إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطبة الجمعة: ظاهرة إسقاط أحاديث الفتن على الأشخاص؛ لفضيلة الشيخ سليم الهلالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطبة الجمعة: ظاهرة إسقاط أحاديث الفتن على الأشخاص؛ لفضيلة الشيخ سليم الهلالي


    تظاهرة إسقاط أحاديث الفتن على الأشخاص والوقائع قديمة لكنها اختفت مدة طويلة، ثم عادت إلى الظهور بشكل ملفت للنظر في حروب الخليج الأولى والثانية والثالثة.
    ومن ذلك ما ورد من أحاديث عن السفياني حيث أنزلوها على حاكم العراق السابق صدام حسين، واستمر هذا الأمر فكلما ظهرت فتنة تكاثرت الأحاديث حولها وظهر من يفسرها كما شاء، وكيف شاء، وبما شاء ليظهر موافقة هذه الأحاديث للواقع، أو أن هذا الواقع هو المراد به هذه الأحاديث.
    ولا بد في هذه الحالة من أمور؛ منها:
    1- لا بد من التحقق من صحة الأحاديث، والتثبت من ألفاظها وجمع رواياتها لكي يتم معرفة المعنى المراد عليه؛ وعليه فإذا ثبت ضعف الحديث فلا يلتفت إليه ولا يعول عليه.
    2- ترك الاحتجاج بالاحتمالات، وعدم الاعتماد على تنبؤات الكهنة والإسرائيليات وكتب الروافض وبخاصة ما يسمى كتاب الجفر.
    3- أن لا يؤثر هذا الإسقاط وحالة الترقب على واجبات الوقت والتكاليف الشرعية.
    4- أن يتولى هذا الإسقاط عالم مجتهد مشهود له بمعرفة علوم الكتاب والسنة ومتصف بالتجرد والموضوعية، فعليه أن يتخلى عن جميع مقرراته السابقة ومواقفه المتعددة، وعليه أن يتحل بالنزاهة والشفافية فلا يعرض عن حق علمه ولا يسكت عن باطل رآه، وإن كان ولا بد فإذا سكت عن الحق فلا ينطق بالباطل، وقد كان منهج السلف من الصحابة في هذا الباب يقوم على التعميم في الغالب ليحذر الناس ظاهرة ويفروا من الفتنة لأن هذا هو المراد للأعيان.
    ولذلك كان أبو هريرة –رضي الله عنه- يعمم ولا يعين، ومن ذلك قوله مرفوعاً: «تعوذوا بالله من رأس السبعين وإمارة الصبيان» [أخرجه أحمد، وابن أبي شيبة، والبزار وغيرهم بإسناد حسن، (الصحيحة: 3191)].
    مع أن أبا هريرة يعرفهم، فعن عمرو بن سعيد قال: كنت جالساً مع أبي هريرة –رضي الله عنه- في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ومعنا مروان بن الحكم، فقال أبو هريرة: سمعت الصادق الصدوق يقول: «هلكت أمتي على يدي غلمة من قريش»، فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة.
    فقال أبو هريرة: لو شئت أن أقول: بني فلان، وبني فلان.
    قال عروة بن يحيى:فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا في الشام، فإذا رآهم غلماناً أحداثا قال لنا: عسى هؤلاء أن يكونوا منهم.
    قلنا: أنت أعلم. [أخرجه البخاري والسياق له].
    ولكنه –رضي الله عنه- كان يبين الإمارات العامة لتلك الفتنة؛ فعن سعيد بن كنعان قال: سمعت أبا هريرة –رضي الله عنه- يتعوذ من إمارة الصبيان والسفهاء.
    فقال سعيد بن كنعان فأخبرني ابن حسنة الجهني أنه قال لأبي هريرة ما آية ذلك؟ قال: أن تقطع الأرحام، ويطاع المُغوي، ويعص المُرْشد» [أخرجه البخاري في الأدب بإسناد صحيح والحديث له حكم الرفع].
    للاستماع اضغط هنا
    http://www.alhilaly.net/mhadrat_show-292-0.html

يعمل...
X