الغلو في الأولياء والصالحين
أخر : سؤالى عن الأولياء الشيخ : عفوا ، بقى كلمة حول الأولياء والصالحين فعلا ، كثير من المسلمين اليوم ليس فقط فى مصر كما أشرت حتى فى سوريا وربما هنا فيه مقامات يدعى أن مدفون فيها أولياء وصالحين ، فيُقصدون بقصد قضاء الحوائج ، ويتبركوا ، بيأخدوا الخرا عشان الولى يتذكره عند ربه ويطلب منه الحاجة ويقضى له إيها ، هذه كلها تنافى الكلمة الطيبة لا إله إلا الله لآن معنى لا إله إلا الله لامعبود بحق فى الوجود إلا الله ، المسلم حينما يأتى يزور القبر ويطلب منه المدد ويطلب منه المعونة والشفاء ونحو ذلك هذه كلها شركيات ووثنيات يحاربها النجديون أشد محاربة لأن كتاب الله قام على ذلك. *
من الحقائق العلمية التى يغفل عنها المسلمون اليوم إلا القليل منهم أننا نجهل ما الشرك الذى كان فيه المشركون الذين بعث اليهم الرسول مباشرة فقاتلوه وقاتلهم ايش هو شركهم ؟ يتوهم الكثير أن هؤلاء كانوا ينكرون وجود الله هذا فقط ، هم كانوا يؤمنون بوجود الله تبارك تعالى لأن صريح القرآن يقول: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} يصرحون بأن الخالق واحد لا شريك له ، وهذه آية من آيات كثيرة تحكى عنهم بأن الخالق واحد ، إذن ماهو كفرهم ؟
قال تعالى فى الآية الأخرى : {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} فإذن هم غايتهم الله ، وحينما اتخذوا الألهة من دون الله جعلوها وسيلة توصلهم وتقربهم الى الله تبارك وتعالى ، فمن الجهل الفاحش المقيت أن المسلمين يظنون أن الرسول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم كان الخلاف بينه وبين المشركين أنهم كانوا ينكرون وجود الله ، لا ابدا ، وإنما كانوا ينكرون ألوهية الله ، ليس ربوبية الله ، ماكانوا يؤمنون بالوحدانية .
لأن التوحيد عند أهل العلم ثلاث أقسام : 1-توحيد الربوبية. 2- توحيد الألوهية وبعضهم يعبر بتوحيد العبادة وهذا أوضح بالنسبة لعامة الناس. 3- توحيد الأسماء والصفات فإن توفرت فى عقيدة مسلم فهو موحد حقا وهو الفاهم لمعنى لا اله الا الله {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ} فمن أمن بالتوحيد الاول ، والمعنى بتوحيد الربوبية يعنى توحيد الخالقية ، يعنى مافى خالق مع الله ، كما سمعتم انفا نص القرآن حكاية عن المشركين ، {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} بيقولوا العزى ومناة الثالثة ؟ لا الخالق واحد عندهم لذلك كان من ضلالهم فى تلبيتهم حول بيت ربهم يقولون : لبيك لا شريك لك إلا شريكا تملكه وما ملك ، شوف الضلال هذا ، تملكه وما ملك شو ها الشريك هذا ؟ هذا الشريك فى العبادة أى أنهم كانوا يعبدون غير الله ، {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} يعترفون ويصرحون أنهم يعبدون هؤلاء الأولياء والصالحين ، لكن لماذا ؟ لأنهم يستحقون العبادة من دون الله !!؟ لا ، {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} إذن هادول كفروا بتوحيد العبادة القسم الثانى ، ما أمنوا لأنهم عم يعبدوا غير الله ، وهذا فى صريح القرآن يا أخوانا {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} شو معنى الآية ؟ فيه هنا طى من الكلام ، إذا قيل لهم لماذا تعبدونهم ؟ قالوا لا نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى . إذن شرك المشركين ليس هو جحدهم وإنكارهم توحيد الربوبية ، توحيد الخالقية ، وإنما هو توحيد العبادة توحيد الألوهية ، لذلك القرآن {وإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} {قالوا َأجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِد} * كثير منا الى اليوم يفهمون الإله بمعنى الرب ، وهذا خطأ فاحش لغة وشرعا ، لأن الكافر المشرك من أى نوع كان ، من أى ملة كان ، إذا قال لا رب إلا الله لم يصبح مسلما ، وإنما إذا قال لا إله إلا الله يصبح مسلما ، وإذا قال لا إله إلا الله بمفهوم لا رب إلا الله لم يصر مؤمنا ، فيه إسلام ، فيه إيمان ، الإسلام ينجى المسلم من أن يدان فى الدنيا - أن يعامل معاملة الكفار - أما بيكون فيه حكم إسلامى فيه أهل ذمة ، وأهل الذمة لهم الحق يعيشوا تحت راية الإسلام وأحكام الإسلام ودمائهم محترمة وأموالهم ونسائهم تماما لأنهم عايشين تحت نظام الإسلام ، لكن هادول يوم الله ماهم ناجين لأنهم مشركون ، فهذا المشرك إذا قال لا رب إلا الله لا يصبح مسلما له مالنا وعليه ما علينا حتى يقول لا إله إلا الله ، إذا قال لا إله إلا الله صار مسلم ، لكن إذا قال لا إله إلا الله بمعنى لا رب إلا الله ، لم يصبح مؤمنا ، يعنى لا ينجو عند الله يوم القيامة لماذا ؟ لأنه ما زاد إلا أن ضل على شركه الأول ، لأن المشركين كانوا يؤمنون بخالق الكون ، وهو يقول لا رب إلا الله فهو مؤمن والمشركين كانوا مؤمنين بأن الله هو الرب الخالق الواحد ، وماذا طلب منهم رسول الله ؟ أن يعبدوا الله وحده لا شريك له وهم بإعتبارهم عرب لما يقول لهم قولوا لا إله إلا الله يستكبرون بصريح القرآن {وإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} ليه؟؟، لأننا بدنا نخالف أبائنا وأجدادنا !؟هكذا وجدنا أبائنا على أمة ، ولذلك قالوا متعجبين َأجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِد ! ماقالوا أجعل الرب ربا واحد يا اخوانا ؟ بل كانوا يؤمنون بالرب الواحد ، لكن ماكانوا يؤمنون بالألة الواحد ، وأظن الأن وضح لكم المقصود بالإلة الواحد : المعبود الواحد ، ما كانوا يؤمنون بالمعبود الواحد ، كانوا يعبدون مع الله ألهة أخرى ويصرحون بقولهم السابق الذكر {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} فإذن توحيد الربوبية وحده لا يكفى ولا ينجى ، لأن المشركين كانوا يؤمنون بهذا التوحيد ، وإنما كان كفرهم بتوحيد العبادة أو توحيد الألوهية وهو شىء واحد ، أما توحيد الأسماء والصفات فهذا أبعد عن العرب ، لأنهم كانوا يعيشون فى الجاهلية ، كثير من المسلمين اليوم - الى ما درسوا التوحيد تلك الدراسة الدقيقة - يقعون فى هذه الإشكالات فيقول لا إله إلا الله أى لا رب إلا الله ، هذا التفسير قاصر خاطىء لا ينجو به المسلم من عذاب الله ، ولا تشمله المغفرة فى الآية السابقة : {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ.. } *
فإذن كما أن التوحيد ثلاثة أنواع ، فالشرك أيضا ثلاثة أنواع ، كل توحيد من هذه التوحيدات الثلاث يقابله شرك : توحيد الربوبية ينافيه نفى الخالقية .
كما هو مذهب الدهريين والشيوعيين وأمثالهم .
2- توحيد العبادة يقول به كل من يؤمن بالخالق لكن لا يؤمن بالإسلام ، لأنه الإسلام هو اللى وضح هذه العقيدة ، عقيدة التوحيد بهذه الحقائق الثلاثة.
3- الذى يؤمن بأن الله رب واحد لا خالق معه، ويؤمن بأنه لا يستحق العبادة معه سواه ، ولا يعبد معه غيره بأى نوع من أنواع العبادة يبقى القسم الثالث وهو توحيد الأسماء والصفات طالب : النافع والضار الشيخ : هذا من الصفات طبعا ، لكن احنا بنجيب أمثلة واقعية ، اليوم لو أخذت اى مسلم بيقول لك الله هو النافع والضار ، لكن شو رأيك بمن يأتى اليه شخص ويطالبه بحق عليه ، والحق هو فى قراره نفسه هو ما بيجحده لكن بدو يأكله ، يقول له صاحب الحق إحلف بالله إنى انا مالى عليك حق ، بيحلف فى بالله كاذبا ، عندنا فى الشام بيقول الواحد للتانى " تعال أحلف عند السوجى " ما بيحلف هذا شو بيدلنا ؟ هذا بيدلنا ان هذا مش مؤمن بتوحيد الصفات ، يعنى ربنا قال: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} فالذى ينبغى أن يُخشى ويُخاف منه هو الله وحده لا شريك له ، فما بالك هذا المدين المنكر للحق الذى عليه يحلف بالله كاذبا ولا يخافه ، ولو طلب منه يحلف بالسوجى الموصوف عندنا ببطاح الجمل عنده سلطة بيتصرف فى الكون، بيبطح الجمال قوية ، ما بيحلف لأنه بيخاف أنه يجى بالليل يبطحه ، هو دى طريقته ، هذا معناه ما وحد الله فى الخوف من الله ، لا يخشى إلا الله ، وهذا له أمثلة وأمثلة كثيرة ، فلنأتى الأن بالمثال الواقعى طالب : ممكن يحلف عند النبى شعيب ، أو يعمل الشيخ : المقام كتير ، هذا كله لإلقاء الرهبة فى قلوب الناس الطالب : هذا من الشرك ؟ الشيخ : هذا كله من الشرك ، بارك الله فيك ، هذا مش شرك الربوبية ولا شرك العبادة وإنما هو شرك الصفات ، بدنا نجيب لك الأن مثال مزدوج الضلال فيه ، اولا : شرك الصفات ومصيبة أخرى التبرك بهذا الشرك ، أظن انكم جميعا لعلكم تسمعون بالإمام البوصيرى الذى له قصيدة "البردى" فى مدح الرسول عليه السلام مما جاء فى شعره فى مدحه لنبيه عليه السلام قوله :
فإن من جودك الدنيا ودرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
سمعتوا هذا بلا شك ما أول مرة عم تسمعوه ، هذا بعد ما نعرف أنواع التوحيدات الثلاثة وما يقابلها من أنواع الشركيات الثلاثة ، حينئذ نعرف أن هذا الكلام شرك فى الصفات ، ليه ؟ لان ربنا عز وجل فى اكثر من آية يصف نفسه بأنه واحد فى العلم بالغيب ، فهو يقول : {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ} ,ويقول {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} نفى متبع بالإثبات الى بيفيد ايش ؟ الحصر ، {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} كيف هذا بيقول
من جودك الدنيا وزرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
وفى الحديث الصحيح : ( أول ما خلق الله القلم فقال له أكتب ، قال : ما أكتب ؟ قال له : أكتب ما هو كائن الى يوم القيامة ) إذا كان الرسول يعلم ما هو كائن الى يوم القيامة صار شريك مع الله فى علمه الغيب ، ونحن عم نقرأ فى القرآن {لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} لكن لم يقف صاحبنا البويصرى عند هذا ، بل قال هذا من بعض علمه عليه السلام ، لأن هذه من تبعيضيه عند النحويين ، فإن من جودك الدنيا ما قال فإن جودك الدنيا ودرتها وعلمك، قال فإن من جودك ودرتها ومن علمك، هذا الشرك فى الصفات ورفع الرسول عليه السلام الى مقام الإلة فى الصفة ، فى العلم بالغيب ، وهذا كفر بالقرآن ، فما بالك ونحنا بنحط المشربية فيها ماء وبنقرأ عليها البردة هاذى وفيها مثل هذا الشرك عشان نداوى فيها مرضانا ، هذا بيمرض المريض بزيادة ، ما يشفى لأن هذا طرح روح عليه الشرك والضلال لو كانوا يعلمون . لذلك الحقيقة شرح التوحيد ها الى هو مداره كله حول الكلمة الطيبة لذلك قال عليه السلام : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله) ، فهذه الكلمة حين تفهم فهما صحيحا بهذه المعانى التلاتة المقابلة لمعانى تلاتة أخرى ، هذا الذى تشمله الأحاديث المبشرة والمرغبة على القول بالكلمة الطيبة كمثل قوله عليه السلام ( من قال لا اله الا الله دخل الجنة ) ، قال لا اله إلا الله بمعنى لا رب إلا الله دخل النار مش الجنة ، قال لا اله إلا الله بالمفهوم الصحيح للعبادة والألوهية والربوبية مع منافاته وإبتعاده عن الشركيات والوثنيات ، وخلينا هنا ندخل كمان بواقع تانى - وإن كان دون الأول - الأول شرك صريح ، شو رأيكم بعالمنا الإسلامى اليوم ؟ يحلفون الكبير والصغير بغير الله عز وجل ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) كم وكم من الناس هذا الى بيحلف برأسه والى بيحلف بشواربه - ويمكن ماله شوارب الى أخره - هذه كله شركيات ، لا يأبهون لها إطلاقاً ، نحن نذكر، الناس فى غفلة ، يعنى أحسن منها غفلة أهل الكهف ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعة لماذا ؟ ما فى مذكر ما فى معلم خاصة حول ما بتعلق بالتوحيد ، فمثل الحلف هذا يجب على المسلمين ينتهوا منه ، ما يحلفون إلا بالله لأنه الأمر كما قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه – شوفوا السلف كيف كان فهمهم قال " لإن أحلف بالله كاذبا أحب إلي لأن احلف بغير الله صادقا " تـُرى ما معنى هذا الكلام ؟؟ الكذب هو كبيرة من الكبائر ، الكذب بصورة عامة ، لكن هو يحلف كاذبا بالله هذا أكبر وأكبر ،مع ذلك يقول " لإن أحلف بالله كاذبا أحب الى لأن احلف بغير الله صادقا " الى بيفهم التوحيد بالمعنى الصح السابق بيانه يسهل عليه فهم هذه الكلمة السلفية – كلمة صدرت من عبد الله بن مسعود رضى الله عنه لأن الحلف بغير الله صادق شرك ، أما الحلف بالله كاذبا هو كبيرة معصية يعنى ، لذلك دار الأمر عنده بين أن يحلف بالله كاذبا وبين أن يحلف بغير الله صادقا ،لا بيقول لك الحلف بالله كاذبا أهون عنده من يحلف ان بغير الله صادقا ذلك لأنه شرك وقد قال عليه السلام ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) فيه من هذا النوع أيضا أشياء كثيرة - بس ما أدرى هل عندكم مثله ؟ ربما لأن البلاد قريبة بعضها من بعض - وأنا لسه ما تعودت على اللهجة الأردنية هنا ، عندنا فى بلدنا بيقول واحد بعد أن يكلفه بعمل وبينفصل أحدهما عن التانى بيقوله " ترى مالى غير الله وأنت " فيه عنكم هيك تعبير أنتم ؟؟ أحد الطلبة :" أعتمد على الله وعليك" ، الشيخ : هيك كمان موجود عندنا ، هذا كله من نوع الشرك ، جاء فى الحديث الصحيح أن النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم خطب فى الصحابة يوما فقام رجل من الصحابة فقال ماشاء الله وشئت يارسول الله ، قال : أجعلتنى لله ندا ، قل ما شاء الله وحده ) لكن انا ما بستغرب أن اليوم نقول نحنا ماشاء الله وشاء فلان وما يقول ماشاء الله وحده ، أو كما فى الرواية الأخرى بيقول ماشاء الله وشاء فلان ما بيقول ماشاء الله ثم شاء فلان ، لأنه نحن عرب اسما لكن أعاجم فعلا ، بعد ما عرفنا لغتنا العربية الأصيلة نسيناها ، مين من عامة الناس بيفرق بين ماشاء الله و فلان وماشاء الله ثم فلان ، ثم هاى بيفيد مرتبة تانية ، اما الواو لمطلق الجمع ، لذلك أنكر الرسول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم على ذاك الرجل لما قال :ما شاء الله وشئت يا رسول الله ، قال : أجعلتنى لله ندا ، قل ما شاء الله وحده ) وفى الرواية الأخرى ( قل ماشاء الله ثم شئت ) فيه حديث أخر عجيب يأتى رجل من الصحابة الى رسول الله يقول : يارسول الله رأيت البارحة فى المنام بينما أنا أمشى فى طريق من طرق المدينة ، لقيت رجلا من اليهود ، فقلت له : يافلان نعم القوم أنتم معشر يهود لولا انكم تشركون بالله ، تقولون عزير ابن الله، بيقول الصحابى : فقال لى فى المنام : ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون ماشاء الله وشاء محمد ، ثم تابع طريقه فلقى رجلا من النصارى فقال له : نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله فتقولون عيسى ابن الله ، فقال له النصرانى : ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون ماشاء الله وشاء محمد ، فقال له رسول الله : هذه رؤيا فهل قصصتها على أحد ؟ قال : لا ، فصعد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم المنبر وجمع الصحابة ، فقال لهم : لقد كنت أسمع منكم كلمة تقولونها فأستحى منكم ، فلا يقولن أحدكم ماشاء الله وشاء محمد ، ولكن ليقل ماشاء الله وحده ، كل هذه الأشياء داخلة ليس فى شرك الربوبية ولا هو فى شرك العبادة وإنما هو شرك الصفات . ليه ؟؟ عادة الإنسان الفطرى يحلف بشىء حقير عنده ولا بشىء جليل ؟؟ لا شك بشىء جليل ، المفروض أن المسلم أجل شىء وأعظم شىء عنده هو الله تبارك وتعالى ، فلما بيعرض عن الحلف به والإستعانة به الى الحلف بعبد من عباد الله ليكن أبوه أو جده ، شيخه ، أستاذه ، الخ ، معناها عظم هذا المخلوق دون الخالق فأشرك فى الصفة ، هذه دقائق ما يتعلق بعلم التوحيد وأكثر الناس غافلون، لذلك يُجمع علماء المسلمين قاطبة أن الأنبياء والرسل أول ما بعثوا بعثوا {أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} ، هذه آية فى القرآن تعرفونها كلكم {أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} ، نادر جدا جدا أن يتعرض ربنا عز وجل لمعالجة موضوع إثبات الرب كخالق يعنى ، لأن الناس بفطرتهم يؤمنون ، ولذلك لا تجدون أهل الأرض كلهم كالمشركين ، يؤمنون بخالق لكن يشركون بقى فى نوع من الشركيات التى ذكرنا انفا . * ولذلك القرآن نادرا جدا ما عالج موضوع إثبات كونه موجود وكونه خالق ، لكن كثيرا وكثيرا جدا عالج ناحية توحيد العبادة ، كمثل الآية السابقة، الطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله والعبادات أنواع ، وأنواع كثيرة ، ونرى أن نكتفى الأن لأنى أرى النعاس بدأ يداعب بعض الأجفان ، ولذا بدنا نصلى .
أخر : سؤالى عن الأولياء الشيخ : عفوا ، بقى كلمة حول الأولياء والصالحين فعلا ، كثير من المسلمين اليوم ليس فقط فى مصر كما أشرت حتى فى سوريا وربما هنا فيه مقامات يدعى أن مدفون فيها أولياء وصالحين ، فيُقصدون بقصد قضاء الحوائج ، ويتبركوا ، بيأخدوا الخرا عشان الولى يتذكره عند ربه ويطلب منه الحاجة ويقضى له إيها ، هذه كلها تنافى الكلمة الطيبة لا إله إلا الله لآن معنى لا إله إلا الله لامعبود بحق فى الوجود إلا الله ، المسلم حينما يأتى يزور القبر ويطلب منه المدد ويطلب منه المعونة والشفاء ونحو ذلك هذه كلها شركيات ووثنيات يحاربها النجديون أشد محاربة لأن كتاب الله قام على ذلك. *
من الحقائق العلمية التى يغفل عنها المسلمون اليوم إلا القليل منهم أننا نجهل ما الشرك الذى كان فيه المشركون الذين بعث اليهم الرسول مباشرة فقاتلوه وقاتلهم ايش هو شركهم ؟ يتوهم الكثير أن هؤلاء كانوا ينكرون وجود الله هذا فقط ، هم كانوا يؤمنون بوجود الله تبارك تعالى لأن صريح القرآن يقول: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} يصرحون بأن الخالق واحد لا شريك له ، وهذه آية من آيات كثيرة تحكى عنهم بأن الخالق واحد ، إذن ماهو كفرهم ؟
قال تعالى فى الآية الأخرى : {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} فإذن هم غايتهم الله ، وحينما اتخذوا الألهة من دون الله جعلوها وسيلة توصلهم وتقربهم الى الله تبارك وتعالى ، فمن الجهل الفاحش المقيت أن المسلمين يظنون أن الرسول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم كان الخلاف بينه وبين المشركين أنهم كانوا ينكرون وجود الله ، لا ابدا ، وإنما كانوا ينكرون ألوهية الله ، ليس ربوبية الله ، ماكانوا يؤمنون بالوحدانية .
لأن التوحيد عند أهل العلم ثلاث أقسام : 1-توحيد الربوبية. 2- توحيد الألوهية وبعضهم يعبر بتوحيد العبادة وهذا أوضح بالنسبة لعامة الناس. 3- توحيد الأسماء والصفات فإن توفرت فى عقيدة مسلم فهو موحد حقا وهو الفاهم لمعنى لا اله الا الله {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ} فمن أمن بالتوحيد الاول ، والمعنى بتوحيد الربوبية يعنى توحيد الخالقية ، يعنى مافى خالق مع الله ، كما سمعتم انفا نص القرآن حكاية عن المشركين ، {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} بيقولوا العزى ومناة الثالثة ؟ لا الخالق واحد عندهم لذلك كان من ضلالهم فى تلبيتهم حول بيت ربهم يقولون : لبيك لا شريك لك إلا شريكا تملكه وما ملك ، شوف الضلال هذا ، تملكه وما ملك شو ها الشريك هذا ؟ هذا الشريك فى العبادة أى أنهم كانوا يعبدون غير الله ، {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} يعترفون ويصرحون أنهم يعبدون هؤلاء الأولياء والصالحين ، لكن لماذا ؟ لأنهم يستحقون العبادة من دون الله !!؟ لا ، {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} إذن هادول كفروا بتوحيد العبادة القسم الثانى ، ما أمنوا لأنهم عم يعبدوا غير الله ، وهذا فى صريح القرآن يا أخوانا {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} شو معنى الآية ؟ فيه هنا طى من الكلام ، إذا قيل لهم لماذا تعبدونهم ؟ قالوا لا نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى . إذن شرك المشركين ليس هو جحدهم وإنكارهم توحيد الربوبية ، توحيد الخالقية ، وإنما هو توحيد العبادة توحيد الألوهية ، لذلك القرآن {وإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} {قالوا َأجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِد} * كثير منا الى اليوم يفهمون الإله بمعنى الرب ، وهذا خطأ فاحش لغة وشرعا ، لأن الكافر المشرك من أى نوع كان ، من أى ملة كان ، إذا قال لا رب إلا الله لم يصبح مسلما ، وإنما إذا قال لا إله إلا الله يصبح مسلما ، وإذا قال لا إله إلا الله بمفهوم لا رب إلا الله لم يصر مؤمنا ، فيه إسلام ، فيه إيمان ، الإسلام ينجى المسلم من أن يدان فى الدنيا - أن يعامل معاملة الكفار - أما بيكون فيه حكم إسلامى فيه أهل ذمة ، وأهل الذمة لهم الحق يعيشوا تحت راية الإسلام وأحكام الإسلام ودمائهم محترمة وأموالهم ونسائهم تماما لأنهم عايشين تحت نظام الإسلام ، لكن هادول يوم الله ماهم ناجين لأنهم مشركون ، فهذا المشرك إذا قال لا رب إلا الله لا يصبح مسلما له مالنا وعليه ما علينا حتى يقول لا إله إلا الله ، إذا قال لا إله إلا الله صار مسلم ، لكن إذا قال لا إله إلا الله بمعنى لا رب إلا الله ، لم يصبح مؤمنا ، يعنى لا ينجو عند الله يوم القيامة لماذا ؟ لأنه ما زاد إلا أن ضل على شركه الأول ، لأن المشركين كانوا يؤمنون بخالق الكون ، وهو يقول لا رب إلا الله فهو مؤمن والمشركين كانوا مؤمنين بأن الله هو الرب الخالق الواحد ، وماذا طلب منهم رسول الله ؟ أن يعبدوا الله وحده لا شريك له وهم بإعتبارهم عرب لما يقول لهم قولوا لا إله إلا الله يستكبرون بصريح القرآن {وإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} ليه؟؟، لأننا بدنا نخالف أبائنا وأجدادنا !؟هكذا وجدنا أبائنا على أمة ، ولذلك قالوا متعجبين َأجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِد ! ماقالوا أجعل الرب ربا واحد يا اخوانا ؟ بل كانوا يؤمنون بالرب الواحد ، لكن ماكانوا يؤمنون بالألة الواحد ، وأظن الأن وضح لكم المقصود بالإلة الواحد : المعبود الواحد ، ما كانوا يؤمنون بالمعبود الواحد ، كانوا يعبدون مع الله ألهة أخرى ويصرحون بقولهم السابق الذكر {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} فإذن توحيد الربوبية وحده لا يكفى ولا ينجى ، لأن المشركين كانوا يؤمنون بهذا التوحيد ، وإنما كان كفرهم بتوحيد العبادة أو توحيد الألوهية وهو شىء واحد ، أما توحيد الأسماء والصفات فهذا أبعد عن العرب ، لأنهم كانوا يعيشون فى الجاهلية ، كثير من المسلمين اليوم - الى ما درسوا التوحيد تلك الدراسة الدقيقة - يقعون فى هذه الإشكالات فيقول لا إله إلا الله أى لا رب إلا الله ، هذا التفسير قاصر خاطىء لا ينجو به المسلم من عذاب الله ، ولا تشمله المغفرة فى الآية السابقة : {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ.. } *
فإذن كما أن التوحيد ثلاثة أنواع ، فالشرك أيضا ثلاثة أنواع ، كل توحيد من هذه التوحيدات الثلاث يقابله شرك : توحيد الربوبية ينافيه نفى الخالقية .
كما هو مذهب الدهريين والشيوعيين وأمثالهم .
2- توحيد العبادة يقول به كل من يؤمن بالخالق لكن لا يؤمن بالإسلام ، لأنه الإسلام هو اللى وضح هذه العقيدة ، عقيدة التوحيد بهذه الحقائق الثلاثة.
3- الذى يؤمن بأن الله رب واحد لا خالق معه، ويؤمن بأنه لا يستحق العبادة معه سواه ، ولا يعبد معه غيره بأى نوع من أنواع العبادة يبقى القسم الثالث وهو توحيد الأسماء والصفات طالب : النافع والضار الشيخ : هذا من الصفات طبعا ، لكن احنا بنجيب أمثلة واقعية ، اليوم لو أخذت اى مسلم بيقول لك الله هو النافع والضار ، لكن شو رأيك بمن يأتى اليه شخص ويطالبه بحق عليه ، والحق هو فى قراره نفسه هو ما بيجحده لكن بدو يأكله ، يقول له صاحب الحق إحلف بالله إنى انا مالى عليك حق ، بيحلف فى بالله كاذبا ، عندنا فى الشام بيقول الواحد للتانى " تعال أحلف عند السوجى " ما بيحلف هذا شو بيدلنا ؟ هذا بيدلنا ان هذا مش مؤمن بتوحيد الصفات ، يعنى ربنا قال: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} فالذى ينبغى أن يُخشى ويُخاف منه هو الله وحده لا شريك له ، فما بالك هذا المدين المنكر للحق الذى عليه يحلف بالله كاذبا ولا يخافه ، ولو طلب منه يحلف بالسوجى الموصوف عندنا ببطاح الجمل عنده سلطة بيتصرف فى الكون، بيبطح الجمال قوية ، ما بيحلف لأنه بيخاف أنه يجى بالليل يبطحه ، هو دى طريقته ، هذا معناه ما وحد الله فى الخوف من الله ، لا يخشى إلا الله ، وهذا له أمثلة وأمثلة كثيرة ، فلنأتى الأن بالمثال الواقعى طالب : ممكن يحلف عند النبى شعيب ، أو يعمل الشيخ : المقام كتير ، هذا كله لإلقاء الرهبة فى قلوب الناس الطالب : هذا من الشرك ؟ الشيخ : هذا كله من الشرك ، بارك الله فيك ، هذا مش شرك الربوبية ولا شرك العبادة وإنما هو شرك الصفات ، بدنا نجيب لك الأن مثال مزدوج الضلال فيه ، اولا : شرك الصفات ومصيبة أخرى التبرك بهذا الشرك ، أظن انكم جميعا لعلكم تسمعون بالإمام البوصيرى الذى له قصيدة "البردى" فى مدح الرسول عليه السلام مما جاء فى شعره فى مدحه لنبيه عليه السلام قوله :
فإن من جودك الدنيا ودرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
سمعتوا هذا بلا شك ما أول مرة عم تسمعوه ، هذا بعد ما نعرف أنواع التوحيدات الثلاثة وما يقابلها من أنواع الشركيات الثلاثة ، حينئذ نعرف أن هذا الكلام شرك فى الصفات ، ليه ؟ لان ربنا عز وجل فى اكثر من آية يصف نفسه بأنه واحد فى العلم بالغيب ، فهو يقول : {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ} ,ويقول {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} نفى متبع بالإثبات الى بيفيد ايش ؟ الحصر ، {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} كيف هذا بيقول
من جودك الدنيا وزرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
وفى الحديث الصحيح : ( أول ما خلق الله القلم فقال له أكتب ، قال : ما أكتب ؟ قال له : أكتب ما هو كائن الى يوم القيامة ) إذا كان الرسول يعلم ما هو كائن الى يوم القيامة صار شريك مع الله فى علمه الغيب ، ونحن عم نقرأ فى القرآن {لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} لكن لم يقف صاحبنا البويصرى عند هذا ، بل قال هذا من بعض علمه عليه السلام ، لأن هذه من تبعيضيه عند النحويين ، فإن من جودك الدنيا ما قال فإن جودك الدنيا ودرتها وعلمك، قال فإن من جودك ودرتها ومن علمك، هذا الشرك فى الصفات ورفع الرسول عليه السلام الى مقام الإلة فى الصفة ، فى العلم بالغيب ، وهذا كفر بالقرآن ، فما بالك ونحنا بنحط المشربية فيها ماء وبنقرأ عليها البردة هاذى وفيها مثل هذا الشرك عشان نداوى فيها مرضانا ، هذا بيمرض المريض بزيادة ، ما يشفى لأن هذا طرح روح عليه الشرك والضلال لو كانوا يعلمون . لذلك الحقيقة شرح التوحيد ها الى هو مداره كله حول الكلمة الطيبة لذلك قال عليه السلام : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله) ، فهذه الكلمة حين تفهم فهما صحيحا بهذه المعانى التلاتة المقابلة لمعانى تلاتة أخرى ، هذا الذى تشمله الأحاديث المبشرة والمرغبة على القول بالكلمة الطيبة كمثل قوله عليه السلام ( من قال لا اله الا الله دخل الجنة ) ، قال لا اله إلا الله بمعنى لا رب إلا الله دخل النار مش الجنة ، قال لا اله إلا الله بالمفهوم الصحيح للعبادة والألوهية والربوبية مع منافاته وإبتعاده عن الشركيات والوثنيات ، وخلينا هنا ندخل كمان بواقع تانى - وإن كان دون الأول - الأول شرك صريح ، شو رأيكم بعالمنا الإسلامى اليوم ؟ يحلفون الكبير والصغير بغير الله عز وجل ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) كم وكم من الناس هذا الى بيحلف برأسه والى بيحلف بشواربه - ويمكن ماله شوارب الى أخره - هذه كله شركيات ، لا يأبهون لها إطلاقاً ، نحن نذكر، الناس فى غفلة ، يعنى أحسن منها غفلة أهل الكهف ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعة لماذا ؟ ما فى مذكر ما فى معلم خاصة حول ما بتعلق بالتوحيد ، فمثل الحلف هذا يجب على المسلمين ينتهوا منه ، ما يحلفون إلا بالله لأنه الأمر كما قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه – شوفوا السلف كيف كان فهمهم قال " لإن أحلف بالله كاذبا أحب إلي لأن احلف بغير الله صادقا " تـُرى ما معنى هذا الكلام ؟؟ الكذب هو كبيرة من الكبائر ، الكذب بصورة عامة ، لكن هو يحلف كاذبا بالله هذا أكبر وأكبر ،مع ذلك يقول " لإن أحلف بالله كاذبا أحب الى لأن احلف بغير الله صادقا " الى بيفهم التوحيد بالمعنى الصح السابق بيانه يسهل عليه فهم هذه الكلمة السلفية – كلمة صدرت من عبد الله بن مسعود رضى الله عنه لأن الحلف بغير الله صادق شرك ، أما الحلف بالله كاذبا هو كبيرة معصية يعنى ، لذلك دار الأمر عنده بين أن يحلف بالله كاذبا وبين أن يحلف بغير الله صادقا ،لا بيقول لك الحلف بالله كاذبا أهون عنده من يحلف ان بغير الله صادقا ذلك لأنه شرك وقد قال عليه السلام ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) فيه من هذا النوع أيضا أشياء كثيرة - بس ما أدرى هل عندكم مثله ؟ ربما لأن البلاد قريبة بعضها من بعض - وأنا لسه ما تعودت على اللهجة الأردنية هنا ، عندنا فى بلدنا بيقول واحد بعد أن يكلفه بعمل وبينفصل أحدهما عن التانى بيقوله " ترى مالى غير الله وأنت " فيه عنكم هيك تعبير أنتم ؟؟ أحد الطلبة :" أعتمد على الله وعليك" ، الشيخ : هيك كمان موجود عندنا ، هذا كله من نوع الشرك ، جاء فى الحديث الصحيح أن النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم خطب فى الصحابة يوما فقام رجل من الصحابة فقال ماشاء الله وشئت يارسول الله ، قال : أجعلتنى لله ندا ، قل ما شاء الله وحده ) لكن انا ما بستغرب أن اليوم نقول نحنا ماشاء الله وشاء فلان وما يقول ماشاء الله وحده ، أو كما فى الرواية الأخرى بيقول ماشاء الله وشاء فلان ما بيقول ماشاء الله ثم شاء فلان ، لأنه نحن عرب اسما لكن أعاجم فعلا ، بعد ما عرفنا لغتنا العربية الأصيلة نسيناها ، مين من عامة الناس بيفرق بين ماشاء الله و فلان وماشاء الله ثم فلان ، ثم هاى بيفيد مرتبة تانية ، اما الواو لمطلق الجمع ، لذلك أنكر الرسول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم على ذاك الرجل لما قال :ما شاء الله وشئت يا رسول الله ، قال : أجعلتنى لله ندا ، قل ما شاء الله وحده ) وفى الرواية الأخرى ( قل ماشاء الله ثم شئت ) فيه حديث أخر عجيب يأتى رجل من الصحابة الى رسول الله يقول : يارسول الله رأيت البارحة فى المنام بينما أنا أمشى فى طريق من طرق المدينة ، لقيت رجلا من اليهود ، فقلت له : يافلان نعم القوم أنتم معشر يهود لولا انكم تشركون بالله ، تقولون عزير ابن الله، بيقول الصحابى : فقال لى فى المنام : ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون ماشاء الله وشاء محمد ، ثم تابع طريقه فلقى رجلا من النصارى فقال له : نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله فتقولون عيسى ابن الله ، فقال له النصرانى : ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون ماشاء الله وشاء محمد ، فقال له رسول الله : هذه رؤيا فهل قصصتها على أحد ؟ قال : لا ، فصعد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم المنبر وجمع الصحابة ، فقال لهم : لقد كنت أسمع منكم كلمة تقولونها فأستحى منكم ، فلا يقولن أحدكم ماشاء الله وشاء محمد ، ولكن ليقل ماشاء الله وحده ، كل هذه الأشياء داخلة ليس فى شرك الربوبية ولا هو فى شرك العبادة وإنما هو شرك الصفات . ليه ؟؟ عادة الإنسان الفطرى يحلف بشىء حقير عنده ولا بشىء جليل ؟؟ لا شك بشىء جليل ، المفروض أن المسلم أجل شىء وأعظم شىء عنده هو الله تبارك وتعالى ، فلما بيعرض عن الحلف به والإستعانة به الى الحلف بعبد من عباد الله ليكن أبوه أو جده ، شيخه ، أستاذه ، الخ ، معناها عظم هذا المخلوق دون الخالق فأشرك فى الصفة ، هذه دقائق ما يتعلق بعلم التوحيد وأكثر الناس غافلون، لذلك يُجمع علماء المسلمين قاطبة أن الأنبياء والرسل أول ما بعثوا بعثوا {أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} ، هذه آية فى القرآن تعرفونها كلكم {أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} ، نادر جدا جدا أن يتعرض ربنا عز وجل لمعالجة موضوع إثبات الرب كخالق يعنى ، لأن الناس بفطرتهم يؤمنون ، ولذلك لا تجدون أهل الأرض كلهم كالمشركين ، يؤمنون بخالق لكن يشركون بقى فى نوع من الشركيات التى ذكرنا انفا . * ولذلك القرآن نادرا جدا ما عالج موضوع إثبات كونه موجود وكونه خالق ، لكن كثيرا وكثيرا جدا عالج ناحية توحيد العبادة ، كمثل الآية السابقة، الطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله والعبادات أنواع ، وأنواع كثيرة ، ونرى أن نكتفى الأن لأنى أرى النعاس بدأ يداعب بعض الأجفان ، ولذا بدنا نصلى .