيت سنة خمس وأربعين (5).
وأخرج ابن سعد أنها توفيت سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهي يومئذ ابنة ستين سنة (6) وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ عامل المدينة (7).
___________________________
(1) الطبقات الكبرى 81 / 7.
(2) المصدر السابق 83 / 7.
(3) الإستيعاب 269 /4.
(4) تحقيق جلاء الأفهام 301 / ط ابن الجوزي
،(5) الإستيعاب 270 / 4.
(6) الطبقات الكبرى 86 / 7.
(7) المصدر السابق 86 / 7.
اسمها ونسبها رضي الله عنها :
واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقضة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد أسد واسمه عبد الله بن عبد الأسد توفيت سنة 62 هـ ودفنت بالبقيع وهي آخر أزواج النبي موتاً .
1- ومن فضلها : أن جبريل دخل على رسول الله وهي عنده كما روى مسلم في صحيحة عن ابي عثمان قال أنبأت أن جبريل دخل على رسول الله وعنده أم سلمة فجعل يتحدث ثم قام فقال نبي الله لأم سلمة رضي الله عنها من هذا ؟ قالت هذا دحية الكلبي قالت : وأيم الله ما حسبته إلا إياه . حتى سمعت خطبة النبي يخبر خبر جبريل عليه السلام ......
زوجها ابنها عمر من رسول الله رواه النسائي بإسناد صحيح وقيل عمر بن الخطاب ورجح هذا لإمام المزي
2- ومن فضلها أنها أول ضعينة دخلت المدينة كما روى ذلك الحاكم عن مصعب بن عبدالله
ومن فضلها ما تحملته من عناء الهجرة ومشقتها عن ابن اسحاق قال حدثني ابي اسحاق بن يسار عن سلمة بن عبدالله بن عمر بن ابي سلمة عن جدته زوج النبي قَالَتْ لَمّا أَجْمَعَ أَبُو سَلَمَةَ الْخُرُوجَ إلَى الْمَدِينَةِ رَحّلَ إلَيّ بَعِيرَهُ ثُمّ حَمَلَنِي عَلَيْهِ وَحَمَلَ مَعِي ابْنِي سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ فِي حِجْرِي ، ثُمّ خَرَجَ بِي يَقُودُ بِي بَعِيرَهُ فَلَمّا رَأَتْهُ رِجَالُ بَنِي الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ قَامُوا إلَيْهِ فَقَالُوا هَذِهِ نَفْسُك غَلَبْتنَا عَلَيْهَا ، أَرَأَيْت صَاحِبَتَك هَذِهِ ؟ عَلَامَ نَتْرُكُك تَسِيرُ بِهَا فِي الْبِلَادِ ؟ قَالَتْ فَنَزَعُوا خِطَامَ الْبَعِيرِ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذُونِي مِنْهُ . قَالَتْ وَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِكَ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ ، رَهْطُ أَبِي سَلَمَةَ فَقَالُوا : لَا وَاَللّهِ لَا نَتْرُكُ ابْنَنَا عِنْدَهَا إذَا نَزَعْتُمُوهَا مِنْ صَاحِبِنَا . قَالَتْ فَتَجَاذَبُوا بُنَيّ سَلَمَةَ بَيْنَهُمْ حَتّى خَلَعُوا يَدَهُ وَانْطَلَقَ بِهِ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ ، وَحَبَسَنِي بَنُو الْمُغِيرَةِ عِنْدَهُمْ وَانْطَلَقَ زَوْجِي أَبُو سَلَمَةَ إلَى الْمَدِينَةِ . قَالَتْ فَفُرّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجِي وَبَيْنَ ابْنِي . قَالَتْ فَكُنْت أَخْرُجُ كُلّ غَدَاةٍ فَأَجْلِسُ بِالْأَبْطَحِ فَمَا أَزَالُ أَبْكِي ، حَتّى أُمْسِي سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا حَتّى مَرّ بِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمّي ، أَحَدُ بَنِي الْمُغِيرَةِ فَرَأَى مَا بِي فَرَحِمَنِي فَقَالَ لِبَنِي الْمُغِيرَةِ أَلَا تُخْرِجُونَ هَذِهِ الْمِسْكِينَةَ فَرّقْتُمْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا وَبَيْنَ وَلَدِهَا قَالَتْ فَقَالُوا لِي : الْحَقِي بِزَوْجِك إنْ شِئْت . قَالَتْ وَرَدّ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ إلَيّ عِنْدَ ذَلِكَ ابْنِي . قَالَتْ فَارْتَحَلْت بَعِيرِي ثُمّ أَخَذْت ابْنِي فَوَضَعْته فِي حِجْرِي ، ثُمّ خَرَجْت أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ . قَالَتْ وَمَا مَعِي أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللّهِ . قَالَتْ فَقُلْت : أَتَبَلّغُ بِمَنْ لَقِيت حَتّى أَقْدَمَ عَلَى زَوْجِي ، حَتّى إذَا كُنْت بِالتّنْعِيمِ لَقِيت عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَخَا بَنِي عَبْدِ الدّارِ فَقَالَ لِي : إلَى أَيْنَ يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيّةَ ؟ قَالَتْ فَقُلْت : أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ . قَالَ أوَ مَا مَعَك أَحَدٌ ؟ قَالَتْ فَقُلْت : لَا وَاَللّهِ إلّا اللّهَ وَبُنَيّ هَذَا . قَالَ وَاَللّهِ مَا لَك مِنْ مَتْرَكٍ فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْبَعِيرِ فَانْطَلَقَ مَعِي يَهْوِي بِي ، فَوَاَللّهِ مَا صَحِبْت رَجُلًا مِنْ الْعَرَبِ قَطّ ، أَرَى أَنّهُ كَانَ أَكْرَمَ مِنْهُ كَانَ إذَا بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَنَاخَ بِي ، ثُمّ اسْتَأْخَرَ عَنّي ، حَتّى إذَا نَزَلْت اسْتَأْخَرَ بِبَعِيرِي ، فَحَطّ عَنْهُ ثُمّ قَيّدَهُ فِي الشّجَرَةِ ، ثُمّ تَنَحّى إلَى شَجَرَةٍ فَاضْطَجَعَ تَحْتَهَا ، فَإِذَا دَنَا الرّوَاحُ قَامَ إلَى بَعِيرِي فَقَدّمَهُ فَرَحّلَهُ ثُمّ اسْتَأْخَرَ عَنّي ، وَقَالَ ارْكَبِي . فَإِذَا رَكِبْت وَاسْتَوَيْت عَلَى بَعِيرِي أَتَى فَأَخَذَ بِخِطَامِهِ فَقَادَهُ حَتّى الْمَدِينَةَ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَى قَرْيَةِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءَ قَالَ زَوْجُك فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ - وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ بِهَا نَازِلًا - فَادْخُلِيهَا عَلَى بَرَكَةِ اللّهِ ثُمّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إلَى مَكّةَ . قَالَ فَكَانَتْ تَقُولُ وَاَللّهِ مَا أَعْلَمُ أَهْلَ بَيْتٍ فِي الْإِسْلَامِ أَصَابَهُمْ مَا أَصَابَ آلَ أَبِي سَلَمَةَ ، وَمَا رَأَيْت صَاحِبًا قَطّ كَانَ أَكْرَمَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ .
3-ومن فضلها أنها كانت صابرة محتسبة حين مات زوجها
روى مسلم في صحيحة ( )حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ - قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - أَخْبَرَنِى سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ عَنِ ابْنِ سَفِينَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِى فِى مُصِيبَتِى وَأَخْلِفْ لِى خَيْرًا مِنْهَا. إِلاَّ أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا ». قَالَتْ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ أَىُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِى سَلَمَةَ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. ثُمَّ إِنِّى قُلْتُهَا فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَتْ أَرْسَلَ إِلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَاطِبَ بْنَ أَبِى بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِى لَهُ فَقُلْتُ إِنَّ لِى بِنْتًا وَأَنَا غَيُورٌ. فَقَالَ « أَمَّا ابْنَتُهَا فَنَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيْرَةِ ».
4- ومن فضائله انها ذات نبل رأي سديد يدل لهذا ماجاء في قصة الحديبية وهي ان رسول الله امر الناس ان يحلقوا روؤسهم وينحروا هديهم حين صدهم المشركون عن البيت الحرام فلم يحلقوا ولم ينحروا فدخل النبي على ام سلمة مغضباً .... الحديث وفيه لوا انك حلقت رأسك ونحرت هديك فعل الناس ففعل فتأسى به الناس ) المعنى
وهذا من حسن رأيها ورجاحة عقلها .
اسمها ونسبها :
اسمها زينب بنت جحش من بني خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر وهي بنت عمته اميمة بنت عبد المطلب , وكانت من قبل عند مولاه زيد بن حارثه وطلقها زيد فزوجها الله رسوله من فوق سبع سموات وانزل الله عليه (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا) فقام فدخل عليها بلا استئذان وكانت تفخر على سائر نساء النبي بذلك وتقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات ( ) وهذه فضيلة ظاهرة لها رضي الله عنها , إذ نزل في شأنها قرآن يتلى إلى يوم القيامة , توفيت في المدينة سنة 20هـ وعمرها 53 , ودفنت في البقيع وصلى عليها عمر بن الخطاب ( )
زواجه صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها.
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) أنه قال:
إن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنّا ندعوه إلا زيد بن محمد، حتى نزل القرآن )ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت زيد بن حارثة بن شرحبيل.
وقد زوجه عليه السلام بابنة عمته (زينب بنت جحش الأسدية).. ولم يكن زواجا موفقا فقد كانت تعامله بشدة.. ولم تنسَ لحظة أنها ذات الحسب والنسب.. وأنه عبدٌ مملوك قبل أن يتبناه النبي. وطلّق زيد زينب.. فأمر الله رسوله أن يتزوجها ليبطل بدعة التبني ويعيد الأمور إلى نصابها..
وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألسنة المنافقين أن تقول: تزوج محمد امرأة ابنه.. وفي ذلك ما فيه من حرج شديد. تباطأ النبي في تنفيذ ذلك حتى نزلت الآية:
(وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه، فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكونَ على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهنّ وطرا، وكان أمر الله مفعولا)
كان لابد من إبطال هذه العادة السيئة.. وإرجاع الأمور إلى نصابها.. فكانت حكمة الله أن يتزوج رسول الله من زينب بنت جحش..
ومن فضائلها أن لم تخض مع الذين خاضوا في الإفك منعها دينها وورعها قالت عائشة رضي الله عنها فأما زينب رضي الله عنها فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا، وتزيد عائشة شهادتها وضوحا فتقول: (ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله عزوجل)
كانت زينب أسرع نساء النبي لحاقا به.. تقول عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا.. فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي إنما أراد طول اليد بالصدقة.. وكانت زينب امرأة صناع اليدين تدبغ وتخرز، وتتصدق في سبيل الله.
ومن بركتها ما حصل لها من البركة في وليمة عرسها من رسول الله كما أخرج أبو نعيم و ابن عساكر عن أنس قال لما تزوج النبي {صلى الله عليه وسلم} زينب بنت جحش قالت لي أمي يا أنس إن النبي {صلى الله عليه وسلم} أصبح عروسا ولا أرى أصبح له غداء فهلم تلك العكة وتمرا قد رمد فجعلت له حيسا فقالت اذهب بهذا إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وامرأته فأتيته به في تور من حجارة فقال ضعه في ناحية البيت واذهب فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وعليا ونفرا من أصحابه ثم أدع لي أهل المسجد ومن رأيته في الطريق فجعلت أتعجب من قلة الطعام ومن كثرة من يأمرني أن أدعو من الناس فدعوتهم حتى امتلأ البيت والحجرة ثم قال يا أنس هلم ذاك
فجئت بالتور فغمس فيه ثلاثة أصابع فجعل يربو ويرتفع فجعلوا يتغدون ويخرجون حتى إذا فرغوا أجمعون بقي في التور نحو ما جئت به قال ضعه قدام زينب قال ثابت فقلت لأنس كم ترى كان الذين أكلوا قال اثنين وسبعين
ومن فضائلها ثناء نساء النبي عليها أخرج ابن سعد وابن عساكر عن عائشة قالت يرحم الله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف إن الله زوجها نبيه في الدنيا ونطق به القران وان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال لنسائه ونحن حوله أسرعكن بي لحوقا اطولكن باعا فبشرها بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة
ومن فضائلها رضي الله عنها :
اسمها ونسبها : هي جويرية بنت الحارث سيد بنى المصطلق من خزاعة،
كانت في سبي بنى المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابتها، وتزوجها في شعبان سنة 6 هـ . وقيل : سنة 5هـ، فأعتق المسلمون مائة أهل بيت من بني المصطلق، وقالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت أعظم النساء بركة على قومها . توفيت في ربيع الأول سنة 56هـ، وقيل : 55 هـ . ولها 65 سنة .
قد كان زواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جويرية بنت الحارث له أبعاده وتحققت تلك الأبعاد بإسلام قومها، فقد كان الزواج منها من أهدافه الطمع في إسلام قومها، وبذلك يكثر سواد المسلمين، ويعز الإسلام وهذه مصلحة إسلامية بعيدة يسر الله هذا الزواج، وباركه، وحقق الأمل البعيد المنشود من ورائه، فأسلمت القبيلة كلها بإسلام جويرية، وإسلام أبيها الحارث، فقد عاد هذا الزواج على المسلمين بالبركة والقوة، والدعم المادي والأدبي معاً للإسلام والمسلمين
أصبحت جويرية بنت الحارث زوجة لسيد المرسلين وأماً للمؤمنين، فكانت رضي الله عنها عالمة بما تسمع، وعاملة بما تعلم، فقيهة عابدة، تقية ورعة، نقية الفؤاد مضيئة العقل، مشرقة الروح، تحب الله ورسوله، وتحب الخير للمسلمين.
وكانت رضي الله عنها تروي من حديث رسول الله، ناقلة لحقائق الدين من خزائنها عند من تنزلت عليه - صلى الله عليه وسلم - يرويه عنها سدنة العلم من علماء الصحابة رضي الله عنهم، لينشروه في المجتمع المسلم علماً وعملاً، وفي عامة المجتمع الإنساني دعوة وهداية(1)، فقد حدث عنها ابن عباس، وعبيد بن السباق، وكريب مولى ابن عباس ومجاهد، وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي بلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد سبعة أحاديث(2) منها أربعة في الكتب الستة، عند البخاري حديث، وعند مسلم حديثان، وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم في عدم تخصيص يوم الجمعة بالصوم، وحديث في الدعوات في ثواب التسبيح، وفي الزكاة في إباحة الهدية للنبي - صلى الله عليه وسلم - وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدقة، كما روت في العتق، وبسبعة أحاديث شريفة خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها اسمها في عالم الرواية، لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأمومتها للمسلمين، تبليغها الأمة سنن المصطفى - صلى الله عليه وسلم – ما تيسر لها ذلك(3).
وكانت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات القانتات الصابرات في مجال مناجاة الله تعالى وتحميده وتقديسه وتسبيحه(4) فهذه أم المؤمنين جويرية تحدثنا عن ذلك فتقول: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها بكرةً حين صلى الصبح وهي في مسجدها(5) ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة. فقال: (مازلت على الحال التي فارقتك عليها؟، قالت: نعم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)(6).
وقد توفيت رضي الله عنها سنة خمسين، وقيل ست وخمسين(7).
(1) انظر: محمد رسول الله، محمد صادق عرجون (4/250).
(2) انظر: دور المرأة في خدمة الحديث، آمال قرداش، ص88.
(3) انظر: دور المرأة في خدمة الحديث، آمال قرداش، ص88،89.
(4) انظر: محمد رسول الله، صادق عرجون (4/250).
(5) مسجد: المكان الذي تصلي فيه في بيتها.
(6) مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب التسبيح أو النهار (4/209) رقم 2726.
(7) انظر: الطبقات لابن سعد (8/121)، خليفة بن خياط تاريخه، ص234.
تقول عائشه : .
فبينما النبي صلى الله عليه وسلم عندي ونحن على الماء إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي صلى الله عليه وسلم، وعرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت، فقالت:
يا رسول الله إني امرأة مسلمة أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وأنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، أصابنا من الامر ما قد علمت ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس - أو ابن عم له فتخلصني من ابن عمه بنخلات له بالمدينة - فكاتبني على ما لا طاقة لي به ولا يدان، وما أكرهني على ذلك إلا أني رجوتك صلى الله عليك فأعني في مكاتبتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو خير من ذلك ؟ فقالت: وما هو يا رسول الله ؟ قال: أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك، قالت: نعم يا رسول الله قد فعلت، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثابت بن قيس فطلبها منه، فقال ثابت: هي لك يا رسول الله بأبي وأمي، فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان عليها من كتابتها، وأعتقها وتزوجها، وخرج الخبر إلى الناس ورجال بني المصطلق قد اقتسموا وملكوا ووطئت نساؤهم، فقال المسلمون: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقوا ما بأيديهم من ذلك السبي.
قالت عائشة رضي الله عنها: فأعتق مائة أهل بيت بتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها (1).
ذكر منام أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
روى هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت جويرية: رأيت قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبرها أحدا من الناس، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سبينا رجوت الرؤيا، فلما أعتقني وتزوجني والله ما كلمته في قومي، حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم، وما شعرت إلا بجارية من بنات عمي تخبرني الخبر، فحمدت الله تعالى.
ذكر افتداء من بقي من السبي روى الشيخان وأبو داود والنسائي ومحمد بن عمر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق، فأصبنا سبايا وبنا شهوة إلى النساء، واشتدت علينا العزوبة، وأحببنا الفداء، فقلنا: نعزل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ؟ فسألناه عن ذلك، فقال: ما عليكم ألا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا هي كائنة (2).
روى هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت جويرية: رأيت قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبرها أحدا من الناس، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سبينا رجوت الرؤيا، فلما أعتقني وتزوجني والله ما كلمته في قومي، حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم، وما شعرت إلا بجارية من بنات عمي تخبرني الخبر، فحمدت الله تعالى.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 5 / 179 والبيهقي في السنن 9 / 75 والحاكم في المستدرك 4 / 26 وابن حبان (1547) وابن سعد في الطبقات 8 / 83 وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (39708).
(2) أخرجه البخاري 3 / 194 وأبو داود (2172) وأحمد في المسند 3 / 68 وأبو نعيم في الحلية 5 / 146.
تزوجها بسرف وبنى بها بسرف وماتت بسرف وهي على سبعة أميال من مكة وهي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين رضي الله عنها , توفيت سنة 63ه وهي خالة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما فإن أمه أم الفضل بنت الحارث وهي خالة خالد بن الوليد أيضاً ويمونة رضي الله عنها هي التي وقع فيها الخلاف هل نكحها رسول الله حلالاً أو محرماً والصحيح أنه تزوجها حلالاً كما قال ذلك أبو
رافع السفير في نكاحها وما رواه مسلم عن ميمونة قالت: ( تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن حلالان بسرف ).
قال العلامة ابن القيم فهؤلاء جملة من دخل بهن من النساء وهن احدى عشر والصلاة على ازواجه تابعه لإحترامهن , وتحريمهن على الأمة , وانهن نساؤه في الدنيا ة الآخرة , فمن فارقها في حياتها ولم يدخل بها لايثبت لها أحكام زوجاته التي دخل بهن ومات عنهن وعلى أزواجه وذريته وسلم تسليماً كثيرا
خرج الحاكم عن ابن شهاب قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العام القابل عام الحديبية معتمرا في ذي القعدة سنة سبع وهو الشهر الذي صدّه فيه المشركون عن المسجد الحرام، حتى إذا بلغ يأجُج بعث جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حَزن العامرية فخطبها عليه، فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وكانت أختها أم الفضل تحته، فزوجها العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام النبي صلى الله عليه وسلم بسرف (موضع قرب مكّة) بعد ذلك بحين حتى قدمت ميمونة فبنى بها بسَرِف. وقدر الله تعالى أن يكون موت ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها بعد ذلك بحين، فتوفيت حيث بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وميمونة هي برة بنت الحارث الهلالية، إحدى أخوات أربع قال فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأخوات المؤمنات)..
أما الأولى: فهي أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث زوج العباس بن عبد المطلب، أول امرأة آمنت بعد خديجة رضي الله عنها. وهي التي ضربت أبا لهب عدو الله ورسوله، حين دخل بيت أخيه العباس فاحتمل مولاه (أبا رافع) فضربه بالأرض ثم برك عليه يضربه لأنه أسلم. فقامت أم الفضل إلى عمود فشجت رأس أبي لهب شجة منكرة، فما عاش بعدها إلا سبع ليال حتى رماه الله بداء قتله .
والثانية: أختها لأمها زينب بنت خزيمة الهلالية العامرية. كانت زوجة لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، فلما استشهد في بدر ضمها رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فجبر خاطرها بعد أن انقطع عنها الناصر والمعين. وكانت قد بلغت الستين من عمرها حينما تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم.
كانت تسمى أم المساكين لرحمتها إياهم ورقتها عليهم.
والثالثة: أختها لأمها أسماء بنت عميس الخثعمية زوج جعفر بن أبي طالب، وقد تزوجت من بعده أبا بكر ثم خلف عليها الإمام علي.
والرابعة: أختها لأمها سلمى بنت عميس زوج حمزة بن أبي طالب.
وأمهن جميعا، هند بنت عوف بن زهير، التي قيل فيها: (أكرم عجوز في الأرض أصهارا هند بنت عوف) أصهارها: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وحمزة والعباس ابنا عبد المطلب وجعفر وعلي ابنا أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
ومن فضائلها رضي الله عنها ما نقلته عائشة رضي الله عنها بقولها : عندما ذكرت عائشة ميمونة قالت: (أما إنها كانت والله من أتقانا لله، وأوصلنا للرحم).
ومن فضائلها أنها أم المؤمنين ومن المهاجرين وزوجة النبي الكريم في الدنيا والآخرة رضي الله تعالى عنها
وكان من فائدة زواجه بها بالنسبة للأمة أن عبد الله بن عبّاس رضي الله تعالى عنهما تُصبح هذه المرأة خالته فكان يبيت عندها، فإذا بات عندها يرى قيام النبي صلى الله عليه وسلم، فنقل عبد الله بن عبّاس كثيرًا من أخبار النبي عليه الصلاة والسلام لكونه يستطيع أن يدخل على خالته ميمونة بنت الحارث رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
تزوج النبي زينبَ بنت خُزَيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مَنَاف بن هِلال بن عامر بن صَعْصَعة بن معاوية أخي سعد رضيعا النبيابني بَكْر بن هَوَازِن بن منصور بن عِكرمة بن خَصَفة بن قيس بن عَيلان القيسيّة في شهر رمضان في السنة الثالثة من الهجرة وهي أُمُّ المساكين كُنِّيتْ بذلك في الجاهلية لرأفتها بهم ورحمتها وإحسانها إليهم ولمَّا خطبها رسولُ الله جَعلت أَمرَها إليهِ فتزوَّجها وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ً ونشّاً والنشُّ النصف وذلك خمسمائة درهمٍ لأنّ الأوقية أربعون درهماً وكانت قبله عند الطُّفيل بن الحارث بن المطَّلب بن عبد مَنَاف بن قُصيّ فطلّقها فتزوّجها أخوه عُبيدة بن الحارث فقُتل عنها يوم بدرٍ شهيداً فخلَفَ عليها رسول الله وبهذا جزم الدمياطيّ وقيل كانت تحت عبد الله بن جَحْش قُتل عنها يوم أُحد فتزوّجها رسول الله قاله ابن عبد البر وحكاه عن ابن شهاب وصحّحه عبد الغني ومكثتْ عند النبيّ ثمانية أشهرٍ وماتت في آخر شهر ربيعٍ الآخر من السنة الرابعة من الهجرة وصلى عليها رسول الله ودفنها بالبَقيع وقد بلغت ثلاثين سنة أو نحوها وقيل إنها مكثت عند النبيّ شهرين أو ثلاثة ً وقد حازت شرف الصحبة والإيمان بالنبي وأنها أم المؤمنين وزوجة النبي الكريم في الدنيا والآخرة رضي الله عنها وأرضاها
صفية بنت حيي بن أخطب سيد بن النضير من بنى إسرائيل من ولد هارون بن عمران اخي موسى عليهما السلام ، كانت من سبي خيبر، فاصطفاها رسول الله صلى الله وعليه وسلم لنفسه، وعرض عليها الإسلام فأسلمت، فأعتقها وتزوجها بعد فتح خيبر سنة 7هـ ( انظر البخاري ( 4212)ومسند احمد ( 6264)، وابتنى بها بسد الصهباء على بعد 12 ميلا من خيبر في طريقه إلى المدينة . توفيت سنة 50 هـ وقيل : 52هـ، وقيل 36 هـ ودفنت بالبقيع . وكانت قبل النبي تحت ابن أبي الحقيق ( )
من فضائلها رضي الله عنها ان رسول الله اعتقها وجعل عتقها صداقها( )
ومن فضلعا انها زوجة نبي وابوها نبي وعمها نبي قال الترمذي حدثنا اسحاق بن منصور وعبد ابن حميد قال حدثنا عبدالرزاق اخبرنا معمر عن ثابت عن انس قال : قال بلغ صفية ان حفصة قالت : صفية بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي وهي تبكي فقال ما يبكيك ؟ قالت : قالت لي حفصة أني ابنت يهودي فقال : انك ابنت نبي وان عمك نبي وانك لتحت نبي فبما تفخر عليك ! ثم قال : اتقي الله يا حفصة .) ( )
من فضائلها احترام النبي لها وغيرته عليها يدل لذلك ما روي في مسلم( ) أن صفية أم المؤمنين زارت النبي وهو معتكف في العشر الأخير من رمضان في المسجد فتحدثت عنده ساعة فلما قامت تنقلب راجعة قام معها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغا باب المسجد مرّ بهما رجلان من الأنصار فسلما ثم نفذا (مسرعين) فقال لهما صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي، إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم..
واسمها رملة بنت صخر بن حرب بن امية بن عبد شمس ين عبد مناف كانت تحت عبيد الله بن جحش، فولدت له حبيبة فكنيت بها، وهاجرت معه إلى الحبشة، فارتد عبيد الله وتنصر، وتوفي هناك، وثبتت أم حبيبة على دينها وهجرتها، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أميه الضمري بكتابه إلى النجاشي في المحرم سنة 7 هـ . خطب عليه أم حبيبة فزوجها إياه وأصدقها من عنده أربعمائة دينار وولي نكاحها عثمان بن عفان ’ وقيل خالد بن سعيد بن العاص ، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة . فابتنى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من خيبر . توفيت سنة 42 هـ، أو 44هـ، أو 50هـ .
ومن فضائلها انها هاجرت الهجرتين وصبرت وثبتت على الإسلام
ومن فضائلها انها صحابية , وزوجة رسول الله في الدنيا والآخرة , وأنها أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها وأخيها وسائر الصحابة أجمعين.
الخاتمة
هذا ما يسر الله الكريم إملاؤه من فضائل أزواج النبي الكريم ورضي الله عنهن أجمعين وعن سائر الصحابة الأنصار والمهاجرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , وإني سائل أخ كريم عثر على خطأ أو تقصير أن ينبهنا وجزاه الله خيرا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
كتبه
ابوالفداء
احمد الأحمدي
في 23/ صفر /1434هـ
مركز السنة في بني معين حبيش
محافظة إب
الموضوع
الصفحة
المقدمة 1
خديجة بنت خويلد 4
نصرتها للنبي 4
سلام الله عليها 7
كثرة ذكر النبي لها والإحسان إلى صديقاتها 8
بشارتها بالجنة 9
جميع أولاد النبي منها 10
لم يتزوج معها في حياتها حتى ماتت 10
سودة بنت زمعه 11
علو همتها 12
عائشة الصديقة بنت الصديق 13
احب ازواج النبي إليه 14
دفاع الله سبحانه عنها 15
من اعلم نساء الدنيا 16
سلام جبريل عليها 17
أزواج الرسول من آل بيته 19
بركتها على المسلمين 20
فضلها على سائر النساء 23
حث النبي على حبها 24
طعن الرافضة في ام المؤمنين عائشة 26
حادثة الإفك 27
كفر من اتهمها بما برأها الله 36
موقف آل البيت الأشراف من أم المؤمنين عائشة 40
قصيدة جميلة في أم المؤمنين عائشة 41
المفاضلة بين خديجة وعائشة 44
أم المؤمنين حفصة 45
أم سلمة هند 50
أم المؤمنين زينب بنت جحش 55
أم المؤمنين جويرية بنت الحارث 59
أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث 66
أم المؤمنين زينب بنت خزيمة الهلالية 70
أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب 71
أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان 73
الخاتمة 75
الفهرس 76
المــقــدمــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه وبعد
فإن الله خلق العباد وألزمهم بحقوق بينات وأوامر واضحات
وأهم الحقوق هي حقوق رب العالمين سبحانه وتعالى – من توحيده وإخلاص الدين له ....ثم حقوق رسوله باتباعه وامتثال أمره والسير على طريقه ومنهجه والزمنا سبحانه تولى رسوله ونصرته وتعزيره وتوقيره وتبجيله ثم ألزمنا سبحانه بحقوق أزواجه وأصحابه فقال سبحانه : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) فأزواجه رضوان الله عليهن أمهات المؤمنين وسيدات العالمين والواجب على كل ولد بار الإحسان والاحترام والتقدير والمحبة لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً هذا وقد انقسم الناس في أمهات المؤمنين على أقسام فمنهم البار المطيع عرف فضلهن ومنزلتهن ومنهم العاق الظالم الباغي الذي لم يعرف حقوقهن ومنهم من أحب بعضهن وأبغض الأخريات وهو ظالم لنفسه أيضا ولهذا فقد استخرت الله سبحانه أن أفرد رسالة بعنوان روضة المحبين من فضائل أمهات المؤمنين وما لهن من الحقوق والمزايا والفضائل , وهذا الموضوع قد اعتنى به العلماء وكتبوا فيه الكتب العديدة والمجلدات الكبيرة مابين مختصر ومطول ومسانيد وأجزاء ورسائل , وإنما كان قصدي في هذه الرسالة الصغيرة والكراسة اللطيفة الإشارة والإلماح وحسبي من القلادة ما أحاط بالعنق ومن السوار ما أحاط بالمعصم ومن الغيث ما أنبت الزرع ,والذي حدى بي إلى هذا هو ما ظهر في هذه الأيام من الطعن في أصحاب النبي العدنان وفي أزواجه الكرام , فأحببنا إشعار الأنام بفضائل أزواج النبي المختار لتصل هذه الرسالة إلى كل أب غيور وأم حنون وأبناء أبرار يعرفون حقوق أزواج النبي , هذا وقد أكثرت من ذكر فضائل عائشة رضي الله عنها في هذه العجالة لأن من أجلها أنشأت الرسالة ومن أجلها قصدت الكتابة لما ظهر في هذه الآونة من شياطين الإنس والجن من الوقيعة في الجناب النبوي وفي زوجته الغالية الراوية العابدة من السب والشتام ورميها بالإفك والآثام من الرافضة الحوثة اللئام , وقد راعيت فيها الاختصار لتصل إلى كل ولد بار .
ولا انسى أن أتقدم بالشكر الجميل لكل من ساعدني وكان عوناً لي في إخراج هذه الرسالة وأخص بالذكر الشيخ طارق الخياط البعداني على مراجعته للرسالة والأخ الفاضل علي بن عبدالله الأحمدي الذي شجعني على طلب العلم فجزاه الله خيراً وثبتنا وإياه على السنة
وكذلك الأخ الفاضل أبو عبد الرحمن خالد الفقيه حفظه الله وبارك فيه وفي أهله وولده وختم لنا وله بالحسنى وكذلك من طبعها على نفقته أسأل الله أن يجزيه خيراً ويبارك في أهله وماله وولده , والقصد هو نفع الإسلام والمسلمين ,
وكذلك أشكر شيخي الجليل الناصح الأمين يحي بن علي الحجوري على تعليمه وتربيته لنا وهذا أوان الشروع ،
أملاه أبوالفداء أحمد بن عبد الله بن علي الأحمدي الحبيشي
( مركز السنة بني معين حبيش )
فأقول والله المستعان ومن بغيره استعان لا يعان
وقد رتبت فضائلهنّ على حسب زواجه منهنّ فأولهن على ما ذكره ابن القيم في زاد المعاد, وهن على سبيل الإجمال تسهيلاً للحفظ
1- خديجة بنت خويلد
2- سودة بنت زمعة
3- عائشة بنت الصديق
4- حفصة بنت عمر
5- زينب بنت خزيمة بن الحارث
6- ام سلمة هند بنت أبي أمية
7- زينب بنت جحش
8- جويرية بنت الحارث
9- ام حبيبة رملة بنت أبي سفيان
10- صفية بنت حيي بن أخطب
11- ميمونة بنت الحارث
ومن الإجمال إلى التفصيل :
اسمها خديجة بنت خويلد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب , وأمها فاطمة بنت زائدة بن جندب
وكانت خديجة تدعى في الجاهلية الطاهرة , وكانت قبل رسول الله عند عتيق بن عابد بن عبدا لله بن عمرو
من فضائلها :
1- أنها أول زوجة لرسول الله ولم يتزوج عليها حتى ماتت
2- عاش معها رسول الله ثلث عمره قرابة 20عاماً
3- نصرتها لرسول الله بمالها ونفسها وجاهها يدل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه ( ) حَدَّثَنِى أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْوَحْىِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ فِى النَّوْمِ فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ فَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ يَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِىَ أُولاَتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِى غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ. قَالَ « مَا أَنَا بِقَارِئٍ - قَالَ - فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ. قَالَ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ - قَالَ - فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ. فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِى. فَقَالَ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) ». فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ « زَمِّلُونِى زَمِّلُونِى ». فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ثُمَّ قَالَ لِخَدِيجَةَ « أَىْ خَدِيجَةُ مَا لِى ». وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ قَالَ « لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِى ». قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ كَلاَّ أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لاَ يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِى الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخِى أَبِيهَا وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِىَّ وَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالْعَرَبِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِىَ. فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ أَىْ عَمِّ اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ. قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ يَا ابْنَ أَخِى مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَبَرَ مَا رَآهُ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِى أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى -صلى الله عليه وسلم- يَا لَيْتَنِى فِيهَا جَذَعًا يَا لَيْتَنِى أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَوَمُخْرِجِىَّ هُمْ ». قَالَ وَرَقَةُ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِىَ وَإِنْ يُدْرِكْنِى يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ». وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عبد الرحمن ثنا داود عن علباء عن عكرمة عن بن عباس قال : خط رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأرض أربعة خطوط قال أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون )( )
4- ومن فضلها أنها خير نساء الأمة والدليل حديث حديث عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ) ( ) وحديث انس رواه الترمذي( ) وفيه - حدثنا أبو بكر بن زنجوية حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران و خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و آسية امرأة فرعون
5- من فضائلها سلام الله عليها الذي أرسله مع جبريل عليه السلام فبلغها ذلك قال البخاري في صحيحه حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة عن زرعة عن أَبِي هرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ) ( )
6- ومن فضائلها رضى الله عنها كثرة ذكر النبي لها حتى بعد موتها وثنائه عليها ويدل لهذا حديث عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا رَأْيْتُهَا وَلكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِر ذِكْرَهَا وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ؛ فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ لَمْ يَكنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلاَّ خَدِيجَةُ فَيَقُولُ: إِنَّهَا كَانَتْ، وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ)( )
7- ومن فضلها احسان النبي إلى صدائق خديجة بعد موتها واستبشاره بهالة بنت خويلد لشبه صوتها بصوت خديجة ويدل لذلك حديث عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا رَأْيْتُهَا وَلكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِر ذِكْرَهَا وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ؛ فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ لَمْ يَكنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلاَّ خَدِيجَةُ فَيَقُولُ: إِنَّهَا كَانَتْ، وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ)( )
وحديث عَائِشَةَ، قَالَتِ: اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، أُخْتُ خَدِيجَةَ، عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَرَف اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ، فَارْتَاعَ لِذلِكَ، فَقَالَ: اللّهُمَّ هَالَة قَالَتْ: فَغِرْتُ فَقُلْتُ: مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قرَيْشٍ، حَمْرَاءَ الشِّدْقَيْنِ، هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهَا) ( )
8- من فضائلها أنها من المبشرين بالجنة يدل لذلك ما رواه مسلم في صحيحة قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِى وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِىُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى أَوْفَى أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَشَّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِى الْجَنَّةِ قَالَ نَعَمْ بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ فِى الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ. ( )
9- من فضائلها أنها من أزواج النبي في الجنة
10- من فضائلها أنها أول من آمنت برسول الله من هذه الأمة رضي الله عنها
11- من فضائلها أن أولاد النبي كلهم منها إلا ابراهيم فإنه من مارية القبطية قال ابن عبد البر : واجمع أهل العلم أنها ولدت لرسول الله أربع بنات وهن زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم وأجمعوا أنها ولدت له ولداً يسمى القاسم ( )
12- ومن فضائلها أن النبي لم يتزوج عليها حتى ماتت( )
ومن مناقبها أنها لم تسوؤه قط ولم تغاضبه ولم ينلها منه إيلاء ولا عتب ولا هجر وكفى بهذه منقبة وفضيلة .
هذه بعض فضائلها ذكرنها على وجه الاختصار وخشية الإملال فالواجب على كل مسلم ومسلمة من الجن والإنس الترضي عنها وحبها وإجلالها واحترامها والواجب على نساء المسلمين التشبه بأم المؤمنين خديجة رضي الله تعالى عنها في علو همتها ونصرها لرسول الله وهذا الدين من أجل هذا وصلت إلى ما وصلت إليه من المناقب والدرجات العالية فرضى الله عنها وأرضاها وأحسن مثواها ومأواها
وفاتها رضي الله عنها:
: توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين( ) في نفس عام وفاة أبي طالب
فلما توفيت خديجة رضي الله عنها تزوج سودة بنت زُمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد وُدِّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي،
و كانت سودة رضي الله عنها قبل ذلك تحت ابن عم لها يقال له السكران بن عمرو اسلم رضي الله عنه وخرجا جميعا مهاجرين إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية وقدم السكران بن عمرو من ارض الحبشة ومعه امرأته سودة بنت زمعه فتوفي عنها بمكة فلما حلت أرسل إليها رسول الله يخطبها فقالت أمري إليك يا رسول الله فقال رسول الله مري رجلاً من قومك يزوجك فأمرت حاطب بن عمرو فزوجها فكانت أول أمرأة تزوجها رسول الله بعد خديجة ) ( )
1- ومن مناقبها عن صالح مولى التؤمة قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول حج رسول الله بنسائه عام حجة الوداع ثم قال هذه الحجة ثم ظهور الحصر قال أبو هريرة وكان كل نساء النبي يحججن إلا سودة بنت زمعة و زينب بنت جحش قالتا : لا تحركنا دابة بعد رسول الله , وفي رواية كانت سودة تقول لا أحج بعدها أبدا ً ..)) ( )
2- ومن فضلها علو همتها حيث قالت أحشر في زمرة أزواجك وإني قد وهبت يومي لعائشة وإني لا أريد ما تريد النساء ) ( )
3- ومن فضلها أنها زوجة رسول الله في الجنة
4- ومن فضلها أنها أم لكل المؤمنين بما فيهم صحابة رسول الله والتابعين والعلماء وجميع المسلمين
5- ومن فضلها إضافة إلى أنها زوجة رسول فهي صحابية
6- ومن فضلها أنها من المهاجرين فقد هاجرت الهجرة الثانية إلى الحبشة فرضى الله عنها وأرضاها
وفاتها رضي الله عنها :
توفيت رضي الله عنها في آخر زمن عمر ابن الخطاب(
اسمها ونسبها :
الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي وأمها : أم رومان بنت عمرو ابن عامر تزوجها رسول الله وهي بنت ست سنين قبل الهجرة بسنتين وقيل بثلاث وبنى بها في المدينة أول مقدمه في السنة الأولى وهي بنت تسع سنين ومات عنها وهي ابنة ثمانية عشرة رضي الله عنها ) ( )
وتوفيت في في المدينة ودفنت بالبقيع وأوصت أن يصلي عليها ابو هريرة سنة ثمان وخمسين
فضائلها :
1- أنها كانت أحب أزواج رسول الله إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره ( ) وقد سُئل أي الناس أحب إليك ؟ قال: ( عائشة ) قيل ومن الرجال ؟ قال : ( أبوها )
أنه لم يتزوج بكراً غيرها حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني أخي عن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله أرايت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ قال ( في التي لم يرتع منها ) . تعني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يتزوج بكرا غيرها
2- أن الله لما أنزل على نبيه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال: (ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت : أفي هذا استأمر ابواي !؟ , فإني أريد الله والدار الآخرة )( ) فأستن بها أزواج النبي فقلنّ كما قالت )
3- ومن فضائلها : دفاع الله سبحانه وتعالى عنها مما رماها به أهل الإفك والنفاق وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يتلى في محارب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها أنها من الطيبات ووعدها بالمغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيراً لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شراً لها ولا عائباً لها ولا خافضاً من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيالها من منقبة وما أجلها وتأمل هذا التشريف والإكرام الناشئ عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسه حيث قالت: ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيّ بوحيٍ يُتلى ولكن كنت أرجوا أن يرى رسول الله رؤيا يبرائني بها )( ) فهذه صديقة الأمة وأم المؤمنين وحب رسول الله وهي تعلم رضوان الله عليها أنها بريئة مظلومة وأن قاذفيها ظالمون لها مفترون عليها قد بلغ أذاهم إلى أبويها وإلى رسول الله ( )
4- من خصائصها : أن الأكابر من الصحابة كان إذا أشكل عليهم الأمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها ) ( )
5- ومنها أنها أعلم نساء الدنيا فقد روت عن رسول الله من الثروة العلمية والأحاديث النبوية ما يزيد على 2000 حديثاً في أصول الدين وفروعه وفي تفسير القرآن وأحكامه والفرائض والفقه وكانت مرجعاً في الفتوى فهي الصديقة بنت الصديق والفقيهة بنت الفقيه وهي راوية الإسلام وعالمة الأنام وعلوم الرسول في بيته هي أكثر من نقلت عن رسول الله فكل رجال الأمة ونساء العالم عالةً على علمها الغزير وفهمها النبيل .
6- ومن خصائصها أن رسول الله توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها وأنه دفن في بيتها ( )
7- ومن خصائصها أن الملك أرى صورتها للنبي قبل أن يتزوجها في سرقة من حرير فقال إن يكن من عند الله يمضه ..)( (
8- ومن خصائصها أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله تقرباً إلى رسول الله ( )فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه رضي الله عنهن أجمعين ,
كنيتها :
وتكنى بأم عبد الله رضي الله عنها وليس لها عبدالله ( )
9- ومن فضائلها أنه لم ينزل جبريل بالوحي على رسول الله وهو في ثوب امرأة من نساءه غيرها رضى الله عنها
10- ومن فضائلها أن جبريل عليه السلام سلم عليها على لسان رسول الله فقد روى البخاري قال حدثنا يحي بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال أبو سلمة إن عائشة قالت : قال رسول الله يوماً : يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى )
11- ومن فضائلها أنها كانت رجّاعة توابة كانت تقرأ قول الله ( وقرن في بيوتكن ) فتبكي حتى تبل خمارها ( )
12- ومن فضائلها وهذه الفضيلة مشتركة فيها جميع نساء النبي وهي نزول قوله تعالى :( لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا)( ) ذكر غير واحد من العلماء كابن عباس ومجاهد والضحاك وابن زيد وابن جرير وغيرهم أن هذه الآية نزلت مجازة لأزواج رسول الله ورضاء عنهن على حسن صنيعهن في اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة لما خيرهن رسول الله فلما اخترن رسول الله كان جزاؤهن أن الله قصره عليهن وحرم عليه أن يتزوج بغيرهن أو يستبدل بهن ولو أعجبه حسنهن إلا الإماء والسراري فلا حرج عليه فيهن ثم أنه تعالى رفع عنه الحرج في ذلك ونسخ حكم هذه الآية وأباح له التزوج ولكن لم يقع منه ذلك لتكون المنة لرسول الله عليهن
قال الإمام احمد ثنا سفيان بن عمرو عن عطاء عن عائشة قالت ما مات رسول الله حتى أحل الله له النساء )( )
13- أنها رضي الله عنها من آل بيت رسول الله وسائر أزواج رسول الله قال تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وهذا نص في دخول أزواج رسول الله في أهل البيت ههنا لأنهن سبب نزول هذه الآية وعن عكرمة وعن ابن عباس أنها نزلت في نساء النبي , قال عكرمة من شاء باهلته أنها نزلت في نساء رسول الله , قال ابن كثير فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن فصحيح وروى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) نزلت في نساء النبي خاصة
قلت وتحرير القول أن سبب نزولها أزواج رسول الله ثم معناه يشمل جميع آل البيت يقدمهم في ذلك علي وفاطمة والحسن والحسين
ومن الأدلة أنهن من اهل بيته قوله : ( اللهــــــــــم اجعل رزق آل محمد قوتاً ) عن أبي هريرة وقوله ( من يعذرني في رجل بلغ أذاه في أهلي ) وقوله : ( اللهــــــــــــــم هذا عن محمد وعن آل محمد) في الأضحية )
قال العلامة ابن القيم: وقد نص رسول الله على الصلاة عليهن ولهذا كان القول الصحيح وهو منصوص الإمام احمد رحمه الله أن الصدقة تحرم عليهن لأنها أوساخ الناس وقد صان الله سبحانه ذلك الجناب الرفيع وآله من كل أوساخ بني آدم . ( أ هــ بتصرف )
14- ومن فضائلها أن الله وضع فيها بركة لم تكن لغيرها وذلك أن رسول الله تزوجها وهي صغيرة كما روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة أن رسول الله تزوجها وهي بنت سبع سنين وزفت إليه وهي بنت تسع سنين وكانت أحب نسائه إليه وأحضى نسائه عنده روى مسلم والترمذي وابن ماجه عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله في شوال فأي نسائه كان أحضى عنده مني
فائدة قال : أبو عبيد معمر بن المثنى : تزوجها رسول الله قبل الهجرة بسنتين في شوال وهي ابنة ست سنين , كانت العرب لا تستحب أن تبني بنسائها في شوال , قال أبو عاصم : إنما كره الناس أن يُدخل بالنساء في شوال لطاعون وقع في شوال في الزمن الأول
قلت : وهذه عقيدة باطله أهدرها رسول الله بزواجه من عائشة في هذا الشهر
15- ومن فضلها أن ما وقع لها من الشدة كانت فرجاً للمسلمين يدل على ذلك ما جاء في الجمع بين الصحيحين في مسند عائشة أم المؤمنين ( ) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء - أو بذات الجيش - انقطع عقد لي فأقام رسول الله على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس أبا بكر فقالوا ألا ترى إلى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله {صلى الله عليه وسلم} وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء قالت فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} على فخذي فنام رسول الله {صلى الله عليه وسلم} حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله تعالى آية التيمم ( فتيمموا ) المائدة
فقال أسيد بن الحضير وهو أحد النقباء ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت عائشة فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته وفي حديث عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن عائشة قالت
سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة فأناخ النبي {صلى الله عليه وسلم} ونزل وثنى رأسه في حجري راقداً فأقبل أبو بكر فلكزني لكزة ً شديدة وقال حبست الناس في قلادة فبي الموت لمكان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وقد أوجعني ثم إن النبي استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ) وذكر الآية إلى قوله ( لعلكم تشكرون ) فقال أسيد بن حضير لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر ما أنتم إلا بركة ٌ لهم وأخرجاه على وجه آخر من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ناساً من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي {صلى الله عليه وسلم} شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم فقال أسيد بن حضير جزاك الله خيراً فوالله ما نزل بك أمرٌ قط إلا جعل الله لك منه مخرجاً وللمسلمين فيه بركة.
16- من فضائلها أنها زوجته في الدنيا والآخرة وأنها تحشر معه روى الترمذي وصححه عن عبدالله بن زياد الأسدي قال : سمعت عماراً يقول هي زوجته في الدنيا والآخرة )
17- من فضلها أن رسول الله كان يقسم لكل نسائه يوماً ولعائشة يومين روى أبو داود عن عائشة رضى الله عنها أن سودة بنت زمعه لما كبرت وخافت أن يفارقها رسول الله قالت : يا رسول الله أجعل يومي لعائشة فقبل ذلك رسول الله منها
18- ومن فضائلها أن فضلها على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ,قال مسلم رحمه الله وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالاَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالاَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ جَمِيعًا عَنْ شُعْبَةَ ح وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِىُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُرَّةَ عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ( )عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ »(.(
19- ومن فضلها حثه على حب عائشة رضي الله تعالى عنها
- حَدَّثَنِى الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْحُلْوَانِىُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ النَّضْرِ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنِى وَقَالَ الآخَرَانِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مَعِى فِى مِرْطِى فَأَذِنَ لَهَا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِى إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِى ابْنَةِ أَبِى قُحَافَةَ وَأَنَا سَاكِتَةٌ - قَالَتْ - فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَىْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ ». فَقَالَتْ بَلَى. قَالَ « فَأَحِبِّى هَذِهِ ». قَالَتْ فَقَامَتْ فَاطِمَةُ حِينَ سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرَجَعَتْ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَتْهُنَّ بِالَّذِى قَالَتْ وَبِالَّذِى قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْنَ لَهَا مَا نُرَاكِ أَغْنَيْتِ عَنَّا مِنْ شَىْءٍ فَارْجِعِى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُولِى لَهُ إِنَّ أَزْوَاجَكَ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِى ابْنَةِ أَبِى قُحَافَةَ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ وَاللَّهِ لاَ أُكَلِّمُهُ فِيهَا أَبَدًا. قَالَتْ عَائِشَةُ فَأَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهِىَ الَّتِى كَانَتْ تُسَامِينِى مِنْهُنَّ فِى الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِى الدِّينِ مِنْ زَيْنَبَ وَأَتْقَى لِلَّهِ وَأَصْدَقَ حَدِيثًا وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ وَأَعْظَمَ صَدَقَةً وَأَشَدَّ ابْتِذَالاً لِنَفْسِهَا فِى الْعَمَلِ الَّذِى تَصَدَّقُ بِهِ وَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ حَدٍّ كَانَتْ فِيهَا تُسْرِعُ مِنْهَا الْفَيْئَةَ قَالَتْ فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَعَ عَائِشَةَ فِى مِرْطِهَا عَلَى الْحَالَةِ الَّتِى دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا وَهُوَ بِهَا فَأَذِنَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِى إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِى ابْنَةِ أَبِى قُحَافَةَ. قَالَتْ ثُمَّ وَقَعَتْ بِى فَاسْتَطَالَتْ عَلَىَّ وَأَنَا أَرْقُبُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَرْقُبُ طَرْفَهُ هَلْ يَأْذَنُ لِى فِيهَا - قَالَتْ - فَلَمْ تَبْرَحْ زَيْنَبُ حَتَّى عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لاَ يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ - قَالَتْ - فَلَمَّا وَقَعْتُ بِهَا لَمْ أَنْشَبْهَا حِينَ أَنْحَيْتُ عَلَيْهَا - قَالَتْ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَبَسَّمَ « إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِى بَكْرٍ ».((
وبعد هذه المناقب والمآثر أشير إلى ثلاثة أمور مهمة
أولاً : طعن الرافضة الحوثة في عائشة رضي الله عنها
سمعت أيها القارئ الكريم بعض مناقب الأم الحنون عائشة ام المؤمنين رضي الله تعالى عنها ومزاياها الجميلة وتاريخها المشرق و حياتها العطرة وبعد هذا وجد من هذه الأمة فرقة تطعن فيها وتتكلم عليها بما لا يناسب البنين مع الأمهات قطعوا الأوصال وهتكوا الأستار وتكلموا في زوجة النبي المختار ظلماً وزورا وفحشاً وفجوراً لم يخافوا من الله ولم يستحيوا من رسول الله ولم يستتروا من خلقه ولست في هذا المختصر وفي هذه العجالة بصدد الرد المفصل عليهم وإنما هذه اشارة لكل العقلاء الألباء اصحاب الغيرة والحياء والحشمة والإباء عما تقول الرافضة ..الإسماعيلية .. الباطنية ..الحوثية الجبناء عن الكلام الفاحش والقول الساقط في أم المؤمنين وحبيبة رسول رب العالمين
فهاك اخي القارئ المنصف بعض ما تكلمت به أفواههم القذرة وألسنتهم النتنة وحملته قلوبهم العفنة وعقولهم الخربة
تلكم الفرية العظمى والطامة الكبرى رميها بما برأها الله منه وهو الزنا ومن رماها بهذه فهو كافر وانظر ما سطرته يراع العلماء فيمن قال هذه المقولة النكراء , ولقد شابه الرافضة الحوثيين إخوانهم المنافقين عبدالله بن ابي بن سلول ومن كان على شاكلته في طعنهم في أم المؤمنين رضي الله عنها ,واتهامهم لها بهذه الفرية
حادثة الإفك:
وإليك اخي الكريم قصة الإفك وما حصل لها من الابتلاء والامتحان وكيف أن الله برأها من فوق سبع سموات
7196 – قال البخاري رحمه الله حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِىُّ ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِىُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ ابْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَالسِّيَاقُ حَدِيثُ مَعْمَرٍ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدٍ وَابْنِ رَافِعٍ قَالَ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِىِّ أَخْبَرَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعَلْقَمَةُ بْنِ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِى طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتَ اقْتِصَاصًا وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِى حَدَّثَنِى وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا ذَكَرُوا أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَعَهُ - قَالَتْ عَائِشَةُ - فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِى غَزْوَةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِى فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ فَأَنَا أُحْمَلُ فِى هَوْدَجِى وَأُنْزَلُ فِيهِ مَسِيرَنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ غَزْوِهِ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ فَلَمَّا قَضَيْتُ مِنْ شَأْنِى أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ فَلَمَسْتُ صَدْرِى فَإِذَا عِقْدِى مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ قَدِ انْقَطَعَ فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِى فَحَبَسَنِى ابْتِغَاؤُهُ وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ لِى فَحَمَلُوا هَوْدَجِى فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِىَ الَّذِى كُنْتُ أَرْكَبُ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنِّى فِيهِ - قَالَتْ - وَكَانَتِ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يُهَبَّلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَحَلُوهُ وَرَفَعُوهُ وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا وَوَجَدْتُ عِقْدِى بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلاَ مُجِيبٌ فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِى الَّذِى كُنْتُ فِيهِ وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ سَيَفْقِدُونِى فَيَرْجِعُونَ إِلَىَّ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِى مَنْزِلِى غَلَبَتْنِى عَيْنِى فَنِمْتُ وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِىُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِىُّ قَدْ عَرَّسَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ فَادَّلَجَ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِى فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ فَأَتَانِى فَعَرَفَنِى حِينَ رَآنِى وَقَدْ كَانَ يَرَانِى قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ الْحِجَابُ عَلَىَّ فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِى فَخَمَّرْتُ وَجْهِى بِجِلْبَابِى وَوَاللَّهِ مَا يُكَلِّمُنِى كَلِمَةً وَلاَ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ عَلَى يَدِهَا فَرَكِبْتُهَا فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِى الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَ مَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ فِى نَحْرِ الظَّهِيرَةِ فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ فِى شَأْنِى وَكَانَ الَّذِى تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ ابْنُ سَلُولَ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ شَهْرًا وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِى قَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ وَلاَ أَشْعُرُ بِشَىْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَهُوَ يَرِيبُنِى فِى وَجَعِى أَنِّى لاَ أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اللُّطْفَ الَّذِى كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِى إِنَّمَا يَدْخُلُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ « كَيْفَ تِيكُمْ ». فَذَاكَ يَرِيبُنِى وَلاَ أَشْعُرُ بِالشَّرِّ حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَ مَا نَقِهْتُ وَخَرَجَتْ مَعِى أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا وَلاَ نَخْرُجُ إِلاَّ لَيْلاً إِلَى لَيْلٍ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنَّ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِى التَّنَزُّهِ وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ وَهِىَ بِنْتُ أَبِى رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهَا ابْنَةُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ خَالَةُ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَبِنْتُ أَبِى رُهْمٍ قِبَلَ بَيْتِى حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِى مِرْطِهَا فَقَالَتْ تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ لَهَا بِئْسَ مَا قُلْتِ أَتَسُبِّينَ رَجُلاً قَدْ شَهِدَ بَدْرًا.
قَالَتْ أَىْ هَنْتَاهُ أَوَلَمْ تَسْمَعِى مَا قَالَ قُلْتُ وَمَاذَا قَالَ قَالَتْ فَأَخْبَرَتْنِى بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ فَازْدَدْتُ مَرَضًا إِلَى مَرَضِى فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِى فَدَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ « كَيْفَ تِيكُمْ ». قُلْتُ أَتَأْذَنُ لِى أَنْ آتِىَ أَبَوَىَّ قَالَتْ وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَيَقَّنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا. فَأَذِنَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجِئْتُ أَبَوَىَّ فَقُلْتُ لأُمِّى يَا أُمَّتَاهْ مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ فَقَالَتْ يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِى عَلَيْكِ فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلاَّ كَثَّرْنَ عَلَيْهَا - قَالَتْ - قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا قَالَتْ فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لاَ يَرْقَأُ لِى دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ثُمَّ أَصَبَحْتُ أَبْكِى وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْىُ يَسْتَشِيرُهُمَا فِى فِرَاقِ أَهْلِهِ - قَالَتْ - فَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِالَّذِى يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ وَبِالَّذِى يَعْلَمُ فِى نَفْسِهِ لَهُمْ مِنَ الْوُدِّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُمْ أَهْلُكَ وَلاَ نَعْلَمُ إِلاَّ خَيْرًا. وَأَمَّا عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ فَقَالَ لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ وَإِنْ تَسْأَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ - قَالَتْ - فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَرِيرَةَ فَقَالَ « أَىْ بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَىْءٍ يَرِيبُكِ مِنْ عَائِشَةَ ». قَالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا فَتَأْتِى الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ - قَالَتْ - فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الْمِنْبَرِ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَىٍّ ابْنِ سَلُولَ - قَالَتْ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ « يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِى مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَ أَذَاهُ فِى أَهْلِ بَيْتِى فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِى إِلاَّ خَيْرًا وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِى إِلاَّ مَعِى ». فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الأَنْصَارِىُّ فَقَالَ أَنَا أَعْذِرُكَ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ - قَالَتْ - فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ وَكَانَ رَجُلاً صَالِحًا وَلَكِنِ اجْتَهَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لاَ تَقْتُلُهُ وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ. فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ فَثَارَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ - قَالَتْ - وَبَكَيْتُ يَوْمِى ذَلِكَ لاَ يَرْقَأُ لِى دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ثُمَّ بَكَيْتُ لَيْلَتِى الْمُقْبِلَةَ لاَ يَرْقَأُ لِى دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ وَأَبَوَاىَ يَظُنَّانِ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِى فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِى وَأَنَا أَبْكِى اسْتَأْذَنَتْ عَلَىَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِى - قَالَتْ - فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ - قَالَتْ - وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِى مُنْذُ قِيلَ لِى مَا قِيلَ وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لاَ يُوحَى إِلَيْهِ فِى شَأْنِى بِشَىْءٍ - قَالَتْ - فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ « أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِى عَنْكِ كَذَا وَكَذَا فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِى اللَّهَ وَتُوبِى إِلَيْهِ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ». قَالَتْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِى حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً فَقُلْتُ لأَبِى أَجِبْ عَنِّى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا قَالَ. فَقَالَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِى مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ لأُمِىِّ أَجِيبِى عَنِّى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا أَدْرِى مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لاَ أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ إِنِّى وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِهَذَا حَتَّى اسْتَقَرَّ فِى نُفُوسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ فَإِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّى بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّى بَرِيئَةٌ لاَ تُصَدِّقُونِى بِذَلِكَ وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّى بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُونَنِى وَإِنِّى وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِى وَلَكُمْ مَثَلاً إِلاَّ كَمَا قَالَ أَبُو يُوسُفَ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ. قَالَتْ ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِى - قَالَتْ - وَأَنَا وَاللَّهِ حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّى بَرِيئَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِى بِبَرَاءَتِى وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يُنْزَلَ فِى شَأْنِى وَحْىٌ يُتْلَى وَلَشَأْنِى كَانَ أَحْقَرَ فِى نَفْسِى مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِىَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى وَلَكِنِّى كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِى اللَّهُ بِهَا قَالَتْ فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَجْلِسَهُ وَلاَ خَرَجَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ أَحَدٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ عِنْدَ الْوَحْىِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ فِى الْيَوْمِ الشَّاتِ مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِى أُنْزِلَ عَلَيْهِ - قَالَتْ - فَلَمَّا سُرِّىَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَضْحَكُ فَكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ « أَبْشِرِى يَا عَائِشَةُ أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ بَرَّأَكِ ». فَقَالَتْ لِى أُمِّى قُومِى إِلَيْهِ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لاَ أَقُومُ إِلَيْهِ وَلاَ أَحْمَدُ إِلاَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ بَرَاءَتِى - قَالَتْ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) عَشْرَ آيَاتٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَؤُلاَءِ الآيَاتِ بَرَاءَتِى - قَالَتْ - فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ وَاللَّهِ لاَ أُنْفِقُ عَلَيْهِ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِى قَالَ لِعَائِشَةَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِى الْقُرْبَى ) إِلَى قَوْلِهِ (أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) قَالَ حِبَّانُ بْنُ مُوسَى قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ هَذِهِ أَرْجَى آيَةٍ فِى كِتَابِ اللَّهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَاللَّهِ إِنِّى لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِى. فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِى كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ وَقَالَ لاَ أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا. قَالَتْ عَائِشَةُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَأَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أَمْرِى « مَا عَلِمْتِ أَوْ مَا رَأَيْتِ ». فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْمِى سَمْعِى وَبَصَرِى وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِلاَّ خَيْرًا. قَالَتْ عَائِشَةُ وَهِىَ الَّتِى كَانَتْ تُسَامِينِى مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ تُحَارِبُ لَهَا فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ. قَالَ الزُّهْرِىُّ فَهَذَا مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ أَمْرِ هَؤُلاَءِ الرَّهْطِ. وَقَالَ فِى حَدِيثِ يُونُسَ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ.
__________
معانى بعض الكلمات : البرحاء : الشدة , الجزع : خرز فيه بياض وسواد
الجمان : اللؤلؤ الصغار وقيل حب يتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ
الداجن : ما يألف البيت من الحيوان , ادلج : سار ليلا , يرقأ : ينقطع
رام : فارق , عرس : نزل ليستريح آخر الليل علقة : قليل , أغمص : أعيب به
المرط : الكساء من صوف وغيره , يهبلن : يسمن ويكثر عليهن اللحم
الموغرون : جمع الموغر وهو النازل فى وقت الوغرة وهى شدة الحر
كفر من اتهمها بما برأها الله منه :
نقل النووى في ( ) براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز فلو تشكك فيها إنسان صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين , وقال القاضي أبو يعلى : (من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف )( )
وقال أيضاً : وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد
وقال الحافظ بن كثير في تفسيره عند الآية في قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)
قال : وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما برأها به بعد هذا الذي في هذه الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن وفي بقية أمهات المؤمنين كذلك على الصحيح
قال ابن كثير : هذه العشر الآيات كلها نزلت في شأن عائشة أم المؤمنين حين رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما قالوه من الكذب والبهتان والفرية التي غار الله عز وجل لها ولنبيه فأنزل الله براءتها صيانة لعرض رسوله . أ هـ
وقال ايضا: ولم نعلم أحداً أنزل فيه ومن أجله وبسببه عشر آيات متتابعة إلا عائشة رضي الله عنها .
قلت : فأين الرافضة الحوثيين من هذه الآيات الواضحات المحكمات (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)( )
فكيف نحن المسلمون لا نغار على من يغار الله عليه ويحبه ويدافع عنه ومن هنا نحذر أنفسنا ونسائنا وأبنائنا وجميع المسلمين من هذه الفرقة المارقة من الرافضة الحوثية الذين يقولون مثل هذا الكلام وأكثر من هذا في عائشة وفي غيرها من الصحابة فهم يطعنون في جميع الصحابة وما هذا إلا مثال من الأمثلة ( وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ
ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ) نسأل الله أن يكفينا شرهم ويفضح أمرهم ويبور مكرهم
وممن نقل الإجماع ابن القيم في زاد االمعاد ( 1 / 106 ) والسهيلي في الفصول في سيرة الرسول (صـــــــ 494) والسيوطي في الإكليل (صــــ190) فالرافضة الإسماعيلية الباطنية الحوثية في طعنهم على عائشة يطعنون في رسول الله لأنه طيب وكيف يقبل عائشة ويبقيها عنده فراشاً له وجليساً وهي كما يقولون أنها زانية والله يقول ( الطيبات للطيبين ) بل هذا طعن في رب العالمين سبحانه وتعالى إذ كيف يرضى بهذه المرأة جليسة وزوجة لرسوله محمد وهي على هذا الحال والله لا يختار لرسوله محمد إلا الأفضل والأبر والأكمل فقد اختار سبحانه لنصرة نبيه أفضل الخلق بعد الأنبياء أبو بكر , وعمر , وعثمان , وعلي , والمهاجرين والأنصار واختار من الكتب لإنزاله على عبده محمد القرآن أكمل الكتب وأفضلها وأحسنها نظاماً وكلاماً واختار من الأزواج لرسوله أفضل نساء العالمين واختارهن من بين نساء العالمين
اذاً فالذي يطعن في عائشة فقد طعن في الحكيم العليم الخبير
موقف آل البيت الأشراف من عائشة رضي الله عنها :
وآل بيت النبوة الأشراف الكرام من يحبون رسول الله صدقاً ويعظمون آل بيته حقاً يعرفون مكانة عائشة رضي الله عنها ولا يقولون ما يقوله سفهاء الرافضة والحوثيين
20- ثناء ابن عباس رضي الله عنهما عليها حديث عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال استأذن ابن عباس على عائشة رضي الله عنها - قبل موتها - وهي مغلوبة ٌ قالت أخشى أن يثنى علي فقيل ابن عم رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ومن وجوه المسلمين قالت ائذنوا له فقال كيف تجدينك قالت بخير إن اتقيت قال فأنت بخير إن شاء الله زوجة رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ولم ينكح بكراًّ غيرك ونزل عذرك من السماء ودخل ابن الزبير خلافه فقالت دخل ابن عباس فأثنى عليه ولوددت أني كنت نسياً( )
وأيضاً فقد خرج اللالكائي (2403) من طريق أبي جعفر بن الفضل الطبري أن محمد بن زيد أخا الحسن بن زيد قدم عليه من العراق رجل ينوح بين يديه فذكر عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب به دماغه فقتله فقيل له هذا من شيعتنا ومن يتولانا فقال هذا سمى جدي قرتان) أي الديوث المشارك لزوجته في الدعارة ومن سمى جدي قرتان استحق عليه القتل فقتله
وخرج اللالكائي(2402) من طريق القاضي ابي الحسن الجراحي يقول سمعت أبا السائب عتبة بن عبد الملك الهمداني قاضي القضاة يقول : كنت يوما بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطبرستان وكان يلبس الصوف ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويوجه كل سنة بعشرين ألف دينار إلى مدينة السلام تفرق على صغايير ولد الصحابه وكان بحضرته رجل ذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة فقال يا غلام اضرب عنقه فقال العلويون هذا من شيعتنا فقال : معاذ الله هذا رجل طعن في رسول الله قال الله : ( الخبيثات للخبيثين ....)فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي خيث فهو كافر فاضربوا عنقه فضربوا عنقه وأنا حاضر( )
ما شأن أم المؤمنين وشاني هدي المحب لها وضل الشاني
إني أقول مبيناً عن فضلها ومترجماً عن قولها بلسـاني
يا مبغضي لا تأت قبر محمد فالبيت بيتي والمكان مكاني
إني خصصت على نساء محمد بصفات بر تحتهن معاني
وسبقتهن إلى الفضائل كلها فالسبق سبقي والعنان عناني
مرض النبي ومات بين ترائبي فاليوم يومي والزمان زماني
زوجي رسول الله لم أر غيره الله زوجني به وحباني
وأتاه جبريل الأمين بصورتي فأحبني يومي وحباني
أنا بكره العذراء عندي سره وضجيعه في منزلي قمراني
وتكلم الله العظيــم بحجتي وبراءتي في محكم القرآن
والله في القرآن قدلعن الذي بعد البراءة بالقبيح رماني
والله وبخ منن أراد تنقصي إفكاً وسبح نفسه في شاني
إني لمحصنة الإزار بريئة ودليل حسن طهارتي إحصاني
والله احصنني بخاتم رسله وأذل أهل الإفك والبهتان
وسمعت وحي الله عند محمد من جبرئيل ونوره يغشاني
أحى إليه وكنت تحت ثيابه فحنا علي بثوبه وخباني
من ذا يفاخرني وينكر صحبتي ومحمد في حجره رباني
وأخذت عن أبواي دين محمد وهما على الإسلام مصطحباني
وأبي أقام الدين بعد محمد فالنصل نصلي والسنان سناني
والفخر فخري والخلافة في أبي حسبي بهذا مفخراً وكفاني
وانا ابنة الصديق صاحب أحمد وحبيبه في السر والإعلان
نصر النبي بماله وفعــــاله وخروجه معه من الاوطان
ثانيه في الغار الذي سد الكوى بردائه أكرم به من ثان
وجفى الغنى حتى تخلل بالعبا زهدا وأذعن أيما إذعان
وتخللت معه ملائكة السما وأتته بشرى الله بالرضوان
وهو الذي لم يخش لومةلائم في قتل أهل البغي والعدوان
قتل الألى منعوا الزكاة بكفرهم وأذل أهل الكفر والطغيان
سبق الصحابة والقرابة للهدى هو شيخهم في الفضل والإحسان
والله ما استبقوا لنيل فضيلة مثل استباق الخيل يوم رهـان
إلا وطار أبي إلى عليائها فمكانه منها أجـل مكان
ويل لعبد خان آل محمد بعداوة الأزواج والأختان
طوبى لمن والى جماعة صحبه ويكون من احبابه الحسنان
بين الصحابة والقرابة ألفة لا تستحيل بنزغة الشيطان
وهم كالأصابع في اليدين تواصلا هل يستوي كف بغير بنـان
حصرت صدور الكافرين بوالدي وقلوبهم ملئت من الأضـغان
حب البتول وبعلها لم يختلف من ملة الإسلام فيه اثنان
اكرم بأربعة أئمة شرعنا فهم لبيت الدين كالأركان
نسجت مودتهم سدى في لحمة فبناؤها من أثبت البنيان
والله ألف بين قلوبهم ليغيض كل منافق طعان
رحماء بينهم صفت أخلاقهم وخلت قلوبهم من الشنآن
فدخولهم بين الأحبة كلفة وسبابهم سبب إلى الحرمان
جمع الإله المسلمين على أبي واستبدلوا من خوفهم بأمان
وإذا أراد الله نصرة عبده من ذا يطيق له على خذلان
من حبني فليجتنب من سبني إن كان صان محبتي ورعاني
واذا محبي قد ألظ بمبغضي فكلاهما في البغض مستويان
إني لطيبة خلقت لطيب ونساء أحمد أطيب النسوان
إني لأم المؤمنين فمن أبى حبي فسوف يبوء بالخسران
الله حببني لقلب نبيه وإلى الصراط المستقيم هداني
والله يكرم من أراد كرامتي ويهين ربي من أراد هواني
والله أسأله زيادة فضله وحمدته شكراً لما أولاني
يا من يلوذ بأهل بيت محمد يرجو بذك رحمة الرحمان
صل أمهات المؤمنين ولا تحد عنا فتسلب حلة الإيمان
إني لصادقة المقال كريمة إي والذي ذلت له الثقلان
خذها إليك فإنما هي روضة محفوفة بالروح والريحان
صلى الإله على النبي وآله فبهم تشم أزاهر البستان
المفاضلة بينها وبين خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما
:أحسن الأقوال في ذلك ما اختاره شيخ الإسلام رحمه الله تعالى فقال : اختص كل واحدة منهما بخاصة فخديجة كان تأثيرها في أول الإسلام وكانت تسلى رسول الله وتثبته وتسكنه وتبذل دونه مالها فأدركت عزة الإسلام واحتملت الأذى في الله تعالى وفي رسوله وكانت نصرتها للرسول في أعظم أوقات الحاجة فلها من النصرة والبذل ما ليس لغيرها
وعائشة رضي الله عنها تأثيرها في آخر الإسلام فلها من التفقه في الدين وتبليغه إلى الأمة وانتفاع الناس بما أدت إليها من العلم ما ليس لغيرها
قال ابن القيم : معلقاً عليه فتأمل هذا الجواب الذي لو جئت بغيره من التفضيل مطلقاً لم تخلص من المعارضة .( )
1- إنها زوج النبي و إبنة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين 0
عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنهما حين تأيّمت حفصة من خنيس بن حذافة السهمي لقي عثمان رضي الله عنه فقال: إن شئتَ أنكحتك حفصة، قال: سأنظر في أمري، فلبث ليالي فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج، قال عمر: فقلت لأبي بكر رضي الله عنه: إن شئت أنكحتك حفصة، فصمت، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي، ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدتَ عليّ حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا، قلت: نعم، قال: إنه لم يمنعني أن أرجع إليك إلا إني علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها، فلم أكن أفشي سره، ولو تركها لقبلتها.
وحفصة هي بنت عمر بن الخطاب.. أرملة الصحابي الجليل (خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي القرشي)، من أصحاب الهجرتين: هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين ثم هاجر إلى المدينة، وكان الوحيد من بني سهم الذي شهد إلى جانب رسول الله بدرا.. وجرح في أحد.. ثم مات في دار الهجرة متأثرا بجراحه، وترك وراءه أرملته الشابة.
وضرب المثل في ذلك قائد الأمة.. فعندما ترملت حفصة واستشهد زوجها في سبيل الله، قال رسول الله: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة، ويضمها النبي إليه فتقر عينها، ويرضي هذا التصرف والدها الذي بذل الكثير في سبيل تدعيم الدين الجديد. وتنضم بذلك حفصة الشابة التقية الورعة إلى بيت النبوة لتصبح أما للمؤمنين.
دخلت حفصة بيت النبي وفيه سودة وعائشة..
أما سودة فقد كانت امرأة كبيرة السن.. علمت منذ دخولها البيت النبوي أن حظها من رسول الله بر ورحمة وإكرام.. وأما عائشة فقد كانت الصبية الجميلة الأثيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والتي تحاول أن تستأثر وحدها بحبه وقلبه..
وتناست عائشة ما كانت تجد من ضرتها حفصة، بعد أن وفدت على بيت النبي أزواج جديدات..
. رضيت حفصة من جانبها بهذا الحلف.. فلم يكن بين نساء النبي الأخريات أقرب إليها من عائشة.
جمع المصحف الكريم وأودعه عند أم المؤمنين حفصة بنت عمر..
وفي عهد عثمان رضي الله عنه تم توحيد حرف المصحف ورسمه.. من المصحف المجموع المودع لدى حفصة.. ونسخت من المصحف العثماني الإمام، نسخ وزعت على الأمصار..
حفصة بنت عمر هي: حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب.
ولادتها رضي الله عنها :
ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين.
وأخرج ابن سعد عن أبي الحويرث قال: تزوج خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي حفصة بنت عمر بن الخطاب.
فكانت عنده وهاجرت معه إلى المدينة فمات عنها بعد الهجرة (1)
وروى عن حسين بن أبي حسين قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرا " قبل أحد (2) وقال أبو عمر: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاث من الهجرة.
وقيل: تزوجها سنة اثنتين من التاريخ (3).
وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب.
إن النبي صلى الله عليه وسلم.
2- ومن فضلها أن النبي طلقها فأتاه جبريل فقال إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة الحديث له طرق يحسن بمجموعها (4).
ومن فضلها أن حازت شرف الصحبة مع قربها من النبي
وفاتها رضي الله عنها: قال أبو عمر: أوصى عمر بن الخطاب بعد موته إلى حفصة، وأوصت حفصة إلى عبد الله بن عمر بما أوصى به عمر وبصدقة تصدقت بها وبمال وقفته بالغابة.
وتوفيت سنة إحدى وأربعين.
وقال أبو معشر وغيره: توفيت سنة خمس وأربعين (5).
وأخرج ابن سعد أنها توفيت سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهي يومئذ ابنة ستين سنة (6) وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ عامل المدينة (7).
___________________________
(1) الطبقات الكبرى 81 / 7.
(2) المصدر السابق 83 / 7.
(3) الإستيعاب 269 /4.
(4) تحقيق جلاء الأفهام 301 / ط ابن الجوزي
،(5) الإستيعاب 270 / 4.
(6) الطبقات الكبرى 86 / 7.
(7) المصدر السابق 86 / 7.
اسمها ونسبها رضي الله عنها :
واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقضة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد أسد واسمه عبد الله بن عبد الأسد توفيت سنة 62 هـ ودفنت بالبقيع وهي آخر أزواج النبي موتاً .
1- ومن فضلها : أن جبريل دخل على رسول الله وهي عنده كما روى مسلم في صحيحة عن ابي عثمان قال أنبأت أن جبريل دخل على رسول الله وعنده أم سلمة فجعل يتحدث ثم قام فقال نبي الله لأم سلمة رضي الله عنها من هذا ؟ قالت هذا دحية الكلبي قالت : وأيم الله ما حسبته إلا إياه . حتى سمعت خطبة النبي يخبر خبر جبريل عليه السلام ......
زوجها ابنها عمر من رسول الله رواه النسائي بإسناد صحيح وقيل عمر بن الخطاب ورجح هذا لإمام المزي
2- ومن فضلها أنها أول ضعينة دخلت المدينة كما روى ذلك الحاكم عن مصعب بن عبدالله
ومن فضلها ما تحملته من عناء الهجرة ومشقتها عن ابن اسحاق قال حدثني ابي اسحاق بن يسار عن سلمة بن عبدالله بن عمر بن ابي سلمة عن جدته زوج النبي قَالَتْ لَمّا أَجْمَعَ أَبُو سَلَمَةَ الْخُرُوجَ إلَى الْمَدِينَةِ رَحّلَ إلَيّ بَعِيرَهُ ثُمّ حَمَلَنِي عَلَيْهِ وَحَمَلَ مَعِي ابْنِي سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ فِي حِجْرِي ، ثُمّ خَرَجَ بِي يَقُودُ بِي بَعِيرَهُ فَلَمّا رَأَتْهُ رِجَالُ بَنِي الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ قَامُوا إلَيْهِ فَقَالُوا هَذِهِ نَفْسُك غَلَبْتنَا عَلَيْهَا ، أَرَأَيْت صَاحِبَتَك هَذِهِ ؟ عَلَامَ نَتْرُكُك تَسِيرُ بِهَا فِي الْبِلَادِ ؟ قَالَتْ فَنَزَعُوا خِطَامَ الْبَعِيرِ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذُونِي مِنْهُ . قَالَتْ وَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِكَ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ ، رَهْطُ أَبِي سَلَمَةَ فَقَالُوا : لَا وَاَللّهِ لَا نَتْرُكُ ابْنَنَا عِنْدَهَا إذَا نَزَعْتُمُوهَا مِنْ صَاحِبِنَا . قَالَتْ فَتَجَاذَبُوا بُنَيّ سَلَمَةَ بَيْنَهُمْ حَتّى خَلَعُوا يَدَهُ وَانْطَلَقَ بِهِ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ ، وَحَبَسَنِي بَنُو الْمُغِيرَةِ عِنْدَهُمْ وَانْطَلَقَ زَوْجِي أَبُو سَلَمَةَ إلَى الْمَدِينَةِ . قَالَتْ فَفُرّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجِي وَبَيْنَ ابْنِي . قَالَتْ فَكُنْت أَخْرُجُ كُلّ غَدَاةٍ فَأَجْلِسُ بِالْأَبْطَحِ فَمَا أَزَالُ أَبْكِي ، حَتّى أُمْسِي سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا حَتّى مَرّ بِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمّي ، أَحَدُ بَنِي الْمُغِيرَةِ فَرَأَى مَا بِي فَرَحِمَنِي فَقَالَ لِبَنِي الْمُغِيرَةِ أَلَا تُخْرِجُونَ هَذِهِ الْمِسْكِينَةَ فَرّقْتُمْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا وَبَيْنَ وَلَدِهَا قَالَتْ فَقَالُوا لِي : الْحَقِي بِزَوْجِك إنْ شِئْت . قَالَتْ وَرَدّ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ إلَيّ عِنْدَ ذَلِكَ ابْنِي . قَالَتْ فَارْتَحَلْت بَعِيرِي ثُمّ أَخَذْت ابْنِي فَوَضَعْته فِي حِجْرِي ، ثُمّ خَرَجْت أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ . قَالَتْ وَمَا مَعِي أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللّهِ . قَالَتْ فَقُلْت : أَتَبَلّغُ بِمَنْ لَقِيت حَتّى أَقْدَمَ عَلَى زَوْجِي ، حَتّى إذَا كُنْت بِالتّنْعِيمِ لَقِيت عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَخَا بَنِي عَبْدِ الدّارِ فَقَالَ لِي : إلَى أَيْنَ يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيّةَ ؟ قَالَتْ فَقُلْت : أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ . قَالَ أوَ مَا مَعَك أَحَدٌ ؟ قَالَتْ فَقُلْت : لَا وَاَللّهِ إلّا اللّهَ وَبُنَيّ هَذَا . قَالَ وَاَللّهِ مَا لَك مِنْ مَتْرَكٍ فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْبَعِيرِ فَانْطَلَقَ مَعِي يَهْوِي بِي ، فَوَاَللّهِ مَا صَحِبْت رَجُلًا مِنْ الْعَرَبِ قَطّ ، أَرَى أَنّهُ كَانَ أَكْرَمَ مِنْهُ كَانَ إذَا بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَنَاخَ بِي ، ثُمّ اسْتَأْخَرَ عَنّي ، حَتّى إذَا نَزَلْت اسْتَأْخَرَ بِبَعِيرِي ، فَحَطّ عَنْهُ ثُمّ قَيّدَهُ فِي الشّجَرَةِ ، ثُمّ تَنَحّى إلَى شَجَرَةٍ فَاضْطَجَعَ تَحْتَهَا ، فَإِذَا دَنَا الرّوَاحُ قَامَ إلَى بَعِيرِي فَقَدّمَهُ فَرَحّلَهُ ثُمّ اسْتَأْخَرَ عَنّي ، وَقَالَ ارْكَبِي . فَإِذَا رَكِبْت وَاسْتَوَيْت عَلَى بَعِيرِي أَتَى فَأَخَذَ بِخِطَامِهِ فَقَادَهُ حَتّى الْمَدِينَةَ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَى قَرْيَةِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءَ قَالَ زَوْجُك فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ - وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ بِهَا نَازِلًا - فَادْخُلِيهَا عَلَى بَرَكَةِ اللّهِ ثُمّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إلَى مَكّةَ . قَالَ فَكَانَتْ تَقُولُ وَاَللّهِ مَا أَعْلَمُ أَهْلَ بَيْتٍ فِي الْإِسْلَامِ أَصَابَهُمْ مَا أَصَابَ آلَ أَبِي سَلَمَةَ ، وَمَا رَأَيْت صَاحِبًا قَطّ كَانَ أَكْرَمَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ .
3-ومن فضلها أنها كانت صابرة محتسبة حين مات زوجها
روى مسلم في صحيحة ( )حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ - قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - أَخْبَرَنِى سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ عَنِ ابْنِ سَفِينَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِى فِى مُصِيبَتِى وَأَخْلِفْ لِى خَيْرًا مِنْهَا. إِلاَّ أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا ». قَالَتْ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ أَىُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِى سَلَمَةَ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. ثُمَّ إِنِّى قُلْتُهَا فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَتْ أَرْسَلَ إِلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَاطِبَ بْنَ أَبِى بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِى لَهُ فَقُلْتُ إِنَّ لِى بِنْتًا وَأَنَا غَيُورٌ. فَقَالَ « أَمَّا ابْنَتُهَا فَنَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيْرَةِ ».
4- ومن فضائله انها ذات نبل رأي سديد يدل لهذا ماجاء في قصة الحديبية وهي ان رسول الله امر الناس ان يحلقوا روؤسهم وينحروا هديهم حين صدهم المشركون عن البيت الحرام فلم يحلقوا ولم ينحروا فدخل النبي على ام سلمة مغضباً .... الحديث وفيه لوا انك حلقت رأسك ونحرت هديك فعل الناس ففعل فتأسى به الناس ) المعنى
وهذا من حسن رأيها ورجاحة عقلها .
اسمها ونسبها :
اسمها زينب بنت جحش من بني خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر وهي بنت عمته اميمة بنت عبد المطلب , وكانت من قبل عند مولاه زيد بن حارثه وطلقها زيد فزوجها الله رسوله من فوق سبع سموات وانزل الله عليه (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا) فقام فدخل عليها بلا استئذان وكانت تفخر على سائر نساء النبي بذلك وتقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات ( ) وهذه فضيلة ظاهرة لها رضي الله عنها , إذ نزل في شأنها قرآن يتلى إلى يوم القيامة , توفيت في المدينة سنة 20هـ وعمرها 53 , ودفنت في البقيع وصلى عليها عمر بن الخطاب ( )
زواجه صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها.
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) أنه قال:
إن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنّا ندعوه إلا زيد بن محمد، حتى نزل القرآن )ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت زيد بن حارثة بن شرحبيل.
وقد زوجه عليه السلام بابنة عمته (زينب بنت جحش الأسدية).. ولم يكن زواجا موفقا فقد كانت تعامله بشدة.. ولم تنسَ لحظة أنها ذات الحسب والنسب.. وأنه عبدٌ مملوك قبل أن يتبناه النبي. وطلّق زيد زينب.. فأمر الله رسوله أن يتزوجها ليبطل بدعة التبني ويعيد الأمور إلى نصابها..
وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألسنة المنافقين أن تقول: تزوج محمد امرأة ابنه.. وفي ذلك ما فيه من حرج شديد. تباطأ النبي في تنفيذ ذلك حتى نزلت الآية:
(وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه، فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكونَ على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهنّ وطرا، وكان أمر الله مفعولا)
كان لابد من إبطال هذه العادة السيئة.. وإرجاع الأمور إلى نصابها.. فكانت حكمة الله أن يتزوج رسول الله من زينب بنت جحش..
ومن فضائلها أن لم تخض مع الذين خاضوا في الإفك منعها دينها وورعها قالت عائشة رضي الله عنها فأما زينب رضي الله عنها فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا، وتزيد عائشة شهادتها وضوحا فتقول: (ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله عزوجل)
كانت زينب أسرع نساء النبي لحاقا به.. تقول عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا.. فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي إنما أراد طول اليد بالصدقة.. وكانت زينب امرأة صناع اليدين تدبغ وتخرز، وتتصدق في سبيل الله.
ومن بركتها ما حصل لها من البركة في وليمة عرسها من رسول الله كما أخرج أبو نعيم و ابن عساكر عن أنس قال لما تزوج النبي {صلى الله عليه وسلم} زينب بنت جحش قالت لي أمي يا أنس إن النبي {صلى الله عليه وسلم} أصبح عروسا ولا أرى أصبح له غداء فهلم تلك العكة وتمرا قد رمد فجعلت له حيسا فقالت اذهب بهذا إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وامرأته فأتيته به في تور من حجارة فقال ضعه في ناحية البيت واذهب فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وعليا ونفرا من أصحابه ثم أدع لي أهل المسجد ومن رأيته في الطريق فجعلت أتعجب من قلة الطعام ومن كثرة من يأمرني أن أدعو من الناس فدعوتهم حتى امتلأ البيت والحجرة ثم قال يا أنس هلم ذاك
فجئت بالتور فغمس فيه ثلاثة أصابع فجعل يربو ويرتفع فجعلوا يتغدون ويخرجون حتى إذا فرغوا أجمعون بقي في التور نحو ما جئت به قال ضعه قدام زينب قال ثابت فقلت لأنس كم ترى كان الذين أكلوا قال اثنين وسبعين
ومن فضائلها ثناء نساء النبي عليها أخرج ابن سعد وابن عساكر عن عائشة قالت يرحم الله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف إن الله زوجها نبيه في الدنيا ونطق به القران وان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال لنسائه ونحن حوله أسرعكن بي لحوقا اطولكن باعا فبشرها بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة
ومن فضائلها رضي الله عنها :
اسمها ونسبها : هي جويرية بنت الحارث سيد بنى المصطلق من خزاعة،
كانت في سبي بنى المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابتها، وتزوجها في شعبان سنة 6 هـ . وقيل : سنة 5هـ، فأعتق المسلمون مائة أهل بيت من بني المصطلق، وقالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت أعظم النساء بركة على قومها . توفيت في ربيع الأول سنة 56هـ، وقيل : 55 هـ . ولها 65 سنة .
قد كان زواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جويرية بنت الحارث له أبعاده وتحققت تلك الأبعاد بإسلام قومها، فقد كان الزواج منها من أهدافه الطمع في إسلام قومها، وبذلك يكثر سواد المسلمين، ويعز الإسلام وهذه مصلحة إسلامية بعيدة يسر الله هذا الزواج، وباركه، وحقق الأمل البعيد المنشود من ورائه، فأسلمت القبيلة كلها بإسلام جويرية، وإسلام أبيها الحارث، فقد عاد هذا الزواج على المسلمين بالبركة والقوة، والدعم المادي والأدبي معاً للإسلام والمسلمين
أصبحت جويرية بنت الحارث زوجة لسيد المرسلين وأماً للمؤمنين، فكانت رضي الله عنها عالمة بما تسمع، وعاملة بما تعلم، فقيهة عابدة، تقية ورعة، نقية الفؤاد مضيئة العقل، مشرقة الروح، تحب الله ورسوله، وتحب الخير للمسلمين.
وكانت رضي الله عنها تروي من حديث رسول الله، ناقلة لحقائق الدين من خزائنها عند من تنزلت عليه - صلى الله عليه وسلم - يرويه عنها سدنة العلم من علماء الصحابة رضي الله عنهم، لينشروه في المجتمع المسلم علماً وعملاً، وفي عامة المجتمع الإنساني دعوة وهداية(1)، فقد حدث عنها ابن عباس، وعبيد بن السباق، وكريب مولى ابن عباس ومجاهد، وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي بلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد سبعة أحاديث(2) منها أربعة في الكتب الستة، عند البخاري حديث، وعند مسلم حديثان، وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم في عدم تخصيص يوم الجمعة بالصوم، وحديث في الدعوات في ثواب التسبيح، وفي الزكاة في إباحة الهدية للنبي - صلى الله عليه وسلم - وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدقة، كما روت في العتق، وبسبعة أحاديث شريفة خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها اسمها في عالم الرواية، لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأمومتها للمسلمين، تبليغها الأمة سنن المصطفى - صلى الله عليه وسلم – ما تيسر لها ذلك(3).
وكانت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات القانتات الصابرات في مجال مناجاة الله تعالى وتحميده وتقديسه وتسبيحه(4) فهذه أم المؤمنين جويرية تحدثنا عن ذلك فتقول: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها بكرةً حين صلى الصبح وهي في مسجدها(5) ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة. فقال: (مازلت على الحال التي فارقتك عليها؟، قالت: نعم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)(6).
وقد توفيت رضي الله عنها سنة خمسين، وقيل ست وخمسين(7).
(1) انظر: محمد رسول الله، محمد صادق عرجون (4/250).
(2) انظر: دور المرأة في خدمة الحديث، آمال قرداش، ص88.
(3) انظر: دور المرأة في خدمة الحديث، آمال قرداش، ص88،89.
(4) انظر: محمد رسول الله، صادق عرجون (4/250).
(5) مسجد: المكان الذي تصلي فيه في بيتها.
(6) مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب التسبيح أو النهار (4/209) رقم 2726.
(7) انظر: الطبقات لابن سعد (8/121)، خليفة بن خياط تاريخه، ص234.
تقول عائشه : .
فبينما النبي صلى الله عليه وسلم عندي ونحن على الماء إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي صلى الله عليه وسلم، وعرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت، فقالت:
يا رسول الله إني امرأة مسلمة أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وأنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، أصابنا من الامر ما قد علمت ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس - أو ابن عم له فتخلصني من ابن عمه بنخلات له بالمدينة - فكاتبني على ما لا طاقة لي به ولا يدان، وما أكرهني على ذلك إلا أني رجوتك صلى الله عليك فأعني في مكاتبتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو خير من ذلك ؟ فقالت: وما هو يا رسول الله ؟ قال: أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك، قالت: نعم يا رسول الله قد فعلت، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثابت بن قيس فطلبها منه، فقال ثابت: هي لك يا رسول الله بأبي وأمي، فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان عليها من كتابتها، وأعتقها وتزوجها، وخرج الخبر إلى الناس ورجال بني المصطلق قد اقتسموا وملكوا ووطئت نساؤهم، فقال المسلمون: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقوا ما بأيديهم من ذلك السبي.
قالت عائشة رضي الله عنها: فأعتق مائة أهل بيت بتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها (1).
ذكر منام أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
روى هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت جويرية: رأيت قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبرها أحدا من الناس، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سبينا رجوت الرؤيا، فلما أعتقني وتزوجني والله ما كلمته في قومي، حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم، وما شعرت إلا بجارية من بنات عمي تخبرني الخبر، فحمدت الله تعالى.
ذكر افتداء من بقي من السبي روى الشيخان وأبو داود والنسائي ومحمد بن عمر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق، فأصبنا سبايا وبنا شهوة إلى النساء، واشتدت علينا العزوبة، وأحببنا الفداء، فقلنا: نعزل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ؟ فسألناه عن ذلك، فقال: ما عليكم ألا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا هي كائنة (2).
روى هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت جويرية: رأيت قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبرها أحدا من الناس، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سبينا رجوت الرؤيا، فلما أعتقني وتزوجني والله ما كلمته في قومي، حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم، وما شعرت إلا بجارية من بنات عمي تخبرني الخبر، فحمدت الله تعالى.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 5 / 179 والبيهقي في السنن 9 / 75 والحاكم في المستدرك 4 / 26 وابن حبان (1547) وابن سعد في الطبقات 8 / 83 وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (39708).
(2) أخرجه البخاري 3 / 194 وأبو داود (2172) وأحمد في المسند 3 / 68 وأبو نعيم في الحلية 5 / 146.
تزوجها بسرف وبنى بها بسرف وماتت بسرف وهي على سبعة أميال من مكة وهي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين رضي الله عنها , توفيت سنة 63ه وهي خالة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما فإن أمه أم الفضل بنت الحارث وهي خالة خالد بن الوليد أيضاً ويمونة رضي الله عنها هي التي وقع فيها الخلاف هل نكحها رسول الله حلالاً أو محرماً والصحيح أنه تزوجها حلالاً كما قال ذلك أبو
رافع السفير في نكاحها وما رواه مسلم عن ميمونة قالت: ( تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن حلالان بسرف ).
قال العلامة ابن القيم فهؤلاء جملة من دخل بهن من النساء وهن احدى عشر والصلاة على ازواجه تابعه لإحترامهن , وتحريمهن على الأمة , وانهن نساؤه في الدنيا ة الآخرة , فمن فارقها في حياتها ولم يدخل بها لايثبت لها أحكام زوجاته التي دخل بهن ومات عنهن وعلى أزواجه وذريته وسلم تسليماً كثيرا
خرج الحاكم عن ابن شهاب قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العام القابل عام الحديبية معتمرا في ذي القعدة سنة سبع وهو الشهر الذي صدّه فيه المشركون عن المسجد الحرام، حتى إذا بلغ يأجُج بعث جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حَزن العامرية فخطبها عليه، فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وكانت أختها أم الفضل تحته، فزوجها العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام النبي صلى الله عليه وسلم بسرف (موضع قرب مكّة) بعد ذلك بحين حتى قدمت ميمونة فبنى بها بسَرِف. وقدر الله تعالى أن يكون موت ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها بعد ذلك بحين، فتوفيت حيث بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وميمونة هي برة بنت الحارث الهلالية، إحدى أخوات أربع قال فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأخوات المؤمنات)..
أما الأولى: فهي أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث زوج العباس بن عبد المطلب، أول امرأة آمنت بعد خديجة رضي الله عنها. وهي التي ضربت أبا لهب عدو الله ورسوله، حين دخل بيت أخيه العباس فاحتمل مولاه (أبا رافع) فضربه بالأرض ثم برك عليه يضربه لأنه أسلم. فقامت أم الفضل إلى عمود فشجت رأس أبي لهب شجة منكرة، فما عاش بعدها إلا سبع ليال حتى رماه الله بداء قتله .
والثانية: أختها لأمها زينب بنت خزيمة الهلالية العامرية. كانت زوجة لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، فلما استشهد في بدر ضمها رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فجبر خاطرها بعد أن انقطع عنها الناصر والمعين. وكانت قد بلغت الستين من عمرها حينما تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم.
كانت تسمى أم المساكين لرحمتها إياهم ورقتها عليهم.
والثالثة: أختها لأمها أسماء بنت عميس الخثعمية زوج جعفر بن أبي طالب، وقد تزوجت من بعده أبا بكر ثم خلف عليها الإمام علي.
والرابعة: أختها لأمها سلمى بنت عميس زوج حمزة بن أبي طالب.
وأمهن جميعا، هند بنت عوف بن زهير، التي قيل فيها: (أكرم عجوز في الأرض أصهارا هند بنت عوف) أصهارها: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وحمزة والعباس ابنا عبد المطلب وجعفر وعلي ابنا أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
ومن فضائلها رضي الله عنها ما نقلته عائشة رضي الله عنها بقولها : عندما ذكرت عائشة ميمونة قالت: (أما إنها كانت والله من أتقانا لله، وأوصلنا للرحم).
ومن فضائلها أنها أم المؤمنين ومن المهاجرين وزوجة النبي الكريم في الدنيا والآخرة رضي الله تعالى عنها
وكان من فائدة زواجه بها بالنسبة للأمة أن عبد الله بن عبّاس رضي الله تعالى عنهما تُصبح هذه المرأة خالته فكان يبيت عندها، فإذا بات عندها يرى قيام النبي صلى الله عليه وسلم، فنقل عبد الله بن عبّاس كثيرًا من أخبار النبي عليه الصلاة والسلام لكونه يستطيع أن يدخل على خالته ميمونة بنت الحارث رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
تزوج النبي زينبَ بنت خُزَيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مَنَاف بن هِلال بن عامر بن صَعْصَعة بن معاوية أخي سعد رضيعا النبيابني بَكْر بن هَوَازِن بن منصور بن عِكرمة بن خَصَفة بن قيس بن عَيلان القيسيّة في شهر رمضان في السنة الثالثة من الهجرة وهي أُمُّ المساكين كُنِّيتْ بذلك في الجاهلية لرأفتها بهم ورحمتها وإحسانها إليهم ولمَّا خطبها رسولُ الله جَعلت أَمرَها إليهِ فتزوَّجها وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ً ونشّاً والنشُّ النصف وذلك خمسمائة درهمٍ لأنّ الأوقية أربعون درهماً وكانت قبله عند الطُّفيل بن الحارث بن المطَّلب بن عبد مَنَاف بن قُصيّ فطلّقها فتزوّجها أخوه عُبيدة بن الحارث فقُتل عنها يوم بدرٍ شهيداً فخلَفَ عليها رسول الله وبهذا جزم الدمياطيّ وقيل كانت تحت عبد الله بن جَحْش قُتل عنها يوم أُحد فتزوّجها رسول الله قاله ابن عبد البر وحكاه عن ابن شهاب وصحّحه عبد الغني ومكثتْ عند النبيّ ثمانية أشهرٍ وماتت في آخر شهر ربيعٍ الآخر من السنة الرابعة من الهجرة وصلى عليها رسول الله ودفنها بالبَقيع وقد بلغت ثلاثين سنة أو نحوها وقيل إنها مكثت عند النبيّ شهرين أو ثلاثة ً وقد حازت شرف الصحبة والإيمان بالنبي وأنها أم المؤمنين وزوجة النبي الكريم في الدنيا والآخرة رضي الله عنها وأرضاها
صفية بنت حيي بن أخطب سيد بن النضير من بنى إسرائيل من ولد هارون بن عمران اخي موسى عليهما السلام ، كانت من سبي خيبر، فاصطفاها رسول الله صلى الله وعليه وسلم لنفسه، وعرض عليها الإسلام فأسلمت، فأعتقها وتزوجها بعد فتح خيبر سنة 7هـ ( انظر البخاري ( 4212)ومسند احمد ( 6264)، وابتنى بها بسد الصهباء على بعد 12 ميلا من خيبر في طريقه إلى المدينة . توفيت سنة 50 هـ وقيل : 52هـ، وقيل 36 هـ ودفنت بالبقيع . وكانت قبل النبي تحت ابن أبي الحقيق ( )
من فضائلها رضي الله عنها ان رسول الله اعتقها وجعل عتقها صداقها( )
ومن فضلعا انها زوجة نبي وابوها نبي وعمها نبي قال الترمذي حدثنا اسحاق بن منصور وعبد ابن حميد قال حدثنا عبدالرزاق اخبرنا معمر عن ثابت عن انس قال : قال بلغ صفية ان حفصة قالت : صفية بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي وهي تبكي فقال ما يبكيك ؟ قالت : قالت لي حفصة أني ابنت يهودي فقال : انك ابنت نبي وان عمك نبي وانك لتحت نبي فبما تفخر عليك ! ثم قال : اتقي الله يا حفصة .) ( )
من فضائلها احترام النبي لها وغيرته عليها يدل لذلك ما روي في مسلم( ) أن صفية أم المؤمنين زارت النبي وهو معتكف في العشر الأخير من رمضان في المسجد فتحدثت عنده ساعة فلما قامت تنقلب راجعة قام معها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغا باب المسجد مرّ بهما رجلان من الأنصار فسلما ثم نفذا (مسرعين) فقال لهما صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي، إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم..
واسمها رملة بنت صخر بن حرب بن امية بن عبد شمس ين عبد مناف كانت تحت عبيد الله بن جحش، فولدت له حبيبة فكنيت بها، وهاجرت معه إلى الحبشة، فارتد عبيد الله وتنصر، وتوفي هناك، وثبتت أم حبيبة على دينها وهجرتها، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أميه الضمري بكتابه إلى النجاشي في المحرم سنة 7 هـ . خطب عليه أم حبيبة فزوجها إياه وأصدقها من عنده أربعمائة دينار وولي نكاحها عثمان بن عفان ’ وقيل خالد بن سعيد بن العاص ، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة . فابتنى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من خيبر . توفيت سنة 42 هـ، أو 44هـ، أو 50هـ .
ومن فضائلها انها هاجرت الهجرتين وصبرت وثبتت على الإسلام
ومن فضائلها انها صحابية , وزوجة رسول الله في الدنيا والآخرة , وأنها أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها وأخيها وسائر الصحابة أجمعين.
الخاتمة
هذا ما يسر الله الكريم إملاؤه من فضائل أزواج النبي الكريم ورضي الله عنهن أجمعين وعن سائر الصحابة الأنصار والمهاجرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , وإني سائل أخ كريم عثر على خطأ أو تقصير أن ينبهنا وجزاه الله خيرا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
كتبه
ابوالفداء
احمد الأحمدي
في 23/ صفر /1434هـ
مركز السنة في بني معين حبيش
محافظة إب
الموضوع
الصفحة
المقدمة 1
خديجة بنت خويلد 4
نصرتها للنبي 4
سلام الله عليها 7
كثرة ذكر النبي لها والإحسان إلى صديقاتها 8
بشارتها بالجنة 9
جميع أولاد النبي منها 10
لم يتزوج معها في حياتها حتى ماتت 10
سودة بنت زمعه 11
علو همتها 12
عائشة الصديقة بنت الصديق 13
احب ازواج النبي إليه 14
دفاع الله سبحانه عنها 15
من اعلم نساء الدنيا 16
سلام جبريل عليها 17
أزواج الرسول من آل بيته 19
بركتها على المسلمين 20
فضلها على سائر النساء 23
حث النبي على حبها 24
طعن الرافضة في ام المؤمنين عائشة 26
حادثة الإفك 27
كفر من اتهمها بما برأها الله 36
موقف آل البيت الأشراف من أم المؤمنين عائشة 40
قصيدة جميلة في أم المؤمنين عائشة 41
المفاضلة بين خديجة وعائشة 44
أم المؤمنين حفصة 45
أم سلمة هند 50
أم المؤمنين زينب بنت جحش 55
أم المؤمنين جويرية بنت الحارث 59
أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث 66
أم المؤمنين زينب بنت خزيمة الهلالية 70
أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب 71
أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان 73
الخاتمة 75
الفهرس 76