• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

:: الحلبي يواصل تجنِّيه على الإمام البخاري وغيره (الحلقة الأولى) :: لشيخنا العلامة / ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • :: الحلبي يواصل تجنِّيه على الإمام البخاري وغيره (الحلقة الأولى) :: لشيخنا العلامة / ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحلبي يواصل تجنِّيه على الإمام البخاري وغيره
    "الحلقة الأولى"
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
    أما بعد:
    فقد اطلعتُ على مقال لعلي الحلبي عنوانه: " عنايةُ ذي الحقّ الـمُنْجَلي في نقضِ تشغيبِ (جناية!) الشيخ ر.المدخلي!"، والذي نُشر في منتديات المسمى زوراً "كل السلفيين"، بتأريخ (29/3/1433هـ).
    بنى هذا المقال على العناد والمكابرة وقلب الحقائق والتفيهق.
    قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون ؟ قال المتكبرون".
    أخرجه الترمذي في "سننه"، في "أبواب البر والصلة" حديث (2018).
    وقال: " والثرثار هو الكثير الكلام والمتشدق، الذي يتطاول على الناس في الكلام ويبذو عليهم".
    وصححه الألباني في "الصحيحة" رقم (791)، وذكر له شاهداً من حديث أبي ثعلبة الخشني، وقال: "صححه ابن حبان (1917-1918) و آخر من حديث ابن عباس مختصرا نحوه بلفظ : خياركم أحاسنكم أخلاقا ... " .
    وقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ" ، أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (2457)، ومسلم حديث (2668).
    وقال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ).
    قال ابن كثير –رحمه الله- في تفسير هذه الآية:
    " يقول تعالى ذامًا لمن كذب بالبعث، وأنكر قدرة الله على إحياء الموتى، معرضا عما أنزل الله على أنبيائه، متبعًا في قوله وإنكاره وكفره كل شيطان مريد، من الإنس والجن، وهذا حال أهل البدع والضلال ، المعرضين عن الحق، المتبعين للباطل، يتركون ما أنزله الله على رسوله من الحق المبين، ويتبعون أقوال رءوس الضلالة، الدعاة إلى البدع بالأهواء والآراء، ولهذا قال في شأنهم وأشباههم: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } ، أي: علم صحيح، { وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ } قال مجاهد: يعني الشيطان، يعني: كتب عليه كتابة قدرية { أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ } أي: اتبعه وقلده، { فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ } أي: يضله في الدنيا، ويقوده في الآخرة إلى عذاب السعير، وهو الحار المؤلم المقلق المزعج".

    لقد اعتبر الإمام ابن كثير أن هاتين الآيتين تتناول أهل البدع من أمثال الحلبي ومن أمثال حزبه الذين يؤيدون ضلالاته أو يقلدونه في ضلاله وأباطيله.
    أقول:
    لقد ردَّ عليٌ الحلبي على دفاعي عن الإمام البخاري تحت عنوان "جناية الحلبي على الإمام البخاري".
    وكان ردّه في نهاية الجهل والمكابرة والسفسطة، ويكفيه أن بعض أتباعه المغرورين به قد أيّدوا محور مقالي، وانتقدوا معارضته لي، ولم يناقشوه في بغيه وظلمه في هذا الرد الباطل.
    ولو اعترف هذا المكابر الثرثار المتشدق بخطئه وجنايته على الإمام البخاري لكان خيراً له وأهدى سبيلاً.
    ولو تاب من أباطيله الكثيرة لأراح أهل السنة من ثرثراته وتشدقه ولنجى بنفسه من الضلال ومن تحمل إثم من يقودهم إلى الضلال.
    أولاً- يقول: " عنايةُ ذي الحقّ الـمُنْجَلي في نقضِ تشغيبِ (جناية!) الشيخ ر.المدخلي!".
    انظر إليه، يجعل نفسه صاحب الحق المنجلي، وهو صاحب الباطل الواضح الجلي.
    فيجعل نفسه صاحب الحق، وهو المبطل والمشغب على الإمام البخاري والمشغب على المنهج السلفي وأهله.
    ويجعل من يرد هذا الجهل والظلم والشغب هو صاحب التشغيب، "رمتني بدائها وانسلت".

    ثانياً- قال الحلبي في (ص1):
    " طالعتُ -صبيحةَ هذا اليوم-بدلالة بعض الإخوة-وإلا فبُعدي عن مواقعهم(!)كبُعدي عن السَّحاب! -الردَّ(!) الذي كتبه الشيخ ربيعٌ المدخلي –وفقه الله- عليّ ، مُسمّياً إياه بـ : (جناية الحلبي على الإمام البخاري...) -إلخ-!!!
    طالعتُه متأمِّلاً أن أجدَ فيه حقاً أتّبعُه ، أو صواباً أرضخُ له-وبخاصة بعد التعليقات المتوالية-المتتالية!-في الثناء والتبجيل –بالدال!- على المقال المذكور!لا لشيء إلا : لأنه ردٌّ على الحلبي! و: لأنه من الشيخ ربيع المدخلي (حامل لواء الجرح والتعديل!)!!".

    قوله: " طالعتُه متأمِّلاً أن أجدَ فيه حقاً أتّبعُه ، أو صواباً أرضخُ له".
    أقول: قال الله في أمثالكم: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).
    فإذا كنتَ أعمى القلب فأنّى لك أن تعرف باطلك فترجع عنه، وأنّى لك أن تعرف أن الحق مع غيرك فترجع إليه، وهذا العماء القاتل قد صار خلقاً راسخاً في أعماق نفسك، وكم لك من نظراء أعمى الله بصائرهم، فلم يعرفوا الحق ولم يعترفوا به.

    ثالثاً- قال الحلبي في (ص1):
    " ولكني..وللأسف:
    ... لم أجد إلا ما ذكّرني بقولِ الشاعر:
    سارت مشرّقةً وسرتَ مغرّباً **** شتّان بين مشرّقٍ ومغرّبِ!".

    أقول: هذا البيت إنما يصدق عليك وعلى حالك.
    فالحق مع الإمام البخاري ومع من ذبَ عنه، وأنت الذي تهتَ عن الحق.
    فالإمام البخاري في وادي الحق، وأنت في وادي الباطل السحيق.
    قال الإمام البخاري –رحمه الله-: "المعرفة فعل القلب".

    فجاء أعمى القلب علي الحلبي يشغب عليه بقوله:
    "..ذمّ شيخ الإسلام ابن تيمية -في مواضعَ من كتبه-قولَ من يقول :(المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ، وبيّن -رحمه الله- أنها من أقوال أهل البدع -من المرجئة -ومن لفّ لفّهم-...".

    أقول: وهذا من الكذب الواضح على شيخ الإسلام، ولم يستطع الحلبي، ولن يستطيع أن يأتي بموضع واحد من ذم شيخ الإسلام لمثل قول الإمام البخاري هذا.

    ثم قال الحلبي مؤكداً لافترائه على شيخ الإسلام:
    "قال-رحمه الله-بعد تأصيل وبيان-:
    "وَبِالْجُمْلَةِ : فَلا يَسْتَرِيبُ مَنْ تَدَبَّرَ مَا يَقُولُ فِي أَنَّ الرَّجُلَ لا يَكُونُ مُؤْمِنًا بِمُجَرَّدِ تَصْدِيقٍ فِي الْقَلْبِ مَعَ بُغْضِهِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَاسْتِكْبَارِهِ عَنْ عِبَادَتِهِ وَمُعَادَاته لَهُ وَلِرَسُولِهِ.
    وَلِهَذَا كَانَ جَمَاهِيرُ الْمُرْجِئَةِ عَلَى أَنَّ عَمَلَ الْقَلْبِ دَاخِلٌ فِي الإيمَانِ كَمَا نَقَلَهُ أَهْلُ الْمَقَالاتِ عَنْهُمْ -مِنْهُمْ: الأشْعَرِيُّ ؛ فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِهِ فِي " الْمَقَالاتِ ":
    (اخْتَلَفَ الْمُرْجِئَةُ فِي الإيمَانِ مَا هُوَ؟ وَهُمْ اثْنَتَا عَشْرَةَ فِرْقَةً :
    الْفِرْقَةُ الأولَى- مِنْهُمْ- : يَزْعُمُونَ أَنَّ الإيمَانَ بِاَللَّهِ هُوَ الْمَعْرِفَةُ بِاَللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ، وَبِجَمِيعِ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ -فقَطْ- ، وَأَنَّ مَا سِوَى الْمَعْرِفَةِ مِنْ الإقْرَارِ بِاللِّسَانِ وَالْخُضُوعِ بِالْقَلْبِ وَالْمَحَبَّةِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَالتَّعْظِيمِ لَهُمَا وَالْخَوْفِ وَالْعَمَلِ بِالْجَوَارِحِ فَلَيْسَ بِإِيمَانِ.
    وَزَعَمُوا أَنَّ الْكُفْرَ بِاَللَّهِ هُوَ الْجَهْلُ بِهِ.... "-إلى آخر ما قاله-رحمه الله-".

    أليس عملك هذا ذماً للبخاري وطعناً فيه؟
    ألا يدرك الفطناء والأغبياء أنك تسوي بين قول إمام السنة البخاري، وبين ما يحكيه شيخ الإسلام عن غلاة المرجئة من أنهم يقولون: الرجل يكون مؤمناً بمجرد تصديق في القلب مع بغضه لله ولرسوله واستكباره عن عبادته ومعاداته لرسوله -صلى الله عليه وسلم-.
    ألا يدرك القارئ أنك ما أوردت كلام شيخ الإسلام هذا إلا إرجافاً وتشويهاً للإمام البخاري.
    ثم مع كل هذه الأفاعيل ترى أنك على الحق المنجلي، وأن من ينكر ظلمك وبغيك مشغب عليك، فأي كذب وقلب للحقائق يلحق هذا الكذب والقلب للحقائق.

    رابعاً- قال الحلبي في (ص1):
    " ولكنْ: يبدو لي-والله أعلمُ- أن سُلوكي معكم(!) سبيلَ الهدوء(!!)في ردودي وأجوبتي –على(كل!) تشغيباتكم (السابقة!) -والتي تظنّونها ردوداً علميةً!- : جعلكم –و(كثيراً!!) من مقلّديكم، والمتعصّبة لكم!-تَبَعاً!-تتوهّمون هدوئي(!)عجزاً ، وتظنون سكوني(!) ضعفاً..
    فأقولُ لكم -جميعاً-وبوضوح-: لا...
    ليس هو -والله-مِن ذلك في قليلٍ ، أو كثيرٍ!
    بل هو استمرارٌ مني –إلى الآن!-لذاك الوعدِ الذي قطعته على نفسي للشيخ ربيع-مُواجَهةً-وفي بيته-؛ لمّا قلتُ له: (... بيني وبينك العلم)..".

    أقول:
    أ- في هذا الكلام تهديد ووعيد، كأنه من ملِكٍ عظيم أو جبار عنيد.
    فأنت أيها الرجل البادئ بالظلم وقلب الحقائق، فقد حاربت ربيعاً في ثلاثة كتب، فما هي ردوده عليها؟
    وأين سكوتك المزعوم؟
    وكم لك من المقالات الفاجرة القائمة على التعالم والثرثرة والتشدق، وكم ألّبت الجهال والهمج على ربيع، أولئك الذين لا يعرفون منهج السلف ولا تربوا عليه، وأنت نفسك لم تتربَ على المنهج السلفي، ولا على أخلاق أهل هذا المنهج، ولا على أصولهم، فلكم منهج وأصول مضادة لمنهج السلف.
    وردود السلفيين عليكم قائمة على منهج السلف وأصولهم، وعلى الحجج والبراهين العلمية.
    ولو كان عندكم أدنى احترام لمنهج السلف وأصولهم لما وُجِدت فتنكم أصلاً، ولما دافعتم عن الضلالات الكبرى؛ ذلكم الدفاع القائم على الأصول المناهضة لمنهج السلف.

    ب- لقد رميت السلفيين -حاشاهم- بالتعصب والتقليد والتشغيب.
    ونسيتَ نفسك وحزبك القائم على التشغيب والتعصب الأهوج والتقليد الأعمى "رمتني بدائها وانسلت".
    فالسلفيون ولله الحمد بعيدون عن التعصب للباطل والهوى، وبعيدون عن التقليد الأعمى، تلكم الصفات الذميمة التي تتمرغون أنتم في أوحالها.
    ج- تقول يا حلبي أنك واجهتني بقولك بيني وبينك العلم.
    ونسيتَ أنك حلفتَ بالله ثلاث مرات أنك لن تحاربني.
    فما رأيتُ منك علماً نافعاً، ما رأيتُ إلا تلبيسات وجهالات ومغالطات، وحرباً للحق والعلم، ولم تفِ بما وعدتَ وحلفتَ بالله عليه من أنك لن تحاربني، فما أعرفُ أحداً حاربني بأشد وأشرس من حربك.
    ومن علامات المنافق إذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر.

    خامساً- قال الحلبي في (ص2) بعد مدحه لنفسه وتظاهره بما ليس فيه قطعاً:
    " ثم إني أقولُ: دفاعُ الشيخ ربيع عن نفسِه ، وقواعدِه الباطلةِ- والتي فرّق بسببها السلفيّين في أنحاء العالم ! وصار يمتحنُهم بها ! ثم يُخرجهم من السلفية بسببها!-أخرجه –هذه المرة!-كما في مرات سبقت! –وإن بطرائقَ أُخَرِ-بثوب الدفاع عن الإمام البخاري!!
    وهو –في الحقيقة- إنما يدافعُ عن قاعدة (مشهورة!)من قواعده الباطلة المنكرة-هي تلكم التي تناقضُ بَدَهيات العقول ! وأساسيّات الشرع المنقول ! وتقريرات العلماء الفُحول!-:(رفض حمل المجمل على المفصل من غير كلام الله والرسول)!!!
    وهو-هداه الله-في مقاله هذا-نفسِه-قد ذهب إلى ما ذهبتُ إليه في مقالي المردود عليه!-تماماً- ؛ فهو يقول: (فقصد البخاري -رحمه الله- أن العلم من أعمال القلوب، على طريقة أهل السنة، الذين يقولون: الإيمان قول وعمل واعتقاد.... )-إلخ-!
    فلو كان (لفظ)الإمام البُخاري-رحمه الله-هنا- (مفصّلاً) بما يكفي : لَـمَا (اضطُرّ !) الشيخُ ربيعٌ-وهو في معرض الردّ!- إلى أن يقولَ- كاشفاً (إجمالَه!) - : (فقصد البخاري...) -إلخ-!!
    وهو العملُ -نفسُه- الذي قام به الشيخُ العُثيمين في شرحه لكلام الإمام البخاري –رحمهما الله-(مفصّلاً) =(إجمالَه) بقوله-:" فالمُرادُ هُنا: (المعرفةُ) المبنيَّةُ على المحبَّةِ، والتَّعظيمِ، والاحترامِ، والهَيْبَةِ مِن الله -عزَّ وجلَّ-، واحترامِ جَنَابِهِ -سُبحانَهُ وتعالى-، فهذِهِ هي التي تَزيدُ في الإيمانِ..."...
    ولذلك:
    لما نقلتُ كلامَ الشيخ ابن عثيمين–في مقالي– ، أعقبتُه بقولي-مؤيِّداً وناصراً-:
    "هكذا العلمُ من أهل العلم في أهل العلم..
    وهذا هو الموقفُ الحقُّ نحو أهل الحق..".
    التعليق:
    أ- ليس عند ربيع قواعد باطلة، ولهذا عجز الحلبي عن ذكرها ونقدها، والواقع أن الشيخ ربيعاً إنما يسير على منهج الأنبياء وخاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام والسلف الصالح في الدعوة إلى التوحيد والسنة ورد الباطل والضلالات المصادمة لهذا المنهج العظيم وأصوله ونصوصه.
    ومن منهجه الحرص على جمع الكلمة والدعوة إلى ذلك - بجد- وإلى التمسك بالكتاب والسنة، والالتزام بهذا المنهج العظيم، الذي شرعه الله لجميع أنبيائه وأتباعهم المخلصين، بل لعباده جميعاً.
    ومع وضوح هذا المنهج الرباني ونصاعته وجماله وكماله، فقد عارضه أهل الأهواء والضلال من مشركين ويهود ونصارى، وذموه غاية الذم، ووصفوه بأنه كذب وسحر وكهانة وأساطير.
    ووصفوا الرسل الكرام بهذه الأوصاف.
    ولكل قوم وارث، فللأنبياء ورثة في الصدق والإخلاص وحب الحق والذب عنه...الخ.
    ولأعدائهم وراث في الكذب والغش والرياء ومحاربة الحق، وتشويه أهله بالأكاذيب والاتهامات الظالمة والبغي، وهم كثر، ويصلون إلى اثنتين وسبعين فرقة.
    ومن أخطر الفِرق ومن أشدها حرباً على الحق وأهله علي الحلبي وفِرقته.
    فقد فاقوا كثيراً من الفِرق في الكذب والتلبيس وقلب الحقائق، وجعل الحق باطلاً والباطل حقاً، واختراع الأصول الباطلة، وما أكثر هذه الأنواع في محاربتهم للحق ودفاعهم عن الضلالات الكبرى وأهلها.
    ومنها- ما تضمّنه هذا المقطع، ومنه قوله الباطل:
    " ثم إني أقولُ: دفاعُ الشيخ ربيع عن نفسِه ، وقواعدِه الباطلةِ- والتي فرّق بسببها السلفيّين في أنحاء العالم ! وصار يمتحنُهم بها ! ثم يُخرجهم من السلفية بسببها!-أخرجه –هذه المرة!-كما في مرات سبقت! –وإن بطرائقَ أُخَرِ-بثوب الدفاع عن الإمام البخاري!!".

    أقول:
    1- هذا الكلام من أكذب الكذب.
    فأين هي قواعد ربيع الباطلة، فأنت وحزبك الضال الذين تُقعِّدون القواعد الباطلة لمحاربة الحق وأهله، وللدفاع عن أهل الضلال وضلالاتهم، وهذا أمر واضح، لكل ذي دين صحيح ومنهج سديد وفطرة سليمة.
    وأنت وحزبك الضال الغارق في الهوى، المتأكلون بدينهم، الذين فرّقتم السلفيين في أنحاء العالم.
    فما أشبه أساليبك بأساليب الروافض، الذين يطعنون في أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- وفي ما عندهم من الحق والأصول، ولا سيما عمر الفاروق –رضي الله عنه-.
    فيفترون عليه بأنه ظلمَ أهلَ البيت، واغتصب حقهم، وبأنه هو الذي فرّق الأمة.
    وخصّوه بهذه الفرية؛ لأنه فرّق الله به بين الحق والباطل.
    2- ربيع لم يُخْرِج أحداً من السلفية، وإنما أخرجهم الحلبي وأمثاله من الحق إلى الباطل ومن الهدى إلى الضلال، بسعيهم في الفتن والتفريق، والتأصيل الباطل لهذا التفريق، ولحماية الضلال وأهله، فضلوا بهذه الأعمال وأضلوا غيرهم.
    ولم يلبس ربيع ثوب السلفية مثلك، وإنما يدين الله بها حقيقة، ويذب عنها وعن أهلها ما استطاع.
    وهات السلفيين الذين صار ربيع يمتحنهم في أنحاء العالم بقواعده، وهات نصوص هذه الامتحانات ونصوص هذه القواعد، فإن عجزتَ عن ذكر ذلك عرف الناس من أنت.
    وأنا لم أذب عن البخاري لغرض باطل، وإنما لقصد شريف؛ ألا وهو الذب عن عرض إمام من أعظم أئمة الإسلام، شوهه جهول ظالم، ولم أدافع عن هذا الإمام وحده، فلقد دافعتُ عن الصحابة الكرام مرات، وأشيد بمكانتهم، ومقالاتي في ذلك مشهورة.
    ودافعتُ عن أهل الحديث وعن أئمتهم وأشيد بمكانتهم، ومؤلفاتي في ذلك مشهورة.
    ولستُ مثل الحلبي الذي جنّدَ نفسه للدفاع عن نفسه بالباطل وعن أهل الباطل ومحاربة منهج السلف الذي يؤدي إلى محاربتهم والطعن فيهم.
    بل هو يدافع عمن يطعن في الصحابة ويصفهم بأنهم غثاء، ومن سفسطاته أنه لا يعتبر هذه الكلمة الخبيثة سباً، بل هي عنده خطأ لفظي، وأحياناً يشترط اتفاق العلماء لاعتبارها سباً.
    وينقل رمي بعض الروافض لبعض الصحابة بأنهم جبلوا على الجبن والفشل، بل والنفاق، ولا يرى هذا سباً وطعناً.
    لقد ساق الحلبي قول الله تعالى: (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)؛ ليطعن به في السلفيين الذين يفتري عليهم كثيراً، ثم لم يشف ذلك غليله فقفز إلى بعض الصحابة الكرام، فلم ينقل فيهم تفسير أهل السنة لهذه الآية، بل أبعد النجعة، لينقل تفسير رافضي خبيث عدو للصحابة، فوصفهم هذا الرافضي بأنهم جبلوا على الجبن والفشل، بل زاد هذا الرافضي السخف والنفاق، وأقره الحلبي على ذلك، مع أن الآية ليس فيها أدنى إشارة إلى شيء من هذه الصفات الذميمة، فما رأي أهل السنة فيمن ينقل هذا الطعن عن رافضي في أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- الذين قرر أهل السنة أنه لا تذكر إلا محاسن هؤلاء الصحب الكرام، الذين قال فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه "، أخرجه مسلم حديث (2540)، وأحمد (3/54)، وأبو داود حديث (4658) والترمذي حديث (3861)..
    ب- ومن أباطيل الحلبي وقلبه للحقائق ودعاواه الكاذبة.
    قوله: " وهو -في الحقيقة- إنما يدافعُ عن قاعدة (مشهورة!)من قواعده الباطلة المنكرة-هي تلكم التي تناقضُ بَدَهيات العقول ! وأساسيّات الشرع المنقول ! وتقريرات العلماء الفُحول!-:(رفض حمل المجمل على المفصل من غير كلام الله والرسول)!!!".
    أقول:
    1- إن قواعدك أنت وحزبك هي الباطلة، التي تناقض بدهيات العقول وأساسيات الشرع المنقول وتحريرات العلماء الفحول.
    2- هل تستطيع أن تأتي بنص هذه القاعدة؟، فإن عجزتَ عن أن تأتي بنصها عرف الناس أنك صاحب دعاوى باطلة.
    3- وردّ ربيع وغيره للقاعدة الباطلة: "حمل المجمل على المفصل"، وغيرها من القواعد الباطلة والضلالات والمنكرات إنما هو قائم على منهج صحيح وعلى نصوص الكتاب والسنة، الحاثة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسير على منهج الصحابة الكرام والعلماء الكبار، وقائم على أساسيات الشرع وتفاصيله ونصوصه.
    4- وكلامك هذا من أكذب الكذب، الذي لم تُسبق إليه.
    فردّ القاعدة الباطلة: "حمل المجمل على المفصل" لا يناقض بدهيات العقول، ولا أساسيات الشرع المنقول وتقريرات العلماء الفحول.
    بل هو قائم على بدهيات العقول، وأساسيات وتفاصيل الشرع المنقول، وتطبيقات العلماء الفحول.
    1- فمن أساسيات الشرع النصوص الإلهية (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
    وقوله تعالى في الثناء على القائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: (كُُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
    وقال تعالى في ذم الذين لا ينهون عن المنكر:
    (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
    وهذا حال أهل الضلال، ومنهم الحلبي وفِرقته، فهم لا يتناهون عن منكر فعلوه، بل يدافعون عن المنكرات، ويحاربون من ينكرها.
    وقال تعالى في المؤمنين الصادقين: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
    وقال تعالى في المنافقين: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
    2- ومن أساسيات الشرع قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، أخرجه مسلم في "صحيحه" حديث (49).
    وعن حذيفة –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفا ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه"، أخرجه مسلم حديث (144)، وأحمد (5/386).
    وعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون مالا يفعلون، ويفعلون مالا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"، أخرجه مسلم حديث (50).
    والخلوف الذين خالفوا هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- يجب جهادهم، وجهادهم يدل على إيمان من يجاهدهم.
    فهذه أدلة ربيع وإخوانه من الكتاب والسنة، وما لم نذكره أكثر.
    ومن خالفهم من أهل الأهواء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودحض البدع والأصول الباطلة، فقد وقع في متابعة المنافقين، وهو سالك منهجهم، ولم يسلك سبيل المؤمنين الصادقين ومنهجهم.
    ومن خالف المنهج الحق، فقد ضربته الفتنة حتى صار قلبه كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، وبعضهم قد يتعدى ذلك، فيرى المعروف منكراً، ويحارب أهله، ويرى المنكر معروفاً فيدافع عنه وعن أهله.
    ومن أنكر المنكرات: "حمل المجمل على المفصل"، فإنه ضد هذه النصوص القرآنية والنبوية وضد سبيل المؤمنين من الصحابة ومن اتبعهم بإحسان الذين قال الله -عزّ وجل- فيهم: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
    وهي تتضمن جعل الباطل حقاً، والمبطل محقاً، وتنـزيله منـزلة المعصوم.
    3- من تقريرات العلماء الفحول ما دوّنوه في كتب الجرح والتعديل التي امتلأت بجرح أهل البدع والضعفاء حتى من الصالحين نصحاً لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين، ولم يحملوا مجملاتهم على مفصلاتهم، فهل خالف مؤلفوها وناقضوا بدهيات العقول وأساسيات الشرع المنقول وتقريرات العلماء الفحول؟!!
    وهل كتب الجرح الخاص لمثل الإمام البخاري والإمام النسائي والإمام الدارقطني وابن حبان والحاكم التي حوت جرح المئات، ولم يحملوا مجملات هؤلاء المجروحين على مفصلاتهم.
    أضف إلى ذلك مؤلفات أهل السنة في العقائد، كـ"السنة" للخلال، و"الشريعة" للآجري، و"عقيدة السلف وأصحاب الحديث" للصابوني، و"شرح أصول السنة" للالكائي، و"شرح السنة" للبربهاري، و"الحجة" للأصفهاني وغيرها.
    هل يعتبر مؤلفو هذه الكتب من المناقضين بأعمالهم هذه لبدهيات العقول وأساسيات الشرع المنقول وتقريرات العلماء الفحول؟!!
    هذا مقتضى كلامك أيها الجهول المخذول.
    4- وإذا كان حمل المجمل على المفصل وأمثاله من أصول الضلال تناقض وتصادم أساسيات الشرع المنقول وتقريرات العلماء الفحول، فهي كذلك تصادم بدهيات العقول.
    وقد ألّف شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- كتاباً بيّنَ فيه موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، وسمّاه بهذا الاسم، وكم له من المؤلفات في هدم الأصول الفاسدة وبيان ضلالات أهل البدع دون موازنات ودون حمل مجملاتهم على مفصلاتهم.
    ومن أقواله في ذم الكلمات المجملة ونقله لذم السلف لها ما يأتي:
    قال -رحمه الله- في "درء تعارض العقل والنقل" (1/254) :
    " فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل.
    ويرُاعون أيضاً الألفاظ الشرعية ، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا. ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه.
    ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا ، وقالوا : إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلا بباطل" .
    أقول:
    في هذا النص بيان أمور عظيمة ومهمة يسلكها السلف الصالح للحفاظ على دينهم الحق وحمايته من غوائل البدع والأخطاء منها:
    1- شدة حذرهم من البدع ومراعاتهم للألفاظ والمعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، فلا يعبرون - قدر الإمكان - إلا بالألفاظ الشرعية ولا يطلقونها إلا على المعاني الشرعية الصحيحة الثابتة بالشرع المحمدي.
    2- أنهم حراس الدين وحماته، فمن تكلم بكلام فيه معنى باطل يخالف الكتاب و السنة ردوا عليه، ولم يحملوا مجمله على مفصله.
    ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة ولو كان يرد على أهل الباطل، وقالوا إنما قابل بدعة ببدعة أخرى، ورد باطلا بباطل ، ولو كان هذا الراد من أفاضل أهل السنة والجماعة، ولا يقولون ولن يقولوا يحمل مجمله على مفصله لأنا نعرف أنه من أهل السنة، كما يقول الحلبي وحزبه ويدعون إلى ذلك، ويحاربون من يسير على منهج السلف.
    قال شيخ الإسلام بعد حكاية هذه الطريقة عن السلف والأئمة :" ومن هذا القصص المعروفة التي ذكرها الخلال في كتاب " السنة" هو وغيره في مسألة اللفظ والجبر".
    أقول:
    يشير – رحمه الله تعالى- إلى تبديع أئمة السنة من يقول:" لفظي بالقرآن مخلوق"؛ لأنه لفظ مجمل يحتمل حقاً وباطلاً، وكذلك لفظ "الجبر" يحتمل حقاً وباطلاً ، وذكر شيخ الإسلام أن الأئمة كالأوزاعي وأحمد بن حنبل ونحوهما قد أنكروه على الطائفتين التي تنفيه والتي تثبته.
    وقال رحمه الله:" ويروى إنكار إطلاق "الجبر" عن الزبيدي وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم.
    وقال الأوزاعي وأحمد وغيرهما :" من قال جبر فقد اخطأ ومن قال لم يجبر فقد أخطأ بل يقال إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ونحو ذلك .
    وقالوا ليس للجبر أصل في الكتاب والسنة وإنما الذي في السنة لفظ – الجبل- لا لفظ الجبر؛ فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأشج عبد القيس:" إن فيك لخلقين يحبهما الله : الحلم والأناة فقال: أخلقين تخلقت بهما أم خلقين جبلت عليهما؟، فقال : " بل جبلت عليهما"، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله".
    وقالوا إن لفظ " الجبر" لفظ مجمل.
    ثم بين أنه قد يكون باعتبار حقاً وباعتبار باطلاً، وضرب لكل منهما مثالاً.
    ثم قال :" فالأئمة منعت من إطلاق القول بإثبات لفظ الجبر أو نفيه، لأنه بدعة يتناول حقاً وباطلاً".
    وقال -رحمه الله- في "درء تعارض العقل والنقل" (1/271):
    "والمقصود هنا: أن الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيها من لبس الحق بالباطل، مع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بُيِّنت معانيها، فإن ما كان مأثوراً حصلت به الألفة، وما كان معروفاً حصلت به المعرفة. كما يُروى عن مالك -رحمه الله- أنه قال : إذا قلَّ العلم، ظهر الجفاء، وإذا قلَّت الآثار كثرت الأهواء، فإذا لم يكن اللفظ منقولاً، ولا معناه معقولاً ظهر الجفاء والأهواء".
    أقول: وإذن؛ فعلينا التزام ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، ولا سيما خلفاؤه الراشدون –رضوان الله عليهم- في كل الميادين العلمية والعبادية وغيرها من ميادين الإسلام.
    وعلينا اجتناب الأقوال والكلمات التي تؤدي إلى الاختلاف والتفرق، والتي يحرص عليها أهل الأهواء ويجعلونها من أصول الإسلام، ويضللون من خالفها وحذّر منها.
    وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله- في "الكافية الشافية" (ص82) في ذم الإجمال والإطلاق والحث على التفصيل:
    "فعليك بالتفصيل والتبيين فالـ إطلاق والإجمال دون بيان
    قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ أذهان والآراء كل زمـان"
    ووالله إن هؤلاء الأئمة ومن سار على دربهم لملتزمون ومنطلقون من أساسيات الشرع المنقول، وعملهم قائم على النصوص المفصّلة في الشرع المنقول، وترضاه وتُسلِّم به عقول أولي النهى المنقادين لما جاء عن الله والرسول -صلى الله عليه وسلم-.
    فإذا لم يقنعك هذا أيها الحلبي ولم ينفعك، وترى أنه لا يلزمك، فهات براهينك الواضحة من أساسيات الشرع المنقول ومن بدهيات العقول ومن تقريرات العلماء الفحول، التي تدمغ أعمال أئمة العقائد وأئمة الجرح والتعديل، ومن سار على نهجهم، وعند ذلك يحق لك أن تصول على من ذكرنا وتجول، وإلا عرف الناس أنك كذوب جهول.
    جـ- قوله: " وهو-هداه الله-في مقاله هذا-نفسِه-قد ذهب إلى ما ذهبتُ إليه في مقالي المردود عليه!-تماماً-؛ فهو يقول: (فقصد البخاري -رحمه الله- أن العلم من أعمال القلوب، على طريقة أهل السنة، الذين يقولون: الإيمان قول وعمل واعتقاد.... )-إلخ-!
    فلو كان (لفظ)الإمام البُخاري-رحمه الله-هنا- (مفصّلاً) بما يكفي : لَـمَا (اضطُرّ !) الشيخُ ربيعٌ-وهو في معرض الردّ!- إلى أن يقولَ- كاشفاً (إجمالَه!) - : (فقصد البخاري...) -إلخ-!!
    وهو العملُ -نفسُه- الذي قام به الشيخُ العُثيمين في شرحه لكلام الإمام البخاري –رحمهما الله-(مفصّلاً) =(إجمالَه) بقوله-:" فالمُرادُ هُنا: (المعرفةُ) المبنيَّةُ على المحبَّةِ، والتَّعظيمِ، والاحترامِ، والهَيْبَةِ مِن الله -عزَّ وجلَّ-، واحترامِ جَنَابِهِ -سُبحانَهُ وتعالى-، فهذِهِ هي التي تَزيدُ في الإيمانِ...".
    أقول: إن كلام البخاري وهو قوله: "المعرفة فعل القلب"، ليس فيه أي غموض ولا أي إجمال؛ لأنه نص في معناه لا غبار عليه إلا عند أهل الجهل والهوى، فالمجمل عند العلماء هو ما احتمل معنيين لا مزية لأحدهما على الآخر، وقول البخاري: "المعرفة فعل القلب"، لا يحتمل إلا معنى واحداً، فأين هو الإجمال الذي تدَّعيه؟
    وعلى فرض أن كلامه مجمل:
    1- فما هو دليلك على المعنى الذي فهمته، وهو الإرجاء الغالي، ثم نزّلتَ عليه كلام شيخ الإسلام على غلاة المرجئة؟
    2- ولماذا لم تحمل مجمله على مفصله إن رأيت أن في كلامه إجمالاً؟
    لماذا لم تُطبِّق هذا الأصل الذي تدعو إليه وتنافح عنه على كلام الإمام البخاري؟
    أتدافع بهذا الأصل عن أهل الضلال، ثم تنساه عندما يخيل لك الشيطان أن في كلام أحد أهل السنة إجمالاً؟
    ثم لماذا لا نرى منك ومن حزبك تطبيق هذا الأصل في طول حروبك وعرضها على أهل السنة؟
    أما أهل السنة فإنهم يرون أن هذا الأصل باطل، اخترعه أهل الضلال للدفاع عن أهل الباطل، ومن هنا نراهم لا يُطبِّقونه في حروبهم على أهل السنة.
    3- وشرحي له لا على أساس أنه مجمل كما تدَّعي وإنما تكلمتُ عليه لدفع باطلك وتجنيك على هذا الإمام، وليس عملي من باب حمل المجمل على المفصل.
    والعلماء يشرحون كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي هو في غاية الوضوح والبيان.
    ومن أهداف الشراح تعليم الجهال والصبيان الذين لا يفهمون مقاصد وأهداف النصوص الجليّة.
    ومن أهداف شروحهم الرد على أهل الأهواء والبدع، لا أن هؤلاء العلماء يعتقدون أن كلام الرسول –صلى الله عليه وسلم- كله أو جله مجملات ومبهمات.
    والحلبي لجهله وبلادة ذهنه وسوء قصده اعتقد أن كلام البخاري مجمل.
    وأنه لا فرق بينه وبين قول غلاة المرجئة: "الإيمان هو المعرفة" بما يحمله هذا التعريف من الضلال البعيد.
    ولهذا صرّحَ بقوله:
    " ذمّ شيخ الإسلام ابن تيمية -في مواضعَ من كتبه-قولَ من يقول :(المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ، وبيّن -رحمه الله- أنها من أقوال أهل البدع -من المرجئة -ومن لفّ لفّهم-...
    قال-رحمه الله-بعد تأصيل وبيان-:
    "وَبِالْجُمْلَةِ : فَلا يَسْتَرِيبُ مَنْ تَدَبَّرَ مَا يَقُولُ فِي أَنَّ الرَّجُلَ لا يَكُونُ مُؤْمِنًا بِمُجَرَّدِ تَصْدِيقٍ فِي الْقَلْبِ مَعَ بُغْضِهِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَاسْتِكْبَارِهِ عَنْ عِبَادَتِهِ وَمُعَادَاته لَهُ وَلِرَسُولِهِ.
    وَلِهَذَا كَانَ جَمَاهِيرُ الْمُرْجِئَةِ عَلَى أَنَّ عَمَلَ الْقَلْبِ دَاخِلٌ فِي الإيمَانِ كَمَا نَقَلَهُ أَهْلُ الْمَقَالاتِ عَنْهُمْ -مِنْهُمْ: الأشْعَرِيُّ ؛ فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِهِ فِي " الْمَقَالاتِ ":
    (اخْتَلَفَ الْمُرْجِئَةُ فِي الإيمَانِ مَا هُوَ؟ وَهُمْ اثْنَتَا عَشْرَةَ فِرْقَةً :
    الْفِرْقَةُ الأولَى- مِنْهُمْ- : يَزْعُمُونَ أَنَّ الإيمَانَ بِاَللَّهِ هُوَ الْمَعْرِفَةُ بِاَللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ، وَبِجَمِيعِ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ -فقَطْ- ، وَأَنَّ مَا سِوَى الْمَعْرِفَةِ مِنْ الإقْرَارِ بِاللِّسَانِ وَالْخُضُوعِ بِالْقَلْبِ وَالْمَحَبَّةِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَالتَّعْظِيمِ لَهُمَا وَالْخَوْفِ وَالْعَمَلِ بِالْجَوَارِحِ فَلَيْسَ بِإِيمَانِ.
    وَزَعَمُوا أَنَّ الْكُفْرَ بِاَللَّهِ هُوَ الْجَهْلُ بِهِ.... "-إلى آخر ما قاله-رحمه الله-".
    فقول الحلبي القبيح ونقله هذا الكلام الخطير عن شيخ الإسلام في غلاة المرجئة واضحان كل الوضوح في أن الحلبي استهدف الإمام البخاري بالطعن الشنيع، وأنه يعتقد أن كلام البخاري من جنس كلام غلاة المرجئة، لا فرق بين كلامه وكلامهم، فسحقاً للجهل والإفك وأهلهما.
    فمن كذب الحلبي المكشوف قوله: " ذمّ شيخ الإسلام ابن تيمية -في مواضعَ من كتبه-قولَ من يقول :(المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ)".
    فأين هذه المواضع التي ذمَّ فيها من يقول: " المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ" وبيّن -رحمه الله- أنها من أقوال أهل البدع -من المرجئة" ؟
    فأنت تراه قد صرّح بأن قول البخاري من أقوال أهل البدع المرجئة، ثم ساق كلام شيخ الإسلام في المرجئة بل في غلاتهم، ومع هذا يقول كذباً: إن ربيعاً قال مثل قوله تماماً.
    فيا له من كذب مكشوف، ويا لها من جرأة على الإمام البخاري والإمام ابن تيمية –رحمهما الله-.
    وهات واحداً من أئمة الإسلام ذمَّ مثل هذا القول.
    فيا حلبي لقد نصحتك اللجنة الدائمة بأن تطلب العلم؛ لأنك في نظرهم جاهل متخبط.
    فما ازددت إلا تعالماً وتمادياً في جهلك إلى يومنا هذا، لا تُفرِّق بين الحق والباطل، بل لجهلك وهواك تجعل الحق باطلاً، وتحارب أهله، والباطل حقاً، فتمدحه وتدافع عنه.
    وكلام ابن عثيمين ما مدحته إلا لظنك السيئ أنه على منهجك الفاسد في حمل المجمل على المفصل، وحاشا ابن عثيمين أن يكون قد فَهم من كلام الإمام البخاري ما فهمتَهُ أنت، ولو فَهم فَهمك لبيّن ما فيه من موافقة قول غلاة المرجئة، ولكنه فَهم أن كلام البخاري حق، ومن صميم منهج أهل السنة، وشرحه له كشروحه لكلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكلام العلماء البعيدة عن الإجمالات.
    ولكن لأن النصوص الواضحة قد لا يفهمها الجهال وصغار طلبة العلم يقوم بشرحها، ومن ذلك شرحه لكلام البخاري هذا.
    أيا حلبي قد أكثرت من التوثب والبغي على الحق وأهله، ولهذا التوثب والبغي انعكاسات خطيرة على أئمة السلف ومنهجهم وأصولهم.
    ولن تضر اللهَ ودينه وأولياءه شيئاً، فالحق يعلو على الباطل ويزهقه، (إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)، ولن تضرَّ إلا نفسك الجاهلة الأمارة بالسوء.
    سادساً- قال الحلبي في (ص2):
    " لما نقلتُ كلامَ الشيخ ابن عثيمين–في مقالي– ، أعقبتُه بقولي-مؤيِّداً وناصراً-:
    "هكذا العلمُ من أهل العلم في أهل العلم..
    وهذا هو الموقفُ الحقُّ نحو أهل الحق..".
    فماذا قال الشيخُ ربيعٌ في "جنايته.." –يخاطبني!– وقد عرف بذكائه مقصودي الأساس–لكنه حاد ! فما أجاد!!–:
    "هل تريد بهذا الكلام تأكيد أن ابن عثيمين فهم أن كلام البخاري من جنس كلام غلاة المرجئة لكنه انطلاقاً منه من حمل المجمل على المفصل قال هذا الكلام الرائع الذي لم يشر فيه أدنى إشارة إلى بطلان كلام البخاري كما تعتقد أنت بطلانه، إن كنت تعتقد ذلك في ابن عثيمين وكلامه فبيِّن ذلك ووضحه لنا من كلامه نفسه، فأنا أعترف بالعجز عن إدراك ما أدركتَهُ أنت من كلام العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-"!!".
    أقول:
    أ- إني عرفتُ كلامك وقصدك الباطل، فصرحّتُ ببيان كلامك الفاسد وقصدك السيئ، ولم أحد مقدار شعرة، والحيدات من صفاتك.
    ب- أؤكد أن كلام البخاري بعيد عن الإجمال، وأؤكد أن ابن عثيمين أنبل وأفقه من أن يفهم أن في كلام الإمام البخاري إجمالاً.
    لأنه من علماء الأصول يُفرِّق بين المجمل الذي يحتمل عدة معان، ولا مرجح لواحد منها، وبين النص الذي لا يحتمل إلا معنى واحداً، فهو يرى أن كلام الإمام البخاري نص في معناه، وأقطع بهذا، وليس هو مثلك لا يدري ما هو النص ولا ما هو المجمل، ولا ما هو الظاهر.
    فيصدق عليك المثل القائل: "يحسب كل حمراء تمرة"، فلا تُفرِّق بين التمرة والجمرة.
    جـ- طلبتُ منك أن تبين وتوضح لي كيف فهم ابن عثيمين أن في كلام البخاري إجمالاً، فحدت عن الإجابة على سؤالي هذا؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
    سابعاً- قال الحلبي في (ص7):
    " فتأمّلوا –رحمكم الله- قوله -فيّ-بحق كلام الإمام البخاري-:" كما تعتقد أنت بطلانه "!!
    فأين هذا من كلامي –بل أينه من قصدي أو مرامي-؟!".
    أقول: على الخبير سقطت، فأنا أُبيِّن هذا من كلامك.
    ألستَ أنت الذي تقول متعقباً كلام الإمام البخاري بقولك:
    "ذمّ شيخ الإسلام ابن تيمية -في مواضعَ من كتبه-قولَ من يقول :(المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ، وبيّن -رحمه الله- أنها من أقوال أهل البدع -من المرجئة -ومن لفّ لفّهم-...".
    فقول البخاري عندك من أقوال البدع المرجئة الغلاة.
    ومِن ثَمَّ نزّلتَ على كلام هذا الإمام المحارب للبدع ومنها الإرجاء كلام شيخ الإسلام في غلاة المرجئة.
    فهل في كلامك هذا وعملك العجيب مدح لكلام البخاري أو ذم شنيع؟
    وهل كلامك هذا وعملك حق أو باطل أيها السوفسطائي؟، بل هو باطل لأن فيه رمياً للإمام البخاري بالإرجاء الغالي، ومن هنا نزّلتَ كلام شيخ الإسلام في غلاة المرجئة على كلام هذا الإمام.
    وهذا منهج يسير عليه الحلبي في جعل الحق باطلاً والباطل حقاً.
    إن كلامك وعملك هذا لا تفي به كلمة باطل، فالأمر أشد؛ إذ جعلت كلام البخاري من جنس كلام غلاة أهل البدع، الذين كفرهم السلف الصالح.
    فأصغر طلاب العلم يعرف بطلان قولك وبلوغه نهاية القبح.
    فدع المراوغات وقلب الحقائق والتباكي الباطل.
    ثم لم يكتف الحلبي بتجنيه على الإمام البخاري وظلمه له وحشر كلامه الحق النـزيه في كلام غلاة المرجئة.
    ولم يكتف بافترائه على شيخ الإسلام ابن تيمية، ثم تنـزيل كلامه في غير موضعه.
    لم يكتف بهذا وذاك، بل زجَّ بابن عثيمين في أمر يأباه دينه وعقله وفقهه.
    فيقول: " فالله المستعان...
    مؤكّداً –مِن قبل ومن بعد-أن كلام أستاذنا الشيخ ابن عثيمين-رحمة الله عليه- هو عينُ ما أردتُهُ وقصدتُهُ في أصل مقالي :
    أولاً: (تفصيلاً) لما هو (مجملٌ) مِن كلام الإمام البخاري ..
    ثانياً : رداًّ على تلكم القاعدة الهوجاء الفاسدة التي لا سلَفَ للشيخ ربيع المدخلي –فيها- من السلف الصالح...
    ثالثاً: رداًّ على مَن استشكل –أو قد يستشكلُ- كلامَ الإمام البخاري-فما أكثرَ أهلَ الأهواء-هذه الأيام-".
    أقول: فنرى هذا الجهول الظلوم يؤكد أن كلام ابن عثيمين هو عين ما أراده من الباطل وقصده، وأن كلام ابن عثيمين تفصيل لما أجمله الإمام البخاري؛ ذلك الإجمال الذي يعد من صميم كلام غلاة المرجئة في نظر الحلبي، وأكد ذلك بتنـزيل كلام شيخ الإسلام في غلاة المرجئة على كلام الإمام البخاري.
    وبرأ الله ابن عثيمين الفقيه الأصولي مما تفتريه عليه، وليس هو بأستاذ لك.
    ولو كنتَ من تلامذته لعلّمك ما هو الكلام المجمل وما هو النص وما هو الظاهر، ولربَّاك على الصدق واحترام الحق وأهله.
    ولعلمكَ منهج السلف مما يجنبك التخبط والجهل، وما يخرجك من عقدة الإرجاء التي تريد أن ترمي بها إماماً من أئمة الإسلام من أشد الناس محاربة للبدع، ومنها الإرجاء، وليس قصد ابن عثيمين الرد على ما تسميه بالقاعدة الهوجاء؛ إذ هو وإخوانه من كبار علماء الدعوة السلفية من أبعد الناس عن القول بتلك القاعدة الباطلة: "حمل المجمل على المفصل".
    ومن أكبر الشواهد على ذلك، أنه هو نفسه وقع في خطأ، فردَّ عليه الشيخ حمود التويجري رداً قوياً، أيّده في ذلك العلامة ابن باز، ثم أيّدهما العلامة ابن عثيمين ضد نفسه وضد خطئه بكل رجولة وشجاعة وإنصاف، ولو كان حمل المجمل على المفصل أصلاً من أصول الإسلام لما انتقده الشيخان الجليلان، ولحملا مجمل ابن عثيمين على مفصله الرائع، ولو تجاهلا ذلك لذكّرهما ابن عثيمين به، ولما سايرهما في تجاهله.
    فهذا هو ابن عثيمين وهذان أخواه لا يريان القول بهذا الأصل الباطل، ولا يراه أسلافهم الكرام، فتأسَ بهم إن بقي فيك رمق من السلفية، ودع الدعاوى الباطلة على العلماء النبلاء الشرفاء، فإنهم في وادٍ، وأنت في وادٍ.
    وقول الحلبي: " ثالثاً: رداًّ على مَن استشكل –أو (قد) يستشكلُ- كلامَ الإمام البخاري-فما أكثرَ أهلَ الأهواء-هذه الأيامَ-..".

    أقول:
    ليس الأمر كما ذكرتَ، وأستبعد أن يكون خطر بباله ما تقوله في كلامه -رحمه الله-، فشرحه لكلام البخاري مثل شرحه لأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الواضحة.
    ومثل شرحه لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية كشرحه للواسطية، وشرحه لكلام غيره من العلماء، ولا أعرف في حدود علمي أحداً من أهل العلم ولا من أهل الأهواء استشكل كلام الإمام البخاري إلا الحلبي صاحب الهوى والشكوك والتشكيك في أخبار الثقات بما فيهم الصحابة الكرام النبلاء.
    ثامناً- قال الحلبي في (ص3):
    " أم لعله (!) خفي على الشيخ ربيع –وفقه الله–في غمرة انشغاله في تشتيت السلفيين ! وبثّ الفُرقة بينهم!-وهو يحسَبُ نفسَه محسناً صنعاً ! مدافعاً عنهم! ناصراً لهم!!-كلامُ الإمام وكيع بن الجرَّاح‏ -رحمه الله-: " القدَرية يقولون‏:‏ الأمر مستقبل، وأن الله لم يقدّر الكتابة والأعمال، والمرجئة يقولون‏:‏ القول يجزئ من العمل، والجهمية يقولون‏:‏ (المعرفة) تجزئ من القول والعمل"؟!
    ولم يَخْفَ عليّ –ولله الحمد-قولُ الإمام البخاري-نفسِه-في كتابه"خلق أفعال العباد"(رقم :41):
    "وقال وكيع: احذروا هؤلاء المرجئة ، وهؤلاء الجهمية.
    والجهمية كفار ، والمريسي جهمي.
    وعَلِمتُم كيف كفروا؟!
    قالوا :يكفيك (المعرفة)، وهذا كفر.
    والمرجئة يقولون: الإيمان قول بلا فعل ، وهذا بدعة"".
    أقول: إذا كنتَ قد عرفتَ كلام وكيع وعرفتَ كلام البخاري وتكفيره لمن يقول: "يكفيك المعرفة" ، فلماذا جعلتَ كلامه من جنس كلام هؤلاء الكفار؟
    وأقول: إن ربيعاً عرف حق المعرفة مذاهب القدرية والمرجئة والروافض والخوارج من كلام وبيانات وتقريرات أئمة السنة من أول حياته العلمية؛ بدءاً من المرحلة الثانوية، وانتهاء بالمرحلة الجامعية، ثم الدراسات العليا، ثم التدريس لعقائد السلف؛ بدءاً من تدريسه لعقائد السلف في معهد الجامعة الإسلامية سنوات، ثم استمر في ذلك إلى يومنا هذا، ولربيع مؤلفات في الردود على أهل البدع، وله شروح عدة لعدد من كتب عقائد السلف مشهورة، ضمنها ردوداً علمية سلفية على أهل البدع من القدرية والخوارج والروافض والصوفية والمرجئة، ولا سيما الغالية، فالحلبي لما اكتشف حديثاً كلام وكيع في القدرية والمرجئة وكلام البخاري في الجهمية والمرجئة، أراد أن يوهم الناس أنه بلغ شأواً لا يدركه ربيع، والذي أعتقده في الحلبي أنه لا يعرف من عقائد السلف ومنهجهم ما يعرفه صغار طلاب العلم السلفيين.
    وعلى فرض أنه عرف كلام البخاري في الجهمية والمرجئة من زمن سابق، وأنه يُكفر غلاتهم.
    فنقول له: إذن أنت متعمد للتجني على الإمام البخاري، بجعل كلامه "المعرفة فعل القلب" داخلاً في كلام غلاة المرجئة، بل جهمية المرجئة الذين يكفرهم السلف، ومنهم الإمام البخاري، فكيف يُكفِّر البخاري من يقول: يكفيك "المعرفة"، ثم يقول كلاماً في نظرك مثل الكلام الذي يُكفِّر به؟!!
    ثم انظر إلى مغالطات هذا الرجل ورميه للأبرياء بجرائره وفتنه:
    " أم لعله(!) خفي على الشيخ ربيع –وفقه الله–في غمرة انشغاله في تشتيت السلفيين! وبثّ الفُرقة بينهم!-".
    فهذا من البهت العظيم، لا سيما وهذا عمله، ومن منهجه الذي يسير عليه هو وحزبه من عقدين من الزمن.
    وربيع يصبر على كل رأس من رؤوس حزبه سنوات حرصاً على جمع الكلمة ورأب الصدع، بينما هم جادون في السعي لبث أسباب الفرقة والفتن وإعلان الضلالات، فإذا نصحهم العلماء بالرجوع عن أباطيلهم وأصولهم الضالة رفضوا هذه النصائح وأسقطوا العلماء النبلاء الناصحين، وجرؤوا السفهاء على الاستخفاف بهم؛ إمعاناً منهم في التشتيت والتفريق والتمزيق للسلفيين، لا سيما وهناك من خصوم المنهج السلفي وأهله من يمدهم بالأموال لتشجيعهم على المضي في سبل الشياطين وفي تفريق وتمزيق السلفيين.
    وأقول: أخزى الله وأهان وأذل من يشتت السلفيين، وينصر أهل الضلال ويدافع عنهم ويحارب أهل الحق.
    تاسعاً- قال الحلبي في (ص3-4):
    " ولعلّ روايةَ الإمام عبد الله ابن الإمام أحمد –في "كتاب السنة" (1/232)-أوضحُ ؛ حيث قال-رحمه الله-:
    "قالت المرجئة: الإقرار بما جاء من عند الله -عز وجل- يجزئ من العمل، وقالت الجهمية: (المعرفة) بالقلب بما جاء من عند الله يجزئ من القول والعمل-.
    وهذا كفر".
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الصارم المسلول" (ص 523):
    "إن الذي عليه الجماعةُ : أن من لم يتكلّم بالإيمان بلسانه- مِن غير عذر- : لم ينفعه ما في قلبه مِن (المعرفة(، وأن القول -مِن القادر عليه- شرطٌ في صحة الإيمان.
    حتى اختلفوا في تكفير مَن قال: "إن (المعرفة)تنفعُ من غير عمل الجوارح...".
    فالبحثُ - يا شيخُ- في لفظِ عبارةٍ ، لا في صحةِ عقيدةٍ - لو كانوا يعلمون –ولا أريد أن أسيء الظن - كما هم يفعلون!-فأقول: بل يعلمون!-!
    لكنْ ؛ كونُ الشيخ ربيع-هداه الله- يظنُّ(!)-ولو كما يظهرُ مِن أعماله وممارساته!- أن المعركةَ (!)-فقط-بين السلفييّن : صار يذهبُ-بالظنّ والتخمينِ!- ذاتَ اليمين ، وذاتَ اليسار...مخالفاّ ما ينبغي سلكُه من الجادّة في المَسار!!".
    أقول:
    1- آلآن تتكلم عن المرجئة، وتنقل كلام الإمامين في بيان ضلالهم وتكفير غلاتهم؟
    فلماذا لم تتكلم عليهم قبل حملتك على الإمام البخاري وتجنِّيك عليه؟!!
    2- يرى القارئ أن كلام هذين الإمامين إنما هو حاسم في أمر المرجئة، الذين يرون أن الإيمان هو المعرفة، وأن حكم من يعتقد هذه العقيدة كافر؛ لأنه يحصر الإيمان في المعرفة، وأهل هذه العقيدة يحصرون الكفر في الجهل بالله فقط.
    ولا علاقة لكلامهما بقول الإمام البخاري: "المعرفة فعل القلب" من قريب ولا بعيد لأن كلامه حق.
    فما هي نتيجة نقل هذين النصين عند الحلبي؟
    النتيجة هي قوله: " فالبحثُ - يا شيخُ- في لفظِ عبارةٍ ، لا في صحةِ عقيدةٍ - لو كانوا يعلمون –ولا أريد أن أسيء الظن - كما هم يفعلون!-فأقول: بل يعلمون!-!".
    فانظر إلى هذا التلاعب وإلى هذا الاستنتاج والاضطراب، فينفي عنا العلم، وينفي عن نفسه سوء الظن، ثم يثبت العلم لمن نفى عنه العلم، ويحاربه من منطلق سوء الظن المهلك.
    ثم يرى أن الخلاف بيننا وبينه اختلاف في لفظ لا في صحة عقيدة، أي اختلاف لفظي، وأي طامة يقع فيها يحكم عليها بأنها خطأ لفظي.
    فهل قول الحلبي: " ذمّ شيخ الإسلام ابن تيمية -في مواضعَ من كتبه-قولَ من يقول :(المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ، وبيّن -رحمه الله- أنها من أقوال أهل البدع -من المرجئة -ومن لفّ لفّهم-..".
    هل هذا الكلام وهذا الاستدلال موجهان إلى لفظ عبارة أو إلى عقيدة إمام من أئمة السنة والإسلام؟
    ثم لم يكتف بهذا القول المهول الموجه إلى عقيدة الإمام البخاري، بل أتبعه بقول شيخ الإسلام الذي يبين فيه ضلال غلاة المرجئة الذين يقولون الإيمان هو المعرفة بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله فقط، وأن ما سوى المعرفة من الإقرار باللسان والخضوع بالقلب والمحبة لله ولرسوله والتعظيم لهما والخوف والعمل بالجوارح فليس بإيمان، وزعموا أن الكفر بالله هو الجهل به.
    فقوله الرديء، وإيراده لكلام شيخ الإسلام هذا عند العقلاء المنصفين من أخبث أنواع الطعن في عقيدة الإمام البخاري، بل أبلد الناس يدرك أن هذا من شر أنواع الطعن والتبديع.
    فالواجب على الحلبي أن يتوب من عمله هذا، وأن يعلن توبته من هذا التلون والتلاعب في تبرير جنايته بما هو مثلها أو أسوأ منها.
    عاشراً- قال الحلبي في (ص4):
    " ولعلّ الشيخَ ربيعاً –سدّده الله- لا يدري أنّني –ولله الحمد والمنّة- قد شرحتُ-قبل سنوات- (كتابَ الإيمان) مِن "صحيح الإمام البخاري"-كاملاً-وبشرح الحافظ ابن رجب"فتح الباري"-في نحوٍ من سبعين مجلساً علمياً!!
    فلْيعلم -إذن-..".

    أقول:
    إذا كنتَ شرحتَ كتاب الإيمان من صحيح الإمام البخاري في نحو سبعين مجلساً قبل سنوات.
    فلماذا تتجنى عليه الآن، ألأن هذا التصور الأرعن عن الإمام البخاري تكوَّن في نفسك من ذلك الوقت فصنّفتَ كلامه هذا في دائرة كلام غلاة المرجئة، أم أنك عرفتَ أن قوله: "المعرفة فعل القلب" كلام حق لا غبار عليه، ثم لما انحرفتَ عن منهج السلف شمّرتَ عن ساعد الجد في حرب السلفيين المعاصرين فتمادى بك الهوى إلى أن تناولتَ الإمام البخاري هذا التناول السيئ كما تناولتَ أصولهم، فدفعك الحقد والهوى إلى أن تقول:
    1- إن علم الجرح والتعديل ليس له أدلة في الكتاب والسنة.
    2- وأن تبديع المبتدع لا يُقبل حتى يتم عليه إجماع العلماء.
    3- وأصل "لا يلزمني"؛ لرد الحق.
    4- ونحوه "لا يقنعني".
    5- وأن أخبار الثقات وأحكامهم لا بد من التثبت منها ولو كانوا من الصحابة، مخالفاً في ذلك كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومنهج السلف الصالح.
    6- وإثارتك الضجة على الجرح المفسر مع أن من تخاصمهم لا ينتقدون أهل الأهواء ولا يدينونهم إلا من كتبهم ومقالاتهم بحروفها ونصوصها الواضحة في الضلال.
    7- وتأصيلك وحزبك تلك الأصول التي تسع أصناف أهل الضلال وضلالاتهم وتحشدهم للدفاع عنهم ولحرب أهل السنة، ومنها المنهج الواسع الأفيح الذي يسع أهل السنة والأمة كلها.
    أليس هذا المنهج المدمر وهذا التأصيل الباطل من أوضح البراهين على أنك وحزبك من أشد المنحرفين عن منهج السلف ومن أشد المحاربين له؟


    الحادي عشر- قال الحلبي في (ص4):
    " ثم: لو سألْنا الشيخَ ربيعاً:
    هل (المعرفة) هي (فعل القلب)-فقط-؟!
    ماذا –يا تُرى- سيكون جوابُه؟!
    *إما أن يقول : نعم !!!
    *وإما أن يقول : لا ...
    فإذا قال : (نعم) ؛ فقد قال باطلاً-ولا أظنه قائلَه!-!
    وإذا قال : (لا) ؛ فنقولُ له:
    هل (عبارة)=(المعرفة فعل القلب) -إذن-صحيحة ؟!
    فإذا قال : (نعم) ؛ فقد ناقض نفسَه-ولا أظنه قائلَه!-!
    وإذا قال :(لا) ؛ فقد نقض مقالَه "الجناية.." ! ووافق مقصودَ كلامي في مقالي –وبكل عناية!-!
    ولعلّ في كلام شيخِنا الإمامِ الألبانيِّ –رحمه الله- في رسالته "التوحيد-أولاً-يا دعاة الإسلام-" (ص42-43 -بتحقيقي) - ما يكشفُ الرَّيْن عن كل عَيْن ، قال:
    "..فإن الإيمان تسبقُه (المعرفة).
    ولا تكفي وحدَها ؛ بل لا بد أن يقترنَ -مع (المعرفة)-: الإيمانُ والإذعانُ...."...
    وهو عينُ كلامي ومقصودي-والموفّق الله-..".


    أقول جواباً على سؤاله الأول:
    إن المعرفة هي فعل القلب كما قال الإمام البخاري، ولم يقصد البخاري أنها تكفي عن أعمال الجوارح وأفعال القلب وأقواله، ولا يدل كلامه على أن المعرفة كافية عن هذه الأعمال والأقوال، وللقلب المؤمن أهمية عظيمة، فهو محل التعظيم والإجلال لرب العالمين، وهو موضع محبة الله ورجائه والتوكل عليه والرغبة فيما عنده، والرهبة والخوف من الله، إلى خصال كثيرة، ومنها المعرفة، ولم يحصر البخاري أعمال القلب فيها.
    والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: " أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ" أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (52)، ومسلم في "صحيحه" حديث (1599).
    ثم إني أسأل الحلبي: هل تعترف بأن المعرفة عمل القلب أو لا ؟
    أو لا تزال ترى أن كلام البخاري مجمل وأنه كلام باطل، وأنه يساوي قول المرجئة: "الإيمان هو المعرفة"، وما هو دليلك على هذه المساواة؟
    وأنه يحق لك أن تقول:
    " ذمّ شيخ الإسلام ابن تيمية -في مواضعَ من كتبه-قولَ من يقول :(المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ، وبيّن -رحمه الله- أنها من أقوال أهل البدع -من المرجئة -ومن لفّ لفّهم-...".
    وأنه يحق لك أن تُنـزِّل كلام شيخ الإسلام في غلاة المرجئة على الإمام البخاري.
    وهل في كلام العلامة الألباني مصادمة ومناقضة لكلام الإمام البخاري؟
    وأسألك ما هو المجمل عند أهل العلم؟
    وإذا أجبتَ بعد أن عرّفتك به، فهل تصح دعواك أن كلام البخاري مجمل، وأنه داخل في كلام غلاة المرجئة الذي ذمّه شيخ الإسلام في مواضع من كتبه...الخ؟؟
    أرجو الإجابات العلمية على هذه الأسئلة مبتعداً عن الكذب والمراوغات وقلب الحقائق.

    ملاحظة: أخرتُ نشر هذا المقال من التأريخ المشار إليه إلى يومنا هذا أملاً في أن يقف منتدى ما يسمى بكل السلفيين عند حده، وأن يوقف شغبه بالباطل على أهل السنة، ولكن للأسف لم يتحقق هذا الأمل؛ لأن بواعث الرغبة في الشغب قوية عندهم سابقاً منذ عقد ونصف ولاحقاً إلى أن يقطع الله دابر فتنتهم وما ذلك على الله بعزيز.

    كتبه
    ربيع بن هادي عمير المدخلي20/4/ 1433هـ
    الحلبي يواصل تجنِّيه على الإمام البخاري وغيره
يعمل...
X