البــرعي يتــــــفـيهـق
بالباطل
مـــــن جــديــــــد
كتبه
أبو حمزة محمد بن حسن السِّوَري
بسم الله الرحمن الرحيم
بالباطل
مـــــن جــديــــــد
كتبه
أبو حمزة محمد بن حسن السِّوَري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بصّر أهل الحق بالحق ونوَّره، وكشف طرق الباطل وزهقه، ووعد بحفظ الدين ونشره، والصلاة والسلام على محمد الأمين من دعا إلى الحق وبلّغه، وعلى آله وأصحابه من أيده ونصره.
أما بعد
يقول المولى سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الأنفال: 29]
ويقول تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الأنعام: 122]
فمن نعم الله التي أنعم بها على عباده نعمة الهداية والتوفيق والسداد، والسير إلى الله على بصيرة ودراية ونور قال تعالى: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [يوسف: 108]، فهذه نعمة عظيمة من حُرِمَها حُرِم خيرًا عظيمًا،
وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ الله نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ الله مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15، 16]
وقال تعالى: { وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ الله يُضْلله وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ ُمسْتَقِيمٍ } [الأنعام: 39]
فمن وفقه الله أنار طريقه وجعل له نورًا وفرقانًا يميز به بين الحق والبطل، والمحق والمبطل، فيعيش في سلامة وطمأنينة، وسعادة وسعة صدر، يحب الخير وأهله، ويكره الباطل وحزبه.
وأما من لم يوفقه الله فإنه يتيه في ظلماتٍ وغياهبٍ ، وطرق ملتوياتٍ، يحب الكذب والتلبيس والتدليس، ويحاول أن يخرج من أي مأزق يجده بالكذب والتلبيس، ولا يفكر هل هذا الذي قاله حق هو أم باطل؟، هل هذا يوافق شرع الله أم لا؟، وأم هذا تعصب للباطل وإغواءٌ للناس، وفتنةٌ وكارثةٌ عاقبته عليه وخيمة في الدنيا والآخرة؟ نعوذ بالله من الخذلان.
وفي هذا اليوم الاثنين- 3من صفر1434هجرية- أفادني أحد إخواني بمقطع صوتي هزيل للبرعي، يحاول فيه أن يتفاصح، ويظهر العلم، وأنه ناقد بصير!!، وأن الناس لماذا لم يسألوه من قبل؟ ولماذا يسألونه من بعد؟، وهذرمة على عادته في الآونة الأخيرة، وكل هذا من باب الدفاع عن المبطلين، والفاتنين، والحزبيين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أقول: يا برعي هل راقبت الله في هذا الكلام؟!، وهل هذا الكلام يرضي الله أم يسخطه؟!، وهل هذا الكلام كلام علميٌ أم تلبيس وكذب مشين؟ أتريد أن تغرر به على ضعفاء الأنفس، الذين لم يعرفوا حالك، وما وصلت إليه من التدهور العجيب؟!، نسأل الله السلامة والعافية.
ولي مع كلامه الهزيل وقفات
قال البرعي: "كلام محمد بن عبد الوهاب الوصابي الأخير الذي قاله في حضرموت في شأن الشيخ الحجوري"
أقول: انظر إليه كيف يهون من كلام الوصابي في الشيخ يحيى وفي طعنه في الدعوة السلفية، وتشبيه أهلها بالرافضة في الشدة والغلظة!! بحيث أنه كما سيأتي ليس كلام أقران أن فيه حججًا وبراهين، وأنه لا بد أن يطلع عليه أهل العلم ويحكمون فيه!!
وقال البرعي : " قلت وأقول : لماذا لم نسأل عن يوم حصل الكلام في مشايخ أهل السنة ونسأل اليوم؟
لمَ لمْ يوجه إلى السؤال: ما موقفك ممن يقول في محمد بن عبد الوهاب الوصابي إنه من أعداء السنة كما في ملزمة الواقفة حزبية مغلفة وإنه حامل راية الشيطان هذا ليس في ملزمة وكأنه تتلمذ على عبد الله بن أُبَيِّ ابن سلول ،
لمَ لمْ نسأل في يوم أُلِّف في محمد بن عبد الوهاب ملزمة بعنوان "جناية محمد بن هبد الوهاب على الأصول السلفية"، لمَ لمْ نسأل يوم أن قيل في عبيد الجابري دجال من الدجاجلة ويخشى عليه من الزندقة ، وأنه من أعداء السنة،
لمَ لمْ نسأل يوم أن قيل في الشيخ الصوملي ماكر بالدعوة السلفية، وأنه يستميل الناس بالمال
لمَ لمْ نسأل ونسأل الآن ؟ الآن عرف أناس أننا نستحق أن نسأل ؟ فلا يسألنا أحد ؟.
أقول:
أولا: لماذا هذا التهويل الكبير؛ أن الناس أقبلوا عليك بالسؤال الكثير كما قال في أخر الإجابة «لكثرة الأسئلة التي وردت إلينا»، مع أن أهل السنة قد هجروا مجلسك ومحاضراتك ومسجدك والاتصال بك، ولم تعد الآن محل ثقةِ عند أهل السنة في اليمن وغيرها في الفتوى والسؤال.
ثانيًا: إن وجد من يسألك فهو من باب تحديد حالك، وموقفك مما حصل من تبديع الوصابي، والحملة الشرسة التي قام بها على أهل السنة في هذا الأيام، التي لم يتجرأ عليها الحزبيون من قبل، وخاصة وأنت رفيقٌ وجليسٌ ومشاركٌ له في بعض تنقلاته في هذه الرحلة الأخيرة، وهذا من باب الامتحان والاختبار لك ليعرف الناس حالك، وهل أنت موافق للوصابي فيها، وأهل السنة أتظن أنهم يصدرون عن رأيك وقولك و فتواك؟ لا ، لو كانوا كذلك لتابعوك من أول الفتنة وصدروا عن رأيك وقولك الباطل.
ثالثًا: البرعي يريد أن يظهر أنه مصلح وحاكم، وأنه ليس طرفًا في الشر والفتنة والحزبية الجديدة ، وأنه ممن ينظر في القضية!!، ويدرس الحجج والبراهين!!، ويحكم فيها!!، وهيهات يا برعي؛ أنت والله تحتاج إلى التزود من العلم وفهم المنهج السلفي، وأن تثني ركبك في الطلب، وأن تترك التنقلات من هنا وهناك، وتترك التأصيلات والهذيان الفارغ أصلحك الله
رابعًا: لماذا هذا الكذب الصراح الذي يعلم كذبه أهل السنة في اليمن وغير اليمن، ألم يسألك أهل السنة ويسألون المشايخ في العدني وفتنته في دماج والتي أنكرتموها في بدايتها؟؟، ألم يزودوكم بمختصر البيان بالحقائق الجليلة الواضحة، ويرسلوا لكم الردود والبراهين والحجج على ما يقولونه؟؟
ألم يسألكم أهل السنة عن طعونات الوصابي الأولى في دماج والشيخ يحيى، وذهبوا إليكم إلى مساجدكم؟؟ ويعطونكم الأدلة والبراهين على ما يقوله الوصابي فما كان جوابك ؟؟ وفك جوالك وراجع الرسائل التي كانت تنهمر عليك من كل مكان يسألون عن موقفكم ورأيكم في طعونات الوصابي ومن إليه.
ألم يسألكم أهل السنة عن موقفكم من كلام عبيد الجابري وطعوناته الخبيثة في دماج وفي شيخها والتحذير من ذلك فماذا كان جوابكم؟؟.
ألم يسألكم أهل السنة عن قتال الرافضة وكفر الرافضة وماذا كان جوابك لأحمد حجر؟
وكم قد سألكم أهل السنة في كثير من القضايا وماذا كان جوابكم يا ناقد!!؟هل قمتم بما أوجب الله عليكم؟ أم أنكم على طريقتكم المعلومة لا دخل لكم!!!
أم لم تحركوا ساكنًا ولم تنصروا الحق وأهله، ولم تقفوا في وجه الباطل وحزبه، وإنما سعيتم لإماتة القضايا واللعب فيها، والدفاع عن المبطلين والذب عنهم على حساب التخذيل لأهل السنة، وعلى حساب الكبار!!!صعب سقوطهم وتحمل أخطاؤهم في ميزان حسناتهم، حتى ركبتم تأصيلات أهل الباطل، وقادكم ذلك إلى إخراج كتاب الإبانة، فما سبب إخراج الإبانة وتقديماتكم؟
الجواب: هو الدفاع عن المبطلين {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ الله لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا } [النساء: 107] وقال تعالى{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [الأنعام: 68]
وأما قولك: « لما لم يوجه إلىّ السؤال: ما موقفك ممن يقول في محمد بن عبد الوهاب الوصابي إنه من أعداء السنة كما في ملزمة الواقفة حزبية مغلفة وإنه حامل راية الشيطان هذا ليس في ملزمة وكأنه تتلمذ على عبد الله بن أوبي ابن سلول ،
لما لم نسأل في يوم ألف في محمد بن عبد الوهاب ملزمة بعنوان "جناية محمد بن عبد الوهاب على الأصول السلفية»
أقول: قد عرضت عليكم أخطاؤه بالبراهين الواضحة من أشرطته وكتبه بالصفحة والصوت، فلم تحركوا ساكنًا، فما كان منكم إلا العناد والكبر والتعصب، وكيف لا يكون الوصابي عدوًا وهو يحارب الصالحين، ويسعى بينهم بالفتنة والتحريش بين العلماء وبين الصالحين وأوغر الصدور؟، كيف لا يكون عدوًا وهو يتهم العلماء بأنهم جواسيس وعملاء؟، كيف لا يكون عدوًا وهو يؤذي المؤمنين بأقواله وأفعاله؟ وربنا سبحانه وتعالى يقول { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } [الأحزاب: 58]
ويقول الله في الحديث القدسي: "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ" رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
أليست قواعده وتأصيلاته جناية على المنهج السلفي، وتدميرًا لمعالمه الحسنة؟!، اتقِ الله يا برعي واترك التعصب، والكذب، وتقليب الحقائق.
ومن عجيب أمركم الذي يدل على تعصبٍ كبيرٍ جدًا: أنه لما كان الطعن بالباطل في دار الحديث بدماج وفي الشيخ مقبل رحمه الله وفي الشيخ يحيى سدده الله وفي أهل السنة لم تحركوا ساكنًا، ولم يكن لكم موقف مشرف، بل نرى لكم ثناءً ومجالسةً ودفاعًا عن هؤلاء، ولما أن يأتي الجرح المفسر المبرهن في الوصابي والعدني وكل من طعن في دماج، قامت قيامتكم وتحركتم ودعوتم للاجتماعات والندوات، وفعلتم الولائم الكبيرة، كما هو شأنكم من قبل في زمن الشيخ مقبل، لما كان يحذر من الحزبيين كانت تقوم قيامتكم، وجلسات، واجتماعات في معبر وصنعاء وغيرها، وعندما يُطعن في الشيخ مقبل وفي دعوته لم تحركوا ساكنًا، ولم تكن لكم مواقف مشرفة من هؤلاء الطاعنين، فهذا الحال ليس بجديد عنكم
وأما قولك : « لمَ لمْ نسأل يوم أن قيل في عبيد الجابري دجال من الدجاجلة ويخشى عليه من الزندقة ، وأنه من أعداء السنة»
أقول: ألم تُسأل عن طعن عبيد في دماج، وذلكم الكلام القبيح الذي صدر منه بوقاحة، لم يتجرأ عليها كبار الحزبيين، وماذا كان منكم تجاه قوله وفعله، أريد جوابًا على هذا بصدق ووضوح واترك الكذب، فلما لم تعملوا شيئًا؟! دافع أهل السنة عن منهجهم السلفي وعن دارهم التي تعتبر معقلًا للسلفية في العالم، وأبانوا بالأدلة والحجج، فلما رد أهل السنة قمتم تتباكون وتدافعون عنه ، وكأنكم لم تعلموا شيئًا!! وكأن طعوناته لا تخصكم ولا تعنيكم، وهذا مما يدل على هذا، بل أنت الآن تستدل بطعوناته علينا وأنَّ كلامه ليس من كلام الأقران وأن له حججًا وبراهين وأدلة لا بد أن تعرض على العلماء!!!.
وأما قولك : « لمَ لمْ نسأل يوم أن قيل في الشيخ الصوملي ماكر بالدعوة السلفية، وأنه يستميل الناس بالمال »
أقول: كيف تسألون عن هذا، وأنت من المُدَبِّرين لأخذ مساجد السنة في صنعاء وفي غيرها، وترون المساجد تؤخذ من إخواننا، وتُخْبِرُون بذلك، ولا كأن الأمر يعنيكم، ماذا يدل هذا يدل على تدبير واتفاق ومكر وتعاون على الباطل، ولماذا هذا التعصب، لمن أخذ مساجدنا وجعلها شبه خاوية، وأتى لها بأناس لا يحسنون القراءة فضلًا عن التدريس فضلًا عن الاستقامة، أترضون بهذا يا برعي؟ نعم ترضون بهذا وهذا يسعدكم، ويشرح صدوركم، وتنامون قريري الأعين، اذهب إلى مسجد الرحمن والرحمة ومصعب والألباني كيف كانت مزدهرة بالعلم والتعليم والدعوة والطلاب والخطباء، بل خير عظيم حتى في صفوف النساء، وكيف هي الآن؟ أين انكاركم للمنكر وتضييع الشباب والرجال والنساء في صنعاء ممن كان قد استفاد خيرًا عظيمًا بفضل الله ثم بفضل دعاة الخير والسنة، ماذا تسمي هذه الأفعال؟ هل هي محبة للخير وللرجال والنساء؛ أن يستفيدوا من مساجد ودعاة السنة أليس هذا مكر كُبارٌ؟
وأما قولك « لمَ لمْ نسأل ونسأل الآن ؟ الآن عرف الناس أناس أننا نستحق أن نسأل ؟ فلا يسألنا أحد»
أقول: يا برعي قد سئلتم من قبل فلم تجيبوا، ووقفتم في جانب الباطل بعد أن أدنتم العدني به من قبل، الآن عرف الناس أنكم متعصبون جدًا للباطل ، وكما سبق لم تُسأل إلا ليعرف الناس هل أنتم مع الباطل الجديد الذي تفوه به كبيركم الضال المنحرف أم لا خلال محاضرات يسيرة، تفوه بباطل كبير جدًا.
وأما قولك : ولا يلزمنا أن نجيب هذا، كلام مطروح سواء الذي من الشيخ الوصابي أو من قبل الحجوري وأصحابه، وعلماء أهل السنة ينظرون من كان عنده براهين على قوله أخذوا به»
أقول: هذا جواب العاجز المداهن للباطل وكيف لا يلزمكم وربنا سبحانه وتعالى يقول
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لله وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَالله أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 135].
ويقول جل ثناؤه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لله شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [المائدة: 8]
لو كنتم أصحاب حق لأجبتم، ورددتم جميع ما قد أُبين من الأدلة والبراهين عليكم أجمعين، وعلى رأسها الإبانة التي أبنتم فيها عن منهجكم المنحرف الضال، وانظر كيف يجعل المسألة بين الوصابي والحجوري!! ويريد أن يخرج نفسه وأصحابه الباقين والعدني ومن إليه، وأنهم عبارة عن حكام وفاصلين للقضية، وأنهم سوف ينظرون في الحجج والبراهين من كل واحدٍ، يكاد الرجل يضحك من ركبته عند أن يسمع هذيان البرعي.
ثانيًا: يا برعي من قال لك أننا ما عرضنا أقوالكم وأفعالكم على علماء السلف، هذا من الكذب، فقد عرضنا أقوالكم وأفعالكم على أئمة الهدى السابقين واللاحقين ، وانظر جميع ردودنا أليس في كل شبهة أتيتم بها نرد عليه من القرآن والسنة ومن كلام الأئمة المتقدمين والمتأخرين أما يكفي هذا؟؟، أليس كتاب الإبانة وغيره رددنا عليه من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أقوال السلف؟ ، أليس في هذا كفاية في نظركم القاصر، وكأني بك تريد أن يعرض الكلام على سيادتكم الموقرة!!.
وأما قولك :« ثم هل هذا من كلام الأقران، كلام الشيخ الوصابي هل هو من كلام الأقران بعضهم في بعض؟ لا ليس من كلام الأقران بعضهم في بعض، ولا كلام الشيخ عبيد ولا كلام الشيخ ربيع ولا كلام محمد بن هادي، ما هو من كلام الأقران.»
أقول: انظر الخبط والخلط والتحريش والكذب:
أولا :في فتنة العدني كانوا يقولون أقران ويأتون بهذا الاستدلال وغيره لإسقاط الحجج والبراهين.
ثانيا: لماذا تريد أن تقوي كلام الوصابي وغيره، لأنه ما هو من كلام الأقران، معناه :تريد رد الحق الذي قاله أهل السنة، بحجة أن كلام الوصابي ليس من كلام الأقران ، ومن قال لك إننا قلنا أقران؟ هات نصًا واحدًا أو قولا واحد ًاأننا رددنا قول هؤلاء لأننا نعتبره من كلام الأقران؟، إنما العبرة والحجة عندنا هي الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، سواء خالفنا فيه كبير أو صغير وعلى تعظيم الحجة وتقديمها سار علماء السنة، وحججنا وبراهيننا أثبتناها من أول الفتنة إلى الآن، ولم تستطع أن ترد عليها ولا أن تبين وجه الصواب فيها أو تبين وجه الخطأ فيها.
ثالثًا: انظر التلميذ البار للوصابي؛ كيف بدأ فن التحريش كما كان مدّرسه فيه الوصابي، عندما كان يقول وسيتكلم عبيد وسيتكلم محمد بن هادي وسيتكلم الشيخ ربيع وفلان و فلان.
رابعا: مرجعنا وهم جميًعا إلى الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، من أثبت عندنا خطأً رجعنا ونحن منشرحوا الصدور، ومن أثبتنا عليه شيئًا وجب منهم قبول الحق الذي أثبتناه، هذا الذي تعلمناه من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ومن مشايخنا وعلمائنا.
خامسًا: هذا اشارة لما تدندنون به من مبدأ الأكثرية، ولابد أن يتكلم العالم الفلاني والعالم الفلاني والعالم قال كذا وجرح بكذا، وهو جرح يا برعي غير معتبر وليس عليه أثارة من علم.
سادسًا: انظروا إلى الكذب الصراح والفجور الواضح وكيف يحاول إثارة شيء قد دُفن وزال بفضل الله تعالى واغتاظ البرعي وأمثاله من ذلك حسبنا الله ونعم الوكيل، وذلك كان بسبب تحريش المحرشين من أمثالكم قد زال بحمد الله وحل بدله الإخاء والاحترام، ولسان حالك أنك متألم على ما حصل من إزالة ذلك، وتريد إثارةً من جديد، قاتلك الله، وقاتل الله من يسعى بالتحريش والفتنة بين أهل السنة، فما أشد غفلتكم عن عواقب ذلك؛ السيئة في الدنيا والآخرة.
إن كنت تعني ما قد مضى فقد قال الشيخ ربيع حفظه الله وبارك فيه: (بلغوا عني أنه قد انتهى ما بيني وبين الشيخ يحيى إلى الأبد) نقله في العالم أخونا الغرباني عبر شبكة العلوم، وكذلك الاتصالات المتبادلة بين الشيخين الفاضلين كما هو منشور بصوتهما حفظهما الله، ولعلك استفدت هذا من أصحاب الوحيين الذين مازالوا يكذبونه إلى الآن، وكذلك الشيخ محمد بن هادي اتصل بالشيخ وأثنى كل واحد عن الأخر، وأسمع كل واحد منها الأخر المحبة والمناصرة، وإن كنت تدعى أنه كلام جديد فنقول {هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111].
وأما قولك :« كلام الأقران هو الذي يخرج عن خصومة ومشاكل فيما بينهم كما حصل من الإمام مالك يوم أن قيل له ابن إسحاق يقول ائتوني بفقه مالك فأنا بيطاره، قال دجال من الدجاجلة، قال العلماء خرجت من الإمام مالك عن انزعاج عن انزعاج» و «فكلام الأقران هو الذي يصدر عن مشاحنة بينهم مشاحنة وخصومة دنيوية وجوار»
أقول: هل الذي بيننا هي خصومة ومشاكل دنيوية ومسألة جيران؟؟، أم أن المسألة يا برعي منهجية صِرْف، حق وباطل، سنة وبدعة، والبرعي يريد أن يبرئ الوصابي ومن إليه؛ أن الذي قاموا به على الدعوة السلفية في اليمن ليس عن مشاحنة ولا أذية ولا كذب ولا زور ولا بهتان ، وإنما هو عن دين وتقوى وحجج وبراهين أبانوها، وأن أهل العلم لا بد أن يطلعوا عليها هذه الحجج أولا.
ثانيا: هل الخلاف بين مالك وابن اسحاق على خصومة عادية دنيوية أم أن ابن اسحاق يتهم الإمام مالك في علمه أنه غير مضبوط، وأنه هو بيطاره أي طبيبه يعالجه من الخلل الذي فيه!!
ثالثًا: انظر كلام الإمام مالك على من يطعن في علمه، فكيف بمن يطعن في منهجك ودينك ويخرجك من السنة ويحرش بينك وبين العلماء، ويأتي بالقواعد والتأصيلات الحزبية، ويكذب عليك ويضيع طلابك!!
رابعًا : هذه فائدة نفيسة ثمينة تنفعك يا برعي!! أنت وكل من يستدل بهذا على رد الحق.
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في:« قَالَ- المروذي-: وَكَذَلِكَ كَانَ كَلَامُ مَالِكٍ فِي مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ تَكَلَّمَ بِهِ فِي نَسَبِهِ وَعِلْمِهِ"
قَالَ أَبُو عُمَرَ: " وَالْكَلَامُ مَا رُوِّينَاهُ مِنْ وُجُوهٍ،[1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَذَكَرْنَا لَهُ شَيْئًا عَنْ مَالِكٍ، فَقَالَ: هَاتُوا عِلْمَ مَالِكٍ فَأَنَا بَيْطَارُهُ، قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمَالِكٍ فَقَالَ: ذَاكَ دَجَّالُ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ، نَحْنُ أَخْرَجْنَاهُ مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: وَمَا كُنْتُ سَمِعْتُ بِجَمْعِ دَجَّالٍ قَبْلَهَا يَعْنِي عَلَى ذَلِكَ الْجَمْعِ، وَقَالَ: ابْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ فِيهِ: إِنَّهُ مَوْلًى لِبَنِي تَيْمِ قُرَيْشٍ، وَقَالَهُ فِيهِ ابْنُ شِهَابٍ أَيْضًا؛ فَكَذَّبَ مَالِكٌ ابْنَ إِسْحَاقَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَعْلَمَ بِنَسَبِهِ نَفْسَهُ، وَإِنَّمَا هُمْ خُلَفَاءُ لِبَنِي تَيْمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ وَأَوْضَحْنَاهُ فِي صَدْرِ كِتَابِ التَّمْهِيدِ، وَرُبَّمَا كَانَ تَكْذِيبُ مَالِكٍ لِابْنِ إِسْحَاقَ فِي تَشَيُّعِهِ وَمَا نُسِبَ إِلَيْهِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْقَدَرِ....... »اهـــ "جامع بيان العلم وفضله" (2 / 1105)
وأما قولك :« فليس هذا من ذاك القبيل، هذا من الجرح الذي قصد به صاحبه الجرح، يتم النظر في براهينه، كما يقال وثقه فلان وضعفه فلان، فينظر العلماء هل هناك براهين أم ليس هناك براهين»
أقول: البرعي يريد أن يبين أن الكلام الذي قيل فينا، بأنه كلام معتبر، فيه أدلة وبراهين وليس من كلام الأقران، ويريد أن يجعل سفاهة الوصابي جرحًا معتبرًا، وأنه يعرض على أهل العلم، أي يعرض عليه وعلى أمثاله ممن قد خاضوا في الفتنة بغير حق ولا هدى، وممن تعصب للباطل، وقد أبين الحق فيها من قبل، ورد بالأدلة والبراهين، فلا داعي لهذا يا برعي أربع على نفسك الأمارة بالسوء.
وأما قولك :« فكلام الأقران هو الذي يصدر عن مشاحنة بينهم، مشاحنة وخصومة دنيوية وجوار. يعني خلافات مذهبية هذا شيعي وهذا ناصبي ، وهذا خارجي، وهذا مرجئ ، نعم».
أقول: يعني البرعي أن كلام الأقران هو ما كان خلاصته أمور دينوية جارية فقط، انظر العجب من هذا التأصيل الفارغ عند البرعي ، ألم يوجد كلام الأقران في مثل هذا في الخلافات المذهبية يحصل خلاف ويرمي هذا ذاك بأن فلانًا مرجئًا أو ناصبيًا، وليس كذلك فتبلغ به العداوة كعدولة الوصابي حتى يرمى قرينة بالبوائق والبدعة والشبه بالرافضة.
يا برعي ألم يرم شيخ البخاري محمد بن يحيى الذهلي رحمه الله البخاريَ رحمه الله بالقول بخلق القرآن، وهذا ليس مشاحنة دنيوية!!، ولكن حمله أهل العلم على كلام الأقران، لأنه لم يأت ببرهان على ذلك، وهو شيخه أكبر منه سنًا!! وكان الحق مع الإمام البخاري رحمه الله وهو من تلاميذ الذهلي!!
يا برعي كلام الأقران يقول فيه الشيخ مقبل رحمه الله في تحف المجيب « جرح الأقران أثبت من غيرهم، لأنّهم أعرف بقرنائهم، فهي مقبولة إلا إذا علم أن بينهما تنافسًا وعداوةً سواء لأجل دنيا، أو مناصب، أو خطأ في فهم، ويريد أن يلزم الآخر بخطأ فهمه. فينبغي أن تعلم هذا ولا تصغ لقول المبتدعة والحزبيين والديمقراطيين: أن كلام الأقران ليس مقبولاً على الإطلاق».
وفي كلام البرعي همسة في أن الخلافات الحزبية كالإخوان والسرورية والحسنية وغيرها داخلة في كلام الأقران، وأن الذي لا يكون داخلًا هذا هو الاختلافات المذهبية «هذا شيعي وهذا ناصبي ، وهذا خارجي، وهذا مرجئ ، نعم» ، فالاختلاف في الرجل هل هو حزبي أم لا هو داخل في كلام الأقران!!! عجب والله!!
وأما قولك :أما أنه يعني يطلق هذا في كل كلام، لا ، هذا ليس من كلام القرناء، إنما هو كلام قصد إليه صاحبه وهو هادئ جدًا رائق البال، فهذا ينظر فيه، يعني يكون مثل هذا الكلام مقصودًا، وأن أثبت براهينه على ما يقول قبل وإلا لم يقبل، ثم إذا حصل تضعيف إما من الأئمة، إن وجد العلماء براهين على ذلك وإلا ذهب ذلك التضعيف»
أقول انظر التأصيل الجديد أن صاحب الجرح لا بد أن يكون هادئ البال ، فاذا كان غير هادئ البال لا يقبل جرحه ابتداء، وإن كان العالم غضبانًا لا يقبل منه، لأنه غير هادئ البال غير مقصود كلامه!!!!.
روى البخاري ومسلم عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ الله عَنْهُنَّ، أَنَّهَا قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ يَقُولُ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا الله ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعَيْهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا» ، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَفَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخُبْثُ».
وروى البخاري عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ الله، لاَ أَكَادُ أُدْرِكُ الصَّلاَةَ مِمَّا يُطَوِّلُ بِنَا فُلاَنٌ، فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْ يَوْمِئِذٍ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مُنَفِّرُونَ، فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ المَرِيضَ، وَالضَّعِيفَ، وَذَا الحَاجَةِ»
وروى البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْمًا، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّهَا لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَارَرْتُهُ، فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَذْكُرْهُ لَهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «قَدْ أَوُذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ»
و البرعي يريد أن يطبق هذا على جرح الوصابي في أهل السنة لأن الرجل قال كلامًا-كذبًا وزورًا وبهتانًا- هادئ البال، وليس كلامًا حول مشاحنة دنيوية ولا جيران ولا كلام أقران وهذا الكلام مقصود منه فيعرض على العلماء.
هذه بعض تلبيسات البرعي الجديدة الذي أطل برأسه وقرونه من جديد
والحمد لله رب العالمين
كتبه أبو حمزة محمد حسن السِّوَري
ليلة الاثنين 4من صفر 1434هجرية
دار العلم والعلماء والسلفية دماج الخير حرسها الله
كتبه أبو حمزة محمد حسن السِّوَري
ليلة الاثنين 4من صفر 1434هجرية
دار العلم والعلماء والسلفية دماج الخير حرسها الله
[1] قال الفاضلان: نجيب الشرعبي و الظرافي في تحقيق الكتاب "إسناده صحيح"