الفريابي ( ع )
محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الفريابي ، الإمام الحافظ ، شيخ الإسلام أبو عبد الله الضبي ، مولاهم ، نزيل قيسارية الساحل من أرض فلسطين . ولد سنة بضع وعشرين ومائة .
وسمع من : يونس بن أبي إسحاق ، وفطر بن خليفة ، ومالك بن مغول ، وعمر بن ذر ، والأوزاعي ، والثوري فأكثر عنه ، وإسرائيل ، وجرير بن حازم ، وعيسى بن عبد الرحمن البجلي ، وصبيح بن محرز المقرائي وأبان بن عبد الله البجلي ، وإبراهيم بن أبي عبلة ، وعبد الحميد بن بهرام ، وفضيل بن مرزوق ، وورقاء ، ونافع بن عمر ، وخلق سواهم .
وعنه :البخاري ، وأحمد بن حنبل ، ومحمد بن يحيى ، وإسحاق الكوسج ، وسلمة بن شبيب ، وأبو بكر بن زنجويه ، ومحمد بن سهل بن عسكر ، وأبو محمد الدارمي ، ومحمد بن عبد الله بن البرقي ، ومؤمل بن يهاب ، وحميد بن زنجويه ، وأحمد بن عبد الله العجلي ، وعباس الترقفي ، وعبد الله بن محمد بن أبي مريم ، وعبد الله ولده وعبد الوارث بن الحسن بن عمرو بن الترجمان البيساني ، وعمرو بن ثور الجذامي ، ومحمد بن مسلم بن وارة ، وأمم سواهم سمع من سفيان ، وصحبه مدة بالكوفة .
قال أحمد :كان رجلا صالحا ، صحب سفيان ، كتبت عنه بمكة .
قال أبو عمير بن النحاس :سألت يحيى بن معين : أيما أحب إليك ، كتاب قبيصة أو كتاب الفريابي ؟ قال : كتاب الفريابي .
روى عباس ، عن يحيى قال: قبيصة ، ويحيى بن آدم ، وأبو أحمد الزبيري ، والفريابي ، كلهم عن سفيان قريب من السواء .
وقال عثمان الدارمي :قلت لابن معين : الفريابي في سفيان ؟
قال : مثلهم ، يعني مثل عبيد الله بن موسى وقبيصة ، وعبد الرزاق .
وقال العجلي : الفريابي ثقة .
وقال البخاري فيما حكاه عنه الدولابي : حدثنا محمد بن يوسف - وكان من أفضل أهل زمانه - عن سفيان بحديث . . . ذكره . .
وقال النسائي : ثقة .
وقال أبو زرعة : الفريابي أحب إلي من يحيى بن يمان .
وقال أبو حاتم : ثقة صدوق .
وسئل الدارقطني عنه ، فوثقه ، وقدمه لفضله ونسكه على قبيصة .
وقال ابن زنجويه : ما رأيت أورع من الفريابي .
قال إبراهيم بن أبي طالب :سمعت محمد بن سهل بن عسكر :خرجنا مع محمد بن يوسف الفريابي في الاستسقاء ، فرفع يديه ، فما أرسلهما حتى مطرنا .
وقال البخاري :رأيت قوما دخلوا إلى محمد بن يوسف الفريابي ، فقيل له : إن هؤلاء مرجئة ، فقال : أخرجوهم ، فتابوا ورجعوا .
قال البخاري : واستقبلنا أحمد بن حنبل وهو يريد حمص ونحن خارجون منها ، وفاته محمد بن يوسف .
قال أحمد بن عبد الله العجلي : سألت الفريابي : ما تقول ؟ أبو بكر أفضل أو لقمان ؟ فقال : ما سمعت هذا إلا منك ، أبو بكر أفضل من لقمان .
قال العجلي : الفريابي ثقة ، كانت سنته كوفية . ثم قال :وقال بعض البغداديين : أخطأ محمد بن يوسف في خمسين حديثا ومائة من حديث سفيان .
وقال ابن عدي : له عن الثوري إفرادات ، وله حديث كبير عن الثوري ، ويقدم على جماعة في الثوري ، كعبد الرزاق ونظرائه ، وقالوا :الفريابي أعلم بالثوري منهم .
ورحل إليه أحمد ، فلما قرب من قيسارية نعي إليه ، فعدل إلى حمص .والفريابي فيما يتبين صدوق لا بأس به .
أنبأنا إبراهيم بن الدرجي ، عن محمد بن معمر ، أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء ، أخبرنا أحمد بن محمود ، أخبرنا ابن المقرئ ، حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن أبي رجاء بمكة ، حدثنا إبراهيم بن معاوية القيسراني ، حدثنا الفريابي ، قال :رأيت في منامي كأني دخلت كرما فيه أصناف العنب ، فأكلت من عنبه كله غير الأبيض ، فلم آكل منه شيئا ، فقصصتها على سفيان ، فقال : تصيب من العلم كله غير الفرائض ، فإنها جوهر العلم ، كما أن العنب الأبيض جوهر العنب ، فكان الفريابي كذلك ، لم يكن يجيد النظر في الفرائض .
وقال الفسوي :سمعت ثقة يقول : قال الفريابي : ولدت سنة عشرين ومائة .
والفريابي من أكبر شيخ للبخاري .
قال البخاري وابن يونس : مات في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة ومائتين .
سير أعلام النبلاء مجلد ١٠ صفحة ١١٥