حكم العمل والجهاد مع الأحزاب الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه ومَنْ تبِعَهُ بإحسان إلى يوم الدِّين، وبعد:بسم الله الرحمن الرحيم
فإنه قد سئل الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله تعالى):
هل من الحكمة العمل مع الأحزاب الإسلامية التي تواجه العلمانية والشيوعية وغيرها من المبادئ الهدَّامة، أم من الحكمة ترك هذه الأحزاب وترك العمل السياسي مطلقاً؟
فأجاب الشيخ بقوله:
[الحكمة في هذه الأحزاب أن نعمل بما كان عليه السلف الصالح من سلوك الطريق الصحيح في أنفسنا أولاً، ثم في إصلاح غيرنا، وفي هذا كفاية في رد الأعداء، والعمل مع الفرق الأخرى الضالة التي تنتسب إلى الإسلام قد لا يزيد الأعداء إلا شدة؛ لأنهم سوف يدخلون علينا من البدع الضالة ويقولون: (أنتم تقولون كذا وكذا)؛ لأننا أمامهم راية واحدة، فيحصل لنا الضرر بهذا الاجتماع المشتمل على البدع والسنة، لكننا نجانب هذا كلَّه وندعو من طريق واحد، وهو طريق السلف الصالح، وكفى به كفاية، وما هذا الفكر الذي يقول: (نجتمع كلُّنا من أهل السنة وأهل البدع في مقابلة الأعداء) ما هذا النظر إلا كنظر من يقول: (هات الأحاديث الضعيفة واجمعها في الترغيب، واجمع الأحاديث الضعيفة في الترهيب من أجل أن يرغب الناس في الطاعة وأن يرهبوا من المعصية)، وهذا خطأ، ولهذا لا نرى إيراد الأحاديث الضعيفة لا في الترغيب ولا في الترهيب، لا نرى إيرادها إطلاقاً إلا مقرونةًً ببيان الضعف؛ لأن في الأحاديث الصحيحة كفاية، كذلك في طريق السلف الصالح الخالص من شوائب البدع فيه كفاية]. اهـ
ملحق بشريط: (الإسلام هو السنة/ للشيخ: ماهر القحطاني) بصوت الشيخ العثيمين (رحمه الله تعالى).