هل لابدَّ من إقامة جمعية خيرية ؟ للشيخ أحمد بن يحي النجمي رحمه الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
نرجو منكم يا فضيلة الشيخ الإجابة على هذه الأسئلة جزاكم الله خيرا ، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لمرضاته ، ويجمعنا بكم في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . ابنكم أبو الحارث طارق بن نعم الله الهاشمي عفا الله عنه ، وقد انتهيت من تبيضها يوم الأحد 16 / 6 / 1428 هـ وإليكم أسألتي حفظكم الله وهي على النحو التالي :
السؤال الأول :
انتشرت في العالم الإسلامي والغير إسلامي ما يسمَّى بالجمعيات الخيرية ، وهذه الجمعيات هدفها نشر الإسلام بين غير المسلمين ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام ، والقيام ببعض الأعمال الخيرية من كفالة الأيتام ، وجمع التبرعات للفقراء والمحتاجين ، وهذه الجمعيات ما إن تبدأ بأعمالها الخيرية لفترةٍ ، ويقوم أصحابها بجمع الأموال الطائلة تبدأ الحزبية بالانتشار بين أصحابها إلى أن تصل إلى درجة الموالاة والمعاداة بسببها ، وسواءً كانت هذه الجمعيات تعلن عن حقيقة منهجها أولا إلاَّ أنَّها في النهاية تصبح بؤرة لانتشار الأفكار المنحرفة عن دين الله كالتكفير ، والتفجير ، ومحاربة السنة باسم السنة والدين ؛ مع العلم أنَّ بعض هذه الجمعيات تكون قريبةً من المساجد أو الجوامع ، وتكون جميع نشاطات الجمعية داخل مبنى الجمعية ، ويهمل المسجد إلاَّ للصلوات الخمس ؛ بل حتى المحاضرات ، والندوات لايكون للمسجد منها إلاَّ النزر اليسير ، ويقتصر دور المسجد في هذه الحالة على جمع التبرعات أو على وضع الإعلانات الخاصة بالجمعية ونشاطاتها .
وسؤالي من شقين الشق الأول هو :
من أين جاءت فكرة إقامة الجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي ؟
الجواب : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، وبعد :
قد يكون منشأ الجمعيات الخيرية لمصلحةٍ خيرية ، ومقصودٌ بها مصلحة للمسلمين كالتشجيع على طلب العلم وغيره ؛ فإذا دخلت فيها الحزبيات أفسدتها ، وسخرتها في أغراضها الخبيثة من شراء الذمم ، ونشر البدع .
وهل لابدَّ من إقامة جمعية خيرية حتى يدعى من خلالها إلى الله سبحانه وتعالى ؟
الجواب : ليس بلازم فقد قامت دعوة إصلاحية ، ونجحت بلا جمعيات مثل دعوة الشيخ / محمد بن عبد الوهاب في نجد ، ومثل دعوة الشيخ القرعاوي في جنوب المملكة ، ومثل دعوة الشيخ / مقبل بن هادي الوادعي في اليمن رحم الله الجميع .
وهل قصَّر الصحابة والتابعون في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى عندما قامت دعوتهم من المساجد ؟
الجواب : لم يقصروا ؛ بل فتحوا البلاد بالسيف ، ثمَّ علموا الناس شرائع الله حتى فقه الناس دينهم ؛ فرضي الله عنهم ، وأرضاهم .
والشق الثاني من السؤال الأول :
يدعو بعض الإخوة السلفيين إلى إقامة مثل هذه الجمعيات الخيرية لاستقطاب الشباب المسلم حتى لاينجر نحو الجمعيات الحزبية ، فهل دعوتهم إلى هذا الأمر دعوةٌ صحيحة ، وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب : المنهج السلفي تقبله النفوس السليمة ؛ لأنَّه شرع الله المطهر بدون المغريات . وأمَّا الحزبيات فإنَّها تحتاج إلى مسوِّغٍ ؛ لذا فإنَّ علينا أن نبيِّن المنهج الحق للناس ؛ فمن أراد الله به خيراً قبله ، وليس علينا أن نتخذ الأعداء وسيلةً لقبوله ، وبالله التوفيق .
أحمد بن يحيى محمد النجمي
20 / 11 / 1428 هـ
الاجوبة على اسئلة قطر