تحذير السلف الثقات من الإمعة والإمعات
وردت آثار كثيرة عن السلف في الزجر عن التلون في الدين والتميع في المنهج؛ منها:
1- عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: «يا كُمَيلَ، إنّ هذه القلوبَ أوعيَة، فخَيرُها أوعاها، والناسُ ثلاثة: فعالِمٌ ربّانيّ، ومسترشد على سبيلِ نجاة، وهَمَجٌ رَعاع، أتباعُ كلِّ ناعِق، ، لم يستضيئوا بنورِ العِلم، ولم يَلجأوا إلى ركنٍ وثيق.
أفٍ لحامل حق لا بصيرة له ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، لا يدري أين الحق، إن قال أخطأ وإن أخطأ لم يدر، مشغوف بما لا يدري حقيقته فهو فتنة لمن افتتن به وإن الخير كله من عرفه الله دينه وكفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف دينه».
2- عن ابن مسعود –رضي الله عنه-: «لا يكونن أحدكم إمعة، قالوا: وما الإمعة؟، قال: يجري مع كل ريح».
وعنه: «لا يتبعن أحدكم دينه رجلاً، إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإنه لا أسوة في الشر».
3- وعن الإمام أحمد –رحمه الله- قال: «ليوطنن المرء نفسه على أنه إن كفر من في الأرض جميعاً لم يكفر ولا يكونن أحدكم إمعة، قيل: وما الإمعة؟، قال: الذي يقول: أنا مع الناس، إنه لا أُسوة في الشر».
من خلال هذه الآثار يتضح أن الإمعة هو:
1- ليس عنده ثوابت منهجية يرجع إليها وأصول عقدية يعتمد عليها؛ فلا بصيرة عنده ولا علم لديه.
2- ليس له رأي خاص به لأنه مهزوز الإيمان يعبد الله على حرف.
3- ليس له موقف خاص به بل يدور مع المصلحة والنجاة، وإن كان على حساب دينه وسلامة عقيدته.
4- ليس لديه عزم على اتخاذ موقف مغاير لمن حوله ولو كانوا على ضلالة، بل هو معهم إن أحسنوا أحسن، وإن أحطأوا أخطأ، وإن اهتدوا اهتدى، وإن ضلوا ضل.
5- يعفي نفسه من المسؤولية ويوقع اللوم على الجميع ما عداه.
6- يتقمص شخصية غيره ويذوب في الآخرين كما يذوب الملح في الماء.
أخا الإسلام من نعم الله العظمى والكبرى علينا:
أن كل واحد منا خلق آخر لم يسبق له في التاريخ مثيل، ولن يأتي مثله في الدنيا شبيه: {مِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ} [الروم: 22].
فكل إنسان له طعمه الخاص ولونه الخاص، فلماذا يتبع زيداً أو عمراً أو يحشر نفسه في دهاليز التقليد ويدفن نفسه في سراديب التحزب والتبعية فريد كل مسلم بلونه وطعمه ومذاقه؛ لأنه خلق هكذا وعرف بهذا، لكن هذب نفسك بالوحي وربي ذاتك بالكتاب والسنة واتبع محمد صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} [آل عمران: 31]، وسير بسير الصحابة الكرام: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} [التوبة: 100].
فأبو بكر برحمته وحزمه نصر الملة ونفع الأمة وثبت يوم الردة.
وعمر بصلابته وثباته نصر الإسلام وأعزه.
وعثمان بكرمه وسخائه وحيائه لم يتلون مع المنافقين ولم يداهن الخوارج.
وعلي ببصيرته وشجاعته لم يجامل من جعله إلهاً ولم يسكت لمن شايعه بالباطل.
هكذا كانوا وهكذا يجب أن نكون.
هكذا كانوا وهكذا يجب أن نكون.
للاستماع والتحميل اضغط هنا
http://www.xn----vmcfbbl6df4kvacccm.com/sound.php?action=mhadrat_show&id=283&n=0
منقول من منتديات منهاج الرسول السلفية للفائدة
- منتديات منهاج الرسول السلفية - (Powered By PBBoard)
http://www.xn----vmcfbbl6df4kvacccm.com/sound.php?action=mhadrat_show&id=283&n=0
منقول من منتديات منهاج الرسول السلفية للفائدة
- منتديات منهاج الرسول السلفية - (Powered By PBBoard)