الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، وآله وصحبه ووفده، ومن اتبع هداه وسار على نهجه إلى يوم الدين.
وبعد:
فإن من أصعب المشكلات توضيح الواضحات، ومن أصعب المشكلات أيضًا أن يُبتلى الإنسان بكذَبَة ينقلون عنه ما لم يقل، ويُفسرون قوله بما لم يخطر على باله، ولا يحتمله لفظه ولا قصده، ولكن لنا أُسوة بالسابقين الأولين، من النبيين ومن الصالحين ومن العلماء الربانيين؛ أنهم ابتلوا بهذا الفئام من الناس، فصبروا على ما أوذوا وجعل الله في ذلك خيرًا كثيرًا، وهذا اللقاء بناءً على طلب بعض إخواني ليستمعوا مني حول ما يُثار الآن خاصة في هذه الأيام؛ حملة شعواء؛ يقودها مرجفون، ويُروِّج لها شبه عوام، كلما رأوا شيئًا يلمع ظنوه ذهبًا، وكلما رأوا شيئًا أبيض ظنوه لبنًا، ولكن أقول لهم ولمن وراءهم: لا تغرنَّكم البُرقة فإن العلماء -إن شاء الله- ينخلونها نخلاً، ويردونها بالأدلة والحجج بإذن الله تبارك وتعالى، والآن هذه الكلمة ستكون في البداية حول ما كتبه بعض المفلسين الذين اتصفوا بما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ في حديث المفلس من شتم ومن قدح، ومن افتراء وهو المدعو: أُسامة عطايا، فأقول له ولأمثاله ولمن يقفون وراءه: إن سكوتي عن كثير مما نسبه إليَّ بعضُ من كان معنا أو محسوبًا علينا في السنوات الخاليات زورًاوبهتانًا له أسبابٌ كثيرة، ليس فيها الخوف من أحد إلا الله سبحانه وتعالى، أو العجز على الرد المفحم عن كل من تقول بعض الأقاويل، وروج لتلك الأباطيل، ودلَّس هاتيك الأضاليل، وصدق من قال:
هل صحَّ مِن حاك قول فنقبَلهُ *** أم ذاك أبـاطيلُ وأسْمــــارُ
أمـا العقلُ فقـال إنه كذبٌ *** والعقلُ غَرسٌ له في الصدقِ أثمارُ
وإنما كان أهم تلك الأسباب؛ هو عدم الدخول في مهاترات، والانشغال بمناوشات، لا تعود على دعوتنا بالخير، وإنما تزيد الشباب حَيرة، وتُضاعف فُرقة الصف.
ثم إني غلَّبتُ أن أدفع بالتي هي أحسن، للتي هي أقوَم، لعلََّ من كذَب يتوب، ومن فجر يئوب، ومن غدر يَرْعوِي، مع إيماني المطلق إن الكذِبَ لا يُصبح بالتقارب حقًّا، والتزوير لا يصير صِدقًا،﴿والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾.
الأمر الثاني في هذه المقدمة: إن وسائل تلك الفئة الباغية في الترويج لباطلها، وإشاعة إفكها، أنهم انطلقوا كالخفافيش في الظلام الطامس، وأصبحوا لا يردون لأهل الأهواء والبدع والذين يحبون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين يد لامس، فقد نقضوا العهد ما يزيد عن خمس مرات، وتواطئوا على الكذب والزور مرات وكرات، وكتموا الحقيقة وَزَوَّرُوا الادعاءات، فإذا أظهروا وثيقة فهي لا تدل إلا على أقل من واحد في المائة على الحقيقة، ثم كرُّوا عليها بالتهويل والتطبيل والتهويش بسجع كسجع الكهان، وهم يسيرون على مبدأ الإعلاميين الكذبة؛ اكذب واكذب حتى يصدقك الناس، بل كذبوا حتى صدَّقوا أنفسهم، لقد وشوا وتآمروا، وقبضوا ثمن ذلك سيارات واشتروا شققًا وعمارات، وتحالفوا من أجل ذلك مع أهل الأهواء والبدع؛ الذين كانوا من قبل يُطلقون فيهم القول الفظيع، ويُشنعون عليهم بضروب التشنيع، ويصفونهم بأنهم أخطر من اليهود والنصارى على الدعوة السلفية.
أمرٌ آخر: أني بإذن الله لم ألجأ إلى الرد بمفردات قاموسهم القذر، ولم أُطلق فيهم الأوصاف التي يستحقونها، ولن أشمت بهم؛ وقد فضحهم الله في بيوتهم، وبين أولادهم، وعند أقرب الناس إليهم، لأن السب والشتم حجة العاجز، ودليل الكذاب، وزاد الدعي، وكل إنسان إذا أراد أن يسُبّ ويشتم ويُجدع يستطيع، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " أتدرون من الفلس من أمتي؟قالوا : المفلس فينا: من لا درهم له ولا متاع . قال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنِيَت حسناته من قبل أن يقضِيَ ما عليه؛ أُخِذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرِح في النار" أخرجه الإمام مسلم.
وسأتناول في هذه الكلمات الموجزات؛ أحد هؤلاء المفلسين؛ الذي تصدى لأمر ليس من اختصاصه، وليس له به علم، واجتمعت فيه صفات المفلس التي تقدم ذكرها في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كذب، وقد شتم، وقد قذف، وقد سعى في سفك دمي، وما ترك صفة ذميمة إلا ألحقها بي، فحسبنا الله ونع الوكيل، والله المستعان على ما يصفون، وما كنتُ أوَدُّ أن أجعله غرضًا لي؛ لأنه لا يستحق، وكلامه عند المنصف ليس بصدق، وإنما يحكم على الرجال بأقوال العلماء، وليس بأقوال الأدعياء، وهو عن الحق بمعزل، ومنزله عنه بأبعد منزل، لكن من المؤسف حقًّا، أن يغتر بكلامه بعض الناس؛ لأن كثيرًا من منتديات أهل الباطل والبدع؛ روَّجت لها وضخمتها، وفرحوا بها وطاروا، فظن بعض الشباب أن السكوت عن الباطل إقرارٌ له، والتأخر عن الخصومة وعدم التسابق إلى الفتنة عجزٌ وخوَر، وحال هذا المفلس؛ أنه راجعه بعض أهل الخير وضيَّقوا عليه بالزجر قال: هذا كلامٌ قديم، وأنه انتشر بغير إذني وليس لي علمٌ بذلك. فظنَّ به أهل الخير خيرًا، وتركوه، وهو مع ذلك كله لا يزال يجلب بخيله ورجله، وأنا أعلم علم اليقين؛ أنه رجلٌ ضُلِّل، وزيَّن له شياطين الفئة الباغية أُمورًا، ولكن ليس هذا بعذر له، فمن الواجب عليه شرعًا أن يُراجع صاحب الشأن، ويتثبت من الأمور، وإن كانت عنده نصيحة فليؤدها.
المسألة الأولى: أباطيله في مسألة أبي الحسن المأربي المصري –هدانا الله وإياه-، قال هذا المفلس: "يعني منذ بدأت فتنة المأربي –وهذا قوله- : يعني منذ بدأت فتنة المأربي وهو في انتكاس –أي:عَنِّي- للأسف الشديد يعني أنا أتكلم من واقع وهو في انتكاس من معارضة للشيخ ربيع ومن دعاوى كاذبة، وسبب فرقة وفتنة واللمز في الشيخ ربيع وجفاء للمشايخ ..." إلى آخر قوله الذي هو يدل على أنه لا يسوى بعرة .
أقول: هذا الكلام لا يسوى نقله، لأنه دعوى لا دليل عليها، وكذِبٌ له قرون، والواقع يرفضه، والبرهان ينقضه، فأنا أتحدَّاه أن يأتي بدليل واحد على هذه الدعاوى، وأمونه ما شاء من الزمن أن يأتي ولن يأت بإذن الله؛ هذا أوّلاً.
ثانيـًــــــا: فإن جعل الموقف من المأربي سببًا في الانتكاس والضلال؛ فهذا تألي على الله، لا يُقِرُّه عليه أحدٌ من أهل العلم وطلابه، وإن وجد من يُطبل له ممن ليسوا في العير ولا في النفير، وليَدُلُّونا على عالم أو طالب علم قرَّر هذا التقرير، بل إن والدنا الشيخ ربيع –حفظه الله- لا يرضى هذا الغلو والتنطع وهذه الحدادية المغلفة؛ وقد سمِعتُ هذا منه مرارًا وتكرارًا .
ثالثــــــًا: إن موقفي من المأربي منذ البدايات؛ أنني خطَّأتُ المأربي، وإنما كان الخلاف هل الرجل مبتدعٌ أو لا.
رابـــعـًــا: أما معارضتي للشيخ ربيع التي يدعيها؛ فإننا نَصَحةٌ ولسنا فَضَحة، وعذارون وليس عثَّارين، فليس هناك معارضة بيني وبين الشيخ ربيع من ربع قرن، وعلاقتي به لا يستطيع ولا مثل الأرض من مثله أن يهزوها بإذن الله، ولا زلنا نسمع من والدنا الشيخ ربيع –حفظه الله-؛ فإن وجدنا حقًّا نصرناه وأيَّدناه، وإن كان لنا وِجهة نظر طرحناها وبيَّناها ، والشيخ ربيع –حفظه الله- يتسع صدره لمن خالفه بحق، أو كان له اجتهادٌ مقبول، ونحنُ في دعوة نتعاون فيها على البر والتقوى، ولسنا في حزب أو تنظيم، وهذا من فضل الله علينا ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ومواقفي مع الشيخ ربيع –حفظه الله وغيره من إخواننا أهل العلم نُصرةً ونُصحًا وتعاونًا على الخير يعلمها من كان له أدنى صلة بِنا، أما المنقطع المُنبَت عن إخوانه؛ المتربِّص للعثرات؛ فما له ولنا.
خـــــامسـًا :أما جفوة المشايخ، فأي مشايخ تعني، فأنا مازلتُ منذُ أن أحُجَّ أو أعتمر إلاّ زُرتُ من استطعتُ من إخواننا من أهل العلم؛ كالشيخ العباد، ، وإخوانهم من علماء أهل المدينة، والشيخ ربيع، والشيخ وصِيُّ الله، والشيخ محمد بن عبد الوهاب البنّا، وإخوانهم في مكة.
ســادســــًا : وعودًا على بدء؛ فهذا الرجل هو الذي يُداهن من لا يزال يُدافع عن المأربي ، بل يُزكي رؤوس المبتدعة؛ كمحمد حسان والحويني وأمثالهم، بل نكص على عقبيه وصالحهم على ما عندهم من تمييع في المنهج السلفي وانحراف في الدعوة، وبالأمس القريب؛ ما ترك وصفًا خسيسًا إلاّ نعته به، ثم يتمترس وراء دعوة كاذبة أن الشيخ ربيعًا –حفظه الله- يؤيِّد ما يقوم به ودعا إلى هذا التلاعب بالدعوة.
هل غيَّر أعداء الأمس حلفاء اليوم قواعدهم وضوابطهم التي ميَّعوا بها المنهج السلفي؟
هل غيروا موقفهم من المأربي والمغراوي وعرعور أم أنهم أصبحوا في صفهم، بل زادوا نغمة على الطمبور فزكوا حسان والحويني، فأين أنت من هذا كله، إذا كان موقف سابق من المأربي ولنا فيه حجة ولنا فيه سلف، تعُدُّه بداية الانتكاس(!)، فأيُّ انتكاسة أنت فيها الآن؛ من موالاة هؤلاء الحزبيين، والتعاون مع هؤلاء المميعين، والسكوت عن قواعد وضوابط هؤلاء المنحرفين، فاربع يا هذا على نفسك؛ واعلم أن الحفرة التي حفرتها لنا أوقعك الله فيها؛ اللهم لا شماتة، أتحدَّاك أن تُظهر ورق اللعبة التي اتفقتم عليها أنت وإيَّاهم لكي يطلع عليها من يغتر بك؛ ليعلموا مدى تلاعبك على الحبلين، والكيل بمكيالين.
ســـابـعًا: هل تظن أن أحوالك تخفى على الناس، فأنت في بلاد الحجاز تُظهر موافقتك للشيخ ربيع وعلماء المدينة، وعندما تخرجُ منها إلى غيرها تُصاحب المبتدعة والمنحرفين وأهل الأهواء الذين تفتخر بأنهم شيوخك، وما خبر زيارتك للأردن عنّا ببعيد، فمدخلك ومخرجك وإقامتك وفطورك وعشاءك وغداءك عند التكفيريين في جرش وغيرها.
ثـــامنــًا:لقد بيَّنتُ ولو بعد حين؛ موقفي الصريح من المأربي والمغراوي ومن قبل في عرعور والحويني ومحمد حسان وأمثالهم، وعندما رأيتُ انحراف الفئة الباغية نحو هؤلاء الضلال وأمثالهم من أهل البدع؛ كمجموعة الإسكندرية؛ أعلنتُ نصرتي وموالاتي لإخواني السلفيين في الحجاز كالشيخ ربيع وإخوانه علماء المدينة، وإخواني السلفيين في اليمن كالشيخ يحيى وإخوانه من طلاب العلم، والكُلُّ يعلم أن هؤلاء ومن كان معهم هم فئتي التي أتحيَّزُ لها في المنهج والدعوة والعقيدة.
وأُذكركَ بقولك البهتان، وشهادتك الزور؛ -والله حسيبك- : " وهذا ظهر بعد سبحان الله؛ بعد دفاعه عن المأربي، يعني الدفاع عن أهل البدع يوجب الزيغ كما زاغ، ولكن لم يكن زيغه فقط في المنهج" هكذا قال، أقول : فمن الزائغ الآن بناءً على تقريراتك وتقعيداتك(؟!) أليس أنت وحلفاؤك الذين يُزكون حتى هذه الساعة المأربي والمغرواي والحويني وحسان وعرعور، بل من هم أشد منهم كإحياء التراث وغيرها، بل هم أسوء من هؤلاء جميعًا، بل إنهم الآن يضعون الآن يَدَهُم بِيَدِ روافض العراق قاتلهم الله أنى يؤفكون.
هذا الأمر الأول بالنسبة لموقفي من المأربي.
ثانيًا : تزييفه لما حصل مع جمعية إحياء التراث.
قال فضَّ الله فاه: كان فيما مضى يذُمُّ إحياء التراث، ثم أصبح معهم قلبًا وقالبًا، وكان يأخذ منهم الأموال، ومما صحّ عندي من نقل المشايخ الثقات؛ سواء كانوا من المعاصرين أو كانوا من المُحَكِّمين الذين دخلوا في القضية وكانوا طرفًا فيها يعني أخذتُ التفاصيل من عدة أشخاص ذوي العلاقة المباشرة أن إحياء التراث أرسلوا مبلغًا ضخمًا. إلى آخر هراءه وافتراءه.
نعم؛ أقول: نعم؛ كنتُ أذُمُّها لمَّا رأيتُ ما صنعت بِنا قبل خمسة وثلاثين سنة، وأنها جاءت لتشتري بدراهمها من تستطيع أن تشتريه، ثُمّ جاءوا بحلفائك وأقسموا بالله أنهم تغيَّرُوا وأنهم يريدون التعاون على نشر السلفية، وأن الجمعية والمركز سيكونان في خدمة الدعوة، ويومَها تَشَاورنا جميعًا، وكان رأيُنا أن نُجربهم ونختبر صدقهم، فصارت علاقة بين المركز وبين الجمعية، ولم تكن أيُّ علاقة شخصية بيني وبين هذه الجمعية، وإنما كانت العلاقة معي بصفتي مُديرًا للمركز وليس بصفتي الشخصية، فإن كان هذا مَذَمَّة فهي تلحق حُلفاءك تَبَعًا وقبلي؛ فقد خاطبتُ الجمعية بأسمائنا جميعًا كمؤسسين للمركز وليس بصفتي الشخصية، وتَواقيع هؤلاء على تلك الرسالة التي أُرسلت للجمعية أوَّل أمر عندي.
ثانيًا: هذه الأموال التي أُرسلت للمركز على مدار ثلاث سنوات وكانت في علم الجميع، ولكن لمَّا رأيتُ أن حلفاءك الجُدد يريدون هدر أموال المركز وتضييعها؛ بين قرض وبين مكافأة وبين غيرها اتخذتُ قرارًا أن أُحافظ على هذه الأموال للمركز وليس لي.
ثالثًا: هذه الأموال أُعيدت للجمعية بكامل حريتي واختياري وفيها محضر مُوَقّع عليه من هؤلاء؛ من هؤلاء الفئة الباغية لهم علاقة بهذا الموضوع وليس كما تدعي تحت التهديد، فمرّةً يقولون: إن الجمعية هدَّدت برفع قضية، وأُخرى يقولون: أنهم أرادوا أن يشكوا إلى الديوان الملكي، ومرَّةً إلى وزارة الخارجية، ومرَّةً إلى السفارة الكويتية، فانظر إلى تخبطهم وكذبهم، وتأمل كذبك، يقولون: الظاهر أرسلت له إحياء التراث مبلغًا ضخمًا من المال، الجمعية أرسلت تسعين ألف دينار فأين هي؟ أو .. هو لا يعرف لا دينار ولا درهم، لكن ما وصل شيء، قالوا : أرسلنا لسليم.
رجعوا لسليم، يا سليم: أين المال الضخم؟ والله ما جاءني شيء. يحلف بالله؛ بدون أن يُراعي لله أي قيمة في الحلف، يحلف الأيمان المُغلّظة، وهو كاذبٌ بكل سهولة، والله والله ما فعلت؛ والله ما أخذت.
اتصلوا بإحياء التراث؛ وقالوا : الرجل يحلف بالله ما وصل،.
اتصل عليه طارق العيسى وقال له: يا شيخ سليم: أنتَ أخذتَ وأرسلنا لك الحساب؛ فإما أن ترجع المبلغ، وإما أن نشتكي إلى الديوان الملكي الأردني. بعدها؛ خاف وأرسل الأموال، أرسلها رسميًا؛ إلى آخر الرواية المُفَبركة؛ رواية مفبركة، من أَمْلاها عليه؟ أملاها عليه رؤوس الفئة الباغية لتكونَ عُرضانًا للصلح المزعوم، وكأنه لم يسمع بحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "كفى بالمرء إثمًا –وفي رواية- : ( كذبًا )؛ أن يُحدِّث بكل ما سمِع" ، هو باعترافه يقول: أنا ما حضرتُ، أنا ما شهِدت، أنا ما اطلعتُ، أنا سمِعت.
فإن كنتَ استمعتَ؛ فلِمَ لم تسمع من الطرف الثاني، ألم تسمع قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : "بِئسَ مَطِية القوم زعموا" ، ألم تسمع بقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- :" من حدَّث بحديث يُرى أنه كذِبٌ؛ فهو أحد الكاذبين"، إن هذه الرواية ألقاها عليك من صالحتَ وهادنتَ ورضيتَ به مع انحرافه وزيغه وبدعته، ألقاها إليك؛ لتنشُرَ منها وتُذِيعَها بدون أدنى تثبت. أقول لك ولحُلفائك: طارق العيسى حيٌّ يُرزَق؛ أتحدَّاهُ أن ينطِق بهذا الكلام رسميًا أو يُثبته، أن يقول: أنني هدَّدتُ الهلالي بأنني سأرفعُ عليه قضية؛ أتَحدَّاهُ وأتحدَّاهم، فجميعُ الوثائق التي عندي؛ تُبرهن أن الأموال رَجَعَت؛ لأنني اخترتُ رُجوعها، ووافَقَ على ذلك حُلفاؤُكَ بعدما يَئِسُوا من الحصول عليها.
نعم؛ أعَدتُها للجمعية حتى نتخلَّص من هَيْمنتِها، ونتخلص من مِنَّتِها، ونقول لهم: لسنا بحاجة لكم ولا لأموالكم، لقد عادتِ الأموال إليهم فليَفرحوا بها، ولقد أغنانا الله عنهم في الماضي وفي الحاضر، ونسأل الله أن يُغنينا عنهم في المستقبل.
رابــعًا: من هم المشايخ الذين تقول عنهم المشايخ الثقات، والمُحَكَّمين الأثبات، سمِّ لنا رجالك؟ ليرى من يسمع قولك مَنْ هُم هؤلاء (الأثبات الثقات!).
هؤلاء (الأثبات الثقاتَ!)؛ لا تزال مقالاتُكَ في تبديعهم وانحرافهم تزخر في منتديات الأنترنت.
هؤلاء (الأثبات الثقات!)؛ هم خصومٌ في هذه القضية، كيف تستشهدُ بالخصوم عليَّ (؟!!).
هؤلاء (الأثبات الثقات!)؛ هم الذين انحرفوا بالدَّعوَة والمركز وانتموا في أحضان القطبية والتكفيرية في الإسكندرية والقاهرة.
هؤلاء (الأثبات الثقات!)؛ هم الذين قلبوا ظهر المِجَن لوالدنا الشيخ ربيع ووصفوه بالفتنة، وأنَّهُ كبُرَ وخرُفَ، وأنه وأنه ...، نعم هؤلاء؛ ومع ذلك تقول عنهم مشايخ ثِقَات (!!!)
هل تعرف ما تقول (؟!)
هل تُدركُ ما تكتُب (؟!)
أم أنك تهذي بما يؤذي فقط ليُقال عنكَ أنَّك حذَّرتَ من الهلالي؛ ليرضى عنكَ الفئةُ الباغية.
فما مِثلُكَ يا هذا؛ إلاَّ كالذي بال في زمزم ليصير مشتهرًا.
خــامسًا: أنتَ لا تدري عن أيِّ شيء حدَثَ بالمركز، ولا دوافِعَهُ، ولا آثاره، ولا مَنِ الذي يُديرُ الفئة الباغية التي لا تزال تُصِرُّ على إجرامها، وتُصِر على انحرافها، وتَعرض الدَّعوة السلفية بالأردن في المزاد العالمي.
ثالثًــــًا: تناقضاته وادعاءاته وافتراءاته، وأما بقيَّةُ كلامه؛ فأنا أتحدَّاه أن يأتي على حَرْف واحد ببرهان، أو على كلمة بدليل.
واسمعوا إليه فضَّ الله فاهُ يقول: "يتعلـَّقُ بالنســاء".
أقول لك: اسمع قول الله تعالى: ﴿والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شُهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا وأولئك هم الفاسقون﴾
فأين شُهودُك على قولك هذا ؟
أم أنَّك أدمَنتَ على الجَلْد ولم تَعُد تعبأ بثمانين جَلدة، وقد حُكِمتَ بأضعافها جزاءً وِفاقًا على كذبك وافتراءك على عباد الله.
نعم؛ حُكِمتَ بالجَلْد في محاكِمِ البلد الذي تُقيم فيه وتدَّعي أنك تُدافعُ عنه، ومع ذلك لم ترعَوِي.
فمن هو الجديرُ بالفسق(؟!)، ومن هو الحقيقُ بردِّ الشهادة(؟!)، ومن الذي سيكتُب التاريخُ على قَفاه (؟!)
لن يُفلِح أبدًا ما دام مُقيمًا على كذِبه، مُصِرًّا على بُرهانه، مُستهينـًا بأعراض المسلمين.
ولكن يا هذا؛ بابُ التوبة مفتوح، فهلاَّ من توبة نصوح تعترفُ بها بكذبك، وترجع عن الطعن في أعراض إخوانك، أسأل الله أن يهدِيَك، وأن يُوَفِّقك لتوبة نصوح، وأسأل الله لنا ولإخواني المسلمين السَّتر والعافية.
وآخرُ كلامِنـــا أن الحـمدُ لله ربِّ العالميــــــن.
وبعد:
فإن من أصعب المشكلات توضيح الواضحات، ومن أصعب المشكلات أيضًا أن يُبتلى الإنسان بكذَبَة ينقلون عنه ما لم يقل، ويُفسرون قوله بما لم يخطر على باله، ولا يحتمله لفظه ولا قصده، ولكن لنا أُسوة بالسابقين الأولين، من النبيين ومن الصالحين ومن العلماء الربانيين؛ أنهم ابتلوا بهذا الفئام من الناس، فصبروا على ما أوذوا وجعل الله في ذلك خيرًا كثيرًا، وهذا اللقاء بناءً على طلب بعض إخواني ليستمعوا مني حول ما يُثار الآن خاصة في هذه الأيام؛ حملة شعواء؛ يقودها مرجفون، ويُروِّج لها شبه عوام، كلما رأوا شيئًا يلمع ظنوه ذهبًا، وكلما رأوا شيئًا أبيض ظنوه لبنًا، ولكن أقول لهم ولمن وراءهم: لا تغرنَّكم البُرقة فإن العلماء -إن شاء الله- ينخلونها نخلاً، ويردونها بالأدلة والحجج بإذن الله تبارك وتعالى، والآن هذه الكلمة ستكون في البداية حول ما كتبه بعض المفلسين الذين اتصفوا بما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ في حديث المفلس من شتم ومن قدح، ومن افتراء وهو المدعو: أُسامة عطايا، فأقول له ولأمثاله ولمن يقفون وراءه: إن سكوتي عن كثير مما نسبه إليَّ بعضُ من كان معنا أو محسوبًا علينا في السنوات الخاليات زورًاوبهتانًا له أسبابٌ كثيرة، ليس فيها الخوف من أحد إلا الله سبحانه وتعالى، أو العجز على الرد المفحم عن كل من تقول بعض الأقاويل، وروج لتلك الأباطيل، ودلَّس هاتيك الأضاليل، وصدق من قال:
هل صحَّ مِن حاك قول فنقبَلهُ *** أم ذاك أبـاطيلُ وأسْمــــارُ
أمـا العقلُ فقـال إنه كذبٌ *** والعقلُ غَرسٌ له في الصدقِ أثمارُ
وإنما كان أهم تلك الأسباب؛ هو عدم الدخول في مهاترات، والانشغال بمناوشات، لا تعود على دعوتنا بالخير، وإنما تزيد الشباب حَيرة، وتُضاعف فُرقة الصف.
ثم إني غلَّبتُ أن أدفع بالتي هي أحسن، للتي هي أقوَم، لعلََّ من كذَب يتوب، ومن فجر يئوب، ومن غدر يَرْعوِي، مع إيماني المطلق إن الكذِبَ لا يُصبح بالتقارب حقًّا، والتزوير لا يصير صِدقًا،﴿والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾.
الأمر الثاني في هذه المقدمة: إن وسائل تلك الفئة الباغية في الترويج لباطلها، وإشاعة إفكها، أنهم انطلقوا كالخفافيش في الظلام الطامس، وأصبحوا لا يردون لأهل الأهواء والبدع والذين يحبون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين يد لامس، فقد نقضوا العهد ما يزيد عن خمس مرات، وتواطئوا على الكذب والزور مرات وكرات، وكتموا الحقيقة وَزَوَّرُوا الادعاءات، فإذا أظهروا وثيقة فهي لا تدل إلا على أقل من واحد في المائة على الحقيقة، ثم كرُّوا عليها بالتهويل والتطبيل والتهويش بسجع كسجع الكهان، وهم يسيرون على مبدأ الإعلاميين الكذبة؛ اكذب واكذب حتى يصدقك الناس، بل كذبوا حتى صدَّقوا أنفسهم، لقد وشوا وتآمروا، وقبضوا ثمن ذلك سيارات واشتروا شققًا وعمارات، وتحالفوا من أجل ذلك مع أهل الأهواء والبدع؛ الذين كانوا من قبل يُطلقون فيهم القول الفظيع، ويُشنعون عليهم بضروب التشنيع، ويصفونهم بأنهم أخطر من اليهود والنصارى على الدعوة السلفية.
أمرٌ آخر: أني بإذن الله لم ألجأ إلى الرد بمفردات قاموسهم القذر، ولم أُطلق فيهم الأوصاف التي يستحقونها، ولن أشمت بهم؛ وقد فضحهم الله في بيوتهم، وبين أولادهم، وعند أقرب الناس إليهم، لأن السب والشتم حجة العاجز، ودليل الكذاب، وزاد الدعي، وكل إنسان إذا أراد أن يسُبّ ويشتم ويُجدع يستطيع، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " أتدرون من الفلس من أمتي؟قالوا : المفلس فينا: من لا درهم له ولا متاع . قال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنِيَت حسناته من قبل أن يقضِيَ ما عليه؛ أُخِذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرِح في النار" أخرجه الإمام مسلم.
وسأتناول في هذه الكلمات الموجزات؛ أحد هؤلاء المفلسين؛ الذي تصدى لأمر ليس من اختصاصه، وليس له به علم، واجتمعت فيه صفات المفلس التي تقدم ذكرها في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كذب، وقد شتم، وقد قذف، وقد سعى في سفك دمي، وما ترك صفة ذميمة إلا ألحقها بي، فحسبنا الله ونع الوكيل، والله المستعان على ما يصفون، وما كنتُ أوَدُّ أن أجعله غرضًا لي؛ لأنه لا يستحق، وكلامه عند المنصف ليس بصدق، وإنما يحكم على الرجال بأقوال العلماء، وليس بأقوال الأدعياء، وهو عن الحق بمعزل، ومنزله عنه بأبعد منزل، لكن من المؤسف حقًّا، أن يغتر بكلامه بعض الناس؛ لأن كثيرًا من منتديات أهل الباطل والبدع؛ روَّجت لها وضخمتها، وفرحوا بها وطاروا، فظن بعض الشباب أن السكوت عن الباطل إقرارٌ له، والتأخر عن الخصومة وعدم التسابق إلى الفتنة عجزٌ وخوَر، وحال هذا المفلس؛ أنه راجعه بعض أهل الخير وضيَّقوا عليه بالزجر قال: هذا كلامٌ قديم، وأنه انتشر بغير إذني وليس لي علمٌ بذلك. فظنَّ به أهل الخير خيرًا، وتركوه، وهو مع ذلك كله لا يزال يجلب بخيله ورجله، وأنا أعلم علم اليقين؛ أنه رجلٌ ضُلِّل، وزيَّن له شياطين الفئة الباغية أُمورًا، ولكن ليس هذا بعذر له، فمن الواجب عليه شرعًا أن يُراجع صاحب الشأن، ويتثبت من الأمور، وإن كانت عنده نصيحة فليؤدها.
المسألة الأولى: أباطيله في مسألة أبي الحسن المأربي المصري –هدانا الله وإياه-، قال هذا المفلس: "يعني منذ بدأت فتنة المأربي –وهذا قوله- : يعني منذ بدأت فتنة المأربي وهو في انتكاس –أي:عَنِّي- للأسف الشديد يعني أنا أتكلم من واقع وهو في انتكاس من معارضة للشيخ ربيع ومن دعاوى كاذبة، وسبب فرقة وفتنة واللمز في الشيخ ربيع وجفاء للمشايخ ..." إلى آخر قوله الذي هو يدل على أنه لا يسوى بعرة .
أقول: هذا الكلام لا يسوى نقله، لأنه دعوى لا دليل عليها، وكذِبٌ له قرون، والواقع يرفضه، والبرهان ينقضه، فأنا أتحدَّاه أن يأتي بدليل واحد على هذه الدعاوى، وأمونه ما شاء من الزمن أن يأتي ولن يأت بإذن الله؛ هذا أوّلاً.
ثانيـًــــــا: فإن جعل الموقف من المأربي سببًا في الانتكاس والضلال؛ فهذا تألي على الله، لا يُقِرُّه عليه أحدٌ من أهل العلم وطلابه، وإن وجد من يُطبل له ممن ليسوا في العير ولا في النفير، وليَدُلُّونا على عالم أو طالب علم قرَّر هذا التقرير، بل إن والدنا الشيخ ربيع –حفظه الله- لا يرضى هذا الغلو والتنطع وهذه الحدادية المغلفة؛ وقد سمِعتُ هذا منه مرارًا وتكرارًا .
ثالثــــــًا: إن موقفي من المأربي منذ البدايات؛ أنني خطَّأتُ المأربي، وإنما كان الخلاف هل الرجل مبتدعٌ أو لا.
رابـــعـًــا: أما معارضتي للشيخ ربيع التي يدعيها؛ فإننا نَصَحةٌ ولسنا فَضَحة، وعذارون وليس عثَّارين، فليس هناك معارضة بيني وبين الشيخ ربيع من ربع قرن، وعلاقتي به لا يستطيع ولا مثل الأرض من مثله أن يهزوها بإذن الله، ولا زلنا نسمع من والدنا الشيخ ربيع –حفظه الله-؛ فإن وجدنا حقًّا نصرناه وأيَّدناه، وإن كان لنا وِجهة نظر طرحناها وبيَّناها ، والشيخ ربيع –حفظه الله- يتسع صدره لمن خالفه بحق، أو كان له اجتهادٌ مقبول، ونحنُ في دعوة نتعاون فيها على البر والتقوى، ولسنا في حزب أو تنظيم، وهذا من فضل الله علينا ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ومواقفي مع الشيخ ربيع –حفظه الله وغيره من إخواننا أهل العلم نُصرةً ونُصحًا وتعاونًا على الخير يعلمها من كان له أدنى صلة بِنا، أما المنقطع المُنبَت عن إخوانه؛ المتربِّص للعثرات؛ فما له ولنا.
خـــــامسـًا :أما جفوة المشايخ، فأي مشايخ تعني، فأنا مازلتُ منذُ أن أحُجَّ أو أعتمر إلاّ زُرتُ من استطعتُ من إخواننا من أهل العلم؛ كالشيخ العباد، ، وإخوانهم من علماء أهل المدينة، والشيخ ربيع، والشيخ وصِيُّ الله، والشيخ محمد بن عبد الوهاب البنّا، وإخوانهم في مكة.
ســادســــًا : وعودًا على بدء؛ فهذا الرجل هو الذي يُداهن من لا يزال يُدافع عن المأربي ، بل يُزكي رؤوس المبتدعة؛ كمحمد حسان والحويني وأمثالهم، بل نكص على عقبيه وصالحهم على ما عندهم من تمييع في المنهج السلفي وانحراف في الدعوة، وبالأمس القريب؛ ما ترك وصفًا خسيسًا إلاّ نعته به، ثم يتمترس وراء دعوة كاذبة أن الشيخ ربيعًا –حفظه الله- يؤيِّد ما يقوم به ودعا إلى هذا التلاعب بالدعوة.
هل غيَّر أعداء الأمس حلفاء اليوم قواعدهم وضوابطهم التي ميَّعوا بها المنهج السلفي؟
هل غيروا موقفهم من المأربي والمغراوي وعرعور أم أنهم أصبحوا في صفهم، بل زادوا نغمة على الطمبور فزكوا حسان والحويني، فأين أنت من هذا كله، إذا كان موقف سابق من المأربي ولنا فيه حجة ولنا فيه سلف، تعُدُّه بداية الانتكاس(!)، فأيُّ انتكاسة أنت فيها الآن؛ من موالاة هؤلاء الحزبيين، والتعاون مع هؤلاء المميعين، والسكوت عن قواعد وضوابط هؤلاء المنحرفين، فاربع يا هذا على نفسك؛ واعلم أن الحفرة التي حفرتها لنا أوقعك الله فيها؛ اللهم لا شماتة، أتحدَّاك أن تُظهر ورق اللعبة التي اتفقتم عليها أنت وإيَّاهم لكي يطلع عليها من يغتر بك؛ ليعلموا مدى تلاعبك على الحبلين، والكيل بمكيالين.
ســـابـعًا: هل تظن أن أحوالك تخفى على الناس، فأنت في بلاد الحجاز تُظهر موافقتك للشيخ ربيع وعلماء المدينة، وعندما تخرجُ منها إلى غيرها تُصاحب المبتدعة والمنحرفين وأهل الأهواء الذين تفتخر بأنهم شيوخك، وما خبر زيارتك للأردن عنّا ببعيد، فمدخلك ومخرجك وإقامتك وفطورك وعشاءك وغداءك عند التكفيريين في جرش وغيرها.
ثـــامنــًا:لقد بيَّنتُ ولو بعد حين؛ موقفي الصريح من المأربي والمغراوي ومن قبل في عرعور والحويني ومحمد حسان وأمثالهم، وعندما رأيتُ انحراف الفئة الباغية نحو هؤلاء الضلال وأمثالهم من أهل البدع؛ كمجموعة الإسكندرية؛ أعلنتُ نصرتي وموالاتي لإخواني السلفيين في الحجاز كالشيخ ربيع وإخوانه علماء المدينة، وإخواني السلفيين في اليمن كالشيخ يحيى وإخوانه من طلاب العلم، والكُلُّ يعلم أن هؤلاء ومن كان معهم هم فئتي التي أتحيَّزُ لها في المنهج والدعوة والعقيدة.
وأُذكركَ بقولك البهتان، وشهادتك الزور؛ -والله حسيبك- : " وهذا ظهر بعد سبحان الله؛ بعد دفاعه عن المأربي، يعني الدفاع عن أهل البدع يوجب الزيغ كما زاغ، ولكن لم يكن زيغه فقط في المنهج" هكذا قال، أقول : فمن الزائغ الآن بناءً على تقريراتك وتقعيداتك(؟!) أليس أنت وحلفاؤك الذين يُزكون حتى هذه الساعة المأربي والمغرواي والحويني وحسان وعرعور، بل من هم أشد منهم كإحياء التراث وغيرها، بل هم أسوء من هؤلاء جميعًا، بل إنهم الآن يضعون الآن يَدَهُم بِيَدِ روافض العراق قاتلهم الله أنى يؤفكون.
هذا الأمر الأول بالنسبة لموقفي من المأربي.
ثانيًا : تزييفه لما حصل مع جمعية إحياء التراث.
قال فضَّ الله فاه: كان فيما مضى يذُمُّ إحياء التراث، ثم أصبح معهم قلبًا وقالبًا، وكان يأخذ منهم الأموال، ومما صحّ عندي من نقل المشايخ الثقات؛ سواء كانوا من المعاصرين أو كانوا من المُحَكِّمين الذين دخلوا في القضية وكانوا طرفًا فيها يعني أخذتُ التفاصيل من عدة أشخاص ذوي العلاقة المباشرة أن إحياء التراث أرسلوا مبلغًا ضخمًا. إلى آخر هراءه وافتراءه.
نعم؛ أقول: نعم؛ كنتُ أذُمُّها لمَّا رأيتُ ما صنعت بِنا قبل خمسة وثلاثين سنة، وأنها جاءت لتشتري بدراهمها من تستطيع أن تشتريه، ثُمّ جاءوا بحلفائك وأقسموا بالله أنهم تغيَّرُوا وأنهم يريدون التعاون على نشر السلفية، وأن الجمعية والمركز سيكونان في خدمة الدعوة، ويومَها تَشَاورنا جميعًا، وكان رأيُنا أن نُجربهم ونختبر صدقهم، فصارت علاقة بين المركز وبين الجمعية، ولم تكن أيُّ علاقة شخصية بيني وبين هذه الجمعية، وإنما كانت العلاقة معي بصفتي مُديرًا للمركز وليس بصفتي الشخصية، فإن كان هذا مَذَمَّة فهي تلحق حُلفاءك تَبَعًا وقبلي؛ فقد خاطبتُ الجمعية بأسمائنا جميعًا كمؤسسين للمركز وليس بصفتي الشخصية، وتَواقيع هؤلاء على تلك الرسالة التي أُرسلت للجمعية أوَّل أمر عندي.
ثانيًا: هذه الأموال التي أُرسلت للمركز على مدار ثلاث سنوات وكانت في علم الجميع، ولكن لمَّا رأيتُ أن حلفاءك الجُدد يريدون هدر أموال المركز وتضييعها؛ بين قرض وبين مكافأة وبين غيرها اتخذتُ قرارًا أن أُحافظ على هذه الأموال للمركز وليس لي.
ثالثًا: هذه الأموال أُعيدت للجمعية بكامل حريتي واختياري وفيها محضر مُوَقّع عليه من هؤلاء؛ من هؤلاء الفئة الباغية لهم علاقة بهذا الموضوع وليس كما تدعي تحت التهديد، فمرّةً يقولون: إن الجمعية هدَّدت برفع قضية، وأُخرى يقولون: أنهم أرادوا أن يشكوا إلى الديوان الملكي، ومرَّةً إلى وزارة الخارجية، ومرَّةً إلى السفارة الكويتية، فانظر إلى تخبطهم وكذبهم، وتأمل كذبك، يقولون: الظاهر أرسلت له إحياء التراث مبلغًا ضخمًا من المال، الجمعية أرسلت تسعين ألف دينار فأين هي؟ أو .. هو لا يعرف لا دينار ولا درهم، لكن ما وصل شيء، قالوا : أرسلنا لسليم.
رجعوا لسليم، يا سليم: أين المال الضخم؟ والله ما جاءني شيء. يحلف بالله؛ بدون أن يُراعي لله أي قيمة في الحلف، يحلف الأيمان المُغلّظة، وهو كاذبٌ بكل سهولة، والله والله ما فعلت؛ والله ما أخذت.
اتصلوا بإحياء التراث؛ وقالوا : الرجل يحلف بالله ما وصل،.
اتصل عليه طارق العيسى وقال له: يا شيخ سليم: أنتَ أخذتَ وأرسلنا لك الحساب؛ فإما أن ترجع المبلغ، وإما أن نشتكي إلى الديوان الملكي الأردني. بعدها؛ خاف وأرسل الأموال، أرسلها رسميًا؛ إلى آخر الرواية المُفَبركة؛ رواية مفبركة، من أَمْلاها عليه؟ أملاها عليه رؤوس الفئة الباغية لتكونَ عُرضانًا للصلح المزعوم، وكأنه لم يسمع بحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "كفى بالمرء إثمًا –وفي رواية- : ( كذبًا )؛ أن يُحدِّث بكل ما سمِع" ، هو باعترافه يقول: أنا ما حضرتُ، أنا ما شهِدت، أنا ما اطلعتُ، أنا سمِعت.
فإن كنتَ استمعتَ؛ فلِمَ لم تسمع من الطرف الثاني، ألم تسمع قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : "بِئسَ مَطِية القوم زعموا" ، ألم تسمع بقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- :" من حدَّث بحديث يُرى أنه كذِبٌ؛ فهو أحد الكاذبين"، إن هذه الرواية ألقاها عليك من صالحتَ وهادنتَ ورضيتَ به مع انحرافه وزيغه وبدعته، ألقاها إليك؛ لتنشُرَ منها وتُذِيعَها بدون أدنى تثبت. أقول لك ولحُلفائك: طارق العيسى حيٌّ يُرزَق؛ أتحدَّاهُ أن ينطِق بهذا الكلام رسميًا أو يُثبته، أن يقول: أنني هدَّدتُ الهلالي بأنني سأرفعُ عليه قضية؛ أتَحدَّاهُ وأتحدَّاهم، فجميعُ الوثائق التي عندي؛ تُبرهن أن الأموال رَجَعَت؛ لأنني اخترتُ رُجوعها، ووافَقَ على ذلك حُلفاؤُكَ بعدما يَئِسُوا من الحصول عليها.
نعم؛ أعَدتُها للجمعية حتى نتخلَّص من هَيْمنتِها، ونتخلص من مِنَّتِها، ونقول لهم: لسنا بحاجة لكم ولا لأموالكم، لقد عادتِ الأموال إليهم فليَفرحوا بها، ولقد أغنانا الله عنهم في الماضي وفي الحاضر، ونسأل الله أن يُغنينا عنهم في المستقبل.
رابــعًا: من هم المشايخ الذين تقول عنهم المشايخ الثقات، والمُحَكَّمين الأثبات، سمِّ لنا رجالك؟ ليرى من يسمع قولك مَنْ هُم هؤلاء (الأثبات الثقات!).
هؤلاء (الأثبات الثقاتَ!)؛ لا تزال مقالاتُكَ في تبديعهم وانحرافهم تزخر في منتديات الأنترنت.
هؤلاء (الأثبات الثقات!)؛ هم خصومٌ في هذه القضية، كيف تستشهدُ بالخصوم عليَّ (؟!!).
هؤلاء (الأثبات الثقات!)؛ هم الذين انحرفوا بالدَّعوَة والمركز وانتموا في أحضان القطبية والتكفيرية في الإسكندرية والقاهرة.
هؤلاء (الأثبات الثقات!)؛ هم الذين قلبوا ظهر المِجَن لوالدنا الشيخ ربيع ووصفوه بالفتنة، وأنَّهُ كبُرَ وخرُفَ، وأنه وأنه ...، نعم هؤلاء؛ ومع ذلك تقول عنهم مشايخ ثِقَات (!!!)
هل تعرف ما تقول (؟!)
هل تُدركُ ما تكتُب (؟!)
أم أنك تهذي بما يؤذي فقط ليُقال عنكَ أنَّك حذَّرتَ من الهلالي؛ ليرضى عنكَ الفئةُ الباغية.
فما مِثلُكَ يا هذا؛ إلاَّ كالذي بال في زمزم ليصير مشتهرًا.
خــامسًا: أنتَ لا تدري عن أيِّ شيء حدَثَ بالمركز، ولا دوافِعَهُ، ولا آثاره، ولا مَنِ الذي يُديرُ الفئة الباغية التي لا تزال تُصِرُّ على إجرامها، وتُصِر على انحرافها، وتَعرض الدَّعوة السلفية بالأردن في المزاد العالمي.
ثالثًــــًا: تناقضاته وادعاءاته وافتراءاته، وأما بقيَّةُ كلامه؛ فأنا أتحدَّاه أن يأتي على حَرْف واحد ببرهان، أو على كلمة بدليل.
واسمعوا إليه فضَّ الله فاهُ يقول: "يتعلـَّقُ بالنســاء".
أقول لك: اسمع قول الله تعالى: ﴿والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شُهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا وأولئك هم الفاسقون﴾
فأين شُهودُك على قولك هذا ؟
أم أنَّك أدمَنتَ على الجَلْد ولم تَعُد تعبأ بثمانين جَلدة، وقد حُكِمتَ بأضعافها جزاءً وِفاقًا على كذبك وافتراءك على عباد الله.
نعم؛ حُكِمتَ بالجَلْد في محاكِمِ البلد الذي تُقيم فيه وتدَّعي أنك تُدافعُ عنه، ومع ذلك لم ترعَوِي.
فمن هو الجديرُ بالفسق(؟!)، ومن هو الحقيقُ بردِّ الشهادة(؟!)، ومن الذي سيكتُب التاريخُ على قَفاه (؟!)
لن يُفلِح أبدًا ما دام مُقيمًا على كذِبه، مُصِرًّا على بُرهانه، مُستهينـًا بأعراض المسلمين.
ولكن يا هذا؛ بابُ التوبة مفتوح، فهلاَّ من توبة نصوح تعترفُ بها بكذبك، وترجع عن الطعن في أعراض إخوانك، أسأل الله أن يهدِيَك، وأن يُوَفِّقك لتوبة نصوح، وأسأل الله لنا ولإخواني المسلمين السَّتر والعافية.
وآخرُ كلامِنـــا أن الحـمدُ لله ربِّ العالميــــــن.