بيان تحريم تهنئة الكفار على أعيادهم الدينية
التحذير من التشبّه بالكافرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتَّقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الإسلام، تلك النعمة التي لا يعدلها نعمة، تلك النعمة التي ضلَّ عنها أكثر الناس وهداكم الله تعالى إليها، تلك النعمة التي عشتم عليها وعاش عليها آباؤكم وأجدادكم، فلم يجرِ على هذه البلاد - ولله الحمد - استعمار مستعمر جاسَ خلال الديار بجنوده وعتاده، فخرّب الديار وأفسد الأديان والأفكار .
اشكروا الله على هذه النعمة وحافظوا عليها، واسألوا الله تعالى الثبات عليها، وإياكم أن تتعرضوا لِما يزيلها ويسلبها عنكم فتخسروا دنياكم وأخراكم . أيها المسلمون، إن دينكم - دين الإسلام - منذ بزغت شمسه وتألّق نجمه وأعداؤه الذين هم أعداؤكم يحاولون القضاء عليه بكل ما يستطيعون من قوّة ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة: 32]، إنهم يريدون منكم أن تكونوا كفارًا كما كانوا كفارًا كما قال عزَّ وجل: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء﴾ [النساء: 89] . فلقد حاول هؤلاء الأعداء أن يقضوا على الدين الإسلامي في عهد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ثم في عهد الخلفاء الراشدين ثم في العصور التالية إلى وقتنا هذا بالسلاح الذي يرونه مُناسبًا لهم فكريًّا كان أم خُلقيًّا، اقتصاديًّا كان أم عسكريًّا، ولسنا نجازف حينما نقول ذلك ولسنا نتخرّص ولكن نقول ذلك بشهادة الله عزَّ وجل، بوحْيه الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وبقدَرِه الذي أثبته التاريخ .
وإن هذه المحاولة للقضاء على دينكم - دين الإسلام - ليست من صنف واحد من أصناف الكفرة بل من كل الأصناف: من المشركين، من اليهود، من النصارى، من المنافقين، من الملحدين، من سائر الكفار، واسمعوا قول الله - عزَّ وجل - عن المشركين: ﴿وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 217]، واسمعوا ما قال الله عن اليهود والنصارى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾ [البقرة: 120] .
وكانوا - أعني: اليهود والنصارى - يدعوننا إلى ملّتهم ويُموِّهون فيها علينا ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [البقرة: 135]، واسمعوا قول الله - عزَّ وجل - عن المنافقين: ﴿فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً(88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء﴾ [النساء: 88-89]، واسمعوا ما قال الله عن سائر الكافرين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ(149) بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾ [آل عمران: 149-150] .
أيها المسلمون، هذه شهادة من الله تعالى على أعدائكم بِما يتمنّونه لكم ويُريدونه منكم ويدعونكم إليه من صدّكم عن دينكم وموافقتهم على كفرهم، أيُّ شهادة - بالله عليكم - أكبر وأعظم من شهادة الله ؟ أيُّ شهادة أصدق من شهادة الله ؟ أيُّ شهادة أرادَ بها الشاهد خيرًا أبلغ من شهادة الله ؟ إن شهادة الله تعالى على هؤلاء شهادة صدق من عالِم بالخفيات ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر: 19]، إنها شهادة من الله الذي يريد لكم الهداية دون الضلال، قال الله عزَّ وجل: ﴿يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم﴾ [النساء: 176] .
أيها المسلمون، اقرؤوا التاريخ؛ فإن التاريخ في ماضيه وحاضره ليُثبت ما قرَّرَهُ الله - عزَّ وجل - في هذه الآيات الكريمة، فإياكم إياكم أن تنخدعوا بِما عليه أعداؤكم من الكفر بالله ورسله وانحلال الأخلاق وفساد الأفكار وإن زيَّنوا ذلك في أعينكم وسهَّلوه في نفوسكم ! ولقد اغترَّ كثير من الناس مِمّن هم سفهاء العقول ضلال الدين، اغتروا بِما عليه هؤلاء الأعداء من القوة المادية فصاروا يداهنونهم ويتودّدون إليهم مع أن الله - عزَّ وجل - قال: ﴿لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَه وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ [المجادلة: 22]، ومن هذا - أي: من التودد لهؤلاء الأعداء الكفار - أن بعض الناس يُهنئ هؤلاء الكفار بأعيادهم الدينية التي يُقيمونها على رأس سنتهم وهذا حرام بالاتفاق، قال ابن القيم - رحمه الله - في كتابه [ أحكام أهل الذمة ]: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل: أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا - والقول لابن القيم رحمه الله - إن سلِم قائله من الكفر فهو من المحرمات؛ أي: أنه يُخشى على مَن هنأهم بأعيادهم الدينية أن يخرج من الإسلام وهو لا يشعر، قال: فهذا إن سلِم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بِمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الزنا؛ يعني: انتهاك الفرج المحرم ونحوه، قال، أعني: - ابن القيم - قال: وكثيرٌ مِمّن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك؛ أي: في تهنئة هؤلاء بأعيادهم - ولا يدري قُبح ما فعل، فمَن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرَّض لمقت الله وسخطه . انتهى كلامه رحمه الله .
أيها المسلمون، إننا مقبلون على رأس سنتهم - أي: سنة الكفار - في آخر هذا الشهر المبارك ولربما يقوم بعض الناس بتهنئتهم تزلّفًا إليهم أو تودّدًا أو مجاملة أو لغير ذلك من الأسباب، فإياكم أن تقوموا بهذا؛ فإن تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية وشعائرهم الدينية تعني إقرارهم والرضاء بِما هم عليه من الكفر بل وإدخال السرور عليهم بِما رضوه لأنفسهم من الكفر بالله ورسله وهذا خطر عظيم وإن كان المهنئ لهم لا يرضى أن يكون على ملّتهم ولكنّ الرضى بكفر الغير رضًى بِما لا يرضاه الله عزَّ وجل؛ فإن الله لا يرضى بدين سوى دين الإسلام كما قال الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً﴾ [المائدة: 3]، وقال الله عزَّ وجل: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]، وقال تعالى: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُم﴾ [الزمر: 7]، فكيف يرضى المؤمن بدين أو بشعائر دين لا يرضاه الله عزَّ وجل ؟ كيف يدخل السرور على قوم إذا أقاموا شعائر دين لا يرضاه الله عزَّ وجل ؟ هل هذا لائق بالمسلم؟ إنه لا يليق أبدًا أن نهنئ هؤلاء بأعيادهم الدينية وإذا كان تهنئتنا إياهم بأعيادهم الدينية حرامًا فإنهم لو هنَّؤونا هم بها فإننا لا نجيبهم، يعني: لو قالوا: نهنئك برأس السنة فلا تجبهم؛ لأنها ليست بأعياد لنا؛ ولأنها أعياد لا يرضاها الله - عزَّ وجل - حتى لو كتب لك التهنئة بكتاب أو برقية أو مهاتفة فلا تجبه؛ لأنك إذا أجبته فقد رضيت بهذا الدين الذي لا يرضاه الله عزَّ وجل؛ فإنها أعياد غير شرعية فهي إما بدعيّة في دينهم لم يشرعها الله أصلاً وإما مشروعة في دينهم لكن نُسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمدًا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلى جميع الناس وفرض عليهم اتّباعه وقال عنه: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ [آل عمران: 85]،
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة- يعني: أمة الدعوة -يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار»(1) رواه مسلم في صحيحه .
ولا يحل للمسلم أن يُجيب دعوتهم إلى حضور هذه الأعياد؛ لأن حضور هذه الأعياد أعظم من تهنئتهم بها؛ لأن ذلك مشاركة لهم فيها، ولا يحل للمسلم أن يتشبّه بهم بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو تعطيل الأعمال أو تنزيل قِيَم السلع أو غير ذلك مما يُعد نوعًا من الفرح لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَن تشبَّه بقوم فهو منهم»(2)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «أقلُّ أحوال هذا الحديث التحريم»، أي: أن التشبه بالكفار حرام «وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم»، وقال رحمه الله: «مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بِما هم عليه من الباطل وربَّما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء» انتهى كلامه رحمه الله .
فمَن فعل شيئًا من ذلك - أي: هنأهم أو قبل هديتهم بهذه المناسبة أو أهدى إليهم أو تشبَّه بهم - فهو آثم سواء فعله توددًا أو مجاملة أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية الكفار واعتزازهم واغترارهم بدينهم .
فاحذر أيها المسلم، احذر ما حذّرك الله ورسوله منه، واتَّقِ ربك إن كنت تريد الفلاح، واتَّقِ النار فإنها أُعدت للكافرين، وأطعِ الله ورسوله إن كنت تريد رحمة الله عزَّ وجل . اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا أن تعزّنا بدينك، اللهم أعزّنا بدينك، اللهم أعزّنا بدينك وأعزّ دينك بنا يا رب العالمين .
اللهم اجعلنا أشداء على الكفار رحماء بيننا يا ذا الجلال والإكرام . اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الخطبة الثانية
الحمد لله، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وأُصلّي وأسلم على محمد رسول الله . أما بعد:
فيا عباد الله، استمعتم إلى قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَن تشبَّه بقوم فهو منهم» وفي معنى قوله: «فهو منهم» وجهان:
الوجه الأول: ما ذكره كثير من العلماء أن من تشبَّه بهم في الظاهر أدّى ذلك إلى تشبهه بهم في الباطن؛ أي: في العقيدة والدين، فيكون المعنى: أن مَن تشبَّه بهم ظاهرًا كان ذلك قائدًا له إلى أن يتشبَّه بهم في الباطن فيكفر كما كفروا والعياذ بالله .
المعنى الثاني: أن مَن تشبَّه بهم في الظاهر كان منهم فيما تشبّه بهم فيه دون غيره من خصال الإسلام؛ وعلى كل حال فإن المسلم لا يرضى أبدًا أن يتشبَّه بقوم في ضلالتهم على كل حال بل يحمد الله أن عافاه من هذه الضلالة ويتجنّب ما هم عليه من الكفر .
يُطنطنُ بعض سفهاء العقول ضعيفو الدين، يُطنطنون بكلمة «الأديان الثلاثة»، ولا أدري من أين جاؤوا بهذه الكلمة ! أين في الكتاب والسنّة كلمة «الأديان الثلاثة» ؟ إن الدين واحد لا غير وهو دين الإسلام لقول الله عزَّ وجل: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ﴾ [آل عمران: 19]، وهذه الجملة تُفيد الحصر كما هو معروف من اللغة العربية وكما تكلَّم به الأصوليّون والبلاغيّون ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ﴾ [آل عمران: 19]، أي: شيء واحد ليس إلا الإسلام ثم إن الله أكَّد ذلك في آية أخرى فقال: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85] .
إذنْ: لا دين بعد بعثة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - سوى دين واحد هو: دين الإسلام، ولا يمكن أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقرّ بدين اليهود والنصارى؛ لأنه نُسخ، فدين اليهود نُسخ بدين النصارى ودين النصارى واليهود نُسخ بدين الإسلام، فكيف يليق بمسلم أن يقول: إن الأديان ثلاثة ؟ ! ومن أجل هذه المقولة البدعية الكاذبة صار بعض مَن هم أسفه من هؤلاء يُطنطن ويُدندن ويحوم حول توحيد الأديان الثلاثة حتى قيل: إن بعض الناس طبع في مجلد واحد القرآن والإنجيل والتوراة - قاتله الله - كيف يجمع بين حق وباطل في مجلد واحد ؟ كيف يغرّ المسلمين ويغرّ غير المسلمين أيضًا ؟ إن هؤلاء إذا قيل لهم: إنكم على دين بقوا على دينهم وحاولوا بكل ما يستطيعون أن يصرفوا المسلمون عن دينهم إلى دينهم الذي شهدَ له هذا وأمثاله بأنه حق . وإني أقول مِنْ هذا المكان: كل إنسان يدَّعي أن دينًا غير دين الإسلام بعد بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - دين مقبول عند الله فإنه كافر مرتدّ عن دين الإسلام؛ لأنه كذَّب الله - عزَّ وجل - في قوله: ﴿إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلامُ﴾ [آل عمران: 19]، وفي قوله: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ [آل عمران: 85] .
إذنْ: لا يُمكن أبدًا بحال من الأحوال أن نجتمع مع اليهود والنصارى على دين إلا إذا أمكن اجتماع جمر الغضا في الماء البارد وهذا شيء مستحيل، ولا يمكن أبدًا أن نُقرّ بأنهم على دين بل كما سمعتم عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - «أنه ما من يهودي ولا نصراني يسمع بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ثم يموت ولم يؤمن بِما جاء به إلا كان من أصحاب النار»(3) وتأمّل قوله: «يسمع»؛ حيث علَّق الحكم بالسماع؛ لأن الواجب عليهم إذا سمعوا عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أن يؤمنوا به؛ فإنهم يعرفون النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يعرفون أبناءهم ولكنهم استكبروا وعاندوا .
أيها الإخوة، إياكم أن تلينوا مع قوم قال الله فيهم: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [التوبة: 73]، لا تنخدعوا بِما فتح الله عليهم من خزائن الدنيا وما علّمهم من الصنائع . عليكم بدين الإسلام، تمسّكوا به عقيدة وقولاً وعملاً، فعلاً وتركًا، وبذلك تسودون العالم كما ساده أسلافكم . إياكم أن تنجرفوا وراء الأهواء التي ليس لها أساس من دين الله عزَّ وجل ! اسمع كلام اليهود والنصارى بعضهم لبعض، قالت ﴿الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ﴾ [البقرة: 113]، ونحن نقول: ليست اليهود على شيء ولا النصارى على شيء وإنَّما الدين دين الإسلام فقط . إذنْ: يجب أن نحذر من كلمة: الأديان ثلاثة، لماذا ؟ لأنها لم تذكر في القرآن ولا في السُّنة ولا في كلام السلف والأديان السابقة لدين الإسلام كلها منسوخة ليست دينًا، دين اليهود نُسخ بدين النصارى؛ لأن عيسى بن مريم بُعث بعد موسى فنسخت شريعته شريعةَ موسى على أنه عليه الصلاة والسلام لم يأتِ بكثير ودين النصارى واليهود نُسخ بدين الإسلام، هذه هي الحقيقة الواقعة التي يجب علينا أن نؤمن بها وألا تلين غصونُنا لمثل هذه الدعاوي الباطلة . ولا يضرّنا أن نذكِّر بِما فعل اليهود مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حين نقضوا العهد أو أن نذكِّر بِما فعل النصارى في الحروب الصليبية وغيرها وبِما فعلوا أخيرًا في البوسنة والهرسك وبِما يفعلون الآن في الشيشان؛ لأن الروس ليسوا كلهم شيوعيِّين بل منهم نصارى حاقدون على الإسلام كما يحقد الشيوعيّون .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تُعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن . واعلموا «أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة - يعني: في دين الله - بدعة، وكل بدعة ضلالة، فعليكم بالجماعة»، اجتمعوا على دين الله ولا تتفرّقوا فيه، وإن اختلفتم في بعض الأمور الفقهية فإن ذلك لا يجوز أن يكون سببًا لاختلاف القلوب والتحزّب بعضكم على بعض، وأكْثروا من الصلاة والسلام على نبيّكم محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يُعظم الله لكم بها أجرًا؛ فإن حقه علينا واللهِ أعظم من حقوق الوالدين، لا حق بعد حق المولى - عزَّ وجل - أحق من حق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأن الله تعالى هدانا به من الضلالة وجمعنا به بعد الفرقة وأرشدنا بعد الغي بهذا النبي الكريم .
أسأل الله تعالى أن يُصلى ويُسلم عليه، وأسأل الله تعالى أن يوردنا حوضه فنشرب منه، وأسأله تعالى أن يكون شافعًا لنا يوم القيامة، وأسأله تبارك وتعالى أن يجمعنا به وبإخوانه من النبيين، وبالصديقين، والشهداء، والصالحين في جنات النعيم؛ إنه على كل شيء قدير .
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين وعن صحابته أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم اجعلنا من التابعين لهم بإحسان يا رب العالمين، اللهم ثبِّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم إنا نسألك أن تنجي إخواننا في الشيشان من القوم الظالمين، اللهم ارزقهم الصبر والثبات والنصر العاجل يا أرحم الراحمين، اللهم أنْزِل بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين على أولئك الظالمين الملحدين من الروس يا رب العالمين .
اللهم فرِّق جمعهم، اللهم شتِّت شملهم، اللهم ارزقهم بعد العزّ ذلاً وبعد القوة ضعفًا وبعد الغنى فقرًا وبعد الاجتماع تفرّقًا وبعد المودّة والمحبة عداوةً وبغضًا؛ إنك على كل شيء قدير .
اللهم صلِّ وسلم وبارِك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
يكثر السؤال في هذه الأيام عن بعض الأئمة في صلاة التراويح أنه يقوم إلى الركعة الثالثة ناسيًا ويُنبّهه بعض الجماعة ولكنه لا يرجع، وإذا كان يريد أن تصح صلاته فلْيرجع ولو كان قد قرأ، قال الإمام أحمد رحمه الله: «مَن قام إلى ثالثة في صلاة الليل فكأنما قام إلى ثالثة في صلاة الفجر»، ومن المعلوم أن الإنسان إذا قام إلى ثالثة في صلاة الفجر وتذكَّر أو ذُكِّر وجب عليه الرجوع حتى لو كان قد أكمل الفاتحة . فعلى هؤلاء الأئمة إذا ذكِّروا حين يقومون إلى الثالثة أن يرجعوا ويتشهدوا ويسلّموا ويسجدوا للسهو سجدتين بعد السلام .
أحببت أن أُنبِّه على هذا لكثرة السؤال عنه، وإنني أرجو من إخواني الأئمة أن يحرصوا على تعلّم أحكام الصلاة؛ لأنهم مسؤولون والناس يقتدون بهم وإذا فعلوا فعلاً ليسوا على صواب فإن الناس سوف يتخذونه صوابًا؛ لأن الناس خلف الإمام يعتقدون أنه أعلم منهم فإذا فعل شيئًا ليس على صواب اتخذوه صوابًا .
أدعو إخواني مرّة ثانية الأئمة إلى أن يتعلّموا أحكام الصلاة وأحكام صلاة الجماعة؛ حتى يكونوا أئمة حقًّا أئمة في الصلاة وأئمة في الدين .
اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بِما علّمتنا وزدنا علمًا يا رب العالمين .
-----------------------
(1) أخرجه مسلم، في كتاب [الإيمان]، رقم [318]، والإمام أحمد، رقم [7856]، في باقي مسند المكثرين من الصحابة، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- واللفظ لهما، ت ط ع .
(2) أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، رقم [4868] وهذا اللفظ انفرد به على مستوى الكتب التسعة، وأخرجه أبو داوود في سننه، في كتاب [اللباس]، رقم [3512]، من حديث ابن عمر-رضي الله تعالى عنهما- واللفظ له، ت ط ع .
(3) سبق تخريجه في الحديث رقم (1) .
التحذير من التشبّه بالكافرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتَّقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الإسلام، تلك النعمة التي لا يعدلها نعمة، تلك النعمة التي ضلَّ عنها أكثر الناس وهداكم الله تعالى إليها، تلك النعمة التي عشتم عليها وعاش عليها آباؤكم وأجدادكم، فلم يجرِ على هذه البلاد - ولله الحمد - استعمار مستعمر جاسَ خلال الديار بجنوده وعتاده، فخرّب الديار وأفسد الأديان والأفكار .
اشكروا الله على هذه النعمة وحافظوا عليها، واسألوا الله تعالى الثبات عليها، وإياكم أن تتعرضوا لِما يزيلها ويسلبها عنكم فتخسروا دنياكم وأخراكم . أيها المسلمون، إن دينكم - دين الإسلام - منذ بزغت شمسه وتألّق نجمه وأعداؤه الذين هم أعداؤكم يحاولون القضاء عليه بكل ما يستطيعون من قوّة ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة: 32]، إنهم يريدون منكم أن تكونوا كفارًا كما كانوا كفارًا كما قال عزَّ وجل: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء﴾ [النساء: 89] . فلقد حاول هؤلاء الأعداء أن يقضوا على الدين الإسلامي في عهد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ثم في عهد الخلفاء الراشدين ثم في العصور التالية إلى وقتنا هذا بالسلاح الذي يرونه مُناسبًا لهم فكريًّا كان أم خُلقيًّا، اقتصاديًّا كان أم عسكريًّا، ولسنا نجازف حينما نقول ذلك ولسنا نتخرّص ولكن نقول ذلك بشهادة الله عزَّ وجل، بوحْيه الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وبقدَرِه الذي أثبته التاريخ .
وإن هذه المحاولة للقضاء على دينكم - دين الإسلام - ليست من صنف واحد من أصناف الكفرة بل من كل الأصناف: من المشركين، من اليهود، من النصارى، من المنافقين، من الملحدين، من سائر الكفار، واسمعوا قول الله - عزَّ وجل - عن المشركين: ﴿وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 217]، واسمعوا ما قال الله عن اليهود والنصارى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾ [البقرة: 120] .
وكانوا - أعني: اليهود والنصارى - يدعوننا إلى ملّتهم ويُموِّهون فيها علينا ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [البقرة: 135]، واسمعوا قول الله - عزَّ وجل - عن المنافقين: ﴿فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً(88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء﴾ [النساء: 88-89]، واسمعوا ما قال الله عن سائر الكافرين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ(149) بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾ [آل عمران: 149-150] .
أيها المسلمون، هذه شهادة من الله تعالى على أعدائكم بِما يتمنّونه لكم ويُريدونه منكم ويدعونكم إليه من صدّكم عن دينكم وموافقتهم على كفرهم، أيُّ شهادة - بالله عليكم - أكبر وأعظم من شهادة الله ؟ أيُّ شهادة أصدق من شهادة الله ؟ أيُّ شهادة أرادَ بها الشاهد خيرًا أبلغ من شهادة الله ؟ إن شهادة الله تعالى على هؤلاء شهادة صدق من عالِم بالخفيات ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر: 19]، إنها شهادة من الله الذي يريد لكم الهداية دون الضلال، قال الله عزَّ وجل: ﴿يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم﴾ [النساء: 176] .
أيها المسلمون، اقرؤوا التاريخ؛ فإن التاريخ في ماضيه وحاضره ليُثبت ما قرَّرَهُ الله - عزَّ وجل - في هذه الآيات الكريمة، فإياكم إياكم أن تنخدعوا بِما عليه أعداؤكم من الكفر بالله ورسله وانحلال الأخلاق وفساد الأفكار وإن زيَّنوا ذلك في أعينكم وسهَّلوه في نفوسكم ! ولقد اغترَّ كثير من الناس مِمّن هم سفهاء العقول ضلال الدين، اغتروا بِما عليه هؤلاء الأعداء من القوة المادية فصاروا يداهنونهم ويتودّدون إليهم مع أن الله - عزَّ وجل - قال: ﴿لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَه وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ [المجادلة: 22]، ومن هذا - أي: من التودد لهؤلاء الأعداء الكفار - أن بعض الناس يُهنئ هؤلاء الكفار بأعيادهم الدينية التي يُقيمونها على رأس سنتهم وهذا حرام بالاتفاق، قال ابن القيم - رحمه الله - في كتابه [ أحكام أهل الذمة ]: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل: أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا - والقول لابن القيم رحمه الله - إن سلِم قائله من الكفر فهو من المحرمات؛ أي: أنه يُخشى على مَن هنأهم بأعيادهم الدينية أن يخرج من الإسلام وهو لا يشعر، قال: فهذا إن سلِم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بِمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الزنا؛ يعني: انتهاك الفرج المحرم ونحوه، قال، أعني: - ابن القيم - قال: وكثيرٌ مِمّن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك؛ أي: في تهنئة هؤلاء بأعيادهم - ولا يدري قُبح ما فعل، فمَن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرَّض لمقت الله وسخطه . انتهى كلامه رحمه الله .
أيها المسلمون، إننا مقبلون على رأس سنتهم - أي: سنة الكفار - في آخر هذا الشهر المبارك ولربما يقوم بعض الناس بتهنئتهم تزلّفًا إليهم أو تودّدًا أو مجاملة أو لغير ذلك من الأسباب، فإياكم أن تقوموا بهذا؛ فإن تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية وشعائرهم الدينية تعني إقرارهم والرضاء بِما هم عليه من الكفر بل وإدخال السرور عليهم بِما رضوه لأنفسهم من الكفر بالله ورسله وهذا خطر عظيم وإن كان المهنئ لهم لا يرضى أن يكون على ملّتهم ولكنّ الرضى بكفر الغير رضًى بِما لا يرضاه الله عزَّ وجل؛ فإن الله لا يرضى بدين سوى دين الإسلام كما قال الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً﴾ [المائدة: 3]، وقال الله عزَّ وجل: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]، وقال تعالى: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُم﴾ [الزمر: 7]، فكيف يرضى المؤمن بدين أو بشعائر دين لا يرضاه الله عزَّ وجل ؟ كيف يدخل السرور على قوم إذا أقاموا شعائر دين لا يرضاه الله عزَّ وجل ؟ هل هذا لائق بالمسلم؟ إنه لا يليق أبدًا أن نهنئ هؤلاء بأعيادهم الدينية وإذا كان تهنئتنا إياهم بأعيادهم الدينية حرامًا فإنهم لو هنَّؤونا هم بها فإننا لا نجيبهم، يعني: لو قالوا: نهنئك برأس السنة فلا تجبهم؛ لأنها ليست بأعياد لنا؛ ولأنها أعياد لا يرضاها الله - عزَّ وجل - حتى لو كتب لك التهنئة بكتاب أو برقية أو مهاتفة فلا تجبه؛ لأنك إذا أجبته فقد رضيت بهذا الدين الذي لا يرضاه الله عزَّ وجل؛ فإنها أعياد غير شرعية فهي إما بدعيّة في دينهم لم يشرعها الله أصلاً وإما مشروعة في دينهم لكن نُسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمدًا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلى جميع الناس وفرض عليهم اتّباعه وقال عنه: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ [آل عمران: 85]،
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة- يعني: أمة الدعوة -يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار»(1) رواه مسلم في صحيحه .
ولا يحل للمسلم أن يُجيب دعوتهم إلى حضور هذه الأعياد؛ لأن حضور هذه الأعياد أعظم من تهنئتهم بها؛ لأن ذلك مشاركة لهم فيها، ولا يحل للمسلم أن يتشبّه بهم بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو تعطيل الأعمال أو تنزيل قِيَم السلع أو غير ذلك مما يُعد نوعًا من الفرح لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَن تشبَّه بقوم فهو منهم»(2)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «أقلُّ أحوال هذا الحديث التحريم»، أي: أن التشبه بالكفار حرام «وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم»، وقال رحمه الله: «مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بِما هم عليه من الباطل وربَّما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء» انتهى كلامه رحمه الله .
فمَن فعل شيئًا من ذلك - أي: هنأهم أو قبل هديتهم بهذه المناسبة أو أهدى إليهم أو تشبَّه بهم - فهو آثم سواء فعله توددًا أو مجاملة أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية الكفار واعتزازهم واغترارهم بدينهم .
فاحذر أيها المسلم، احذر ما حذّرك الله ورسوله منه، واتَّقِ ربك إن كنت تريد الفلاح، واتَّقِ النار فإنها أُعدت للكافرين، وأطعِ الله ورسوله إن كنت تريد رحمة الله عزَّ وجل . اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا أن تعزّنا بدينك، اللهم أعزّنا بدينك، اللهم أعزّنا بدينك وأعزّ دينك بنا يا رب العالمين .
اللهم اجعلنا أشداء على الكفار رحماء بيننا يا ذا الجلال والإكرام . اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الخطبة الثانية
الحمد لله، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وأُصلّي وأسلم على محمد رسول الله . أما بعد:
فيا عباد الله، استمعتم إلى قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَن تشبَّه بقوم فهو منهم» وفي معنى قوله: «فهو منهم» وجهان:
الوجه الأول: ما ذكره كثير من العلماء أن من تشبَّه بهم في الظاهر أدّى ذلك إلى تشبهه بهم في الباطن؛ أي: في العقيدة والدين، فيكون المعنى: أن مَن تشبَّه بهم ظاهرًا كان ذلك قائدًا له إلى أن يتشبَّه بهم في الباطن فيكفر كما كفروا والعياذ بالله .
المعنى الثاني: أن مَن تشبَّه بهم في الظاهر كان منهم فيما تشبّه بهم فيه دون غيره من خصال الإسلام؛ وعلى كل حال فإن المسلم لا يرضى أبدًا أن يتشبَّه بقوم في ضلالتهم على كل حال بل يحمد الله أن عافاه من هذه الضلالة ويتجنّب ما هم عليه من الكفر .
يُطنطنُ بعض سفهاء العقول ضعيفو الدين، يُطنطنون بكلمة «الأديان الثلاثة»، ولا أدري من أين جاؤوا بهذه الكلمة ! أين في الكتاب والسنّة كلمة «الأديان الثلاثة» ؟ إن الدين واحد لا غير وهو دين الإسلام لقول الله عزَّ وجل: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ﴾ [آل عمران: 19]، وهذه الجملة تُفيد الحصر كما هو معروف من اللغة العربية وكما تكلَّم به الأصوليّون والبلاغيّون ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ﴾ [آل عمران: 19]، أي: شيء واحد ليس إلا الإسلام ثم إن الله أكَّد ذلك في آية أخرى فقال: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85] .
إذنْ: لا دين بعد بعثة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - سوى دين واحد هو: دين الإسلام، ولا يمكن أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقرّ بدين اليهود والنصارى؛ لأنه نُسخ، فدين اليهود نُسخ بدين النصارى ودين النصارى واليهود نُسخ بدين الإسلام، فكيف يليق بمسلم أن يقول: إن الأديان ثلاثة ؟ ! ومن أجل هذه المقولة البدعية الكاذبة صار بعض مَن هم أسفه من هؤلاء يُطنطن ويُدندن ويحوم حول توحيد الأديان الثلاثة حتى قيل: إن بعض الناس طبع في مجلد واحد القرآن والإنجيل والتوراة - قاتله الله - كيف يجمع بين حق وباطل في مجلد واحد ؟ كيف يغرّ المسلمين ويغرّ غير المسلمين أيضًا ؟ إن هؤلاء إذا قيل لهم: إنكم على دين بقوا على دينهم وحاولوا بكل ما يستطيعون أن يصرفوا المسلمون عن دينهم إلى دينهم الذي شهدَ له هذا وأمثاله بأنه حق . وإني أقول مِنْ هذا المكان: كل إنسان يدَّعي أن دينًا غير دين الإسلام بعد بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - دين مقبول عند الله فإنه كافر مرتدّ عن دين الإسلام؛ لأنه كذَّب الله - عزَّ وجل - في قوله: ﴿إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلامُ﴾ [آل عمران: 19]، وفي قوله: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ [آل عمران: 85] .
إذنْ: لا يُمكن أبدًا بحال من الأحوال أن نجتمع مع اليهود والنصارى على دين إلا إذا أمكن اجتماع جمر الغضا في الماء البارد وهذا شيء مستحيل، ولا يمكن أبدًا أن نُقرّ بأنهم على دين بل كما سمعتم عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - «أنه ما من يهودي ولا نصراني يسمع بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ثم يموت ولم يؤمن بِما جاء به إلا كان من أصحاب النار»(3) وتأمّل قوله: «يسمع»؛ حيث علَّق الحكم بالسماع؛ لأن الواجب عليهم إذا سمعوا عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أن يؤمنوا به؛ فإنهم يعرفون النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يعرفون أبناءهم ولكنهم استكبروا وعاندوا .
أيها الإخوة، إياكم أن تلينوا مع قوم قال الله فيهم: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [التوبة: 73]، لا تنخدعوا بِما فتح الله عليهم من خزائن الدنيا وما علّمهم من الصنائع . عليكم بدين الإسلام، تمسّكوا به عقيدة وقولاً وعملاً، فعلاً وتركًا، وبذلك تسودون العالم كما ساده أسلافكم . إياكم أن تنجرفوا وراء الأهواء التي ليس لها أساس من دين الله عزَّ وجل ! اسمع كلام اليهود والنصارى بعضهم لبعض، قالت ﴿الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ﴾ [البقرة: 113]، ونحن نقول: ليست اليهود على شيء ولا النصارى على شيء وإنَّما الدين دين الإسلام فقط . إذنْ: يجب أن نحذر من كلمة: الأديان ثلاثة، لماذا ؟ لأنها لم تذكر في القرآن ولا في السُّنة ولا في كلام السلف والأديان السابقة لدين الإسلام كلها منسوخة ليست دينًا، دين اليهود نُسخ بدين النصارى؛ لأن عيسى بن مريم بُعث بعد موسى فنسخت شريعته شريعةَ موسى على أنه عليه الصلاة والسلام لم يأتِ بكثير ودين النصارى واليهود نُسخ بدين الإسلام، هذه هي الحقيقة الواقعة التي يجب علينا أن نؤمن بها وألا تلين غصونُنا لمثل هذه الدعاوي الباطلة . ولا يضرّنا أن نذكِّر بِما فعل اليهود مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حين نقضوا العهد أو أن نذكِّر بِما فعل النصارى في الحروب الصليبية وغيرها وبِما فعلوا أخيرًا في البوسنة والهرسك وبِما يفعلون الآن في الشيشان؛ لأن الروس ليسوا كلهم شيوعيِّين بل منهم نصارى حاقدون على الإسلام كما يحقد الشيوعيّون .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تُعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن . واعلموا «أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة - يعني: في دين الله - بدعة، وكل بدعة ضلالة، فعليكم بالجماعة»، اجتمعوا على دين الله ولا تتفرّقوا فيه، وإن اختلفتم في بعض الأمور الفقهية فإن ذلك لا يجوز أن يكون سببًا لاختلاف القلوب والتحزّب بعضكم على بعض، وأكْثروا من الصلاة والسلام على نبيّكم محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يُعظم الله لكم بها أجرًا؛ فإن حقه علينا واللهِ أعظم من حقوق الوالدين، لا حق بعد حق المولى - عزَّ وجل - أحق من حق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأن الله تعالى هدانا به من الضلالة وجمعنا به بعد الفرقة وأرشدنا بعد الغي بهذا النبي الكريم .
أسأل الله تعالى أن يُصلى ويُسلم عليه، وأسأل الله تعالى أن يوردنا حوضه فنشرب منه، وأسأله تعالى أن يكون شافعًا لنا يوم القيامة، وأسأله تبارك وتعالى أن يجمعنا به وبإخوانه من النبيين، وبالصديقين، والشهداء، والصالحين في جنات النعيم؛ إنه على كل شيء قدير .
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين وعن صحابته أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم اجعلنا من التابعين لهم بإحسان يا رب العالمين، اللهم ثبِّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم إنا نسألك أن تنجي إخواننا في الشيشان من القوم الظالمين، اللهم ارزقهم الصبر والثبات والنصر العاجل يا أرحم الراحمين، اللهم أنْزِل بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين على أولئك الظالمين الملحدين من الروس يا رب العالمين .
اللهم فرِّق جمعهم، اللهم شتِّت شملهم، اللهم ارزقهم بعد العزّ ذلاً وبعد القوة ضعفًا وبعد الغنى فقرًا وبعد الاجتماع تفرّقًا وبعد المودّة والمحبة عداوةً وبغضًا؛ إنك على كل شيء قدير .
اللهم صلِّ وسلم وبارِك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
يكثر السؤال في هذه الأيام عن بعض الأئمة في صلاة التراويح أنه يقوم إلى الركعة الثالثة ناسيًا ويُنبّهه بعض الجماعة ولكنه لا يرجع، وإذا كان يريد أن تصح صلاته فلْيرجع ولو كان قد قرأ، قال الإمام أحمد رحمه الله: «مَن قام إلى ثالثة في صلاة الليل فكأنما قام إلى ثالثة في صلاة الفجر»، ومن المعلوم أن الإنسان إذا قام إلى ثالثة في صلاة الفجر وتذكَّر أو ذُكِّر وجب عليه الرجوع حتى لو كان قد أكمل الفاتحة . فعلى هؤلاء الأئمة إذا ذكِّروا حين يقومون إلى الثالثة أن يرجعوا ويتشهدوا ويسلّموا ويسجدوا للسهو سجدتين بعد السلام .
أحببت أن أُنبِّه على هذا لكثرة السؤال عنه، وإنني أرجو من إخواني الأئمة أن يحرصوا على تعلّم أحكام الصلاة؛ لأنهم مسؤولون والناس يقتدون بهم وإذا فعلوا فعلاً ليسوا على صواب فإن الناس سوف يتخذونه صوابًا؛ لأن الناس خلف الإمام يعتقدون أنه أعلم منهم فإذا فعل شيئًا ليس على صواب اتخذوه صوابًا .
أدعو إخواني مرّة ثانية الأئمة إلى أن يتعلّموا أحكام الصلاة وأحكام صلاة الجماعة؛ حتى يكونوا أئمة حقًّا أئمة في الصلاة وأئمة في الدين .
اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بِما علّمتنا وزدنا علمًا يا رب العالمين .
-----------------------
(1) أخرجه مسلم، في كتاب [الإيمان]، رقم [318]، والإمام أحمد، رقم [7856]، في باقي مسند المكثرين من الصحابة، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- واللفظ لهما، ت ط ع .
(2) أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، رقم [4868] وهذا اللفظ انفرد به على مستوى الكتب التسعة، وأخرجه أبو داوود في سننه، في كتاب [اللباس]، رقم [3512]، من حديث ابن عمر-رضي الله تعالى عنهما- واللفظ له، ت ط ع .
(3) سبق تخريجه في الحديث رقم (1) .