حكم موافقة اليهود في عطلة يوم السبت
قال ابن كثير عند هذه الاية: لا شك أن الله تعالى شرَع في كل ملة يوما من الأسبوع، يجتمع الناس فيه للعبادة، فشرع تعالى لهذه الأمة يوم الجمعة؛ لأنه اليوم السادس الذي أكمل الله فيه الخليقة، واجتمعت الناس فيه وتمت النعمة على عباده. ويقال: إنه تعالى شرع ذلك لبني إسرائيل على لسان موسى، فعدلوا عنه واختاروا السبت؛ لأنه اليوم الذي لم يخلق فيه الرب شيئًا من المخلوقات الذي كمل خلقها يوم الجمعة، فألزمهم تعالى به في شريعة التوراة، ووصاهم أن يتمسكوا به وأن يحافظوا عليه. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم: فهذا العمل هو من خصائص دينهم إما أن يفعل لمجرد موافقتهم وهو قليل، وإما لشهوة تتعلق بذلك العمل، وإما لتشبه بهم تخيل أنه نافع في الدنيا أو الآخرة، وكل هذا لا شك في تحريمه لكن يبلغ التحريم في بعضه إلى أن يكون من الكبائر، وقد يصير كفرا بحسب الأدلة الشرعية .اهـ.
وفي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه(أي يوم الجمعة) ، فهدانا الله له ، فالناس لنا فيه تبع اليهود غداً والنصارى بعد غد » .