إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطبة صلاة الجمعة: الأحيــأء الأمــوات/ لفضيلة الشيخ سليم بن عيد الهلالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطبة صلاة الجمعة: الأحيــأء الأمــوات/ لفضيلة الشيخ سليم بن عيد الهلالي

    عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [أخرجه مسلم].
    1- هذا الحديث يبين أقسام الناس في الحياة الدنيا وعلاقتهم بالآخرة وهم ثلاث أقسام:
    - قسم تلهيه دنياه وينسى الآخرة فكل عمله وكده للدنيا.
    - قسم يزهد في دنياه وينصرف على الآخرة.
    - قسم وازن بين دنياه وآخرته وجمع بينهما على خير.
    أ- علم أن الاستفادة في الآخرة مردها إلى عمل الدنيا، فابتغى فيما آتاه الله الدار الآخرة ولم ينس نصيبه من الدنيا.
    ب- علم أن العلاقة بين استثمار الآخرة وانتاج الدنيا علاقة طردية، فكلما أكثر الانتاج في الدنيا كان اسنثماره عاليا في الآخرة.
    2- هذا الحديث ينظم علاقة الفرد بالجماعة والعكس.
    أ- يؤمن مستقبل الفرد الدنيوي والأخروي من خلال أعمال جماعية تخدم المجتمع المسلم، فالصدقة الجارية ثمرها الأخروية لهذا الإنسان لكن فائدتها الدنيوية للمجتمع، وكذلك العلم الذي ينتفع به.
    وكذلك الولد الصالح الذي سيعمل لمجتمعه وأمته ولكن هو من كسب أبيه.
    3- هذا الحديث تحقق للإنسان حبه للخلود لكن وفق المنهج الإلهي.
    أ- كل إنسان يحب أن يخلد ولأن ذلك حسب الإنسان، وذلك واضح في قصة الأبوين آدم وحواء مع إبليس: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} [طـه:120].
    فآدم عليه السلام سعى لذلك لكنه اخطأ فتاب فتاب الله عليه؛ وذلك ليعلمنا الله المنهجية الصحيحة في تحقيق الخلود، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه هذا ليعلمنا الطريق الصحيحة للخلود.
    ب- وكما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم طرق الخلود علمنا المفهوم للحق للخلود وأنه خلود الذكر الحسن ولسان الصدق في الآخرين وليس خلود البدن وبقاء الجسم.
    4- هذا الحديث تكلم عن ثلاث مجالات هي قوام المجتمع المسلم وسبب قيامه واستمراره:
    أ- المجال الاجتماعي ممثل بالصدقة الجارية والتي تعني التكافل بين الأفراد والتكامل بين المؤسسات وتغليب مصلحة الأمة على مصلحة الفرد لأنها اكبر وأعظم، ومع ذلك فإنها لا تلغي مصلحة الفرد، بل مجال لاستثمارها في نفقة ونفع مجتمعه.
    ب- المجال العلمي وأنه لا يستقيم المجتمع ولا تنهض الأمة إلا بالعلم النافع الذي ينفع الناس ويخرجهم من الضلالة إلى الهدى ومن الظلمات إلى النور.
    ت- المجال التربوي لإخراج أجيال تعمل لصالح آبائها ومجتمعاتها ونحافظ على إرث الأسلاف الصالحين وتمن استمرار الخير في الخير في الأمة، فالوالد كما ربى ولداً صالحاً كذلك سيرى الولد حفيداً صالحاً.

    5- هذا الحديث يعيد الاعتبار لقيم التكافل والتعلم والتربية التي كان لها قصب السبق في مشروعنا الحضاري الإسلامي.
    فالتكامل الاجتماعي كان له أثر كبير في الإسهام في حضارة الإسلام فبمجرد سماع المسلمين لهذا الحديث انطلوا في بناء المساجد والأوقاف والمشافي والمدارس والخانات التي كونت نهضة اجتماعية تاريخية ثم وصفوها في خدمة العلم والعلماء وطلابه، فاتفقوا عليهم وكفلوهم فصار هاجس العالم وطالب العلم إن يقدم ما ينفع مجتمعة وينشر دينه ويعز أمته كيف لا يصبح ذلك هاجسه وأمته أعلت مرتبته وكفلت له معيشته وسمعت كلمته.
    وصدق من قال: إذا أردت إن تعرف قيمة أمة فانظر إلى قدر العلماء فيها!!
    ولذلك فالعلماء وطلاب العلم في المجتمع المسلم كاملون مساهمون مبادرون وإذا كان العلماء كذلك والآباء مهتمون بأولادهم فيجتمع العلم والتربية، ويكون العلماء امتداد للآباء فينشأ جيل مسلم عرف ربه وعرف نفسه وكل على تحقيق الخير لدينه وأمته؛ فهو عامل بناء لخير أمة أخرمت للناس.
    6- من طبق هذا الحديث فهي الحي بعد موته فهم الأموات الأحياء.
    أ- أحياء بين الناس بنفعهم لهم علماً وعملاً.
    ب- أحياء بين الناس ببقاء ذكرهم الحسن واستمرار الثناء الجيل عبر الأجيال: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ} [الشعراء: 84].
    ث- إحياء باستمرار نسلهم الصالح الذي يدعوا لهم ويستغفر لهم.

    للاستماع والتحميل:http://www.alhilaly.net/mhadrat_show-298-0.html


يعمل...
X