• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البراهين الإنجيلية على أن عيسى داخل في العبودية ولا حظ له من الألوهية للشيخ تقي الدين الهلالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البراهين الإنجيلية على أن عيسى داخل في العبودية ولا حظ له من الألوهية للشيخ تقي الدين الهلالي

    البراهين الإنجيلية
    على
    أن عيسى عليه السلام داخل في العبودية
    ولا حظ له من الألوهية
    بقلم
    الأستاذ الدكتور
    محمد تقي الدين الهلالي
    المدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
    وفقه الله وعفا عنه
    تعليق: الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
    أما بعد:
    فإن هذا الرسالة الموسومة بـ"البراهين الإنجيلية على أن عيسى -عليه السلام- داخل في العبودية" لمؤلفه العلامة السيد تقي الدين الهلالي، على صغر حجمها من أجود ما صنف في الرد على النصارى، وإثبات أن عيسى عبد الله ورسوله كسائر الأنبياء من البشر، وليس هو ابن الله تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، أثبت ذلك الشيخ تقي الدين من نصوص الإنجيل إثباتاً جلياً قوياً لا يُماري فيه إلا مكابر، ولولا المكابرة والعناد لارتدع كثير من النصارى عن ضلالهم ولدخلوا في الإسلام الحق الذي يثني على رسول الله عيسى -عليه السلام- ويجعله من أولي العزم من الرسل -عليهم الصلاة والسلام-.
    فليس في الإسلام ما يحمل أحداً من خلق الله من النصارى وغيرهم على معاداة الإسلام الذي أَنْزَلَ الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام ومنهم موسى وعيسى- منازلهم، ولا يدفع المعادين للإسلام إلا الهوى والتعصب الأعمى.
    إن هذا القرآن الذي عجز الجن والإنس أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله أو بسورة من مثله ليدعو واقعه هذا ويدفع من أراد الله به خيراً إلى أن يؤمن به ويجله ويعظمه ويؤمن بما جاء به من عقائد عظيمة وتشريعات كريمة واحترام للأنبياء والرسل ودعوة إلى العدل والإنصاف والرحمة ويدعو إلى كل خير ويحذر من كل شر (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).
    هذا ولا يفوتني أن أذكر أنه قد أُلِفَتْ كتب كثيرة تدعو النصارى واليهود إلى الإسلام وتُبين ما قد اعترى التوراة والإنجيل من تحريف وتبديل؛ الأمور التي تدعو العقلاء الذين يرجون رضوان الله ويخافون غضبه وعقابه الشديد الخالد في نار جهنم التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين إلى اعتناق الإسلام.
    ومن تلكم المؤلفات:
    1- "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" لشيخ الإسلام ابن تيمية في (6) مجلدات.
    2- "هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى" لابن قيم الجوزية، في مجلد صغير لكنه عظيم القدر.
    3- "إظهار الحق" لرحمة الله العثماني الهندي في مجلدين، لكن فيه بعض الهنات.
    4- "الحسام الممدود في الرد على اليهود" لعبد الحق الإسلامي المغربي في مجلد صغير.
    هذا والله أسأل أن ينفع المسلمين واليهود والنصارى بهذه الجهود، فيزداد المسلمون بهذه الجهود علماً وبصيرة، ويقود اليهود والنصارى للتعقل والإنصاف واحترام الإسلام والإيمان به واتباعه.
    خدمتي لهذا البحث:
    راجعت نصوصه وأصلحت بعض الأخطاء المطبعية، وعلقت على بعض النصوص بما يناسبها.
    أسأل الله أن ينفعني بهذا الجهد الضئيل، إن ربي لسميع الدعاء.
    ربيع بن هادي عمير المدخلي
    15/10/1431هـ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ((البراهين الإنجيلية على أن عيسى عليه السلام داخل في العبودية ولا حظ له من الألوهية)) بقلم الأستاذ الدكتور محمد تقي الدين الهلالي.
    الحمد لله ذي العزة والجلال المنفرد بصفات الكمال لَم يَلد ولم يولد، وما له مِن نِد ولا مِثال بل هو الكبير المتعال، أرسل رُسله لِيَدُلُّوا الناس على إفراده بالعبادة، ويحذروهم من الشرك المفضي بهم إلى الإبادة، وصلاته وسلامه على جميع الأنبياء والمرسلين خصوصًا محمدًا خاتم النبيين وعلى جميع من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    أما بعد: فقد كتب إلي تلميذي السيد منذر إسماعيل الدروبي البغدادي الذي كان يدرس الهندسة في إحدى جامعات الولايات المتحدة منذ أربع سنين تقريبًا وأخبرني أن النصارى تجمعوا عليه وأخذوا يجادلونه في الدين ويتطاولون عليه فلم يدر ما يجيبهم به، فَأَلَّفتُ له هذا الجزء وسَمَّيته (البراهين الإنْجِيلية على أن عيسى عليه السلام داخل في العبودية ولا حظّ له من الألوهية) وأعطيته أرقام الآيات وفصولها من الأناجيل الأربعة ليستخرجها بالإنجليزية ويدافعهم بها بعدما يَفهم ما شَرحتُ له بالعربية، فَعَكف على الرسالة حتى قتلها فهماً ودعاهم للمناظرة فلما ناظرهم أفحمهم وهُزموا شر هزيمة فيما أخبرني به بعد ذلك.
    وسأعقب هذه الرسالة بقصة أخرى مشابهة لها وقعت في بغداد وكانت النتيجة كالنتيجة المتقدمة الذِّكر ولا يعوز المسلم البرهان على صحة دينه، وفساد دين أعدائه، ولكن الذي يعوزه الإخوة الصادقون الذين ينصرون الله ورسوله، وصدق مَن قال: أن الإسلام في هذا العصر دين بلا رجال، وأن النصرانية رجال بلا دين، فبجهودهم أموالهم وشجاعتهم وصبرهم يَجعلون الحق باطلاً والباطل حقاً، وأكثر البشر في هذا الزمان عبيد الدينار والدرهم، والثياب الفاخرة، والقصور الشامِخة([1])، وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود، لا إله إلا هو عليه توكلتُ وإليه أُنيب.
    اقرأ من أول فصل الرابع من إِنْجِيل مَتَّى إلى الرقم السادس والسابع، ففيهما التصريح بأن عيسى عبد، والله سيد ورب، لقوله في الآية السابعة، قد كنت أيضاً ( لا تَمتحن الرب إِلَهَك ) وفي هذا الفصل نفسه أن الشيطان حمل المسيح وأخذ يطوف به من مكان إلى مكان، فكيف يستطيع الشيطان أن يحمل الرحمن، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
    ثم أمره الشيطان أن يسجد له ويعبده وأطمعه بمال الدنيا، فكيف يتجرأ الشيطان على الله بمثل هذه الجرءة، ولما أراد منه الشيطان ذلك أجابه المسيح بقوله، قد جاء في الكتب السابقة ( لا تسجد إلا للرب إلهك وهو وحده تعبده انظر الآية العاشرة لم يُسَمِّ المسيح نفسه ابن الله، فيما أعلم، وإنما كان يسمي نفسه ابن الإنسان، إلا أنه سمع تسميته بذلك فلم ينكرها - بزعم الأناجيل- ولا خصوصية له في ذلك.
    ففي لغة التوراة والأناجيل، كل تقي بَر يُسمى ابن الله وفي الآية التاسعة من الفصل الخامس من إنجيل مَتَّى طوبَى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون، وجاء في الفصل نفسه رقم -45- لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماء، وفي رقم -48- فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السماء كامل، وفي الفصل السادس رقم -1- وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماء([2]).
    وفي الفصل السابع رقم -21- ترجمة ( لوردLORD ) هنا بلفظة رب ) إيهامًا للناس أن المسيح هو الله، ولكن من تأمل بقية الآية يجدها تشهد على المسيح بالعبودية - فالترجمة الصحيحة هكذا (ليس كل أحد يقول لي يا سيدي يدخل ملكوت السماء ولكن الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماء) انتهت ترجمة الآية، وقد تقدم أن إطلاق الأب على الله جاء في مواضع لا تحصى في الإنجيل، وليس خاصاً بالمسيح، وجاء في الفصل -11- رقم -25- (أحمدك أيها الرب رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه الأشياء عن الحكماء والفهماء وألهمتها الأطفال)، وفي الفصل الرابع عشر رقم -23- (وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفرداً ليصلي) أقول: إذا كان هو الله أو جزءاً من الله ، فكيف يصلي فالصلاة لا تكون إلا من العبد الفقير المحتاج إلى رحمة الله كما قال الله تعالى في سورة فاطر -15- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، وقال تعالى في سورة مريم (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً).
    وفي الفصل الخامس عشر من رقم -21 إلى 27- قصة المرأة الكنعانية وفيها أمور:
    الأول: نفي الرحمة والمحبة عن عيسى، لو صَحَّت الحكاية.
    الثاني: التعصب الممقوت بحيث يعالج أبناء قومه، ولا يعالج غيرهم، مع أنه لا يَخسر شيئاً.
    الثالث: التكبر القومي والافتخار بالنسب وانتقاص الآخرين وجعلهم كِلاباً.
    الرابع: أن امرأة مشركة جاهلة ناظرته فغلبته([3]).
    وفي الفصل التاسع عشر رقم -16 و17- أن شاباً جاء إلى المسيح فقال له ( أيها الرجل الصالح، فقال له لِم تُسميني صالحاً؟ لا صالح إلا الله ) وفي هذا اعتراف بالعبودية أيضاً.
    وفي الفصل -21- رقم 45 و46- لما أرادوا أن يقبضوا عليه خافوا من الجموع لأنه كان عندهم نبياً، ففيه دليل على أن جموع المؤمنين بعيسى في زمانه لم يكونوا يعتقدون أنه إله أو ابن الله أو أحد الأقانيم الثلاثة، بل كانوا يعتقدون أنه نبي فقط، وهذا من أقوى الحجج على القائلين بألوهيته لو كانوا يعقلون.
    وفي الفصل -23- رقم -8- ( أما أنتم فلا تدعوا أحداً سيدكم، فإن سيدكم حتى المسيح واحد ) ففيه دليل على أن المسيح عَبْد وأن السيد واحد وهو الله، وقد ترجموا هذه الآية بالعربية وحَرَّفُوها على عَمد، فأوهموا أن المسيح هو السيد، أما الترجمة الانجليزية فهي سالمة من هذا الفساد.
    فيه أيضاً رقم -9- ( ولا تدعوا لكم أباً على الأرض، لأن أباكم واحد وهو الذي في السماء) ، ومن ذلك تعرف أن الأبوة والبنوة بمعنى العلاقة بين الرب والعبد ثابتة في الإنجيل في جميع الناس، لا خصوصية للمسيح في ذلك.
    وفي الفصل -24- رقم -36- ( أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلمها أحد من الناس ولا ملائكة السماء، ولكن أبي وحده هو يعلمها ) فهذا دليل قاطع على أن تلك الساعة لا يعلمها أحد إلا الله، وففيه دليل على أن عَلِمَ المسيح قاصر كسائر البشر، والله وحده هو الذي أحاط بكل شيء علماً.
    وفي الفصل -26- رقم-39- فيه أن المسيح ( خَرَّ ساجداً لله) وقال يا أَبَتِ إنْ أَمكنَ أن تصرف عني هذه الكأس ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت، إن ثبت هذا فإن الشخص الذي قاله كان جاهلاً بقدرة الله([4])ومعترفاً بأنه عبد الله وهو الذي يتصرف فيه.
    وفي الفصل -27- رقم -7 و8- فتشاوروا واشتروا بها أرض الخازف لإحراق جثث الغرباء فيها ولذلك سُميت تلك الأرض أرض الدم إلى هذا اليوم، ومن هذا نفهم أن الإنجيل لم يُكتب في زمان المسيح وإنما كُتب بعده بزمان طويل من الحكايات التي كانت عالقة بأذهان الناس.
    وفي رقم -46- ( أن المسيح بزعمهم صاح بأعلى صوته وهو على الصليب يا إلهي لِما أسلمتني ) وهذا مِن أعظم الأدلة على أن الذي قال هذا الكلام ليس من المؤمنين بالله فضلاً عن أن يكون من أنبياء الله، لأن الله لا يُخلِف وعده وأنبياؤه لا يَشُكُّون في وعده([5]).
    وفي إنجيل يوحنا الفصل -14- رقم -15و16- ( إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد ).
    قال علماء الإسلام وهذا المعزى الآخر هو محمد رسول الله وبقاؤه إلى الأبد معناه بقاء شريعته والكتاب الذي أنزل عليه.
    وفي الفصل -15- رقم -26 و27- ما نصه: ( ومتى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم([6])من الأب روح الحق الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء ).
    و في الفصل -16- رقم -5و8- ( وأما الآن فأنا ماضٍ إلى الذي أرسلني وليس أحد منكم يسألني أين تمضي؟ لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم لكوني أقول لكم الحق أنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى ولكن إن ذهبت أرسله إليكم(2)[7]ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطية على بردينونة ).
    ومن -12و14- ( أن لي أموراً كثيرة أيضًا لاقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية، ذاك ويمجدوني لأنه يأخذ مـمالي ويخبركم)، و -16- (بعد قليل لا تبصرونني ثم بعد قليل أيضاً ترونني لأني ذاهب إلى الأب ).
    قال علماء الإسلام : وهذه الصفات التي ذكرها المسيح في الذي يأتي بعده لم تجتمع في شخص إلا في محمد رسول الله، وقد سُمي هذا الشخص الذي بشر به المسيح في الإنجيل (يارقليطا) وحذفها المترجمون المتأخرون وأبدلوها تارة بروح الحق، وتارة بالمعزى وتارة بروح القدس وهي كلمة يونانية ومعناها الذي يحمد كثيراً، وذلك ينطبق على لفظ محمد.
    وفي الفصل -17- رقم-3- وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته([8]).
    وفي إنجيل مرقس فصل -12- رقم -28و30- وما بعده ما نصه: ( فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون فلما رأى أنه أجابهم حسنًا سأله أية وصية هي أول الكل، فأجابه يسوع: أن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا واحد وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك) هذه هي الوصية الأولى.
    وفي رقم -32- ما نصه: ( فقال له الكاتب) يد يا معلم قلت وقد نطقت بالحق لأن الله واحد ولا إله غيره([9]).
    وفي رقم (34) قال يسوع لست بعيداً عن ملكوت الله، أقول: فقد شهد المسيح عليه السلام بأن الله إله واحد لا إله غيره وأن من وحده فهو قريب من ملكوت الله، إذن فيكون من أشرك به أو جعله ثالث ثلاثة بعيدًا عن ملكوت الله ومن كان بعيدًا عن ملكوت الله فهو عدو الله.
    وفي الفصل (16) رقم (12) ( وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السلام ولا الابن إلا الأب ) أقول: وقد تقدم مثل هذا من أنجيل متى وهو عين ما نطق به القرآن في أن الساعة لا يعلمها إلا الله وبذلك تثبت عبودية عيسى وتستحيل إلهيته وتضمحل خرافة الأقانيم.
    وفي الفصل (20) قم (16) من إنجيل يوحنا قال لها يسوع ( يا مريم فالتفتت تلك وقالت له: ربوني ومعناه يا معلم، قال يسوع: لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي، ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم أني أصعد إلى أبي وأبيكم([10])وإلهي وإلهكم، فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت السيد وأنه قال لها ذلك).
    أقول، فقد شهد المسيح أن الله إلهه وإلههم، ولا فرق بينه وبينهم في العبودية فمن زعم أن المسيح إله فقد كَذَّب المسيح، وكَذَّب جميع الأنبياء والمرسلين.
    (خاتمة في الأدلة على أن قصة الصلب موضوعة)
    الدليل الأول: أن الإنجيل يشهد بأن عيسى كان معروفًا عندهم، وكان يخطب في المسجد الأقصى الذي كانوا يسمونه بهيكل سليمان، فلا حاجة أن يستأجر اليهود من يدلهم عليه بثلاثين درهماً.
    الدليل الثاني : أنهم حكوا أن التلميذ الثاني عشر يهوذا ( الأسخريوطي) أخذ من اليهود ثلاثين درهمًا على أن يدلهم عليه، فلما دلهم عليه وقضوا عليه رد لهم الدراهم وندم وتبرأ من عملهم وخنق نفسه، كل هذا وقع في أقل من أربع وعشرين ساعة، وفيه متناقضات لا تخفى.
    الدليل الثالث: وهو أعظمها، بل هو وحده كاف في بطلان هذه القصة، وذلك أنه عندما حكم عليه اليهود بالقتل وأرادوا موافقة الحاكم –بيلاطس- وبعثوه إليه، ففي الفصل -27- من إنجيل متى رقم -11- أن الحاكم سأله فقال له هل أنت ملك اليهود؟ فقال له أنت تقول، ولما اشتكاه رؤساء اليهود ورجال الدين عندهم بأنه كفر، وقال في الدين ما استوجب به القتل، سأله -بيلاطس- ألا تسمع إلى ما يقولون وما يشهدون به عليك فأبى أن يتكلم أو ينطق ولو بكلمة واحدة.
    فسيُؤَل ذلك النصارى على أنه كان يريد الصلب لأجل فداء الناس ومغفرة ذنوبهم، إذن فلماذا سأل الله أن يصرف عنه تلك الكأس، يعني القتل؟ ولماذا صاح وهو على الصليب يا إلهي لِماذا غدرتني؟ كيف يسكت عن بيان الحق ولو لم تكن فيه تبرئة نفسه وأتباعه وتبرئة الحق وهو الفصيح اللسان الذي كان يخطب الخطب الطويلة ويَملؤها تقريعًا وتوبيخًا لعلماء اليهود لا يستطيع عاقل أن يصدق ذلك، وإذا بطلت قصة الصلب والفداء انهدم جميع ما يبني عليه النصارى عقيدتهم من الأساس.
    (تعصب النصارى وعدوانهم على المسلمين)
    ذكرني ما قرأته في صحيفة -الميثاق- الغراء من تعصب النصارى وتعسفهم ونظرهم للإسلام بعين حولاء تعكس المرئيات، تقلبها رأساً على عقب، ذكرني بما حصل لي من ذلك، فمن ذلك أني كنت في الهند أُستاذًا في كلية ( ندوة العلماء ) بدعوة من السيد سليمان الندوي والدكتور عبد العلي -رحمهما الله- ورأيت أنه لابد من تعلم لغة أجنبية إذ لا تتم الثقافة في هذا العصر بدون تلك، واللغة السائدة في الهند هي -الإنكليزية- فبدأت أتعلم اللغة الإنكليزية من تلاميذي وغيرهم، فظهر لي -وأنا بعد في البداية- أن لغة أهل الهند -الإنكليزية- لا تتفق مع نطق الإنكليزية وفصاحتهم فذهبت إلى إرسالية نصرانية صاحبها كندي والتمست منه أن يعطيني دروساً في اللغة الإنكليزية وأدفع له الأجرة، فقال لي : أنا لا آخذ أجرة ولكن إذا التزمت أن تحضر مجالس الوعظ التي ألقيها في الإرسالية تتقدم في اللغة الإنكليزية، فقلت له: أنا لا أزال بعد مبتدئاً لا أفهم الوعظ، فقال لي احضر وأنا أعطيك ثلاثة دروس في كل أسبوع مدة الدرس الواحد نصف ساعة، فالتزمت الحضور وكان رجلاً كهلاً قد تجاوز الخمسين وليس عنده نشاط ولا تحمس للدعوة، وإنما يسعى للمعيشة فلم يستجب له إلا القليل، ولم يكن يحضر دروس وعظه إلا ثلاثة أشخاص وزوجته الرابعة فصرت أنا الخامس فلما كان رأس السنة الميلادية وما يسمونه -عيد الميلاد- نَشر إعلانات في الصحف وأنه سيعرض قصة حياة عيسى بن مريم وسيرته بالفانوس السحري، فحضر كثير من الناس حتى امتلأت الإرسالية، ودعا قسيساً آخر يساعده في الوعظ، فكانا يتعاقبان على منصة الوعظ وشرح الصور حتى انتهى الاحتفال فهجم عَلَيَّ القسيس الآخر، وهو شاب من الولايات المتحدة الأمريكية اسمه (سْمِيثْ) وكان ذلك سنة 1349 هـ، الموافق 1930م.
    فقال لي (سْميت) أنت مسلم؟ قلت نعم، قال لي: إن محمداً لم يكن يعرف التاريخ، فقلت له: وكيف عرفت ذلك؟ فقال لي: إنه كان في القرآن في سورة مريم -28- (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً) فقلت له: أنت لا تبلغ في العلم بِمكايد النصارى ولا في عداوة الإسلام مثل ما بلغ (جُورج سيل) أول مَن ترجم القرآن الكريم بالإنكليزية وقد قال في حاشية ترجمته لهذه الآية: إنما([11])يعترض به أصحابنا النصارى على ما جاء في هذه الآية ساقط، لأنه لم يفسر أحد من المسلمين (هارون) المذكور هنا بأنه أخو موسى، حتى يقال: أن بين زمان موسى وأخيه هارون، وزمان عيسى وأمه قرونا كثيرة، قال: أن السيد أحمد خان مؤسس جامعة -عليكر الإسلامية- سلم هذا الاعتراض، فقلت له أنا لا أعترف بالسيد أحمد خان، ولا أعرفه، وقد سَمعتَ الجواب على لسان أحد أسلافك في عداوة الإسلام ، فما بقي لك كلام.
    فقال لي، وفي القرآن تناقض، فإنه يقول في سورة المائدة (47): (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ) ويقول في سورة آل عمران (85): (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) فكيف نستطيع أن نعمل بهما جميعاً، ففكرت قليلاً ثم قلت بإلهام من الله تعالى: قبل أن نجيب على هذا الاعتراض يجب علينا أن نفكر في الخصومة التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين النصارى، وفي أي شيء كانت؟ فقال لي : قل أنت، فقلت: كانت في عيسى بن مريم، فإن نصارى نجران جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم واتهموه بأنه تنقص صاحبهم، فقال: ومن صاحبكم، قالوا عيسى بن مريم، قال وما تنقصي له؟ قالوا نفيت أن يكون ابن الله وقلت إنه بشر كسائر البشر فناظرهم في ذلك وأقام عليهم الحجة فعاندوا وأنزل الله تعالى في شأن عيسى في سورة آل عمران (59-60): (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ).
    فلما أصروا على العناد وزعموا أنه ابن الله وأنه ثالث ثلاثة أمره الله بِمُباهلتهم، فلما خرج لِمُباهلتهم خافوا أن يباهلوه وتصالحوا معه، ففي هذه الخصومة قال تعالى: (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ).
    وقِصة مجيء وفد نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصلاتهم النصرانية في مسجده بإذن منه عليه الصلاة والسلام مذكورة في كتب الحديث وكتب السير.
    فقال (سْمِيثْ) ولكن الأناجيل تدل على أنه ابن الله، وأنه ثالث ثلاثة، فقلت له: أنا ما قرأت الإنجيل ولكني أعتقد جازمًا أن الإنجيل حق وأنه من الله، وما كان من الله لا يختلف فلابد أن يكون موافقًا للقرآن في توحيد الله، وعبودية عيسى بن مريم، فقال لي هذا شأنكم يمنعكم التعصب عن قراءة التوراة والإنجيل وأما أنا فإن القرآن عندي بثلاث لغات، فقلت له أما الإنجيل بالعربية فلغته ركيكة لا تفهم، وأما بالإنجليزية فأنا أدرسها لأقرأه بها، فقال لي : عِدني أن تقرأه وأنا أطلب لك نسخة من لندن تصلك بعد شهر، فلما وصلته النسخة كتب إلي معها كتابًا بالإنجليزية جاء فيه: أسأل الله أن يعطيك في هذا الكتاب بركات كثيرة، فأخذت في قراءته واستخرجت الكلمات التي لَم أفهمها من المعاجم ثم قرأته المرة الثالثة وذكرتُ تلك المسائل في جزء سمتيه (حواشي شَتَّى على إنجيل مَتَّى) ونشرت هذا الجزء في مجلة الشبان المسلمين التي تصدر في البصرة كان يصدرها صديقنا الحاج طه الفياض رحمةُ الله عَلَيْهِ، ولَمَّا أَخبرتُ بهذه الحواشي الأمير شكيب أرسلان رحمه الله سألني عنها فقلت : ضاعت في المطبعة فتأسف كثيراً على ضياعها وأنا الآن مستعد أن أؤلف حواشي مثلها أو أحسن منها ولكن الكثير من إخواننا المسلمين لا يهتمون بالدفاع عن دينهم ولا يعينون من أراد أن يدافع عنه بل يخذلونه، ففي مثلهم ينشد:
    لو كنت من مازن لم تستبح إبلي
    بنوا اللقيطة من ذهل بن شيبانًا
    قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم
    طاروا إليه زرافات ووحدانًا
    لا يسألون أخاهم حين يندبهم
    في النائبات على ما قال برهانًا
    يجزون من أظلم أهل الظلم مغفرة
    ومن إساءة أهل السوء إحسانًا
    فليت بهم قوما إذا ركبوا
    شنوا الإغارة فرسانا وركبانًا
    ولما وصلني الكتاب أجبت (سميث) بالشكر ، فلما قرأته وفهمت معناه كتبت إليه كتابًا آخر وقلت له فيه : إن الله قد استجاب دعاءك وأعطاني في هذا الكتاب بركات كثيرة ولكنها تخالف ما عندك وتبطله فقد قلت لي في أثناء المناظرة كذا وكذا ووجدت في الكتاب في الفصل الفلاني برقم كذا وكذا أن ما قلت غير صحيح وأن الإنجيل يدل كما يدل القرآن على توحيد الله تعالى وبشرية عيسى وعبوديته دلالة في غاية الوضوح في مواضع كثيرة وعددت له منها سبعة فكان ذلك آخر العهد به.
    وأشهد لهذا القسيس الشاب أنه كان مخلصاً لدعوته متحمساً غاية التحمس وكنتُ كُلَّمَا قلتُ له إن هذا يخالف العقل ، يقول لي إن العقل ناقص وكلام الله كامل والله يعلم ما لا نعلم، وزُرته مَرة في إرساليته قبل أن يَصلني الكتاب فوجدته لا يأكل اللحم لا في الخلوة ولا أمام الناس فكان يأمر طباخه أن يصنع له طعامًا نباتيًا ويصنع لزوجته وابنه أطعمة باللحوم، فقلت له في ذلك فقال لي : إن هؤلاء الوثنيين الذين أدعوهم إلى الدخول في النصرانية يكرهون أكل اللحوم كراهة شديدة فأنا أتألفهم وقد تركتُ أكل اللحم لأجل المسيح فقلت له ولكنهم لا يرونك في دارك، فقال ولكن لا أستطيع أن أكذبهم فأدعي أني لا آكل اللحم وأنا آكله.
    ولذلك أَثَّرَت دعوته فيهم فرأيت معه ثلاثين رجلاً بنسائهم وأطفالهم يأتمرون بأمره، أَمَرهم أن يبنوا بيعة فبنوها بأيديهم مع شدة فقرهم بخلاف ذلك القسيس الذي كان يعلمني الإنكليزية في مدينة الكناو، فإنه لم يؤمن له أحد لأنه هو نفسه لَم يكن مؤمنًا والإخلاص سر النجاح ولو في الباطل، ومن جملة ما يغالط به دعاة النصرانية في هذا الزمان أنهم يقولون لشبان المسلمين الأغمار أن القرآن ضمن لنا النصر والعزة، ففي سورة آل عمران (55) : (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).
    فقد أخبرني شاب مغربي أن قسيسًا في الرباط عنده غرف مؤثثة يسكن فيها الشبان المغاربة ومجانًا ليجذبهم إليه ويفتنهم في دينهم وقد قال لهم: إذا رأيتم النصارى أعزة أغنياء أقوياء سعداء غالبين في كل مكان فلا تستغربوا ذلك فإن القرآن وعدهم بذلك وذكر لهم الآية السابقة الذِّكر فصدقوه ولم يوجد فيهم أحد يعرف معنى الآية فقلت له: لقد كذبكم وخدعكم فلو كان الأمر كما يقول لانتصر النصارى من أهل نجران، وكان عندهم مائة وعشرون ألف مقاتل ففضلوا مصالحة النبي صلى الله عليه وسلم ودفع الجزية، ولو كان ما يقول حقًا ما انتصر النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وخافه الروم وجبنوا عن قتاله ولو كان ما يقول حقًا ما انهزم الروم البيزنطيون من بلاد الشام التي يسمونها سورية وتركوها بعدما حكموها دهرًا طويلاً ولو كان ما يقول حقًا ما انتصر أصاحب رسول الله على أهل مصر وكانوا نصارى، ولو كان ما يقول حقًا ما انتصر المغاربة على أهل أسبانيا وجنوب فرنسا وحكموا أسبانيا بمشاركة العرب ثَمانمائة سنة، ولو كان ما يقول حقًا ما انهزم النصارى في معارك القسطنطينية وفتحها المسلمون ولا تزال بأيدي أبنائهم إلى يومنا هذا، ومعنى الآية (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ) وهم المسلمون الموحدون لله الذين يؤمنون بجميع رسل الله وبجميع كُتب الله (فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ) وهم الذين لا يؤمنون بالله أو لا يوحدونه أو يكفرون ببعض الكتب أو ببعض الرسل، فالآية حجة للمسلمين في هذا الزمان لا لأعدائهم، فتعجب ذلك الشاب وكان في غمرة فانجلت عنه وأكثر المسلمين في هذا الزمان ينشدون بلسان حالهم:
    زعم العواذل أنني في غمرة *** صدقوا ولكن غمرتي لا تنجلي
    والعجيب من النصارى إذا نظروا في القرآن لا ينظرون بقصد معرفة الحق البتة. بل ينظرون فيه بقصد البحث عن العيوب بزعمهم فيقولون -مثلاً- من أين جاء محمد بهذه القصة؟ فلا يزالون ينقبون فإن وجدوا قصة مشابهة لها في التوراة أوفي الإنجيل أو في التلمود فرحوا فرحًا عظيمًا وظنوا أنهم ظفروا بضالتهم المنشودة وجزموا أنها مأخوذة من ذلك المصدر ولا يبالون بالمخالفات الكثيرة التي تكون بين القصتين أو بين الشريعتين.
    فمن ذلك -مثلاً- قصة نوح فإنهم يَجزمون أن القرآن أخذها من التوراة مع أنه في زمان نزولها لم يكن في مكة يهودي واحد والأشخاص الذين كانوا يعرفون الكتابة والقراءة كان عددهم قليلاً جدًا ولو يكن بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم إلا العداوة والبغضاء ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف قراءة ولا كتابة، وكان أعداؤه له بالمرصاد، فلو رأوا قارئًا يتردد عليه أو رأوه يتردد على قارئ لشنعوا عليه، وقصة نوح في التوراة محكية بأسلوب تفصيلي وصفت فيه السفينة طولها وعرضها وارتفاعها وقد اتخذ الملاحدة ذلك ذريعة إلى الطعن في التوراة ، وقالوا أن سفينة بتلك الصورة لا يمكن أن تستقر في البحر دقيقة واحدة، وحكاية القرآن للقصة لم يستطيعوا أن يوردوا عليها شيئًا من ذلك.
    وهكذا اتخذوا ما في التوراة من وصف أجزاء الأرض وجغرافيتها ذريعة إلى الطعن في صحتها ولم يجدوا في القرآن شيئًا يجعلونه هدفًا لتعنتهم، ثم أنك تقرأ القصة في القرآن وتقرأ مثيلتها في التوراة فتجد البون بينها شاسعًا، تجد أسلوب القصة في القرآن أسلوبًا ربانيًا جذابًا تتخلله المواعظ والإنذار والبشارة بعيدًا عن أساليب كلام البشر وتجدها في التوراة بخلاف ذلك.
    وإذا لم يجدوا للقصة القرآنية أثراً في التوراة ولا في الإنجيل ولا في التلمود كقصة لقمان قالوا: هذا من أساطير العرب وخرافاتهم، أما إذا جاءوا إلى التوراة والإنجيل فإنهم يكتبون عليها بماء الذهب ( الكتاب المقدس ) حتى يجعلوا قارئها أمام الأمر الواقع، ولكن ذلك كله لا يروج على أعداء الكنيسة فإنهم ينتقدون كتب اليهود والنصارى انتقادًا مُرًّا.
    كنت في جامعة (بُنْ) طالبًا ومحاضرًا وكان هنالك طالب يسمى (يعقوبي) (يكوبي) وكان نصف يهودي وهذا اصطلاح هتلري يطلق على من كان أحد أبويه يهوديًا والثاني ألمانيًا، وكان لأنصاف اليهود في وقت تضييق الخناق على اليهود من الحرية ما لَم يكن لليهود فكانت الأحكام المفروضة على اليهود، ومنها عدم الدراسة في المدارس الألمانية لا يجب تطبيقها عليهم إلا أن معظم مديري المدارس كانوا يطبقونها عليهم بغضًا واحتقارًا لا قانونًا، والمتساهلون منهم يقبلونهم، وكان رئيس القسم الشرقي من جامعة (بن) من المتساهلين، ولم أبدأ بالعداوة هذا الشخص فكنت أسمح له أن يحضر دروسي العربية والإسلامية، ولكنه هو بدأ بالعداوة لا لشيء إلا لكوني عربياً، وكان مدير القسم بالنيابة أستاذًا كاثوليكيًا اسمه (هفنينك) وكان يبغضني لأمرين أحدهما: أننا اختلفنا على غرفة الدراسة، فحكم لي المدير السابق عليه فأسرها في نفسه، الثاني: أنه هو أستاذ العبرانية، ولكن الطالب يعقوبي هو أستاذه لأنه كان يعرف العبرانية أحسن منه لأنه نصف يهودي، وهناك أمر ثالث وهو أن الكاثوليكيين في زمان حكم الناتي([12])كانوا متضامنين مع اليهود، فأحس يعقوبي بأنه قادر على أن يؤذيني فأخذ يؤذيني ومن جملة ذلك أننا كُنَّا يومًا نطالع في قسم خزانة الكتب فقام يعقوبي -وأخذ القرآن ووضعه على منضدة وقال للحاضرين-: أنظروا هذا كلام الله وأخذ يضحك ليضحكوا معه فلم يستفز أحد منهم ولم يضحك معه أحد.
    قمتُ أنا وأخذتُ مجموعة التوراة والإنجيل، وقد كتب عليها باللغة الألمانية ما معناه (الكتاب المقدس) أما القرآن فكان مكتوبًا عليه (القرآن لِمُحمد) ووضعتُ مجموعة التوراة والإنجيل إلى جانب القرآن ثم الْتَفَتُّ إليه وقلتُ: أيها اليهودي إن كان هذا كلام الله -وأشرتُ إلى التوراة والإنجيل- فهذا أيضًا كلام الله، -وأشرتُ إلى القرآن- ونحن لسنَا أطفالاً ولا عوام جهالاً، فنحن طلاب في الجامعات نتعلم طرق البحث والتحقيق، فهذان الكتابان جاء بهمَا رجلان من البشر وهذا كذلك فماذا([13])يجب أن يكون هذان الكتابان مقطوعًا بأنهما كلام الله، وهذا الكتاب يكون مقطوعًا بأنه كذب على الله، والصورة التي جاءتنا بها الكتب واحدة، فهذا منطق عجائز، فقال لي يعقوبي أعرف ما تقول، أنا نصراني (بروتستانتي) ولست يهوديًا بأي وجه من الوجوه، إن القانون سيعاقبك على هذه التهمة، فقلتُ له: إن لم تكن أنت يهوديًّا فأنا يهودي، فضحك الحاضرون، ولم ينجح في إضحاكهم عَلَيَّ بل دارت عليه الدائرة وقد انتقم الله منه ومن هفنينك شر انتقام، وكان يسكن في كولونيا فنزلت على بيته قنبلة من قنابل الإنكليز وهدمته عليه ومات أهل الدار كلهم، وإذا قلنا الدار في المدن الكبرى، فكما نقول قرية في بلادنا، فإن سكانها يعدون بالمئات، ومن جملة عدوانه عَلَيَّ أنه حين تولى إدارة القسم رفض رسالة الدكتوراه التي اقترحها عَلَيَّ سلفه واشتغلت فيها أكثر من سنة تحت إرشاده، فجاء هفنينك وادعى أن موضوع الرسالة قد أَلَّفَ فيه عالم إنكليزي في كيمبرج، فقلت له: ليس لي علم بتأليف ذلك الإنكليزي، ولم يؤلفه باللغة الألمانية التي ألفت أنا كتابي بها، وكل أساتذة القسم الشرقي أنكروا عليه ذلك، وبينما أنا كذلك إذ جاءتني دعوة من الإذاعة الألمانية في (برلين) بواسطة مدير إذاعة كولونيا للاستشارة في تأسيس إذاعة عربية ألمانية، فنقلت إلى برلين طالبًا ومحاضرًا ومصححًا للإذاعة، أو مرجعًا لغويًا -كما يسمى بالألمانية- وأتممت دراستي على يد الأستاذ هارتمن، وكفاني الله شر هفنينك وصاحبه يعقوبي.
    فهذا مِن تعصب أهل الأديان بعضهم على بعض، ولا تزال عندي أحاديث منه طريفة، ومنها أنه جاءني أحد الإخوان الشباب الذين يحضرون دروس وعظي، وهو مهندس في مديرية الأوقاف ببغداد -أظن أن اسمه تحسين- واسم أبيه عبد القادر بيقين وكان ذلك سنة 55 أو 1956 م- على حسب التقدير والظن- وقال لي: أن والده موظف في دائرة من دوائر الحكومة ومعه نصراني في تلك الدائرة، فكان دائمًا يطعن في الإسلام ليغيظ عبد القادر، وفي يوم من الأيام قال له: ما رأيتُ طائفة أقل عقلاً منكم معشر المسلمين، قال له: وكيف ذلك، فقال: أنتم تزعمون أن المسيح لَم يقتله اليهود، واليهود مجمعون على أنهم قتلوه، ونحن معاشر النصارى على اختلاف طوائفنا مجمعون على ذلك، وجميع الطوائف في الدنيا يسلمون هذا ويعتقدونه لأنه خبر متواتر وأنتم تجحدونه، فأنتم كالذي ينطح الجدار برأسه، فلم يجد أبو تحسين ما يجيبه به ورجع إلى بيته حزينًا مغمومًا، ولَما قُدِّمَ له العشاء امتنع من الأكل، وحكى لأهل بيته الحكاية فالتمس مني تحسين أن أعطيه دليلاً على كذب النصارى واليهود وصِدق المسلمين من الإنجيل الذي يزعمون أنهم يؤمنون به، فأجبته بالمسائل التالية:
    ففي إنجيل متى الفصل -26 و 27- أن أحبار اليهود حكموا على عيسى بن مريم بأنه كفر وهو يستحق القتل في شريعة التوراة، وحكايتهم لقصة قتله تشهد على دعواهم بالبطلان ويتلخص ذلك في مسائل يجب على النصراني الطاعن في الإسلام أن يجيب عنها:
    (1) هل كان الذين قبضوا على عيسى -بزعمكم- يعرفون شخصه أو لاَ يعرفونه؟ إنجيل متى يشهد بأنهم لم يكونوا يعرفونه.
    (2) هل كان ذلك ليلاً أو نهاراً ؟ يقول إنجيل متى أنه كان ليلاً.
    (3) من هو الذي دَلَّهُم عليه؟ يقول إنجيل متى أنه تلميذه الثاني عشر (يهوذا الاسخريوطي).
    (4) هل دَلَّهُم على ذلك مجانًا أو بِجُعْلٍ جعلوه له؟ يقول إنجيل متى أنه دلهم عليه بِجُعل جعلوه له ومقداره ثلاثون درهمًا من الفضة.
    (5) كيف كانت حال المسيح في تلك الليلة؟ يقول إنجيل متى أنه كان مضطربًا خائفًا يدعو الله ويقول في دعائه: اللهم إن كنتَ تقدر أن تصرف عني هذه الكأس فاصرفها، وهذا مستحيل أن يقوله مؤمن بالله، فضلاً عن نَبِيِّ الله، لأن المؤمنين يعتقدون أن الله على كل شيء قدير.
    (6) كيف كانت حال تلاميذه الأحد عشر؟ يقول إنجيل متى إن النوم غلبهم في تلك الليلة مع ما كان فيه أستاذهم بزعمكم من الفزع.
    (7) هل كان عيسى عليه السلام راضيًا عن حالهم؟ يقول إنجيل متى أنه لم يكن راضيًا وكان يجيء إليهم فيوقضهم([14])ويقول قوموا أدعوا الله واسألوه العافية من البلاء والفتن، ثم يجيء مرة أخرى فيجدهم نائمين فيوقضهم ويقول لهم مثل ذلك، وهذه الصفة لا تنطق على التلاميذ الأبرار وإن كانوا تلاميذ عالم من العلماء الصالحين فكيف بتلاميذ المسيح عليه السلام.
    (8) هل نصروه حين قَبض الأوباش عليه؟ يقول إنجيل متى أنهم خذلوه وهربوا.
    (9) هل كان عيسى يُحسن الظن بتلاميذه في تلك الليلة؟ يقول إنجيل متى أنه يخبرهم أنهم سيخذلونه ولما قال له أحدهم -وهو بطرس- أنا لا أتبرأ منك ولو اضطررت أن أموت قال له المسيح: إنك ستتبرأ مني قبل أن يصيح الديك في هذه الليلة ثلاث مرات، قال إنجيل متى وكذلك وقع.
    (10) كيف أخذه أولئك الأوباش؟ يقول إنجيل متى أنهم جاءوه بسيوف وعصي وبعدما دَلَّهُم عليه يهوذا الاسخريوطي قبضوا عليه وأخذوه إلى رئيس الأحبار فحكم عليه بالموت ووافقه أحبار اليهود فأخذه الأوباش وبصقوا في وجهه ولكموه وبعد ذلك جردوه من ثيابه وألبسوه ثوبًا أحمر ووضعوا على رأسه إكليلاً مِن شوك وأخذوا يستهزئون به، وقالوا له أنت ملك إسرائيل بزعمك وأهانوه أشد الإهانة.
    (11) من الذي بَتَّ في حكم قتله؟ يقول إنجيل متى أنه بلاطوس اليوناني الرومي الذي كان حاكمًا على فلسطين في ذلك الزمان.
    (12) لَمَّا جاء الأوباش إلى الحاكم بذلك الرجل وأخبروه بأن أحبار اليهود حكموا عليه حكم التوراة بالقتل مصلوبًا، هل صدقهم في قولهم بدون بحث؟ يقول إنجيل متى أنه لم يصدقهم بل سأل ذلك الرجل أصحيح ما يقول هؤلاء فسكت ولم يجب بشيء، وكرر عليه السؤال فاستمر على الصمت، وسكت عن قول الحق وكان الواجب عليه -ولو لم يكن نبيًا ولا رسولاً- أن يصرح بالحق وينفي ما زعمه اليهود، وأرسلت زوجته إليه وقالت إياك أن توافقهم على قتل ذلك الرجل الصالح فإني تأَلَّمْتُ اليوم في حُلْمٍ بسببه، وقد قال الإنجيل أنه كان يخطب في جموع اليهود الخطب الطويلة ويقرعهم ويوبخهم توبيخاً يبلغ حد الشتم والقذف([15])فما باله يسكت اليوم، وقد سأله الحاكم وهو يريد نصرة الحق.
    (13) كيف كان صلبه بزعمهم؟ يقول إنجيل متى أنهم صلبوه بين لصين وكانا يشتمانه ويقولان له إن كنتَ صادقًا فخلص نفسك.
    (14) وهي الطامة الكبرى، ماذا قال وهو مصلوب بزعمكم؟ يقول إنجيل متى أنهم سمعوه يقول بصوت عال ( أيلي أيلي لِمَا شبقتني ) وهذا اللفظ سرياني ومعناه: إلهي إلهي لماذا خذلتني، وهذا كفر بإجماع أهل الملل، ومَن نسبه إلى نَبي فهو كافر بجميع الأديان السماوية.
    فذهب تحسين إلى أبيه وسَلَّم له الأسئلة وقال له: يقول لك الدكتور الهلالي -أستاذنا- قل له إن كنتَ صادقًا فيما تدعي فأجب عن هذه الأسئلة جوابًا يقبله العقل ويرضاه المنصفون، وإن كنتَ تريد مناظرة أطول من هذه فَهَلُمَّ إليه، فأخذ أبو تحسين الأسئلة بعدما قرأها هو وابنه مرارًا فرحًا مسرورًا وذهب إلى النصراني وناوله إياها، فلما قرأها سقط في يده وأظهر الندم ووعد عبد القادر أنه لن يعود إلى الطعن في الإسلام أبداً.
    هذا ما علق ببالي مما كنت قرأته في إنجيل متى منذ زمان طويل.
    والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وعلى جميع من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    [1] - العبودية للدينار والدرهم كما في حديث " تَعِسَ عَبْدُ الدِّينار وتَعِسَ عَبد الدرهم وتَعِسَ عبد الخميلة تَعِسَ عبد الخميصة... " فسَّر العلماء هذه العبودية وأمثالها بالشرك الأصغر لا الشرك الأكبر المخرج من الملة.

    [2] - لا يستبعد أن تسمية الله أبًا والبشر أبناء الله في التوراة والإنجيل لا يستبعد أن يكون ذلك من افتراءات اليهود والنصارى وتحريفهم وتبديلهم لنصوص التوراة والإنجيل، ومن الأدلة على ذلك تكذيب الله لهم حيث قال (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) فقال تعالى رادًّا لهذه الفرية (قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم= = بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ) وقال تعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ) فقال الله مكذبًا لهم (ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ). بل قالت النصارى أن الله هو المسيح ابن مريم فكذبهم الله وكفرهم قال تعالى (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) الآية.

    [3] - إن الشيخ لَيَشُكُّ في صحة هذه القصة بل كان عليه أن يَجزم ببطلانِها، ويدل على شدة بطلانها قول الله تعالى في نَبيِّه عِيسى عليه السلام ذاكراً قول جبريل عليه السلام لِمَريم الصديقة عليها السلام:(قَالَ كَذَلِكِ قَالَ= = رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً ). فنحن نَجزم ببطلان هذه القصة لأنها تضمنت ما يَتَنَزَّهُ عنه أي مؤمن فضلاً عن نبي رسول جعله الله آية للناس ورحمة.

    [4] - إن الشيخ لا يؤمن بصحة هذه النص كما ترى وله الحق في ذلك وبناءً على ذلك قال "فإن الشخص الذي قاله كان جاهلاً بقدرة الله ...الخ" فهو يرى أن الذي قاله هو شخص جاهل بقدرة الله فهو في نظره غير نبي الله عيسى عليه السلام. مع أن جملة "يا أبت" من تحريف النصارى لعلها أُبدِلَت عن كلمة "يا الله" أو "يا رب" أو "يا إلهي".

    [5] - يشير المؤلف إلى استبعاد واستنكار أن يقول نبي الله عيسى هذا الكلام وإنما هو من كلام جهلة النصارى الشاكين في قدرة الله، الأمر الذي لا يعتقده أدنى المؤمنين إيمانًا فضلاً عن نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

    [6]و 2- الظاهر أن كلمتي "سأرسله إليكم" محرفة عن قوله "سيرسله الله إليكم" يؤيد هذا قول الله تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ).

    [7]

    [8]- في هذا النص تصريح من نبي الله عيسى عليه السلام بوحدانية الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم لولد ولم يكن له كفؤًا أحد وتصريح منه بأنه رسول من الله كسائر الرسل عليهم الصلاة والسلام، وفيه تكذيب للنصارى الذين يقولون أن عيسى هو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة.

    [9] - وفي هذا النص تصريح من نبي الله عيسى أن الله هو الرب الواحد والإله الواحد وهذا يدحض كل افتراءات النصارى التي أسلفنا ذكرها.

    [10] - قد أشرنا غير مرة إلى أن كلمة أب وابن فيما يتعلق بعيسى إنما هي من تحريف النصارى وقد سُقنا الأدلة على ذلك في أول هذه التعليقات.

    [11] - كذا والصواب " إنَّ ما ".

    [12] - كذا، ولعله النازي.

    [13]- كذا والصواب "فلماذا".

    [14] - كذا والصحيح " فيوقظهم".

    [15]- كذا وهي كلمة خطيرة يتنَزَّه عنها المؤمنون فضلاً عن الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، ولعل الشيخ وجد هذا فيما ينسبه أهل الضلال من النصارى إلى عيسى، وكان على المؤلف أن يتجنبها أو ينتقدهم فيها ويبين زيفها.
يعمل...
X