الحزبية الممقوتة
فمصطلح "الحزب" و"الحزبية" مصطلح شاع الحديث عنه فى المجالس , وكثر الخوض فيه , وهو مصطلح أطلق في كتاب الله تعالى على معنيين اثنين , معنى محمود , ومعنى مذموم , فمن أطلق على هذا المصطلح الذم دون تقييد , أو العكس فقد خرج عن الصواب .
أن "الحزب" قد ينسب إلى الله تعالى فيكون محمودا , وقد ينسب إلى الشيطان أو أحد أعوانه فيكون مذموما .
قال الله تعالى عن الأول:
" أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون "
أى جنده الذين يمتثلون أوامره , ويقاتلون أعداءه , وينصرون أولياءه .
وعن الثاني يقول تعالى:
"أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون "
اى جنوده وأتباعه ورهطه .
فحزب الله هم جماعة المسلمين , الذين أمر المسلم بالإنضمام إليهم
"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
ونهى عن مفارقتهم والخروج عليهم
فإن من خرج عن الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه وإذا مات "مات ميتة جاهلية " وهذا الحزب الذى هو جماعة المسلمين , وهم الذين انتظمهم امام معلوم له قدرة , ينفذ الحدود ويردع الظالم , ويقيم الصلاة.
فهذا حزب الله يمدح أهله ويحمدون في الشرع اذ هم الناجون السالمون , نجوا من النار وسلموا من البدع , فلا يسع المسلم سوى اللحوق بركبهم , ونصرتهم والذب عنهم والنصح لهم .
ومن خرج عن هذه الدائرة :
جماعةالمسلمين فقد خرج إلى "حزب الشيطان" بشعبه العديدة وطرقه الكثيرة الموصلة الى سخط الله والنار .
فالكفار حزب الشيطان والمشركون حزب الشيطان واهل البدع - الخوارج والجهميةوالقدريةوالرافضة- حزب الشيطان , وهكذا كل من فارق جماعة المسلمين بقلبه اويده او لسانه فهومن حزب الشيطان .
فمن جاء إلى بلاد مسلمه -كالبلاد السعوديه- فاقام حزبا , أو دعى الى اقامه حزب ,فهو على غير هدى , وهو فى ضلال عريض , نصوص الوحى الشريف تبطل عمله , وتدحض حجته , وتلحقه باهل الجاهليه الاولى ,ايا كان قصده , وعلى اى حال كانت نيته , فليس له حجه مقبوله عند الله تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم :" من نزع يدا من طاعة لقى الله يوم القيامة ولا حجة له " وبيان فساد حجته واضح جلى , فالرسول صلى الله عليه وسلم ذكر حالين - كما فى حديث حذيفة- وذكر حكم كل حال ببيان واضح صريح , فالحال الاولى : حال وجود جماعه المسلمين , والحكم عندئذ : وجوب الاعتصام بها ولزومها , وتحريم الخروج عليها , والجماعه هى من قام عليها حاكم مسلم له سلطه , ينفذ بها الحدود ويرد بها المظالم ويحمى بها البلاد من الاعداء ويقيم الصلاة.
والحال الثانيه : حال عدم وجود جماعه المسلمين , فليس للمسلمين إمام يجتمعون عليه يقيم فيهم القسط و شعائر الله , والحكم عندئذ إعتزال الفرق كلها.
{المصدر: موقع الشيخ -رحمه الله-}