بسم الله الرحمن الرَّحيم
الإرهاب بين السياسة والفكر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أمّا بعد :
فإنَّ أعداء الإسلام من اليهود والنّصارى يزدادون ابتكاراً للأفكار الجهنميَّة التي يدلون بها بين العشيَّة وضحاها ذلك كله منبثق من قوله تعالى الصريح الذي لا يقبل إلا التأويل الفاسد المبني على أساس حب المواطنة المنفلت من قواعد الشريعة الغراء حيث قال تعالى : {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
هذا النفي الإلهي لعدم رضا هؤلاء الأقوام إنما ينبغي أن يوضع نصب أُعين الدُّعاة إلى الله تعالى قبل أيِّ أحد لإنَّ النّاس يستمدون النصح والتوجيه من هؤلاء الدّعاة الإسلاميين – كما يسمونهم اليوم – الذين هم سبب صلاح الأُمة وبفاسدهم تفسُد الأُمَّة إلا من رحم الله وقليل ما هم .
هذا العرض يجلي للعاقل حقيقة لا يشوبها أدنى شكٌ أو حيرة أنّهم وجّهوا للدّين الحق ضربات كثيرة أثّرت في بعض نفوس من لانت عريكته السلفيَّة – وإن شئت فقل الإسلاميَّة – فأصبح كثير من هؤلاء المتأثرين ينظرون إلى دينهم – الذي هو عصمة أمرهم – نظرةً سوداويّة بحته وأحياناً ينظرون من الزوايا المظلمة التي لا يعرف فيها الحق من شدَّة الغَلَس .
ومن بين القواعد التي استعملها هؤلاء الفجرة-اليهود- الظانين بالله ظنّ السوء هي قاعدة : ( أسقط موجد الفكرة تسقط الفكرة ) ومؤدّى هذه القاعدة تشويه سمعة الدين الحق والمتمثلة اليوم بالحرب الإعلامية المكثفة التي يتزعمها جنود إبليس من شياطين الإنس فضلاً عن شياطين الجن {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }الأنعام112
فصوّروا للعالم أنَّ دين الإسلام دين إرهاب وتطرّف وتعطّش لسفك الدماء البريئة ويشتاق إلى إزهاق الأنفس المعصومة مستغلين سلوك بعض أفراد المسلمين الذين خدموهم خدمة جليلةً لا نظير لها وقدّموا لهم الدّعم الكبير في محاولة فاشلة فشلاً ذريعاً لإسقاط هذا الجبل الأشم – أعني به دين الإسلام الحق –
حيث سلكت هذه الأفراد التي تشكلت على هيئة جماعات تنادي بعزّة الإسلام المسلوبة وأخذت تعبّر عن هذا الحماس المنفلت من قيود الشرع بتعبير دموي إرهابي خبيث يبرء منه الإسلام وأهله .
ولا يشك العاقل المنصف أنَّ بعض رؤساء هذه الجماعات تعاونوا مع أعداء الإسلام على هدم الإسلام فما أجمل أن تذبح الشاة بسكين أهلها – كما يقال –
فللكل الأهداف والغايات التي يلتقون بها على مائدة هدم الإسلام المزيف في نظر الجماعات الباطل في نظر اليهود والنصارى !!.
فشمّر هؤلاء عن ساعد الجد في عدم المبالاة بأرواح الناس وأموالهم وأعراضهم وانطلقوا من مبدىء العودة بتحكيم الشريعة واستحداث خلافة إسلامية على منهاج النبوة زعموا .
فما زادوا الطين إلا بللاً ولا الخرق إلا اتساعاً فأصبحت ديار الإسلام – وللإسف – لا يسمع فيها لا لدوي قنابل هؤلاء ولا ينظر في الغالب إلا لتمزيق الأشلاء .
حتّى تمكنت فكرة إرهاب دين الإسلام من نفوس كثير من أهله فضلاً عن غيرهم من أمم الكفر والزندقة .
بعد هذا شاهد أصحاب الأنفس الضعيفة من السياسيين أصحاب المصالح والأهواء أنَّ الإرهاب يحقق الغايات النبيلة – باعتقادهم – فاتخذوه سلماً للوصول إلى أهدافهم الحقيرة وغاياتهم الدنيئة .
فأصبحوا يتخذون من هذا الإرهاب الذي سُيّس فيما بعد سُلماً يرتقون به إلا غاياتهم التي من أجلها الوصول إلى الكراسي وسُدَّة الحكم المبني في الغالب على الديمقراطية الفاجرة التي فشت في ديار الإسلام بما كسب أيدي النّاس .
فصار الإرهاب مقصداً عظيماً من مقاصد تصفية الحسابات فانتقل من الفكر الذي يقيم الحد على الكفار – زعموا – إلى سياسي يريد أن يذلل العقبات أمام غيره – من حيث يدري أو لا يدري – للوصول إلى كراسي تنادي بالديمقراطية ونبذ تحكيم الشريعة .
فمع اختلاف الأفكار التقى أصحاب الأفكار لأنهم وإن اختلفوا في مبادىء الأفكار إلا أنهم يلتقون في الغايات التي من أسماها استئصال دين الله تعالى وبالأخص الدعوة السلفية الحقّة لأنّها تشكل مصدر إزعاج لهؤلاء جميعاً بالجملة .
فالشيعة اليوم سيسوا الإرهاب الشيعي من الفكر الديني الحاقد على السنة وأهلها إلى الفكر السياسي الذي يريد أن يحكم ما يسمونه اليوم بالهلال الشيعي المجرم الذي يريد أن يشرق بدماء أهل السنة ولكن هيهات !
فأصبح التشيع اليوم غارق في السياسة يوجهه ساسة إيران وغيرهم من جنود إبليس الوجهة السياسيَّة المصبوغة بالعقيدة الفاسدة فقد جمع التشيُّع بين حب إلزام أهل الأرض بفكرته الخبيثة القائمة على سب أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلّم واتهام أزواجه بشتى الاتهامات والطعون التي يراد بها إسقاط عدالتهنَّ حتى يسقط ما نقلنه من الأحكام والتوجيهات التي تنفع الأُمة في مسيرة حياتها الممتدّة. فلهج رؤوس التشيع بفكرة الدخول في السياسة والاستحواذ على المناصب العليا في البلاد وشكلوا الميليشيات المجرمة التي تتأكل باسم الدين وحب آل البيت وهم - والله – فجرة عاثوا في الأرض الفساد فاستغل الساسة الشيعة هؤلاء الفجرة ليستخدموهم في ضرب السنة وأهلها لأنَّ الميليشيات هدفها قتل أكبر عدد ممكن من أهل السُّنة والساسة غرضهم الوصول إلى الكراسي للمحافظة على أصول العقائد الشيعية الفاسدة فتعاون القوم – وبئس التعاون – والله تعالى يقول : {.... وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2
وأنفقوا الملايين لهذه الغاية الآثمة المجرمة والله تعالى يقول : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }الأنفال36
فغالب هؤلاء الشيعة – من الإثني عشرية والنصيرية والإسماعيلية والدروز وما سار على دربهم – يدبرون الخطط بالتعاون مع أنصارهم وأعوانهم للقضاء على الإٍسلام الحق كأسلافهم .
وجاء من بعد الشيعة التنظيمات التي تنتسب إلى السُّنَّة وأهلها زوراً وبهتاناً وهي تذبح باسم الدين وعاثت في الأرض الفساد حتى استغل أعداء الإسلام هذه التنظيمات ومن بينهم اليهود والنصارى والروافض فأصبحوا يرعون هذه التنظيمات رعاية لا نظير لها حتى أنك ترى رؤوس المنظرين لهذه التنظيمات المجرمة يقيمون بين ظهراني الكفار وبينهم وبين ديار الكفر شمٌ وتقبيل وبينهم وبين ديار الإسلام عضٌ وتقتيل ومن أبرز هؤلاء المُكنى بأبي قتادة الفلسطيني المجرم الأثيم الذي يقيم في دولة كافرة فاجرة تجاهر بعداء الإسلام الذي يدعى أبو القتاد أنه ينادى بعودته ولكن لا وجود له إلا عند القليل من أمثاله – كما يدّعى - .
فاستغل الساسة وأصحاب الأغراض الحاقدين على الإسلام وأهله هذه الأصناف وأتباعها من أحباب بن لادن ومن سار على خطاه لينفذوا الخطط المبتكرة في ذبح أهل الإسلام وذلك بتسييس هذه التنظيمات السياسة الفاجرة والزحف على أكتاف المسلمين وعلى أرواح أبناءهم فهم ينددون علناً ويتعانقون سرّاً فأصبحت ديار الإسلام وللأسف مسرحاً لتصفية الحسابات مع الخصوم تحت أزيز أسلحة الساسة والتنظيمات التي لم تحصد في الغالب إلا الأبرياء الذين يخرجون من ديارهم ولا يدرون أيرجعون إلى أهليهم وذراريهم أم يدسون في التراب ألا ساء ما يفعل أهل الإجرام والفجرة .
وفي الوقت نفسه يرمون السلفيين بأنهم أهل أرهاب وأنهم هم الذين أذكوا نار الإرهاب وأضرموها وشدوا أوارها ولا بأس أن أنقل كلمة موجزة من كلمات العلامة مفتي جنوب المملكة العربية السعودية العلامة الشيخ المحدِّث المجاهد أحمد بن يحيى النجمي – رحمه الله – في كلمته ((السلفيون بريئون من العمليات الإرهابية )) وبها أختم المقال
حيث قال الشيخ : أمَّا ما يعمله الإرهابيون في هذا الزمن ؛ الذين يلبسون الأحزمة الناسفة أو يقودون السيارات المفخخة ، فإذا وجدوا مجموعة من الناس ، فجَّر اللابس نفسه أو فجَّر سيارته ونفسه ، فهذا أمرٌ ينبني على الخيانة ، فالإسلام بعيدٌ عنه كل البعد ، ولايقره أبداً
.
وإنَّ ما يُعمل الآن من الأعمال الإنتحارية في بريطانيا أو غيرها من البلدان ؛ إنَّما يعملـها ويخطط لها التكفيريون الخوارج ؛ الذين ذمهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : (( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان ؛ سفهاء الأحلام ؛ يقولون من خير قول البرية ؛ يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ؛ لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهــم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة )) وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال (( شرُّ قتلى تحـت أديـم السماء )) وقال : (( خير قتلى من قتلوه )) وقال : (( طوبى لمن قتلهـم أو قتلوه )) وقال : (( أين ما لقيتموهم فاقتلوهم فإنَّ في قتلهم أجراً عند الله )) وقـال عنهــم : (( كلاب النار )) وقال : (( لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل عاد )) وفي رواية : (( قتل ثمود )) وقال عنهم : (( أما إنَّه ستمرق مارقةٌ يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثمَّ لايعودون إليه حتى يرجع السهم على فُوَقِه)) ومعنى (( مرق )) خرج من الجانب الآخر ؛ والخوارج يمرقون من الدين ؛ أي يخرجون منه لايعلق بهم منه شيء .
وعلى هذا فمن المعلوم أنَّ الإسلام بريءٌ من هذه التصرفات الهوجاء الرَّعناء ، وإنَّه ليشجب فاعليها ، وينكر أفعالهم.
وإنَّ الذين يتهمون السلفيين الذين يتبعون كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويسيرون على نهج الصحابة ؛ إنَّ الذين يتهمونهم بالتفجيرات في بريطانيا أو غيرها ؛ والتي تشتمل على قتل الأنفس ، وإتلاف الأموال ، وإراقة الدماء ، وإخافة الناس ، والخروج على الدولـة
إنَّ الذين يتهمون السلفيين بهذا هم الذين يفعلون هذه المناكر ، ويريدون أن يلصقوها بغيرهم هم أصحاب تنظيم القاعدة ؛ الذين يتابعون أسامة بن لادن ، والمسعري ، وسعد الفقيه ، وأمثالهم لأنَّ هؤلاء تربوا على كتب المكفرين من أمثال سيد قطب ، ومن معه في هذا المنهج الخاطـئ الذين يكفرون أمَّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم بغير حق ؛ بل يكفرون بالمعاصي ، والمعاصي لايسلم منها أحد.
والحقيقة أنَّه لايجوز أن نكفِّر أحداً من المسلمين إلاَّ من كفره الله سبحانه وتعالى كالمشركين شركاً أكبر ؛ قال الله عز وجل : ) ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنَّ عملك ولتكوننَّ من الخاسرين ( وقال سبحانه ) : ومن يدع مع الله إلهاً آخر لابرهان له به فإنَّما حسابه عند ربه إنَّه لايفلح الكافرون ( وقال سبحانه وتعالى : ) ولاتدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين ( وقال سبحانه وتعالى على لسان عيسى بن مريم أنَّه قال : ) يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنَّه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ( هذه هي الحقيقة التي لايجوز لأحدٍ أن يحيد عنها ، ومن زعم خلاف ذلك من المكفرين ؛ الذين يكفرون الموحدين المصلين الصائمين فهو مبطلٌ ، وداعٍ إلى الباطل ؛ هذه هي الحقيقة التي لايجوز الشك فيها ، ولا الميل عنها ، وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
قلت : - أنمار – كان الانتهاء من كتابة هذه الكُليمات في أواخر شعبان 1433 الخميس قبيل صلاة المغرب
الإرهاب بين السياسة والفكر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أمّا بعد :
فإنَّ أعداء الإسلام من اليهود والنّصارى يزدادون ابتكاراً للأفكار الجهنميَّة التي يدلون بها بين العشيَّة وضحاها ذلك كله منبثق من قوله تعالى الصريح الذي لا يقبل إلا التأويل الفاسد المبني على أساس حب المواطنة المنفلت من قواعد الشريعة الغراء حيث قال تعالى : {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
هذا النفي الإلهي لعدم رضا هؤلاء الأقوام إنما ينبغي أن يوضع نصب أُعين الدُّعاة إلى الله تعالى قبل أيِّ أحد لإنَّ النّاس يستمدون النصح والتوجيه من هؤلاء الدّعاة الإسلاميين – كما يسمونهم اليوم – الذين هم سبب صلاح الأُمة وبفاسدهم تفسُد الأُمَّة إلا من رحم الله وقليل ما هم .
هذا العرض يجلي للعاقل حقيقة لا يشوبها أدنى شكٌ أو حيرة أنّهم وجّهوا للدّين الحق ضربات كثيرة أثّرت في بعض نفوس من لانت عريكته السلفيَّة – وإن شئت فقل الإسلاميَّة – فأصبح كثير من هؤلاء المتأثرين ينظرون إلى دينهم – الذي هو عصمة أمرهم – نظرةً سوداويّة بحته وأحياناً ينظرون من الزوايا المظلمة التي لا يعرف فيها الحق من شدَّة الغَلَس .
ومن بين القواعد التي استعملها هؤلاء الفجرة-اليهود- الظانين بالله ظنّ السوء هي قاعدة : ( أسقط موجد الفكرة تسقط الفكرة ) ومؤدّى هذه القاعدة تشويه سمعة الدين الحق والمتمثلة اليوم بالحرب الإعلامية المكثفة التي يتزعمها جنود إبليس من شياطين الإنس فضلاً عن شياطين الجن {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }الأنعام112
فصوّروا للعالم أنَّ دين الإسلام دين إرهاب وتطرّف وتعطّش لسفك الدماء البريئة ويشتاق إلى إزهاق الأنفس المعصومة مستغلين سلوك بعض أفراد المسلمين الذين خدموهم خدمة جليلةً لا نظير لها وقدّموا لهم الدّعم الكبير في محاولة فاشلة فشلاً ذريعاً لإسقاط هذا الجبل الأشم – أعني به دين الإسلام الحق –
حيث سلكت هذه الأفراد التي تشكلت على هيئة جماعات تنادي بعزّة الإسلام المسلوبة وأخذت تعبّر عن هذا الحماس المنفلت من قيود الشرع بتعبير دموي إرهابي خبيث يبرء منه الإسلام وأهله .
ولا يشك العاقل المنصف أنَّ بعض رؤساء هذه الجماعات تعاونوا مع أعداء الإسلام على هدم الإسلام فما أجمل أن تذبح الشاة بسكين أهلها – كما يقال –
فللكل الأهداف والغايات التي يلتقون بها على مائدة هدم الإسلام المزيف في نظر الجماعات الباطل في نظر اليهود والنصارى !!.
فشمّر هؤلاء عن ساعد الجد في عدم المبالاة بأرواح الناس وأموالهم وأعراضهم وانطلقوا من مبدىء العودة بتحكيم الشريعة واستحداث خلافة إسلامية على منهاج النبوة زعموا .
فما زادوا الطين إلا بللاً ولا الخرق إلا اتساعاً فأصبحت ديار الإسلام – وللإسف – لا يسمع فيها لا لدوي قنابل هؤلاء ولا ينظر في الغالب إلا لتمزيق الأشلاء .
حتّى تمكنت فكرة إرهاب دين الإسلام من نفوس كثير من أهله فضلاً عن غيرهم من أمم الكفر والزندقة .
بعد هذا شاهد أصحاب الأنفس الضعيفة من السياسيين أصحاب المصالح والأهواء أنَّ الإرهاب يحقق الغايات النبيلة – باعتقادهم – فاتخذوه سلماً للوصول إلى أهدافهم الحقيرة وغاياتهم الدنيئة .
فأصبحوا يتخذون من هذا الإرهاب الذي سُيّس فيما بعد سُلماً يرتقون به إلا غاياتهم التي من أجلها الوصول إلى الكراسي وسُدَّة الحكم المبني في الغالب على الديمقراطية الفاجرة التي فشت في ديار الإسلام بما كسب أيدي النّاس .
فصار الإرهاب مقصداً عظيماً من مقاصد تصفية الحسابات فانتقل من الفكر الذي يقيم الحد على الكفار – زعموا – إلى سياسي يريد أن يذلل العقبات أمام غيره – من حيث يدري أو لا يدري – للوصول إلى كراسي تنادي بالديمقراطية ونبذ تحكيم الشريعة .
فمع اختلاف الأفكار التقى أصحاب الأفكار لأنهم وإن اختلفوا في مبادىء الأفكار إلا أنهم يلتقون في الغايات التي من أسماها استئصال دين الله تعالى وبالأخص الدعوة السلفية الحقّة لأنّها تشكل مصدر إزعاج لهؤلاء جميعاً بالجملة .
فالشيعة اليوم سيسوا الإرهاب الشيعي من الفكر الديني الحاقد على السنة وأهلها إلى الفكر السياسي الذي يريد أن يحكم ما يسمونه اليوم بالهلال الشيعي المجرم الذي يريد أن يشرق بدماء أهل السنة ولكن هيهات !
فأصبح التشيع اليوم غارق في السياسة يوجهه ساسة إيران وغيرهم من جنود إبليس الوجهة السياسيَّة المصبوغة بالعقيدة الفاسدة فقد جمع التشيُّع بين حب إلزام أهل الأرض بفكرته الخبيثة القائمة على سب أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلّم واتهام أزواجه بشتى الاتهامات والطعون التي يراد بها إسقاط عدالتهنَّ حتى يسقط ما نقلنه من الأحكام والتوجيهات التي تنفع الأُمة في مسيرة حياتها الممتدّة. فلهج رؤوس التشيع بفكرة الدخول في السياسة والاستحواذ على المناصب العليا في البلاد وشكلوا الميليشيات المجرمة التي تتأكل باسم الدين وحب آل البيت وهم - والله – فجرة عاثوا في الأرض الفساد فاستغل الساسة الشيعة هؤلاء الفجرة ليستخدموهم في ضرب السنة وأهلها لأنَّ الميليشيات هدفها قتل أكبر عدد ممكن من أهل السُّنة والساسة غرضهم الوصول إلى الكراسي للمحافظة على أصول العقائد الشيعية الفاسدة فتعاون القوم – وبئس التعاون – والله تعالى يقول : {.... وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2
وأنفقوا الملايين لهذه الغاية الآثمة المجرمة والله تعالى يقول : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }الأنفال36
فغالب هؤلاء الشيعة – من الإثني عشرية والنصيرية والإسماعيلية والدروز وما سار على دربهم – يدبرون الخطط بالتعاون مع أنصارهم وأعوانهم للقضاء على الإٍسلام الحق كأسلافهم .
وجاء من بعد الشيعة التنظيمات التي تنتسب إلى السُّنَّة وأهلها زوراً وبهتاناً وهي تذبح باسم الدين وعاثت في الأرض الفساد حتى استغل أعداء الإسلام هذه التنظيمات ومن بينهم اليهود والنصارى والروافض فأصبحوا يرعون هذه التنظيمات رعاية لا نظير لها حتى أنك ترى رؤوس المنظرين لهذه التنظيمات المجرمة يقيمون بين ظهراني الكفار وبينهم وبين ديار الكفر شمٌ وتقبيل وبينهم وبين ديار الإسلام عضٌ وتقتيل ومن أبرز هؤلاء المُكنى بأبي قتادة الفلسطيني المجرم الأثيم الذي يقيم في دولة كافرة فاجرة تجاهر بعداء الإسلام الذي يدعى أبو القتاد أنه ينادى بعودته ولكن لا وجود له إلا عند القليل من أمثاله – كما يدّعى - .
فاستغل الساسة وأصحاب الأغراض الحاقدين على الإسلام وأهله هذه الأصناف وأتباعها من أحباب بن لادن ومن سار على خطاه لينفذوا الخطط المبتكرة في ذبح أهل الإسلام وذلك بتسييس هذه التنظيمات السياسة الفاجرة والزحف على أكتاف المسلمين وعلى أرواح أبناءهم فهم ينددون علناً ويتعانقون سرّاً فأصبحت ديار الإسلام وللأسف مسرحاً لتصفية الحسابات مع الخصوم تحت أزيز أسلحة الساسة والتنظيمات التي لم تحصد في الغالب إلا الأبرياء الذين يخرجون من ديارهم ولا يدرون أيرجعون إلى أهليهم وذراريهم أم يدسون في التراب ألا ساء ما يفعل أهل الإجرام والفجرة .
وفي الوقت نفسه يرمون السلفيين بأنهم أهل أرهاب وأنهم هم الذين أذكوا نار الإرهاب وأضرموها وشدوا أوارها ولا بأس أن أنقل كلمة موجزة من كلمات العلامة مفتي جنوب المملكة العربية السعودية العلامة الشيخ المحدِّث المجاهد أحمد بن يحيى النجمي – رحمه الله – في كلمته ((السلفيون بريئون من العمليات الإرهابية )) وبها أختم المقال
حيث قال الشيخ : أمَّا ما يعمله الإرهابيون في هذا الزمن ؛ الذين يلبسون الأحزمة الناسفة أو يقودون السيارات المفخخة ، فإذا وجدوا مجموعة من الناس ، فجَّر اللابس نفسه أو فجَّر سيارته ونفسه ، فهذا أمرٌ ينبني على الخيانة ، فالإسلام بعيدٌ عنه كل البعد ، ولايقره أبداً
.
وإنَّ ما يُعمل الآن من الأعمال الإنتحارية في بريطانيا أو غيرها من البلدان ؛ إنَّما يعملـها ويخطط لها التكفيريون الخوارج ؛ الذين ذمهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : (( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان ؛ سفهاء الأحلام ؛ يقولون من خير قول البرية ؛ يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ؛ لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهــم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة )) وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال (( شرُّ قتلى تحـت أديـم السماء )) وقال : (( خير قتلى من قتلوه )) وقال : (( طوبى لمن قتلهـم أو قتلوه )) وقال : (( أين ما لقيتموهم فاقتلوهم فإنَّ في قتلهم أجراً عند الله )) وقـال عنهــم : (( كلاب النار )) وقال : (( لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل عاد )) وفي رواية : (( قتل ثمود )) وقال عنهم : (( أما إنَّه ستمرق مارقةٌ يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثمَّ لايعودون إليه حتى يرجع السهم على فُوَقِه)) ومعنى (( مرق )) خرج من الجانب الآخر ؛ والخوارج يمرقون من الدين ؛ أي يخرجون منه لايعلق بهم منه شيء .
وعلى هذا فمن المعلوم أنَّ الإسلام بريءٌ من هذه التصرفات الهوجاء الرَّعناء ، وإنَّه ليشجب فاعليها ، وينكر أفعالهم.
وإنَّ الذين يتهمون السلفيين الذين يتبعون كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويسيرون على نهج الصحابة ؛ إنَّ الذين يتهمونهم بالتفجيرات في بريطانيا أو غيرها ؛ والتي تشتمل على قتل الأنفس ، وإتلاف الأموال ، وإراقة الدماء ، وإخافة الناس ، والخروج على الدولـة
إنَّ الذين يتهمون السلفيين بهذا هم الذين يفعلون هذه المناكر ، ويريدون أن يلصقوها بغيرهم هم أصحاب تنظيم القاعدة ؛ الذين يتابعون أسامة بن لادن ، والمسعري ، وسعد الفقيه ، وأمثالهم لأنَّ هؤلاء تربوا على كتب المكفرين من أمثال سيد قطب ، ومن معه في هذا المنهج الخاطـئ الذين يكفرون أمَّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم بغير حق ؛ بل يكفرون بالمعاصي ، والمعاصي لايسلم منها أحد.
والحقيقة أنَّه لايجوز أن نكفِّر أحداً من المسلمين إلاَّ من كفره الله سبحانه وتعالى كالمشركين شركاً أكبر ؛ قال الله عز وجل : ) ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنَّ عملك ولتكوننَّ من الخاسرين ( وقال سبحانه ) : ومن يدع مع الله إلهاً آخر لابرهان له به فإنَّما حسابه عند ربه إنَّه لايفلح الكافرون ( وقال سبحانه وتعالى : ) ولاتدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين ( وقال سبحانه وتعالى على لسان عيسى بن مريم أنَّه قال : ) يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنَّه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ( هذه هي الحقيقة التي لايجوز لأحدٍ أن يحيد عنها ، ومن زعم خلاف ذلك من المكفرين ؛ الذين يكفرون الموحدين المصلين الصائمين فهو مبطلٌ ، وداعٍ إلى الباطل ؛ هذه هي الحقيقة التي لايجوز الشك فيها ، ولا الميل عنها ، وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
قلت : - أنمار – كان الانتهاء من كتابة هذه الكُليمات في أواخر شعبان 1433 الخميس قبيل صلاة المغرب