بسم الله الرحمن الرحيم
أعان الله إخواننا في دماج، ونصرهم على الروافض أعداء الإسلام، وقوَّى شوكتهم، وسدَّدَّ رميتهم، ونسأل الله أن يثبتهم -وهم كذلك إن شاء الله- ونسأله سبحانه أن يشف صدور أهل السنة بوأد بغي هؤلاء الروافض، وأن يجعل كيدهم في نحورهم، وأن يجعل بأسهم بينهم شديد.
ونقول لإخواننا: والله لن يخزيكم الله أبدًا، فدارٌ هذا حالها، من الثبات على المنهج السلفي، والدفاع عنه ونصرته، ما نظن أن يكون عاقبة أمرها ومآله إلا إلى العزة والرفعة وعلو القدر والشأن، والنصرة، مع شيء من الابتلاء، والمرء يبتلى على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في الابتلاء، أليس الله بكافٍ عبده؟! بلى.
فهؤلاء الروافض يصدون عن دين الله، ولهم أشباه ونظائر في كل مكان، وكذلك أهل الأهواء، فهم يصدون الناس عن منهج السلف الصالح -رضوان الله عليهم- ومن أسباب تجرأ هؤلاء الرافضة وغيرهم على بلاد الإسلام ما فعله الخوارج مؤخرًا في البلاد فأوهنوها وأضعفوها، وجعلوها مطمعًا لكل دخيل، ويصدق فيهم ما نقله الشيخ أبو بكر -حفظه الله- عن أهل العلم في كلمته التي سماها: "الحجة الساطعة في فتنة الخوارج الواقعة"قول أهل العلم : "إن أهل البدع يفتحون باب الحصن للعدو" يفتحونه للرافضة -لعنهم الله- وغيرهم من أعداء الإسلام والسنن ونحو ذلك.
وهذا هو ديدن أهل الأهواء من قديم وحديث هو أن يقفوا حائط صد للسنة وحامليها، وما حصل وما يحصل في اليمن خير شاهد على ذلك، من التفرق والتحزب، وشماتة أهل الكفر في ديار المسلمين.
وكان سبب كتابة هذا المقال هو ما سيأتي بيانه –إن شاء الله- وما كنت أعلمُ بأمر حصار الرافضة إلا بعد اتصال أحد الإخوة -جزاه الله خيرًا- بي أمس وطلب مني ومن الإخوة الدعاء لإخواننا في دماج، فرأيت أنه من الأفضل أن أقدم الدعاء لإخواننا -حفظهم الله وثبتهم- على ما كنت أعزمُ على رفعه لعظم شأن هذا الأمر، وإن كان هناك تعلق بين الأمرين، فنسأل الله جل وعلا أن يفرِّج عنهم، وأن ينزل عليهم السكينة والطمأنينة، وأن يقر أعين أهل السنة بنصرة إخواننا السلفيين على أعداء الدين وأعداء السنن.
فأما الأمر المعلق بالمقال كان قد مَنَّ الله على الشيخ أبي بكر -حفظه الله- بمسجد "التوحيد" بقرية جوجر التي منها الشيخ قبل عيد الفطر، فحاضر فيه بعض المحاضرات والدروس، ومنها سلسلة شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- فجاء رجل من أهل قرية ميت الكرماء وطلب من الشيخ أن يحاضر في مسجد "الروضة" وكان قد وهبه لله، فأناب الشيخُ أحد الإخوة للصلاة في المسجد على أن يحاضر الشيخ في المسجدين بالتناوب، وأنتم تعلمون مدى تكالب أهل الأهواء على المساجد، فلأن يكون المسجد خاويًا على عروشه أفضل من أن يحاضر فيه سلفي!! فجاءوا إلى المسجد يُهرعون لمنع الشيخ من إعطاء الدروس فيه، وأحدثوا ضجيجًا في المسجد، وفتنوا الناس وكان ذلك في ليلة الجمعة الموافقة 1 من ذي الحجة لسنة 1432هـ وإليكم رابط الدرس الذي دخل فيه أهل الأهواء إلى المسجد وأحدثوا فيه ما أحدثوا: http://jumbofiles.com/ymxo9k97e526
وقد حاولوا التشويش على الشيخ -حفظه الله- أثناء الدرس، وهذا ظاهر وواضح لمن سمع الدرس -ففرق بين أول الدرس وبين آخره- بدعوى إلقاء سؤال أثناء الدرس، والمناظرة بعد الدرس، وقد دعاهم الشيخ -حفظه الله- إلى المباهلة -ولا يزال- أن لعنة الله على الأبعد عن الحق، ولكن القوم مخذولون -زادهم الله خذلانًا وخزيًا- فهم لا يريدون إلا الجدل والجدال العقيم وافتتان أتباعهم، ولسان حالهم يقول: أخرجوا أبا بكر وإخوانه من قريتكم -أي ميت الكرماء- إنهم -ولله الحمد- بالسنة مستمسكون، ولأهل الأهواء يهجرون، وعليهم لا يُسلِّمون، وعن البدع ناءون وبعيدون، ومن الأحزاب والفرق والجماعات حذرون ومحذرون، وإلى عدم الخروج على الحاكم المسلم داعون، وفاعلو الكبيرة عندهم لا يَكْفُرون، وإن أصر هذا العاصي فهم أيضًا مصرون، إلا إذا استحل بالقلب فهم له منصفون، وللانتخابات يحرمون، وفيها لا يدخلون، وما نحن على ذلك بقادرين،كيف ونحن لأهل الأهواء موالون؟! من تبليغ وجهاد وتكفير وكذلك الإخوان المسلمون، وبعهدهم موفون، وللميثاق مغلِّظون، ولعصاة المسلمين الغير مستحلين مع الإصرار مكفرون، وللخروج على الحاكم المسلم داعون، وفي ميدان التحرير بالقاهرة قابعون، وفي الانتخابات -إن شاء الله- مشاركون، رجالاً ونساءً نصارى ومسلمون، إلى غير ذلك مما عليه أهل الأهواء في كل الدنيا، وأخذوا يشنعون على إخواننا زورًا وبهتانًا، مستغلين في ذلك غربة السنة، فأخذوا يُلَبِّسون على الناس ويَلْبِسون عليهم أمر دينهم، فالله المستعان عليهم وعلى ما يقولون.
فرأى الشيخ أبو بكر -حفظه الله- أن من الواجب عليه تبيين الحق وكشف زور وبهتان أهل الأهواء -على الأقل- في القريتين على أم مسامعهم، وعلى شبكة النت، فأخرج هذه المحاضرة وسماها: تذكير النُجباء في فتنة أهل الأهواء بقرية ميت الكُرَمَاء بمصر الغرَّاء، ليفتضح أمرهم أمام الناس، وهي عبارة عن قراءة بعض الأبيات المختارة من نونية شيخ الإسلام ابن القيم -رحمه الله- مع شيء من التعليق عليها، وفيها تسلية للإخوة السلفيين في جوجر وميت الكرماء ومصر وغيرها من البلدان، رحم الله شيخ الإسلام ابن القيم وجميع أئمة الإسلام، وإليكم رابط المحاضرة: http://jumbofiles.com/cpugby266fu8