البراءة من النار والنفاق
عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال صلى الله عليه وسلم: «من صلى لله أربعين يوماً في جماعة: يدرك تكبيرة الأولى؛ كتبت له براءتان: براة النار، و براءة من النفاق» [«الصحيحة»: (1679و2652)].أولاً: هذا الحديث فيه بيان أهمية صلاة الجماعة وفضلها.
ثانياً: فيه توضيح حقيقة التوحيد و الإخلاص، وأن الأعمال يجب أن تكون خالصة لله.
ثالثاً: هذا الحديث فيه فضل التكبير للصلاة.
والتكبير إلى الصلاة فيه فوائد كثيرة:
1- فيه دلالة أن القلب معلق بالمساجد، وأن العبد لا تلهيه تجارة، ولابيع عن ذكر الله، وإقام الصلاة.
2- فيه انتظار للصلات ومنتظر الصلاة في صلاة
3- انتظار الصلاة سبب في صلاة الملائكة على العبد، وفي مغفرة الله له، ورحمته تمحو الخطايا وهي رباط سبيل الله.
4- تحرز فضيلة الصف الأول.
5- مكنك من الإتيان بالنوافل.
6- تمكنك من الدعاء بين الأذان والإقامة.
7- تعينك على أن تأتي إلى الصلاة بسكينة ووقار.
رابعاً: ما هو سر الأبعين في الحديث.
الأربعون في الشرع رمز للكمال والنضوج والتهيؤ لاستقبال مدد الله وكرمه.
أ- فموسى واعده الله أربعين ليلة ليتم ميقات ربه قال تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ [الأعراف: 142].
ب- قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين﴾ [الأحقاف: 15].
ت- جعل الله انتقال الخلق من مرحلة إلى مرحلة أربعين يوماً.
ث- وما بين النفختين أربعين.
خامساً: لماذا قيد ذلك بإدراك التكبيرة الأولى.
أ- ورد عن السلف الصالح آثار كثير في فضل تكبيرة الإحرام.
قال سعيد بن المسيب: «ما فاتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة» [«الحلية» (2/163)].
قال وكيع: «كان الأعمش قريباً من السبعين سنة، لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه قريباً من سنتين ما رأيته يقضي ركعة» [«مسند الجعد» (755) ].
عن إبراهيم النخعي قال: «إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى، فاغسل يديك منه» [«الحلية» (4/215)].
قال ابن حجر: «والمنقول عن السلف في جعل التكبيرة الأولى آثار كثيرة».
سادساً: لماذا براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق.
من حافظ على هذه الدورة الإيمانية المتكاملة فإن فيه صفتين:
الأولى: الإخلاص وهذه كفيلة من النار: ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾ [مريم: 71و72].
الثانية: المبادرة والمسارعة إلى الخير، وهذه صفة تنفي الكسل والتثاقل وبدورها تنفي النفاق؛ لأن المنافقين لا يصلون إلا وهم كسالى: ﴿وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى﴾ [التوبة: 54].
ويصلون وهم متثاقلون صلى رسول صلى الله عليه وسلم يوماً صلاة الصبح، فقال: «أشهد فلان الصلاة»، قالوا لا، ففلان قالوا:لا، قال: «إن هاتين الصلاتين من أثقل الصلاة على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً».
فهذا الحديث يدل على أن المنافقين متثاقلون عن الصلاة وبخاصة صلاتي الصبح والعشاء.
للاستماع والتحميل: http://www.alhilaly.net/mhadrat_show-313-0.html
:. الموضوع الاصلى: خطبة صلاة الجمعة: البراءة من النار والنفاق لفضيلة الشيخ سليم بن عيد الهلالي | المصدر: منتديات منهاج الرسول السلفية | كاتب الموضوع: أسامـة الهـلالـي .: